ذم التأويل والنفى .
التأويل له ثلاثة معان :
1. صرف اللفظ عن الاحتمال الراجح الى الاحتمال المرجوح لدليل يقترن به.
2. التأويل بمعنى التفسير وهو عن المفسرين .
3. الحقيقة التى يؤول اليها الكلام .
فالمؤولة صرفوا ايات الصفات الى معانى قرروها بعقولهم ,وتناسوا ان خبر الله تعالى يؤول كما اخبر الله تعالى عن نفسه المقدسة المتصفة بما لها من حقائق الاسماء والصفات وتؤوليها هو تفويض الكيفية له سبحانه مع التعبد بمعانيها .
والنفى : هو سلب صفات الرب الثبوتية واثبات صفات سلبية زعما ان هذا تنزيه الرب , وتعالى الله عما يقولون علوا كبيرا .
وهذا القرآن هداية للبشرية والسنة موضحة لكل شئ والدين اكتمال فى حياة الصحابة فكيف لا تتعرض النصوص لقضية الاسماء والصفات بدون شفاء لما فى الصدور مع ان الشريعة وضحت ما هو اقل من ذلك , فلقد تكلم القرآن عن البعوضة والذبابة , وتكلمت عن احكام الحيض والنفاس , وتكلمت عن احكام الذبح وعن اركان الاسلام بشكل عام , فكيف يتكلم القرآن عن هذا كله ويترك مسألة الايمان بالاسماء والصفات مجهولة بين النفى والتأويل.
اما عن اكتمال الدين فى حياة الصحابة قال تعالى " الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا"وفى الحديث" قد تركتكم على البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها بعدي إلا هالك" قال أبو ذر : لقد توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وما طائر يقلب جناحيه في السماء إلا ذكر لنا منه علما , وقال عمر بن الخطاب قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم مقاما فذكر بدء الخلق ؛ حتى دخل أهل الجنة منازلهم وأهل النار منازلهم حفظ ذلك من حفظه ونسيه من نسيه .
ثم ان معرفة ما يستحقة الله تعالى وما يتنزه عنه من أجل أمور الدين وأعظم أصوله , وقد اكمل الله الدين وأتم النعمة وانزل الكتاب تبيانا لكل شئ وما فرط فى الكتاب من شئ , فكيف يكون الدين قد اكتمل وقد تركوا على المحجة البيضاء وهم لا يعرفون بما يعرفون ربهم : ابما تقوله النفاة والمؤولة ام باقوال اهل الاثبات .
وهذا القرآن الذى بين ايدينا فيه هداية وإحكام ورحمة وشفاء وتصديق واعجاز ووعيد وانذار وتثبيت وتبيان وقصص وامثال وهو حجة الله على العالمين , وهو الصراط المستقيم , والنور المبين .
قال تعالى "شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآَنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ " وقال تعالى " إِنَّ هَذَا الْقُرْآَنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ".
قال تعالى "أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآَنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا".
قال تعالى "وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآَنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ".
قال تعالى "وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآَنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ".
قال تعالى " قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآَنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا ".
قال تعالى " وَمَا كَانَ هَذَا الْقُرْآَنُ أَنْ يُفْتَرَى مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ الْكِتَابِ لَا رَيْبَ فِيهِ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ".
قال تعالى " وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآَنُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ ".
قال تعالى "نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآَنَ" .
قال تعالى "وَلَقَدْ صَرَّفْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآَنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ ".
قال تعالى " وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآَنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلًا".
قال تعالى "تِلْكَ آَيَاتُ الْقُرْآَنِ وَكِتَابٍ مُبِينٍ ".
قال تعالى " إِنَّكَ لَتُلَقَّى الْقُرْآَنَ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ عَلِيمٍ".
قال تعالى "وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآَنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ ".
قال تعالى "وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآَنَ".
قال تعالى " لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآَنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ ".
قال تعالى "إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآَنَ تَنْزِيلًا ".
