صفحة 1 من 3 123 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 15 من 35

الموضوع: إِلاَّ مَن سَفِهَ نَفْسَهُ

  1. #1

    افتراضي إِلاَّ مَن سَفِهَ نَفْسَهُ

    بسم الله الرحمن الرحيم

    يتعامل القران العظيم مع قضية وجود الله باعتبارها بدهية لا تحتاج الى برهان
    بل ان القران الذى اعتنى باثبات التوحيد اعتبر التوحيد ايضا مسالة بدهية
    {وَمَن يَرْغَبُ عَن مِّلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلاَّ مَن سَفِهَ نَفْسَهُ)

    فانكار وجود الله او وحدانيته الغاء للعقل و استخفاف به
    و الايمان هو نداء الفطرة و موقف العقل السوى
    و كما فى الحديث " إني خلقت عبادي حنفاء فاجتالتهم الشياطين"
    و ياتيك الملحد الشاذ المنكر لله و الشيطان ليجادل
    فيلجئنا عقله غير السوى الى البرهنة , ليس على وجود الله فحسب , بل و البرهنة على ان عقل الملحد مريض يحتاج الى علاج, هذا على فرض سلامة سريرته و حرصه بالفعل على ادراك الحقيقة , و الا فقد اشار الكتاب المعجز الى ان من اسباب الكفر الحب المرضىللدنيا
    " إِنَّ الَّذِينَ لا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا وَرَضُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاطْمَأَنُّوا بِهَا وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ آيَاتِنَا غَافِلُونَ"

    و لا انسى اعتراف احد مشاهير اللادينية فى دنيا النت انه يشعر بلذة لا توصف لاحساسه انه لا اله فى هذا الكون و لا قيود و لا حساب !
    و نعود الى البرهان المذكور
    عندما تتامل موقف الملحد و اللادينى من الدين تجد مبرره فى النقد ان فى الدين نقص , فالقران و الدين و السيرة فى زعمه فيها نقائص
    فهو كما ترى ينشد الكمال
    و ليس كمالا محدودا بل كما ل مطلق
    و عندما تتامل موقفه من الله المستجمع فى عقيدة المسلمين لصفات الكمال تجده ينكر هذا الخالق العظيم
    و عندما تتامل ما سبق تكتشف انه سفه نفسه
    فلا شك ان الانسان يشعر فى اعماقه بانه يحب الكمال اللامحدود
    و المحبة وصف وجودى لا تكون دون موصوف و محبوب
    تماما كما ان العطش دليل وجود الماء
    فالحب قرين الواقعية و الوجود
    و الانسان عاشق للحقيقة اللامحدودة و اذا رايته مندفعا وراء تحقيق كمالات مؤقتة او محدودة فانما يتحرك فى هذا السبيل بدافع ن طلب الكمال المطلق و ان اشتبه فى المصداق
    فالتناقض بين طلب الكمال التام فى الدين و النبى , و بين انكار وجود الكمال المطلق اى الله تعالى لا يصدر الا ممن سفه نفسه
    و هى ملة ابراهيم عليه السلام -الذى لا يحب الافلين -و التى لا يفارقهاالا سفيه
    فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَى كَوْكَبًا قَالَ هَـذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لا أُحِبُّ الآفِلِينَ 76 فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغًا قَالَ هَـذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِن لَّمْ يَهْدِنِي رَبِّي لأكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ 77 فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَـذَا رَبِّي هَـذَآ أَكْبَرُ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ 78 إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ حَنِيفًا وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ 79

    و لا يختلف موقف الللادينى المقر بوجود خالق عن موقف الملحد

    فكلاهما يطلب الكمال المطلق و هو دليل وجود هذا الكمال , و مع ذلك ينكر الملحد وجود الخالق المستجمع لصفات الكمال
    و يثبت اللادينى خالقا ناقصا لا يتواصل مع خلقه و لا يعنى بامرهم و مع انه لا شك بين العقلاء فى حاجتهم الى التكليف فى طريق تكاملهم , و عدم تكليف الخالق اما لعدم علمه بحاجتهم إلى التكليف ، وهذا جهل يتنزه عنه الحق تعالى ، وإما لان الله أراد حجبهم عن الوصول إلى كمالاتهم ، وهذا بخل يستحيل على الجواد المطلق ، وإما لانه أراد تكليفهم فلم يمكنه ذلك ،
    وهو عجز يمتنع على القادر المطلق ، فلا بد من تكليف البشر ، ومن الضروري أن التكليف يحتاج إلى مبلغ من نوع البشر يوقفهم على خفي التكليف وجليه
    و الخالق الذى يخلق خلقا كالانسان و يهمله و لا يحاسب و لا يعتنى مطلقا بكل المظالم و الافساد البشرى فى الارض و لا يعوض من انهكته الالام هو خالق عابث و ناقص
    و بهذا تثبت للعاقل النبوة و يثبت المعاد و الاخرة
    و يثبت معها ان منكر النبوة ايضا قد سفه نفسه

    نبوة محمد
    سفاهة الرافض لملة ابراهيم هى سفاهة المنكر لنبوة محمد - دعوة ابراهيم - عليهما صلوات الله
    فمن ابسط ادلة نبوة ابى القاسم انه قدم للبشرية الهدى الذى تحتاجه من الخالق
    و قد كان كفار مكة يعرفون فى قرارة انفسهم انه جاء بهذا الهدى (وقالوا إن نتبع الهدى معك نتخطف من أرضنا)
    فسيرته صلوات الله عليه قصة كفاح فى سبيل ان يعرف الناس ان لهم الها واحد فى محيط جاهلى يعتقد ان لله بنات و ابن و شركاء ,فجاهد من اجل الله و و كان يقدم فى المعارك احب الناس اليه بل كانوا يحتمون به اذا حمى الوطيس , وصحح انحرافات الاديان الكتابية و واجه اهل الكتاب الذين يزعم البعض انه تعلم منهم بكل ثقة , و لم يسال على ذلك اجرا الا المودة فى القربى
    فلماذا الشك فى صدق هذا الانسان الشريف ؟
    (اتَّبِعُوا مَن لاَّ يَسْأَلُكُمْ أَجْرًا وَهُم مُّهْتَدُونَ)
    فالاسلام قام و يستمر فى الواقع على حب الناس لمحمد(و اجعل افئدة من الناس تهوى اليهم )و ادراكهم انه اكمل من ان يفترى على الله

    فصلاته – حتى تتورم قدماه – و نسكه و حياته وموته كان لله رب العالمين

    و هم يرونه ينسب : القران لغيره و هو حسب افتراض خصومه انفس اثار عقله و اغلى ما جادت به قريحته؟ .
    فلماذا لا ينسبه لنفسه ؟
    ان قيل انه راى فى نسبته الى الوحى الالهى ما يعينه على هدفه المفترض باستيجاب طاعة الناس له و نفاذ امره فيهم لان تلك النسبة تجعل لقوله من الحرمة و التعظيم ما لا يكون له لو نسبه لنفسه
    فهذا فى الواقع قياس فاسد فى ذاته لان صاحب هذا القران قد صدر عنه الكلام المنسوب الى نفسه و الكلام المنسوب الى الله فلم تكن نسبته ما نسبه الى نفسه بناقصة من لزوم طاعته شيئا , و لا نسبة ما نسبه الى ربه بزائدة فيها شيئا , بل استوجب على الناس طاعته فيهما على السواء ,فكانت حرمتهما فى النفوس على سواء , و كانت طاعته من طاعة الله و معصيته من معصية الله , فهلا جعل كل اقواله من كلام الله تعالى لو كان الامر كما يهجس به ذلك الوهم؟

