النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: << للمناقشة << كتاب إيلاي: الخير والشر باسم الدين

  1. #1

    Post << للمناقشة << كتاب إيلاي: الخير والشر باسم الدين

    First Published 2010-05-09, Last Updated 2010-05-09 10:35:37





    إشارات دينية قوية

    كتاب إيلاي: الخير والشر باسم الدين


    فيلم الأخوين هيوز والمبدع دينزل واشنطن يروي حكاية الكارثة الكونية والدين والسلطة والإنسان.

    ميدل ايست اونلاين
    القاهرة - من محمد الحمامصي

    "العملاق" عنوان تجاري سخيف جدا، بلا معنى أو دلالة، حملته أفيشات عرض فيلم The Book Of Eli أو "كتاب إيلاي" عند عرضه في دور السينما المصرية، على الرغم من أن الفيلم يحمل رسائل فكرية عميقة ذات مضامين مهمة، استطاع الأخوان هيوز (ألبرت وألن) أن يقدماها بأسلوب مدهش في بساطته وعمق دلالاته.

    تنطلق الرسالة الأساسية من دور الكتب المقدسة في حياة البشر، وقيمة ما تحمله من عقائد دينية لعبت ولا تزال أهمية كبرى في مسيرة التاريخ الإنساني، فالإيمان نور يقتل الظلام ويدرأ الشر في النفس البشرية، ويقوّمها ويهذب من سلوكها ويحميها، في نفس الوقت الذي يمكن أن تمثل فيه هذه الكتب المقدسة قوة بيد الشر، فباسمها، باسم الإيمان بها هناك من يحكم ويتجبر ويتسلط ويقمع ويسلب، بل يقتل ويدمر ويهلك، والشواهد في كلا الأمرين كثيرة قديما وحديثا.

    يبدأ الفيلم على صور دمار شامل لحق بالأرض، الأرض صحراء جرداء قاحلة، الجثث تنهشها الحيوانات الضآلة، والأحياء من البشر ينهشهم اللصوص والقتلة وآكلي لحوم البشر، والجميع يعيشون في جهل وأمية وعمى، البحث عن الماء والأكل يتم بالقتل بلا رحمة.

    يطل البطل "إيلاي" الفنان الأسمر دانزايل واشنطن وقد التحف الكوفية الفلسطينية الشهيرة، وعلى ظهره يحمل قوسا وسهما، وبلطة أقرب للسيف، وحقيبة تحمل الكتاب المقدس "الإنجيل" وفي يده عصى كتلك التي يمسك بها العميان.

    الكتاب المقدس الذي نكتشف في النهاية أنه مكتوب بطريقة برايل، هو الكتاب المقدس الوحيد الذي نجا من الكارثة الكونية أو الحرب الكونية التي أطاحت بكل ما على الأرض من حضارة ومعرفة وتكنولوجيا وبشر، فلم يبق إلا الخراب وأعداد قليلة من البشر.

    يمضي إيلاي بالكتاب المقدس إلى الغرب، بناء على أوامر أصوات سواء سمعها من داخله أو أوحي إليه، وفي ظل حمايتها، هذه الأصوات هي من دله على مكان الكتاب المقدس الوحيد الباقي على الأرض، وأمرته بالتوجه به للغرب.

    والفيلم جزء من رحلة "إيلاي" باتجاه الغرب، والآن قد مضى على انطلاقه 33 عاما، ولا نعرف كم مضى على حدوث الكارثة الكونية أو الحرب الكونية، أو من أين انطلق، لا نعرف ولكن الكوفية الفلسطينية تعطينا مؤشرا إلى انطلاقه من الشرق، كذلك القوس والسهم اللذين يحملهما. في طريقه يقاتل اللصوص وآكلي لحوم البشر والقتلة، يصل بقايا مدينة، يدخل إلى حانة لشراء الماء الذي نفذ منه، يتحرش به اللصوص والقتلة، فيقتلهم جميعا.

    هنا يلتقي مع "كارنيجي" الذي يقبض بيد من حديد على مصدر المياه الوحيد، ويسيطر على المدينة من خلال عصابة اللصوص والقتلة الأميين، هو يبحث عن الكتاب المقدس لكي يوسع دائرة قبضته ويمد نفوذه، ويستخدم هؤلاء لجهلهم.