فكيف يترك القرآن هذا الباب العظيم من ابواب التوحيد وليس فيه اشارة او تلميح او تصريح فى باب الاسماء والصفات مع ما هو عليه من الهداية والتبيان ؟
فمن اعتقد ان ظواهر نصوص القرآن وصحيح السنة ليس على ظاهرها فقد كذب القرآن الكريم والرسول العظيم , اذ ان الله قال ان القرآن يهدى والمأولة والنفاة يقولان لا, ان ظواهر نصوص القرآن وصحيح السنة لا يهديان الى معرفة الله باسمائه وصفاته.
ومحال على العقل والدين ان يكون ظاهر القرآن وصحيح السنة يوصل الى الضلال البعيد , ومن لوازم قولهم ان كتاب الله لا يهتدى به فى معرفة الله وان الرسول معزول عن التعليم والاخبار بصفات من ارسله , وان الناس عند التنازع لا يردون ما تنازعوا فيه الى الله والى الرسول .
ومن لوزم من قال ان القرآن لا يفيد صراحة معانى اسماء الله ولا صفاته أن ترك الناس بلا كتاب ولا سنة أنفع لهم اذ ان الاخذ بظاهر الكتاب فيه ضلال , ويكون حينئذٍ ان الله ورسوله وخير الامة دائما يتكلمون بما هو اما نص واما ظاهر فى خلاف الحق .
وهؤلاء القوم استمدوا عقيدتهم من أنباط الفرس والروم وفروخ اليهود والنصارى والفلاسفة , وهؤلاء القوم يقولون ان النصوص الواردة فى الصفات لم يقصد بها الرسول ان يعتقد الناس الباطل ولكن قصد بها معانى ولم يبين لهم تلك المعانى ولا دلهم عليها ولكن اراد ان ينظروا فيعرفوا الحق بعقولهم ثم يجتهدوا فى صرف تلك النصوص عن مدولها والمقصود امتحانهم وتكليفهم واتعاب اذهانهم وعقولهم فى ان يصرفوا كلامه عن مدلوله ومقتضاة .
وهذا الكلام باطل من عدة اوجة :
1. ان الدليل لم يقم على هذا الكلام , فنحن نحتاج دليلا من الكتاب والسنة لاثبات ذلك.
2. ان المشقة التى لم يفرضها الله علينا لا يوجر عليها الانسان , ولذلك امر الرسول من وقف فى الشمس ان يجلس .
3. ان الرسل جاءت باثبات الصفات ولذلك اثنى الله على رسله لانهم اعلم بالوصف من هؤلاء الذين يصفونه بغير ما اراد قال تعالى "سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ (180) وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ " .
4. ان الله ذم اهل الكتاب لما حرفوا وبدلوا الكلم عن مواضعة وما يقولونه من هذا الباب.
5. لقد كذب هؤلاء على الرسول لما قالوا انه يبين وهو القائل " قد تركتكم على البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها بعدي إلا هالك " وما قاله ابو ذر وعمر فيه الكفاية .
6. وهذا الكلام ان صح فهو متعلق باصحاب العقول التى تستطيع ان تنظر وتصرف المعانى , لكن ماذا عن الذين يقرون القرآن من العوام ,والله رحيم بعباده لا يكلف نفسا الا وسعها , ما حكمهم اذن ؟
7. ان دلاله اللفظ قد تختلف بحسب فهم القارئ , وبحسب اللغة , فعلى من يعتمد القول , يعنى اذا صرفت الدلاله لشيئين كلاهما لا يلتقيان فعلى اى القولين نعتمد , وبايه نأخذ .
ومن لوازم نفى الصفات او التأويل والذى يسمي التوحيد عند هؤلاء ان الرسول لم يعلم امته التوحيد فهو غير معروف عند الصحابة والتابعين , فارسل الله تعالى رسوله والانبياء من قبله حتى يضلوا الناس بالاثبات وهو ضد التوحيد , فمن اثبت صفات الله ليس موحدا ومن جرد الاله عن صفاته الحسنى كان موحدا خالصا , هذا لازم قولهم حتى لو اقسموا بالله انهم ما قالوا هذا او قصدوه.
