بسم الله الرحمن الرحيم

لعلّ الإيمان بنظريّة التطوُّر هو أكبرُ درجات المسخ المعنوي الذي وضع الله به طائفةً عظيمة من الناس في هذه المرحلة من الزمن .

وإنّ أكثر ما يعجَبُ له المرء هو الإصرار على التمسُّك بهذه النّظريّة بعد كلَّ الضربات العلميّة التي تعرّضت لها ، وبعد أن شهد بذلك أكبر العلماء الذين هم أصلاً من أنصارها ، وهم يئنُّون تحت وقع المكتشفات العلمية التي زلزلت أركان نظريّتهم ، وقوّضتها فوق رؤوسهم .

واعلم اخي القارئ أنّه لم يتبقّ من نظريّة التطوُّر إلا كذبُ من يتبنّونها بأنه قد تمّ إثباتها علميّاً ، ولم يتبقّ منها سوى إثباتات مزوّرة لأحافير أو رسومات أو أو . . . إلخ .

ومن هؤلاء الكذبة تطلعُ علينا أخيراً المجلّةُ التي تُسمي نفسها ( آفاق العلم ) ، ( بل هي آفاق الكفر والجهل ) ، لتقول أنّهُ تمّ البرهنة على هذه النظريّة عن طريق الإكتشافات العلميّة وبعد مرور زمن على هلاك داروين ، والذي أشهدُ أنّهُ كان أكثر صدقاً ووقوفاً على المنهج العلمي من هؤلاء الذين اتخذوه رباً من دون الله .

وعبر كلِّ الصفحات التي تتحدَّثُ عن هذا الموضوع ، ملأت المجلّةُ هذه الصفحات بالأكاذيب بوقاحة مكشوفة ، ودون أي خجل أو أدنى احترام للقارئ ، وأساليبٌ هي ذاتُ أساليب الداروينيين ، منها على سبيل المثال لا الحصر :

المغالطات العلميّة ، الكذب والخداع ، التزوير للحقائق العلميّة ، تجاهل الإكتشفات العلميّة التي برهنت فشل النظريّة ، والإدعاء أنها تصبُّ في صف النظريّة ، الرُّسوم المضللة ، ادعاء أدلة ليست دلياً أبداً على صحة النظريّة .

وبعد أن قرأتُ ما في هذا العدد من الدجل والخداع ، قرّّرتُ أن أقوم بالرد على هذه الأكاذيب ، ولكن لهول الكذب وكثرته ، فمن الصعب على القارئ أن أجعل الردَّ في موضوع واحد ، ولكن سأجعلُه إن شاء الله ضمن سلسلة علميّة ، تبدأ أولاً بالرد على الداروينيّة ، ثمّ التطرُّق لما في المجلّة بعد أن يكون القارئ المخلص والمؤمن بالمنهج العلمي قد تسلّح بالمعلومات التي تردُّ دجل هذه المجلّة .

ومن الأفضل بدايةً أن أبدأ بأُصول فشل النّظريّة وأهمها هو تكوُّن الخليّة الحيّة ، فاقرؤوا أيها الأخوة لكي ترو العجب العُجاب .


وهذا المقال مأخوذ من كتب العالم والمُفكر الإسلامي هارون يحيى حفظهُ الله ، وبتصرُّف بسيط جداً لا يكاد يُذكر ، مع بعض الإضافات .



لماذا لا تعتبر نظرية التطور نظرية صحيحة من الناحية العلمية


تؤكد نظرية التطور أن الحياة على الأرض وليدة المصادفة، وأنها نشأت من تلقاء نفسها نتيجة ظروف طبيعية. ولكن هذه النظرية ليست قانونا علميا ولا حقيقة مثبَتة، إذ تكمن تحت هذه الواجهة العلمية الكاذبة وجهة نظر عالمية مادية يحاول الداروينيون فرضها على المجتمع. وتستند أسس هذه النظرية، التي دحضها العلم في كل فرع من فروعه، إلى إيحاءات ووسائل دعائية تقوم على الخداع، والكذب، والتناقض، والغش، والحيل البارعة.


