صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 15 من 26

الموضوع: الـقـبــــر

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    May 2009
    المشاركات
    1,574
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي الـقـبــــر

    صندوق العمل , وحصاد السنين , اول منازل الاخرة فإما روضة من رياض الجنة واما حفرة من حفر النار ..
    رحمات الله على امواتنا الموحدين , ونسأل الله ان ينزل شآبيب المغفرة عليهم

    ما هو القبر ؟

    قال ابن سيده " القبر: مدفن الإنسان. وجمعه: قبور. والمقبرة: موضع القبور. قال سيبويه: المقبرة: ليس على الفعل، ولكنه: اسم.
    وقبره يقبره، ويقبره: دفنه, وأقبره: جعل له قبرا, وأقبر القوم قتيلهم: أعطاهم إياه يقبرونه,وأرض قبور: غامضة..."

    قال الله " ثم أماته فأقبره "

    ولا يسمى قبراً حتى يدفن فيه وقد يطلق على الحفرة قبراً ان اعدت لذلك ولا تعلق للاحكام الشرعية فيه حتى يدخله الميت

    فهذا قبر الميت وأنت غداً مقبور


    هول القبر وفظاعته

    روى هانئ مولى عثمان بن عفان ، قال : كان عثمان رضي الله عنه إذا وقف على قبر بكى ، حتى يبل لحيته ، فقيل له : تذكر الجنة والنار فلا تبكي ، وتبكي من هذا ؟ فقال : إنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " إنَّ القبر أول منزلة من منازل الآخرة ، فإن نجا منه فما بعده أيسر منه ، وإن لم ينج منه فما بعده أشد منه ، قال : وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما رأيت منظراً قط إلا القبر أفظع منه " أخرجه الترمذي ، ولما كان ما بعد القبر أيسر منه لمن نجا فإن العبد المؤمن إذا رأى في قبره ما أعد الله له من نعيم يقول : " رب عجل قيام الساعة ، كيما أرجع إلى أهلي ومالي " والعبد الكافر الفاجر إذا رأى ما أعد الله له من العذاب الشديد فإنه يقول على الرغم مما هو فيه من عذاب : " رب لا تقم الساعة " ، لأن الآتي أشدُّ وأفظع .


    ظلمة القبر :

    ماتت امرأة كانت تَقُمُّ المسجد في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم ، ففقدها الرسول صلى الله عليه وسلم ، فأخبروه أنها ماتت من الليل ، ودفنوها ، وكرهوا إيقاظه ، فطلب من أصحابه أن يدلوه على قبرها ، فجاء إلى قبرها فصلى عليها ، ثم قال : " إن هذه القبور مملؤة ظلمة على أهلها ، وإن الله عز وجل ينورها لهم بصلاتي عليهم " رواه البخاري ومسلم وأبو داود وابن ماجة والبيهقي وأحمد


    ضمَّة القبرة

    عندما يوضع الميت في القبر فإنه يضمه ضمة لا ينجو منها أحد كبيراً كان أو صغيراً، صالحاً أو طالحاً ، فقد جاء في الأحاديث أن القبر ضم سعد بن معاذ ، وهو الذي تحرك لموته العرش ، وفتحت له أبواب السماء ، وشهده سبعون ألفاً من الملائكة ، ففي سنن النسائي عن ابن عمر رضي الله عنهما ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " هذا الذي تحرك له العرش ، وفتحت له أبواب السماء ، وشهده سبعون ألفاً من الملائكة ، لقد ضم ضمة ، ثم فرج عنه " رواه النسائي .

    وفي مسند الإمام أحمد عن ابن عمر أيضاً أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال : " إن للقبر ضغطة لو كان أحد ناجياً منها نجا سعد بن معاذ " رواه أحمد في مسنده

    وفي معجمي الطبراني الكبير والأوسط عن ابن عباس رضي الله عنهما ، أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال : " لو نجا أحد من ضمة القبر ، لنجا سعد بن معاذ ، ولقد ضمَّ ضمة ، ثم روخي عنه " .

    ومما يدل على أن ضمة القبر لازمة لكل إنسان أن الصبيان لا ينجون منها ، ففي معجم الطبراني الكبير عن أبي أيوب الأنصاري بإسناد صحيح وهو في معجمه الأوسط ، وفي الكامل لابن عدي عن أنس أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال : " لو أفلت أحد من ضمة القبر لنجا هذا الصبي " .


    فتنة القبر

    كيف تكون فتنته

    إذا وضع العبد في قبره جاءته ملائكة على صورة منكرة ، ففي سنن الترمذي " إذا قبر الميت – أو قال : أحدكم – أتاه ملكان أسودان أزرقان ، يقال لأحدهما : المنكر ، وللآخر : النكير ، فيقولان ، ما كنت تقول في هذا الرجل ؟ فيقول : ما كان يقول ، هو عبد الله ورسوله ، أشهد أن لا إله إلا الله ، وأن محمداً عبده ورسوله .. وإن كان منافقاً ، قال : سمعت الناس يقولون قولاً ، فقت مثله ، لا أدري ... " .

    وجاء في الحديث الذي يرويه البراء بن عازب عن الرسول صلى الله عليه وسلم: " فيأتيه ملكان شديدا الانتهار فـ ينتهرانه ، و يجلسانه ، فيقولان له : من ربك ؟ ما دينك ؟ من نبيك ؟ وهي آخر فتنة تعرض على المؤمن ، فذلك حين يقول الله عز وجل: ( يُثَبِّتُ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ) [ إبراهيم : 27 ] ، فيقول: ربي الله ، وديني الإسلام ، ونبيي محمد صلى الله عليه وسلم ، فينادي مناد من السماء : أن صدق عبدي " ، وقال في العبد الكافر أو الفاجر : " ويأتيه ملكان [ شديد الانتهار ، فينتهرانه ، و ] ويجلسانه ، فيقولان له : من ربك ؟ فيقول : هاه ، هاه لا أدري ، فيقولان له : ما دينك ؟ فيقول : هاه ، هاه لا أدري ، فيقولان : فما تقول في هذا الرجل الذي بعث فيكم ؟ فلا يهتدي لاسمه ، فيقال : محمد ، فيقول : هاه ، هاه لا أدري ، سمعت الناس يقولون ذاك ، قال : فيقولان : لا دريت ولا تلوت فينادي منادي أن كذب عبدي " .

    وعن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " إن العبد إذا وضع في قبره ، وتولى عنه أصحابه ، إنه ليسمع قرع نعالهم ، إذا انصرفوا : أتاه ملكان ، فيقعدانه ، فيقولان له : ما كنت تقول في هذا الرجل ، محمد ؟ فأما المؤمن ، فيقول : أشهد أنه عبد الله ورسوله .. ، وأما الكافر أو المنافق ، وفي رواية : وأما الكافر والمنافق – فيقول : لا أدري ، كنت أقول ما يقول الناس فيه ، فيقال : لا دريت ، ولا تليت .." رواه البخاري ومسلم وأبو داو والنسائي .

    ولم يكن الرسول صلى الله عليه وسلم يعلم في أول الأمر أن هذه الأمة تفتن في قبورها ثم أوحى الله له بهذا العلم ، فقد حدث عروة بن الزبير عن خالته عائشة ، قالت: دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وعندي امرأة من اليهود ، وهي تقول : هل شعرت أنكم تفتنون في القبور ؟ قالت : فارتاع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقال : " إنما تفتن اليهود " ، قالت عائشة : فلبثنا ليالي ، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " هل شعرت أنه أوحي إليَّ أنَّكم تفتنون في القبور ؟ " قالت عائشة : فسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، بعد : يستعيذ من عذاب القبر .




    هل يفتن الكافر في قبره

    دلت الأحاديث التي سقناها على أن الكفار يفتنون في قبورهم ، وقد خالف في ذلك الحكيم الترمذي وابن عبد البرّ والسيوطي ، واحتج الحكيم الترمذي على عدم السؤال بأن الأمم الماضية إن رفضت الاستجابة لرسلها عوجلت بالعذاب ، بخلاف هذه الأمة ، فقد أمسك عنها العذاب ، وبعث الرسول صلى الله عليه وسلم بالسيف ، فمن دخل في الإسلام مخافة القتل ، ثم نافق عذب في قبره ، وهذا الذي قاله فيه نظر ، فإن الله لم يهلك مكذبي الأمم بعد نزول التوراة ، واحتج ابن عبد البرّ بقوله عليه السلام في الحديث الصحيح : إن هذه الأمة تبتلى في قبورها ، ومنهم من يرويه : تسأل ، والأحاديث الصحيحة ترد هذا الفهم ، وتدل على أن هذا ليس خاصاً بالمؤمنين ، وليس خاصاً بهذه الأمة .

    وقد ذهب إلى أن السؤال عام عبد الحق الإشبيلي ، وابن القيم ، والقرطبي ، والسفاريني وغيرهم .



    هل يفتن غير المكلفين

    الفتنة عامة لجميع المكلفين إلا النبيين فقد اختلف فيهم ، وإلا الشهداء والمرابطين ونحوهم ممن جاءت النصوص دالة على نجاتهم من الفتنة كما سيأتي بيانه .

    واختلف في غير المكلفين من الصبيان والمجانين ، فذهب جمع من العلماء إلى أنهم لا يفتنون ، منهم : القاضي أبو يعلى وابن عقيل ، ووجهة نظر هؤلاء أن المحنة تكون لمن كلف ، أما من رفع عنه القلم فلا يدخل في المحنة ، إذ لا معنى لسؤاله عن شيء لم يكلف به .

    وقال آخرون : بل يفتنون . وهذا قول أبي الحكيم الهمداني ، وأبي الحسن ابن عبدوس ، ونقله عن أصحاب الشافعي ، وقد روى مالك وغيره عن أبي هريرة رضي الله عنه أن الرسول صلى الله عليه وسلم صلى على الطفل ، فقال : " اللهم قه عذاب القبر وفتنة القبر " وهذا القول موافق لقول من قال : إنهم يمتحنون في الآخرة ، وأنهم مكلفون يوم القيامة ، كما هو قول أكثر أهل العلم وأهل السنة من أهل الحديث والكلام ، وهو الذي ذكره أبو الحسن الأشعري عن أهل السنة واختاره ، وهو مقتضى نصوص الإمام أحمد .



    الأنبياء لا يفتنون في قبورهم
    لما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم " الأنبياء أحياء في قبورهم يصلون"
    ولما ثبت أيضاً عن النبي صلى الله عليه وسلم في الشهداء أنهم لا يفتنون في قبورهم فلما سئل عن ذلك قال عليه السلام " كفى ببارقة السيوف على رأسه فتنة "

    وهذا يقال من باب اولى في أنبياء الله صلوات الله عليهم وسلامه فهم من جاهد في سبيل اعلاء كلمة الله وصبروا وفتنوا وامتحنوا فكفى بهذه فتنة !




