صفحة 1 من 3 123 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 15 من 32

الموضوع: الإسلام والاعتراف بهوية الآخر

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Apr 2009
    الدولة
    الكويت
    المشاركات
    3,251
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي الإسلام والاعتراف بهوية الآخر




    الإسلام والاعتراف بهوية الآخر

    علي حسن فراج


    في زمن الشعارات الزَّائفة توجَّه إلى الإسلام تُهْمة مزيَّفة، وهي: أنَّ الإسلام لا يقبل التَّعدُّد ولا يعترف بالآخر، فالقُرآن مليءٌ بوصْف المخالفين بأنَّهم كفَّار ومشركون، ويقول المسلمون: إنَّ من سواهم من أهْل الأرض كافر ومصيره إلى النَّار، ويتمسَّكون بآيةٍ من القرآن الكريم وهي: {وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ} [آل عمران: 85].

    ونحن الآن في القرْن الحادي والعشرين، وقد اندثرت النظريَّات الأُحادية وبدأ عصر التعدُّديَّة، فلماذا لا يَحترِم المسلِمون وجهة نظر غيرِهم من النَّاس؟ ولماذا لا يسمُّون مَن عداهم بـ (الآخر) بدلاً من (الكافر)؛ ليواكب الإسلام العصرَ وتطوُّراته، كما يزعُم أصحابُه أنَّه صالح لكلّ زمان ومكان.

    وقبل أن نردَّ على هذه الشُّبهة، فبإمكانِنا أن نعيد الكرة إلى ملعبِ (الآخر)، ونطلُب منه أن يُجيب على نفس السؤال:

    تُرى كيف ينظر النَّصارى إلى المسلمين واليهود؟ وكيف ينظر اليهود إلى المسلمين والنَّصارى؟ هل يطلق كلُّ فريق على غيره سوى اسم "الكافر"؟ وهل في عقيدة أيٍّ من هؤلاء أنَّ سواهم يُمكن أن يكون من أهل الجنَّة وإن لم يدخُل في عقيدتهم؟!

    وأمَّا بالنِّسبة للمذاهب العلمانيَّة، فالأمر لا يتغيَّر كثيرًا، فـ (أمريكا) - كممثِّل للمذهب العلماني الَّذي ينادي بالحرّيَّة والليبراليَّة والتَّعدُّديَّة - لا تعترِف عمليًّا بما سواه من المذاهب، فمع الأهداف الإمبرياليَّة لأمريكا في العالَم بأسره، تأتي الأهداف الثَّقافيَّة والفكريَّة لها أيضًا، انظر كيف تُريد أمريكا فرْضَ ثقافتِها وأيديولوجيَّتها الفكريَّة، وتسعى لإلْزام العالم بالصُّورة الَّتي رسمتْها للحرِّيَّة، فهي لا تترك مكانًا يُمكنها فيه نشْر ثقافتِها وأفكارها إلاَّ فعلت؛ إن سلمًا فسلم، وإن حربًا فحرب، معلنة أو غير معلنة، وتُنفق في سبيل ذلك الملايين والمليارات.

    فأيْن اعتِرافك بهويَّة (الآخر) مع عملِك الدَّائب ليلَ نهارَ على غزْوه، وإلزامه بتبنِّي أفكارك ونظريَّاتك ونظُمك وسلوكياتك؟!


    من حقِّنا أن نسأل:

    لماذا لا تترُك أمريكا ومَن هم على شاكلتِها الثَّقافيَّة والسياسيَّة مُخالفيهم من الدكتاتوريّين يُمارسون حريَّتهم في ممارسة الدكتاتوريَّة والنّظام القمْعي، الَّذي يرونه الأمثل في المحافظة على النظام العام والأمن القومي في بلادهم؟!

    لماذا يلْزِمونهم بالنَّظرة الليبراليَّة في معاملة المواطنين، أو مُمارسة شؤون الحكم وغير ذلك، فإن لَم ينصاعوا فرضوا عليهم العقوبات الاقتصاديَّة وغيرها؟!

    ألا يُمثل هذا معاقبة (الآخر) على هويَّته، فضْلاً عن احترام هويته والاعتِراف بها؟!


    بقِي أن نعرِّج على موقف تلاميذ الليبراليَّة الغربيَّة، الَّذين يصدعون رؤوسَنا بترْديد كلام أسْيادهم عن الحرّيَّة والتَّعدُّدية و (الآخر).

    ما موقف هؤلاء من (الآخر) الَّذي هو مخالفوهم من التيَّار الإسلامي المحافظ؟

    لو ألْقيتَ نظرةً على أعمِدة صحفهم أو صفحات منتدياتِهم الإلكترونيَّة، لوجدتَهم لا يألون جهدًا في وصْف الآخَرين المختلفين معهُم بأنَّهم: ظلاميون رجعيون ضبابيون متخلفون وهابيون إرهابيون تكفيريون... إلى غير ذلك من النعوت والألفاظ الإقصائيَّة، ولست تَجد منها لفظًا واحدًا فيه: "الآخرون"، "مُخالفونا في الرأي"، "مَن لا يروْن وجهة نظرنا"، "التيَّار الفكري المحافظ" أو نحو هذه العبارات.

    فتصْنيفُهم للتيَّار الإسلامي على الخصوص تصْنيف إقصائي ووحْدوي، وليس فيه راحة الموضوعيَّة أو الليبراليَّة والتعدُّديَّة الَّتي يدنْدِنون بها ليلَ نهارَ، ثمَّ هم دائمًا يُعْلِنون الوصاية على التحضُّر والتَّنوير والتمدُّن، فلا يكون متمدِّنًا ولا متحضِّرًا ولا نبيلاً ولا راقيَ الفِكْر إلاَّ مَن جاراهم في كلِّ ما يدعون إليْه، وإن كانت أمورًا شكليَّة لا علاقة لها بلبّ التَّفكير المتحرِّر أو الممارسة المتمدِّنة.

    تبيَّن لك الآن أنَّه لا أحد يعترف حقيقةً بهويَّة الآخر وخصوصيَّته، وأنَّ الإسلام لم ينفرد بهذا دون غيره من الدِّيانات والمذاهب الفكريَّة، فتعالَ بنا الآن لنسمع وجْهة نظر الإسْلام في عدم اعتِرافه بالآخر، وإبطاله ما سواه من عقائد وأيديولوجيَّات.

    لا بدَّ لنا أن نعلم أنَّ الإسلام ليس فكرةً أرضيَّة ولا نظريَّة بشريَّة قابلة للخطأ والصَّواب.

    إنَّ الإسلام لَم يخترعْه محمَّد - صلَّى الله عليه وسلَّم - ولَم يؤلِّفْه المسلِمون من عند أنفُسِهم، بل قد شرعه الإله الواحد الَّذي ليس ثمَّ إله غيرُه في هذا الكون، والَّذي لا يحتمل ما يَجيء منْه إلا الصَّواب والحقّ والصِّدْق والعدل.

    إنَّ قبول الإسلام بغيره من الدّيانات والاعتراف بها وتصحيحه لها، معناه التَّشْكيك في صحَّته هو، بل والقطع ببطلانه؛ فإذا كان - وهو دين التَّوحيد - يعترف بالشِّرْك وتعدُّد الآلهة، فما توحيدُه إلاَّ هراء، وإذا كان - وهو دينُ الإقرار بالخالِق الَّذي أوجد الكون بِمحض إرادته وحكمتِه - يعترف بالإلْحاد الَّذي يردُّ وجود الكون إلى محْض الصدفة البحْتة، وينكر وجود شيء اسمه الله الخالق، فما دعوته إلاَّ هذَيان.

    إنَّ النَّقيضَين لا يجتمعان أبدًا، واللَّيل والنَّهار لا يلتقِيان، فلِماذا يُراد من الإسلام أن يفعل المستحيل ويقول باللامعقول؟! هل يَخدع الإسْلام أتباعَه أم يَخدع أعداءه؟!

    أيقول الإسْلام لأتباعِه: إنَّ الله ربّكم واحد أحَد، لَم يلِد ولم يولد، ثمَّ يقول: إنَّ مَن قال: إنَّ الله ثالث ثلاثة، وأنَّه تزوَّج وولدَ وترك ابنَه يُصْلَب - هو على صوابٍ كذلك، وكلا القولَين لا بأس بهما وكلٌّ مصيره إلى جنَّة الخلد؟!

    أيقول لأتباعِه: إنَّ محمَّدًا رسولُكم الَّذي أنزل عليه الوحْي بالقرآن، فاتبعوا ما جاءكم به من عند الله ربِّكم، ثمَّ يقول: إنَّ مَن قال بأنَّه كذَّاب مفترٍ اخترَعَ القرآنَ ليجْمَع النَّاسَ حوله؛ من أجْل مصلحتِه الشَّخصيَّة أو القوميَّة، هو على صواب أيضًا ومصيرُه إلى جنَّة الخلد؟!

