الأمر واسع و لا أظن ان الشيخ برهامي يقصد بعض المفاهيم التي ترد على اذهاننا..و المقصود ان السلفية او غيرها من الأسماء انما هي للتوضيح و تعيين المنهج الذي أتى به الاسلام عامة الأمور و خواصها فهو كاسم الشافعي او الحنلي او اسم اهل الحديث او اسم اهل السنة و الجماعة او اسم الأثري و غيرها من الأسماء التي وضعت اصل من اكابر العلماء لتمييز منهج الحق الذي أتى به الاسلام .. فان قالوا انه يدعى الى هذا الاسم فانما يقصدون الدعوة الى المنهج الذي اتى به الاسلام و الذي وضع الاسم لتوضيح خصيصة من خصائصه ..فاسم السلفية وضع لبيان خصيصة ان هذا المنهج يربط فروع الأمة بجذورها و يقيم طريقها على اجماع سلفها و هي الخصلة التي انكرها كثير من الخلف اليوم ..و الأثري هو اسم وضع لبيان خصيصة اخرى لهذا المنهج و هي ان الأثر المسند دعامة اساسية من دعائمه في مواجهة من انكر هذه الدعامة من غلاة العقلانيين قديما و حديثا...و اهل الحديث للدلالة على خصلة المنهج النقدي الذي اتى به الاسلام في الرجال و الاتباع و تمييز الصحيح من الضعيف من الأقوال و عدم الانجرار وراء مجرد الانبهار الفكري و الواقعي بالمنتجات الفكرية لحضارات الروم و الفرس و اليونان كما فعله من كان في مقابل اهل الحديث من دعاة الكلام و الفلسفة الى يومنا..و اهل السنة و الجماعة هو للدلالة على خصلة الالتزام بخيط نور النبوة و انه كل من كان اقرب زمكانا الى مصدر نور النبوة كلما كان اكثر عصمة من الخطأ و ان هذا النور هو الذي له الصفة المطلقة في العصمة من الزلل لا منطق يونان و لا رأي و لا عقلانية و لا حدس و لا كشف و لا ذوق و الجماعة في التزام سواد المسلمين و جماعتهم و ان الحق لا يخرج من بينهم و ان اختلفوا و ان اختلافهم لا يعني تدابرهم و تنافرهم و عدم تراحمهم و مواجهة الذئاب جماعة كما تواجهنا جماعة...في مواجهة من انكر اثر القرب من نور النبوة و انكر السنة و حكم العقل او الذوق او الكشف او المنامات عليها بدل العكس او لم يلق بالا لاجماع المسلمين و جماعتهم و اصل سوادهم في مواجهة خصومهم المتربصين بهم...هذا هو القصد من كلام الشيخ برهامي فيما اظن و هو على معنى كلام اكابر علماء السلفية في معنى الدعوة الى هذه الأسماء اي الاستعانة بها في التمييز بها بين منهج الاسلام في نقاوته وبداياته الأولى و بين ما طرأ عليه من البدع بعضها...مع اجماع قولهم على ان هذه الأسماء لا يعادى عليها و لا يوالى و ان الموالاة و المعاداة لا تقوم الا على الأسماء التي اناط بها الشارع نفسه معاني الولاء و البراء و لا تكون الدعوة في الأصل االا اليها و الى الجماعة المنتمية اليها عموما ايا كانت الطائفة او المذهب الفقهي او السلوكي المتبع.. كالاسلام و التوحيد و النبوة و الايمان و الكفر و الفسق و غيرها...هذا ما فهمته من علماء السلفية الأوائل و الأواخر فان كان حقا فمن الله و ما كان باطلا فمني و الشيطان...
Bookmarks