هل أختص النبي بعض الصحابة بعلوم دون غيرهم

[الحسين بن ابراهيم]

سألني محدثي هل أختص النبي بعض الصحابة بعلوم دون غيرهم
فأجبته لايمكن أن يستوي الناس في درجة الايمان وتلقي العلم والفهم والمعرفة وقوة الحفظ فالناس متاينون في دلك فكل مأختص به هولاء الصحابة من هدا الباب .

فقال لي محدثي لا أقصد هدا ولكن اقصد أن النبي قد أسر الي بعض الصحابة علوما دون غيرهم فمثلا الم يحفط
ابوهريرة عن النبي وعائين احدهما بثثه والاخر لم يبثثه وإلا لقطع حلقومه الم يقل حديفة ابن اليمان والله إني لأعلم الناس
بكل فتنة هي كائنة فيما بيني وبين الساعة .

فقلت له نعم إن النبي أختص بعض الصحابة بعلوم دون غيرهم.
فهل كانت إجابتي صحيحة مع العلم أن عندي حجج تثبت صحة أجابتي أم اجابتي خاطئه .
نأمل من الجميع مشاركتي .

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

[اخت مسلمة]

حياك الله أخي الحسين ...

ان ماكتمه الصحابة المعنيين هنا أخي الفاضل ماهو الا وعاء فتنة وعلم عن غيب خلافات وأحداث ليست من علم ينفع ونقصانه يخل بالدين , بل هو اخبار عن قادم فيه دخن ووقيعه , وقد اختار سيدنا هريرة رضي الله عنه بالوعائين ومافي معناهما قسمين أو مجموعتين من الأحاديث النبوية التي سمعها منالنبي عليه الصلاة والسلام , أحدهما وهو الأكثر كما تعلم رواه ونشره , ويعلم من صاحب النبي عليه الصلاة والسلام أن لايجوز له كتمانه عنهم والثاني وهو الأقل وهو الذي كتمه ولم يروه للناس مما لاعمل فيه وفي نشره اثارة للفتنة , أو يترتب عليه اتكال أو يلحق من وراءه أذى أو تكذيب لمن يريويه من فتن وملاحم وخلافات وامراء وغير ذلك ,, وهذا مما جاز فيه الكتمان لما فيه من تحريك للفتنة في الاصول او الفروع أو مدح أو ذم , أما مافيه حلال وحرام وعمل ويجزى عليه بالثواب ويتوجب على تاركه عقاب فهذا من البينات والهدى ولايحل كتمانه بأي شكل بالتأكيد ,.,, وعلى هذا الفهم السديد لم يكن ابو هريرة وحده في هذا الفهم الرائق والحكمة المستقاة من صحبة النبوة فقد ثبت عن بعض الصحابة أيضا ذات التصرف فقد روي في مسلم عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قوله : " كنت ردف رسول الله عليه الصلاة والسلام على حمار يقال له عفير , قال: فقال: " يامعاذ تدري ماحق الله على
العباد وماحق العباد على الله " قال : قلت : الله ورسوله أعلم " قال : " فان حق الله على العباد أن يعبدوا الله ولايشركوا به شيئا , وحق العباد على الله عز وجل ان لايعذب من لايشرك به شيئا " قلت : يارسول الله أفلا أبشر الناس ؟ قال : " لاتبشرهم فيتكلوا "
كذلك عبادة بن الصامت رضي الله عنه فقد صح عنه انه في مرض موته قال : مامن حديث سمعته من رسول الله عليه الصلاة والسلام لكم فيه خير الاحدثتكموه , الاحديثا واحدا وسوف احدثكموه اليوم , وقد أحيط بنفسي , سمعت رسول الله عليه الصلاة والسلام يقول: " من شهد أن لا اله الا الله وأن محمدا رسول الله حرم الله عليه النار " , كما روي عن عمر رضي الله عنه قوله أقلواالرواية عن النبي عليه الصلاة والسلام الا فيما يعمل به ...وهذا محمول على خشية عمر من ان يحمل الناس الاحاديث في غير مواضعها أو يتكلون على مافي الأحاديث من رخص , ومالايفهمه الكثير فتحصل به الفتنة وقد حدث كل ماخشيه رضي الله عنه والله المستعان ,,
كما صح عن علي بن ابي طالب رضي الله عنه قوله : "حدثوا بمايعرفون ودعوا ماينكرون , أتحبون أن يكذب الله ورسوله "
كذلك قول عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قوله : "ما أنت بمحدث قوما حديثا لاتبلغه عقولهم الا كان لبعضهم فتنة "
ومثل هذا عن الصحجابة رضي الله عنهم كثير فيما أخفوهلمنفعه ولدرء فتنة ولاخفاء مايتكل عليه ويترك له العمل ولايترتب عليه عمل ولاتدعو له ضرورة , او مما لاتتحتمله قلوب العامة وخشيت مضرته على القائل والسامع ,, كما كان النبي صلى الله عليه وسلم قد أسر إلى حذيفة أسماء المنافقين، وضبط عنه الفتن الكائنة في الأمة ... فماكتم لم يكن بحال علم ينتفع به ولاامر ونهي يترتب عليه ثواب وعقاب بحال انما ماخفي من غيب فيما ياتي من فتن وامور جلل تصيب الامة وهذا من فقه البلاغ والتبليغ لما يصلح الاخبار به او يصلح والفائدة اكبر في كتمانه ...