وهؤلاء القوم تظاهروا بنصر السنة فى مواضع كثيرة وهم فى الحقيقة لا للاسلام نصروا ولا للفلاسفة كسروا , بل ان الملاحدة الزموهم فى نصوص المعاد – نظير ما ادعوه فى نصوص الصفات , قالوا لهم اذا كانت نصوص الصفات وهى اعظم واحكم لا تدل على ظاهرها , فان نصوص المعاد وهى الاقل لا تدل على حقيقتها كذلك.
ونقول لهؤلاء انه معلوم ان الرسول بلغ الرسالة كما امر ولم يكتم منها شئ , فان الكتمان يناقض الرسالة , ومعلوم من دين المسلمين انه معصوم من الكتمان لشئ من الرسالة كما انه معصوم من الكذب فيها والامة تشهد له بانه بلغ الرسالة , لانه امر بالبيان للناس وامامة الحجة وعلى قول هؤلاء انه لم يفعل ذلك , فوجب على كل مسلم تصديقة بكل ما اخبر من اسماء الله وصفاته مما جآء فى القرآن والسنة .
ولقد حض الله تعالى بنى ادم على تدبر القرآن وتعقله واتباعه فى غير موضع كما قال تعالى "أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآَنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا", وقال تعالى "كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آَيَاتِهِ ", فاذا كان قد خض الكفار والمنافقين على تدبره علم ان معانية مما يمكن للكفار والمنافقين فهمها ومعرفتها , فكيف لا يكون ذلك ممكنا للمؤمنين.
والكفار كانوا يتربصون بالمسلمين الدوائر وارادوا ان يكسروا الدين , ويشتتوا هذه الجموع , وكانوا اهل لغة وبيان , فما قال احد للرسول من معنى هذا او احتج عليه بالتاؤيل او النفى , فعلم ان الامر مفهوم كما تقتضى العقول المستقيمة والفطر السليمة والقلوب الحكيمة .
والقرآن نزل عربيا قال تعالى "إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآَنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ " وقال تعالى "إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآَنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ " , فبين سبحانه وتعالى ان نزوله بالعربية للتعقل ولايكون التعقل الا مع العلم بمعانية .
وذم الله تعالى من لا يفهمة , قال تعالى " وَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآَنَ جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآَخِرَةِ حِجَابًا مَسْتُورًا" وقال تعالى " وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ " وقال تعالى " فَمَالِ هَؤُلَاءِ الْقَوْمِ لَا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثًا " فلو كان المؤمنون لا يفقهونه لكانوا مشاركين للكفار والمنافقين فيما ذمهم الله تعالى.
وقد قال أبو عبد الرحمن السلمي : حدثنا الذين كانوا يقرئوننا القرآن - عثمان بن عفان وعبد الله بن مسعود - أنهم قالوا : " كنا إذا تعلمنا من النبي صلى الله عليه وسلم عشر آيات لم نجاوزها حتى نتعلم ما فيها من العلم والعمل " قالوا : " فتعلمنا القرآن والعلم والعمل جميعا " , ولو كان الامر كما يقول هؤلاء المخترعون لما عمل احد من الصحابة رضى الله عنهم , اذ فى القرآن الكريم " وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا " ومن الصحابة من قال " اللهم إني أسألك بأن لك الحمد لا إله إلا أنت المنان بديع السماوات والأرض يا ذا الجلال والإكرام يا حي يا قيوم فقال النبي صلى الله عليه وسلم لقد دعا الله باسمه العظيم الذي إذا دعي به أجاب وإذا سئل به أعطى ".