    و هو انسان كامل يقول عنه احد القسس المعادين له :
    كانت شخصية محمد بن عبد الله الهاشمى القرشى ، النبى العربى ، مجموعة عبقريات مكنته من تأسيس أمة و دين و دولة من لا شىء .
    و هذا لم يجتمع لأحد من عظماء البشرية . كان محمد عبقرية دينية ... و كان محمد عبقرية سياسية ... و كان عبقرية دبلوماسية ... و كان محمد عبقرية عسكرية ... و كان محمد عبقرية إدارية ... و كان محمد عبقرية تشريعية ... و أخيرا كان محمد عبقرية أدبية"
    و قد ادرك المسلمون الذين عايشوا هذ الانسان الطاهر ان الامر ليس عبقرية او سحر كما تقول قريش بل نبوة , و كما نقول العبقرية تكون فى ميدان او اثنين لا فى كل الميادين
    و كنت اناقش بعض اللادييين حول تهمة شهوانية النبى- الذى لم يتزوج الا بعد الخامسة و العشرين من سيدة غير شابة ظل مخلصا لها حتى بعد زيجات لاسباب اجتماعية واضحة لا تثبت شهوانية غير منطقية بعد تجاوز الخمسين- , و فى خضم وقاحتهم ذكرت لهم اسماءا لاشخاص يعظمهم هؤلاء و يجعلونهم من القمم المحترمة مع انهم معروفون بالشذوذ الجنسى !
    فبما تفسر هذا الطعن فى محمد وهذا التعظيم و الاحترام لهؤلاء الحثالى ؟

    هل هو سفه ام حقد يغلى فى نفوس غير سوية ؟

    و مرة اخرى يلجئنا السفه الى البرهنة ,فيقولون اين المعجزة ؟
    و اول جواب ان العقل السوى يثبت وجود النبوة و الانبياء كما سبق , و اذا لم يكن محمد
    نبيا فلا انبياء
    و قد كان اهل الكتابين يعرفون نبوته لانها تثبت عندهم بدليل بسيط هو عند اليهود حلول اللعنة على بنى اسرائيل حتى بعد المسيح ابن مريم كما شرح ذلك صاحب الرسالة السبعينية فكان لا بد من نبى يضع الاصر عن بنى اسرائيل و كانوا ينتظرونه –لذا تجد فى اشارة القران العظيم لبشارة التوراة بمحمد انه يضع عنهم اصرهم و الاغلال –
    فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به
    اما المعجزة فمن تامل شخصية محمد سيجد فيها المعجزة
    و قد كان قرانا يمشى و القران ايضا معجز
    و لن نتحدث عن الاعجاز البيانى و العلمى و نحوه بل نلخص الامر فى جملة وصف بها القران فى الاثار :
    (لا تنقضى غرائبه )
    القران معجزة لمن تدبره لا لمن يفتشون فى اياته عن نقاط ضعف متوهمة ليهاجموا الدين
    هذا الكتاب العزيز لا مثيل له و لا يقدر بشر على الاتيان بمثله , فهو كلام الخالق المطلق الذى لا تنفذ زخيرته و لا تنقضى عجائبه المبهرة
    لكن كيف يتوصل الباحث الى هذاالادراك ؟
    الوصول لذلك يكون بتدبر القران مع الوقوف على كتب علماء الاسلام التى تحتج بالقران و تستنبط منه المعانى و الادلة , و ستبهرك الغرائب و العجائب مع توفيق الله لطالب الحق المخلص الذى يطلب الهداية من الخالق العظيم و كما فى الحديث " استهدونى اهدكم "


    و لنضرب مثالا
    قد يتسائل المرءعن الغرض من العقوبة الالهية ؟
    فهل هو التّشفي كما في قوله سبحانه: (وَ مَن قُتِلَ مَظْلُوماً فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَاناً فَلاَ يُسْرِف فِّي الْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنصُورًا)؟
    ولكن هذه الغاية منتفية في جانب الحق سبحانه لأنه أجلّ من أنْ يكون له هذا الداعي
    . ام هو لياخذ الاخرون العبرة ؟
    لكن هذا إنَّما يصح في دار التكليف لا في دار الجزاء. يقول سبحانه: (الزَّانِيَةُ وَ الزَّانِي فَاجْلِدُواْ كُلَّ وَاحِد مِّنْهُمَا مِاْئَةَ جَلْدَة وَ لاَ تَأْخُذْكُم بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَ الْيَوْمِ الآَخِرِ وَ لْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَـائِفَةٌ مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ)
    فقوله: (وَ لْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَـائِفَةٌ مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ) قرينة على أنَّ الغاية من جلد الزانية و الزاني هو اعتبار الآخرين، أو أنه أَحد الغايات.
    نقرر بدءا حقيقة عقلية هى ان السؤال عن غاية العقوبة، و إنها هل هي للتشفي أو لإِيجاد الإِعتبار في غير المعاقَب إنما يتوجه على العقوبات التي تترتب على العمل عن طريق التقنين و التشريع، فللتعذيب في ذلك المجال إحدى الغايتين: التَشَفّي أو الإِعتبار
    أما إذا كانت العقوبة أثراً وضعياً للعمل -كما سياتى -، فالسؤال ساقط، لأَن هناك ضرورة وجودية بين وجود المجرم والعقوبة التي تلابس وجوده في الحياة الأخروية، فعند ذلك لا يصح أن يُسأل عن أن التعذيب لماذا، و إِنما يتجه السؤال مع إمكان التفكيك، و الوضع والرفع، كالعقوبات الإِتفاقية
    نفتش فى القران فنجد قوله تعالى
    : (إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَـامَى ظُـلْماً إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا)
    وَلاَ يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَـاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ هُوَ خَيْرًا لَّهُم بَلْ هُوَ شَرٌّ لَّهُمْ سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُواْ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ)
    (يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَـذَا مَا كَنَزْتُمْ لأَِنفُسِكُمْ فَذُوقُواْ مَا كُنتُمْ تَكْنِزُونَ)
    هذه الآيات تدل على حضور نفس العمل يوم القيامة، لكن باللباس الأخروي، و هذا يعرب عن أَنَّ لفعل الإِنسان واقعية تتجلى في ظرف بصورة و في آخر بأُخرى
    و هذه الإعمال تلازم وجوده و لا تنفك عنه، فإِذا كان عمل كل إِنسان يعد من ملازمات وجوده، و ملابسات ذاته، فالسؤال عن أنَّ التعذيب لماذا، يكون ساقطاً، إِذ السؤال إِنما يتوجه إذا كان التفكيك أمراً ممكناً
    فالانسان لا يحشر وحده بل يحشر مع ما يلازم وجوده و يقارنه و يلابسه و لا ينفك عنه
    و فى ذلك يقول تعالى
    "وَ كُلَّ إِنسَان أَلْزَمْنَـاهُ طَـائرَهُ فِي عُنُقِهِ"