لقد تم تقديم نظرية التطور بوصفها فرضية تخيلية في سياق الفهم العلمي البدائي الذي ساد القرن التاسع عشر، وحتى يومنا هذا لم يدعم هذه النظرية أي اكتشاف أو تجربة علمية. بل على العكس، فإن كل الوسائل التي استخدمت لتأكيد النظرية أثبتت شيئا واحدا ألا وهو: بطلان النظرية.

ومع ذلك، يعتقد كثير من الناس حتى الآن أن النظرية حقيقة مثبتة مثل قوة الجاذبية أو قانون الطفو. وذلك، كما ذكرنا في البداية، يعود إلى أن طبيعة نظرية التطور تختلف اختلافا كبيرا في جوهرها عما هو مفترض في العادة، لذلك يجهل بعض الناس الأسس الفاسدة التي تقوم عليها هذه النظرية، وكيف أن العلم يدحضها في كل مناسبة، وكيف أن أنصار التطور يحاولون إبقاءها على قيد الحياة رغم دخولها في طور الاحتضار. ولا يجد أنصار التطور أي أدلة سوى فرضيات غير مؤكدة، وملاحظات مريبة وغير واقعية، ورسوم خيالية، ووسائل إيحاء نفسي، وأكاذيب لا حصر لها، وأساليب احتيال بارعة.

واليوم، أثبتت فروع علمية مثل علم الحفريات، والوراثة، والكيمياء الحيوية، والأحياء الجزيئية استحالة أن تكون الحياة قد نشأت بالمصادفة أو أن تكون قد ظهرت من تلقاء نفسها نتيجة ظروف طبيعية. وهناك اتفاق سائد في الأوساط العلمية على أن الخلية الحية تشكل أعقد تركيب واجهته البشرية حتى الآن. وقد كشف العلم الحديث أن التعقيد الموجود في تركيب خلية حية واحدة وفي ترابط نظمها يفوق ذلك الموجود في أي مدينة كبرى. ولا يمكن أن يعمل هذا التركيب المعقد إلا إذا نشأت كل أجزائه المتفرقة في وقت واحد وفي حالة عمل على أكمل وجه، وإلا فسيكون هذا التركيب بلا جدوى وسينهار بمرور الوقت ويختفي. ولا يمكننا أن نتوقع ظهور أجزاء هذا التركيب بمحض المصادفةعلى مدى ملايين السنين كما تدعي نظرية التطور. ولهذا السبب، يتضح بجلاء من خلال التصميم المعقد لخلية واحدة فحسب أن الله سبحانه وتعالى خلق الحياة (لمزيد من التفاصيل، انظر كتاب هارون يحيى بعنوان "الإعجاز في الخلية").


ومع ذلك، لا يريد أولئك المدافعون عن الفلسفة المادية قبول حقيقة الخلق لأسباب أيديولوجية متنوعة. ذلك أن ظهور وانتشار مجتمعات تعيش في ظل هذا المبدأ الربّاني ( في الأصل المبدأ الخُلقي ، والأصوب ما اعتمدناه لأسباب لا يسع ذكرها) الجميل الذي يستمده الإنسان من الدين الحق عن طريق أوامر الله ونواهيه لا يخدم مصالح هؤلاء الماديين. فوجود جماهير مجردة من أي قيم روحية أو أخلاقية يتلاءم أكثر مع أغراض هؤلاء الناس، لأنهم يتمكنون بذلك من التلاعب بتلك الجماهير من أجل تحقيق مصالحهم الدنيوية. ولهذا السبب، يحاول هؤلاء الناس فرض نظرية التطور، وإبقاءها على قيد الحياة مهما كان الثمن، لأنها تروج لكذبة مفادها أن البشر لم يُخلقوا بل نشأوا بمحض المصادفة وتطوروا عن الحيوانات. وعلى الرغم من كل الأدلة العلمية الواضحة التي تقوض أسس نظرية التطور وتؤكد حقيقة الخلق، فإن أنصار التطور يتجردون من كل أسباب المنطق ويدافعون عن هذا الهراء كلما سنحت لهم الفرصة.

