النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: هناك توازن .. فمن أوجده ؟!

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jul 2007
    المشاركات
    1,528
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي هناك توازن .. فمن أوجده ؟!

    هناك توازن .. فمن أوجده ؟!


    بسم الله الرحمن الرحيم

    نمشي على وجه هذه الأرض، نتنسم هواءها، نستفيد من حرارة شمسها، نأكل من ثمرها، نشرب من ماءها .. فهل تعلمون أن هذا كله ما كان ليكون، لولا وجود توازن دقيق بديع، تنعم به أرضنا النابضة بالحياة ؟!

    في محاولة لتقريب الصورة أكثر، ترجمت -بتصرف طفيف- مقالا مفيدا مُختصرا، من كتاب "Dieu ou le hasard ? Il faut choisir"، لمؤلفه الدكتور عبد الخالد عبد الكريم، نتعرف من خلاله على بعض جوانب ذلك التوازن البديع، فنحمد ربنا على جوده، و نقيم الحجة على مُنكر وجوده ..


    " من بين جميع الكواكب السيارة في النظام الشمسي، وحدَها الأرض هي التي تحتضن الحياة في جميع تنوعاتها ابتداءً من الكائنات الوحيدة الخلية البسيطة إلى الأكثر تعقيدا، و هو الإنسان. و تُصان هذه الحياة الوفيرة بدورات (cycles) معقدة تُوفر الضوء و الهواء والحرارة و الماء و الطعام، و كلُّ هذا في توازن مثالي.

    1 - المسافة بين الأرض والشمس، والحركة في الفضاء :

    لجعل الحياة ممكنة على سطح الأرض، لا بد من تلبية شروط صارمة.
    فلنعتبر، على سبيل المثال، كمية الضوء والحرارة الآتية من الشمس. لا يحصل كوكبنا، في الواقع، إلا على جزء ضئيل من الطاقة الشمسية، و لكن هذه الكمية، بالضبط، هي اللازمة للحفاظ على الحياة. و هذا ممكن بفضل المسافة المثلى التي تفصل الأرض عن الشمس، و التي تقدر بـ : 150 مليون كيلومترا. فإذا كانت أقرب أكثر أو أبعد أكثر عن الشمس، فستكون ساخنة جدا أو باردة جدا، و عندها ستكون الحياة مستحيلة.

    و تقوم الأرض، كل سنة، بدورة كاملة حول الشمس بسرعة تبلغ حوالي 30 كيلومترا في الثانية الواحدة. و هذه السرعة، بالضبط، هي ما يلزم لمعادلة جاذبية الشمس و للحفاظ على المسافة المناسبة (بين الأرض و الشمس).
    فإذا انخفضت السرعة، فإن كوكبنا سيقترب من الشمس، و بمرور الوقت، سيتحول إلى صحراء قاحلة ومهجورة كعطارد : الكوكب الأقرب إلى الشمس. و درجة الحرارة خلال النهار، في عطارد، تفوق 300 درجة.
    و بالعكس، إذا زادت سرعة دوران الأرض، فإنها ستبتعد عن الشمس و ستتحول إلى صحراء قاحلة مجمدة مثل بلوتو : الكوكب الأبعد عن الشمس، حيث درجة الحرارة تصل إلى 185 درجة مئوية تحت الصفر.

    خلال دورانها حول الشمس، تقوم الأرض بالدوران حول نفسها خلال 24 ساعة، مُمكِّنَة بذلك تناوب الليل و النهار.
    و لكن ماذا كان سيحدث إذا ما قامت بالدوران حول محورها مرة في السنة ؟
    سيبقى جزء من الأرض متعرضا لأشعة الشمس السنة كلها و من المحتمل أن تصبح صحراء قاحلة، في حين أن الجزء الآخر سيبقى في الظلام خلال نفس الفترة، ليصبح أرضا مقفرة و لكن مجمدة. و عدد قليل من أشكال الحياة، هي التي يمكنها البقاء على قيد الحياة في مثل هذه الظروف القاسية.