    مَن مِن العُقلاء يقول بهذا التناقُض ويقبل بهذا الهزْء؟!

    فلا جَرَم كان من المتحتّم على الإسْلام أن يقول بِما قال، وأن يدعوَ إلى ما دعا إليه.

    ومع هذا، فالرسالة الإسلاميَّة تمثِّل غاية التَّعدُّديَّة والاعتِراف بالآخر، من جهات مغايِرة وزوايا أخرى؛ فهي رسالة عالميَّة لا تتوقَّف عند حدود أرضيَّة من لون أو جنس أو عرق أو وطن أو لسان، فبوسع جَميع أهل الأرض: أحْمرهم وأسودِهم، وعربهم وعجمهم، وغنيهم وفقيرهم، ونصرانيّهم ويهوديّهم، وبوذيّهم وعلمانيّهم، أن يدخُلوا في هذا الدّين العظيم، ويتمتَّعوا بكلِّ ما كفَلَه لأتْباعه من حقوق دنيويَّة وسعادة أخرويَّة.

    إنَّ الإسلام لا يضَعُ حجابًا ولا حاجزًا بين دخول (الآخر) تحت لوائِه والعيش في أكنافه، إنَّه لا يطلب من (الآخر) مواصفات في اللَّون أو العرق أو الجنْس أو الموقع الجغرافي، إنَّه لا يطلب من الإنسان سوى أن يكونَ إنسانًا يَحترم ما ركّب فيه من إنسانيَّة وعقلانيَّة، فيقرّ بالرَّبّ الخالق ويَمتثِل للشَّرع الكامل المنزَّل، الَّذي يضمن له سعادة دنيويَّة وأخرى أبديَّة.

    والإسلام أيضًا يعطي صورةً باهِرة للتعدُّد والاعتِراف بالآخر عندما يقول للإنسانيَّة كلها: إنَّه - أي الإسلام - هو دينُها الموروث في تاريخها بأكمله، إنَّه وُجِد منذ أنزل الإنسان إلى هذه الأرض، إنَّه يقول: ليس محمَّد هو الرَّسول الأوْحد الَّذي جاء به، بل قد سبقَه بالإسلام عشرات الرُّسل ومئات الأنبياء، جاؤُوا جميعًا بلبِّ الإسلام وهو التَّوحيد، وكلّ ما هناك أنَّ الشَّريعة التي جاء بها محمَّد مهيْمِنة على الشَّرائع التي قبلها؛ لأنَّه كُتِب لها أن تكون آخِر كلمة من الله لعبادِه، فهي كفيلة بتنظيم أمور الإنسان في كلِّ الأزمِنة والأمكنة بيْنما ما قبلها من الشَّرائع كانت مؤقَّتة ومرحليَّة.

    إنَّه - الإسلام - لا يقول لليهود: اكفُروا بموسى وغيره من أنبِيائكم وآمِنوا بمحمَّد، ولا يقول للنَّصارى: اكفُروا بنبيِّكم عيسى وآمِنوا بمحمَّد، كلاَّ بل يقول لكلِّ هؤلاء: آمِنوا بمحمَّد كما آمنتم برسُلِكم، بل فوق ذلك هو يقول لهم: مَن كفر بأيِّ رسول من الرُّسل فكأنَّه كفر بِمحمَّد، فلا يعدُّ مسلمًا ولا يدخُل حظيرة الإسلام حتَّى يؤمِن بِجميع الرُّسل كما آمن بمحمَّد.

    أجل، لَم يقُل الإسلام يومًا لأتْباعِه إنَّ موسى لم يكُن نبيًّا مرْسلاً، أو عيسى لم يكن رسولاً مقرَّبًا.
    ولَم يقل المسلمون: إنَّ موسى قد افترى ولم ينزل الله عليه التوراة.
    ولَم يقل المسلمون: إنَّ عيسى قد كذَب ولَم يوحَ إليه الإنجيل.
    ولكن قال اليهود والنَّصارى: كذب محمَّد فلم ينزل عليه القرآن.
    ولَم يقل المسلمون يومًا لأحدٍ من النَّاس: إنَّ محمَّدًا إلهٌ فاعبدوه وقدِّسوه.

    فدعْوة الإسلام إذًا هي دعوة في الغاية من السَّماحة مع الآخر والاعتراف بهويَّته، إنَّها ما أنكرت عليه إيمانه بنبيِّه ولا كتابه المنزل، بل أثبتت ذلك وطلبت منه الإيمان بالنَّبيِّ الجديد والكتاب الأخير، فما عسى أن يكون التَّسامُح والاعتراف بالآخر فوق ذلك؟!

    زِد على ذلك أنَّ الرِّسالة وسط في دعوتِها وما تطلبه من أتباعها من الكمال والعدل، بحيث لا حجَّة لأحد في عدم الامتِثال لها، إنَّها تقسم الموجود إلى خالق ومخلوق، ورب ومربوب، والرَّبّ واحد لا شريك له، له جَميع صفات الجمال والجلال والكمال، وكلُّ مَن سواه مَخلوق ضعيف لا يَملك لنفسِه ولا لغيرِه ضرًّا ولا نفعًا، فلا تقْديس في الإسلام لبشَر ما بِحيث تُلْقى عليه صفات الخالق ويَخضع له البشَر كما يخضعون لخالقهم، فما عسى يرْجو إنسانٌ يَحترِم عقلَه من دينٍ من الأدْيان فوق ما يرْجوه من الإسلام، الَّذي ساوى بين جَميع البشَر في المعاملة عند ربِّهم على ما قرَّره القرآن الكريم: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} [الحجرات: 13]، والسنَّة المشرفة: ((لا فضل لعربي على عجمي إلاَّ بالتَّقوى)).

    إذا كان الأمرُ على ما قد وصفْنا وقد فتح الإسلامُ ذراعيْه للآخر، باعترافه بنبيّه وكتابه، ثمَّ بعظمة منهجِه وشريعته وتعْظيمه كلَّ الرسل وإقراره كلَّ الكتب، ثمَّ وجدْنا بعد ذلك هذا (الآخر) يأْبى إلاَّ عنادًا ويأْبى إلاَّ كفرًا بواحد من الرُّسل، وتكذيبًا بواحد من الكتب، أو يرفع أحدًا من البشَر إلى مقام الخالق ويهزأ بالرَّبّ العظيم فيصفه بصفات المخْلوقين من النقص والعجز، ويُحارب ما أنزله الله لبني الإنسان من النُّور والهداية، أفيكون الإسلام ظالمًا عند إقصائه لهذا (الآخر)؟! ثمَّ هل أقْصى الإسلام (الآخر) أم الآخر هو الَّذي أقصى نفسه بإنكاره ضوءَ الشمس في رابعة النَّهار، وبعناده واستكباره وركوبه الكذِب والشَّطط والغلو والجفاء؟!

    ثمَّ إذا كان الأمر كذلِك، فهل من مصلحة هذا (الآخر) غشّه ومخادعته وتَصحيح باطلِه وتلْميع مزيفه، أم مصلحته في إخباره بواقعِه وحاله، وأنَّه متجنٍّ على ربِّه مكذِّب لرسوله هو قبل تكذيبِه لرسول الإسلام؛ لعلَّه أن يفيق إلى نفسِه ويرجع عن غيِّه يومًا ما؟!

    أوليْس من الحقّ؛ بل من الواجب أن نقولَ لِلمُجْرِم إذا اقترف جريمةً: أنت مجْرِم؟! أليْس من حقِّنا ومن واجبنا أن نقول للخائن المزوّر: أنت خائن ومزوّر، ولو قلنا له: أنت أمين وصادق، لكنَّا نحن الخونة والمزوِّرين؟!

    هذا الذي افترى الكذب على خالقه، وهذا الذي كذَّب أحد رسُل الخالق، ألَم يجرم جريمة شنعاء ويرتكب داهية دهياء؟! أليس من العدْل والإنصاف أن نصِفَه بالوصف الحقيقي الملائِم لفعله المناسب لجرمه؟!

    إنَّ الطَّبيب إذا قال للمريض: أنت سليم معافًى ما بك من بأس، مع أنَّه يحمل الأمراض الفتَّاكة التي ستُرْديه بعد مدَّة، أفلا يكون هذا الطَّبيب خائنًا؟! أفلا يكون مجرمًا؟!


    هكذا نحن لو قُلنا لليهود: أنتم لستُم كفَّارًا، أنتم على دين صحيح، أقيموا على ما أنتُم عليه، على ما وجدتُموه في كتُب آبائِكم وإن كانت محرَّفة أو منسوخة، وقولوا: إنَّ عيسى ومحمَّدًا كاذِبان، واتركوا شريعة الله المحْكمة الخالدة وكتابه المهيْمِن.....

    وقلنا للنَّصارى: أنتم على صواب ودين صحيح، وأقيموا على ما أنتُم عليه من قولِكم: "اتخذ الله ولدًا"، وعبادتكم ذلك الولد، واتركوا عبادة الخالق العظيم وكذِّبوا بمحمَّد وقولوا عنه: كذَّاب، واتركوا شريعتَه المحْكمة الخالدة وكتابه المهيْمِن...

