الامام خليل محمد يدافع عن الزواج من الديانات المختلفة
(ملاحظة: يسوق دفاع الامام مثال مسلمة تزوجت من مسيحى و لكن المبدأ يصح على الزواج من أة رجل غير مسلم)
الآية التى يستشهد بها علماء الدين لتحريم الزواج بين الديانات هى الآية التى يقول فيها الله سبحانه و تعالى:
الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ#الطَّيِّبَاتُ#وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلٌّ لَهُمْ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ إِذَا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ وَلا مُتَّخِذِي أَخْدَانٍ وَمَنْ يَكْفُرْ بِالإِيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ
المائدة 4
المفترض أن تكون المائدة 5 الا لو كان الشيخ يعتمد طريقة الكتاب المقدس فى ترقيم الآيات
و يذهب شيوخ التقليد الى أن ما يُفهم حكماً من الاقتصار على ذكر النساء و استبعاد ذكر الرجال ، أن زواج المرأة المسلمة من غير المسلم حرام.
لكن هذه مشكلة اشكالية فالقرآن الكريم يخاطب الرجال مراعياً العائدات السائدة فى مجتمع الجزيرة و قتذاك. و لهذا السبب يقول القرآن، على سبيل المثال "…....أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ#الرَّفَثُ#إِلَى نِسَائِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ …....
ما معنى اشارتى الى العائدات السائدة وقتذاك؟ فى سياق العلاقات القبلية كانت المرأة تقبل بالرجل سيداً بعد زواجها منه. و الرجل بدوره كان يدخل فى دين زعيم قبيلته.
ازاء هذا الواقع واجه العلماء المسلمون طائفة كاملة من القضايا. و هى قضايا دفعتهم الى تحريم زواج المسلمة من غير المسلم. و كانت احدى القضايا المطروحة انه فى الوقت الذى يحترم فيه المسلمون انبياء الديانات الآخرى فان معتنقى الديانتين التوحيديتين الآخريين لا يتخذون الموقف نفسه من الرسوبل محمد صلى الله عليه و سلم. و هذا من شأنه أن يضع السلمة فى موقف مريع سببه مثل هذه النظرة اى نبيها. القضية الآخرى ان غالبية المسيحيين يعتبرون ان المسيح عليه السلام هو الله، و ان تُنسب الألوهية الى بشر فمعاذ الله عند المسلم. ثم كانت هناك أيضاً مشكلة الأطفال الذين يولدون من زواج كهذا و يتربون، كما يُفترض، على دين الزوج و ليس الزوجة.
و لكن ينبغى ان تتذكرا أن هذه القضايا كلها تفترض ان على المرأة ان تعتنق دين زوجها غير المسلم، و من الواضح ان هذه ليست هى الحال فى علاقتكما. فأنتما تعيشان فى زمن آخر و مكان آخر.
و الجق ان غالبية المسلمين سيقولون أن القرآن صالح لكل مكان و زمان. و اذا سلمنا بهذا المنطق سيكون علينا ان نعترف بأن القرآن مازال يتعاطف مع حلمك فى الزواج من مسيحى. فالقرآن لا ينظر الى مسيحيته على أنها مثلبة. و فى حين ان هناك مسيحين يعتبرون ان المسيح هو الله فأن شريعة الاسلام تُسمى هذا كفراً و ليس شركاً. و هو فرق مهم لأن القرآن يقول فى آية آخرى ان باب الجنة مفتوح للمسيحى الذى يعمل صالحاً. و المعتقدا المذهبية المسيحية معتقدات واحدة لمعتنقى المسيحية من الرجال و النساء. فكيف يحل القرآن الزواج من المسيحية و لا يحل الزواج من المسيحى و كلاهما يؤمنان بتعايم واحدة؟
تشير الأدلة الى أن العقد الرئيسية هى المشكلة التى أكدتها اعلاه – أن دين الزوج يصبح هو الدين السائد (كما يُدلل أيضاً كتاب روث فى التوراة). فى زمننا هذا حيث لابد أن يعترف اسلام القرآن (على نقيض اسلام الفقهاء) بالفكرة الراديكالية القائلة بمساواة المرأة و الرجل و حقوق المرأة المتساوية و من هذه الحقوق وضع شروط على الزواج ( ما نسميه نحن بالعصمة) يجوز الزواج بين الديانات شريطة عدم اكراه أحد الزوجين على اعتناق ديانة الآخر. و طالما يكون هذا الشرط موضوع احترام فعلى بركة الله.
حول مسألة الأطفال، من المؤكد ان يكون هناك شئ من الالتباس. و لكنى استطيع أن اقول لكم بصفتى رجل دين ان اقرآن ينصح باستخدام القلب و العقل فى تكوين الآراء. و اخلاص الزوج و الزوجة فى تفسير ارادة الخالق سيتكفل بصواب القرار الذى يتخذه الاطفال حين يشبون على الطوق.
سيكون من دواعى سرورى ان أتولى عقد القرآن اذا سنحت الظروف. يمكنكم الاتصال بى من خلال …..
درس الدكتور خليل محمد علوم الشريعة فى جامعة الامام محمد بن سعود فى الرياض والحوزة الزينبية فى دمشق. و هو يحمل شهادة الدكتوراه فى الشريعة من جامعة ماكغل
Bookmarks