صفحة 2 من 3 الأولىالأولى 123 الأخيرةالأخيرة
النتائج 16 إلى 30 من 33

الموضوع: جذورُ البلاءِ في فِكْر المستشرقين

  1. افتراضي

    السيد موراني،

    1) أما ما يخص شخصكم وشخص المستشار فهذا بينكم ولا علاقة لي فيه إلا بالحسنى، والأمر متروك للمشرفين عند التجاوز.

    2) يمكنك بطبيعة الحال النقد الموضوعي، وهذا نرحب به. أما تحويل الحوار للطعن بإقحام الكنيسة وأصحابها (ومنهجيتها) فهذا مرفوض جملة وتفصيلا.

    فهل وجدت أصغرنا يقول مثل كبيرهم: ( Rom 3:7 فانه ان كان صدق الله قد ازداد بكذبي لمجده فلماذا أدان انا بعد كخاطئ.)

    وغيره كثير.

  2. افتراضي

    مهما كنت تذكر من الانجيل , حتى ولو تأولت على جميعه , فلا يهم , لن أتأثر بهذا الكلام .
    أما الطريقة فهي هي , والتنبيه على ذلك في محله .

    وبالنسبة لي انتهى الكلام حول هذا المسلسل هنا وفي الروابط الأخرى
    وفلنترك صاحبه يلح (منهجيته) الحاحا على غيره وهو مالك الحقيقة المطلقة الكبرى (أهذا موضوعية ؟) ولكل نصيبه كما قلت .

  3. افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة موراني
    أما الطريقة فهي هي , والتنبيه على ذلك في محله .
    هذا رأيك - وهكذا كلامك كله - مجرد أحكام تصوغها في شكل مسلمات (فعندك الدليل: موراني قال). وهذا هو رأينا أيضًا في الكنيسة (وعندهم الدليل: بولس قال). بالنسبة لك في محله! هذه مشكلتك، وقد بينت لك ما في منهجك من أخطاء إستنتاجية لا أجدها إلا عند القلة من تلاميذي.

    وكلمة أخيرة قد تنفعك - قيمة النقد تتتاسب:
    * عكسيًا مع عموميته. ونقدك كله -على الأقل في مشاركاتك هنا - لا يمكن وصفه بشئ آخر إلا أنه عام جدًا.
    * طرديًا مع قوة الأدلة فيه. وقوة أدلتك -على الأقل في مشاركاتك هنا - لا تزيد عن قوة المسلمات في الخلاصة.

    وإن كنت مخطئا فسيُسعدني أن توضح ذلك.
    التعديل الأخير تم 08-13-2005 الساعة 12:26 AM

  4. افتراضي

    نفس الطريقة !
    أنظر ما كتبت أنت :
    قوة المسلمات في الخلاصة

    المسلمات؟؟ من عند من ؟ من أي مصدر ؟

    هي هي !
    ومن لم يتبع (المسلمات) فعليه .....ما عليه ......
    هي هي !


    أما الباقي فهو لعب بالمفردات : أدلة , المسلمات , الحقائق , وهلم جرا , فلا تنس عبارة (الانحراف ) اذ هو شيخ كبير في هذه النظريات .....انحراف عن ماذا ؟؟؟ (اعادة السؤال من جانبي)

    مع السلامة !
    التعديل الأخير تم 08-13-2005 الساعة 12:52 AM

  5. افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة موراني
    نفس الطريقة !
    أنظر ما كتبت أنت :
    قوة المسلمات في الخلاصة

    المسلمات؟؟ من عند من ؟ من أي مصدر ؟

    هي هي !
    ومن لم يتبع (المسلمات) فعليه .....ما عليه ......
    هي هي !


    أما الباقي فهو لعب بالمفردات : أدلة , المسلمات , الحقائق , وهلم جرا , فلا تنس عبارة (الانحراف ) اذ هو شيخ كبير في هذه النظريات .....انحراف عن ماذا ؟؟؟ (اعادة السؤال من جانبي)

    مع السلامة !
    يا سيد موراني، كلامك إلى الآن كله مصادرات. تقول الطريقة: هي هي!

    وضعت لك منهج الكنيسة الأعلى:
    ( Rom 3:7 فانه ان كان صدق الله قد ازداد بكذبي لمجده فلماذا أدان انا بعد كخاطئ.)