    لو فعلنا هذا ولم نبيِّن لهؤلاء وهؤلاء حقيقة أمرِهم، أمَا كان فِعلُنا هذا في غاية الخيانة والظلم لهم؛ لأنَّنا أوهمناهم أنَّ الباطل حقّ وأنَّ اللَّيل صبحٌ وأنَّ السّم ترياق؟!

    كيف سيكون مصير الباحِثين عن الحقيقة من البشَر لو أنَّ الإسلام يصحِّح جميع المذاهب والأديان ويعترف بها، كيف يلتمسون النور وقد قيل لهم: إنَّ الكلَّ سواء وعلى خير ومصيرهم إلى جنَّة الخلد؟!

    فمن رحمة الإسلام بأتْباعه وأعدائه: أنْ أجلى لهم حقيقة مصير كلٍّ منهم، ليسلك كلُّ واحد سبيلَه وهو على علم بمآلِها وعاقبتِها، وليتحمَّل نتيجة ما اختاره لنفسِه يوم لا تَملك نفسٌ لنفس شيئًا والأمر يومئذ لله.
    {قل هو الرحمن آمنا به وعليه توكلنا، فستعلمون من هو في ضلال مبين}


  2. افتراضي

    مقال رائع وما اريد قوله أن أعداء الإسلام دائما يلقون الشبهات على الإسلام حقدا على هذا الدين العظيم ولكن في كل مرة يفضح الله كذبهم وهل ما يفعلونه هم هو اعتراف بهوية الآخر وما فعلوه من منع الحجاب ومنع المآذن عنا ببعيد وغير ذلك كثير يبقى دليلا على عدم اعترافهم بالآخر ويصدق فيهم قول الله عز وجل :
    "" يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ ""
    (الصف:8)
    من الخليفة المعتصم بالله الى كلب الروم أطلق سراح المرأة
    المسلمة فى الحال والا جئتك بجيش اوله عندك واخرة عندى

    رسالة قصيرة وكلمات معدودة استجاب فيها المعتصم بالله لنداء
    وصرخة واستغاثة المرأة المسلمة وفتحت بعدها عموريه

  3. افتراضي

    نحن نعيش فى خضم محاولات مضنية لتصحيح ملة اليهود والنصارى
    وأنها من عند الله
    وأن الاختلاف معهم كأختلاف المذاهب
    وتعاونت معاول اليهود والنصارى مع العلمانيين
    وبعض المنافقين من علماء الضلالة لهدم ركن التوحيد
    اليكم

