أبة خابور...يصبح مفتياً للفضائيات!!!!
السلام عليكم ورحمة الله....الحوار مكتوب باللهجة السعودية المحليّة...وسأحاول قدر الاستطاعة التعريف ببعض الكلمات...
لن أفسد الحوار بالحديث عنه...فإليكموه:
المذيع: في بداية اللقاء نود أن تبين للمشاهدين سرّ هذا التحول للإفتاء وعن الأسباب الحقيقية وراء ذلك.
أبو خابور: أنا كان عندي محل بنشر وقفلته البلدية لأن تخصصي كان ميكانيكا، رحت أدور على وظيفة مناسبة لقيت الأولوية دايماً للحريم، قلت ما فيه إلا أصير مفتي في وسايل الإعلام، لأنها الشي الوحيد إللي تقدر تمارسه في هالبلد بدون شهادة ولا ترخيص.
المذيع: ولماذا هذا الدور بالذات؟
أبو خابور: الفتاوى الشاذة تأمّن لك المنصب وتكسبك الشهرة، وتعطيك الأمن الوظيفي إللي يفتقده كثير من الناس في عصر الإصلاح الأحول، وكل إللي تحتاجه شوية جرأة على الدين وجهاز كمبيوتر علشان تبحث في قوقل عن الأدلة.
المذيع: هل لك أن توضح لنا وتفك هذه الرموز؟
أبو خابور: شوف يالحبيب، بفتوى مناسبة وتوقيت أنسب يمكن تصير مستشار في الديوان، وبرأي ثاني لكن على مزاج المعازيب ترجع لمنصبك حتى لو إللي أقالك الوزير نفسه.
المذيع: وما دخل التوقيت في الموضوع، أليست فتوى هي الفتوى؟
أبو خابور: سلامتك، أنت يمكن تفتي بفتوى في صفر وتمشي الأمور زي الحلاوة، وتعيدها في رجب وتلاقي نفسك خارج هيئة كبار العلماء، لأن حكم الحاكم هو الحاكم، وهذي من طوام هالعصر إللي جابت لنا الكوارث والمصايب، وخلتنا مضحكة للناس.
المذيع: كما تعلمون – حفظكم الله – أن الطالب من شيخه، فمن هم شيوخك الذين طلبت العلم على يديهم؟
أبو خابور: حنا اليوم في عصر السرعة، ويكفيك تقابل العالم وتتغدى عنده أو تسأله سؤال، أو حتى تسلم عليه وتصير من طلابه، وبعدها تقدر تاخذ من الآيات والأحاديث إللي يناسب الفتوى إللي تروّج لها، بس يبغالك تحذر من مداخلات المشايخ المفتحين إللي ما يحبهم إعلامنا.
المذيع: وصلتنا الكثير من رسائل المدح والثناء على فضيلتكم حتى لا أبالغ أن كثيراً من الراقصات والمغنيات يتابعن برنامجك بشكل مستمر، فما تعليقكم؟!
أبو خابور: علشان يحبونك الناس، لا بد تكون فتواك مطابقة لرغبة المستفتي، يعني لا بد تراعي أحوال الناس وتشوف ميولهم وتفصّل الفتوى على حسب المقاس، وأذكر قبل أشهر كان لي لزوم عند أحد المسؤولين، وقبل ما يوقع خطابي سألني عن حكم شرب الخمر، فذكرت له آية لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى، وما ذكرت معها لا آية ولا حديث، قام شكرني وسنّع لزومي، وعرفت من أقاربه بعدين إنه بعدها ما عاد قرب لا مسجد ولا صلاة، لأنه صار طول وقته سكران.
المذيع: كما سمع فضيلتكم في المداخلة السابقة، قال صاحبها: أنت حاطب ليل، فماذا يقصد بها؟
أبو خابور: حطّاب الليل تقدر تسأل عنهم (( ساري الليل )) يقول المثل لكل ساقطة لاقطة!!
المذيع: ما فهمت!
أبو خابور: وعمرك ما بتفهم، هذي الفتاوى موجة وفرصة وكلها أيام وبتروح وينكشف المستور وبتشوف حال الناس مثل يوم طاح سوق الأسهم، وما يصح إلا الصحيح.