ثم نقول من اين علم هؤلاء مسالة صرف المعانى , فمن قال منهم ان الرسل تكلموا بخلاف ما يبطنون من اجل المصلحة العامة , قلنا لهم وما هى المصلحة العامة التى يضيع فيها اصلا عظيما من اصول الايمان ؟ ثم مع افتراض صحة ما زعموا لو كان الامر كذلك لكان خواص الرسول مطلعين على ذلك , ولكانوا اطلعوا خواصهم كذلك بذلك , ومن تأمل كلام السلف والائمة والتابعين الذين هم افضل الامة واعلم الامة وجد خلاف ذلك , بل هم على الاثبات بخلاف النفاة والمأولة , وهؤلاء على النفى والتأويل , والكتاب والسنة والاجماع منعقد على الاثبات , فلما نفوا او تأولوا ؟
هم احالوا ذلك بعقولهم فلجأوا الى الحيل الخبيثة وهو مردود عليهم بوجوه :
1. أن العقل لا يحيل ذلك , بل من سلم اصلا ان العقل يوافق مذهب النفاة او المأولة .
2. أن النصوص الواردة لا تحتمل ذلك .
3. أن عامة هذه الامور معلوم ان الرسول جآء بها بالاضطرار كالصلاةوالصيام , والعقل الصريح يوافق ما اثبته الرسول وليس بين المعقول الصريح والمنقول الصحيح تناقض اصلا , بل ان المعقول المخالف لما جآء به الرسول انما هو جهل وضلال سموه عقليات وانما هى جهليات .
4. ان العقل الصريح يوافق ما جآءت به النصوص وإن كان فى النصوص من التفصيل ما يعجز العقل عن درك التفصيل وإنما يعلمه مجملا.
5. أن العقل لا سبيل له الى اليقين فى عامة المطالب الالهيه .
6. ان الواجب تلقى علم الالهيات من النبوات لا من العقليات .
7. معلوم للمؤمنين ان رسول الله اعلم من غيره بذلك وانصح من غيره عبارة وبيانا بل هو أعلم الخلق بذلك فقد اكتمل فى حقه كمال العلم والقدرة والارادة , فكل من ظن ان غير الرسول اعلم بهذا العلم منه او اكمل بيانا منه او احرص على هدى الخلق منه فهو من الملحدين لا من المؤمنين.
والتأويل او النفى ناتج من تمثيل الله بالخلق , وهم حجدوا ما يستحقه الرب من خصائصه وصفاته والحدوا فى اسمائه وآياته وخرجوا عن القياس العقلى والنص الشرعى , ولا يبقى فى ايدى هؤلاء لا معقول صريح ولا منقول صحيح , وليُعلم ان امامهم فرعون , وهؤلاء يعبرون عن مذهبهم بعبارات مبتدعة فيها اجمال وابهام كقولهم ليس بمتحيز ولا جسم ولا جوهر ولا هو فى جهة ولا مكان وامثال هذه العبارات التى تفهم منها العامة تنزية الرب تعالى عن النقائص وقصدهم بها انه ليس فوق السموات رب وعلى العرش اله يعبد ولا عرج بالرسول الى الله .
ومذهب السلف انهم يصفون الله تعالى بما وصف به نفسه وبما وصفه به رسوله من غير تحريف ولا تعطيل ومن غير تكييف ولا تمثيل , وهم على ان ما وصف الله به نفسه حق ليس فيه لغزٌ ولا احاجىٌ , وهم على ان الرسول اعلم الخلق بما يقول وافصح الخلق فى بيان العلم وانصح الخلق فى البيان والتعريف والدلالة والارشاد , وهم بين التعطيل والتمثيل , فلا يمثلون صفات الله بصفات خلقة كما لا يمثلون ذاته بذات خلقه , وهم يعتقدون ان العقل الصريح والنقل الصريح ليس فيهما ما يوجب النفى ولا التأويل .
فالمؤولة جمعت بين التعطيل والتمثيل , والمعطل اعمى , والممثل اعشى , والمعطل يعبد عدما , والممثل يعبد صناما , واهل السنة يعبدون الله الها واحد فردا صمدا .