صفحة 3 من 4 الأولىالأولى 1234 الأخيرةالأخيرة
النتائج 31 إلى 45 من 51

الموضوع: ويسألونك عن الجنين

  1. افتراضي

    الزميل شعاع ..

    لا أدري كيف قامت لك مشاركتي في صورة التشنج؟! والكلمة المكتوبة لا تعرضًا تشنجًا ولا تنبئك أنني من المشرفين! ولم ألوح لك بتهديدات بالطرد أو غير ذلك حتى تقول ذلك! وعمومًا فكل ذلك لا يهمني .. أن تراني متشنجًا أو هادئًا .. أو تخلط بين حبي لهدايتك وبغضي للمعاندة في الواضحات .. فهذا ليس مقام مصاهرة أو عقد صداقة! لكن الذي عجبت له فعلًا هو قولك (لا تضعوا عراقيل بوجهي من شروط وإلزمات مرامها وضع نهاية سريعة لهذا الموضوع .. )، فما الذي جعل أسئلتنا ترمي إلى وضع نهاية سريعة للموضوع؟! أتظن أنّ هناك ما يمكن أن تأتي به ونخشى من طرحه؟!! أليس هذا من ظن السوء الذي تظنه بنا من غير دليل بل الدليل على خلافه!! في حين أن اعتراضنا على عدم إجابتك لأسئلتنا تدفع أي عاقل للبحث في دافعك من وراء ترك الإجابة!


    ونكمل بهدوء للموضوع:

    النبي صلى الله عليه وسلم ذكر أن الأسابيع الستة الأولى لا يحدث فيها تمايز بين الجنسين، وأن التمايز يحدث فيما بعد ذلك ..

    وطرح الكلام عن السمع والبصر والجلد واللحم والعظام، هو فتح لقضية جديدة، ولذا فأسألك قبل غلق القضية السابقة: هل انتهينا منها؟؟ هل وافقتَ على أن المعلومة صحيحة عند الأطباء؟؟ وكيف عرف النبي صلى الله عليه وسلم ذلك في تصورك؟؟
    إن أجبت على هذه الأسئلة ساغ لك - بل ولي - أن ننتقل إلى قضية جديدة، فما الذي يمنعك من الإجابة!!؟

    يا زميل .. يمكن أن تقول إنه يحتمل أن يكون قال ذلك صدفة، وقد قلت لك قبل ذلك (أو تدعي أن الأمر كان محض صدفة)!! فأنت الذي تمنع التوجه إلى قضايا جديدة! أما أنا فلا أستطيع فتح قضية جديدة ثم إذا صرنا إلى منتصفها وجدتك تعود إلى القضية الأولى فتختلط الأوراق! ولو أنك عاملتنا بحسن الظن وعرفتَ أصول النقاش لما رأيت في منهجنا ما ينافي الهدوء!
    " أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَمْ مَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ "
    صفحتي على الفيسبوك - صفحتي على تويتر.

  2. #32
    تاريخ التسجيل
    Jun 2010
    المشاركات
    31
    المذهب أو العقيدة
    ليبرالى

    افتراضي

    قلت بأنني لا أملك جواباً نهائياً عن تلك الأسئلة لأنها محل بحث عندي ..
    فنحن تناولنا الأعضاء الجنسية للجنين من خلال ثلاثة مواضع ..
    تحديد جنس الجنينن منذ التلقيح .. وظهور الأعضاء داخلياَ في الأسبوع السابع ... وظهورها خارجياً في الاسبوع الثامن.
    قوله ( فيجعله الله ذكراً او أنثى ) ليس فيه تحديد صريح لأي موضع من المواضع الثلاثة ..
    أما توافق قوله مع الموضع الثاني فيوجد فيه شبهة اقتباس من كلام أبقراط لأنه ذكر اليوم 42 ( نفس الرقم ) على وجه التحديد بالنسبة لتمام تصور الأنثى .. حتى ان بن القيم الجوزية لما نقل كلام أبقراط في كتابه تحفة المودوود أتبعه بالحديث النبوي وكأنه يستشهد على صحة كلا أبقراط بكلام النبي الذي وافقه فيه بالنسبة لليوم 42...
    ولذلك أوردت لك حديث النبي ( إذا مر بالنطفة42 ليلة, بعث الله إليها ملكاً, فصورها وخلق سمعها وبصرها وجلدها ولحمها وعظامها. ثم قال : يارب أذكر ام أنثى؟ فيقضي ربك ماشاء) إذ أنه عندما ذكر اليوم 42 لم يكتفي بجنس الجنين وإنما عطف عليه تصوير الجنين وشق سمعه وبصره وخلق عظامه وكسيه باللحم والجلد .. وهو ما يشبه قول أبقراط في تمام صورة الجنين وخلقته في 42 يوم.
    هذا مجرد تصور مبدأي لست أجزم به.