    لكي تقول هي هي!
    ويكون كلامك معتبرًا، عليك أن تضع لنا ما يقابل هذا عندنا, ألا تفضلت علينا بهذا؟

    أين في منهجنا ما يدعونا للكذب إن كنت تعرفه؟ وهل تريد أن أعطيك الدليل على أن الإسلام يأمرنا بالصدق في تحري الحقيقة ام أنك "منهجيًا" تعرفه وتنكره؟

    إستمرارك في المصادرات بدون برهان، هو برهان على إستمرارك في المصادرات.

  6. افتراضي

    إستمرارك في المصادرات بدون برهان، هو برهان على إستمرارك في المصادرات.

    هذا , يا أحمد المنصور , الهراء بعينه .

    لقد سألت مرتين :

    الانحراف عن ماذا ؟

    هذا واضح كما أظن . غير أنني لست في حاجة الى الاجابة من جانبكم السعيد أو غيره . (كفاية) , كما يقال في مصر اليوم .
    عندي أعمال أخرى , فانتقلت اليها في عطلة الصيف لكي أدرس في مخطوطات فريدة لم يقرأ فيها المسلمون منذ قرون طويلة بل أهملوها اهمالا ...وهي , للأسف , كثيرة : من المحيط الى الخليج كما يقال اليوم .

    فسأعرض النتائج فيما بعد على شكل الخرافة والانحرافات والطعن والشبهات وبعدم منهجية ما , طبعا ... يعني كالعادة .

    ودمتم جميعا بخير أينما كنتم .

  7. افتراضي

    سيد موراني،

    نكرر تفس الكلام ولا جديد! سألتك:
    لكي تقول هي هي!
    ويكون كلامك معتبرًا، عليك أن تضع لنا ما يقابل هذا عندنا, ألا تفضلت علينا بهذا؟

    أين في منهجنا ما يدعونا للكذب إن كنت تعرفه؟ وهل تريد أن أعطيك الدليل على أن الإسلام يأمرنا بالصدق في تحري الحقيقة ام أنك "منهجيًا" تعرفه وتنكره؟
    فأين إجابتك؟. ام أنك ستبحث عنها في المخطوطات! عموما قد أجبتنا - بعدم إجابتك - بما نعرفه جميعًا وتعرفه أنت. مع تمنياتي بالتوفيق في عملك.

  8. افتراضي

    رويدا !
    أين قلت أنا :
    أين في منهجنا ما يدعونا للكذب .....

    أين كتبت أنا كلمة (الكذب) ؟
    بل قلت , وسألت : الانحراف عن مذا ؟ وما هو الانحراف لدى الأخر ؟ من أين يأخذ الآخر حقه ويتهمني أنا , وغيري الكثيرين بــ(الانحراف ) :
    مرة أخرى والأخيرة : الانحراف عن ماذا
    بهذا أنتهي هذا الحوار

  9. افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة موراني
    عندي أعمال أخرى , فانتقلت اليها في عطلة الصيف لكي أدرس في مخطوطات فريدة لم يقرأ فيها المسلمون منذ قرون طويلة بل أهملوها اهمالا ...وهي , للأسف , كثيرة : من المحيط الى الخليج كما يقال اليوم . فسأعرض النتائج فيما بعد على شكل الخرافة والانحرافات والطعن والشبهات وبعدم منهجية ما , طبعا ... يعني كالعادة .

    ودمتم جميعا بخير أينما كنتم .
    المسلمون لم يهملوا ما ينفعهم في دينهم ..أو ما يصلح مناهجهم الفريدة في دراسة النصوص وتحقيقها ... وكل ما وقفتَ عليه من تراث - إضافة إلى أنك لا تحسن فهم ما فيه للأسف الشديد - فمضامينه كلها محفوظة فيما بين أيدينا من تراث مطبوع .. فقد وصلنا محققا مدققا بالأسانيد المتصلة، والسماعات الموثقة جيلا عن جيل.

    التراث عندنا دكتور = ديننا ... ولذلك ما ضاع منه من قطمير ولا نقير ...وأنت تنظر إليه على أنه تحفا فنية أثرية، تماما مثل السواح عندنا يبحثون عن الآثار في المتاحف ليتفرجوا عليها ..

