لاخى مالك مناع .

[ATmaCA]

الحمد لله وحده ..

أقوم بكتابة بحث أخى الحبيب عن ظاهرة تحدث لبعض الناس عبارة عن علامات أو قل "إشارات من الله" تدل على وجود القدر , يسميها الغرب !signs (مشهورة فى الغرب أكثر ,عندنا لاننتبه حتى لوجودها) , وأظن أقرب معنى لها هو كلمة "إلهام" أو إرشاد من الله فى بعض المواقف ..

المواقف كثيرة ,ووقوف الله بجانبنا أكثر من عدد حبات الرمال , وكيف لا! ونحن كل دقة قلب محاطة برعايته وعنايته , وكل ذرة هواء تدخل وتخرج بسبب كرمه ورحمته وعنايته .. اللهم لك الحمد على نعمك التى لاتعد ولاتحصى .

هل هذه الإلهامات لها أصل فى العقيدة ؟ أم نعزوها إلى علوم كعلم الطاقة والتخاطر إلخ؟

هل أخى يصح - عقائديًا - أن نقول أن هذا ربما "إلهام من الله" أم أعزو التفسير لعلوم الطاقة والتخاطر ( وأنا على دراية جيدة بها) ؟ هل ذكر عن السلف شيئًا كهذا ؟

وطبعًا المواقف كثيرة فى الحياة العادية ,حتى أن بعض الملاحدة يؤمنون بالقدر بسبب مثل هذه الأحداث التى بها ربما نوعًا من الغموض , وإن كنت أرى أنها إلهام من الله تعالى ,ولكن لا أعرف هل لها أصل فى الدين أم لا .

جزاك الله خيرًا .. والحمد لله.

[ATmaCA]

للتوضيح أكثر سأشرح موقف:

كنت أطلع على المنتدى سابقًا, فمررت على خاطرى أخى الحبيب بدون أى سبب , لم أرى لك مشاركة حينها , ولم أكن أريد مشاغبتك بسؤال كالعادة! , وإنما -بدون أى سبب - مررت على خاطرى , وحتى لم تكن من المتصلين وقتها ..
فدخلت على ملفك الشخصى يومها لأجد شيئًا عجبًا ..

وجدت أن آخر موضوع كتبته أخى الحبيب -وقتها- به ذكر لى (كان فى نفس اليوم) :
http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=20097

وطبعًا ترددت فى إخبارك أخى الحبيب حتى لاتشك فى قواى العقلية هههه! , وطبعًا الأمر ليس مصادفة , لأن هذا الخاطر ليس عادى كأى مرور , بل جائنى بردة فعل ,وكأنه إلهام من الله أن أشاهد الموضوع , بمعنى آخر : كزاجر حتى أدخل الموضوع! . بالرغم من اننى لا أدخل كثيرًا أو قل أدخل نادرًا لقسم العقيدة والتوحيد للأسف الشديد بسبب أن الوقت كله يضيع فى قراءة الأقسام الأخرى التى يغلب عليها الطابع الحوارى .

والأمثلة كثيرة.

[مالك مناع]

الأخ الحبيب أتماكا .. وفقه الله ..

الأعجب من ذلك - بالنسبة لي على الأقل - أن تسألني أنا بالذات عن ذلك، وقد كانت نفسي تحدثني منذ زمن أن أكتب في هذا الموضوع لما قرأت لبعض الإخوة الغيورين على السنة في هذا المنتدى فضلاً عن غيره رفضهم بإطلاق وجود الإلهامات والمبشرات لظنهم أنها من شطحات الصوفية، والتحقيق أن لهذا أصل في الدين وبعض العلماء جعلوها من مصادر التشريع بضوابط وشروط، وبعضهم منع من ذلك مطلقاً، لأنه لا يؤمن على صاحبه الغلط، فقد يصيب حينا، ويخطئ حينا آخر، ولا حجة على الناس في أمور الدنيا، لكون صاحبه غير معصوم في التمييز بين ما يرد عليه: هل هو من الرحمن، أم من النفس والشيطان.