  3. #33
    تاريخ التسجيل
    Jan 2008
    المشاركات
    3,524
    المذهب أو العقيدة
    مسلم
    مقالات المدونة
    3

    افتراضي

    أما توافق قوله مع الموضع الثاني فيوجد فيه شبهة اقتباس من كلام أبقراط لأنه ذكر اليوم 42
    بغض النظر عن التصوّر "الأبقراطيّ" لخلق الجنين والذي فيه ما فيه....فإنك مطالبٌ بإثبات وصول هذه الكلمة مترجمة إلى النبي ...بالرغم من علمك تاريسخياً بأن نشاط الترجمة بدأ بعد ذلك بكثير...فإن لم تأتِ بدليل كان مجرّد افتراض في غاية البعد...أليس كذلك؟؟؟
    لا يحزنك تهافت الجماهير على الباطل كتهافت الفراش على النار ، فالطبيب الحق هو الذي يؤدي واجبه مهما كثر المرضى ، ولو هديت واحداً فحسب فقد أنقصت عدد الهالكين


    العجب منّا معاشر البشر.نفقد حكمته سبحانه فيما ساءنا وضرنا، وقد آمنا بحكمته فيما نفعنا وسرّنا، أفلا قسنا ما غاب عنا على ما حضر؟ وما جهلنا على ما علمنا؟ أم أن الإنسان كان ظلوماً جهولاً؟!


    جولة سياحية في جزيرة اللادينيين!!


    الرواية الرائعة التي ظلّت مفقودة زمنا طويلا : ((جبل التوبة))

  4. افتراضي

    أسهل ما علي أن أجيبك، وأن أطلب من الإدارة بقية موضوعك فأجيبك عليه وأضع لك الجواب، بل ستجد أن معظم ما جئت به قد سبق جوابه هنا في المنتدى، لكن القضية في طريقة تناولك للأمور، وليس في طريقة عرضها .. ولذلك لا أستعجل الجواب بقدر ما أحاول تسليط الضوء على الخلل في التلقي لديك لعلك تلاحظه فتتعاهده بالإصلاح!

    فأنت مثلًا عندما ذكرت أنهم يقولون إن أبقراط قال كذا، رددت عليك، ولم أطلب منك مصدرًا لكلام أبقراط ولم أعنتك بإثبات حدوث الاقتباس، لأنك كنت سائلًا، لكن عندما تقول إن الجنين يتحدد جنسه عند 49 يومًا، عندها أسألك عن المصدر، وأنت عندها مطالب بذكر المصدر العلمي حتى لو كنت سائلًا، فلعلك تلاحظ الفرق بين الأمرين، وتعي أن المسألة ليست مناظرة بقدر ما هي أبجديات التواصل!

    ولعلك تلاحظ أيضًا أنه بطريقتك هذه يستحيل أن تثبت حقًّا أو تنفي باطلًا، في أية قضية وفي أي مجال وفي أي علم وفي أي بحث، فعندما أقول لك (تتحدد ذكورة الجنين من أنوثته بعد الأسبوع السادس)، فلا تفهم من هذه العبارة أنني أقول إن تمايز الجنس يكون بعد الأسبوع السادس، بل تفهم منها أنني اقتبست من أبقراط، لأن أبقراط ذكر في طيات معلومة خطأ رقم 42، وتفهم أنني لا أقصد تحديد جنس المولود، فماذا أقول لك لتفهم أني أتكلم عن معلومة طبية ثابتة؟!!! وعلى هذا النهج فإن أي كلام يكون مقتبسًا عن أخطاء الأقدمين لأنهم – بالتأكيد – استعملوا ألفاظًا مثل التي نستعملها!!

    وها أنت ترى أنك تدفعنا إلى العبث، بطرح مزيد من القضايا بينما القضية السابقة مازلت فيها على نفس قولك لم تغير شيئًا، وعندما أقول لك إن أبقراط يتكلم عن تكون الأطراف، ويفرق بين الذكر والأنثى في ذلك، ويجعل تمام ذلك في الأنثى 42 يومًا، وفي الذكر 30 يومًا، وكل هذا الكلام خطأ، تجعل هذا مثل قول من يقول إنه لا تتحدد الذكورة والأنوثة إلا بعد 42 يومًا!! فإن كان هذا منطقك في تناول الأمور فما معنى أن تنتظر جوابًا لن يستعصي عليك من خلال طريقتك الغريبة أن تحوله إلى شبهة هو الآخر!!