    زيادة على ذلك، فالمحور الذي تدور حوله الأرض يتميز بميل يُقدر بـ 23.5 درجة، و بدون هذا الميل، لن تكون هناك فصول، و سيبقى المناخُ هو نفسُه طيلة السنة.
    أكيد أن هذه الظروف لا تجعل الحياة مستحيلة، ولكن ستجعلها أقل قُبولا، و ستجعل دورات المحاصيل مُضطربة، في كثير من المناطق.
    فإذا كانت الأرض مائلة أكثر حول محورها، فسينتج عن ذلك صيف شديد الحرارة و شتاء شديد البرودة.

    إذن فقيمة ميل المحور، تُعتبر قيمة مُثلى حُسبت بدقة ...

    2 – الغلاف الجوي :

    يُعتبر الغلاف الجوي الأرضي، فريدا من نوعه في نظامنا الشمسي، حيث يحتوي على نسبة مثالية من الغازات الضرورية للحياة. و بعض تلك الغازات، هي في حد ذاتها، غازات قاتلة، و لكن من خلال مزيج دقيق و بكميات كافية، يمكننا التنفس بكل طمأنينة.

    يشكل الأكسجين 21 ٪ من حجم الهواء الذي نتنفسه، و بدونه، تموت الحيوانات و الإنسان في بضع دقائق.
    ولكن الكثير من الأوكسجين سيكون خطرا على الحياة، ففي الحالة الخالصة (l’état pur)، يصبح الأوكسجين ساماً.
    و من ناحية أخرى، كلما ازدادت نسبة الأوكسجين، كلما سهُل اشتعال الأشياء. فإذا كان هناك الكثير من الأوكسجين في الجو، فإن المواد القابلة للاحتراق ستشتعل في أي لحظة، متسببة بذلك في حرائق، سيكون من الصعب جدا السيطرة عليها.
    و لكن، فالأوكسجين مُخفَّف بغازات أخرى، لاسيما النيتروجين (الآزوت)، والذي يشكل 78 ٪ من حجم الهواء.
    و لا يعمل هذا الغاز الوفير بمثابة مُخَفِّفٍ فقط. ففي أوقات العواصف، تُمرَّرُ في السماء ملايين من البرق، مُحدِثة بذلك مزيجا من النيتروجين و الأوكسجين. و المركبات الناتجة تصل إلى الأرض بفضل تساقطات الأمطار، حيث تُستخدم كسماد للنباتات.

    و يشكل غاز ثاني أكسيد الكربون أقل من 1 ٪ من الغلاف الجوي.
    فماذا يمكن أن تكون فائدة هذه الكمية الصغيرة جدا ؟
    بكل بساطة دون هذا الغاز ستتوقف الحياة النباتية !
    إذ يجب أن تمتصه النباتات قبل أن تطرح الأوكسجين. و البشر و الحيوانات تستنشق هذا الأوكسجين و تطرح ثاني أكسيد الكربون.
    و نسبة أعلى من هذا الغاز، ستكون ضارة للحيوانات و البشر. و نسبة أقل، لن تكون كافية لأجل بقاء النباتات على قيد الحياة.
    فيا لها من دورة رائعة دقيقة ! بسببها، تصبح حياة النبات و الحيوان و الإنسان، ممكنة.

    3 - الماء و التربة، عنصران أساسيان :

    تحتوي الأرض على احتياطات هائلة من الماء، الذي تُعتبر خصائصه أساسية للحياة.
    يُوفر الماء- الذي يتوافر أكثر من أي عنصر آخر - خصائص مفيدة.
    حيث يوجد في الحالة الغازية (بخار الماء) و السائلة و الصلبة (الثلج). و من جهة أخرى، فإن الآلاف من المواد المختلفة اللازمة لحياة الإنسان والحيوان والنبات يجب نقلها بواسطة سائل، الدم أو النسغ (la sève).
    و الماء هو العنصر المثالي لهذه المهمة، لأنه يمكن أن يذيب كثيرا من المواد مقارنة مع أي سائل آخر. فمن دون الماء، لا يمكن للكائنات الحية أن تتغذى، إذ لن تستطيع أن تُذيب المواد لامتصاصها.