    و تتوالى الايات و العجائب
    يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْس مَّا عَمِلَتْ مِنْ خَيْر مُّحْضَر"
    "وَ وَجَدُواْ مَا عَمِلُواْ حَاضِرًا وَلاَ يَظْـلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا)
    (يَابُنَيَّ إِنَّهَا إِن تَكُ مِثْقَالَ حَبَّة مِّنْ خَرْدَل فَتَكُن فِى صَخْرَة أَوْ فِي السَّمَـاوَ اتِ أَوْ فِي الاَْرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ)
    و تواصل التدبر فتجد قوله تعالى قال سبحانه: (مَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الآَخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ وَ مَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا "
    ِفذات العمل طاعة كان أو عصيانا، حَبٌّ يزرعه الإِنسان في حياته الدنيوية، و هذا الحَبّ ينمو و يتكامل و يصير حرثاً له في الاخرة

    هذه قطرة من بحر لا ينزف
    التعديل الأخير تم 08-05-2010 الساعة 04:21 AM

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    الدولة
    ليبيا
    المشاركات
    485
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    أحسنت أخي بارك الله في علمك
    قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ

    لا صلاح لآخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها
    الخير الخير في اتباع من سلف والشر الشر في ابتداع من خلف

  3. #3

    افتراضي

    انا صراحه عاجزه عن وصف المقال بالكلمات

    لكن لخصت بارك الله فيك الكثير من المواضيع المهمه بأسلوب واضح وموجز

    (السهل الممتنع )

    جزاك الله خيرا وزادك علما

  4. افتراضي

    جزاك الله خيرا
    شَهِدَ اللّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلاَئِكَةُ وَأُوْلُواْ الْعِلْمِ قَآئِمَاً بِالْقِسْطِ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Sep 2009
    الدولة
    أرض الله
    المشاركات
    646
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    جزاك الله خيرا أخي الفاضل ، وزادك الله علما ورفعة ..
    " أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَمْ مَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ "



  6. #6

    افتراضي

    .قطرة اخرى
    إن متشابهات القرآن مصدر تخريب للقرآن بيد المخربين، ولكن القرآن نفسه حمى نفسه بنفسه من هذا المعول . حيث لا يصح الجمع بين المتشابهات (فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاء تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الألْبَابِ) هذه حصانة اسقطت كل التلاعب بالقرآن
    إن من يفهم هذه الآية المباركة يدرك أن جميع من يريد تخريب القرآن إنما يقوم بالجمع بين المتشابهات والقرآن قد شخص هذه الحالة. وقال إن استخدامها لا ينفع. وهو زيغ وفتنة وتأويل الكتاب بالباطل . وليس لهم القيامة به ، فتأويله عند أولي الرسوخ الذين يفهمون التشابه.
    هذه عصمة للقرآن بحيث أنه يستبطن رد كل ما قالوه عنه بجملة واحدة .
    فلا راد للقرآن مطلقا.
    وكل من يدعي الرد فهو قد جمع المتشابهات وهذه محسومة مسبقا.
    والنتيجة السقوط

    و نضرب مثالاللمتشابه :اختلف المسلمون فى مسالةافعال العباد نتيجة الاخلاف فى فهم ايات الاضلال و الهداية , و اعجاز لقران يتجلى ايضا فى هذه المواطن عندما يقف المتدبر على اسرار الهداية المنقذة من الحيرة
    يقول سبحانه :"وَلَوْ شَاء اللّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلكِن يُضِلُّ مَن يَشَاء وَيَهْدِي مَن يَشَاء وَلَتُسْأَلُنَّ عَمَّا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ " النحل -93
    فهل تدل الاية الكريمة على الجبر ؟
    هذا ما فهمه البعض خطئا , و ما فهمه اعداء القران عمدا طلبا لتخطئته
    و المخرج من هذا و امثاله ان نفهم طبيعة هذا الكتاب العزيز
    قال تعالى : (اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُّتَشَابِهًا مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاء) الزمر :23
    لا يسمى الشئ مثاني إلا إذا كانت له مطاوي ومحاني ومعاطف ومنعَرَجات .

    تقول : ثنى الشيء ثَنْياً : أي ردَّ بعضه على بعض وقد تثنى وانثنى . وأثناؤه ومثانيه : قواه وطاقاته وأثناء واحدها ثني ومثناة ومثناة عن ثعلب
    وأثناء الحية : مطاويها إذا تحوَّت أي إذا انطوت . وثني الحية : انثناؤها وهو أيضا ما تعوج منها إذا تثنت والجمع أثناء .
    ومثاني الوادي ومحانيه : معاطفه . والثِّني : واحد أثناء الشيء أي تضاعيفه تقول : أنفذت كذا ثِنْيَ كتابي أي في طيه .
    وثِنْي الناقة ولدها وكذلك المرأة . أقول سمي ولد الناقة او ولد المرأة ثني ، لانه كان في أحنائهما وطياتهما .

    وفي ضوء ذلك يتضح ان وصف الكتاب بالمثاني معناه ان آياته لها ارتباط بعضها ببعض كارتباط المحاني ومعاطفها ومنعرجاتها بعضها ببعض ، وكارتباط محاني الوادي ومنعطفاته ومنعرجاته بعضها ببعض .

    ولم يترك القرآن قارئه حيران لا يهتدي الى هذه المنعرجات والمحاني والبطون بل هداه إليها بواسطة ألفاظ الآية أو مترادفاتها غالبا وأحيانا بواسطة عبارة أو جملة منها .

    و عندما نطبق هذا هنا نجد قوله تعالى :"إِنَّ هَذِهِ تَذْكِرَةٌ فَمَن شَاء اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلًا " المزمل
    و قوله تعالى :"وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ
    الكهف
    و هو نص لا يحتمل الا ان الايمان و الكفر الى مشيئة المكلف , و ان اتخاذ السبيل الى مشيئة المكلف
    و حمل المحتمل على النص و تفسيره به و رد المتشابه الى المحكم شان المؤمن الواعى بطبيعة القران , بينما اتباع المتشابه المحتمل - فى مورد المحكم و النص غير المحتمل - شان اهل الزيغ
    يقول الامام القاسم الرسى رحمه الله :" زعموا ..أن العباد ما شاءوا شيئا قط، ولا يريدون شيئا، .. فرد الله عليهم بقوله:﴿ من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر ﴾ [الكهف:29]. و:﴿ من شاء اتخذ إلى ربه سبيلا ﴾ [الإنسان:29]. وقال:﴿كلاَّ إنها تذكرة فمن شاء ذكره، في صحف مكرمة ﴾ [عبس:11 - 13]. وقال موسى، عليه السلام:﴿ لو شئت لاتخذت عليه أجرا ﴾ [الكهف: 29]. وقال أهل الجنة:﴿ الحمد لله الذي صدقنا وعده وأورثنا الأرض نتبوأ من الجنة حيث نشاء ﴾ [الزمر:74]. "