    عذابُ القبر ونعيمه

    أحاديث عذاب القبر ونعيمه متواترة

    يقول شارح الطحاوية : " وقد تواترت الأخبار عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في ثبوت عذاب القبر ونعيمه لمن كان لذلك أهلاً ، وسؤال الملكين ، فيجب اعتقاد ثبوت ذلك والإيمان به ، ولا نتكلم في كيفيته ، إذ ليس للعقل وقوف على كيفيته ، لكونه لا عهد له به في هذه الدار ، والشرع لا يأتي بما تحيله العقول ، بل إن الشرع قد يأتي بما تحار فيه العقول ، فإن عودة الروح إلى الجسد ليس على الوجه المعهود في الدنيا ، بل تعاد إليه إعادة غير الإعادة المألوفة في الدنيا " .

    وقال في موضع آخر : " واعلم أن عذاب القبر وعذاب البرزخ حق ، فكل من مات وهو مستحق للعذاب ناله نصيبه منه ، قبر أو لم يقبر ، أكلته السباع أو احترق حتى صار رماداً ونسف في الهواء ، أو صلب أو غرق في البحر ، وصل إلى روحه وبدنه من العذاب ما يصل إلى المقبور ، وما ورد من إجلاسه ، واختلاف أضلاعه ونحو ذلك ، فيجب أن يفهم عن الرسول صلى الله عليه وسلم مراده من غير غلو ولا تقصير " .

    وأنكرت الملاحدة ومن تمذهب بمذهب الفلاسفة من الإسلاميين عذاب القبر ، وقالوا: ليس له حقيقة ، واحتجوا لذلك بأنهم يفتحون القبور فلا يرون شيئاً مما أخبرت به النصوص .

    وأنكره أيضاً الخوارج وبعض المعتزلة كضرار بن عمرو وبشر المريسي ، وخالفهم جميع أهل السنة ، وأكثر المعتزلة .

    وهؤلاء كذبوا بما لم يحيطوا بعلمه ، وقد ظن هؤلاء أن أبصارهم يمكن أن ترى كل شيء ، وأن أسماعهم يمكن أن تسمع كل شيء ، ونحن اليوم نعلم من أسرار الكون ما كانت أسماعنا وأبصارنا عاجزة عن سماعه ورؤيته ، ومن آمن بالله صدَّق خبره .

    وقد وردت إشارات في القرآن تدل على عذاب القبر ، وقد ترجم البخاري في كتاب الجنائز لعذاب القبر ، فقال : باب ما جاء في عذاب القبر ، وساق في الترجمة قوله تعالى : ( إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلآئِكَةُ بَاسِطُواْ أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُواْ أَنفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ ) [ الأنعام : 93 ] ، وقوله تعالى : ( سَنُعَذِّبُهُم مَّرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَى عَذَابٍ عَظِيمٍ ) [ التوبة : 101 ] . وقوله تعالى : ( وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ ) [ غافر : 45-46 ] .

    والآية الأولى التي ساقها البخاري إنما هي في تعذيب الملائكة الكفار في حال الاحتضار كما سبق بيانه ، والآية الثانية تدل على أن هناك عذابين سيصيبان المنافقين قبل عذاب يوم القيامة ، العذاب الأول ما يصيبهم الله به في الدنيا إما بعقاب من عنده وإما بأيدي المؤمنين ، والعذاب الثاني عذاب القبر ، قال الحسن البصري : ( سَنُعَذِّبُهُم مَّرَّتَيْنِ ) [ التوبة : 101 ] : عذاب الدنيا ، وعذاب القبر "

    وقال الطبري : " والأغلب أن إحدى المرتين عذاب القبر ، والأخرى تحتمل أحد ما تقدم ذكره من الجوع أو السبي أو القتل والإذلال أو غير ذلك " .

    والآية الثالثة حجة واضحة لأهل السنة الذين أثبتوا عذاب القبر ، فإن الحق تبارك وتعالى قرر أن آل فرعون يعرضون على النار غدواً وعشياً ، وهذا قبل يوم القيامة ، لأنه قال بعد ذلك : ( وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ ) [ غافر : 46 ] ، قال القرطبي : " الجمهور على أن هذا العرض يكون في البرزخ ، وهو حجة في تثبيت عذاب القبر ".

    ومن الإشارات القرآنية الواضحة الدالة على فتنة القبر وعذابه قوله تبارك وتعالى : ( يُثَبِّتُ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ ) [ إبراهيم : 27 ] ففي الحديث الذي يرويه البراء بن عازب رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " إذا أقعد المؤمن في قبره أتى ثم شهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله فذلك قوله : ( يُثَبِّتُ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ ) [ إبراهيم : 27 ] ، وفي رواية أخرى : وزاد : ( يُثَبِّتُ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ ) [ إبراهيم : 27 ] نزلت في عذاب القبر " .

    وقد روت لنا السيدة عائشة رضي الله عنها : " أن اليهودية دخلت عليها فذكرت عذاب القبر ، فقالت لها : أعاذك الله من عذاب القبر ، فسألت عائشة الرسول صلى الله عليه وسلم عن عذاب القبر ، فقال : نعم ، عذاب القبر . قالت عائشة رضي الله عنها : فما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد صلى إلا تعوذ من عذاب القبر " زاد غندر: " عذاب القبر حق " رواه البخاري .

    وفي صحيح مسلم عن عائشة رضي الله عنها ، قالت : " دخلت عليَّ عجوزان من عُجُز يهود المدينة ، فقالتا : إن أهل القبور يعذبون في قبورهم ، قالت : فكذبتهما ، ولم أنعم أن أصدقهما ، فخرجتا ، ودخل رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقلت له : يا رسول الله ‍‍‍‍‍ إن عجوزين من عجز يهود المدينة دخلتا عليَّ ، فزعمتا أن أهل القبور يعذبون في قبورهم ، فقال : " صدقتا ، إنهم يعذبون عذاباً تسمعه البهائم " قالت : فما رأيته بعد في صلاة إلا يتعوذ من عذاب القبر " .

    ولعظم هذا الأمر وخطورته كان الرسول صلى الله عليه وسلم يعلمه لأصحابه ، بل وخطب فيهم مرة به ، ففي صحيح البخاري عن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنها : قالت : " قام رسول الله صلى الله عليه وسلم خطيباً فذكر فتنة القبر التي يفتن فيها المرء ، فلما ذكر ذلك ضج المسلمون ضجة " رواه البخاري والنسائي ، وزاد النسائي : " حالت بيني وبين أن أفهم كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلما سكنت ضجتهم ، قلت لرجل قريب مني : أي بارك الله لك ، ماذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم آخر قولـه ؟ قال : قد أوحى إلي : أنكم تفتنون في القبور قريباً من فتنة الدجال " .


    سماع الرسول صلى الله عليه وسلم أصوات المعذبين :

    وقد أعطى الله رسوله القدرة على سماع المعذبين في قبورهم ، ففي الحديث الذي يرويه مسلم في صحيحه عن زيد بن ثابت رضي الله عنه قال : " بينما النبي صلى الله عليه وسلم في حائط لبني النجار ، على بغلة له ، ونحن معه ، إذ حادت به ، فكادت تلقيه ، وإذا أقبر ستة أو خمسة أو أربعة ، فقال : من يعرف أصحاب هذه الأقبر ؟ فقال رجل : أنا ، قال : فمتى مات هؤلاء ؟ قال : ماتوا في الإشراك ، فقال : إن هذه الأمة تبتلى في قبورها ، فلولا أن لا تدافنوا ، لدعوت الله أن يسمعكم من عذاب القبر الذي أسمع منه " .

    وفي صحيح البخاري ومسلم وسنن النسائي عن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه قال : " خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم بعدما غربت الشمس ، فسمع صوتاً ، فقال : يهود تعذب في قبورها " .

    ويدل على سماع الرسول صلى الله عليه وسلم للمعذبين في قبورهم الحديث الذي يرويه البخاري ومسلم في صحيحهما عن ابن عباس ، وفيه أن الرسول صلى الله عليه وسلم مرّ بقبرين ، فقال : " إنهما ليعذبان وما يعذبان في كبير .. " الحديث ، وسيأتي ذكره بتمامه إن شاء الله .


    سماع غير الرسول صلى الله عليه و سلم أصوات المعذبين :

    لم يزل بعض الناس يتحدثون عن سماعهم أو رؤيتهم للمعذبين في قبورهم ، ومن هؤلاء ثقات أعلام لا مطعن في دينهم وأمانتهم ، يقول ابن تيمية في ذلك : " قد يكشف لكثير من أبناء زماننا يقظة ومناماً ، ويعلمون ذلك ويتحققونه ، وعندنا من ذلك أمور كثيرة " .

    وقال في موضع آخر في معرض رده على المكذبين بعذاب القبر " وإذا عرف أن النائم يكون نائماً وتقعد روحه وتقوم وتمشي ، وتذهب وتتكلم وتفعل أفعالاً وأموراً بباطن بدنه مع روحه ، ويحصل لبدنه وروحه بها نعيم وعذاب ، مع أن جسده مضطجع ، وعينيه مغمضة ، وفمه مطبق ، وأعضاؤه ساكنة ، وقد يتحرك لقوة الحركة الداخلة ، وقد يقوم ويمشي ويتكلم ويصيح ، لقوة الأمر في باطنه ، كان هذا مما يعتبر به أمر الميت في قبره ، فإن روحه تقعد ، وتجلس ، وتسأل ، وتنعم ، وتعذب ، وتصيح وذلك متصل ببدنه ، مع كونه مضطجعاً في قبره ، وقد يقوى ذلك حتى يظهر ذلك في بدنه ، وقد يرى خارجاً من قبره ، والعذاب عليه ، وملائكة العذاب موكلة به ، فيتحرك بدنه ، ويمشي ويخرج من قبره ، وقد سمع غير واحد أصوات المعذبين في قبورهم ، وقد شوهد من يخرج من قبره وهو معذب ، ومن يقعد بدنه أيضاً إذا قوي الأمر ، لكن ليس هذا لازماً في حق كل ميت، كما أن قعود بدن النائم لما يراه ، ليس لازماً لكل نائم ، بل هو بحسب قوة الأمر "


    القيامة الصغرى
    د.عمر الاشقر

    يتبع ..
    وأيُّما جِهَةٍ أعرَضَ اللهُ عَنها ؛ أظلمت أرجاؤها , ودارت بها النُحوس !