    يعرف "كارنيجي" قيمة أن يملك الكتاب المقدس، وقيمة أن يتحدث باسمه، ودور ذلك في السيطرة على البشر من خلال الإيمان "يمكنني بناء مدينة أكبر عن طريق الإيمان" ويقول فيما يشير إلى من حوله من سكان المدينة "هم لا يفهمون ذلك، ولا واحد منهم فهم، ولكني أستطيع مساعدتهم عن طريق الكتاب .. آمين".

    هذا الشرير "كارنيجي" يعرف ماذا يمكن أن يفعل بالكتاب المقدس، "تخيل كيف سيكون العالم إذا كان لدينا الإيمان، سيعرف الناس لماذا هم هنا وماذا يفعلون، لن يحتاجوا لدوافع أخرى".

    يحاول "كارنيجي" إقناع "إيلاي" أن يحصل منه على الكتاب، بالترغيب تارة والترهيب تارة والإغراء تارة، معترفا "ليس مجرد كتاب إنه سلاح، سلاح يضرب القلب والعقل، ويجب أن تتحكم به"، يطارده ويتمكن في النهاية من حصاره، وإطلاق الرصاص عليه، ساخرا من الرب الذي لم يستطع حمايته.

    إن شبها قويا بين أفكار "كارنيجي" وبين أفكار هؤلاء الكهنة المتسلطين باسم الدين هنا وهناك، وتكاد رؤيته تنطبق على الكثيرين منهم، هؤلاء الذين يحكمون باسم الدين، ويقتلون باسم الدين "إذا كنا نريد حكم هذه المدينة اللعينة يجب أن نحصل على الكتاب، سيأتي الناس من كل أنحاء العالم، وسينفذون ما أقول لهم بالحرف الواحد، بواسطة هذا الكتاب".

    يقتل "كارنيجي" بكل قوته ويضحي بكل رجاله ليحصل على الكتاب، وعندما يحصل عليه، يكتشف أنه مكتوب بطريقة برايل، والوحيدة التي تملك أن تقرأه له عشيقته وخادمته العمياء "كلوديا" لكنها ترفض ذلك، وتؤكد له أن حماة الكتاب سوف يخرجون عليه وينهشونه، وهكذا يسقط الشر/ الإلحاد/ القوة المشككة في قوة الدين.

    فالفيلم يحمل في إحدى رسائله انتصارا للدين، على قوى الإلحاد والكفر والتشكيك، ويؤكد انتصار الإيمان بما يحمل من قوى روحانية وإيمانية.

    إن "إيلاي" يسير في حمى قوى روحانية إيمانية تملأ أعماقه قلبه وعقله، وكل الصعاب التي واجهته لم تكن لتهز هذه القوى عن مواصلة مهمته لإيصال الكتاب المقدس إلى حيث هو مأمور بذلك، يقاتل بضراوة ويقاوم الإغواء والإغراء، في الجزء الأخير من رحلته تصحبه "سولارا" الفتاة المختلفة كأمها "كلوديا" والتي يضيء حوارها معها جانبا مهما.

    يحكي "إيلاي" لـ "سولارا" أنه ذات يوم سمع أصواتا كأنها صادرة من داخله، لكنه سمعها بوضوح كما يسمع أي شخص يتحدث إليه، قامت الأصوات بإرشاده للمكان الذي عثر فيه على الكتاب المقدس، وقد أخبرته الأصوات "اذهب بالكتاب غربا" حيث سيكون الكتاب بمأمن، وخلال رحلته سيكون هو حامي الكتاب من أي شخص أو شيء يقف في طريقه "لم أكن لأنجح دون مساعدة".

    هكذا يحفل الفيلم بإشارات دينية قوية، "جئنا من التراب وإلى التراب نعود"، تكشف في جانب منها قوة الإيمان "الإيمان قوة الضوء في الظلام"، والإشارات تحمل كلمات ومعاني من الكتب السماوية الثلاثة التلمود والإنجيل والقرآن.