    إن نظرة أبقراط للأجنة نظرة مختلفة تمامًا عما ورد في الشرع وفي علم الأجنة الحديث، وليس هذا موضع التفصيل لكن لننظر إلى هذه القضية بعينها!
    أبقراط يتكلم عن تكون الأطراف والنبي صلى الله عليه وسلم لم يذكر تكون الأطراف..
    أبقراط يتكلم عن ذكر وأنثى في الأسابيع الست الأولى والنبي صلى الله عليه وسلم يقول الفرق بين الذكر والأنثى يكون بعد ستة أسابيع.
    أبقراط يجعل تكون الأطراف بعد 42 يومًا في الأنثى و30 يومًا في الذكر .. والنبي صلى الله عليه وسلم لم يأت على ذكر الأطراف أصلًا، والذي ذكر حدوثه بعد 42 يومًا لا يفرق فيه بين ذكر وأنثى.
    أبقراط يذكر رقم 42 فتجعل ذلك حجة على أن النبي صلى الله عليه وسلم اقتبس منه!!

    ألا ترى أن هذا الذي تقوله من التكلف والتحكم والإصرار على الباطل لا غير؟!!

    الخلاصة : هل تقول إن النبي صلى الله عليه وسلم اقتبس من أبقراط؟؟ وما دليلك في هذا القول إن كنت تقول به؟؟ فإن لم تكن تقول بحدوث الاقتباس أجبتك عن باقي ما طرحت.
    " أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَمْ مَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ "
    صفحتي على الفيسبوك - صفحتي على تويتر.

  5. #35
    تاريخ التسجيل
    Jun 2010
    المشاركات
    31
    المذهب أو العقيدة
    ليبرالى

    افتراضي

    يا أخ حسام ... قلت لك الله يفتح عليك ليس الأمر اصراراً على باطل ...
    استحلفك بربك أجب على أسألتي ولا داعي لهذه العبارات لانها تستفزني كثيراً ولا تنقعني أو تنفعك ... ودع نيتي على الله ...

    طلبي صعب؟

    أرجوك مرة أخرى اجب على قدر السؤال وكل أمري إلى الله فهو المطلع على نيتي ..

    طبعاً لن أجيبك على أسألتك .. وسأستمر بطرح أسألتي .. وأشكرك لأنك أوضحت مسألة النطفة .. وقد وعيت وجهة نظرك ..
    وأريد أن أنتقل إلى موضع آخر من مواضع الجنين ..
    وهو عطف تحديد الجنس على خلق الجلد والعظم ووو الخ كما جاء في صحيح مسلم ..هل يمكنك أن تشرح الحديث؟

  6. افتراضي

    اخي العزيز والحبيب شعاع التنوير,

    والله المس منك الاخلاص في طلب الحق, وصفاء النية وهذه صفات تستحق فيها كل الاحترام والتقدير, فانت بها ستكون ان شاء الله تعالى من اهل الحق.... وعلى هذا اسأل الله ان يعرفك الحق حقاً فيرزقك اتباعه والباطل باطلاً فيرزقك اجتنابه...
    تحياتي لك اخي العزيز وانظر الى المسآئل بكل انصاف وموضوعية وهذا ان شاء الله عهدي بك, وبهذا تفيد وتستفيد
    معرفة الله هي الغاية
    وطلب العلم هو الوسيلة

  7. #37
    تاريخ التسجيل
    Jun 2010
    المشاركات
    31
    المذهب أو العقيدة
    ليبرالى

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ontology مشاهدة المشاركة
    اخي العزيز والحبيب شعاع التنوير,

    والله المس منك الاخلاص في طلب الحق, وصفاء النية وهذه صفات تستحق فيها كل الاحترام والتقدير, فانت بها ستكون ان شاء الله تعالى من اهل الحق.... وعلى هذا اسأل الله ان يعرفك الحق حقاً فيرزقك اتباعه والباطل باطلاً فيرزقك اجتنابه...
    تحياتي لك اخي العزيز وانظر الى المسآئل بكل انصاف وموضوعية وهذا ان شاء الله عهدي بك, وبهذا تفيد وتستفيد
    شكراً لك على مشاعرك النبيلة.

    لا زلت أنتظر حسام.

  8. افتراضي

    بالنسبة للأعضاء التناسلية، فإن الله تعالى يقول (وَأَنَّهُ خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى (45) مِنْ نُطْفَةٍ إِذَا تُمْنَى)، فعلم أنّ النطفة لها دور في تحديد جنس الجنين بهذا وغيره من الأدلة، ولكنّ هذا لا يعني أنّ التفريق بين الذكر والأنثى في الخلقة يكون منذ تكون النطفة، بدليل قوله تعالى (أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدًى (36) أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِنْ مَنِيٍّ يُمْنَى (37) ثُمَّ كَانَ عَلَقَةً فَخَلَقَ فَسَوَّى (38) فَجَعَلَ مِنْهُ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى)، فهنا ذُكر الترتيب كما قال ابن كثير رحمه الله (فصار علقةً ثم مضغة، ثم شُكّل ونفخ فيه الروح، فصار خلقًا آخر سَويًّا سليم الأعضاء، ذكرًا أو أنثى بإذن الله وتقديره)، فالأدلة الصحيحة الصريحة تثبت أنّ للنطفة دورًا في تحديد جنس الجنين، وتثبت أن الفرق بين الخلقتين لا يكون منذ لحظة التلقيح.