لقد برهنت التجارب العلمية في الواقع استحالة أن تكون أول خلية حية، أو حتى جزيء واحد من ملايين جزيئات البروتين في تلك الخلية، قد نشأت بالمصادفة. ولم يثبت ذلك من خلال التجارب والملاحظات فحسب، بل أيضا من خلال حسابات الاحتمالية الرياضية. وبعبارة أخرى، تنهار نظرية التطور عند الخطوة الأولى ألا وهي: تفسير نشوء أول خلية حية.

ويستحيل أن تكون الخلية، أصغر وحدة للحياة، قد ظهرت مصادفة في الظروف البدائية غير الخاضعة لأي ضوابط في الأيام الأولى لتكوين الأرض، كما يريدنا أنصار التطور أن نصدق، ولا تقتصر الاستحالة على هذا الفرض فحسب، ذلك أن تصنيع هذه الخلية غير ممكن حتى في أكثر معامل القرن العشرين تقدما. إن الأحماض الأمينية، التي تمثل وحدات بناء البروتينات المكوِنة للخلية الحية، تعجز عن تكوين الجزيئات العضوية organelles في الخلية مثل الفتيلات الخيطية mitochondria، أو الريبوسومات ribosomes، أو أغشية الخلايا cell membranes، أو شبكة الخلية الباطنية endoplasmic reticulum، ناهيك عن تكوين خلية كاملة. ولهذا السبب، يظل الادعاء بأن التطور قد أوجد أول خلية حية بمحض المصادفة نتاجا لوهم قائم كليا على الخيال.

وتشكل الخلية الحية، التي ما زالت تحوي كثيرا من الأسرار غير المفسَّرة، إحدى أكبر العقبات التي تواجه نظرية التطور.

وهناك مأزق آخر كبير من وجهة نظر التطور ألا وهو جزيء (د ن أ) الموجود في نواة الخلية الحية، وهو عبارة عن نظام تشفير يتكون من 3.5 بليون وحدة تتضمن كل تفاصيل الحياة. وفي أواخر الأربعينيات وبداية الخمسينيات، تم اكتشاف جزيء (د ن أ) لأول مرة عند دراسة البلّورات بالأشعة السينية، وهو عبارة عن جزيء ضخم يتسم بقدر عال من التميز من ناحيتي التخطيط والتصميم. ولسنوات عديدة، آمن فرانسيس كريك ، الحائز على جائزة نوبل، بنظرية التطور الجزيئي، ولكن حتى هو اضطُّر في النهاية للاعتراف لنفسه بأن مثل هذا الجزيء المعقد لا يمكن أن يكون قد نشأ تلقائيا بمحض المصادفةنتيجة عملية تطورية:


"لا يسع الإنسان الصادق، المزوَّد بكل المعرفة المتاحة لدينا الآن، إلا أن يعلن أنه، من بعض النواحي، يبدو أصل الحياة في الوقت الحاضر أقرب ما يكون إلى المعجزة".


وقد اضطر الأستاذ التركي نصير التطور، علي دِميرسوي ، إلى تقديم الاعتراف التالي حول هذا الموضوع:


"في الواقع، إن احتمال تكوُّن بروتين وحمض نووي (د ن أ – ر ن أ) احتمال أبعد من أن يخضع للتقييم. وعلاوة على ذلك، فإن فرصة نشوء سلسلةٍ بروتينيةٍ معينةٍ ضئيلةٌ للغاية بحيث يمكن اعتبارها فرصة فلكية ".