    -ابن القيم-

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    May 2009
    المشاركات
    1,574
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    صفة نعيم القبر وعذابه

    ذكر الرسول صلى الله عليه وسلم في حديث البراء بن عازب أن الملائكة تسأل العبد المؤمن في قبره فيحسن الإجابة وعند ذاك : " ينادي مناد من السماء : أن صدق عبدي ، فأفرشوه من الجنة ، وألبسوه من الجنة ، وافتحوا له باباً إلى الجنة ، قال : فيأتيه من روحها وطيبها ، ويفسح له في قبره مدّ بصره ، قال : ويأتيه وفي رواية : يمثل له رجل حسن الوجه حسن الثياب ، طيب الريح ، فيقول : أبشر بالذي يسرك ، أبشر برضوان من الله، وجنات فيها نعيم مقيم هذا يومك الذي كنت توعد ، فيقول له : وأنت فبشرك الله بخير من أنت ؟ فوجهك الوجه الذي يجيء بالخير ، فيقول : أنا عملك الصالح فو الله ما علمتك إلا كنت سريعاً في طاعة الله ، بطيئاً في معصية الله ، فجزاك الله خيراً ، ثم يفتح له باب من الجنة ، وباب من النار ، فيقال : هذا منزلك لو عصيت الله ، أبدلك الله به هذا ، فإذا رأى ما في الجنة ، قال : ربِّ عجل قيام الساعة ، كيما أرجع إلى أهلي ومالي ، فيقال له : اسكن " .

    وذكر صلوات الله عليه وسلامه أن العبد الكافر( هذه اللفظ ومثله كثير في الأحاديث يرد على ابن عبد البرّ والسيوطي والحكيم والترمذي ومن ذهب مذهبهم من القائلين بأن عذاب القبر لعصاة المؤمنين دون الكفار )أو الفاجر بعد أن يسيء الإجابة " ينادي منادٍ في السماء أن كذب ، فافرشوا له من النار ، وافتحوا له باباً إلى النار ، فيأتيه من حرها وسمومها ، ويضيق عليه في قبره ، حتى تختلف فيه أضلاعه ، ويأتيه ( وفي رواية : ويمثل له ) رجل قبيح الوجه ، قبيح الثياب ، منتن الريح ، فيقول : أبشر بالذي يسوؤك ، هذا يومك الذي كنت توعد ، فيقول : وأنت فبشرك الله بالبشر ، من أنت ؟ فوجهك الوجه الذي يجيء بالشر ، فيقول : أنا عملك الخبيث ، فوالله ما علمتك إلا كنت بطيئاً عن طاعة الله ، سريعاً إلى معصية الله فجزاك الله شراً ، ثم يقيض الله له أعمى أصم أبكم في يده مرزبة ، لو ضرب بها جبل كان تراباً ، فيضربه حتى يصير بها تراباً، ثم يعيده كما كان ، فيضربه ضربة أخرى ، فيصيح صيحة يسمعه كل شيء إلا الثقلين ، ثم يفتح له باب من النار ، ويمهد من فرش النار ، فيقول : رب لا تقم الساعة " .

    وفي حديث أنس أن العبد المؤمن إذا أجاب الإجابة الصادقة في قبره ، " يقال له : انظر إلى مقعدك من النار ، أبدلك الله به مقعداً من الجنة ، قال النبي صلى الله عليه وسلم: فيراهما جميعاً ، قال قتادة : وذكر لنا أنه يفسح له في قبره " وذكر في حديث أنس أن الكافر والمنافق بعد أن يجيب في قبره تلك الإجابة الكاذبة ، يقال له : " لا دريت ، ولا تليت ، ثم يضرب بمطرقة من حديد ضربة بين أذنيه ، فيصيح صيحة يسمعها من يليه إلا الثقلين " أخرجه البخاري ومسلم ، ولفظ الحديث للبخاري ، ولمسلم : " إن العبد إذا وضع في قبره ، ثم ذكر نحواً مما تقدم إلى قوله : وذكر لنا : أنه يفسح فيه سبعين ذراعاً ، ويملأ عليه خضراً إلى يوم تبعثون " ، وفي رواية لأبي داود أن العبد المؤمن بعد أن يسأل ويجيب : " ينطلق به إلى بيت كان له في النار ، فيقول له : هذا كان لك ، ولكن الله عصمك ، فأبدلك به بيتاً في الجنة ، فيراه ، فيقول : دعوني حتى أذهب فأبشر أهلي ، فيقال له : اسكن " .

    وهذا الذي أشارت إليه الأحاديث من أنَّ كل إنسان يعرض عليه مقعده بعد أن يسأل في قبره مستمر طيلة بقائه في القبر ، وقد صرح بذلك الرسول صلى الله عليه وسلم، ففي الحديث الذي يرويه عبد الله بن عمر رضي الله عنهما ، " أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : إن أحدكم إذا مات عرض عليه مقعده بالغداة والعشي ، إن كان من أهل الجنة فمن أهل الجنة ، وإن كان من أهل النار فمن أهل النار ، فيقال : هذا مقعدك حتى يبعثك الله يوم القيامة " .

    وفي سنن الترمذي عن أبي هريرة أن الرسول صلى الله عليه وسلم أخبر أن الملكين يقولان للعبد المؤمن بعد أن يجيب الإجابة السديدة : " قد كنا نعلم أنك تقول ذلك ، ثم يفسح له في قبره سبعون ذراعاً في سبعين ، ثم ينور له فيه ، ثم يقال له : نم ، فيقول ، أرجع إلى أهلي فأخبرهم ، فيقولان : نم كنومة العروس الذي لا يوقظه إلا أحب أهله إليه، حتى يبعثه الله من مضجعه ذلك " . وأنهما يقولان للمنافق : " قد كنا نعلم أنك تقول ذلك ، فيقال للأرض : التئمي عليه ، فتلتئم عليه ، فتختلف أضلاعه ، فلا يزال معذباً حتى يبعثه الله من مضجعه ذلك " .


    هل يعذب المسلمون في قبورهم

    قال القرطبي : " قال أبو محمد عبد الحق : اعلم أن عذاب القبر ليس مختصاً بالكافرين، ولا موقوفاً على المنافقين ، بل يشاركهم فيه طائفة من المؤمنين ، وكل على حاله من عمله ، وما استوجبه من خطيئته وزللـه " ، والأدلة على أن المؤمن قد يعذب في قبره بسبب ذنوبه كثيرة ...


    أسباب عذاب القبر

    " الأسباب التي يعذب بها أصحاب القبور على قسمين : مجمل ومفصّل ، أمّا المجمل فإنهم يعذبون على جهلهم بالله وإضاعتهم لأمره وارتكابهم معاصيه " .

    أما المفصل فإن النصوص ذكرت منه الكثير ، وسنشير إلى ما اطلعنا على ذكره في الأحاديث :



    1 ، 2 – عدم الاستتار من البول والنميمة :

    روى البخاري ومسلم في صحيحهما عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : " مرّ النبي صلى الله عليه وسلم على قبرين ، فقال : إنهما ليعذبان وما يعذبان في كبير ، ثم قال: بلى ، أمّا أحدهما فكان يسعى بالنميمة ، وأما الآخر فكان لا يستتر من بوله ، ثم قال : ثم أخذ عوداً رطباً فكسره باثنتين ، ثم غرز كل واحد منهما على قبر ، ثم قال : لعله يخفف عنهما ، ما لم ييبسا " .

    وروى النسائي عن عائشة رضي الله عنها قالت : " دخلت عليَّ امرأة من اليهود ، فقالت : إن عذاب القبر من البول ، فقلت : كذبت ، فقالت : بلى ، إنا لنقرض منه الجلد والثوب ، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الصلاة ، وقد ارتفعت أصواتنا، فقال : ما هذا ؟ فأخبرته بما قالت فقال : صدقت . قالت : فما صلى بعد يومئذ إلا قال دبر كل صلاة : ربّ جبرائيل وميكائيل وإسرافيل أعذني من حرّ النار وعذاب القبر " .

    وهذا الذي أشار إليه الحديث من أن بني إسرائيل كانوا يقرضون من البول الجلد والثوب – هو من الدين الذي شرعه الله لهم ، ولذلك لما نهاهم عن فعل ذلك أحدهم عذب في قبره بسبب نهيه ، ففي حديث عبد الرحمن ابن حسنة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " ألم تعلموا ما لقي صاحب بني إسرائيل ، كانوا إذا أصابهم البول قطعوا ما أصابه البول منهم ، فنهاهم عن ذلك ، فعذب في قبره " .

    وقد أخبر الرسول صلى الله عليه وسلم أن عامة عذاب القبر من البول ، فقد روى أنس رضي الله عنه ، عن الرسول صلى الله عليه وسلم قال : " تنزهوا من البول ، فإن عامة عذاب القبر منه " ، ورواه ابن عباس بلفظ : " عامة عذاب القبر من البول ، فتنزهوا منه " ورواه أبو هريرة بلفظ : " أكثر عذاب القبر من البول " .



    3- الغلول :

    ومن الذنوب التي يعذب صاحبها في القبر الغلول ، وقد صح في ذلك أكثر من حديث ، فعن أبي هريرة ، قال : أهدى رجل لرسول الله صلى الله عليه وسلم غلاماً يقال له : مِدْعم ، فبينما مدعم يحط رحلاً لرسول الله صلى الله عليه وسلم إذ أصابه سهم عائر ، فقتله ، فقال الناس : هنيئاً له الجنة ، فقال الرسول صلى الله عليه وسلم : " كلا ، والذي نفسي بيده إن الشملة التي أخذها يوم خيبر من المغانم لم تصبها المقاسم ، لتشتعل عليه ناراً " . فلما سمع ذلك الناس جاء رجل بشراك أو شراكين إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال : " شراك من نار أو شراكين من نار " متفق عليه .

    وعن عبد الله بن عمرو ، قال : كان على ثقل النبي صلى الله عليه وسلم رجل يقال له : كَرْكرة ، فمات ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " هو في النار " فذهبوا ينظرون إليه ، فوجدوا عباءة قد غلّها " رواه البخاري .



    7-4- الكذب ، هجر القرآن ، الزنا ، الربا :

    أرى الله رسوله صلى الله عليه وسلم أنواعاً مما يعذب به بعض العصاة ، ففي صحيح البخاري عن سمرة بن جندب قال : " كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا صلى صلاة أقبل علينا بوجهه فقال : من رأى منكم الليلة رؤيا ؟ قال : فإن رأى أحد قصها ، فيقول ما شاء الله " .

    فسألنا يوماً فقال : هل رأى أحدكم منكم رؤيا ؟ قلنا : لا ، قال : لكني رأيت الليلة رجلين أتياني ، فأخذا بيدي فأخرجاني إلى الأرض المقدسة ، فإذا رجل جالس ، ورجل قائم بيده كلوب من حديد – قال بعض أصحابنا عن موسى : كلوب من حديد يدخله في شدقه – حتى يبلغ قفاه ، ثم يفعل بشدقه الآخر مثل ذلك ، ويلتئم شدقه هذا ، فيعود فيصنع مثله .