    فماذا عن الاية الاولى ؟
    الاية الشريفة من المحتمل , و قد بينت نصوص السنة الشريفة سرها
    ففى الحديث القدسى الذى اخرجه مسلم " كلكم ضال الا من هديته فاستهدونى اهدكم "
    فرتب تعالى هدايته للعبد على استهدائه نفسه و ارادته اياها و طلبه لها
    و كذلك قوله تعالى "وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلاَّ الْفَاسِقِينَ" البقرة
    فضلالهم به لعلة كونهم فاسقين بارادتهم
    و عليه نفهم قوله تعالى" وَلكِن يُضِلُّ مَن يَشَاء وَيَهْدِي مَن يَشَاء "
    فهو بمعنى يضل من يشاء الضلالة , و يهدى من يشاء الهداية
    بارجاع الضميرين فى " يشاء " الى القريبين و هما " من " لا البعيد و هو كلمة " الله "
    على قاعدة ارجاع الضمير الى القيب دون البعيد اذا دار بينهما
    و حتى لو رجع الى البعيد فانه تبين فى الكتاب و السنة ان الذى يهديه هو من يستهديه , و الذى يضله هو من يقتحم الفسق باختياره
    و يقول تعالى فى ذات الاية من سورة النحل :" وَلَتُسْأَلُنَّ عَمَّا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ "و هو ينادى بان الضمير للقريب تنزيها لله عن الظلم

    ي
    التعديل الأخير تم 08-13-2010 الساعة 09:08 PM

  7. #7

    افتراضي

    تتمة : اما قوله تعالى "وَمَا تَشَاؤُونَ إِلَّا أَن يَشَاء اللَّهُ " الانسان
    فهى ايضا من المحتمل الذى يجب حمله على النص المحكم
    فان المتعدى اذا لم يذكر له مفعول يدل ذلك على ان المقصود هو الفعل دون ملاحظة مفعوله فيكون المتبادر من قوله تعالى "وَمَا تَشَاؤُونَ إِلَّا أَن يَشَاء اللَّه "هو ذات المشيئة, بمعنى انكم لا تكونون -احرارا - ذوى مشيئة الا بسبب ان يشاء الله لكم ذلك
    و المقصود الاشارة الى طبيعة القران المعجز الذى وصفه الله تعالى بانه " مثانى ", و لا يوجد كتاب فى الكون يماثل هذا
    التعديل الأخير تم 08-13-2010 الساعة 10:23 PM

  8. #8

    افتراضي

    قطرة اخرى ..
    يحتج خصوم محمد بالايات التى تحتمل معنى انه لم يات بمعجزات
    فمن هذه الايات قوله تعالى : " وما منعنا أن نرسل بالايات إلا أن كذب بها الاولون وآتينا ثمود الناقة مبصرة فظلموا بها وما نرسل بالايات إلا تخويف"

    و قد اجاب علماء الاسلام بان المقتضي للارسال بالايات هو اقتراح المقترحين . ومن الضروري أن المقترحين إنما يقترحون امورا زائدة على الايات التى تتم بها الحجة ، فإن هذا المقدار من الايات مما يلزم على الله أن يرسل به لاثبات نبوة نبيه ، وما زاد على هذا المقدار من الايات لا يجب على الله أن يرسل به ابتداء ، ولا يجب عليه أن يجيب إليه إذا اقترحه المقترحون .

    سيقول الخصم ان هذا توجيها متحيزا لم يرد به القران
    والرد ان نرجع الى القران و نفهم طريقته ,فالقران وصف بانه محكم و مثانى , و بتتبع نظائر الاية يفتينا القران , فيجد المتدبر قوله تعالى :"وَأَقْسَمُواْ بِاللّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَئِن جَاءتْهُمْ آيَةٌ لَّيُؤْمِنُنَّ بِهَا قُلْ إِنَّمَا الآيَاتُ عِندَ اللّهِ وَمَا يُشْعِرُكُمْ أَنَّهَا إِذَا جَاءتْ لاَ يُؤْمِنُونَ 109 وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُواْ بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَنَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ 110
    الانعام
    فهنا تذيع الايات الشريفة سر المسالة , فهم اتتهم المعجزات و لم يؤمنوا بها اول مرة , بل اقترحوا بعد تكذيبهم لها ايات اخرى
    و نواصل التدبر فنجد قوله تعالى " وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم " و فيه بيان لعلة منع الايات المقترحة
    فتكذيب الايات المقترحة يوجب نزول العذاب على المكذبين . وقد ضمن الله تعالى رفع العذاب الدنيوي عن هذه الامة إكراما لنبيه صلى الله عليه واله وسلم وتعظيما لشأنه , و هوالرحمة المهداة

    ثم نلاحظ مورد هذه الاية الكريمة وسياقها . فنجد الاية التى قبلها هي قوله تعالى : " وإن من قرية إلا نحن مهلكوها قبل يوم القيامة أو معذبوها عذابا شديدا كان ذلك في الكتاب مسطورا " .
    وقد ذكرت فيها آية ثمود التي أعقبها نزول العذاب عليهم . وقصتهم مذكورة في سورة الشعراء ، وختمت هذه الاية بقوله تعالى : " وما نرسل بالايات إلا تخويفا " .

    فهذه قرائن دالة على أن المراد بالايات الممنوعة هي الايات المقترحة التي تستلزم نزول العذاب .
    ثم نواصل التدبر و سبر الايات القرآنية , فيظهر لنا ظهورا تاما لا يقبل التشكيك أن المشركين كانوا يقترحون إنزال العذاب عليهم ، أو يقترحون آيات اخرى نزل العذاب على الامم السابقة بسبب تكذيبها .


    فمن القسم الاول قوله تعالى : " وإذ قالوا اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم 8 : 32 .

    وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون : 33 .

    قل أرأيتم إن أتاكم عذابه بياتا أو نهارا ماذا يستعجل منه المجرمون 10 : 50 .

    ولئن أخرنا عنهم العذاب إلى أمة معدودة ليقولن ما يحبسه 11 : 8 .

    ويستعجلونك بالعذاب ولولا أجل مسمى لجاءهم العذاب وليأتينهم بغتة وهم لا يشعرون 29 : 53 " .


    ومن القسم الثاني
    وقوله تعالى : " وإذا جاءتهم آية قالوا لن نؤمن حتى نؤتى مثل ما أوتي رسل الله ألله أعلم حيث يجعل رسالته سيصيب الذين ظلموا صغار عند الله وعذاب شديد بما كانوا يمكرون 6 : 124 .

    فليأتنا بآية كما أرسل الاولون 21 : 5 .

    فلما جاءهم الحق من عندنا قالوا لو لا أوتي مثل ما أوتي موسى أولم يكفروا بما أوتي موسى من قبل قالوا سحران تظاهرا وقالوا إنا بكل كافرون 28 : 48 " .


    ويدلنا على أن نظير هذه الآيات المقترحة قد كذبها الاولون فاستحقوا به نزول العذاب قوله تعالى : " قد مكر الذين من قبلهم فأتى الله بيانهم من القواعد فخر عليهم السقف من فوقهم وأتاهم العذاب من حيث لا يشعرون 16 : 26 .