    دع عنك دكتور هذا الخطاب الاستعلائي .. واعلم يقينا أن أصغر تلاميذ الأمة أعلم بهذا التراث من كل المستشرقين ... لأنه يبحث ويتكلم في مجاله وفيما يحسنه .. وفيما كتب له .. وبلغته، أما أنتم فغرباء عنه .. وأقسم لك بالله العظيم لو نطق ذلك التراث الذي سرقتموه من ديارنا لأشتكى غربته بينكم .. ولحكى الكثير عما لقيه من ظلم بين ظهرانيكم ... لا تحسب أن وضعه في الحجرات الخاصة المكيفة - وهذا واجب على كل مغتصب لحق غيره أن يحفظه ويتكفل برعايته وجوبا أخلاقيا وقانونيا، وإلا سئل التعويض عما قصر فيه من حق - .. أو ترميمه وعلاجه ...أو فهرسته؛ ستحببه فيكم، لا والله بل وجوده بيننا - مع تقصيرنا في حقه - أطيب عنده من مكتباتكم المليئة بالحقد على من كتبه وجمعه ودونه .. وإنكاركم لفضائلهم وسوابق هدايتهم لكم للمنهج العلمي في كل المجالات يوم كنتم في ظلام دامس .. ولم يستعلوا عليكم بعلم ولا فضل، بل فتحوا لكم جامعاتهم في قرطبة وأشبيلية ... والشام ومصر .. وهاأنتم اليوم - وعلى لسانك - تمنّ علينا .. وتستعلي بورقات صححتها .. وكتابات الله أعلم بما فيها من خطأ وخلط ..

    تحياتي دكتور

  10. افتراضي

    وأقسم لك بالله العظيم لو نطق ذلك التراث الذي سرقتموه من ديارنا لأشتكى غربته بينكم .. ولحكى الكثير عما لقيه من ظلم بين ظهرانيكم ... لا تحسب أن وضعه في الحجرات الخاصة المكيفة - وهذا واجب على كل مغتصب لحق غيره أن يحفظه ويتكفل برعايته وجوبا أخلاقيا وقانونيا، وإلا سئل التعويض عما قصر فيه من حق


    يا باجي , مهما كنت شخصا, طالبا , أستاذا , معيدا أو غير ذلك , فلا يهم ,
    فتجاوزت الحدود الأدبية بالحوار الذي طبته دائما . . في حينه ليّنت القناة , كما يقال , أمس بالاثناء على بعض المستشرفين . واثناءك عليهم لا يهمني .
    فأرجوك ألا تتصل بي مرة أخرى من طريق من الطرق , لا باسم (الفهم الصحيح ) ولا بالباجي .

    انك تتحدث بلسانين كما يتبين من كلامك اعلاه , وهذا مرفوض .
    كما رفضت اتهماك أنني أكذب على سحنون ......................اتنهى . خلاص (كما يقال) . فكما قلت لك بالأمس : لك أن تستريح

    والسلام عليكم
    التعديل الأخير تم 08-13-2005 الساعة 11:17 PM

  11. افتراضي

    وأقسم لك بالله العظيم....

    أرجوك ألا تقسم بالله بهذه السرعة .... وأنت وشأنك

  12. افتراضي

    دكتور موراني:

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة موراني

    يا باجي , مهما كنت شخصا, طالبا , أستاذا , معيدا أو غير ذلك , فلا يهم ,

    وربما تاجرا أو فلاحا .. أو .. أو ... فلا يهم ... لماذا تتكلم هكذا دكتور؟ متى كانت الألقاب لها معنى عند أهل العلم؟ أم أن الأمور بدأت تختلط عليك ...ولم تجد جوابا عما أوردتُه لك؟ فرحت تبحث عن صفتي ..ومن أين أنا ... وأي لقب أحمل. لقد علمنا المنهجي العلمي الإسلامي الحق : أن نبحث في القول .. ولا نبحث في القائل .. فالكلام يكتسب قوته بما يحمله من دليل، لا بمن يقوله ..

    فتجاوزت الحدود الأدبية بالحوار الذي طبته دائما . . في حينه ليّنت القناة , كما يقال , أمس بالاثناء على بعض المستشرفين . واثناءك عليهم لا يهمني .

    أنت دكتور من تجاوز أدب الحوار .. وأخذ يتهم المسلمين بالتفريط في تراثهم .. ويستعلي عليهم بسبب حيازته لجزء من تراثهم المسلوب قسرا .. فهل تطمع منا أن تهيننا ونكرمك .. هذا والله ما لا يكون أبدا .. أما لو أنصفتَ وعدلتَ في القضية فلن تجد إلا غاية الأدب كما عهدتنا ... وتلين قناتي مع من احترمني وقدرني .. وأغض الطرف أحيانا عن إساءة عارضة ...لكن الشئ إذا تجاوز حده آذى .. فتكون ردة الفعل مؤلمة .. وكل يتحمل نتيجة فعله .. ومن استحق الثناء أثني عليه .. والذي يثني عليه فعله في الحقيقة ..