    ووقت حدوث الفرق بين الخلقتين ورد في قوله صلى الله عليه وسلم (إذا مر بالنطفة ثنتان و أربعون ليلة، بعث الله إليها ملكًا فصورها، وخلق سمعها وبصرها وجلدها ولحمها وعظامها، ثم قال : يا رب أذكر أم أنثى؟ فيقضي ربك ما شاء ، و يكتب الملك ، ثم يقول : يا رب أجله ؟...) فإنّ الحديث لا ينفي تكون مبادئ الأعضاء التناسلية قبل ذلك، لكنّه يثبت صفةً لها لم تكن ثابتةً فيما مضى في الأسابيع الستة، وهذه الصفة الفارقة قد وردت صريحًا في الحديث (يا رب أذكر أم أنثى؟).

    قال الله تعالى (ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً) ، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يومًا، ثم يكون في ذلك علقةً مثل ذلك، ثم يكون في ذلك مضغةً مثل ذلك، ثم يرسل الملك فينفخ فيه الروح، ويؤمر بأربع كلمات بكتب رزقه وأجله وعمله وشقي أو سعيد ... )

    فدلّ ذلك على أن المضغة تلي تكون العلقة وتسبق تكون العظام، والمضغة في "لسان العرب" هي (القطعة من اللحم)، وهذا دليل صحيحٌ صريحٌ من الكتاب والسنة على أنّ هناك لحمًا يسبق العظام، ثم تتكون العظام ولحمٌ آخر، بدليل قوله تعالى (فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا)، ولذا فإن قوله صلى الله عليه وسلم (إذا مر بالنطفة ثنتان و أربعون ليلة، بعث الله إليها ملكًا فصورها، وخلق سمعها وبصرها وجلدها ولحمها وعظامها ...) لا ينفي وجود اللحم قبل ذلك، جمعًا بين الأدلة الصحيحة الصريحة، ولكنه يثبت صفةً لتكون اللحم لم تكن ثابتة فيما مضى، ولا نجد ما نلتمس فيه هذا الصفة الفارقة من نص الحديث إلا قوله (فصورها).

    الحاصل أنّ التصوير يبدأ في نهاية الأسبوع السادس، بخلق السمع والبصر والجلد والعظام واللحم بما يحقق صورة الإنسان من النطفة، وليس المقصد انعدام وجود هذه المذكورات قبلُ، لأنّ النصوص واردة بوجود لحمٍ قبل ذلك، وصورة الجنين في هذه الفترة تؤيد، وليس هناك في علم الأجنة ما يخالف فضلًا عن أن ينفي ذلك.

    " أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَمْ مَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ "
    صفحتي على الفيسبوك - صفحتي على تويتر.

  9. #39
    تاريخ التسجيل
    Jun 2010
    المشاركات
    31
    المذهب أو العقيدة
    ليبرالى

    افتراضي

    طيب وما معنى العلقة يا دكتور حسام؟

  10. #40
    تاريخ التسجيل
    Jun 2010
    المشاركات
    31
    المذهب أو العقيدة
    ليبرالى

    افتراضي

    أيضاً ..
    لماذا قال ( فخلقنا المضغة عظاماً)
    هل المضغة تتحول إلى عظام ؟
    أو هل غالبه المضغة يتحول إلى عظام؟

  11. افتراضي

    طيب وما معنى العلقة
    العلقة كما في لسان العرب "كل دم غليظ علق و العلق دود أسود في الماء معروف ، الواحدة : علقة ، و علق الدابة علقًا : تعلقت به العلقة"، وفي ذلك بيان لمرحلة بعد "جمع النطفة" تلتصق بجدار الرحم كما تلتصق العلقة بالدابة، ومن رأى العلقة في الدابة ربما ظنها زائدة في جلدها من شدة انغراسها، فالمقصود أن النطفة تنغرس في جدار الرحم implantation وتستمد منه الغذاء، وليس المقصود أن الجنين عبارة عن دم أو دودة!