    و فى ذلك بيان لشىء من غرائب هذا الكتاب المحكم المعجز, مع ملاحظة انه نزل نجوما حسب الوقائع طيلة 23 عاما و مع ذلك نجد فيه هذا الاحكام المدهش
    التعديل الأخير تم 08-13-2010 الساعة 11:22 PM

  9. #9

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة القلم الحر مشاهدة المشاركة
    تتمة : اما قوله تعالى "وَمَا تَشَاؤُونَ إِلَّا أَن يَشَاء اللَّهُ " الانسان
    فهى ايضا من المحتمل الذى يجب حمله على النص المحكم
    فان المتعدى اذا لم يذكر له مفعول يدل ذلك على ان المقصود هو الفعل دون ملاحظة مفعوله فيكون المتبادر من قوله تعالى "وَمَا تَشَاؤُونَ إِلَّا أَن يَشَاء اللَّه "هو ذات المشيئة, بمعنى انكم لا تكونون -احرارا - ذوى مشيئة الا بسبب ان يشاء الله لكم ذلك
    و المقصود الاشارة الى طبيعة القران المعجز الذى وصفه الله تعالى بانه " مثانى ", و لا يوجد كتاب فى الكون يماثل هذا
    هذا تحكم بلا دليل ..
    وليس له مستند حتى في سائر آيات القرآن الكريم ..
    فإن الله تعالى أخبر في هذه الآية أن مشيئة البشر موقوفة على مشيئة الله ..
    والمقصود بالمشيئة هنا الفعل الإرادي لا مجرد صفة المشيئة أو الإرادة المخلوقة في بني آدم ..
    والأدلة على هذا متواترة في الآيات القرآنية الشريفة ..
    كقوله تعالى: {وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلَ الَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَلَكِنِ اخْتَلَفُوا فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ وَمِنْهُمْ مَنْ كَفَرَ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلُوا وَلَكِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ} ..
    وقوله تعالى: {وَلا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَداً إِلاَّ أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ} ..
    وقوله: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوّاً شَيَاطِينَ الإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُوراً وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ} ..
    وغيرها من الآيات التي تثبت هيمنة المشيئة الإلهية على الأفعال الإرادية لبني آدم ، وليس مجرد خاصية الإرادة الحرة المركوزة في داخلهم ..
    إن عرفتَ أنك مُخلط ، مُخبط ، مهملٌ لحدود الله ، فأرحنا منك ؛ فبعد قليل ينكشف البهرج ، وَيَنْكَبُّ الزغلُ ، ولا يحيقُ المكرُ السيء إلا بأهلِهِ .
    [ الذهبي ، تذكرة الحفاظ 1 / 4 ].
    قال من قد سلف : ( لا ترد على أحد جواباً حتى تفهم كلامه ، فإن ذلك يصرفك عن جواب كلامه إلى غيره ، و يؤكد الجهل عليك ، و لكن افهم عنه ، فإذا فهمته فأجبه ولا تعجل بالجواب قبل الاستفهام ، ولا تستح أن تستفهم إذا لم تفهم فإن الجواب قبل الفهم حُمُق ) . [ جامع بيان العلم و فضله 1/148 ].

  10. #10

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة القلم الحر مشاهدة المشاركة
    .قطرة اخرى
    إن متشابهات القرآن مصدر تخريب للقرآن بيد المخربين، ولكن القرآن نفسه حمى نفسه بنفسه من هذا المعول . حيث لا يصح الجمع بين المتشابهات (فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاء تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الألْبَابِ) هذه حصانة اسقطت كل التلاعب بالقرآن
    إن من يفهم هذه الآية المباركة يدرك أن جميع من يريد تخريب القرآن إنما يقوم بالجمع بين المتشابهات والقرآن قد شخص هذه الحالة. وقال إن استخدامها لا ينفع. وهو زيغ وفتنة وتأويل الكتاب بالباطل . وليس لهم القيامة به ، فتأويله عند أولي الرسوخ الذين يفهمون التشابه.
    هذه عصمة للقرآن بحيث أنه يستبطن رد كل ما قالوه عنه بجملة واحدة .
    فلا راد للقرآن مطلقا.
    وكل من يدعي الرد فهو قد جمع المتشابهات وهذه محسومة مسبقا.
    والنتيجة السقوط

    و نضرب مثالاللمتشابه :اختلف المسلمون فى مسالةافعال العباد نتيجة الاخلاف فى فهم ايات الاضلال و الهداية , و اعجاز لقران يتجلى ايضا فى هذه المواطن عندما يقف المتدبر على اسرار الهداية المنقذة من الحيرة
    يقول سبحانه :"وَلَوْ شَاء اللّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلكِن يُضِلُّ مَن يَشَاء وَيَهْدِي مَن يَشَاء وَلَتُسْأَلُنَّ عَمَّا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ " النحل -93
    فهل تدل الاية الكريمة على الجبر ؟
    هذا ما فهمه البعض خطئا , و ما فهمه اعداء القران عمدا طلبا لتخطئته
    و المخرج من هذا و امثاله ان نفهم طبيعة هذا الكتاب العزيز
    قال تعالى : (اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُّتَشَابِهًا مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاء) الزمر :23
    لا يسمى الشئ مثاني إلا إذا كانت له مطاوي ومحاني ومعاطف ومنعَرَجات .

    تقول : ثنى الشيء ثَنْياً : أي ردَّ بعضه على بعض وقد تثنى وانثنى . وأثناؤه ومثانيه : قواه وطاقاته وأثناء واحدها ثني ومثناة ومثناة عن ثعلب
    وأثناء الحية : مطاويها إذا تحوَّت أي إذا انطوت . وثني الحية : انثناؤها وهو أيضا ما تعوج منها إذا تثنت والجمع أثناء .
    ومثاني الوادي ومحانيه : معاطفه . والثِّني : واحد أثناء الشيء أي تضاعيفه تقول : أنفذت كذا ثِنْيَ كتابي أي في طيه .
    وثِنْي الناقة ولدها وكذلك المرأة . أقول سمي ولد الناقة او ولد المرأة ثني ، لانه كان في أحنائهما وطياتهما .

    وفي ضوء ذلك يتضح ان وصف الكتاب بالمثاني معناه ان آياته لها ارتباط بعضها ببعض كارتباط المحاني ومعاطفها ومنعرجاتها بعضها ببعض ، وكارتباط محاني الوادي ومنعطفاته ومنعرجاته بعضها ببعض .

    ولم يترك القرآن قارئه حيران لا يهتدي الى هذه المنعرجات والمحاني والبطون بل هداه إليها بواسطة ألفاظ الآية أو مترادفاتها غالبا وأحيانا بواسطة عبارة أو جملة منها .