    قلت : ما هذا ؟ قالا : انطلق . فانطلقنا حتى أتينا على رجل مضطجع على قفاه ، ورجل قائم على رأسه بفهر أو صخرة ، فيشدخ به رأسه ، فإذا ضربه تدهده الحجر ، فانطلق إليه ليأخذه فلا يرجع إلى هذا حتى يلتئم رأسه وعاد رأسه كما هو ، فعاد إليه فضربه .

    قلت : من هذا ؟ قالا : انطلق . فانطلقنا إلى ثقب مثل التنور أعلاه ضيق وأسفله واسع يتوقد تحته ناراً ، فإذا اقترب ارتفعوا حتى كادوا أن يخرجوا ، فإذا خمدت رجعوا فيها ، وفيها رجال ونساء عراة .

    فقلت : من هذا ؟ قالا : انطلق . فانطلقنا حتى أتينا على نهر من دم ، فيه رجل قائم، على وسط النهر رجل بين يديه حجارة – قال يزيد ووهب بن جرير عن جرير بن حازم: وعلى شط النهر رجل – فأقبل الرجل الذي في النهر ، فإذا أراد أن يخرج رمى الرجل بحجر في فيه فرده حيث كان ، فجعل كلما جاء ليخرج رمى في فيه بحجر فيرجع كما كان .

    فقلت : من هذا ؟ قالا : انطلق . فانطلقنا حتى انتهينا إلى روضة خضراء فيها شجرة عظيمة ، وفي أصلها شيخ وصبيان ، وإذا رجل قريب من الشجرة بين يديه نار يوقدها ، فصعدا بي في الشجرة وأدخلاني داراً لم أر قط أحسن منها ، فيها رجال شيوخ وشباب ونساء وصبيان ، ثم أخرجاني منها فصعدا بي الشجرة فأدخلاني داراً هي أحسن وأفضل ، فيها شيوخ وشباب .

    قلت : طَوَّفتماني الليلة فأخبراني عما رأيتُ . قالا : نعم . أما الذي رأيته يُشَقُّ شِدْقُه فكذاب يحدّث بالكذبة فتحمل عنه حتى تبلغ الآفاق ، فيصنع به ما رأيت إلى يوم القيامة ، والذي رأيته يشدخ رأسه فرجل علمه الله القرآن ، فنام عنه بالليل ولم يعمل فيه بالنهار ، يُفعل به إلى يوم القيامة . والذي رأيته في الثقب فهم الزناة . والذي رأيته في النهر آكلوا الربا . والشيخ في أصل الشجرة إبراهيم عليه السلام ، والصبيان حوله أولاد الناس . والذي يوقد النار مالك خازن النار . والدار الأولى التي دخلت عامة المؤمنين ، وأما هذه الدار فدارُ الشهداء . وأنا جبريل ، وهذا ميكائيل ، فارفع رأسك . فرفعت رأسي فإذا فوقي مثل السحاب ، قالا : ذاك منزلك . قلت : دعاني أدخل منزلي . قالا : إنه بقي لك عمر لم تستكمله ، فلو استكملت أتيت منزلك " .


    حبس المدين في قبره بدينه :

    ومما يضر الميت في قبره ما عليه من دين ، فعن سعد بن الأطول رضي الله عنه : " أن أخاه مات وترك ثلاثمائة درهم ، وترك عيالاً ، قال : فأردت أن أنفقها على عياله ، قال : فقال لي نبي الله صلى الله عليه وسلم : " إن أخاك محبوس بدينه ، فاذهب فاقض عنه ،فذهبت فقضيت عنه ، ثم جئت ، قلت : يا رسول الله ، قد قضيت عنه إلا دينارين ادعتهما امرأة ، وليست لها بيِّنه ، قال : أعطها فإنه محقة ، (وفي رواية صادقة) " .

    فقد أخبر الرسول صلى الله عليه وسلم أن ذلك الصحابي محبوس بسبب دينه ، ويمكن أن يُفسِّر هذا الحبس الحديث الآخر حيث قال الرسول صلى الله عليه وسلم : " إنه مأسور بدينه عن الجنة " ، ففي الحديث الذي يرويه سمرة بن جندب " أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى على جنازة ، (وفي رواية صلى الصبح) ، فلما انصرف قال : أههنا من آل فلان أحد ؟ فسكت القوم ، وكان إذا ابتدأهم بشيء سكتوا ، فقال ذلك مراراً ، ثلاث لا يجيبه أحد فقال رجل : هو ذا ، قال : فقام رجل يجر إزاره من مؤخر الناس ، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : ما منعك في المرتين الأوليين أن تكون أجبتني ؟ أما إني لم أنوِّه باسمك إلا لخير ، إن فلاناً – لرجل منهم – مأسور بدينه عن الجنة ، فإن شئتم فافدوه ، وإن شئتم فأسلموه إلى عذاب الله ، فلو رأيت أهله ومن يتحرَّون أمره قاموا فقضوا عنه ، حتى ما أحد يطلبه بشيء .



    عذاب الميت ببكاء الحي :

    عندما طُعِن عمر بن الخطاب رضي الله عنه دخل عليه صهيب يبكي ، يقول : وا أخاه ، واصاحباه ، فقال عمر رضي الله عنه : يا صهيب أتبكي عليَّ وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن الميت يُعَذَّب ببعض بكاء أهله عليه " .

    وقد أنكرت عائشة رضي الله عنها أن يكون الرسول صلى الله عليه وسلم قد قال هذا الحديث ، ففي صحيح البخاري أن ابن عباس ذكر لعائشة ما قاله عمر بعد وفاته ، فقالت : رحم الله عمر ، والله ما حدَّث رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الله ليعذب المؤمن ببكاء أهله عليه ، ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : إن الله ليزيد الكافر عذاباً ببكاء أهله عليه ، حسبكم القرآن ( وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ) [فاطر :18] ، وقد أولت عائشة رضي الله عنها هذا الحديث أكثر من تأويل ، ورد ذلك عنها في الصحاح والسنن .

    وها هنا أمران : الأول هل قال الرسول صلى الله عليه وسلم هذا الحديث ؟ قال القرطبي : " إنكار عائشة ذلك ، وحكمها على الراوي بالتخطئة أو النسيان أو على أنه سمع بعضاً ، ولم يسمع بعضاً بعيد ، لأن الرواة لهذا المعنى من الصحابة كثيرون ، وهم جازمون فلا وجه للنفي مع إمكان حمله على محمل صحيح " .

    الثاني : كيف يعذب ببكاء أهله عليه ، وليس ذلك من فعله ، والله يقول : ( وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ) [فاطر : 18] .

    للعلماء في ذلك أجوبة أحسنها ما قاله البخاري في ترجمة الباب الذي وضع الحديث تحته ، قال رحمه الله تعالى : " باب قول النبي صلى الله عليه وسلم يعذب الميت ببعض بكاء أهله عليه إذا كان النوح من سنته " لقول الله تعالى : ( قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا ) [التحريم : 6] ، وقال النبي صلى الله عليه وسلم : " كلكم راع ومسؤول عن رعيته " فإذا لم يكن من سنته فهو كما قالت عائشة رضي الله عنها ( وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ) [فاطر : 18] وممن ذهب هذا المذهب الترمذي رحمه الله ، فإنه روى حديث عمر رضي الله عنه بلفظ " الميت يعذب ببكاء أهله عليه " ثم قال: " قال أبو عيسى (هو الترمذي) : حديث عمر حديث حسن صحيح ، وقد كره قوم من أهل العلم البكاء على الميت ، قالوا : الميت يعذب ببكاء أهله عليه ، وذهبوا إلى هذا الحديث ، وقال ابن المبارك : أرجو إن كان ينهاهم في حياته ، أن لا يكون عليه من ذلك شيء " .

    وهذا الفقه للحديث هو مذهب القرطبي رضي الله عنه ، فإنه قال : " قال بعض العلماء أو أكثرهم : إنما يعذب الميت ببكاء الحي إذا كان البكاء من سنة الميت واختياره ، كما قال :

    إذ أنا مت فانعيني بما أنا أهله ××× وشقي عليَّ الجيب يا ابنة معبد

    وكذلك إذا وصى به .

    " وقد كان النواح ولطم الخدود وشق الجيوب من شأن أهل الجاهلية ، وكانوا يوصون أهاليهم بالبكاء ، والنوح عليهم ، وإشاعة النعي في الأحياء ، وكان ذلك مشهوراً من مذاهبهم ، وموجوداً في أشعارهم كثيراً ، فالميت تلزمه العقوبة في ذلك لما تقدم إليهم في وقت حياته " كذا قال ابن الأثير .

    وينبغي أن ينبه هنا إلى لفظ البخاري ، فقد جاء فيه : " يعذب ببعض بكاء أهله عليه" ، ولا يعذب بكل البكاء ، فالبكاء الذي تدمع فيه العين ، ولا شق ، ولا لطم معه لا يؤاخذ صاحبه به ، وقد جاءت في ذلك نصوص كثيرة .

    وقد تعرض العلامة ابن تيمية للمسألة وضعف مذهب البخاري والقرطبي وابن عبد البرَّ ومن سلك مسلكهم في فقه الأحاديث التي أخبرت أن الميت يعذب ببكاء الحي ، فقد قال رحمه الله تعالى بعد أن ذكر النصوص الواردة في ذلك : " وقد أنكر ذلك طوائف من السلف والخلف ، واعتقدوا أن ذلك من باب تعذيب الإنسان بذنب غيره ، فهو مخالف لقوله تعالى : ( وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى )[فاطر : 18] ، ثم تنوعت طرقهم في تلك الأحاديث الصحيحة .

    فمنهم من غلَّط الرواة لها ، كعمر بن الخطاب وغيره ، وهذه طريقة عائشة والشافعي، وغيرهما . ومنهم من حمل ذلك على ما إذا أوصى به فيعذب على إيصائه ، وهو قول طائفة كالمزني ، وغيره .

    ومنهم من حمل ذلك على ما إذا كان عادتهم ، فيعذب على ترك النهي عن المنكر ، وهو اختيار طائفة منهم جدى أبو البركات ، وكل هذه الأقوال ضعيفة جداً " وقد رد قول الذين ردوا هذه الأحاديث بنوع من التأويل ، فقال: " والأحاديث الصحيحة الصريحة التي يرويها مثل عمر بن الخطاب ، وابنه عبد الله ، وأبو موسى الأشعري وغيرهم ، لا ترد بمثل هذا ، وعائشة أم المؤمنين رضي الله عنها لها مثل هذا نظائر ، ترد الحديث بنوع من التأويل والاجتهاد لاعتقادها بطلان معناه ، ولا يكون الأمر كذلك ، ومن تدبر هذا الباب وجد هذا الحديث الصحيح الصريح الذي يرويه الثقة لا يرده أحد بمثل هذا إلا كان مخطئاً " .