    لماذا قال ( فخلقنا المضغة عظاماً)
    هل المضغة تتحول إلى عظام ؟
    أو هل غالبه المضغة يتحول إلى عظام؟
    قال تعالى ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِنْ مُضْغَةٍ مُخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِنُبَيِّنَ لَكُمْ وَنُقِرُّ فِي الأَرْحَامِ مَا نَشَاءُ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى )

    فالمضغة تكون غير مخلقة بدايةً، ثم بعد ذلك تتخلق وتتميز، وعلى القول الآخر أن عدم التخليق يكون بطرح المضغة من الرحم فلا يتم الحمل، بينما التخليق يكون بتشكيل المضغة، وعلى كلا القولين فالمضغة مستمرة لا تتبدل كليًّا إلى عظام، فهي كما قال ابن كثير رحمه الله (مضغة قطعة من لحمٍ لا شكل فيها ولا تخطيط، ثم يشرع في التشكيل والتخطيط فيصور منها رأس ويدان وصدر وبطن وفخذان ورجلان وسائر الأعضاء، فتارة تسقطها المرأة قبل التشكيل والتخطيط، وتارة تلقيها وقد صارت ذات شكل وتخطيط).

    والحديث الذي معنا نص في المسألة، فهو يقرن العظام بالسمع والبصر والجلد واللحم، فأنّي يقال إن المضغة تتحول كليا إلى عظام مع ورود هذه المذكورات!

    ولذا قال العلامة الشيخ السعدي رحمه الله في قوله تعالى "فخلقنا المضغة عظاما": ("فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ" اللينة "عِظَامًا" صلبة, قد تخللت اللحم, بحسب حاجة البدن إليها).
    " أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَمْ مَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ "
    صفحتي على الفيسبوك - صفحتي على تويتر.

  12. #42
    تاريخ التسجيل
    Jun 2010
    المشاركات
    31
    المذهب أو العقيدة
    ليبرالى

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حسام الدين حامد مشاهدة المشاركة
    العلقة كما في لسان العرب "كل دم غليظ علق و العلق دود أسود في الماء معروف ، الواحدة : علقة ، و علق الدابة علقًا : تعلقت به العلقة"، وفي ذلك بيان لمرحلة بعد "جمع النطفة" تلتصق بجدار الرحم كما تلتصق العلقة بالدابة، ومن رأى العلقة في الدابة ربما ظنها زائدة في جلدها من شدة انغراسها، فالمقصود أن النطفة تنغرس في جدار الرحم implantation وتستمد منه الغذاء، وليس المقصود أن الجنين عبارة عن دم أو دودة!



    قال تعالى ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِنْ مُضْغَةٍ مُخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِنُبَيِّنَ لَكُمْ وَنُقِرُّ فِي الأَرْحَامِ مَا نَشَاءُ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى )

    فالمضغة تكون غير مخلقة بدايةً، ثم بعد ذلك تتخلق وتتميز، وعلى القول الآخر أن عدم التخليق يكون بطرح المضغة من الرحم فلا يتم الحمل، بينما التخليق يكون بتشكيل المضغة، وعلى كلا القولين فالمضغة مستمرة لا تتبدل كليًّا إلى عظام، فهي كما قال ابن كثير رحمه الله (مضغة قطعة من لحمٍ لا شكل فيها ولا تخطيط، ثم يشرع في التشكيل والتخطيط فيصور منها رأس ويدان وصدر وبطن وفخذان ورجلان وسائر الأعضاء، فتارة تسقطها المرأة قبل التشكيل والتخطيط، وتارة تلقيها وقد صارت ذات شكل وتخطيط).

    والحديث الذي معنا نص في المسألة، فهو يقرن العظام بالسمع والبصر والجلد واللحم، فأنّي يقال إن المضغة تتحول كليا إلى عظام مع ورود هذه المذكورات!

    ولذا قال العلامة الشيخ السعدي رحمه الله في قوله تعالى "فخلقنا المضغة عظاما": ("فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ" اللينة "عِظَامًا" صلبة, قد تخللت اللحم, بحسب حاجة البدن إليها).
    إذا كانت المضغة لا تتحول كلياً إلى عظام فلماذا قال وخلقنا المضغة عظاما ؟
    ألا يدل قوله هذا على التحول الكلي إلى عظام أو تحول العام الغالب غلى عظام ؟

  13. افتراضي

    الكلام هنا في ثلاثة مقامات:

    المقام الأول: هل المقصود تحول المضغة كليا إلى عظام؟
    وسبق الجواب أن الأدلة الواردة تجعلنا نجزم أنّ هذا ليس مقصودًا، هذا ما ورد في كتاب الله وسنة رسوله وفي تفاسير أهل العلم، ولو أردتَ لنقلتُ لك كلامهم، والتفاسير موجودة إن شئت مراجعتها فافعل، وقد سبق بيان جواب هذا المقام في المشاركة السابقة.

    المقام الثاني: هل قوله تعالى "فخلقنا المضغة عظامًا" يلزم منه أنّ المضغة تتحول كليا إلى عظام ..