ويسلم هومر جاكوبسون ، أستاذ كرسي في الكيمياء، باستحالة تكوُّن الحياة بمحض المصادفة:

"إن التعليمات اللازمة لإعادة إنتاج التصميمات، والطاقة، واستخلاص أجزاء من البيئة الحالية، وتسلسل النمو، وقيام آلية الاستجابة للتأثير effector mechanism بتحويل الأوامر إلى نمو – كل هذا كان لا بد أن يوجد في آن واحد في تلك اللحظة (عند بدء الحياة). وقد بدا أن توافق هذه الأحداث مصادفة غير محتملة على الإطلاق".

ويمثل سجل الحفريات هزيمة أخرى ساحقة لنظرية التطور. ذلك أنه من بين كل الحفريات التي اكتشفت على مدار السنين، لا يوجد أي أثر لأي أشكال وسيطة لا بد من توافرها لو كانت الكائنات الحية قد تطورت من طور إلى آخر من أنواع بسيطة إلى كائنات أكثر تعقيدا، كما تدعي نظرية التطور. ولو كانت هذه الكائنات قد وُجدت في الحقيقة، لكانت هناك الملايين، بل البلايين، منها. والأهم من ذلك، كان يجب أن تكون بقايا هذه الكائنات موجودة في سجل الحفريات. ولو كانت هذه الأشكال الوسيطة قد وجدت حقا، لكانت أعدادها أكبر بكثير من أعداد أنواع الحيوانات التي نعرفها اليوم، ولَما خَلا مكان في العالم من بقاياها الحفرية. ويبحث أنصار التطور عن هذه الأشكال الوسيطة في كل البحوث المحمومة التي أجريت على الحفريات منذ القرن التاسع عشر. ومع ذلك، لم يجدوا أي أثر لهذه الأشكال الوسيطة، على الرغم من سعيهم الحثيث لإيجادها طوال المائة والخمسين سنة الماضية.

وباختصار، يبين سجل الحفريات أن أنواع الأحياء ظهرت فجأة وبكامل تكوينها، ولم تتطور من أشكال بدائية إلى أشكال متقدمة كما تدعي نظرية التطور.

لقد حاول أنصار التطور جاهدين أن يجدوا أدلة تدعم نظريتهم المزعومة، ولكنهم في الواقع أثبتوا بأيديهم استحالة حدوث أي عملية تطورية. وختاما، يكشف العلم الحديث عن الحقيقة التالية غير القابلة للجدل:

لم تنشأ الكائنات الحية نتيجة مصادفة عمياء، بل خلقها الله جل جلاله.

___________________________________ ___________________________



أمّا الآن فسنستعرض الإحتماليّة الرياضيّة لتكوُّن جزيئ بروتين واحد


توجد ثلاثة شروط لتكوين بروتين مفيد:

الشرط الأول: أن تكون جميع الأحماض الأمينية في سلسلة البروتين من النوع الصحيح وبالتتابع الصحيح.

الشرط الثاني: أن تكون جميع الأحماض الأمينية في السلسلة عسراء.

الشرط الثالث: أن تكون جميع هذه الأحماض الأمينية متحدة فيما بينها من خلال تكوين ترابط كيميائي يسمى ‘’ترابط الببتايد’’.

ولكي يتم تكوين البروتين بمحض الصدفة، يجب أن تتواجد هذه الشروط الثلاثة الأساسية في وقت واحد. والاحتمالية لتكوين بروتين بمحض الصدفة تساوي حاصل ضرب الاحتماليات المتصلة بتحقيق كل واحد من هذه الشروط.

