يبدو أن الأسئلة محرجة فعلاً !!!
على كل حال ننقل لكم من كتاب الأستاذ هارون يحيى " خُلُق القرآن هو الحل" بعض الحقائق التاريخية التي قد تعينكم في جواب السؤالين: الثالث والرابع
تحت عنوان: النازيون والداروينية
ليس من قبيل الصدفة أن يستلهم النازيون الجدد أفكارهم من نظرية التطور لداروين، ذلك أنه منذ مولد الداروينية وهي تشكل جزءا لا يتجزأ من الأيديولوجية النازية.
ولدت النازية في ألمانيا المهزومة بعد الحرب العالمية الأولى. وكان أدولف هتلر، أحد مؤسسي الحزب النازي الألماني ورئيسه، رجلا طموحا وعدائيا بنى جزءا من نظرته للحياة على العنصرية. وآمن هتلر إيمانا راسخا بسمو الجنس الآري، أي "الجنس المسيطر"، وبأن هذا الجنس هو الذي سيقود كل الأمم الأخرى. وكرس هتلر نفسه لكي يؤسس "الرايخ الثالث" الذي يضم كل الألمانيين، ويستمر لمدة ألف سنة. وكانت نظرية التطور لداروين تمثل الأساس العلمي لنظريات هتلر العنصرية.
وتأثر هتلر تأثرا كبيرا بهنريك فون تريتشك Heinrich von Treitcshke، المؤرخ الألماني العنصري الذي كون آراءه العنصرية أيضا تحت تأثير نظرية التطور لداروين. ورأى أن الأمم لا تستطيع أن تتقدم إلا من خلال منافسة شرسة شبيهة "بالصراع من أجل البقاء" الذي اقترحه داروين. وتكشف العبارات التالية عن موقف تريتشك تجاه الأجناس الأخرى:
"لا تملك الأجناس الصفراء المقدرة الفنية وهي محرومة من مفهوم الحرية السياسية. إن قدر الأجناس السوداء أن تخدم البيض وأن تكون موضع اشمئزاز من البيض إلى الأبد...لأنه لا يمكن أن توجد حضارة من دون خدم ..."
وأثناء صياغة نظرياته، استلهم هتلر من داروين فكرته حول الصراع من أجل البقاء. وكان اسم كتابه الشهير "كفاحي"، مستلهما أيضا من فكرة داروين حول الصراع من أجل البقاء. وشارك هتلر داروين الرأي حول الأجناس واعتبر، مثل داروين تماما، أن الأجناس غير الأوروبية كائنات شبيهة بالقردة:
"اذا استثنيت الألمانيين الشماليين من تاريخ الانسانية; لن يتبقى لديك سوى رقص القردة."
كانت الآراء التطورية التي يؤمن بها النازيون سببا في تبنيهم جزءا من فكرة "اليوجينيا"، التي تعني "علم تحسين السكان (البشر بالأخص) عن طريق تطهير المجتمع من المرضى والمعوقين والتحكم في النسل من أجل الحصول على صفات وراثية مرغوبة". ومع ذلك، كان أكثر ما اشتهر به النازيون هو المبدأ المتمثل في أن فكرة اليوجينيا يمكن تحقيقها بشكل أفضل من خلال منع المعاقين جسديا وذهنيا من التزاوج، حتى إذا استدعى ذلك تعقيمهم، وقد انتشرت هذه الفكرة في جميع أرجاء أوروبا في ذلك الوقت حتى فيما يسمى بالمجتمعات الليبرالية مثل السويد. وكما هو متوقع، فقد اقترح هذه النظرية الداروينيون: ليونارد داروين Leonard Darwin، ابن تشارلز داروين، وابن عمه فرانسيس جالتون Francis Galton.
وفي ألمانيا، أصبح إرنست هيجل Ernst Haeckel، البيولوجي التطوري المعروف، أول من ناصر "اليوجينيا" ونشرها. وظل هيجل، صديق داروين المقرب، يمده بأفكار تمثلت إحداها في الإسراع بعملية التطور عن طريق قتل الأطفال الرضع المعاقين. وفي فكرة أخرى رأى هيجل أن المرضى المصابين بالجذام والسرطان والمعاقين ذهنيا يجب أن يقتلوا دون ألم، لأنه كان يعتقد أنه إذا لم يُقتل هؤلاء الناس، فسيظلون يشكلون عبئا على المجتمع.
وبعد أن تولى هتلر زمام الحكم، وضع أفكار هيجل هذه في سياسة رسمية، أنشأ بموجبها مراكز خاصة اعتقِل فيها المعاقون ذهنيا وجسديا، والعمي، وأولئك الذين يعانون من أمراض وراثية. ومن وجهة النظر الفاسدة هذه، كان هؤلاء الناس يعتبرون عوامل "ملوِّثة" لنقاء الجنس الآري تعرقل عملية تطوره "المزعومة". وبعد أن عُزلت هذه الفئات من الناس بعيدا عن المجتمع لفترة، أعطى النازيون أنفسهم الحق في قتلهم سرا بأمر خاص من هتلر.
وبعد انهزام "الرايخ الثالث" في الحرب العالمية الثانية، أصبح هذا الرايخ نسيا منسيا، وخلف وراءه ملايين الأبرياء المدمرين. ومع ذلك، استمرت الداروينية الاجتماعية التي كانت أساس الأيديولوجية النازية.
--------------------------------------------------------
ولا زلنا ننتظر الإجابة ..
يبدو أن الشجاعة وحدها لا تكفي ..
Bookmarks