    عندما يصل "إيلاي" بالكتاب إلى، حيث يجري جمع الكتب باعتبارها تحمل تاريخ الحضارة الإنسانية ومعارفها، يصل مصابا بطلق ناري، يطالب بأوراق وأقلام ويبدأ في إملاء الكتاب المقدس الذي يحفظه "في البداية خلق الله السماء، وبعد ذلك خلق الأرض .... إلخ".

    يتم صف الكتاب بالطريقة الأولية للطباعة، حفر الحروف وتجميع الكلمات، وهكذا تطبع نسخة من الكتاب المقدس لتوضع جنبا إلى جنب التلمود والقرآن الكريم الذي يظهر بغلافه المميز.

    يموت "إيلاي" بعد أن أدى مهمته، ولا تنتهي الأسئلة، حول علاقة الدين بالإنسان والسلطة، قوة الإيمان وقوة الإلحاد، علاقة الإنسان بالإنسان والكون، فما أدى إلى هذا الخراب هو الوفرة المفرطة التي ملكها الإنسان "كان الناس يملكون أكثر مما يحتاجون".

    ومما يلفت النظر في صناعة الفيلم المنتج هذا العام 2010 أن الجرافيك يلعب دور البطولة، حيث ساهم في تكثير الخراب والدمار الذي لحق بالأرض، الأرض القاحلة والسيارات والكباري المهدمة، أيضا الصورة ليست ألوان، ولا أبيض وأسود، صورة بين بين، صورة تكثف من وحشة المكان


    المصدر

    http://www.middle-east-online.com/arts/?id=92419

    التعديل الأخير تم 05-16-2010 الساعة 06:32 AM

  2. #2

    افتراضي

    هكذا يحفل الفيلم بإشارات دينية قوية، "جئنا من التراب وإلى التراب نعود"، تكشف في جانب منها قوة الإيمان "الإيمان قوة الضوء في الظلام"، والإشارات تحمل كلمات ومعاني من الكتب السماوية الثلاثة التلمود والإنجيل والقرآن.

    عندما يصل "إيلاي" بالكتاب إلى، حيث يجري جمع الكتب باعتبارها تحمل تاريخ الحضارة الإنسانية ومعارفها، يصل مصابا بطلق ناري، يطالب بأوراق وأقلام ويبدأ في إملاء الكتاب المقدس الذي يحفظه "في البداية خلق الله السماء، وبعد ذلك خلق الأرض .... إلخ".
    ما اثار حفيظتي في المقال و دون مشاهدة الفيلم انه يكون بذلك اول فيلم هوليودي يناقش الايمان و الالحاد بطريقة مباشرة دون ترميز او تشفير , و بما ان السينما و خاصة الامريكية لا تخرج عن احدى اثنين:
    اما صرخة باعلى الصوت لامور يعيشها المجتمع و لا يستطيع الى القليل التعبير عنها بصراحة
    او افكار ستجد طريقها الى التنفيذ بحكم ان السينما لها تاثير السحر على الامريكيين

    و بالتالي قد يكون هذا الفيلم نقلة نوعية في الاتجاه الديني للمجتمعات العلمانية.
    ناهيك عن مناقشته للقضية الفلسطينية و الحروب الدامية بشكل مرموز.




معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. ما وراء الخير والشر
    بواسطة Eslam Ramadan في المنتدى قسم الحوار عن المذاهب الفكرية
    مشاركات: 16
    آخر مشاركة: 06-16-2013, 04:56 PM
  2. الخير والشر فلسفة انهزامية
    بواسطة IBN KHODAIR في المنتدى قسم الحوار عن الإسلام
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 12-21-2012, 02:06 PM
  3. من جهل شيئا عاداه _ الخير والشر والحكمة
    بواسطة اخت مسلمة في المنتدى قسم الحوار عن الإسلام
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 09-25-2009, 10:44 PM
  4. الإنترنت بين الخير والشر ؟؟؟!
    بواسطة ISLAMIC SERVICE في المنتدى قسم الحوار العام
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 02-22-2006, 08:51 PM

Bookmarks

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
شبكة اصداء