فعلى سبيل المثال، بالنسبة لجزيء متوسط يحوي 500 حمض أميني:

احتمالية أن تكون الأحماض الأمينية موجودة بالتتابع الصحيح:

يوجد عشرون نوعاً من أنواع الأحماض الأمينية تُستخدَم في تركيب البروتينات، وبناء على ذلك فإن: احتمالية أن يتم اختيار كل حمض أميني بالشكل الصحيح ضمن العشرين نوعاً هذه = واحداً من .20

واحتمالية أن يتم اختيار كل الأحماض الخمسمئة بالشكل الصحيح =500^20/1 =650^10/1
1/10650 وهذا يساوي فرصة واحدة من عدد من الفرص قدره عشرة مرفوعة للأس .650

احتمالية أن تكون الأحماض الأمينية عسراء:

احتمالية أن يكون الحمض الأميني الواحد أعسر = 2/1

احتمالية أن تكون جميع الأحماض الأمينية عسراء في نفس الوقت = 500^2/1

وهذا يساوي فرصة واحدة من عدد من الفرص قدره عشرة مرفوعة للأس 150
( أي يساوي150^ 10/1 )

احتمالية اتحاد الأحماض الأمينية بترابط الببتايد:

تستطيع الأحماض الأمينية أن تتحد معاً بأنواع مختلفة من الترابطات الكيميائية. ولكي يتكون بروتين مفيد، فلا بد أن تكون كل الأحماض الأمينية في السلسلة قد اتحدت بترابط كيميائي خاص يسمى ‘’ترابط الببتايد’’. ويتضح من حساب الاحتماليات أن احتمالية اتحاد الأحماض الأمينية بترابط كيميائي آخر غير الترابط الببتيدي هي خمسون بالمئة. وفيما يتعلق بذلك:

احتمالية اتحاد حمضين أمينيين بترابطات ببتايدية = 2/1

احتمالية اتحاد جميع الأحماض الأمينية بترابطات ببتيدية = 499^2/1 = 150^10/1


وهكذا تكون المحصلة النهائية للاحتمال = 650^10/1x 1/10^150x 1/10^150
ويساوي 950^10/1

أي إحتمال واحد من عدد من الخيارات المحتملة وعددها عشرة مرفوعة للقوّة 950 ، او ( واحد وأمامه 950 صفراً ) .

فهل يُعقل أنّ هذا الإحتمال تحقق بمحض الصدفة .

لو رأى أحد منا لوحة مرسومٌ عليها جزيء بروتين ، فهل يخطر بباله مجرّد خاطر أنّ هذه اللوحة قد تشكّلت بمحض الصّدفة ، حيث جاءت الرياح وحرّكت ريشةً حتى طارت ثمّ سقطت بمحض الصُّدفة على ألوان زيتيّة ثمّ طارت مرّةً أخرى واصدمت بجدار فرسمت بمحض الصدفة جزءً من صورة جزيء البروتين ، ثمّ سقطت على الالوان مرّةً أخرى بفعل الجاذبية وحركة الرياح معاً ، فسقطت بمحض الصدفة على لون آخر ، ثمّ طارت مرّةً أخرى بفعل الرياح وبمحض الصدفة اصدمت بالجدار ورسمت جزءاً آخر من اللوحة ، وهكذا حتى اكتمل الرّسم .

أكيدٌ أنّ هذا الإحتمال هو غير وارد أبداً ، فماذا يكونُ إذن احتمال تكوُّن جزيء بروتين حقيقي بفعل المصادفة ؟ .

وابقوا معنا إخواني للبقيّة .


سبحانك اللهم وبحمدك ، أشهدُ أن لا إله إلا أنت ، أستغفرُك ربي وأتوبُ إليك .

هذا المقال بالكامل مقتبس من مؤلفات العالم والمفكر الإسلامي هارون يحيى حفظه الله .
لمزيد من الاطلاع يرجى زيارة موقعه : هارون يحيى ، دعوة للحقيقة .
ملاحظة : نفس المقال قد نشرته سابقاً على منتدى الفيزياء التعليمي ، وعلى صفحتي على النول .