    و عندما نطبق هذا هنا نجد قوله تعالى :"إِنَّ هَذِهِ تَذْكِرَةٌ فَمَن شَاء اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلًا " المزمل
    و قوله تعالى :"وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ
    الكهف
    و هو نص لا يحتمل الا ان الايمان و الكفر الى مشيئة المكلف , و ان اتخاذ السبيل الى مشيئة المكلف
    و حمل المحتمل على النص و تفسيره به و رد المتشابه الى المحكم شان المؤمن الواعى بطبيعة القران , بينما اتباع المتشابه المحتمل - فى مورد المحكم و النص غير المحتمل - شان اهل الزيغ
    يقول الامام القاسم الرسى رحمه الله :" زعموا ..أن العباد ما شاءوا شيئا قط، ولا يريدون شيئا، .. فرد الله عليهم بقوله:﴿ من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر ﴾ [الكهف:29]. و:﴿ من شاء اتخذ إلى ربه سبيلا ﴾ [الإنسان:29]. وقال:﴿كلاَّ إنها تذكرة فمن شاء ذكره، في صحف مكرمة ﴾ [عبس:11 - 13]. وقال موسى، عليه السلام:﴿ لو شئت لاتخذت عليه أجرا ﴾ [الكهف: 29]. وقال أهل الجنة:﴿ الحمد لله الذي صدقنا وعده وأورثنا الأرض نتبوأ من الجنة حيث نشاء ﴾ [الزمر:74]. "

    فماذا عن الاية الاولى ؟
    الاية الشريفة من المحتمل , و قد بينت نصوص السنة الشريفة سرها
    ففى الحديث القدسى الذى اخرجه مسلم " كلكم ضال الا من هديته فاستهدونى اهدكم "
    فرتب تعالى هدايته للعبد على استهدائه نفسه و ارادته اياها و طلبه لها
    و كذلك قوله تعالى "وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلاَّ الْفَاسِقِينَ" البقرة
    فضلالهم به لعلة كونهم فاسقين بارادتهم
    و عليه نفهم قوله تعالى" وَلكِن يُضِلُّ مَن يَشَاء وَيَهْدِي مَن يَشَاء "
    فهو بمعنى يضل من يشاء الضلالة , و يهدى من يشاء الهداية
    بارجاع الضميرين فى " يشاء " الى القريبين و هما " من " لا البعيد و هو كلمة " الله "
    على قاعدة ارجاع الضمير الى القيب دون البعيد اذا دار بينهما
    و حتى لو رجع الى البعيد فانه تبين فى الكتاب و السنة ان الذى يهديه هو من يستهديه , و الذى يضله هو من يقتحم الفسق باختياره
    و يقول تعالى فى ذات الاية من سورة النحل :" وَلَتُسْأَلُنَّ عَمَّا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ "و هو ينادى بان الضمير للقريب تنزيها لله عن الظلم
    هذا أيضًا من تأويلات المعتزلة القدرية الباطلة ..
    فإن الله يهدي من يشاء الله أن يهديه ويضل من يشاء الله أن يضله ..
    وهذا ثابت في عشرات الآيات القرآنية لا يسع المنكر أن ينكرها جميعًا ولا دلالاتها الواضحة البينة ..
    كقوله عز وجل : {مَنْ يَشَأِ اللَّهُ يُضْلِلْهُ وَمَنْ يَشَأْ يَجْعَلْهُ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} ..
    وقوله : {وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُوراً نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا} ..
    وقوله: {قُلْ لِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} ..
    وقوله عز وجل : {فَيُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} ..
    وقوله: {وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ} ..
    وغيرها من الآيات التي ترد على نفاة المشيئة الإلهية في أفعال العباد ..
    ولو لم يكن لله تعالى هيمنة على هداية الناس وإضلالهم لما كان له معنى أن ندعو الله أن يثبت قلوبنا على دينه أو يصرف قلوبنا على طاعته كما علّمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، والحديث في صحيح مسلم في باب القدر ..!
    لأننا لا ندعو الله إلا في أمر في قدرته واستطاعته ..
    فإذا كان الله لا يستطيع أن يهدينا أو يضلنا ، والأمر عائدٌ إلى مشيئتنا المجردة ، فلماذا ندعوه أصلا ..؟!
    بل نحن ندعوه تبارك وتعالى لأن الهداية والضلال بيده سبحانه ، وأن قلوبنا حقًا بين أصبعين من أصابعه يصرفها كيف يشاء ، إن شاء أقامها ، وإن شاء أزاغها ، كما في الحديث ..
    وليس معنى هذا الجبر والقهر والإكراه ..
    بل الإنسان حرٌ في أفعاله ومحاسبٌ عليها ..
    بل يكون الجبر والقهر والإكراه إذا أراد الفرد الهداية وأضله الله رغمًا عنه ..
    بل الواقع أن الإنسان لا يكره ولا يجبر على شيء لأن إرادة الله موافقة لإرادة الإنسان لا مخالفة لها ..
    وهذا هو السر الذي ذهل عنه القدرية والجبرية ..
    فالأولون نفوا المشيئة الإلهية في فعل العبد ، والآخرون نفوا المشيئة المخلوقة في فعل العبد ..
    وأهل الحق بين هؤلاء وهؤلاء ..
    فهم يثبتون المشيئة الإلهية ومشيئة العبد الحرة كلاهما ..
    ثم يثبتون أنه لا تعارض بينهما ..
    لأن التعارض يكون بأن يريد العبد فعلاً ويريد الله خلافه ، وهذا لا يحدث أصلاً ..
    بل المشاهد والمحسوس أن العبد يفعل ما يريد والله يريد عين ما يريده العبد ..
    فلا جبر ولا قهر ولا إكراه ..
    والله أعلم .
    إن عرفتَ أنك مُخلط ، مُخبط ، مهملٌ لحدود الله ، فأرحنا منك ؛ فبعد قليل ينكشف البهرج ، وَيَنْكَبُّ الزغلُ ، ولا يحيقُ المكرُ السيء إلا بأهلِهِ .
    [ الذهبي ، تذكرة الحفاظ 1 / 4 ].
    قال من قد سلف : ( لا ترد على أحد جواباً حتى تفهم كلامه ، فإن ذلك يصرفك عن جواب كلامه إلى غيره ، و يؤكد الجهل عليك ، و لكن افهم عنه ، فإذا فهمته فأجبه ولا تعجل بالجواب قبل الاستفهام ، ولا تستح أن تستفهم إذا لم تفهم فإن الجواب قبل الفهم حُمُق ) . [ جامع بيان العلم و فضله 1/148 ].

  11. #11

    افتراضي

    وقفة مع ابن كمونة:
    ناقش اليهودى ابن كمونة ادلة المسلمين على معجزات المصطفى ومنها ان اخبار المعجزات لو كانت موضوعة فالوضع هو اما من الاعداء و هذا بعيد , و اما من الاولياء فهو باطل ايضا لان المسلمين يعلمون من دين محمد بالضرورة تحريم الكذب
    و كان رده ان كثيرا من الناس يفعل المعاصى لاجل اغراض دنيويه و وضع ما يؤكد دين الانسان هو مما تدعو اليه طباع الناس طلبا للتغلب على المخالفين و قد يضعه من يظن انه مثاب علي لجهله بتحريم الكذب
    او وضعها من هو منحاز الى الدين بظاهره ككثير ممن نجده يدخل الاسلام ليستظهر به على الاقران مع كونه لا يكون مؤنا فى الباطن و لو صح ما ذكرتموه لما وضع مسلما حديثا قط . انتهى المراد
    و قد نقلت كلامه ليتضح عناد خصوم محمد