    كتبه/ عبد المنعم الشحات
    الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
    فـ"قبول الآخَر" أحد آخِر المصطلحات بروزًا لينضم إلى قائمة المصطلحات الرنانة التي يُستخدم معظمها في ترويج أفكار باطلة: كالتقدم، والتنوير إلى آخره...
    وأصبح كل الأفراد والهيئات مطالبين بالمثول أمام محاكم تفتيش إعلامية تفتش عن أي شبهة رفض للآخر، ولا يَترُك لك هؤلاء المفتشون عن "رفض الآخر" أي فرصة لترى كيف يراك أنت؟ ومَنْ هو الآخَر الذي يَسأل عن قبولك أو رفضك له، بل لا يرضون منك بأقل من أن تحلف لهم بأغلظ الأيمان أنك تقبل الآخر، وتحترم الآخر، وتحرص على مشاعر الآخر وإلا كنتَ رجعيًا متزمتًا إلى آخر هذه القائمة من التهم المُعلبة؟! وهذا السؤال مما يصدق عليه قول شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-: "تدبرت معظم مواطن الخلاف فوجدتها ترجع إلى الإجمال حيث يجب التفصيل".
    فنقول لهؤلاء السائلين:
    إذا كان المقصود بـ"نحن" المضمرة في السؤال "المسلمين"، وبالآخَر "غيرهم"؛ فالجواب -وفق دين الله لا وفق الأهواء- هو أننا:
    أولاً: نسميهم بالكفار كما سمى الله به أهل الكتاب، فغيرهم من باب أولى؛ قال -تعالى-: (لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ مُنْفَكِّينَ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ) (البينة:1).
    وقال: (لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ) (المائدة:17)، وقال: (لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلاثَةٍ) (المائدة:73).
    ثانيًا: أننا لا نرغم من يعيش منهم في بلاد المسلمين على الإسلام كما قال -تعالى-: (لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ... ) (البقرة:256)، ولكننا في ذات الوقت نعلم أن تمام الآية: (قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ)، فنرى أن أديانهم باطل وغي، وأن بيان ذلك من أوجب الواجبات.
    ثالثًا: ونحن نلتزم في هذه الدعوة إلى دين الرشد "الإسلام"، وإلى ترك أديان الغي -التي هي كل ما عداه- بما أمر الله: (ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ) (النحل:125).
    وما أجمل ما قاله ربعي بن عامر -رضي الله عنه- لـ"رستم" قائد الفرس: "إن الله ابتعثنا لإخراج العباد من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام، ومن ضيق الدنيا إلى سعة الدنيا والآخرة"
    رابعًا: نحن نعتصم بالمنهج الشرعي الواجب تجاه مداهنات المشركين سواء تمت تحت مسمى الحوار أو التعايش السلمي أو غيره كما قال -تعالى-: (وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ) (القلم:9)، وكما قال لرسوله --: (وَلَوْلا أَنْ ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلا . إِذًا لأَذَقْنَاكَ ضِعْفَ الْحَيَاةِ وَضِعْفَ الْمَمَاتِ ثُمَّ لا تَجِدُ لَكَ عَلَيْنَا نَصِيرًا) (الإسراء:74-75).
    خامسًا: نحن لا نغفل أن للكافر الذمي أو المعاهد أو المستأمن حقوق من البر العام ذكرها الله في قوله: (لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ) (الممتحنة:8).
    وقد خالف كثير من المعاصرين الآية إذ ادخلوا فيها: الحب، والنصرة، والرضا بالمداهنة! بل البدء فيها مما جاء النهي عنه صريحًا في كتاب الله ضاربين نصوص الكتاب والسنة بعضها ببعض، والصحيح كما قال ابن القيم -رحمه الله-: "فكان البر والإقساط المأمور بهما غير الحب والموالاة المنهي عنهما".
    وزاد الطين بلة أن صَرَفوا هذه المعاني التي لا تجوز أن تصرف للمسالمين إلى المحاربين ممن بدت البغضاء من أفواههم حينما أفلتت كلمة من كبير لهم يصف حروبه المزعومة ضد ما سماه بالإرهاب بأنها حرب صليبية جديدة، ونحن نوقن أن ما تخفيه صدورهم أكبر؛ مصداقـًا لقوله -تعالى-: (قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ) (آل عمران:118)(1).
    فنحن المسلمين لا يصح إيماننا إلا إذا كفرنا بكل دين يخالف دين الإسلام، وندعو جميع أصحاب هذه الأديان إلى الإسلام، وفي ذات الوقت نعامل مسالميهم بالبر والإحسان الذي أمر الله به.
    هذا هو الموقف الشرعي الصحيح للمسلم من الكفار الذين يحاولون إخفاء وصفهم بالكفر تحت هذا الوصف العام "الآخر" الذي يشمل فيما يشمل من يخالفك في أمور لا تأثير لها: كاللون أو الجنس أو الوطن؛ فليرض هؤلاء "الآخريون" أو فليسخطوا فهذا هو دين الله!
    ومع أن المحل الرئيسي لدعوة قبول الآخر هي الأديان إلا أنه يدخل فيها موقف أهل السنة من أهل البدع، والموقف الصحيح الذي ينبغي أن يأخذه المسلم المتبع لسنة النبي -- من البدع هو نفس الموقف الذي ينبغي أن يأخذه من المناهج الكفرية من ضرورة ردها وعدم المداهنة والمهادنة معها، ولزوم نصيحة الأمة بالتمسك بالسنة كما قال النبي -صلى الله غليه وسلم-: (فَإِنَّهُ مَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ بَعْدِى فَسَيَرَى اخْتِلاَفًا كَثِيرًا فَعَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الْمَهْدِيِّينَ الرَّاشِدِينَ تَمَسَّكُوا بِهَا وَعَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الأُمُورِ فَإِنَّ كُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلاَلَةٌ) (رواه أبو داود والترمذي، وصححه الألباني).
    فالبدع ضلالات يجب إنكارها كالكفريات وإن اختلفت الرتبة؛ بيد أنه هنا ينبغي أن يُعلم أن عدم "مهادنة" البدعة لا يلزم منه إنزال المبتدع منزلة الكافر وإهدار ما معه من أصل التوحيد، وأنه إذا كان الكافر قد حصل على الحقوق العامة جدًا للإنسان من واقع الشريعة الإسلامية لا من واقع المواثيق الأرضية؛ فإن المبتدع الذي لم يكفر ببدعته له الحقوق العامة للمسلم من عصمة النفس والمال، ومن جواز المناكحة، وحل الذبيحة، والصلاة معه وخلفه مع إنكار بدعته والتغليظ عليه بشأنها على حسبها ومقدارها.
    وأما الآخر الذي يمكن قبوله وفق الأدلة الشرعية فهو ما كان الاختلاف فيه من الخلاف المقبول شرعًا وهو ما لا يصادم نصًا من الكتاب أو السنة أو الإجماع القديم أو القياس الجلي من دقائق المسائل كما في قوله -تعالى-: (فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ وَكُلا آتَيْنَا حُكْمًا وَعِلْمًا) (الأنبياء:79)، أو من المسائل التي جاء الشرع بصحة أكثر من مسلك في أدائها كتعدد القراءات الثابتة عن النبي -- للآية الواحدة.
    وهذا النوع الذي يقبل فيه الآخر شرعًا لا يكاد يخطر على بال أحد من المنادين بهذا الشعار فجلهم من العلمانيين الذين يطالبون المسلمين بقبول الأديان الكفرية، والكف حتى عن وصفها بالكفر فضلاً عن نقدها، وبعدهم من القوميين أو القوميين الإسلاميين أو من الإسلاميين أصحاب الأفكار التجميعية الذين يطلبون من الملتزمين بالسنة قبول البدعة والكف عن نقدها، وهؤلاء وأولئك مخالفون لدين الله -عز وجل-، وكما هو الحال في كل فكرة مخالفة للشرع فلابد وأن تجد فيها تناقضا ذاتيًا مصداقـًا؛ لقوله -تعالى-: (وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافًا كَثِيرًا) (النساء:82)، وأصحاب فكرة قبول الآخر يتناقضون تناقضات فجة ويتحولون إلى أشد درجات رفض الآخر، ولنضرب على ذلك بعض الأمثلة:
    المثال الأول: وهو مما يقع منهم كلهم تقريبًا حينما يبالغون في الإنكار على السلفيين بتشنج بالغ؛ لأنهم رفضوا فكرة قبول الآخر، وكان ينبغي عليهم إذ قبلوا اليهود الذين يرون أن جميع العالم ينبغي أن يكون حميرًا لشعب الله المختار، والنصارى الناسبين لله الصاحبة والولد، والملحدين وغيرهم أن يعتبروا أن رافضي هذه الفكرة هم بالنسبة لهم أحد "الآخَرين" الذين ينبغي أن يقبلوهم، ولكن الواقع أن لكل أحد مرجعية عليا لا يقبل فيها خلافـًا، ويقبل الخلاف في كل ما عداها طالما لم يخل بها، هذه الفكرة عند الغرب هي الحرية و الديمقراطية، وعند "الآخرين" هي قبول الآخر، وينبغي أن تكون عند المسلمين هي: "الرجوع إلى الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة"، ونحن نقبل كل خلاف لا يخل بهذا الأصل، ونرفض كل خلاف يخل به كحالهم تمامًا مع أصلهم في قبول الآخر ورفض، بل و"إقصاء" من يرفضه.
    وقريب من هذا موقف الدعوات التي ترفع شعار "نتعاون فيما اتفقنا عليه ويعذر بعضنا بعضًا فيما اختلفنا فيه"، ويُطبَّقون هذه القاعدة على أصحاب البدع، بل على من هم من شر أصحاب البدع كـ"الروافض"، وعندما يرفض السلفيون تلك القاعدة لا يعاملونهم بها وإنما يحملون عليهم ويتهمونهم بأنهم هم سبب بلاء الأمة.
    فإذا كانت هذه القاعدة عند هذه الاتجاهات مما لا يسوغ فيها الخلاف ولا يقبل فيها "الآخر" مع مخالفتها للقاعدة النبوية عند ظهور الخلاف: (فَعَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الْمَهْدِيِّينَ الرَّاشِدِينَ تَمَسَّكُوا بِهَا وَعَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ) فنحن نرى أن القاعدة النبوية مما لا يجوز فيها الخلاف، ومما لا يجوز "مجاملة الآخرين" على حسابها.
    المثال الثاني: يحاول بعض متطرفي "الآخرين" أن يستحضروا أصحاب "وحدة الوجود" و"وحدة الأديان": كالحلاج، وابن عربي كنماذج صارخة على قبول الآخر، وفي الواقع أن الحلاج وابن عربي تصوروا أن الله هو بعينه كل الكون أو حل فيه على الأقل، وبالتالي فكل من اختار صورة من هذا الكون للعبادة فهي وفق معتقدهم إحدى صور الحق، ولكن ماذا لو قال أحد أن معبوده هو الإله الحق، وأن الباقي ليسوا كذلك، الواقع أن سيرة الحلاج وابن عربي تدل على أنهما لم يقبلا ذلك الآخر فهذا الحلاج يبالغ في الإنكار والمخاصمة لصاحب له؛ لأنه رآه يسب دين اليهود! وهذا ابن عربي لا يكف في "فتوحاته" عن سب الأشاعرة والحنبلية على حد وصفه لما لهم من آراء تساهم في حد الخالق من وجهة نظره.
    ولنا أن نتصور ماذا لو ناظر الحلاج أو ابن عربي يهوديًا أو نصرانيًا ووجد أن كلاً منهم يقول بأن ملته هي الحق وأن ما عداها باطل؟
    القياس المنطقي يقول أنهما كانا سينكران عليهما؟ ولكن مثل هذه المواجهة لم تحدث؛ لأن الشياطين التي تحرك هذه الأفكار الهدامة تحركها صوب الحق لهدمه بينما تزيد الكفار حرصًا على دينهم (وَاصْبِرُوا عَلَى آلِهَتِكُمْ) ورغبة في إزالة دين الحق.
    المثال الثالث: الدكتور "زقزوق" رجل من أشد المؤمنين بفكرة قبول الآخر حتى أن توجيهاته لخطبائه لا تخرج عادة عن الـتأكيد على هذا المعنى؛ مع أنه في ذات الوقت من أشد الناقدين للسلفية الساخرين منها!
    وفي سياق ذلك جاءت كلمته التي ألقاها خلال الندوة التي عقدها المجلس الأعلى للشئون الإسلامية أمس ضمن الموسم الثقافي بمسجد النور، ونقلت جريدة المصريون الإلكترونية مقتطفات منها بتاريخ 4 - 5 - 2010، والتي قال فيها عن أصحاب اللحى الطويلة: "إن أصحاب الذقون التي تصل إلى الصدر يعتبرون ذلك دليلاً على العلم في حين أن "لحية أبي جهل" كانت أطول من اللحى التي نراها اليوم"!
    وطبعًا هذا نوع من رفض "لحية السلفيين" لا نظنه يمكنه أن يقول أو أن يسمح لأحد من خطبائه أن يقله على "لحية قسيس" أو "حاخام"! ولكن الذي يستوقفك هنا ليس معاملته للسلفية بنظرية الرفض المطلق؛ فهذا ليس بجديد عليه، ولكن هجومه اللاذع على "أبي جهل" مما يدل أن احترام الرجل للآخر ليس نابعًا من قناعة، وإنما نابعًا من حسابات أخرى، ولا أظن أن "أبا جهل" أو مشركي العرب بصفة عامة كان فيهم ما يستدعي إخراجهم من قاعدة احترام الآخر عند من يتشدق بها، بل إن أبا جهل هو الذي سعى في محاولات المداهنة التي قال الله فيها: (وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ)، وبالطبع نحن نعادي "أبا جهل" قريش كما نعادي كل رؤوس الكفر وما أكثرهم في زماننا، وما أشبه حقدهم على أتباع النبي -- بحقد أبي جهل عليه!
    عمومًا فإن اعتبار الدكتور "زفزوق" لأبي جهل أنموذجًا يُضرب به المثل في السوء أمر يدل على أن الحق ما زال يجد له صدى في القلوب طالما لم تكن هناك مؤثرات خارجية، ويبقى الدكتور مطالبًا بتوضيح الفرق بين أبي جهل الأمس ونظرائه اليوم، ونحن منتظرون(2).
    المثال الرابع: وبطلي هذا الموقف رجلان: بالَغ أحدهما في مطالبة الآخر "المسلمين" باحترامه واستيعابه وعدم جرح مشاعره، وعدم دعوة أتباع دينه، وعدم.. وعدم... بل تعدى السلب إلى الإيجاب بلزوم الاهتمام بأعياده والاعتناء بها واعتبارها مناسبات عامة إلى آخره...! بينما لم يلزِم أتباعه بأي حرف من ذلك؛ فأتباعه يتعلمون أن كل من لم يؤمن بعقائدهم فهو خارج عن الملكوت، وأن دين المسلمين فيه كذا وكذا... من المساوئ المزعومة التي صاروا يستطيعون تكرارها في ظل خلو الساحة ممن يفند هذه الشبهات!
    وأما الثاني: فبوصفه في حس نفسه إمامًا عامًا للمسلمين قَبِل بكل ترحاب كل ما يطلبه الطرف الآخر حتى أفتى بأن من أوجه البر والصدقة أن يتبرع المسلم لبناء الكنائس!
    جمع الاثنين لقاء إعلامي ذكر الأول فيها طرفة عن سلوك رجل الدين المسلم والنصراني واليهودي مع أموال الصدقات، ومع أن النكتة بالإضافة إلى كونها كذب كان فيها خطاب لله بما لا يليق على لسان الحاخام اليهودي وكان فيها -من غير قصد غالبًا- إظهار رجال الدين الثلاثة أنهم لا يتورعون في الجملة عن مال الصدقات إلا أنها في النهاية أظهرت الحاخام اليهودي أنه بينما اكتفى صاحباه بقسط من مال الصدقة أخذه هو كاملاً بحيلة خبيثة، وعلق الشيخ على تلك النكتة بقوله: "هذه نكتة طريفة لطيفة ظريفة... !".
    وهذه "النكتة" التي فيها طعن على دين إحدى "الأقليات" من رجل يريد أن يجعل حقوق أقليته الدينية مساوية إن لم تكن أعلى من حقوق دين الأغلبية ثم هذا الاستحسان ممن يوافق على ذلك كله بدعوى أنه ما يمليه عليه دينه.
    فلماذا أملى عليه دينه قبول هذا والسخرية من ذاك وهما في النهاية أهل كتاب لهما في الإسلام نفس الحقوق التي ليس منها بلا شك ما يسمونه بـ"قبول الآخر"!
    وهذه الأمثلة ليست إلا نزرًا يسيرًا مما يقع من القوم من أمور تدل على أنه لا يكاد يوجد من يؤمن بضرورة "قبول الآخر"، وإنما هو ستار يتخذه المداهنون لتبرير مداهنتهم؛ لأن تسمية الأمور باسمها سوف يُسفر عن حقيقة حكمها في الشرع (وَلا تَكُنْ لِلْخَائِنِينَ خَصِيمًا).
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    (1) يمارس الغرب وإسرائيل ضغطًا كبيرًا على بلاد المسلمين؛ لإزالة حالة العداء العقدي بينهم وبين المسلمين، وهذا مخالف لدين الله -وإن جاز عقد المعاهدات والصلح مع اليهود ومع غير اليهود-، ولكن المعاهدة والصلح المؤقت شيء وإزالة العداوة القلبية شيء آخر؛ هذا إذا كانوا صادقين في دعواهم؛ فكيف إذا كانت تلك الدعاوى لا تروَّج إلا في بلاد المسلمين بينما يظل الأعداء معلنين ما ضاقت به صدورهم من العداوة وما خفي كان أعظم؟!
    وقد استغلت إسرائيل معاهدة السلام مع مصر والتي ردت بموجبها سيناء إلى مصر على دفعات، ومع كثير من القيود على بسط السيادة المصرية عليها مع استمرارها في احتلال بقعة أخرى من بلاد المسلمين، ومع استمرار سيطرتها على المسجد الأقصى، ومع استمرار عدوانها على المساجد وهي في ذات الوقت تمارس تفتيشًا عجيبًا على وسائل الإعلام ومناهج التعليم، وتم تغيير المناهج عدة مرات لا سيما مناهج التربية الدينية التي حذف منها كثير من آيات الجهاد والنصوص التي تبين كفر اليهود والنصارى، ومناهج اللغة العربية التي حذف منها أناشيد الحماسة القتالية، ومع ذلك فبعد كل "تطوير" يزعمون أن المناهج ما زالت تحتوي على عداء لهم!
    ومن المضحكات المبكيات أن يتم الإعلان عن خطة جديدة لهذا التشويه للدين والخضوع لأعداء الله والقبول بالمداهنة، بل المسارعة فيها كما قال -تعالى-: (فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ) (المائدة:52)، في وقت تخرج إسرائيل فيها من حالة العداء الكامن على مصر عن طريق تحريض دول منابع النيل ضد مصر! وبدلاً من أن يُقابل ذلك بالاستنفار ورفع حالة الممانعة المعنوية يُقابل بمزيد من تحريف الدين من أجلهم، ومع ذلك فهم لم ولن يرضوا: (وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ) (البقرة:120)!
    (2) وقع الدكتور في تناقض آخر خاص بقضية المظهر والجوهر، وهي: قضية يدندن حولها الكثيرون مطالبين السلفيين ألا يُقصروا اهتمامهم بالمظهر؛ فإذا وافقتهم على ذلك وقلت إنه لا بد من الاهتمام بالمظهر والجوهر معًا فوجئت بأنه لا يرضى إلا أن تخرج المظهر من حساباتك تمامًا فإذا بدأت في مناقشتهم وجدت أن القوم غارقون في تعظيم المستورد من الغرب، وأن متى خالفته إلى المظهر الإسلامي ما تراه منه واجبًا وما تراه منه مستحبًا، ما تدعو إليه الآخرين وما لا تدعوهم إليه اتهموك أنت بالاهتمام بالمظهر، بل إذا أنكرت مظاهر مخالفة للشرع وفي التزامها تعسير على الناس كـ"سرادقات العزاء" ونحوها... وطالبت بالتيسير على أهل الميت؛ كان الاتهام: إن السلفيين هم الذين يهتمون بالمظهر، وها هنا بعد ما استنكر لحية السلفيين واعترض عليه أحد الحاضرين عاد وقال: "إنه ليس ضد اللحية بشرط "تهذيبها!". إذن فهو يتدخل وبشدة في حق مظهر الآخرين، ويرفضهم لمجرد اختيارهم مظهرًا لا يراه هو ملائمًا!