    ثم بين رحمه الله تعالى أن عائشة وقعت في مثل ما فرت عنه ، قال : " وعائشة رضي الله عنها روت عن النبي صلى الله عليه وسلم لفظين – وهي الصادقة فيما نقلته – فروت عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله : " إن الله ليزيد الكافر عذاباً ببكاء أهله عليه " ، وهذا موافق لحديث عمر ، فإنه إذا جاز أن يزيده عذاباً ببكاء أهله ، جاء أن يعذب غيره ابتداء ببكاء أهله ، ولهذا رد الشافعي في " مختلف الحديث " هذا الحديث نظراً إلى المعنى ، وقال الأشبه روايتها الأخرى : " إنهم يبكون عليه ، وإنه ليعذب في قبره " .

    ورد قول الذين ظنوا أن الحديث يفيد معاقبة الإنسان بذنب غيره ، فقال : " والذين أقروا هذا الحديث على مقتضاه ، ظن بعضهم أن هذا من باب عقوبة الإنسان بذنب غيره، وأن الله يفعل ما يشاء ، ويحكم ما يريد ، واعتقد هؤلاء أن الإنسان يعاقب بذنب غيره، فجوزوا أن يدخل أولاد الكفار النار بذنوب آبائهم وبعد أن أطال النفس في هذه المسألة : مسألة دخول أولاد الكفار النار بذنوب آبائهم ، وأن هذا ليس بصواب من القول ، وأن الحق أن الله لا يعذب إلا من عصاه ، وأن الذين لم يبتلوا يمتحنون في عرصات القيامة ، قال : " وأما تعذيب الميت : فهو لم يقل : إن الميت يعاقب ببكاء أهله عليه ، بل قال : " يعذب " ، والعذاب أعمُّ من العقاب ، فإن العذاب هو الألم، وليس كل من تألم بسبب كان ذلك عقاباً له على ذلك السبب ، فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " السفر قطعة من العذاب ، يمْنَعُ أحدكم طعامه وشرابه " ، فسمى السفر عذاباً ، وليس هو عقاباً .

    والإنسان يعذب بالأمور المكروهة التي يشعر بها ، مثل الأصوات الهائلة ، والأرواح الخبيثة ، والصور القبيحة ، فهو يتعذب بسماع هذا وشَمِّ هذا ، ورؤية هذا ، ولم يكن ذلك عملاً له عوقب عليه ، فكيف ينكر أن يعذب الميت بالنياحة ، وإن لم تكن النياحة عملاً له ، يعاقب عليه ؟

    والإنسان في قبره يعذب بكلام بعض الناس ، ويتألم برؤية بعضهم ، وبسماع كلامه، ولهذا أفتى القاضي أبو يعلى بأن الموتى إذا عمل عندهم المعاصي فإنهم يتألمون بها ، كما جاءت بذلك الآثار ، فتعذبهم بعمل المعاصي عند قبورهم كتعذيبهم بنياحة من ينوح عليهم ، ثم النياحة سبب العذاب " .

    وهذا الفقه الذي صار إليه الشيخ العلامة جاءت بعض الأحاديث دالة عليه ، فعن النعمان بن بشير ، قال : " أغمي على عبد الله بن رواحة رضي الله عنه ، فجعلت أخته عمرة تبكي : واجبلاه ، واكذا ، واكذا ، تعدد عليه ، فقال حين أفاق : ما قلت شيئاً إلا قيل لي ، أنت كذلك ؟! فلما مات لم تبك عليه " بل إن هذا المعنى ورد صريحاً في الحديث الذي يرويه أبو موسى الأشعري ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " ما من ميت يموت ، فيقوم باكيه ، فيقول : واجبلاه ! واسيداه ! أو نحو ذلك ، إلا وكل به ملكان يلهزانه : أهكذا كنت " رواه الترمذي . وقال : هذا حديث حسن غريب ، وقال الحافظ في التلخيص بعد سياقه لهذا الحديث : " ورواه الحاكم وصححه ، وشاهده في الصحيح عن النعمان بن بشير " .

    وينبغي أن ينبه هنا أنه ليس كل ميت يناح عليه يعذب بالنياح عليه ، فقد يندفع حكم السبب بما يعارضه – كما يقول ابن تيمية – كما يكون في بعض الناس من القوة ما يدفع ضرر الأصوات الهائلة ، والأرواح والصور الخبيثة . ثم ذكر أن أحاديث الوعيد يذكر فيها السبب ، وقد يتخلف موجبه لموانع تدفع ذلك ، إما بتوبة مقبولة ، وإما بحسنات ماحية ، وإما بمصائب مكفرة ، وإما بشفاعة شفيع مطاع ، وإما بفضل الله ورحمته ومغفرته . وبين في خاتمة كلامه أن ما يصيب الميت المؤمن من عذاب في قبره بما نيح عليه يكفر الله به عن سيئاته .
    التعديل الأخير تم 06-06-2010 الساعة 02:16 PM
    وأيُّما جِهَةٍ أعرَضَ اللهُ عَنها ؛ أظلمت أرجاؤها , ودارت بها النُحوس !

    -ابن القيم-

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    May 2009
    المشاركات
    1,574
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    المنجيات من فتنة القبر وعذابه

    الذي ينجي المرء من عذاب القبر أن يكون مستعداً للموت ، مشمراً له ، حتى إذا فاجأه الموت لم يعض أصْبعَ الندم ، ومن الاستعداد للموت الإسراع في التوبة ، وقضاء الحقوق ، والإكثار من الأعمال الصالحة ، فإن الإيمان والصلاة والصوم والزكاة والحج والجهاد وبر الوالدين وصلة الأرحام وذكر الله عز وجل وغيرها من صالح الأعمال تحفظ العبد المؤمن ، وبها يجعل الله له من كل هَمّ فرجاً ، ومن كل ضيق مخرجاً .

    وقد حدثنا الرسول صلى الله عليه وسلم أن الأعمال الصالحة تحرس الإنسان في قبره، يقول ابن تيمية : " في الحديث المشهور حديث محمد بن عمرو ، عن أبي سلمة ، عن أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، رواه أبو حاتم في صحيحه ، وقد رواه الأئمة قال : " إن الميت ليسمع خفق نعالهم حين يولون عنه ، فإن كان مؤمناً كانت الصلاة عند رأسه ، وكان الصيام عن يمينه ، وكانت الزكاة عن يساره ، وكان فعل الخيرات من الصدق والصلة والمعروف والإحسان إلى الناس عند رجليه .

    فيؤتى من عند رأسه ، فتقول الصلاة : ما قبلي مدخل ، ثم يؤتى عن يمينه ، فيقول الصيام : ما قبلي مدخل ، ثم يؤتى عن يساره ، فتقول الزكاة : ما قبلي مدخل ، ثم يؤتى من قبل رجليه : فيقول فعل الخيرات من الصدقة والصلة والمعروف والإحسان إلى الناس : ما قبلي مدخل .

    فيقال له : اجلس ، فيجلس ، قد مثلت له الشمس وقد دنت للغروب ، فيقال له : ما هذا الرجل الذي كان فيكم ، ما تقول فيه ؟ فيقول : دعوني ، حتى أصلي ، فيقولون : إنك ستفعل ، أخبرنا عما نسألك عنه ، فقال : عمَّ تسألوني ؟ فيقولون : ما تقول في هذا الرجل الذي كان فيكم ، ما تشهد به ؟ فيقول : أشهد أنه رسول الله ، وأنه جاء بالحق من عند الله ، فيقال : على ذلك حييت ، وعلى ذلك مت ، وعلى ذلك تبعث إن شاء الله تعالى ، ثم يفتح له باب من أبواب الجنة ، فيقال له : ذلك مقعدك منها ، وما أعد الله لك فيها ، فيزداد غبطة وسروراً ، ثم يفتح له باب من أبواب النار ، فيقال : ذلك مقعدك منها، وما أعدَّ الله لك فيها ، [ لو عصيت الله] ، فيزداد غبطة وسروراً ثم يفسح له في قبره سبعون ذراعاً ، وينور له فيه ، ويعاد جسده كما بدئ ، وتجعل نسمته في نسم الطيب ، وهي طير تعلق في شجر الجنة " .

    وفي لفظ : " وهو طير يعلق في شجر الجنة " قال أبو هريرة : ( يُثَبِّتُ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ ) [ إبراهيم : 27 ] ، وفي لفظ : " ثم يعاد الجسد إلى ما بدى منه " .


    الاستعاذة بالله من فتنة القبر وعذاب القبر :

    لما كانت فتنة القبر وعذاب القبر من الأهوال الكبار ، والشدائد العظيمة فإن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يستعيذ من ذلك في صلاته وفي غير صلاته ، وكان يأمر أصحابه بذلك .

    ففي حديث عائشة التي ذكرت فيه أمر اليهودية التي قالت لها : أعاذك الله من عذاب القبر ، فسألت الرسول صلى الله عليه وسلم عن عذاب القبر ؟ فقال : نعم ، عذاب القبر، قالت : فما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد صلى صلاة إلا تعوذ من عذاب القبر ، زاد غندر : " عذاب القبر حق " .

    وعن أنس أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يدعو فيقول : " اللهمَّ إني أعوذ بك من العجز والكسل ، والجبن والبخل والهرم ، وأعوذ بك من عذاب القبر ، وأعوذ بك من فتنة المحيا والممات " .

    عن عائشة أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يقول : " اللهم إني أعوذ بك من الكسل والهرم ، والمأثم والمغرم ، ومن فتنة القبر ، وعذاب القبر .. " .

    وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يقول لأصحابه : " تعوذوا بالله من عذاب القبر" فيقولون : " نعوذ بالله من عذاب القبر " .

    وكان يقول لهم : " استجيروا بالله من عذاب القبر ، فإن عذاب القبر حق " وكان يأمرهم أن يستعيذوا من أربع فيقول : " استعيذوا بالله من عذاب القبر ، استعيذوا بالله من جهنم ، استعيذوا بالله من فتنة المسيح الدجال ، استعيذوا بالله من فتنة المحيا والممات " .

    وكان يأمرهم بالاستعاذة في الصلاة بعد التشهد من عذاب القبر ، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إذا تشهد أحدكم فليستعذ بالله من أربع . يقول : اللهم إني أعوذ بك من عذاب جهنم ، ومن عذاب القبر ، ومن فتنة المحيا والممات ، ومن شر فتنة المسيح الدجال " .

    وعن ابن عباس أن الرسول كان يعلمهم هذا الدعاء كما يعلمهم السورة من القرآن: " اللهم إنا نعوذ بك من عذاب جهنم ، وأعوذ بك من عذاب القبر ، وأعوذ بك من فتنة المسيح الدجال ، وأعوذ بك من فتنة المحيا والممات " .