    فهذا لا يلزم، بل المقابلة بين حالة المضغة اللينة وحالها بعد تكون العظام هي المعنى المقصود، وهذا من البلاغة في التنبيه بخاصية من خواص الأمر على المعنى المراد إثباته، ولا يعني ذكر خاصية من الخواص نفي بقية الخواص، وليس هذا هو الموضع الوحيد الذي ورد فيه هذا الاستعمال البليغ .. فالآيات نفسها التي معنا فيها هذا المعنى في موضع آخر وهو قوله تعالى (فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً)، ولا يقول أحد إن المضغة تزول عنها صفة التعلق بجدار الرحم!

    وهاهو اعتراض المشركين على إمكانية البعث ( يَقُولُونَ أَئِنَّا لَمَرْدُودُونَ فِي الْحَافِرَةِ * أَئِذَا كُنَّا عِظَامًا نَخِرَةً * قَالُوا تِلْكَ إِذًا كَرَّةٌ خَاسِرَةٌ)، فقولهم "كنا عظامًا نخرة" لا يعني إنكارهم البعث في حال وصولهم لمرحلة العظام النخرة، وتجويزهم إياها قبل ذلك، وإنما خصت العظام النخرة بالذكر لأنها المميزة لاستحالة الجثة بعد الموت، فاختصاص العظام النخرة بالذكر للتنبيه على السمة المميزة للحالة الجديدة ..

    وذلك أيضًا كحكايته تعالى قول ذي القرنين (آَتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ حَتَّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قَالَ انْفُخُوا حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ نَارًا)، ولا يقول أحد إن الحديد استحال كلية إلى نار فلم يبق له عين ولا أثر، وإنما خص النار بالذكر للتنبيه على الخاصية الأساسية في الحالة الجديدة.

    وذلك أيضًا كقوله تعالى (وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاءِ بَشَرًا فَجَعَلَهُ نَسَبًا وَصِهْرًا وَكَانَ رَبُّكَ قَدِيرًا) ولا يقول أحد إن العلاقات الإنسانية تنحصر في النسب والصهر فقط، ولكنه تنبيه على أقوى هذه العلاقات بعد تحول الماء إلى بشر، فيكون بين البشر النسب والصهر ولابد، وهذه العلاقات أبعد ما تكون عن خصائص الماء! وذلك تنبيه على قدرة الله عز وجل ولذا قال تعالى "وكان ربك قديرًا" عقب هذا الاستدلال.


    المقام الثالث: إن كانت المضغة لا تتحول كليا إلى عظام كما تقرر من النصوص الصريحة الصحيحة التي تجمع إلى العظام السمع والبصر والجلد واللحم، وإن كان ذكر خصيصة مميزة لا يعني نفي سائر الخصائص، وإنما اطرد استعماله في القرآن الكريم تنبيهًا على مقتضى هذه الخصيصة، ليتأمل فيها أولو الألباب ويتدبروا القرآن .. فلم خصّ سبحانه العظام بالذكر دون غيرها؟؟

    (وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ طِينٍ (12) ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَكِينٍ (13) ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آَخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ)

    إن الحديث بدأ بآدم عليه السلام الذي خلق من طين، ثم تحول الحديث إلى ذريته الذين خلقوا بطريقة مختلفة تمامًا، كما قال تعالى (وَبَدَأَ خَلْقَ الإنْسَانِ مِنْ طِينٍ * ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ مِنْ سُلالَةٍ مِنْ مَاءٍ مَهِينٍ)، فهنا تحول من طريقة خلق إلى طريقة خلق أخرى، والنتيجة واحدة وهي خلق الإنسان!

    ثم التحول من النطفة إلى العلقة، والنطفة ما هي إلا ماء مهين، والماء يمتاز بالسيولة، ولو أنك أتيت بأي سائل وألقيته على الجدار لانساب عليه وما علق بمكانه أصلًا، فأبعد ما تتوقعه أن يتحول هذا السائل إلى جسم يعلق بجدار الرحم، فهنا مقابلة بين لازم الحالة الأولى وما حدث في الحالة الثانية، في إطار عملية واحدة وهي خلق الإنسان!

    ثم التحول من علقة إلى مضغة، والجنين مازال عالقًا بجدار الرحم، والتصور البشري يقتضي أن العمل على تثبيت العلقة يقتضي التصلب، ليكون التعلق أشد باشتداد المتعلِق، ولكن النص للمرة الثالثة يأخذك إلى خلاف ظنك، فيذكر صفة "المضغة" هكذا بهذا اللفظ الذي يدل على اللين، فلم يقل "قطعة لحم" أو "لحمًا" بل قال "مضغة" ليلفت النظر إلى اللين الذي يحمله معنى اللفظ، فهنا مقابلة بين مقتضى الحالة الأولى وما حدث في الحالة الثانية، وكلها في إطار عملية واحدة وهي خلق الإنسان!

