من الضروريات العقلية التى لا خلاف عليها أن لكل حادث سبب كاف يفسر لماذا وقع هذا الحادث ولما كان على هذا النحو الذى هو عليه دون غيره سواء عرفنا هذا السبب لكل حادث أو لا وقد قامت على ذلك القانون المعارف البشرية البدائية والمعقدة على حد سواء ولا ينكر ذلك إلا جاحد معاند أو جاهل بلغة الكلام ولا يدرى عن أى شىء يتحدث والملحد يقر بذلك إلا عند الاستدلال على وجود الخالق فتجده فى هذا الحالة يتنكر لذلك المبدأ ولو كان صادقا ما كتب ذلك وإلا فمن أدراه أن من يحاوره ليس سوى صدفة عمياء أو شىء لا وجود له أو رجل ملحد آخر أراد أن يستدل على عدم وجود الخالق فاستدل على أن الله موجود دون أن يدرى ؟!! لا شك أن الملحد فى إنكاره لبديهيات العقول فى حين يستند إليها هو النشاز الوحيد فى هذا الكون ولا نقول بين العقلاء فقط .
كثيرا ما سمعنا من الملاحدة العجب العجاب حين يلجئهم القدر أو كما يسمونه الصدفة العلمية للخوض فى تلك المسألة فتجد بعضهم يقول لك ليس لكل حادث سبب بالضرورة فهناك أشياء بلا سبب ويضرب على ذلك مثالا بأحداث إما عدمية كالتحلل أو الانهيار أو السقوط وما شابه أو حوادث لا يعلم لها أسباب ، ومعلوم أن العدم ليس بشىء حتى يفتقر إلى سبب بل إن نقائض ذلك هى التى تحتاج لسبب وأن العدم إنما يكون بعدم ذلك السبب فمثلا التماسك يحتاج إلى سبب كاف لحدوثه والتحلل إنما يحدث لزوال هذا السبب ، ومن ناحية أخرى فإن عدم الدليل ليس دليلا على العدم فعدم معرفتنا بوجود سبب لحاث ما ليس دليلا على عدم وجود هذا السبب بل إن ذلك فى الحقيقة هو الباعث على الطلب والبحث العلمى فمطلوبات العلوم كلها ما هى إلا أحداث لا تعلم أسبابها ولولا ذلك ما كان هناك شىء اسمه البحث العلمى .
وبعضهم يحيد عن الموضوع كلية فيدعى أن لا حاجة لنا بالخوض فى تلك المسألة لأنها لا تفيد وكان الأحرى به أن يقول لا حاجة لنا للخوض فى تلك المسألة التى لا تفيده هو ومنهم من يتفلسف ويتسفسط ويدعى أن فى ذلك الكلام فلسفة والفلسفة كريهة ووحشه ونحن نقول له ليس معنى خوض الفلاسفة فى تلك المسألة يعنى أنها خاصة بالفلسفة ولا خوض العلماء فيها يعنى أنها خاصة بالعلم دون الفلسفة ولا بعلم دون آخر بل إن خوض بل إن لكل نصيبه منها وهذا يعنى أنها من مبادئ التفكير الأساسية التى تشترك فيها جميع العقول ولا يختص بها مجال دون آخر .
ولكن أعجب العجب أن نجد ملحدا يدعى أن لا علاقة بل ولا وزن لهذا المبدأ بفى ميزان العلم مطلقا !!!هكذا وبجرة قلم ولا أدرى هل هى مجرد الجرأة الإلحادية أو الفصام والشيزوفرينيا أم الجهل بلغة الكلام ؟!
معذرة للقسوة فى التعبير ولكنها دعوى خطيرة جدا أو مهزلة بكل المقاييس لا يحسن السكوت عليها وهذا هو نص كلامه :
!!!!!!!!!!!!أما قضية لكل مخلوق خالق ولكل شيء سبب فلا وزن لها في ميزان العلم.
Bookmarks