    الذين يعصمون من فتنة القبر وعذابه

    بعض المؤمنين من الذين قاموا بأعمال جليلة ، أو أصيبوا بمصائب كبيرة يأمنون فتنة القبر وعذابه ، فمن هؤلاء :

    1- الشهيد :
    فقد روى المقدام بن معدي كرب ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " للشهيد عند الله ست خصال : يغفر له في أول دفعة ، ويرى مقعده في الجنة ، ويجار من عذاب القبر ، ويأمن من الفزع الأكبر ، ويوضع على رأسه تاج الوقار الياقوتة منها خير من الدنيا وما فيها ، ويزوج اثنتين وسبعين زوجة من الحور العين ، ويشفع في سبعين من أقربائه " رواه الترمذي وابن ماجة .

    وروى النسائي في سننه عن راشد بن سعد بن رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أن رجلاً قال : يا رسول الله ! ما بال المؤمنين يفتنون في قبورهم إلا الشهيد ؟ قال كفى ببارقة السيوف على رأسه فتنة " .

    2- الذي مات مرابطاً في سبيل الله ، فقد روى فضالة بن عبيد ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال : " كل ميت يختم على عمله إلا الذي مات مرابطاً في سبيل الله ؟ فإنه ينمي له عمله يوم القيامة ، ويأمن فتنة القبر " رواه الترمذي وأبو داود .

    3- الذي يموت يوم الجمعة ، ففي الحديث عن عبد الله بن عمرو ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : " ما من مسلم يموت يوم الجمعة إلا وقاه الله فتنة القبر " رواه أحمد والترمذي ، والحديث صحيح بمجموع طرقه أو حسن .

    4- الذي يموت بداء البطن ، وقد ثبت في حديث يرويه عبد الله بن يسار ، قال : " كنت جالساً وسليمان بن صرد وخالد بن عرفطة ، فذكروا أن رجلاً توفي مات ببطنه ، فإذا هما يشتهيان أن يكونا شهدا جنازته ، فقال أحدهما للآخر : ألم يقل رسول الله صلى الله عليه وسلم : من يقتله بطنه فلن يعذب في قبره " ؟ فقال الآخر : بلى ، وفي رواية : صدقت .
    النسائي وحسنه الالباني
    وأيُّما جِهَةٍ أعرَضَ اللهُ عَنها ؛ أظلمت أرجاؤها , ودارت بها النُحوس !

    -ابن القيم-

  4. افتراضي

    ياالله كم ندعو وندعو وندعو لإصلاح أمور دنيانا ونتفقه فيها ,
    وننسى التفقه في الإقتبار - إن صح التعبير - والدعاء لتجاوز هذه المحنة العظيمة , لاحول ولا قوة إلاّ بالله .

    موضوع متكامل ماشاء الله بارك الله في الأخ ماكولا .
    اللهم احفظ أخانا ماكولا ووفقه وارحمه ويسر له أمره ,
    طال غياب الأخ الفاضل , نسأل الله أن يكون المانع خيراً .
    التعديل الأخير تم 06-01-2011 الساعة 10:45 AM
    قال الله سُبحانه وتعالى { بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ } الأنبياء:18


    تغيُّب

  5. افتراضي

    عذاب القبر؟؟!!
    هذا الموضوع عقائدي ويختلف فيه الكثيرون.. البعض يتشدد ويتهم من يختلف معهم بتهم عنيفة.

    مع أن الأمر ليس إلا فهم أو سوء فهم لأمر غيبي.

    أولا يجب أن نعلم أن هناك شيء اسمه النسبية في الشعور.
    فمن كان مريضا بمرض في الكبد أو المرارة فإنه يشعر بمرارة الطعام والشراب ومن كان سليما معافى يشعر مع نفس الطعام والشراب بحسن مذاقه.

    نفس هذا الشعور النسبي يحدث مع الزمن.

    هناك أزمنة متعددة في الكون والزمن نسبي أي يكون مختلفا حسب الوسط المحسوب عليه الزمن.

    وكذلك الشعور به نسبي لدى الأفراد.. فعندما أنام وأنا متعب ثم أستيقظ أشعر بأنني نمت كثيرا جدا.. أما إذا نمت وأنا مرتاح الجسم ثم أستيقظ أشعر بأنني نمت قليلا جدا.

    هنا يحدث نفس الشيء مع الموت ثم البعث.. حيث يشعر الذي مات ثم بعث بأن الوقت الذي انقضى ليس إلا بضع ساعات تماما كما كان يشعر به عندما يستيقظ من نومه.

    ولكن الشهيد لا يشعر بزمن قد انقضى مطلقا.. فشعوره بالزمن متصل فور بعثه وكأنه لم يمت مطلقا.. رغم أن جثته مازالت بين أيدي أهله يحفرون قبره بعد ساعات طوال من موته الفعلي واسبلام هذه الجثة من السلطات ثم يداومون على زيارتها طوال عشرات أو مئات أو ألوف السنين.

    وأسوق لك أدلة النسبية في الشعور من آيات القرآن الكريم:-
    "وَنَادَىٰ أَصْحَابُ النَّارِ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَنْ أَفِيضُوا عَلَيْنَا مِنَ الْمَاءِ أَوْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللهُ ۚ قَالُوا إِنَّ اللهَ حَرَّمَهُمَا عَلَى الْكَافِرِينَ{50}" الأعراف 7

    هذا النداء ليس من مكان بعيد بل يتحاورون ولكن كل منهم يشعر بما هو مؤهل له فقط.

    "قَالَ ادْخُلُوا فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِكُمْ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ فِي النَّارِ ۖ كُلَّمَا دَخَلَتْ أُمَّةٌ لَعَنَتْ أُخْتَهَا ۖ حَتَّىٰ إِذَا ادَّارَكُوا فِيهَا جَمِيعًا قَالَتْ أُخْرَاهُمْ لِأُولَاهُمْ رَبَّنَا هَٰؤُلَاءِ أَضَلُّونَا فَآتِهِمْ عَذَابًا ضِعْفًا مِنَ النَّارِ ۖ قَالَ لِكُلٍّ ضِعْفٌ وَلَٰكِنْ لَا تَعْلَمُونَ{38}" الأعراف 7

    هذا في نسبية الشعور الحسي.

    "كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَهَا لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا عَشِيَّةً أَوْ ضُحَاهَا{46}" عبس 80

    هذا الشعور يوم البعث وكأن الزمن الذي مر عليهم عشية أي عدة ساعات قليلة أو ضحاها أيضا ساعات قليلة.

    "وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُقْسِمُ الْمُجْرِمُونَ مَا لَبِثُوا غَيْرَ سَاعَةٍ ۚ كَذَٰلِكَ كَانُوا يُؤْفَكُونَ{55} وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَالْإِيمَانَ لَقَدْ لَبِثْتُمْ فِي كِتَابِ اللهِ إِلَىٰ يَوْمِ الْبَعْثِ ۖ فَهَٰذَا يَوْمُ الْبَعْثِ وَلَٰكِنَّكُمْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ{56}" الروم 30

    وهنا في الآية السابقة يتضح أن شعور المبعوث الذي لا يعلم ما حدث له -لأنه كان لا يؤمن به- أنه مكث ساعة فقط ثم بعث، ولكن المؤمنين يردون عليه بأنه بعث يوم البعث كما نصت كتب الله.. وهذا تأكيد آخر على نسبية الشعور.

    "وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَىٰ عَلَى اللهِ كَذِبًا أَوْ قَالَ أُوحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ وَمَنْ قَالَ سَأُنْزِلُ مِثْلَ مَا أَنْزَلَ اللهُ ۗ وَلَوْ تَرَىٰ إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلَائِكَةُ بَاسِطُو أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُوا أَنْفُسَكُمُ ۖ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنْتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنْتُمْ عَنْ آيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ{93} وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَىٰ كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَتَرَكْتُمْ مَا خَوَّلْنَاكُمْ وَرَاءَ ظُهُورِكُمْ ۖ وَمَا نَرَىٰ مَعَكُمْ شُفَعَاءَكُمُ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ أَنَّهُمْ فِيكُمْ شُرَكَاءُ ۚ لَقَدْ تَقَطَّعَ بَيْنَكُمْ وَضَلَّ عَنْكُمْ مَا كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ{94}" الأنعام 6
    في الآيات السابقة بيان أيضا عن نسبية الشعور، وكلمة اليوم تعني يوم البعث الذي يشعرون به أنه قد حل بهم حسب نسبية شعورهم.

    وأخيرا أبين تناقض القول حول عذاب القبر إذا كان حقيقة.. ماذا لو كان القبر يحتوي على شخصين أحدهما في العذاب والآخر في روضة من رياض الجنة كيف يستقيم هذا الوضع مع الشروح المستفيضة عن العذاب والشجاع الأقرع والأصوات التي يسمعها القريبون من القبر.؟

    ولو صح عذاب القبر هل يكون على جثة ميتة أم على جسم حي؟
    فلو كان على جثة ميتة كيف تشعر هذه الجثة.؟
    وإذا كان على جسم حي فهل ردت له الحياة؟ ثم سيموت لاحقا ليبعث في الآخرة؟
    ليكون بذلك قد حدثت له 3 ميتات وثلاث حيوات؟.. وبهذا يتم مخالفة الآية الآتية:-
    "قَالُوا رَبَّنَا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ فَاعْتَرَفْنَا بِذُنُوبِنَا فَهَلْ إِلَىٰ خُرُوجٍ مِنْ سَبِيلٍ{11} ذَٰلِكُمْ بِأَنَّهُ إِذَا دُعِيَ اللهُ وَحْدَهُ كَفَرْتُمْ ۖ وَإِنْ يُشْرَكْ بِهِ تُؤْمِنُوا ۚ فَالْحُكْمُ لِلَّهِ الْعَلِيِّ الْكَبِيرِ{12}" غافر 40

    ماذا لو دفن شخص في قبر وهو من الصالحين الذين يكون قبرهم روضة من رياض الجنة.. ثم دفن معه في نفس القبر رجل من الذين يكون قبرهم حفرة من حفر النار؟ كيف تتصور الوضع معهما؟

  6. #6

    افتراضي

    اسمك غريب استاذ ( عفن الشرك ) ‏

    يعنى كيف نناديك ‏

  7. افتراضي

    هذا الموضوع عقائدي ويختلف فيه الكثيرون(1) .. البعض يتشدد ويتهم من يختلف معهم بتهم عنيفة(2) .
    1- بعد أن ادعّى أنه موضوعي وحيادي [ إذ الموضوع حسب زعمه مُختلف فيه ]
    2- بطريقة عنيفة يحشر الخطأ واللوم في فئة أسماهُم بالمتشددين ..!
    تعميم وإقصاء في جملة موضوعية ..!! , إنّها لكبيرةٌ إلاّ على الجاهلين .