    من موقع صوت السلف
    التعديل الأخير تم 10-28-2010 الساعة 04:22 PM
    نحب كل المسلمين ولو اختلفنا معهم
    وننصح لجميعهم برهم وفاجرهم

    ونعادي أعداء الدين كافرهم ومنافقهم









  4. افتراضي

    أولاً: نسميهم بالكفار
    وهم ايضا يعتبروننا كفار باعتقاداتهم , و( هم ) هذه حتي العلمانيين و الليبراليين داخلين فيها
    فكما ان المسلم اذا قال او فعل اشياء ( نواقض الاسلام مع توفر الشروط و انتفاء الموانع ) يخرج من الاسلام
    كذلك في العلمانية و الليبرالية هناك اشياء اذا فعلتها او قلتها تخرج من العلمانية و الليبرالية
    مثلا : اذا رفضت الحرية الفردية و حقوق الانسان حسب مفهومهم و رفضت الديمقراطية لا تعتبر علماني
    اذا سالت احد العلمانيين عن فلان من المشايخ هل هو علماني ام لا ؟ سيقول لك : لا هو غير علماني
    غير علماني = غير مسلم .

    الفرق بيننا و بينهم :
    اننا نستعمل كلمة ( كافر ) , وهم يستعملون كلمات اخري لكن هذه الكلمات الاخري لها نفس معني كلمة ( كافر ).
    و الفرق الثاني ان الكفر عندنا له عواقب ( حد الردة )
    ولو لم يكن في الاسلام حد الردة لما سمعنا جعجعتهم و ثرثرتهم حول التكفير.
    رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Jul 2014
    المشاركات
    965
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    في الحقيقة الطرح الانهزامي ساد الدنيا اليوم

    شخص لا يعرف الله ولا يعرف الدين الصحيح على وجهه بدلاً من أن تدعوه وتبين له خطورة ما هو فيه تقول له ( أنا أعترف بك )

    فلغة ( الآخر ) لغة محدثة ما استخدمها النبي صلى الله عليه وسلم ولا الصحابة ولا المسلمون إلا في عصور الانهزامية

    قولك في ( الكافر ) كافر هذه رحمة به لأنك تنبهه بذلك لخطورة ما هو ما فيه كالشخص يكون فيه مرض عضال يحتاج إلى تنبه لا بد للطبيب من أن ينبهه على ما فيه بشكل واضح وينبهه لعواقب إهماله إذا أهمل

    نعم هناك عقد ذمة وهناك عقد استئمان وهناك معاهدة كلها يكون دافعها الدعوة وإخراج العباد من عبادة العباد لعبادة رب العباد

    ( وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله )

    فهكذا يعامل الكفار تحب الخير لهم بمعنى تحب الإيمان وتسعى لإيصال الدين إليهم

    والقوم يستخدمون بدلاً من كلمة كافر ( رجعي ) و ( متخلف ) و( وإرهاربي ) وهذه في حال سطوتهم يمارسون تجاهك ما لا يمكن أن يمارسه المسلمون أبداً تجاه الكفار وما حوادث غوانتنامو وأبو غريب عنا ببعيد
    التعديل الأخير تم 10-15-2014 الساعة 12:20 AM

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Mar 2013
    الدولة
    مغرب العقلاء و العاقلات
    المشاركات
    3,002
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي


    المرجو تصحيح كتابة الآية في تعليق أستاذنا الكريم أبو جعفر :

    ( وإن أحد من المشركين استجارك فأجره ... )

    و تعليقا على صميم الموضوع أقول :

    بين مسايرة الكافر و مهادنته و بين بغضه و بغض ما هو عليه من كفر هناك خيط رفيع لا يهتدي إليه إلا المخلَصون الرحماء ببني آدم الذين لا يريدون الاستئثار بدخول الجنة و القرب من الله .. هذا الخيط هو الرغبة و الحرص الشديد على هداية الآخر كما هداه الله بل يتقرب بذلك إلى الله حتى ينال به الجنة كما يتقرب إلى الله بقتال الكافر الذي أصر على كفره و أبى إلا قتاله.
    و هو مع ذلك لا يكره أحدا و لا يظهر منه إكراه بل يدفع بالتي هي أحسن و يمهل الكافر و يجادله بالحسنى حتى يفيء لا حبا فيه و لكن حبا في هدايته كما كان النبي صلى الله عليه و سلم و أصحابه يفعلون : قال الله تعالى : ( لا إكراه في الدين ) و قد كان النبي صلى الله عليه و سلم حريصا على هداية الناس حتى أسمى الله حرصه ذاك إكراها، قال تعالى وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآَمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ ) [يونس : 99]
    يقول ابن عاشور وهذا تعريض بالثناء على النبي صلى الله عليه وسلم وعذرة له على عدم استجابتهم له ، ومن بلغ المجهود حق له العذر) ..
    و في آية أخرى يظهر الله تعالى مدى حرص النبي الكريم على هداية الناس بقوله تعالى : (لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ أَلَّا يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ)

    قال ابن كثير في تفسير الآية:
    قَوْلُهُ: {لَعَلَّكَ بَاخِعٌ} أَيْ: مُهْلِكٌ {نَفْسَكَ} أَيْ: مِمَّا تَحْرِصُ [عَلَيْهِمْ] (1) وَتَحْزَنُ عَلَيْهِمْ {أَلا يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ} ، وَهَذِهِ تَسْلِيَةٌ مِنَ اللَّهِ لِرَسُولِهِ، صَلَوَاتُ اللَّهِ وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ، فِي عَدَمِ إِيمَانِ مَنْ لَمْ يُؤْمِنْ بِهِ مِنَ الْكُفَّارِ، كَمَا قَالَ تَعَالَى: {فَلا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ} [فَاطِرٍ:8] ، وَقَالَ: {فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ عَلَى آثَارِهِمْ إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفًا} [الْكَهْفِ:6]

    قَالَ مُجَاهِدٌ، وَعِكْرِمَةُ، وَالْحُسْنُ، وَقَتَادَةُ، وَعَطِيَّةُ، وَالضَّحَّاكُ: {لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ} أَيْ: قَاتِلٌ نَفْسَكَ.

    و هكذا فالشدة و الصلابة في الحق و إن نادينا بها فهي لا تعني الإكراه و العنت و السب و الاحتقار و اللؤم و المجاهرة بالبغضاء بالقول في معاملة كافر غير محارب (و نخص بالذكر من كان ذا قربى لأن الله أوصى بالقربى).
    الشدة في الحق و الصلابة فيه يا إخوان هي صدع بالحق و بيانه باللسان و الجوارح و إلزام بحجته و عدم معاملة الكافر كما يجب أن يعامل المسلم .. و براءة في الأخير ممن أصر على باطله.

    و الله الهادي إلى سواء السبيل



  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Apr 2011
    المشاركات
    2,598
    المذهب أو العقيدة
    مسلم
    مقالات المدونة
    3

    افتراضي

    الكلام العام لا يخالف فيه احد.. لانه عام طبعًا، لا نظلمهم و لكن نعدل معهم إلخ
    لكن المشكلة هي بالتطبيق، مثلًا كيف تطالب ببناء مساجد للمسلمين، و منحهم حرية العبادة ببلدان غير اسلامية.. و حرية اظهار الشعارات الاسلامية - الهلال = و ان كان غير اسلاميًا بالضبط - المآذن، الحجاب و الدروس الاسلامية.. و انت تنكر حق غير المسلمين ببلدك في بناء دور العبادة؟تخيل ان تقول هكذا: اعطوا المسلمين عندكم حقوقهم الكاملة، و لن نعطي ربعها لمعتنقي ديانتكم عندنا.
    بالمناسبة:
    ما صحة حديث اخرجوا المشركين من جزيرة العرب؟
    أستغفر الله العظيم و أتوب إليه

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Mar 2013
    الدولة
    مغرب العقلاء و العاقلات
    المشاركات
    3,002
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة واسطة العقد مشاهدة المشاركة
    الكلام العام لا يخالف فيه احد.. لانه عام طبعًا، لا نظلمهم و لكن نعدل معهم إلخ

    ليس هذا فقط أختي .. أيضا نحرص على هدايتهم. و نتكلم هنا عن علاقة المسلم بالكافر مطلقا و هو و إن كان كلاما عاما لكنه يظل وسطا و هناك من يتجاوزه بالفعل بغلو أو تفريط فوجب التنبيه لهذا الفرق الدقيق.
    ثم ما شأن مسلم بالعيش في بلاد تعلن شعائر الكفر و الفسق و تطبقها على الكل و قد حرم ذلك عليه إلا بشروط متعذرة معظمها أو كلها ؟؟
    نعيش في بلادنا و بشروطنا و كفى الله المؤمنين القتال.
    و هذا بخصوص الحديث و فقهه و هو متفق عليه :
    http://www.muslm.org/vb/showthread.p...9-%D9%84%D9%87


  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Jul 2014
    المشاركات
    965
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة واسطة العقد مشاهدة المشاركة
    الكلام العام لا يخالف فيه احد.. لانه عام طبعًا، لا نظلمهم و لكن نعدل معهم إلخ
    لكن المشكلة هي بالتطبيق، مثلًا كيف تطالب ببناء مساجد للمسلمين، و منحهم حرية العبادة ببلدان غير اسلامية.. و حرية اظهار الشعارات الاسلامية - الهلال = و ان كان غير اسلاميًا بالضبط - المآذن، الحجاب و الدروس الاسلامية.. و انت تنكر حق غير المسلمين ببلدك في بناء دور العبادة؟تخيل ان تقول هكذا: اعطوا المسلمين عندكم حقوقهم الكاملة، و لن نعطي ربعها لمعتنقي ديانتكم عندنا.
    بالمناسبة:
    ما صحة حديث اخرجوا المشركين من جزيرة العرب؟
    في الواقع كتابات واسطة العقد لا تنفك في كثير من الأحيان عن كونها أطروحات ليبرالية غير سليمة وواضح تأثرها بالقوم

    هذا الكلام الذي تقولينه في الواقع اعتراض على الله وعلى رسوله

    نعم دائماً يقال ( أنا لا أطعن في الدين الذين أطعن فيهم المتشددين ) ولكن الواقع أن هناك مشكلة حقيقية مع الله ورسوله تأتي منها مثل هذه الاستشكالات

    إظهار الكفر من قال أنه حق ؟

    تسميته حقاً يعني أن الكفر حق وهذه ردة عن الإسلام

    فإن قلت : هم يرونه حقاً

    فأقول : وأنا وظيفتي أن أبين لهم أنه باطل بالقول والفعل لا أن أقرهم على الخطأ

    الإشكال يأتي من كون كثير من المسلمين يعيشون تحت إمرة الكفار ويذهبون إلى ديارهم ويهاجرون إليها ولا يمكنهم إظهار دينهم إلا بإذن الكفار وهذه مخالفة منهم للشرع وكثير يصنع هذا طلباً للدنيا

    وإلا هناك أحاديث واضحة في النهي عن السفر إلا ديار المشركين وهناك أحاديث بالإباحة جمع بينها الفقهاء بأنها أحاديث الإباحة خاصة بالحاجة المعتبرة شرعاً وأن يكون ذلك مع علم تدفع به الشبهات وتقوى تدفع بها الشهوات

    فصورة جلوس المسلم تحت إمرة الكافر وتحت رحمة سماحه له بأداء شعائره الدينية هذه بحد ذاتها مخالفة إن وقعت على غير وجه الضرورة ، وما بني على باطل فهو باطل

    لنأتي لنقطة ثانية في البحث لو فرضنا أنني أنني أهديت لابن جاري حليباً أو شيئاً نافعاً ، فقبل فهل يجوز لي أن أقبل منه الخمر

    الإشكال وارد من التسوية بين التوحيد الحق والكفر الباطل في نظرة تسوي بين الأمور كلها

    على أن الغرب إذا جاء من يحارب ديمقراطيته أو يعادي السامية كما يقال فإنه يأخذ موقفاً منه حازماً ، أما أمر الأديان فلأنهم أصلاً لا يأبهون لها ولكن كل ما في الأديان مما يرونه خطيراً على ليبراليتهم فإنه يحاربونه بقوة