المذيع: عندما تفتي بفتوى تخالف فيها العلماء، وتراعي فيها السواد الأعظم، كيف تعرف أنها قُبلت عند صناع القرار؟
أبو خابور: إذا فتحت الجرايد في اليوم الثاني ولقيتهم حاطينها في الصفحة الأولى بالبنط العريض، وصاروا يثنون عليها في الأخبار السياسية والفنية، اعرف إن دربك خضر.
المذيع: دعنا نعود إلى موضوع حلقتنا اليوم وهو طاعة ولي الأمر، فما هو توجيه فضيلتكم للمشاهدين؟
أبو خابور: طاعة ولي الأمر تخلّي الأمور تمشي على أحسن حال، وكل واحد يعرف دوره في الحياة، حتى لو صار فيه ظلم وتعسف، فالطاعة واجبة علشان ما تختل الأمور وتنتشر الفوضى، لكن إللي حاصل اليوم العكس، أشوف هالمرتزقة في وسايل الإعلام يحرضون على عدم طاعة ولي الأمر ويشجعون على التمرد عليه والاستقلال عنّه وعدم الاعتراف بولايته على المرأ...
المذيع: بالعكس يا فضيلة الشيخ (واعذرني على المقاطعة) فوسائل الإعلام لم تدخر وسع في الحث على السمع والطاعة في المنشط والمكره، وأنه أدرى بالمصلحة العامة، ولذلك فهي تحث الجميع بأن يقوم كل فرد بدورة المنوط به ليرق المجتمع ويقوم من سباته، ولعلك لاحظت القرار الحكيم الذي صدر قبل فترة والذي يمنع من الجمع بين وظيفتين، حتى لا يخل بالأخرى وتضيع المصالح.
أبو خابور: وين التطبيق يا خوي؟ كلامك يناقض الواقع، هذي المرأة تمردت على ولي أمرها، وما عاد تعترف بولايته عليها، وضايقوها في وظيفتها الأولى (البيت) بوظايف ثانوية، وأشغلوها – الله يشغلهم بأنفسهم – بأمور ما تليق بها وخلوها تلهث خلف السراب، لين ضيعت بيتها وزوجها وعيالها ونفسها وصار المجـتمع مـ...
المذيع: وما دخل المرأة في حديثنا يا فضيلة الشيخ؟؟؟؟، لقد نالت المرأة حقوقها في هذا العصر وما لم يتم فهو في طريقه للظهور على أرض الواقع، والأمور التي تتحدث عنها مسائل خلافية وطاعة المرأة لولي أمرها غير واجبة وليس له سلطة عليها والمرأة أصبحت مواطنة من الدرجة الأولى لها أن تسافر لوحدها وأن تـ...
أبو خابور: تخسى وتعقب يالخسيس! ما عاد إلا حريمنا تفسدونهم علينا!! أجل تدري، حتى طاعة ولي الأمر إللي تتحدث عنها مسألة خلافية، وأنا أشوف من هذي اللحظة إنها غير واجبة وأنا من الآن ما لحد في عنقي طاعة ولا...
المذيع: لا يا فضيلة الشيخ أرجوك لا تورطنا، هذي من الأمور المهمة والخطيرة، ومن الثوابت التي لا يجوز المساس بها، والقرآن أمر بطاعة ولي الأمر و...
أبو خابور: عجيب، عرفتوا القرآن هالحين؟! الآية تقول (وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم) تخليتوا عن الأصل (طاعة الله وطاعة رسوله) وتمسكتوا بالفرع (طاعة ولي الأمر)... شوف، يا تتمسكون بالآية كاملة علشان تنضبط الأمور، وإلا لا تلومون إلا أنفسكم إذا صار الناس ياخذون فتاواهم من كل ناعق ومفسد!.
المذيع: يا فضيلة الشيخ، لكن الدولة وانطلاقا من الشريعة...
أبو خابور: ما ذبحنا إلا الانطلاق والابتعاد عن الشريعة، حنا نبغى الرجوع للشريعة، البلد انقلب فوق حدر والفساد استشرى والمفسدين صاروا يسرحون ويمرحون على كيفهم، أنا من هذي اللحظة أعلن توبتي ورجوعي لديني وأتراجع عن كل فتوى أفتيتها وكل رأي تبنيته ولبست به على الناس.
غريب الألفاظ:
*وسنّع لزومي= أجرى أموري على ما أُحب
*دربك خضر=أي أن الأمور على ما يُرام
*تخسى وتعقب يالخسيس=هو كقول العرب: خبتَ وخسئت
خاطرة / محمد الشويعر
رد مع اقتباس
Bookmarks