    ثم التحول من مضغة إلى عظام، وللمرة الرابعة تتصور تلك المضغة وما تحمله من لين، لتقابل التحول إلى عظام وما تحمله من شدة وصلابة، فهذه أوضح المقابلات، فالمضغة اللينة كانت منشأ العظام الصلبة، فهنا مقابلة بين طبيعة الحالة الأولى وطبيعة الحالة الثانية، وكلها في إطار عملية واحدة وهي خلق الإنسان!

    ثم تنقلب قوة العظام ضعفًا مرة أخرى، إذ ترى أن هذه العظام الصلبة القوية في حاجة للكسوة باللحم، فبعد أن قام في نفسك قوة "العظام" بالنسبة "للمضغة"، انقلب الحال إلى حاجة "العظام" إلى كسوة من "لحم"، فهنا مقابلة بين تحولين "فخلقنا المضغة عظاما" و "فكسونا العظام لحما"، وهذا في إطار عملية واحدة وهي خلق الإنسان!

    ثم بعدما يتوه عقلك في عظيم القدرة، تجد اللفتة السادسة (ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آَخَرَ)، فهنا مقابلة بين خلق وخلق في ذات الخلق!! فبعد ما مضى من نطفة تنقلب علقة، ثم علقة تصير مضغة، ثم مضغة جعلت عظاما، ثم عظامٍ كسيت لحمًا، هذا كله شأن يتلوه شأنٌ آخر لا تقف على حد كيفيته العقول، شأن الروح وشأن الفطرة وشأن النمو وشأن الاستواء وشأن التآلف مع بني جنسه وغير ذلك مما يصير إليه الإنسان في رحلته في الحياة، كل هذا جمعه في كلمة واحدة "آخر"!! فهنا مقابلة بين خلق وخلق في عملية واحدة وهي خلق الإنسان!

    فبعد هذه المقابلات العديدة بين خلق أبي البشر وخلق نسله، ثم بين لازم حالة وما يتلوها، ثم بين مقتضى حالة وما يتلوها، ثم بين طبيعة حالة وما يتلوها، ثم بين تحول وتحول يتلوه، ثم بين خلق وخلق في ذات الخلق .. لا يملك المرء أمام هذا إلا أن يقول (فتبارك الله أحسن الخالقين)!

    قال الشنقيطي رحمه الله (وما ذكره هنا من أطوار خلقه الإنسان أُمر كلُّ مكلفٍ أن ينظر فيه، والأمر المطلق يقتضي الوجوب إلا لدليلٍ صارفٍ عنه كما أوضحناه مراراً، وذلك في قوله "فَلْيَنظُرِ الإنسان مِمَّ خُلِقَ خُلِقَ مِن مَّآءٍ دَافِقٍ").

    فإن أكملت قراءة الآيات الكريمات (ثُمَّ إِنَّكُمْ بَعْدَ ذَلِكَ لَمَيِّتُونَ * ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ تُبْعَثُونَ) ظهر لك جليا التمهيد لإثبات بعث الإنسان بعد موته، بإثبات قدرة الله تعالى في خلق الإنسان .. ولا أطيل في هذا المقام لخروجه عن محل النقاش مع وضوحه بقليل من التأمل.

    الغرض المقصود أن الله تعالى يذكر الحقائق على ما هي عليه، لا يذكرها في أسلوب جامد منفر، بل يسردها في ترتيب يلفت النظر، وبلاغة تأسر اللب، ليقيم الدليل الذي يخشع له العقل، ويطمئن له القلب، على قدرة الخالق العظيم.
    " أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَمْ مَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ "
    صفحتي على الفيسبوك - صفحتي على تويتر.

  14. #44
    تاريخ التسجيل
    Jun 2010
    المشاركات
    31
    المذهب أو العقيدة
    ليبرالى

    افتراضي

    أشكرك يا حسام ..
    سأنقل ردك في المنتدى الآخر.

  15. #45
    تاريخ التسجيل
    Apr 2009
    الدولة
    الكويت
    المشاركات
    3,251
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    (وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ طِينٍ (12) ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَكِينٍ (13) ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آَخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ)

    إن الحديث بدأ بآدم عليه السلام الذي خلق من طين، ثم تحول الحديث إلى ذريته الذين خلقوا بطريقة مختلفة تمامًا، كما قال تعالى (وَبَدَأَ خَلْقَ الإنْسَانِ مِنْ طِينٍ * ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ مِنْ سُلالَةٍ مِنْ مَاءٍ مَهِينٍ)، فهنا تحول من طريقة خلق إلى طريقة خلق أخرى، والنتيجة واحدة وهي خلق الإنسان!