    لان احاديث المعجزات فيها احاديث مشهورة شهرة وجود النبى نفسه , منها حديث الاستسقاء يوم قال النبى : حوالينا لا علينا و هى قصة مشهورة حتى صار قوله " حوالينا لا علينا " مثلا يضرب لاشتهاره ,
    و قصة الشاة المسمومة حتى احتج ببعضها الكندى النصرانى فى رسالته , و نعيه للنجاشى و هو بالمدينة و لشهرته جعل كثير من الفقهاء تكبيره اصلا فى الصلاة على الجنائز , و كحديث الحواب و هو مشهور حتى صار يفسره اهل العربية قال الخليل فى العين :"الحواب موضع حيث نبحت الكلاب عائشة " رضوان الله عليها ,
    و حديث عمار تقتله الفئة الباغية و قد اشتهر تفاوض اصحاب معاوية فيه و اضطرابهم فى تاويله حتى قالوا نحن البغاة لانا نبغى دم عثمان

    و الاحاديث فى معجزاته رواها حشد من الرواة يوجب ردها رفع اليد راسا عن كل التاريخ المحمدى

    و رواتها يستحيل ان يتواطا جميعهم على الكذب على النبى ص لاجل غرض دنيوى , فاجتماعهم لاجل ذلك ممتنع مع العلم باختلاف مذاهبهم و تباعد ديارهم, فان قيل لا يمنع الاختلاف فى المذهب من الاتفاق على هدف جامع , فيرده ان الامة فرق لم يحصل اتفاقهم على مثل ذلك كما هو المشاهد فى زماننا فانهم لا يتعاونون فيما اتفقوا فيه بل باسهم بينهم شديد
    ناهيك ان يكون التعاون على الكذب على رسول الله ص فهذا يراه كل عاقل محالا
    و القول بان وضع ما يؤكد دين الانسان هو ما تدعو اليه طبائع الناس كلام واضح التهافت, لان من يرى حاجة دينه الى الكذب عن النبى لا يمكن ان يكون مؤمنا بنبوته
    و ليس يقول عاقل ان كل هذا الحشد من الرواة - و عامتهم اهل علم- يجهلون تحريم الكذب فهذا تهافت جلى من ابن كمونة
    و مثله استحالة ان يكون كل هؤلاء غير مؤمنين فى الباطن يريدون الاستظهار على ان فيهم من نشا مسلما
    اما قوله لما وضع مسلم حديثا قط , فليس مناسبا للمقام لاننا نتحدث عن احاديث رواها جمع كبير لا حديث احاد و يستحيل عادة تواطؤهم على وضعها لانه لا يعقل ان يكون جميعهم على حال الوضاعين لما سبق بيانه عن حالهم
    و قد كان الراوى يخاف من وضع حديث حتىلا يسقط فى نظر اهل الحديث فكيف يتصور اجتماع كل هؤلاء على الوضع ؟

    و قد اورد على نفسه دليلا هو ان من لم يظهر منه شىء من المعاجز اصلا فانه يستحيل ان يجتمع الجمعالكبير على اسنادها اليه
    و هو كلام سديد تجاهل الرد عليه

    و الحديث ذو شجون
    التعديل الأخير تم 08-14-2010 الساعة 03:08 AM

  12. #12

    افتراضي

    الدكتورالمحترم

    لا احب الجدل مع مسلم فى هذا المنتدى لكن اشكرك لمروركم و ارجو تقبل ما اقول
    لا يوجد تنافى بين ما ذكره الفقير و بين الايات التى ذكرتها

    فلم انف اصلا شمول المشيئة الالهية لافعال العباد
    بل ما قلته ان المراد فى ايات الهداية و الاضلال مشيئة الله الهداية لمن شاءها و هو مقتضى حديث مسلم : استهدونى اهدكم
    فهل نفيت فى ذلك هيمنة مشيئة الله ام النزاع هو فى جعلكم مشيئة الله قبل مشيئة العبد و هو ما لا تثبته الايات التى ذكرتها و اذا كانت تثبته فاوضحه مشكورا

    فقوله تعالى: {وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلَ الَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَلَكِنِ اخْتَلَفُوا فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ وَمِنْهُمْ مَنْ كَفَرَ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلُوا وَلَكِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ} ..
    لا يفيد غير ان الله قادر على منع اقتتالهم و هو واضح و هو ما لم انكره
    و قوله : {وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُوراً نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا} ..لا ينافى ما ذكرته فالله يهدى من يشاء و هو كما بين حديث مسلم يهدى من استهداه
    فاين الاشكال
    و مثله قوله سبحانه
    {قُلْ لِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} ..
    {فَيُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} ..
    {وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ} ..

    ثم قلتم : ((هذا تحكم بلا دليل ..
    وليس له مستند حتى في سائر آيات القرآن الكريم ..
    فإن الله تعالى أخبر في هذه الآية أن مشيئة البشر موقوفة على مشيئة الله ..
    والمقصود بالمشيئة هنا الفعل الإرادي لا مجرد صفة المشيئة أو الإرادة المخلوقة في بني آدم .))

    و ما قلته ان المتعدى اذا لم يذكر له مفعول يدل ذلك على ان المقصود هو الفعل دون ملاحظة مفعوله فيكون المتبادر من قوله تعالى "وَمَا تَشَاؤُونَ إِلَّا أَن يَشَاء اللَّه "هو ذات المشيئة,

    فاين ردكم على كلامى عن المتعدى و الذى تقول انه تحكم ؟
    و ليس فى الايات التى تفضلت بسردها ما ينافى ما ذكرته
    {مَنْ يَشَأِ اللَّهُ يُضْلِلْهُ وَمَنْ يَشَأْ يَجْعَلْهُ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} ..
    فنعم من يشا الله يضلله لكن بين النص ان الاضلال مترتب على الفسق
    " و ما يضل به الا الفاسقين "
    وقوله تعالى: {وَلا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَداً إِلاَّ أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ} ..
    هو نص محتمل لانه يحتمل ان يكون قوله سبحانه "الا ان يشاء الله " متعلق بالنهي لا بقوله: إني فاعل لأنه لو قال إني فاعل كذا إلا أن يشاء الله، كان معناه: إلا أن تعترض مشيئة الله دون فعله، وذلك مما لا مدخل فيه للنهي
    وتعلقه بالنهي على وجهين، أحدهما: ولا تقولنّ ذلك القول إلا أن يشاء الله أن تقوله، بأن يأذن لك فيه. والثاني: ولا تقولنه إلا بأن يشاء الله، أي: إلا بمشيئة الله، وهو في موضع الحال. يعني: إلا ملتبساً بمشيئة الله قائلاً: إن شاء الله وفيه وجه ثالث، وهو: أن يكون { أن يشاء الله } في معنى كلمة تأبيد، كأنه قيل ولا تقولنه أبداً.
    وقوله: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوّاً شَيَاطِينَ الإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُوراً وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ} ..
    فلا خلاف فى انه لو شاء الله لمنعهم و ما فعلوه
    وقوله : {وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُوراً نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا} ..
    نعم يهدى به تعالى من يشاء و قد تبين من حديث مسلم انه يهدى من استهداه و هذا ما قلته و لم انف اصلا شمول المشيئة
    و مثله
    قوله: {قُلْ لِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} ..
    وقوله عز وجل : {فَيُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} ..
    وقوله: {وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ} ..و هو واضح فى ان الاضلال للظالمين اى من يشاؤن الضلال

