بسم الله الرحمن الحيم


هذه قصيدة للشيخ سيد محمد بن الشيخ سيديا ، وحمهما الله وهي
من أجمل ما قرأت لأدباء شنقيط ، إذ فيها حث التصدي والمقاومة للمحتلين ، وحفظ حوزة المسلمين بإقامة الخلافة .





رويدك إنني شبهت دارا ..........على أمثالها تقف المهارى
تأمل صاح هاتيك الروابي ...........و ذاك التل أحسبه أنارا
وتان الرملتان هما ذواتا...........عليان و ذا خط الشقارى
وإن تنجد رايت بلا مثال..........جاهير الكناوين الكبارى
هنالك لا تدع منهن رسما............بدا إلا مررت به مرارا
ولاتقبل لعين في رباها............تصون دموعها إلا إنهمارا
ودر بين الميامين العوالي........فإن على معاهدها المدارا
إذا كنت الوفي فعلت هذا.........فراعيت الذمامة والجوارا
وإلاخلني وخلاك ذم..........فإن لديّ أحداقا غزارا
وقَدني من إعانتك إنتظاري.........أنياً ريثما أبكي الديارا
وإن كنت الخلي ولا وفاء..........لديك فتستطيع لي إنتظارا
فبله اللوم ثم إليك عني........فلا ضررا أريد وضرارا
ولاعار عليك فأنت مرؤ..........ترديت السكينة والوقارا
ولكنا رجال الحب قوم..........تهيج ربا الديارلنا إدكارا
سقانا الحب ساقي الحب صرفا...........فنحن كما ترى قوم سكارى
نرى كل الهوى حسنا علينا..........إذا ما الجاهلون رأوه عارا
وأحرار النفوس تذوب شوقا..........فتأتي كل ما تأتي إضطرارا
ومن يأتي الأمور على إضطرار..........فليس كمثل آتيها إختيارا
ترانا عاكفين على المغاني........لفرط الشوق نندبها حيارى
أسارى لوعة وأسى ننادي..........وما يغني النداء عن الأسارى
ولو في المسلمين اليوم حر...........يفك الأسر أو يحمي الذمارا
لفكو دينهم وحموه لما..............أراد الكافرون به الصَّغارى
حماة الدين إن الدين صارا.........أسيرا للصوص وللنصارى
فإن بادرتموه تداركوه............وإلا يسبق السيف البدارا
بأن تستنصروا مولى نصيرا...........لمن والى ومن طلب إنتصارا
مجيبا دعوة الداعي مجيرا........من الأسواء كل من إستجارا
وأن تستنفرو جمعا لهاما..........تغص به السباسب والصحارى
تمرعلى الأماعز والثنايا........قنابله فتتركها غبارا
ثنى ربد النعام بحافتيه..........وتعيى دون معظمه الحبارى
يلوح زهاؤه لك من بعيد...........كما رفع العساقيل الحِرارا
تخال سلاحه شهبا تهاوى.........وتحسب ليلها النقع المثارا
ولولا النقع إن يلمع بليل........لصيّر ضوئه الليل النهارا
بكل طليعة شهباء تبدي.......إذا طلعت من الصدإ إخضرارا
وتخفق فوقها بالنصر راي.......فتحسبها بها روضا أنارا
وفتيانا يرون الضيم صابا..........وطعم الموت خرطوما عقارا
أحبوا ملة البيضا فكانوا.........عليها من مُراودها غَيارا
سُطاة فوق متني كل ساط...........قليل من ينال له عذارا
بما يحويه من وصف حميد...........على أحزان فار سه أغار ا
وسلهبة مفاصلها ظماء.......قوائمهارِواء لاتجارا
عليها من محاسنها شهود............على أن لاتباع ولا تعارا
بأيديهم مذربة طوال..........ترى الأقران أعمارا قصارا
وبيض مرهفات جردوها......وردوها من العلق إحمرارا

تفري الأهب قبل الضرب عنها..........ولا عظم يفل لها غرارا




وهي أطول من هذا ... ويروي طلاب والده الشيخ سيديا ، أن الفتى حين قال القصيدة ، لم يكن والده تعترف له من قبلها بقول الشعر ، حتى أن أتوه بها ، فقال الشيخ : قد قال صاحبكم شعرا.


حماة الدين إن الدين صارا ......... أسيرا للصوص و للنصارا


ولو عاصر الشيخ زماننا لقال : أسيرا لليهود وللنصارى ....