حدثني ملحد عربي ذات مرة عن الإلحاد في الغرب وكأنه يريد ربط تقدم الغرب الدنيوي بظهور الإلحاد عندهم فقلت له أن من أسباب الإلحاد عندهم هو النصرانية التي طبعت في ذهنهم صورة مشوشة عن الإيمان مليئة بالخرافات فتغيرت نبرة كلامه فجأة إلى حدة شديدة وأخذته الحمية للدفاع عن النصرانية والهجوم على الإسلام بشراسة ثم تدارك نفسه عندما سألته سر هذا التحول المفاجئ وقال أنه لا يهمه الإسلام ولا النصرانية
قد لا أتهمه بالتستر وراء الإلحاد وظني أنه ملحد فعلا من أصل نصراني وهاجر إلى الغرب, لكن الإلحاد بالفعل يهمه النيل من الإسلام أكثر من أي ديانة أخرى لأن الإسلام هو الدين الوحيد الذي يشكل تهديد حقيقي له فالنصرانية وغيرها رضوا بالعزل داخل حدود ترسمها لهم العلمانية الناتجة عن الإلحاد بل على العكس بعض الملحدين قد يفخر بانتماءه أو على الأقل تعظيمه لديانات معينة مثل البوذية كنوع من الوجاهة الإجتماعية لما فيها من دعاوى نبذ العنف والتعالي على الشهوات والرأفة بالحيوان مع أنها شرائع سلبية تتشدد في العزلة عن الحياة والرهبنة وتحريم العديد من أبواب الحلال ولذلك فهي لا تهم الإلحاد كثيرا أما الإسلام فهو عقيدة مقترنة بشريعة عملية جدا تحافظ على هذه العقيدة وتضمن بقائها وانتشارها ومحاربة وتحجيم من يخالفها وفي نفس الوقت عادلة وتنهى عن الظلم والسفك والقتل الغير مبرر كما فعل التتار مثلا أو الحملات الصليبية والغرب الحديث وسبحان الله كيف لإنسان بشري واحد أن يضع مثل هذه الشريعة المعجزة في عقدين من الزمان ثم تستمر لقرون, ألا تنظرو إلى شرائع الشيوعية أو الرأسمالية التي يخططها خيرة علماء النفس والإجتماع والإقتصاد وغيرهم ثم تنتهي بالفشل بعد فترة ويعاودوا البحث والتطوير فيها
Bookmarks