بارك الله فيك

تحياتي للموحدين

[الحسين بن ابراهيم]

شكرا لك أختنا المسلمة دائما ردودك كافية ووافية فزادك الله علما على علم .
لورجعت للسؤال مرة أخرى فأنه لايتسأل عن ماكتمه الصحابه وأنما محدثنا هدا يتسأل عن محاباة النبي وتحيزه لبعض الصحابة دون غيرهم فأجبته بأن الناس يتفاوتون في الفهم وقوة الحفظ ودقة الملاحظة فأختيار النبي لبعض الصحابة من هدا الباب وليس محاباة وتحيزا .
فأتسأل هل أجابتي كانت صحيحة أم أن هناك شيء أخر قد غاب عني .

[اخت مسلمة]

حياك الله أخي الفاضل حسين ورزقك ثواب الذب عن السنة وعن الصحابة ...

لورجعت للسؤال مرة أخرى فأنه لايتسأل عن ماكتمه الصحابه وأنما محدثنا هدا يتسأل عن محاباة النبي وتحيزه لبعض الصحابة دون غيرهم فأجبته بأن الناس يتفاوتون في الفهم وقوة الحفظ ودقة الملاحظة فأختيار النبي لبعض الصحابة من هدا الباب وليس محاباة وتحيزا

