كلامك يا بلاتو كله مغالطات ناتجة عن الجهل بمعاني المصطلحات ..
فأنت ابتداءًا تنكر العدم بحجة أنه ليس موجودًا إلا على المستوى الصوري - أي: النظري ..
وهذه لعمري لسقطة شنيعة أن يسقط فيها شخص عاقل ..
فليس المقصود بالعدم وحدوث العالم من العدم أن هناك عالمًا من وراء الستار ..
وأن الله يخرج المخلوقات من كواليس العدم إلى مسرح الوجود ..
هذا تفكيرٌ موغلٌ في السخافة ..
بل العدم هو نقيض الوجود ..
فكل ما ليس موجودًا فهو معدومٌ ..
مثال على ذلك الفيل ذو الجناحين ..
هل يوجد مخلوقٌ كهذا ..؟ الإجابة لا ..
إذن فهذا الفيل ذو الجناحين معدوم غير موجود ..
كذلك أنت منذ مائة عام ، هل كنت موجودًا ؟
بل كنتَ معدومًا ، ثم ظهرت إلى الوجود ..
فهذا هو الحدوث والانتقال من العدم إلى الوجود ..
أما إنكار العدم تمامًا فهو يفترض أن كل الموجودات كانت موجودة منذ الأزل ..
وأنها موجودة إلى الأبد ..
فتكون أنت موجودًا منذ الأزل لأنك لم تحدث من العدم ..
ثم إنك لن تفنى ولن تموت لأنك لا تذهب إلى العدم ..
وهذا تفكير موغل في السخافة التي لا يتصورها عاقل ..
والمرء يتعجب أن يشرح هذا الكلام لشخص يعتبر نفسه عاقلاً وهو بهذا السذاجة في التفكير ..
أما قولك إن وجود الله تناقض لأنه وجود خارج الوجود فهو أسخف ..
لأن الوجود وصف ينطبق على كل موجود بصرف النظر عن كونه الله أو أحد مخلوقاته ..
فما معنى الوجود خارج الوجود ..؟
إنها عبارة لو تأمل المرء في معناها لوجدها خاوية لا وراء بعدها ولا معنى تحتها ..
بل الوجود يشمل كل موجود ..
وليس الوجود نطاقًا محدودًا بمدى معين يجعل وجود الله شيئًا خارج الوجود ..
وكلامك عن دليل المحرك الأول من قبيل هذا المنهج المغالطي ..
فأنت تستدل بوجود الحركة على عدم وجود إله لأن الحركة ضرورية لكل الموجودات ..
وأن وجود الحركة ملازم لوجود الكائنات ..
فأين موطن الدليل في هذا يا رجل ..؟
وربنا يشفي ..!
Bookmarks