    و تجمد الماء : ظاهرة رائعة أخرى. فعندما تبرد مياه بحيرة أو بحر، فإنها تصبح أثقل، و بالتالي تنزل إلى أسفل، مما يتسبب في ارتفاع المياه الأكثر دفئا و الأخف وزنا نحو السطح. و مع ذلك، فعندما يقترب الماء من درجة التجمد، تُعكس العملية. فحينما يزيد في البرودة، فإنه، هذه المرة، يصبح أخف وزنا ويرتفع، و يتحول إلى جليد يطفو على السطح.
    و يعمل هذا الجليد بمثابة عازل، حيث يمنع تجمد المياه العميقة، محافظا بذلك على الحياة المائية. و بدون هذه الخاصية الرائعة التي يتميز بها الماء، فإنه - شتاء بعد شتاء - سيتراكم المزيد و المزيد من الجليد في الأعماق، حيث لن تستطيع أشعة شمس الصيف أن تذيبه. و بمرور الوقت، ستتجمد مياه الأنهار و البحيرات و حتى مياه المحيطات، و ستصبح الأرض كوكبا جليديا غير صالح للحياة.

    هناك ظاهرة مذهلة أخرى، تُمكِّن المناطق البعيدة عن السواحل أو من أي مساحة مائية، من الاستفادة من السائل الضروري للحياة (الماء).
    فتحت تأثير أشعة الشمس، تتبخر، في كل ثانية، مليارات اللترات من الماء. و حيث أن بخار الماء أخف من الهواء، فهو يرتفع، ليشكل الغيوم التي تُنقل بواسطة الرياح والتيارات.
    تحت ظروف معينة، سينزل بخار الماء إلى الأرض على شكل مطر. ومع ذلك، فإن قطرات المطر لا تتجاوز حجما معينا.
    تخيلوا حجم الخراب الذي يمكن أن تتسبب فيه إذا كانت تصل إلى أحجام كبيرة ! و لكن على العكس من ذلك، فعامةً، يهطل المطر بهدوء، على شكل قطرات صغيرة، حيث ناذرا ما تُتلف جزءاً من عشب أو زهرة جد حساسة.
    يشهد الماء، بكل وضوح، على وجود حكمة مطلقة و تدبير.


    بالنسبة لتربة الأرض المُنتجة، فهي مدهشة حقا. إذ أن تكوينها، الذي يعكس حكمة، يقدم كل ما يلزم لنمو النباتات. و انطلاقا من تلك العناصر المغذية و الماء، و ثاني أكسيد الكربون الجوي، و في وجود الضوء، تُنتج النباتات الغذاء.

    تحتوي التربة على عناصر كيميائية ضرورية لاستمرار الحياة البشرية و الحيوانية. و مع ذلك، فمن الضروري أن يُحوِّل النباتُ هذه العناصر بحيث يمكن للجسم استيعابَها. و لأجل هذا، تتعاون كائنات حية صغيرة تتواجد بمعدل عدة ملايين في ملعقة صغيرة من التربة ! وهي متنوعةٌ، أشكالهُا لا حصر لها، يعمل كلٌّ منها، إما في تحويل الأوراق أو الأعشاب الميتة و غيرها من الحطامات إلى مواد صالحة للاستعمال، و إما لتهوية التربة بحيث يمكن للهواء و الماء، النفوذ.
    و تُحوِّل بعض أنواع البكتيريا، النيتروجين إلى مركبات، تحتاجها النباتات لتنمو. أما الطبقة السطحية للتربة فتُحسَّنُ بفضل ديدان الأرض و الحشرات التي تُنقب في التربة باستمرار، جالبة معها، إلى السطح، الجزيئات الموجودة تحت التربة.

    صحيح أن، جزءا من التربة تالف، بسبب الاستخدام غير السليم، بالإضافة إلى عوامل أخرى. و لكن هذه الأضرار لا تكون دائمة، بالضرورة.
    ففي الواقع، للأرض إمكانيات مذهلة للتجديد (régénération). ويمكن ملاحظة ذلك ، على سبيل المثال، في الأمكنة التي تكتسحها الحرائق أو الانفجارات البركانية. فبمرور الوقت، يزهر الغطاء النباتي من جديد. و يمكن، أيضا، إعادة الأرض في ظروف جيدة، عبر التحكم في التلوث، حتى في المناطق التي أصبحت مهجورة و قاحلة.