نعم أخي الفاضل ... لامحاباة في الأمر بل هي حكمة النبي عليه الصلاة والسلام في توزيع المهام على الصحابة كلحسب ماعلم عنه من موهبة وقدرة أوتيها , ولو كان في الأمر محاباة لفاز بكل شيئ ألصديق أبي بكر رضي الله عنه ,, والأمثلة في المهام واختيار الأدار كثيرة وواضحة في سيرة النبي عليه الصلاة والسلام مع أصحابه النبي كان قائداً والقيادة لها خصائص ، من خصائص قيادة النبي عليه الصلاة والسلام ، أنه يعرف إمكانات أصحابه ، كل صحابي له إمكانات ، له خصائص ، له ملامح له قدرات له شخصية خاصة ، القيادة الناجحة أولاً تتعرف على إمكاناتِ مَن دونها ، ثم تكلف هؤلاء الذين تقودهم كلٌ بحسب اختصاصه ، وكلُ بحسب إمكاناته ،... فماهو معياره لجعل الاخبار عن الفتن محاباة لصحابي دون آخر وهي قد تعرض الصحابي الى خطر ان باح بها لأحد غير مأمون وحديث أبي هريرة عن الوعائين أصدق تصريح وشاهد ,,,
فمثلا تفرغ أبو هريرة وملازمته للنبي صلى الله عليه وسلم و تميزه بذاكرة وقادة وحافظة قوية بسبب دعاء النبي له , جعله من أكثر رواة الحديث ومن حفاظ السنة ومن أوثقهم .. هذه ملكة وتيسير واختيار عن حكمة ..وحذيفة بن اليمان كانت له مواقف مع النبي عليه الصلاة والسلام جلت له معدن هذا الرجل ونوعه وشخصيته فذات مرة كان النبي عليه الصلاة والسلام يبحث عن رجل ليقوم بمهمة فقيل له يا رسول الله فلان ، فقال عليه الصلاة والسلام : ليس هناك يعني لا يملك الأهلية لهذه المهمة ، يبحث عن إنسان يتمتع بهذه الأهلية فالنبي عليه الصلاة والسلام أدرك أن هذا الصحابي حذيفة بن اليمان فيه خلال ثلاث :
أولاً : يتمتع بذكاء فذ ، يسعفه في حل المعضلات .
ثانياً : يتمتع ببديهة مطاوعة تلبّيه كلما دعاها .
ثالثاً : يتمتع بكتمان للسر فلا ينفذ إلى غوره أحد ، عنده صدر واسع .
كان هذا الصحابي الجليل كتوماً للسر ، وكان صاحب بديهة وكان فوق ذلك يتمتع بذكاء فذ , و النبي الكريم حينما انتقل إلى المدينة ظهرت فئة اسمها المنافقون ،المنافق مثل النفق ، له مظهر ضخم لكن من الداخل فارغ ,, فكلفه ، وأفضى إليه بأسماء المنافقين الذين أطلعه الله عليهم ، فكان حذيفة بن اليمان صاحب سر رسول الله , وسيدنا حذيفة بن اليمان ، رضي الله عنه مرة قال : كان الناس يسألون النبي عليه الصلاة والسلام عن الخير وكنت أسأله عن الشر ، مخافة أن يدركني ... فعرف معدن هذا الرجل وموهبته وعلى أساسها ركب مهامه ..
كذلك الصحابي نعيم بن مسعود , الذي قدر الله النصر بمعاونته وقد أسلم وقت المعركة ، فجاء النبي فقال له اُمرني قال له : أنت واحد فخذل عنا ، فذهب إلى قريش وقال لهم كلاماً خلاصته أن هؤلاء اليهود ندموا على نقض عهدهم مع محمد ، واصطلحوا مع النبي على أن يأخذوا منكم عشرين أو أربعين شخصاً رهينة ، ليضرب محمد أعناقهم ، وذهب إلى قريش بعد أن ذهب إلى اليهود ، وقال هؤلاء قريش اتفقوا مع النبي على أن يأخذوا منكم رهائن ، يعني قصة طويلة خلاصتها أنه أوقع بين قريش وقريظة ، فنعيم بن مسعود وحده تمكن أن يشق صفوف الكفار ، فلما ذهب وفد من بني قريظة إلى قريش ، وجدوا أن كلام نعيم صحيح ، وتأكدوا أن خبره صحيح فانشق صفهم ، وانتهت وحدتهم والغي تآمرهم .
وفي مثال آخر قاد عمرو بن العاص، في غزوة ذات السلاسل في جمادى الثاني سنة ثمان للهجرة جيشاً به أبو بكر الصديق وعمر بن الخطاب أبو عبيدة عامر بن الجراح رضي الله عنهم وهم من السابقين في الإسلام، وكان يؤمهم في الصلاة باعتبار أنهم مدد له في مهمته التفاوضية التي انتدبه الرسول صلى الله عليه وسلم لها لصلة رحم مع أهل المنطقة ..
واختيار علي بن ابي طالب وقد رمدت عيناه لفتح حصون خيبر,, ومن جهة أخرى فقد بقى صحابة أجلاء في أداء أدوار صغيرة رغم أسبقيتهم ومكانتهم العالية في الدين والتي عبر عنها الرسول صلى الله علية وسلم بقولة لخالد بن الوليد:
[مهلا ياخالد دع عنك أصحابي فوالله لو كان لك أحد ذهباً ثم أنفقته في سبيل الله ما أدركت غزوة أحدهم ولا روحته]
ومن الأمثلة قولة لأبى ذر حين طلب تكليفه [يَا أَبَا ذَرَ إنَّكَ ضَعِيفٌ. وَإنَّهَا أَمَانَةٌ] .. والأمثلة كثيرة جدا أخي , الخلاصة هيحنكة النبي عليه الصلاة والسلام وفهمه لقدرات وشخصيات الصحابة وايكال المهمات لهم تبعا لما أوتو من مواهب وقدرات لايكلف أحدا ما لايقدر ولايوكل لأحد مهمة أقل من قدراته .. والله تعالى أعلى وأعلم

تحياتي للموحدين

[سالم]

دعاء النبي صلى الله عليه وسلم لابن عباس و لابي هريرة (اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل) والله اعلم

و اخبر حذيفة باسماء المنافقين

قال حدثني معمر بن راشد عن الزهري . قال نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن راحلته فأوحي إليه وراحلته باركة فقامت راحلته تجر زمامها حتى لقيها حذيفة بن اليمان فأخذ بزمامها فاقتادها حين رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم جالسا . فأناخها ثم جلس عندها حتى قام النبي صلى الله عليه وسلم فأتاه فقال من هذا ؟ قال . أنا حذيفة . فقال النبي صلى الله عليه وسلم . فإني مسر إليك أمرا فلا تذكرنه إني نهيت أن أصلي على فلان وفلان وفلان - رهط . عدة من المنافقين - ولا يعلم رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكرهم لأحد غير حذيفة . فلما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه في خلافته إذا مات رجل ممن يظن أنه من أولئك الرهط أخذ بيد حذيفة فقاده إلى الصلاة عليه فإن مشى معه حذيفة صلى عليه عمر وإن انتزع يده وأبى أن يمشي انصرف معه .