ليس من الغريب علينا -معاشر المؤمنين- ممارسة الرقابة الذاتية....ومحاولة تصحيح المسار المرة تلو الأخرى....ذلك لأننا نؤمن أن من لا يُخطيء هو من لا يفعل....أما الممارس....فلابد له من الوقوع في الخطأ....وقد يصعب على من يُمارس نشاطاً ما أن يكتشف أخطاءه بنفسه....لأنه يتكلّم من داخل الدائرة....ولكن من خلال الآخرين نكتشف أخطاءنا ونقوم بتصحيحها.
نعم: لسنا نخجل من مراجعاتنا لأنفسنا...والتصريح بما قد نقع فيه من أخطاء....ولا عيب في ذلك....ولا خجل في الإعلان عن ذلك ولو كان أمام (الآخر) الذي نخاطبه ونحاوره....إنما المحكّ في الاعتراف بالخطأ وعدم التكبّر على الحق والانصياع له....
وبالاصطلاح القرآني: ألا تأخذنا العزّة بالإثم.
ولا أكتم سرّاً أن بعض الأخطاء التي وقع فيها الأعضاء المسلمون كانت سبباً في تحجيم المشاركات وقصر بعض الحوارات على المحاورين....لا سيما تلك الأخطاء التي تصدر من المستجدين...لذا كان من المناسب أن نتنبه إلى بعض تلك الأخطاء ونتعامل معها بشفافية....علماً بأنني لا أقصد أحداً بعينه....
ولقد كانت لدي جملة من الأخطاء قد جمعتها وذكرتها في رسالة خاصة...لكنها ضاعت للأسف...ولم أجد الوقت لإعادة صياغتها لأني على أبواب سفر....
لذلك اسمحوا لي أن أشير إشارات سريعة....والموضوع مفتوح للنقاش:
أولاً: أحياناً يأتي من لقبه (محاور) من مثل أكابرنا الدكاترة....فيقوم بتحضير إجابة شافية وافية مكتملة الأركان على الزميل الملحد...فيأتي العضو المسلم ويجيب على نفس السؤال بإجابة ناقصة مشوّهة وربما خاطئة...والسؤال: لماذا؟؟؟؟
ثانياً: لماذا لا تكون جهودنا تكامليّة بحيث يُكمّل كل عضو مسلم جهود غيره....بأن يبني على جهود الردود السابقة لا أن يبدأ من المربع الأوّل
ثالثا: يطلب محاور لاديني: ما دليل صحة الإسلام؟؟؟ فيُفاجأ ب 1000 دليل يوضع من قبل عددٍ من الأعضاء المسلمين....أسألكم بالله لو كان أحدٌ مكان هذا اللاديني هل كان سيقرأ هذا الكمّ الهائل من الروابط والمقالات الملصقة؟؟؟ أم أنه (سيشرق) بكثرة المطلوب منه أن يقرأه -وإلا أعدّه البعض متهرّباً- أو سيضطرّ إلى الإعراض عن ذلك كلّه....أويظنّ أحدٌ من المسلمين أن حجّة الله على خلقه تقوم بهذه الطريقة؟؟؟
رابعاً: لماذا لا نحترم التخصّصات؟؟؟ عندما تأتي قضيّة طبيّة تخصّصيّة لماذا أُقحم نفسي في الحديث عنها بحيث أتكلم في دقائقها وهذا ميدانٌ لستُ من أهله؟؟؟ هل من المعيب أن أقول للمحاور اللاديني: عفواً...هذا المجال ليس تخصّصي...يمكنك مراجعة الدكتور هشام عزمي أو الدكتور حسام....عفواً: مجال نقض الإلحاد ليس من تخصصي...يمكنك مراجعة الددكتور السرداب والأستاذ الفاضل عبدالواحد؟؟؟
هل الإحالة على المتخصصين سيُعتبر انتصاراً للملحد أو اللاديني؟؟؟ أم هو احترامٌ للذات وتقديرٌ للإمكانات...وهو الأمر الذي يغلب على ظني أنه سيولّد احتراماً كبيراً عند (الآخر)؟؟؟؟
خامساً: ثقوا ثقة تامّة أن معظم القضايا الرئيسيّة قد تمّ استيفاؤها من قِبل الأكابر....من أمثال المذكورين سالفاً وأضيف إليهم -مثالاً لا حصراً- الدكتور أبو مريم والأستاذ ناصر الشريعة والأستاذ متعلم وفيصل القلاف وسيف الكلمة وغيرهم....فلماذا لا نجتهد في قراءة الكلام المحكم المتين بدلاً من الاجتهاد فيما لا نُحسن فيه حتى الآن؟؟؟
أقتبس لكم ما كتبه الأستاذ الفاضل وهو يفصّل في هذه المسألة:
أكرر : نصيحة أوجهها لنفسي ولكافة أحبابي المسلمين ..
