أخي الكريم
أعدت قراءة قول القرضاوي جيدا و تعجبت جدا من النتيجة التي وصل اليها
فالفتوى مفادها ببساطة أنه يجيز للمرأة المسلمة أن يطأها زوجها الكافر , فعجبا أن يستدل بكلام ابن القيم للوصول لذلك بالرغم من أن كلام ابن القيم فيه رد على هذا الزعم
ظاهر هذه الرواية أنه أجاز لها أن تقيم عليه، وهذا يقتضي أن تجوز معاشرته لها، ولكن الإمام ابن القيم رحمه الله أوَّل هذا الظاهر، وقال: وليس معناه أنها تقيم تحته، وهو نصراني، بل تنتظر وتتربص.فلو أن مجتهدًا أخذ بظاهر قول عمر،لم يكن عليه من حرج. ولعل هذا أصل ما ورد عن الزهري ـ وهو القول الثامن ـ أنه قال: إن أسلمت ولم يسلم زوجها، فهما على نكاحهما ما لم يفرق بينهما سلطان.
وهذا تيسير عظيم للمسلمات الجدد، وإن كان يشق على الكثيرين، لأنه خلاف ما ألفوه وتوارثوه، ولكن من المقرر المعلوم: أنه يغتفر في البقاء، ما لا يغتفر في الابتداء.
فهو لا يتفق مع ابن القيم فيما ذهب اليه استنادا لظاهر النص الذي بيناه آنفا و أيضا لقول الصحابي
وهذه الأصول مثل مصنف عبد الرزاق الصنعاني (ت211هـ) ومصنف ابن أبي شيبة (ت235هـ) ومؤلفات أبي جعفر الطحاوي(321هـ) والسنن الكبرى للبيهقي (ت456هـ).
روى ابن أبي شيبة في مصنفه بسنده عن علي رضي الله عنه في شأن امرأة اليهودي أو النصراني إذا أسلمت،
كان أحق ببضعها، لأن له عهدا.
يذهب إلى هذا القول بجواز أن يطأ الرجل الكافر المسلمة بالرغم من أنه قبلها نقل عن ابن القيم حديث رسول الله
لما قدم أبو العاص بن الربيع المدينة في زمن الهدنة، وهو مشرك، سألت امرأته زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم: هل ينـزل في دارها؟ فقال:
"إنه زوجك، ولكن لا يصل إليك".
لا أعلم كيف يظن من ينظر هذا الدليل أن قصد سيدنا عمر هو أن يطأ الكافر المسلمة ؟؟
و الغريب أنه بعدما نقل قول سيدنا علي أخذ يثني عليه و يصفه بالألقاب و المناقب و كأنه يريد أن يقول بأن قوله معصوم , و لم يشر لا من قريب و لا من بعيد و لو بحرف واحد إلى قول النبي و لا معنى دلالته الواضحة جدا في صرف الظاهر الذي ادعاه
أخشى ما أخشاه أن يات واحد من المدافعين ليقول أن النصارى لهم أحكام خاصة في الإسلام عن الكفار عموما و حديث رسول الله كان فيه الحديث عن حالة كفر صحيح بينما أثر سيدنا علي يتحدث عن أمر مع مُعاهد !!!!
فالدكتور القرضاوي لم يفصل ذلك التفصيل كي يات أحد بهذا الدفاع
هذا الموقف عجيب و محير جدا
شعرت و أنا أقرأ هذا الكلام بسياسة القص و اللصق فيؤمن بشيء و يتجاوز عن شيء , و يقلب في الآثار و الأخبار ليبحث عما يريده
و ماذا يريد !!
ماذا هدفه لو تم وطء الكافرين للمسلمات ؟؟
هل هذه قفزة علمية يحتجها فقه الواقع و التعامل مع الآخر ؟؟
هل خوفا من أن يُقال اليوم ما قيل بالأمس في أن هذا الدين يُفرق بين المرء و زوجه ؟؟
و هل حقا الساء في أوروبا المسلمات حديثا يعانين من مآسي مادية و نفسية بسبب إسلامهن و الحل السحري هو أن تبقى المؤمنات في أحضان الكافرين ؟؟
اللهم لا
و ظني في إخوة المهجر أن من المؤكد أن كثير منهم يتزوج بالمسلمات حديثا صيانة لهن من الناحية المادية و النفسية و كثيرا ما سمعنا عن هذا
و لم أسمع أن إحداهن عادت إلى الكفر بعد ضغوط مادية من أثر عدم وجود عائل ؟؟
و حتى إن حدث كحالات فردية فلم أعلم أن هذه ظاهرة تحتاج إلى فتوى عامة
و حتى إن
أعتقد أن الفقه المنطقي و الأقرب للواقع يدعوه إلى دعوة أثرياء المسلمين في المهجر و المراكزالإسلامية أن تكفلهن , و على حض مسلمي المهجر على كثرة نكاح المسلمات حديثا لإعانتهن على الثبات بدينهن
فالمرء يُعرَف بصاحبه فكيف بمسلمة تبقى تحت كافر يُحتَمل أن يفتنها في دينها و خصوصا أنهن أساسا في ديار كفر و الفتنة قائمة و لا نأمن عليهن , و المسلمين هناك يقعون تحت ضغوط لا تخفى على أحد
لا أعلم إن كنت أسأت الأدب في حديثي عن الدكتور القرضاوي أم لا و لكنني حاولت أن أكون مراعيا للحياد و في الوقت ذاته أن أقول ما دار بخلدي و خواطري
و لا أجد في نهاية هذا الأمر إلا أن أقلب كفي و أقول
سبحان الله .... سبحان الله
Bookmarks