ف عن أبى موسى عن النبى -صلى الله عليه وسلم- قال « إذا استعطرت المرأة فمرت على القوم ليجدوا ريحها فهى كذا وكذا ». قال قولا شديدا. رواه ابو داود

وفي رواية البيهقي قال صلى الله عليه وسلم :« أيما امرأة استعطرت فمرت على قوم ليجدوا ريحها فهى زانية وكل عين زانية »

وفي رواية النسائي قال صلى الله عليه وسلم " أيما امرأة استعطرت فمرت على قوم ليجدوا من ريحها فهي زانية "

فالحذر الحذر من هذا المدخل الذي وقعن فيه كثير من النسوة اللاتي تظن من نفسها انها حديقة بلا زهور , او ياسمينة مقطوفة تسيح وتنتظر من يضعها في ورق الورود !

قال المناوي "( وكل عين زانية ) أي كل عين نظرت إلى محرم من امرأة أو رجل فقد حصل لها حظها من الزنا إذ هو حظها منه وأخذ بعض المالكية من الحديث حرمة التلذذ بشم طيب أجنبية لأن الله إذا حرم شيئا زجرت الشريعة عما يضارعه مضارعة قريبة وقد بالغ بعض السلف في ذلك حتى كان ابن عمر رضي الله عنه ينهى عن القعود بمحل امرأة قامت عنه حتى يبرد أما التطيب والتزين للزوج فمطلوب محبوب قال بعض الكبراء تزيين المرأة وتطيبها لزوجها من أقوى أسباب المحبة والألفة بينهما وعدم الكراهة والنفرة لأن العين رائد القلب فإذا استحسنت منظرا أوصلته إلى القلب فحصلت المحبة وإذا نظرت منظرا بشعا أو ما لا يعجبها من زي أو لباس تلقيه إلى القلب فتحصل الكراهة والنفرة ولهذا كان من وصايا نساء العرب لبعضهن إياك أن تقع عين زوجك على شيء لا يستملحه أو يشم منك ما يستقبحه

ويقول
" ( أيما امرأة استعطرت ) أي استعملت العطر أي الطيب يعني ما ظهر ريحه منه ( ثم خرجت ) من بيتها ( فمرّت على قوم ) من الأجانب ( ليجدوا ريحها ) أي بقصد ذلك ( فهي زانية ) أي عليها مثل إثم الزانية لأن فاعل السبب كفاعل المسبب وهذا مبالغة بقصد الزجر والتنفير ( وكل عين زانية ) أي وكل عين نظرت إلى محرم من امرأة أو رجل فقد حصل لها حظها من الزنا فينا لها من العذاب الذي يستحقه الزاني بالحصة"

وقال المباركفوري "( فمرت بالمجلس ) أي مجلس الرجال ( يعني زانية ) لأنها هيجت شهوة الرجال بعطرها وحملتهم على النظر إليها ومن نظر إليها فقد زنى بعينيه فهي سبب زنى العين فهي آثمة "

ويعلل المناوي بذلك بكلام جيّد حيث يقول " ( فهي زانية ) أي هي بسبب ذلك متعرضة للزنا ساعية في أسبابه داعية إلى طلابه فسميت لذلك زانية مجازا ومجامع الرجال قلما تخلو ممن في قلبه شدة شبق لهن سيما مع التعطر فربما غلبت الشهوة وصمم العزم فوقع الزنا الحقيقي ومثل مرورها بالرجال قعودها في طريقهم ليمروا بها"


ومن الاحاديث التي نهت عن خروج المرأة مستعطرة منها ما ذكره المنجد حفظه الله حيث نقل :

1-عن أبي موسى الأشعري قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :"أيما امرأة استعطرت فمرت على قوم ليجدوا من ريحها فهي زانية "

2-عن زينب الثقفية أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " إذا خرجت إحداكن إلى المسجد فلا تقربن طيبا ". النسائي

3-عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أيما امرأة أصابت بخورا فلا تشهد معنا العشاء الآخرة " . مسلم

4-عن موسى بن يسار عن أبي هريرة : " أن امرأة مرت به تعصف ريحها فقال : يا أمة الجبار المسجد تريدين ؟ قالت : نعم ، قال: وله تطيبت ؟ قالت : نعم ، قال : فارجعي فاغتسلي فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " ما من امرأة تخرج إلى المسجد تعصف ريحها فيقبل الله منها صلاة حتى ترجع إلى بيتها فتغتسل ". البيهقي"

وكذا امر النبي صلى الله عليه وسلم "لا تمنعوا إماء الله مساجد الله ولتخرجن وهن تفلات " . قال أبو جعفر : يعني غير متطيبات


وليس في هذه الاحاديث المنع من التنظف وان تخرج متعرقة متبذلة , بل المقصود ان يكون هذا التزين والتعطر للزوج

والله اعلم