    في الإسلام يوجد عقد الذمة وهذا العقد يستوجب إقرار اليهود والنصارى والمجوس على دينهم على ألا يظهروا الشعائر الدينية الكبرى أمام الناس

    هذه المزية التي جعلها الله للتوحيد على الشرك في كل صوره

    ( أفنجعل المسلمين كالمجرمين ما لكم كيف تحكمون )

    على أن المتناقض فعلاً من يسمح بكل صورة الإباحية وسب الأديان وازدرائها ثم يمنع كل ما يراه مؤدياً للإرهاب

    بل الذي نراه اليوم أن الكنائس منتشرة في كل بلدان المسلمين واجراسها تقرع ولكن المآذن منعت في بعض البلدان

    وأن المتبرجات من نصرانيات ومسلمات يسرن كما شئن ولكن النقاب والحجاب ممنوع في فرنسا والصين

    وفي كوريا الشمالية يمنع تدوال أي كتاب ديني ، وكتب الكفر تنتشر عندنا في المعارض وقد ضعفت الرقابة جداً

    علاقتنا مع هؤلاء يا بنت الناس علاقة دعوة لا تبادل امتيازات غير أن كثيراً من المسلمين لضعف عقيدتهم وضعوا إخوانهم وأنفسهم في حال إذلال

    قال الله تعالى : ( لَا تَقُمْ فِيهِ أَبَدًا لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ)

    فلا يستوي أبداً مكان يوحد فيه الله ومكان آخر يشرك فيه بالله

    وهذا الإشكال هو من جنس ( لماذا المسلم يتزوج النصرانية والنصراني لا يتزوج مسلمة )

    فيقال له : محرم في ديننا زواج النصراني ومباح في دينك زواج المسلم ، ويقال محرم في ديننا إقرار معابد الشرك غير أن دينك الحرية يلزمك بإقرار معابد الشرك ومعابد التوحيد

    وأما حديث ( أخرجوا المشركين من جزيرة العرب ) فأنا أستغرب أنك أنت تسألين عن هذا الحديث المتفق عليه وأنت بالأمس تتكلمين عن الفقهاء وكأنك جردتي كتبهم من ألفها إلى يائها بأنهم سووا بين الزوجة والجارية

    الحديث ثابت وصحيح ومتفق عليه

  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Mar 2013
    الدولة
    مغرب العقلاء و العاقلات
    المشاركات
    3,002
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي


    أستاذي الفاضل أبو جعفر، أرجو منكم النظر في الموضوع على الرابط فقد وجدت عليه خلافا كثيرا .. أحب أعرف رأيكم فيه و هل كان خلافا في محله ؟
    أيضا نريد أن نستفيد من فقه هذا الحديث أكثر بارك الله فيك.

    http://www.muslm.org/vb/showthread.p...9-%D9%84%D9%87


  11. #11
    تاريخ التسجيل
    Jul 2014
    المشاركات
    965
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابن سلامة مشاهدة المشاركة

    أستاذي الفاضل أبو جعفر، أرجو منكم النظر في الموضوع على الرابط فقد وجدت عليه خلافا كثيرا .. أحب أعرف رأيكم فيه و هل كان خلافا في محله ؟
    أيضا نريد أن نستفيد من فقه هذا الحديث أكثر بارك الله فيك.

    http://www.muslm.org/vb/showthread.p...9-%D9%84%D9%87

    اسمع أخي الكريم

    هذه الأبحاث في العصر الحالي بالذات يدخلها احتقان شديد لتعلقها بأحداث سياسية ، وقل أن تنتظر وجود بحث جيد ومنصف ، فعامة الأبحاث إما سمتها محاولة تبرير ما يصنعه البعض أو محاولة الهجوم على طرف معين وإظهاره في صورة المرتد أو العميل

    وفي هذا الجو المحتقن يظلم البحث العلمي

    فعلى سبيل المثال البحث الذي كتبه واحة النصيحة وظاهر أنه طالب علم بل لعلي اكتشفت من طريقة كتابته من هو ؟

    هو تقريباً شخص اسمه ( بندر المحياني ) طالب علم ولكنه يؤطر نفسه في سياق معين تمنعه المقدمة المسبقة من الخروج منه

    لهذه الاعتبارات أرى البحث شائكاً

    وسأحاول نقل الكلام القديم فقط فأولاً في حد جزيرة العرب قد حده الإمام أحمد بما لم يكن تحت يد فارس والروم في الجاهلية

    قَالَ الْخَلِيلُ: إِنَّمَا قِيلَ لَهَا: " جَزِيرَةُ الْعَرَبِ " لِأَنَّ بَحْرَ الْحَبَشِ وَبَحْرَ فَارِسَ وَالْفُرَاتَ قَدْ أَحَاطَتْ بِهَا، وَنُسِبَتْ إِلَى الْعَرَبِ لِأَنَّهَا أَرْضُهَا وَمَسْكَنُهَا وَمَعْدِنُهَا.
    وَقَوْلُ الْإِمَامِ أَحْمَدَ: جَزِيرَةُ الْعَرَبِ: الْمَدِينَةُ وَمَا وَالَاهَا، يُرِيدُ مَكَّةَ وَالْيَمَامَةَ وَخَيْبَرَ وَالْيَنْبُعَ وَفَدَكَ وَمَخَالِيفَهَا وَمَا وَالَاهَا، وَهَذَا قَوْلُ الشَّافِعِيِّ: لِأَنَّهُمْ لَمْ يُعَجِّلُوا مِنْ تَيْمَاءَ وَلَا مِنَ الْيَمَنِ.

    وأما الأمر بالإخراج فالظاهر أنه مقيد بأحوال كما هو ظاهر من تأخر الصديق عن هذا الإخراج وعن كون قاتل عمر مجوسي وكان يعيش في جزيرة العرب

    قال شيخ الإسلام في الحسبة :" ولهذا لما فتح النبي -صلى الله عليه وسلم- خيبر أعطاها لليهود يعملونها فلاحة، لعجز الصحابة عن فلاحتها؛ لأن ذلك يحتاج إلى سكناها، وكان الذين فتحوها أهل بيعة الرضوان الذين بايعوا تحت الشجرة، وكانوا نحو ألف وأربعمائة، وانضم إليهم أهل سفينة جعفر، فهؤلاء هم الذين قسم النبي -صلى الله عليه وسلم- بينهم أرض خيبر، فلو أقام طائفة من هؤلاء فيها لفلاحتها تعطلت مصالح الدين التي لا يقوم بها غيرهم، فلما كان في زمن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- وفتحت البلاد وكثر المسلمون استغنوا عن اليهود فأجلوهم وكان النبي -صلى الله عليه وسلم- قد قال: "نقركم فيها ما شئنا"، وفي رواية "ما أقركم الله" 1.
    وأمر بإجلائهم منه عند موته -صلى الله عليه وسلم- فقال: "أخرجوا اليهود والنصارى من جزيرة العرب" 2 ولهذا ذهب طائفة من العلماء كمحمد بن جرير الطبري- إلى أن الكفار لا يقرون في بلاد المسلمين بالجزية إلا إذا كان المسلمون محتاجين إليهم، فإذا استغنوا عنهم أجلوهم كأهل خيبر، وفي هذه المسألة نزاع ليس هذا موضعه.
    والمقصود هنا أن الناس إذا احتاجوا إلى الطحانين والخبازين فهذا على وجهين: أحدهما: أن يحتاجون إلى صناعتهم، كالذين يطحنون ويخبزون لأهل البيوت، فهؤلاء يستحقون الأجرة، وليس لهم عند الحاجة إليهم أن يطالبوا إلا بأجرة المثل كغيرهم من الصناع. الثاني: أن يحتاجوا إلى الصنعة والبيع، فيحتاجوا إلى من يشتري الحنطة ويطحنها، وإلى من يخبزها ويبيعها خبزًا، لحاجة الناس إلى شراء الخبز من الأسواق، فهؤلاء لو مكنوا أن يشتروا حنطة الناس المجلوبة ويبيعوا الدقيق والخبز بما شاءوا مع حاجة الناس إلى تلك الحنطة لكان ذلك ضررًا عظيمًا، فإن هؤلاء تجار تجب عليهم زكاة التجارة عند الأئمة الأربعة وجمهور علماء المسلمين"

    فظاهر كلام الشيخ أن إقرارهم يجوز للحاجة غير أن الحرم المكي له خصوصية

    قال ابن القيم في أحكام اهل الذمة :" وَأَمَّا الْحَرَمُ فَإِنْ كَانَ حَرَمَ مَكَّةَ فَإِنَّهُمْ يُمْنَعُونَ مِنْ دُخُولِهِ بِالْكُلِّيَّةِ، فَلَوْ قَدِمَ رَسُولٌ لَمْ يَجُزْ أَنْ يَأْذَنَ لَهُ الْإِمَامُ فِي دُخُولِهِ، وَيَخْرُجُ الْوَالِي أَوْ مَنْ يَثِقُ بِهِ إِلَيْهِ وَلَا يَخْتَصُّ الْمَنْعُ بِخِطَّةِ مَكَّةَ بَلْ بِالْحَرَمِ كُلِّهِ.
    وَأَمَّا حَرَمُ الْمَدِينَةِ فَلَا يُمْنَعُ مِنْ دُخُولِهِ لِرِسَالَةٍ أَوْ تِجَارَةٍ أَوْ حَمْلِ مَتَاعٍ"