    ثم التحول من النطفة إلى العلقة، والنطفة ما هي إلا ماء مهين، والماء يمتاز بالسيولة، ولو أنك أتيت بأي سائل وألقيته على الجدار لانساب عليه وما علق بمكانه أصلًا، فأبعد ما تتوقعه أن يتحول هذا السائل إلى جسم يعلق بجدار الرحم، فهنا مقابلة بين لازم الحالة الأولى وما حدث في الحالة الثانية، في إطار عملية واحدة وهي خلق الإنسان!

    ثم التحول من علقة إلى مضغة، والجنين مازال عالقًا بجدار الرحم، والتصور البشري يقتضي أن العمل على تثبيت العلقة يقتضي التصلب، ليكون التعلق أشد باشتداد المتعلِق، ولكن النص للمرة الثالثة يأخذك إلى خلاف ظنك، فيذكر صفة "المضغة" هكذا بهذا اللفظ الذي يدل على اللين، فلم يقل "قطعة لحم" أو "لحمًا" بل قال "مضغة" ليلفت النظر إلى اللين الذي يحمله معنى اللفظ، فهنا مقابلة بين مقتضى الحالة الأولى وما حدث في الحالة الثانية، وكلها في إطار عملية واحدة وهي خلق الإنسان!

    ثم التحول من مضغة إلى عظام، وللمرة الرابعة تتصور تلك المضغة وما تحمله من لين، لتقابل التحول إلى عظام وما تحمله من شدة وصلابة، فهذه أوضح المقابلات، فالمضغة اللينة كانت منشأ العظام الصلبة، فهنا مقابلة بين طبيعة الحالة الأولى وطبيعة الحالة الثانية، وكلها في إطار عملية واحدة وهي خلق الإنسان!

    ثم تنقلب قوة العظام ضعفًا مرة أخرى، إذ ترى أن هذه العظام الصلبة القوية في حاجة للكسوة باللحم، فبعد أن قام في نفسك قوة "العظام" بالنسبة "للمضغة"، انقلب الحال إلى حاجة "العظام" إلى كسوة من "لحم"، فهنا مقابلة بين تحولين "فخلقنا المضغة عظاما" و "فكسونا العظام لحما"، وهذا في إطار عملية واحدة وهي خلق الإنسان!

    ثم بعدما يتوه عقلك في عظيم القدرة، تجد اللفتة السادسة (ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آَخَرَ)، فهنا مقابلة بين خلق وخلق في ذات الخلق!! فبعد ما مضى من نطفة تنقلب علقة، ثم علقة تصير مضغة، ثم مضغة جعلت عظاما، ثم عظامٍ كسيت لحمًا، هذا كله شأن يتلوه شأنٌ آخر لا تقف على حد كيفيته العقول، شأن الروح وشأن الفطرة وشأن النمو وشأن الاستواء وشأن التآلف مع بني جنسه وغير ذلك مما يصير إليه الإنسان في رحلته في الحياة، كل هذا جمعه في كلمة واحدة "آخر"!! فهنا مقابلة بين خلق وخلق في عملية واحدة وهي خلق الإنسان!

    فبعد هذه المقابلات العديدة بين خلق أبي البشر وخلق نسله، ثم بين لازم حالة وما يتلوها، ثم بين مقتضى حالة وما يتلوها، ثم بين طبيعة حالة وما يتلوها، ثم بين تحول وتحول يتلوه، ثم بين خلق وخلق في ذات الخلق .. لا يملك المرء أمام هذا إلا أن يقول (فتبارك الله أحسن الخالقين)!
    كدتُ أفغر فاهي من فرط الدهشة... سبحان الله.

    حقاً لا يملك المرء في النهاية إلا أن يقول (فتبارك الله أحسن الخالقين)!!
    التعديل الأخير تم 10-07-2010 الساعة 09:10 PM
    {قل هو الرحمن آمنا به وعليه توكلنا، فستعلمون من هو في ضلال مبين}


صفحة 3 من 4 الأولىالأولى 1234 الأخيرةالأخيرة

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. و إذا كنت أنت الدليل .. !
    بواسطة _aMiNe_ في المنتدى قسم الحوار عن المذاهب الفكرية
    مشاركات: 9
    آخر مشاركة: 07-13-2010, 01:56 AM
  2. yaso3_lais_elah2: الدليل لا يتعارض مع الدليل !!
    بواسطة يحيى في المنتدى خنفشاريات
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 04-23-2010, 12:31 AM
  3. الجنين
    بواسطة محمد احمد علي في المنتدى قسم الحوار عن الإسلام
    مشاركات: 7
    آخر مشاركة: 09-24-2009, 12:54 PM

Bookmarks

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
شبكة اصداء