    و الخلاصة اننى لم انكر اصلا شمول المشيئة الالهية لكن بينت فحسب ان مشيئة الهداية تكون لمن استهداه تعالى , و مشيئة الاضلال تكون للفاسقين المريدين للفسق بنص القران

    و دمتم سالمين
    التعديل الأخير تم 08-14-2010 الساعة 03:46 AM

  13. #13

    افتراضي

    [سؤال اذا سمحتم لانى متحيره فى هذا الموضوع وانا لست بصاحبه علم

    هل مشيئه الله لهدايه العبد واضلاله تنقص من حريه العبد والتكليف الملقى عليه ؟

    وماهى نهايه الاشكال هل الانسان مخير محاسب على كفره وفسوقه ام مسير؟

  14. #14

    افتراضي

    الاخت المحترمة
    لا داعى للحيرة
    قال تعالى فى الحديث القدسى الذى رواه مسلم :
    " كلكم ضال الا من هديته فاستهدونى اهدكم "
    فمن شاء الهداية و طلبها يشاء الله هدايته
    و القران ينطق بان العبد مخير " فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ "
    و الخلاف بينى و بين الدكتور الفاضل هو فى كون مشيئة الله قبل مشيئة العبد ام بعدها
    و اراه نقاشا مثمر لانه يقدم صورة لاستكشاف المسلم لاسرار القران مادبة الله التى لا تنقضى غرائبها و اسرارها و دلالاتها , فهو ليس نصا سطحى بل بحر لا ينزف
    التعديل الأخير تم 08-14-2010 الساعة 04:29 AM

  15. #15

    افتراضي

    أخي الفاضل القلم الحر ..
    بارك الله فيك ..
    وطالما أنك لا تنفي كون الله يهدي من يشاء ويضل من يشاء عز وجل ، فلم هذه التأويلات المشبوهة ..؟
    وأعني قولك إن قوله تبارك وتعالى {وَلكِن يُضِلُّ مَن يَشَاء وَيَهْدِي مَن يَشَاء} يشير إلى مشيئة العبد لا مشيئة الله ..
    وهو إن كان يمكن الترويج له في هذا الموطن ، فكيف في قوله {مَنْ يَشَأِ اللَّهُ يُضْلِلْهُ وَمَنْ يَشَأْ يَجْعَلْهُ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} ..؟
    وقوله {وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُوراً نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا} ..؟
    وهي صريحة في كون المشيئة الإلهية هي ركيزة الهداية والضلال ..
    ولا نزاع في كون الهداية والضلال مستحقَين للعبد فهو إما مستهدٍ يهديه الله أو فاسقٌ يضله الله ..
    فإن حكمة الله الواسعة وحجته البالغة تقتضي هذا ، ولا ريب ..
    لكن الخلاف في التأويل التي يعاند ما جرت عليه سائر الآيات في نفس الموضوع ..
    وما يضرك إن ذكرت التفسير السليم للآية ، وهو لا يضرك كما هو ظاهر ..؟
    ثم هناك كذلك استشهادك بكلام القاسم الرسي ، وهو من أئمة الزيدية ..
    أليس في كلام علماء أهل السنة ما هو خيرٌ من هذا وأسلم وأقرب للحق والصواب ..؟!
    فكلام الرسي فيه إنكارٌ لهيمنة مشيئة الله على أفعال العباد جريًا على عقيدته القدرية ..
    وكان الأولى أن تذكر كلام أهل السنة والجماعة أصحاب العقيدة السليمة القويمة ..
    أليست مثل هذه الأمور مما يطرح حولك الشكوك والشبهات ..؟

    أما قولي عن تأويلك أنه تحكم بدون دليل فهو بالضبط قولك :
    (( بمعنى انكم لا تكونون -احرارا - ذوى مشيئة الا بسبب ان يشاء الله لكم ذلك )) ..
    فهذا لا تدل عليه الآية كما تقول ..
    فإن المقصود بـ(ما تشاؤون) هو فعل المشيئة أي الفعل الإرادي ، وليست صفة المشيئة أو الإرادة الحرة من حيث هي صفة وخاصية للإنسان ..
    فأفعال الإنسان الاختيارية الإرادية المتعلقة بمشيئته المخلوقة موقوفة على مشيئة الله عز وجل ..
    ودللتُ على ذلك بجملة الآيات التي ذكرتها ، وفيها أن فعل الإنسان متوقف على مشيئة الله ..
    كقوله تعالى: {وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلَ الَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَلَكِنِ اخْتَلَفُوا فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ وَمِنْهُمْ مَنْ كَفَرَ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلُوا وَلَكِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ} ..
    وقوله تعالى: {وَلا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَداً إِلاَّ أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ} ..
    وقوله: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوّاً شَيَاطِينَ الإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُوراً وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ} ..
    فهذا هو موطن الاعتراض ووجه الاستشهاد ..
    وحتى إن كانت الآية تشير إلى خاصية المشيئة في الإنسان فهذا لا ينفي المعنى الأقرب وهو الفعل نفسه ..
    فليست المشكلة فيما تثبته أخي الفاضل ، بل فيما تنفيه وتنكره وتستبعده ..!
    فلو لاحظت طريقة تناولك للآيات تجد أنك تنفي تفسيرًا لمجرد وجود بديل له ..
    رغم أن التفسير الذي ترفضه قد يكون هو الأقرب والأرجح والأشهر ..!
    وعندك الاحتمال في المعنى يقودك إلى نفي التفسير المحتمل لصالح تفسير محتمل آخر ..
    رغم أن المنهج الصحيح غير ذلك ..
    وأعتذر عن الإطالة ، وأرجو ألا أكون قد ضايقتك بملاحظاتي ..
    واغفر لي شدتي وغلظتي ..

    وبارك الله فيك أخي الحبيب ، وجزاك خيرًا ، وهداك إلى الصراط المستقيم ..
    إن عرفتَ أنك مُخلط ، مُخبط ، مهملٌ لحدود الله ، فأرحنا منك ؛ فبعد قليل ينكشف البهرج ، وَيَنْكَبُّ الزغلُ ، ولا يحيقُ المكرُ السيء إلا بأهلِهِ .
    [ الذهبي ، تذكرة الحفاظ 1 / 4 ].
    قال من قد سلف : ( لا ترد على أحد جواباً حتى تفهم كلامه ، فإن ذلك يصرفك عن جواب كلامه إلى غيره ، و يؤكد الجهل عليك ، و لكن افهم عنه ، فإذا فهمته فأجبه ولا تعجل بالجواب قبل الاستفهام ، ولا تستح أن تستفهم إذا لم تفهم فإن الجواب قبل الفهم حُمُق ) . [ جامع بيان العلم و فضله 1/148 ].

صفحة 1 من 3 123 الأخيرةالأخيرة

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. مشاركات: 17
    آخر مشاركة: 05-07-2014, 11:37 AM

Bookmarks

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
شبكة اصداء