نعم: قد يغلب على الرجل ما يرد عليه حتى يحصل له بذلك اليقين:

ـ فأما إن كان من أمور الدين، فلا حجة في شيء من ذلك قولا واحداً، إنما الحجة في الدليل الشرعي.

ـ وأما إن كان من أمور الدنيا:

1- فالشخص الذي ورد عليه ذلك الوارد، قد يغلب عليه حتى يطمئن إلى صحته، وقد يجزم بذلك أشد الجزم، وهذا لا ضرر فيه، إذ هو كغيره من الأحكام الدنيوية التي يستدل عليها الناس بأدلة دنيوية، ربما جزموا بصحة دلالة شيء منها، ثم يتكشف الواقع عن صواب ذلك وخطئه، إلا أن ذلك الوارد لا يكون حجة على الغير، أو قل بعبارة أدق: إن ذلك الوارد لا يكون دليلا متعديا، بل قاصرا، لا سبيل إلى الاحتجاج به على الناس، خصوصا في محل النزاع والخصومة.

2- فأما ما سوى ذلك الرجل من الناس: فلا يجب عليهم تصديق شيء من ذلك، إذ الواجب منحصر في تصديق الكتاب والسنة، كما لا يحرم تصديقه أيضا، فمن مال قلبه إلى صحة ما ورد على ذلك الشخص أو خطئه، لقرينة من القرائن، فذلك جار مجرى تصديق أدلة دنيوية دالة على أحكام دنيوية، والأمر متردد بين الإصابة والخطئ الذي لا تعلق له بأحكام الشرع، وقد تجد من الناس من يتوقف، فلا يصدق ولا يكذب، وهذا متوجه أيضا، لأن الأمر محتمل، فيحتاج إلى قرينة مرجحة، والقرائن المرجحة كثيرة جدا، وكلما كان الرجل أعرف بموضوع ذلك الوارد، وبحال ذلك الشخص الملهم كلما كان أقرب إلى الإصابة في الحكم على ما يرد عليه، والذي كان يخبر به شيخ الإسلام، من انتصار المسلمين على التتر ونحو ذلك هو من هذا الباب.

والصوفية خلطوا هذا الحق بالباطل وزادوا عليه ما لايقبله شرع ولا عقل. فكان لهؤلاء الإخوة وغيرهم ردة فعل برفض هذا الأمر جملة وتفصيلا مع ما فيه من الحق الذي عمل به المحققون من أهل العلم بضوابطه وشروطه.

على كل حال .. فإن الله تبارك وتعالى إذا أراد أمراً هيأ له أسبابه وهذا طلب عزيز من أخ عزيز لا يمكنني رده وأنا شاكر لك حسن ظنك بي .. ولي عودة للتفصيل في هذه المسألة بإذن الله.

وفقك الله ..

[ATmaCA]

جزاك الله خيرًا أستاذنا الفاضل ,وتبارك الله , زادك الله تواضعًا وفقهًا .

والله أخى لا أعرف هنا حوار دار فى هذه المسألة , بل لا أعرف من ينكر مثل هذه الأمور! , وقد ذكرت فى المشاركة السابقة أن الكفرة يؤمنون بذلك لما يجدونه من أمور عجيبة لاتحليل مادى لها , وحتى لايكون الكلام مرسل .. فالزميل وليد -هداه الله ووفقه- منهم , فسبب إيمانه بوجود "قوة عاقلة" -كما يقول- هو الرؤىء والإلهامات التى تحدث له . أسأل الله أن يوفقه ويهديه إلى طريق الصواب وما يرضاه الله تعالى .

وبعض الناس منهجهم إما أقصى اليمين أو أقصى اليسار ,وهذا لم يكن نهج علماء هذه الأمة كأبن تيمية وأبن القيم , عجيب حقيقة دقتهما فى تحقيق الأمور ,خاصة أبن تيمية رحمه الله كان يتعمق فى التحليل حتى يخرج منه بشبه كمال وحتى لايترك ثغرة لسائل إن تعمق فى فهم كلامه بشكل جيد , وربما كان هذا من الإخلاص الذى لايتواجد عند الجميع!

