بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
للزميل جورجيوس
لقد شاركت بمقدمة وثلاثة أسئلة
أجبتك عن سؤال ولم أر من ردا
وبإذن الله سأجيبك اليوم عن سؤال آخر
وسأجعل ردى على المقدمة آخر ما أرد به
لأوضح لك الفرق بين الكتاب الذى خربه البشر
وبين كلام الله فى القرآن
ولا شك أن مشاركتى الماضية أوضحت بعض هذا الإختلاف
أراك ألقيت أسئلتك واختفيت
ربما كنت تتابع وليس لديك القدرة على الرد
فقد وعدنا الله ورسوله بقوة الحجة عليكم
ووعد الله حق
فى سؤالك قلت:
(وكأن الله يستشير الملائكة) فى عملية خلق الإنسان
لم تكن هناك استشارة
عند الله العلم كله والحكمة كلها
ولا يحتاج لمشير
ولكنه إخبار بعلم لم يكن لدى الملائكة وهو أن الله سيجعل آدم خليفة فى الأرض
وأدم معلوم عند الملائكة والأرض أيضا كانت معلومة لهم
وموضوع الإخبار هنا ليس خلق الإنسان
ولكن جعله فى الأرض خليفة
قلت أيضا:
(ولكن الملائكة اعترضوا عليه)
إعلم يارجل أنه ما كان لأحد من خلق الله من الملائكة
أن يعترض على أمر الله
ولكنهم أبدوا رغبتهم فى التميز بسكنى الأرض عن الإنسان
وذلك لأسباب بينوها والله أعلم بما فى نفوسهم
يعلم ما أبدوه منها وما كانوا يكتمونه
قالوا أن الإنسان سيفسد فى الأرض ويسفك الدماء
ورأو تميزهم عليه فى ذلك بقولهم
(ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك)
تسبيح وحمد وتقديس
فكان رد الله عليهم
(إنى أعلم ما لا تعلمون)
فالله عنده
كل العلم
وكل الحكمة
ومن علمه ما أخبرهم به
ومن حكمته ما لا يعلمونه من سبب هذا العمل
وهو استخلاف آدم ونسله فى الأرض
الملائكة يسبحون بحمد الله ويقدسونه
لأنه خلقهم على هذا الفعل
لم يعطهم الله القدرة على عدم فعل ذلك
وخلقهم محبين لذلك
وفاعلين لذلك الفعل
أعطاهم الله طريقا واحدا هوالعبادة
لم يعطهم طريق المعصية
ولم يعطهم صلاحية الإختيار بين الطريقين
الإرادة فى اختير الطريق ليست لهم
هذه الحكمة لم يكونوا على علم بها
الإنسان باختياره طريق الخير يكون له فضل على الملائكة
لأنه أطاع الله باختياره
والمتخذ طريق الشر والكفر بالله يكون شرا
والملائكة خير فهم أفضل منه
والأرض جعلها الله دار الإبتلاء أى الإختبار
هذا الإختيار على الأرض يتم غختبار الإنسان به وكذلك يتم هذا الإختبار للجن أيضا
والإنسان والجن هما الثقلان
الذان يتم ابتلائهما
وإبليس ونسله هم الجن
منهم من يحسن اختياره وهم الجن المؤمن
ومنهم من يسوء اختياره كإبليس أبوهم وأعوانه
وجدير بالذكر أن إبليس كان من الجن
ولم يكن من الملائكة
ولكنه كان مع الملائكة عند هذا الإخبار باستخلاف آدم فى الأرض
لقول اللهسبحانه وتعالى:
( فسجدوا إلا إبليس كان من الجن ففسق عن أمر ربه)50 سورة الكهف
فلماذا استخلاف الإنسان فى الأرض وليس استخلاف الجن
كلاهما معرض لاختبار عبادة الله بإرادته واختيار الخير أو الشر
فلماذا ميز الله آدم عن إبليس فى هذا الإختيار
لو سأل إبليس الله لأجابه
ولكنه تكبر على آدم ورأى أنه خير منه فكان هذا من أخطائه العديدة
الأرض مما نعرف من عناصر
وأدم من ترابها من نفس عناصرها
يستطيع آدم أن يطوع فيها وفق علمه وأدواته
ولكن إبليس كان خلقه من نار
من عناصر أخف من العناصر اللازمة للإستخلاف فى الأرض
لم نر أية مبان أو إنشاءات أوسدود أو مفاعلات نووية من صنع الجن
الإستخلاف فى الأرض يستلزم تكوين مماثل لتكوين الأرض
وهذا خير متاح للجن لاختلاف طبيعة الخلق
فالإنسان هو الأقدر على هذا الإستخلاف
وسيحاسب على ما استخلف فيه
بفعل الخير أو فعل الشر
ويحاسب الله الجن وفق قدراته التى أعطاها الله له
والتى لا نعلم نحن البشر إلا بعضها مما أعلمنا الله به
فليست مجادلة بين الله ومخلوقاته من الملائكة
إنه طلب منهم بميزة
وأعلمهم الله بأنها ليست لهم
وبأن هناك حكمة وراء اختيار آدم للإستخلاف
بقوله ( إنى أعلم ما لا تعلمون)
ولم يعترض الملائكة على أمر الله
ولم يدع الملائكة أنهم أعلم من الإنسان
ولم يقل الله ذلك
ولكن الله كان يعلم ما فى نفوسهم
وكل مخلوق يعطيه الله علما وفق دوره المرسوم له
وليس أحد عنده كل العلم إلا الله سبحانه وتعالى
أراد الله أن يعلم الملائكة درسا
بأنه يعلم ما لا يعلمون
هو قال لهم ذلك ويثبت المعلومة لديهم
بعلم أعطاه لآدم
أكبر مما أعطاهم فى جزئية معينة من جزئيات العلم
علم الله آدم الأسماء كلها
وطلب منهم ما أعجزهم وهو أن يعلموا هذه الأسماء
إن كانوا صادقين بأحقيتهم فى التميز على الإنسان
فاعترفوا بعجزهم وبأنهم لا يعلمون إلا ما علمهم الله
فأنبأهم آدم بما علمه الله مما عجزوا عنه
يعلمهم الله بعض قدرته فهم عباده
ويريد أن تكون طاعتهم على بينة
ولكن هل كان لدى آدم كل العلم
بالقطع لا
فالعلم بالأسماء بعض العلم
عرفت أن اسمك جرجيوس
فهل أعلم فيما تفكر
عرفت أن هذه سفينة فضاء فهل أعرف كيف أقودها
بالطبع لا
لهذا اعترف الملائكة بالعلم والحكمة لله بقولهم
(قالوا سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم)
علم الملائكة أن هناك حكمة من استخلاف آدم فى الأرض
فهما أن هناك حكمة لله فى استخلاف الإنسان
كما عرفوا أن العليم هو الله
هل هذا ما تدعى أنك تركته إلى المسيحية
ليس كل من قرأ آيات من القرآن علم بما فيها
نحن نتعلم من أهل العلم
إقرأ تفسير ما لا تفهمه من كتاب الله
وإن كنت تبتغة وجه الله ومن أهل الخير
ستعلم وتؤمن بالحق الذى أنزله الله
على محمد صلى الله عليه وسلم
Bookmarks