    مع أن الأمر ليس إلا فهم أو سوء فهم لأمر غيبي.
    المشكلة إنه بُعَيْدِ عدّة أسطُر يتفتّق علمه الغزير الذي يخترق حاجز الغيب , فيقول هذا العلاّمة العَفَنْ في تفسير قوله تعالى { وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُقْسِمُ الْمُجْرِمُونَ مَا لَبِثُوا غَيْرَ سَاعَةٍ ۚ كَذَٰلِكَ كَانُوا يُؤْفَكُونَ } .
    وهنا في الآية السابقة يتضح أن شعور المبعوث الذي لا يعلم ما حدث له -لأنه كان لا يؤمن به- أنه مكث ساعة فقط ثم بعث، ولكن المؤمنين يردون عليه بأنه بعث يوم البعث كما نصت كتب الله.. وهذا تأكيد آخر على نسبية الشعور.
    وفيما يبدو لي أنه يقصد أنّ المجرمين لبثوا ساعة في القبر ..!!!


    المهم ,
    عندما ترى عيْنيْكَ ماهو بمقياس جزء من مئة جزء من مليمتر بدون آلات, وعندما تسمع أُذُنيْكَ ماهو دون الـ 10 هرتز بدون آلات , وعندما يفْهَم عقلك كيْفَ تعرّف على اللانتيجة ولم يرصد لها أثراً , حينها قد يكون لنا حديث عن حيْثيات وكيْفيات عذاب القبر , إذْ أنّ أدوات إدراكك " قد " تكون حينها مناسبة لهكذا فِهم .!


    قال تعالى { لَقَدْ كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ } .
    التعديل الأخير تم 06-30-2011 الساعة 03:07 AM
    قال الله سُبحانه وتعالى { بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ } الأنبياء:18


    تغيُّب

  8. #8

    افتراضي


    أستاذ عفن الشرك :
    قد ثبت أن النائم إذا رأى أنه يسقط من مكان ٍعال ٍمرتفع على الأرض :
    فإنه يستيقظ حتما ًقبل لحظة الاصطدام والموت !!!..
    وذلك لأنه ثبت تفاعل الشعور الإنساني بما يُعايشه الحالم بروحه من سعادة أو ألم !!..

    وإلى اليوم وما زالت ماهية الأحلام : وكيفية تفاعل الجسد فيها والمخ مع الروح الطليقة
    في كل مكان وزمان في ذلك الحلم : ما زالت لغزا ًمحيرا ًلكل علماء النفس والطبيعة !
    ليصدق فيهم قول ربنا عز وجل في سورة الإسراء :
    " ويسألونك عن الروح : قل : الروح من أمر ربي !!.. وما أوتيتم من العلم : إلا قليلا ً"
    أقول :
    والسؤال الآن أستاذ عفن الشرك :
    كيف يحدث أن ينام شخصين بجوار بعضهما البعض على فراش ٍواحد :
    فيحلم هذا أنه ينطلق ويلعب ويمرح ..
    ويحلم الآخر أنه مُقيدٌ ويتعذب ويتألم ؟!!!...

    هدانا الله وإياك إلى ما يُحب ويرضى ..

  9. افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو حب الله مشاهدة المشاركة

    أستاذ عفن الشرك :
    قد ثبت أن النائم إذا رأى أنه يسقط من مكان ٍعال ٍمرتفع على الأرض :
    فإنه يستيقظ حتما ًقبل لحظة الاصطدام والموت !!!..
    وذلك لأنه ثبت تفاعل الشعور الإنساني بما يُعايشه الحالم بروحه من سعادة أو ألم !!..

    وإلى اليوم وما زالت ماهية الأحلام : وكيفية تفاعل الجسد فيها والمخ مع الروح الطليقة
    في كل مكان وزمان في ذلك الحلم : ما زالت لغزا ًمحيرا ًلكل علماء النفس والطبيعة !
    ليصدق فيهم قول ربنا عز وجل في سورة الإسراء :
    " ويسألونك عن الروح : قل : الروح من أمر ربي !!.. وما أوتيتم من العلم : إلا قليلا ً"
    أقول :
    والسؤال الآن أستاذ عفن الشرك :
    كيف يحدث أن ينام شخصين بجوار بعضهما البعض على فراش ٍواحد :
    فيحلم هذا أنه ينطلق ويلعب ويمرح ..
    ويحلم الآخر أنه مُقيدٌ ويتعذب ويتألم ؟!!!...

    هدانا الله وإياك إلى ما يُحب ويرضى ..
    النوم هو وفاة النفس مع امكانية عودتها..

    أما الموت فهو خروج الجسم من حالة الحياة إلى الموت بزوال كل خصائص الحياة المعروفة.. وعليه تُتوفى النفس بلا عودة في الحياة الدنيا.

    فالموت يخص الجسم أما الوفاة فتخص النفس... والنوم من خصائص النفس.

  10. #10

    افتراضي


    هذا كلام جميل زميلي ..
    والآن :
    مَن الذي يشعر بالسعادة أو الحزن في الحلم ؟!!.. وبالراحة أو الألم في الحلم ؟!!..
    هل هي النفس أم الجسد ؟!!!..


  11. #11

    افتراضي

    ربي ارحمنا من عذاب القبر جميعا
    شكرااااا عالموضوع تعارف

  12. افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو حب الله مشاهدة المشاركة

    هذا كلام جميل زميلي ..
    والآن :
    مَن الذي يشعر بالسعادة أو الحزن في الحلم ؟!!.. وبالراحة أو الألم في الحلم ؟!!..
    هل هي النفس أم الجسد ؟!!!..

    أخي السائل حياك الله
    هناك ثلاث أشياء لكل مخلوق
    ---------الأولى الروح وهي تصميم إداري من قبل الله الخالق صممها لكل كائن قبل بدء التنفيذ الفعلي للكون وسجلها في الوسط الذي سوف يبدأ منه الكون ثم نشرها في كل الذرات التي انطلقت لتكون الكون كله، فكل ذرة تحمل كل التصميمات لكل الخلائق في الكون وكل تصميم روح خاصة بكائن ما، كلما جاء ميعاد وظرف إيجاده تنزلت الروح من هذا المكمن وأدارت مادته إدارة متقتة ليتم وجود الكائن بهيئته. وجينوم الإنسان هو روحه.
    --------الثانية الجسم أو الوسط الذي تديره الروح، والجسم أو الوسط ليس منعزلا عن الروح لأنه يتكون من العناصر التي تحمل الروح في كل ذرة أو وحدة تكوين فيه.
    --------الثالثة النفس أو الأداء الناتج عن إدارة الوسط هذا بالروح، وهذا الأداء هو الهدف من خلق الكائن.
    أعطي مثلا لما قلت حتى يتضح الشرح كلنا لدينا تليفزيون وهو كائن ينطبق عليه القول السابق مع أنه من صنع الإنسان، فالخرائط التي توجد في المصنع والتي يسير على هداها المهندسون والفنيون لصنع وحدة تليفزيون هي بمثابة الروح للكائنات الطبيعية
    وأجزاء التليفزيون المادية هي بمثابة جسم الكائن الطبيعي
    وأما الأداء عندما يعمل التليفزيون والتحكم فيه لنرى من خلاله البرامج المختلفة فهذا الأداء يماثل النفس للكائن الطبيعي.
    بقي أن أقول لك أن الروح ليست مسئولة عن الحياة، فالموت والحياة يختص جسم الكائن الحي بهما.
    أما الروح فهي تنفخ أو تنشر في كل خلايا جسمه لتؤدي دور الإدارة لهذا الجسم للتنامي وللعمل الحيوي حتى الممات وهي نسخة طبق الأصل لما هو موجود في ذرات الوسط الكوني يتم تنزيلها أثناء بدء وجوده ثم بعد موته تبقى فترة من الزمن في بعض خلاياه أو كلها دون تدمير، فنرى مومياوات الأجسام المحنطة منذ آلاف السنين يمكن استجلاب بعض الجينات السليمة من الأسنان أو العظام، وكذلك يمكن أن نجد جينومات كاملة سليمة في الحيوانات والحشرات المدفونة في الجليد منذ مئات الألوف من السنين مع أنها ميتة.
    والنفس مرتبطة بالجسم الحي فإذا مات الجسم الحي قتلت النفس فورا، أي انطفأت النفس أي الأداء ينطفئ، وممكن أن تنطفئ النفس والجسم حي، كالنائم فنفسه مطفأة أي متوفاة.
    والشعور والوعي من خصائص النفس لا الجسم ولا الروح، فالجسم المخدر لا تشعر نفسه بشيئ من الألم.
    وكل ما قيل ينطبق على النبات والحشرات وكل شيء.

    وعليه نستطيع القول بأن الذي يشعر بالسعادة والحزن أثناء النوم هي النفس لا الجسم المادي ولا الروح.

    ...

  13. #13

    افتراضي


    الزميل عفن الشرك ...

    لي تعليقان ..
    الأول : حول إجابتك الأخيرة ..
    والثاني : حول نظرتك للروح والجسد والنفس : والتي استقيتها من
    الكتاب الذي ذكرت ..

    فأقول وبالله التوفيق ..
    ------
    1...
    نحن قلنا لك أن عذاب القبر : يقع للنفس : وليس للجسد ..
    وقمنا بتشبيه ذلك لك : بما يحدث في الحلم للنائم من تنعيم أو تعذيب :
    بعيدا ًعن الجسد نفسه : وإن كان محصوله وقع من السعادة أو الحزن !
    فقارن ذلك أخي :
    بتشغيباتك على هذا الرأي فقط : لإنكارك عذاب القبر !!..
    حيث أخذت تلف وتدور بنا حول ما لم نقله وهو أن عذاب القبر على الجسد !
    فقلت مشكورا ً:

    وأخيرا أبين تناقض القول حول عذاب القبر إذا كان حقيقة.. ماذا لو كان القبر يحتوي على شخصين أحدهما في العذاب والآخر في روضة من رياض الجنة كيف يستقيم هذا الوضع مع الشروح المستفيضة عن العذاب والشجاع الأقرع والأصوات التي يسمعها القريبون من القبر.؟

    ولو صح عذاب القبر هل يكون على جثة ميتة أم على جسم حي؟
    فلو كان على جثة ميتة كيف تشعر هذه الجثة.؟
    وإذا كان على جسم حي فهل ردت له الحياة؟ ثم سيموت لاحقا ليبعث في الآخرة؟
    وهنا زميلي ..
    وبعدما قمت بحصرك فكريا ًفي سؤال واحد صريح بقولي لك :

    هذا كلام جميل زميلي ..
    والآن :
    مَن الذي يشعر بالسعادة أو الحزن في الحلم ؟!!.. وبالراحة أو الألم في الحلم ؟!!..
    هل هي النفس أم الجسد ؟!!!..
    ففوجئنا بك تغيب (شهرين كاملين) : ثم تأتينا بقولك الذي (ويا للعجب) :
    لم يخرج عما قلناه لك ابتداءً : وكنت تشغب علينا فيه !!.. حيث قلت
    زميلي في نهاية مشاركتك الأخيرة بكل وضوح :

    وعليه نستطيع القول بأن الذي يشعر بالسعادة والحزن أثناء النوم هي النفس لا الجسم المادي ولا الروح.
    فيا سبحان الله !!!.. والسؤال الآن :
    فعلام إذا ًيعترض المعترض على عذاب القبر ؟!!!..