نعم لا خلاف على شطحات الصوفية , ولكن ليس من المقبول ترك مسألة مهمة جدًا كهذه بشكل نهائى مع إمكانية تعديلها وتحقيقها بشكل يتناسب مع فهمها كدليل على وجود يد هادية , وأيضًا لامانع من ذكر مساوئها أو ذكر تعارضها مع أدلة شرعية -مثلًا-, وكل المشكلة فى الناحية السلبية من هذه المسألة هى مجرد كشف الفهم الخاطىء والإيهام الذى حولها , كوالد يعلم إبنه كيفية الإستفادة من التكنولوجيا وترك مساوئها , فالامر شبيه بالإلهامات , فمن لم يفهم الدليل فهمًا صحيحًا لانحمل نحن ذنب ذلك ولكن وجب علينا التوضيح دفعًا للإشتباه.

وأرى الموضوع مهم , وهناك الكثير من الأدلة المادية على الغيب! وقد يبدو الكلام يحمل مفارقة واضحة - أقصد عندما نقول مادة وغيب - ولكنها حقيقة عقلية ملموسة ماديًا ,ولا رد لها غير التسليم بوجود القدر أو وجود يد هادية عندها علم مطلق.

وما تقوله علوم كعلوم الطاقة مثلًا أن الموجات هى السبب فى مسألة التلاقى الذهنى , فالدماغ يصدر موجات فى حالة الصفاء الذهنى او حالة (ألفا) فيحدث تلاقى ذهنى ولكن المشكلة انه لايوجد أجهزة تقيس هذا الكلام فكيف مثلًا أبعد نقطتين على سطح الكرة الأرضية يحدث بينهما تلاقى موجى ! بل الإشكال الأكبر برأيى هو كيف يترجم الدماغ هذه الموجات حتى يفهم س من الناس أنها موجة الشخص الآخر .. والإشكالات كثيرة , وأرى الإلهام دلالته أقوى بكثير .

وكلمة "الإلهام" يفهمها بعضهم على أنها تعنى "حديث النفس" فبعض الكفرة فى منتدياتهم السفيهة! يقولون : الإلهام مجرد حديث نفس ,فإن أحدث فى النفس عجبًا يكون مصادفة! لأن الوارد لايخرج عن شيئين : فاما يكون ما يرد ملهم واما يكون غير ملهم ونحن نقول غير ملهم لوجود ترجيح!

وطبعًا لايخفى على قارىء هذا الكلام سفاهته وإعوجاجه , فأنت يأتيك مثل هذا الإلهام فتتبعه فتجده صادقًا ,فكيف يكون مصادفة وقد ثبت لدى الذى حدث له ان الإلهام كأنه بتخطيط مسبق! , كمثل شخص يقول لك إحذر أن تصدمك السيارة فتنظر خلفك فتجد سيارة مسرعة قادمة , أو يتصل بك أحدهم ويقول لك سيخبط على بابك فلان .

كما أن دليل وجود الله القاطع يجعل الأمر مقبولًا من الناحية العقلية والمنطقية , ولكن هؤلاء لايريدون الإستقامة!

طبعًا يا أخى فى إنتظار تفصيلك , وأظن الأمر شبيه بالرؤىء إن لم يخنى الفهم , فهل هما شرعيًا يصبان فى نفس الفهم أم يوجد بينهما إختلاف ؟

ومن الاسئلة المهمة :
على فرض أن الدليل الشرعى ليس قطعى الدلالة فهل يؤخذ بمثل هذه الامور إن وافقت العقل السليم؟
هل الدليل الشرعى أكثر كفاءة فى تحقيق المسألة أم الدليل العلمى أفضل؟
إن شاء الله نفصل فى هذه المسائل عند عودتك إن شاء الله تعالى. وأعرف بمشاغلك أخى الحبيب ومسؤولياتك لذا خذ من الوقت ما تشاء بارك الله فيك وزادك علمًا , ولا حرمنا الله من علمك و إطلالتك.

محبك فى الله.