يبذل المؤمنون بوجود الله جهداً كبيراً ليثبتوا وجود كائن عاقل خلق هذا الوجود ورغم كل الأدلة المقدمة إلا أن هناك الكثير من البشر لا يؤمنون بهذا الفرض ، ومن أجل مناقشة بناءة اعتقد أننا لابد أن نبدأ ببعض التعريفات حتي نتفق علي معاني الكلمات التي ستستخدم
كثيراً في النقاش بحيث نتفق علي أسس واضحة ، فأنا بوصفي لاديني لي منظومتي ومسلماتي وأنتم لكم منظومتكم فإن لم نتفق علي المصطلحات فلن نتقدم كثيراً .
1- المسلمات أو البديهيات : هي قضايا لا نبرهن عليها داخل النسق ولكننا نستخدمها للبرهنة علي قضايا أخري وبالنسبة لموضوعنا حول إثبات وجود الله من عدمه يمكننا النقاش علي محورين : المحور الأول أن تعتبروه مسلمة ثم تبدأوا في توضيح النتائج المستنبطة من ذلك لتصلوا إلي ما تريدون من أفكار ، وهذا المحور سيعطيكم أنتم المبادرة بالعرض ومن حقي أن أناقش وأنقد استنباطاتكم .
المحور الثاني أن نعتبر أن الله فرضية تحتاج إلي دليل أو برهان وفي هذه الحالة نناقش الأدله بالتبادل ولايهم هنا من يبدأ بالعرض لأن التاريخ الثقافي يمتلئ بالأدلة .
2- الكون : هو جماع الظواهر والتشكيلات المادية (المادة هي جماع الكتل والطاقات) القابلة للإدراك بالطرق العقلية أو العلمية وهذه التشكيلات أي الكون ليست أبدية وليست أزلية ولكنها أي التشكيلات تخضع للفناء والتحلل وهذا الكون ليس كل ما هناك بل إنه جزء من الوجود الكلي وفناءه لا يعني أنه تحول إلي العدم بل يعني أنه تحول إلي مكوناته الأساسية من قوي وطاقات .
3- العدم : مفهوم مجرد منطقي يعبر عن السلب المطلق ونستخدمه داخل النسق المعرفي ولا وجود أنطولوجي له .
4- الوجود : مفهوم مجرد منطقي وهو أعم الدلالات اللغوية التي نستخدمها علي المستوي الإبستمولوجي والأنطولوجي معا فالوجود هو كل ماهناك وهو منطقياً لانهائي .
5- العقل : مجموعة العمليات الراقية التي يقوم بها الجهاز العصبي الإنساني مثل (النقد والشك والتحليل والتأليف والاستدلال والاستنباط والتخيل والإبداع والتجريد) والإنسان هو الكائن الوحيد الذي نعرفه حتي الآن ويمتلك هذه الوظائف الراقية بدرجات متفاوتة .
6- الذهن : مجموعة العمليات البسيطة وهي مشتركة بين الإنسان وغيره من الأحياء بدرجات كمية متفاوتة مثل الاحساس والانتباه والادراك والذاكرة .
7- التجريد : لأن هذا المصطلح من أعم العمليات العقلية فلابد من توضيحه ، فالتجريد عملية عقلية يتم فيها تكوين دلالات ورموز للتعبير عن الجزئيات المادية ، كما يمكننا تكوين دلالات ورموز للتعبير عن أي ظاهرة ، ومن هنا فإن عالم الدلالات والرموز هو تجريد بدرجة أو بأخرى ، والتجريد أحد الضرورات العقلية التي نشكل من خلالها أنساقنا المعرفية ، فالتجريد هو الحركة الدائمة للعقل وستجده في كل عملية عقلية ، إن أحد القدرات الأساسية لعقولنا هي إنتاج الرموز عن طريق التجريد .
8- المفهوم : هو مجموعة الصفات والمعاني التي نفهمها ونستخلصها من عمليات التجريد المتتالية ، من الواضح أن تكوين المفاهيم أكثر تعقيداً ، لأننا نقوم بعدة عمليات تجريد ثم نجمع ما توصلنا إليه في عملية تجريد تتمم ما جمعناه .
9- الإرادة : مفهوم مجرد يعبر عن القصد والرغبة المتلازمان والموجهان للسلوك نحو إشباع هذه الرغبة ، وبالنسبة للإنسان فإن هذا المفهوم يرتبط بالوعي ، ولذا نعرف الحرية بأنها القدرة الواعية للإرادة علي الاختيار . كما أن هذا المفهوم له درجات فأنا أريد وأنوي وأعزم وأشاء وأصر وأثابر ...... إلي آخره من الدرجات . (كما أنك يمكن أن تستخدم هذا المفهوم في منظومات عقلية متنوعة فتتحدث عن إرادة الحياة أو إرادة القوة أو الإرادة الخيرة أو إرادة الشيطان أو إرادة الله .... إلخ
10- الصدفة : التقاء سلسلتين لم يكن من المتوقع (تبعاً للوعي الإنساني) التقائهما .
دعونا نتفق أولاً علي التعريفات الأساسية حتي يكون النقاش مثمراً فمن يريد أن يقدم مفاهيم أخري يجب أن نتفق علي تعريفها فليتفضل ومن يريد أن يقدم تعريفات أفضل من المقدمة فليتفضل ومن يريد أن يعترض علي شئ أو يرفض فليتفضل (هذا المنتدي يعلمني الأدب)
لكم مني فائق التقدير والاحترام
ستختار الإدارة من يناظرك
متابعة إشرافية
Bookmarks