  12. #12
    تاريخ التسجيل
    Apr 2011
    المشاركات
    2,598
    المذهب أو العقيدة
    مسلم
    مقالات المدونة
    3

    افتراضي

    اخي ابن سلامة اشكرك.
    الشيخ المنصور.. اشكرك على وجهة نظرك التي تمنيت انك لم تطعمها بتحليل عن شخصي، لا يهم البحث بأي صورة.. صدقني لو كنت ليبرالية لاعلنت هذا.
    الذي فهمته من كلامك أن عقد الذمة يكفل لغير المسلمين العبادة دون ان يظهروا مشاعرهم الكبرى.. فهل مثلا يسمح ببناء الكنائس دون وضع صلبان عليها؟
    الشيء الأخير: العالم ليس مغلقا.. و لن يكون كل البشر مسلمين، و عندما تكون ثمة دولة اسلامية تجاور دول غير اسلامية ستكون العلاقة تبادلا للامتيازات.. مثلما تكون العلاقات بين الدول عادة.
    أستغفر الله العظيم و أتوب إليه

  13. افتراضي

    الاخت واسطة
    المقارنة الصحيحة يجب ان تكون بين الاسلام و العلمانية ، و ليس المقارنة بين المسجد و الكنيسة او الاسلام و المسيحية لانه لا توجد دولة غربية مسيحية او يهودية او صاحبة اي دين اخر، كلها دول علمانية .
    العلمانية تسمح لك بمارسة دينك مالم تتقاطع دائرة دينك مع دائرة العلمانية ، لكن بمجرد ان تتقاطع قوانين دينك مع قوانين العلمانية سيتم منعك ( فهل هم مثلا يسمحون بالتعدد او ان تقطع يد السارق ؟ )
    العلمانية تسمح لصاحب اي دين ان يمارس دينه في معبده في بيته لكن بمجرد ان خرج الي الشارع عليه ان يترك دينه في المعبد عليه ان يترك دينه في البيت وعليه ان يمارس حياته و عمله حسب الطريقة العلمانية ، و بمجرد ان يشعروا ان دينك يؤثر في الناس سيحاربونك ، فسويسرا مثلا منعة بناء الماذن و ان تظهر بنت محجبة في التلفاز لان هذا يؤثر علي هوية سويسرا.
    وهم الان في ورطة اذا منعوا الاسلام سيناقضوا انفسهم ، واذا تركوه سينتشر فهم الان بين سندان الحرية و مطرقة الاسلام.

    الشيء الأخير: العالم ليس مغلقا.. و لن يكون كل البشر مسلمين، و عندما تكون ثمة دولة اسلامية تجاور دول غير اسلامية ستكون العلاقة تبادلا للامتيازات.. مثلما تكون العلاقات بين الدول عادة.
    نتبادل معهم سفراء ، نتبادل معهم تجارة ، لكن هل الكفر امتياز حتي نسمح به ؟!
    وهل سيسمحون للمسلم ان يمارس امتيازاته في بلدهم ؟
    و بدون ان تقصدي غاب عنك ان هذه الامتيازات يحددها لنا الله عزوجل و ليس الغرب!

    فالخلاصة ان العلمانية تسمح بحرية الدين بشرطين :
    1- ان يكون دينك محصور في المعبد و في البيت ، وان لا تتقاطع تشريعات دينك مع قوانين العلمانية حتي لو كانت هذه التشريعات ستطبقها علي نفسك و في بيتك! ( مثل التعدد ).
    2- ان لا يشكل دينك خطر علي النظام العلماني نفسه.
    رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ

  14. #14
    تاريخ التسجيل
    Apr 2011
    المشاركات
    2,598
    المذهب أو العقيدة
    مسلم
    مقالات المدونة
    3

    افتراضي

    كلامي يشمل اي دولة بأي ظرف، لا يحق لك تخصيصه.. لاني اتحدث اصلا بافتراض ان هناك دولة إسلامية الآن
    اما عن رفض العلمانية للمظاهر الدينية، فهي تسمح بدور العبادة و اقامة الندوات و الصلوات الخ.. لكنها لن تسمح لك بتطبيق الشريعة لان البلد علماني.. حقيقة لا افهم كيف تنقد العلمانية على هذا الاساس؟
    يعني انا أقيم دولة على نظام معين، و اسمح لاي مخالف ان يطبق ما يشاء؟ صرنا بغابة.. و اعطني اي نظام يسامح مع اي فكر يناقض اساسه.. اتحداك، و ابدأ من النظام الاسلامي نفسه مرورا بأي نظام و دولة.. يجب ان يكون تصورنا أكثر نضجا و فهما، يكفي سطحية.
    أستغفر الله العظيم و أتوب إليه

  15. افتراضي

    كلامي يشمل اي دولة بأي ظرف، لا يحق لك تخصيصه
    خصصت لانني ظننت انك تقصدين الدول العلمانية
    اما عن رفض العلمانية للمظاهر الدينية، فهي تسمح بدور العبادة و اقامة الندوات و الصلوات الخ.. لكنها لن تسمح لك بتطبيق الشريعة لان البلد علماني.. حقيقة لا افهم كيف تنقد العلمانية على هذا الاساس؟
    كما قلت تسمح بممارسة الدين مالم تعارض تشريعاته قوانين العلمانية او يشكل خطر عليها ، وانا لم اطالب بتطبيق الشريعة علي الامة العلمانية ما قصدته بكلامي ان العلمانية لن تسمح للمسلمين بتطبيق بعض تعاليم دينهم مع انهم يريدون ان يطبقوها علي انفسهم فقط!.
    و ما اقصده ان نتنازل جدلا ونقول لمن ينكر علينا اننا نمنع بناء دور العبادة لغير المسلمين في بلاد الاسلام ، انكم ايضا تمنعون المسلمين من بعض عباداتهم
    أنَّ دعوى منحهم المسلمين الحريَّةَ في ممارسة تعاليمهم الدينيَّة عاريةٌ عن الصحَّة؛ فهاهم يمنعون المسلمين من أقلِّ حقوقهم الشخصيَّة: كتطبيق أحكام الإسلام عليهم، وإنشاء بنوك إسلاميَّة، وتعدُّد الزوجات، ولُبْس الحِجاب، وغير ذلك؛ بحُجَّة أنَّ أنظمة البلد العلمانيَّة تحظر ذلك؛ أفلا يحقُّ للمسلمين أن يمنعوهم من بناء الكنائس؛ لأنَّ تعاليم دِينهم الإسلامي تمنع ذلك؟!
    فائدة
    لو ترتَّب على منْعِ بناء الكنائس في بلاد المسلمين منعُ بناء المساجد في بلاد الكفَّار؛ فإنَّ دَرءَ مفسدة تلويث بلاد المسلمين - وجزيرة العرب خاصَّةً - بدِين النصارى المنسوخ، أَوْلى مِن المحافظة على مصلحة مكاسب بعض المسلمين في بلاد الكُفر، وعلى المسلمين القادرين على الهِجرة أن يُهاجروا، وعلى العاجزين أن يُصَلُّوا في بيوتهم، كما أفتى بذلك الشيخ عبد الرحمن البرَّاك حفظه الله.
    يعني انا أقيم دولة على نظام معين، و اسمح لاي مخالف ان يطبق ما يشاء؟ صرنا بغابة.. و اعطني اي نظام يسامح مع اي فكر يناقض اساسه
    هذا الكلام تقوليه لمن يطالب ببناء دور عبادة لغير المسلمين في بلاد الاسلام
    يجب ان يكون تصورنا أكثر نضجا و فهما، يكفي سطحية.
    يجب ان تراعي ان ما كل الناس لهم نفس مستوي تفكيرك العميق
    رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ

صفحة 1 من 3 123 الأخيرةالأخيرة

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. سؤال: أيهما قبل الآخر - الإيمان أم الإسلام ؟
    بواسطة رمضان مطاوع في المنتدى قسم العقيدة والتوحيد
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 09-14-2014, 12:35 AM
  2. حمل كتاب أحكام الهجر والهجرة في الإسلام .
    بواسطة أبوفيصل البدراني في المنتدى المكتبة
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 01-13-2013, 09:49 AM
  3. مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 07-16-2010, 06:16 PM
  4. حكم الهجر في الإسلام ( ألذبح لغير ألله ألذبح لأرضاء أنسان )
    بواسطة memainzin في المنتدى قسم الحوار العام
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 07-13-2009, 06:53 PM

Bookmarks

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
شبكة اصداء