    كل ما قيل يقودنا إلى التفكير في هذه النقاط :

    هل من قبيل الصدفة، أن تبعد الأرض بمسافة مثالية عن الشمس التي توفر لنا الطاقة اللازمة على شكل ضوء و حرارة ؟

    هل الصدفة هي من جعلت الأرض تدور حول الشمس بالسرعة المناسبة، و هي من جعلت كوكبنا يقوم بدورة كاملة حول محورها كل 24 ساعة، و هي من أمالها بالنسبة لمحورها حسب زاوية مثالية ؟ هل الصدفة هي من وهب للأرض غلافها الجوي الذي يحميها و يجعل الحياة ممكنة بفضل مزيج من الغازات بنسب دقيقة ؟

    هل توفُّرُ الأرض على الماء والتربة اللازمين للغذاء، و قُدرتُها على إنتاج الكثير من الفاكهة والخضروات و غيرها من المواد الغذائية اللذيذة و المختلفة الألوان .. هو من قبيل الصدفة ؟

    هل الصدفة هي التي أوجدت السماوات، و الجبال، و الأنهار و البحيرات، و الزهور و النباتات و الأشجار الناذرة الجمال، والعديد من الكائنات الحية الأخرى الرائعة ؟ ". ا.هـ.

    صراحة، هذه تساؤلات حقيقة بالتأمل و التفكير المنصف، من طرف الباحثين عن الحق ..
    و بعد هذا المقال الرائع، أختم بسؤال مباشر، مُوجه إلى الملاحدة و أمثالهم :

    الواقع يشهد بأن هناك توازنا بديعا دقيقا .. فمن أوجده ؟

    و الحمد لله رب العالمين.

    أحب الصالحين ولست منهم ** لعلي أن أنال بهم شفاعة
    و أكره من تجارته المعاصي ** و لو كنا سواء في البضاعة
    تغيُّب ..

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jun 2010
    الدولة
    مصر
    المشاركات
    85
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    والتوازن فى الكائن الحى

    والتوازن فى جسم الانسان وكمال الاعضاء وترابطها ببعض

    من خلق لى جهاز مناعى يعرف الضار من النافع ويحمى جسمى منه

    هل الصدفه تقدر على هذا
    لا احتاج ان اكون فلكيا او علامه حتى اعرف ان الله موجود
    مجرد نظره متأمله لجسد الانسان وما به من اتقان تجعل الانسان يعلم ان من خلقه هو الله العظيم وليست الصدفه
    وصدق الله عزو جل :
    وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالإِنسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لا يَسْمَعُونَ بِهَا أُوْلَئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُوْلَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ
    ان تكون عاقلا ذلك شىء جميل. ولكن اعقل العقلاء من يقوده عقله الى الحقيقه

    التى بدونها تكون الحياه عبثا وجنونا وتعاسه

    (حكيم)


    الحمد لله على نعمه الاسلام

  3. #3

    افتراضي

    يا ملحد عفوا يا شاك ! من جعل لك عينان لتبصر و أذنان لتسمع و أنف لتشم و لسانا لتتذوق .... و اللائحة طويييييييييييييييلة !!!!!
    كما قال valiron 1990:
    لا احتاج ان اكون فلكيا او علامه حتى اعرف ان الله موجود
    مجرد نظره متأمله لجسد الانسان وما به من اتقان تجعل الانسان يعلم ان من خلقه هو الله العظيم وليست الصدفه
    وصدق الله عزو جل :
    وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالإِنسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لا يَسْمَعُونَ بِهَا أُوْلَئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُوْلَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. المسجد الأقصى ، تعريف ، عرض ، تواصل ، ......
    بواسطة نائل سيد أحمد في المنتدى قسم الاستراحة والمقترحات والإعلانات
    مشاركات: 28
    آخر مشاركة: 11-02-2014, 09:44 PM
  2. مساعدة: عدد الكائنات الحية وتاثيرها على توازن البيئي
    بواسطة njoom في المنتدى قسم العقيدة والتوحيد
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 03-20-2008, 04:25 AM
  3. كتاب الله يخبركم عن توازن الكون واتقانه
    بواسطة مجدي في المنتدى قسم الحوار عن المذاهب الفكرية
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 06-21-2006, 06:29 PM

Bookmarks

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
شبكة اصداء