لماذا نبدأ دومـًا " بافتكاسات " من عندنا ؟!
أنحن " لقطاء " في العلم ليس لنا أكابر سبقونا ومهدوا لنا الطريق ؟!
لماذا لا يسأل الواحد منا قبل أن تخط يداه بحثـًا : ماذا قال علماء الإسلام في هذه المسألة ؟ .. بماذا فسر العلماء هذه الآية ؟ .. كيف فهم العلماء هذا الحديث ؟
وكثير من الأحبة يجهد نفسه في تدبيج الأبحاث وقعقعة الكلام والتأصيل والتفريع .. ومع هذا فغالبـًا ما تكون المسألة في كلام علمائنا رائقة صافية .. ككوب العسل الشهي خالصـًا سائغـًا ينتظر الشاربين .
لماذا نعرض عن أكواب العسل الخالصة التي تركها لنا علماؤنا القدامى ويصبها لنا المحدثون ؟!
وقد كان من عادة علمائنا في " مرحلة التحصيل " .. أن يشغلوا أنفسهم بتلخيص كلام أهل العلم قبلهم ..
فلماذا لا نشغل أنفسنا بهذا ولو في مرحلة البداية ؟!
فلنشغل أنفسنا بتلخيص كلام أهل العلم ، وتنظيمه ، وتقريبه للناس ، وخدمته : من تخريج حديث، أو تعزيز تفسير، أو تمثيل لقاعدة، وما شابه ..
ما ضرنا لو انشغلنا باستيعاب كلام أهل العلم في مسألتنا قبل أن " نفتكس " فيها بعقولنا ؟!
والله لا ضرر ولا ضرار في هذا .. بل النفع كل النفع بإذن الله ..
سادساً: أحياناً هناك شهوةٌ خفيّة تحتاج منّا إلى صدقٍ مع النفس في الاعتراف بها والتعامل معها؟؟؟ إذا كتبنا ردّاً ما أو مقالةً ما: هل ندين الله تعالى أن كتابتنا في هذا الموضع لوجهه تعالى وأنه أفضل من السكوت؟؟؟ وإذا سكتنا: هل ندين الله بسكوتنا؟؟؟ أم أن هناك حظوظٌ من النفس في كلّ ذلك؟؟؟
وقد يكشف -أحياناً- وجود هذه الجرثومة عند الالتفات إلى الذات والتعامل مع بعض الاختلاف الذي لابد أن يحصل بين الأخوة بمنظور شخصي....فيكون الإحجام عن المشاركة لا لأن صاحبها يدين الله تعالى بأن الإحجام في هذه المرحلة هو المصلحة كل المصلحة....أو الانسحاب من المنتدى لا لانشغال صاحبها بما هو أهم....
أعرف مرّة أحد الأعضاء انسحب بهدوء من المنتدى...لماذا؟؟؟ أكان ذلك لخلاف شخصي؟؟؟
كلا....ولكنه تفرّغ لطلب العلم بما يكفل له العطاء الأكبر ....هذا انسحابٌ محمود
وهنا سؤال آخر: هل يمكننا إخفاء الخلافات التي قد تحدث -اختلاف وجهات النظر- ولا نظهرها للعلن؟؟؟
سابعاً وأخيرا: هناك ملكات قويّة ولا شك في المنتدى...لكنها للأسف تتوجّه إلى غير موضعها...مثلا:
قد نجد أخاً فاضلاً أنفق ساعاتٍ طويلة في كتابة بحث متين حول (الخلاف بين البصريين والكوفيين في حروف العطف!!!)
بينما هو هو: قدارٌ على تسويد الكثير من الصفحات التي تصبّ رأساً في مصلحة المنتدى...من نقض الإلحاد...أو دفع فريّة حول الإسلام...أو جمع دلائل النبوّة...أو تأصيل حكم شرعيّ يتعلّق بالأصول...أو غيرها من الجهود الفرديّة أو الجماعيّة؟؟؟
يا أخا الإسلام: هل تكتب لنفسك أم تكتب نصرةً للإسلام والمسلمين؟؟؟
حاول أن ترى احتياجات المنتدى -وما أكثرها- وتصبّ جهدها قدر استطاعتك فيها....
ملاحظة: هذه نصيحة أكتبها لنفسي أولاً...ولإخواني ثانياً...ولي فيها النصيب الأكبر...والمعذرة على الأسلوب الذي قد يكون قاسياً...فاعذروني على الأسلوب...والله المستعان
Bookmarks