    وهنا :
    ننتقل إلى تعليقي الثاني على نظريتك والكتاب الذي استقيته منها :
    وهو ما سبب خللا ًلديك في الفهم للأسف !!..
    وإلا : ما كنا رأيناك نسبت للنفس في مشاركتك الأخيرة : الشعور
    بالسعادة أو الحزن كما في الاقتباس الأخير من كلامك : وهو ما
    يُناقض قولك في مشاركتك القبل الأخيرة منذ شهرين بقولك :

    النوم هو وفاة النفس مع امكانية عودتها..
    ولا تعليق !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!...
    ------
    2...
    أقول ..

    كلامك في مشاركتك الأخيرة زميلي عن الروح والجسد والنفس :
    كله قد استقيته من الكتاب المذكور لهذا الشخص الذي أقل وصف
    يوصف به هو : خنفشاري كبيــر !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!...

    ولا يضيرك قوله عن نفسه أنه أصدر (كتابا ً) !!!..
    فكل مَن يكتب موضوعا ًعلى النت اليوم يقول ذلك : سواء تمت
    طباعته أم لا !!!.. ولا يضيرك أيضا ًأنه عضو في منتدى كذا أو كذا !
    فمنتدى التوحيد يمتليء بمنكري السنة والقاديانيين والعلمانيين والليبراليين !
    وإنما العبرة هي بـ :
    ماذا يقول هذا الخنفشاري الكبير نفسه ؟!!!..

    ولأن الكتاب الذي اقتبست أنت منه الأفكار زميلي :
    هو من الكتب التي مللنا الاطلاع عليها لتفاهتها ومجانبتها ليس الدين فقط
    ولكن : العلم أيضا ًالذي يتشدق به صاحبه :

    إلا أنني سأذكر لك ما يبين لك ضحالته من الناحية العلمية في مثالين صغيرين !
    ------
    المثال الأول ...

    وهو ذكره لعوالم وأكوان أخرى : يقول هو نفسه عنها بالحرف في مبدأه الخامس :

    " أننا لسنا في كون ٍواحد ولسنا وحدنا المكلفين, ولكن يوجد غيرنا من المكلفين
    كثيرون, ويوجد من الأكوان ستة تشبه وتكافيء كوننا في كل شيء, والسبعة
    متداخلون في
    (الحيز العام) ولا يشعر كل منهم بالآخرين " !!...

    وسوف أتناول تعليقي على هذا الخبل من آخر جملة فيه وهي قوله بنفسه :
    " ولا يشعر كلٌ منهم بالآخرين " !!!.. أقول :
    إذا ً: من أين أتى لنا بكل هذا الجزم من وجود تلك الأكوان الأخرى أولا ً؟!!..
    ثم ثانيا ً: من أين له وصفها بأنها تشبه وتكافيء كوننا : إذ لم يرها أصلا ً؟!!!!!..
    لأن العقلاء يعرفون أنك عندما تصف شيئا ًبأنه يُشبه آخر ويكافئه :
    يجب (بداهة ً) أن تكون اطلعت على الاثنين ورأيتهما معا ًحتى تطلق عليهما
    ذلك الوصف أو الحكم !!!..

    فسبحان الله العظيم : ما أكثر ما انخرم إيمان بعض المسلمين في هذا الزمان ؟!!..
    يقرأ أحدهم في نظريات الكفر والإلحاد والتطور والداروينية والقوى الخفية :
    ثم يحتار بينها وبين إيمانه بالله والقرآن والسنة :
    فيخرج علينا أخيرا ًبنظرية خليط (MIX) بين ذلك وذاك !!!..
    لا هي تمت للدين بصلة !!.. ولا هي تقف حتى علميا ًعلى قدمين !!!..
    فيفتن نفسه .. ويفتن غيره من العوام والجُهال والأطفال والشباب !!!!..
    ولا حول ولا قوة إلا بالله العظيم !!!..

    وجديرٌ بالذكر أن المبدأ السادس يقول بالمرحلية والتطور وكأن الله تعالى لم يخلق
    آدم وزوجه عليهما السلام خلقا ًذاتيا ًمن عنده !!!!..
    وأن المبدأ السابع يقول بأن كل كون يُدير ذاته بنفسه !.. حاشا لله عز وجل !
    -----
    المثال الثاني ...

    وهو ما نقلته لنا زميلي عنه هنا من قوله بأنه في كل ذرة : يوجد علم الكون
    وتفاصيله بأكمله
    !!!..
    أقول : وهذا كلامٌ ككلامه السابق عن الأكوان السبعة : يفتقد إلى دليل ٍعلميا ً
    أولا ً!!.. وثانيا ً: هو قد اختص ذرة الهيدروجين بذلك أيما اختصاص :
    ومعلوم ٌتميز القرآن باختصاص الحياة من الماء : ولم يقل القرآن بأن كل شيء
    من الماء كما قال مَن قال من الفلاسفة قديما ً!!!!..
    ثم كتب بعض الافتراضات عن الحديد وغيره ليسد بها هذه الثغرة بعد ذلك ...
    -----
    وختاما ً:

    وأما ما أثبت لدي ضحالة علم هذا الرجل وجهالته وعدم تفريقه في الدين بين
    الألف وكوز الذرة
    (وكما نقولها نحن بالمصري) :
    فهو أني وجدت له كتابا ًعن الختان :
    يمتليء بالجهالات الدينية والعلمية والطبية على حدٍ سواء !!!..
    يخلط فيه بين سيء المماراسات في ختان الإناث وبين واجبها أو مستحبها والذي
    تكمن فيه فوائد : لم ينكرها الطب الأجنبي نفسه !!!..
    بعكس ما قاله هو بكل جهل : أن جميع أطباء العالم جرموا ختان الأنثى !

    أقول :
    عالميا ًيتم تقسيم ختان الإناث إلى أربعة درجات ..
    الأولى والثانية : وهما (ختان السنة) : وهما اللذان يُفيدان ولا يضران ويُسميان
    طبيا ًبنفس اسم ختان السنة نفسه !!.. (sunna circumcision) ..
    وكما عرفه الطبيب (جوردن jordon ) بمجلة الولادة البريطانية عدد فبراير
    1994م الجزء 101 صفحة 95
    !!.. وهو أشبه ما يكون بالعمليات التجميلية
    في عصرنا الحاضر : حيث يتم فيه وفق ما جاء في سنة النبي الخاتم (محمد) : قص
    جزءٍ صغير ٍفقط من ذلك العضو الأنثوي .. وأما الدرجتين الثالثة والرابعة : فهما
    اللتان يتم فيهما استئصال ذلك العضو الأنثوي بأكمله (وكما يحدث في بعض
    القبائل الأفريقية للأسف
    ) : وهذه هي الجريمة الشنعاء التي يتبرأ منها الإسلام
    ورسول الإسلام
    !!!..
    ولمزيد من الاطلاع :
    أرجو الاطلاع على النقطة الخامسة من المشاركة 27 من الرابط التالي :
    http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=31313&page=2

    ليس هذا فحسب بل :
    وجدته أيضا ًيستشهد برأي المخبولة الدكطورة (نوال السعداوي) !!!!!..
    وهذا جهلٌ كبيرٌ منه أو تعامي ٍعن دوافع تلك الحيزبون رافعة لواء النسوية التي :
    تطالب بإطلاق ضمير (هي) على الله !!..
    وتطالب بتسمية الأولاد والبنات باسم الأم وليس الأب !!..
    ولا ترى أي مانع من شذوذ الرجل بالرجل وشذوذ المرأة بالمرأة لأنه حرية !!!..
    وكتبت مسرحية ًباسم (الإله يُقدم استقالته) !!..
    إلى آخر هذه البلايا منها التي يصعب حصرها في هذا المقام الآن !!!..

    فبالله عليك زميلي :
    هل مثل هذا الجهول : يُقرأ له كتابا ًيمتليء بافتراضات : يُريد بها الاطلاع على
    كل الغيب
    : وتفصيل الروح التي اختص الله تعالى بعلمها كما في سورة الإسراء ؟!

    هل نصدقه في خزعبلاته عن الروح التي يريدها أقرب لأفكار أفلام الخيال العلمي
    الغربية
    التي تصور عالم الغيب بصورته الجديدة الـ (Digital) ؟!!!..

    أما لك أن ترى ثمار تلك الدعوات والمحاولات الخبيثات هنا في هذا المنتدى ؟!!..
    مثل هذا الموضوع مثلا ًهنا :
    http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=32527

    فاللهم اهدنا .. وعافنا .. واحفظنا من الزلل !!!..
    وفقنا الله وإياك زميلي لما يُحب ويرضى !!..


  14. افتراضي طرح جديد

    بسم الله الباعث
    كثير الجدل في امر حتمي لكل جسد ان يكون خفاؤه في التراب وحقيقي لكل نفس ان يكون خفاؤها عن الدنيا الى برزخ
    فالقبر اخفاء المعلم وعدم ظهور على الحياة الابارادة الله اوالبعث في اليوم الاخر لكن الجدل الامحدود بين المسلمين هل يعذب الانسان في خفاءه ذكر في القرآن نباء فرعون وعرضه على النار فلو سلمنا بحرفية اللفظ لقلنا انه يعذب في خفاءه ولو رجعنا للايماننا ان هناك يوم آخر فيها يجمع الناس ويحاسبو
    فكيف نوفق بين ايمان بالعذاب والثواب ليوم آخر من اركان توحيدننا وايماننا وعذاب سابق لليوم الاخر فلو سلمنا جدل ان العذاب واقع
    لقلنا ان العذاب في الدنيا الاهلاك وفي الخفاءعرض للعذاب وفي الاخرة حتمية النار
    لذلك ورد كيف تكون حياة الخفاء اما نعيم او عرض على النار بمعنى جحيم
    قد يتبادر لذهن اين الشهداء من هذا وهم يرزقون لاشك ان حياة الخفاء فيها ما تحتاجه الانفس وما تبغضه فجعل خلودها لما آلت اليه ا

  15. #15

    افتراضي

    أخي عبد الله ..حاول ان تجعل كلامك مفهوما وأبعد عن الغموض..
    فلو سلمنا بحرفية اللفظ
    هل يوجد مسلم يدعي انه مسلم ولا يسلّم بحرفية اللفظ ؟! أم أن القران له ظاهر وباطن عندك؟
    مقالاتي
    http://www.eltwhed.com/vb/forumdispl...E3%DE%CF%D3%ED
    أقسام الوساوس
    http://www.eltwhed.com/vb/showthread...5-%E3%E4%E5%C7
    مدونة الأستاذ المهندس الأخ (أبو حب الله )
    http://abohobelah.blogspot.com/

صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

Bookmarks

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
شبكة اصداء