    فأرجوك ألا تتصل بي مرة أخرى من طريق من الطرق , لا باسم (الفهم الصحيح ) ولا بالباجي .

    لم أبدأك بالإتصال .. أنت الذي اتصلت بي أول مرة .. وهذا عموما كلام لا معنى له .. وكان من الممكن أن تقوله في رسالة خاصة ... وأنت أكبر من ذلك فيما أحسب ..

    انك تتحدث بلسانين كما يتبين من كلامك اعلاه , وهذا مرفوض .

    نحن عندنا لسان واحد ... وقلب واحد ...ووجه واحد ... لأننا نعبد ربا واحدا لا إله غيره .. وقد عجزتَ دكتور عن التوفيق بين ثنائي على بعض المستشرقين لإنصافهم، وذمي لبعض من ظلم منهم .. فكيف بك مع هذا التراث الهائل للمسلمين كيف تتفهمه؟

    كما رفضت اتهماك أنني أكذب على سحنون ......................اتنهى . خلاص (كما يقال) . فكما قلت لك بالأمس : لك أن تستريح

    لا أدري ما علاقة هذا بذاك؟ ولكن علينا أن نحتمل الدكتور ..فهكذا تعود معاملة الطلبة في الكلية .. والحمد لله أني في غاية الراحة والطمأنينة القلبية والنفسية ..

    والسلام عليكم
    وعليكم ..

  13. Arrow

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة احمد المنصور
    1) أما ما يخص شخصكم وشخص المستشار فهذا بينكم ولا علاقة لي فيه إلا بالحسنى، والأمر متروك للمشرفين عند التجاوز.
    .
    الفاضل النحرير أحمد منصور أدام الله توفيقه لكل خير وبارك فيه:
    رأيت أن أنبه سعادتكم والقراء الكرام إلى أن ما بيني وبين د.موراني جاء بناءً على تكرار إهاناته للقرآن الكريم، وعدم رجوعه للحق، ومع هذا فقد ألنتُ له القول مرارًا رجاء أن يعود للحق، ولكنه لا زال يكابر ويعاند.. فهذا شأنه.
    ولكن علينا أن ندافع عن القرآن وعن الإسلام بما نراه مناسبًا، مع التزامنا بالأدب الإسلامي العام بحمد الله تعالى، ولا يضرنا بعد ذلك ما يقال عنا بين الحين والآخر..
    فقط أردتُ التنبيه إلى أنه ليس خلافًا شخصيًا، ولا غيره مما قد يحاول بعضهم تصويره.
    والسلام.
    التعديل الأخير تم 08-15-2005 الساعة 05:28 PM

  14. افتراضي

    المستشار يخيّل للناس :

    * إهاناته للقرآن الكريم، *

    هذه العبارة مرفوضة من جميع جوانبها .

  15. Arrow عِلْمُ الوَسَائِطِ وشَهَادَة الزُّورِ

    عِلْمُ الوَسَائِطِ وشَهَادَة الزُّورِ



    شهادةُ الزُّور مُحَرَّمَةٌ في كافَّةِ الشرائع السماوية التي امتَنَّ بها سبحانه وتعالى على بني البشر، ثم هي مُجَرَّمَةٌ أيضًا لدى كافة القوانين الوضعية، ويرى فقهاء القانون في مختلف دساتير العالم وقوانينه معاملة

    شهادة الزور على أنها إحدى الجرائم التَّابعة لشُعْبَةِ الجنايات، وليست جريمةً مَدَنِيَّةً، وأقَلّ أحوالها في بعض الدول أنْ تكون ((جُنْحَةً)) على حَدِّ تعبير القانونيين..

    وما ارتَكَبَه الاستشراق وأكثر المستشرقون في حقِّ الإسلام يُعَدُّ ((جريمة جنائية)) ثابتة الأركان، مُحْكَمة المباني، توفَّر فيها ((القصد الجنائي)) مع ((الإصرار والتَّرَصُّدِ)).

    لماذا؟
    لأَنَّنا نعرف في تعريف شهادة الزور، أنها تلك الشهادة التي أَدْلَى بها بعضهم على فردٍ أو جماعةٍ من الناس، أو حتى على فكْرَةٍ مِن الأفكار، أو مذهبٍ، فضلاً عن دينٍ سماويٍّ، ولكن بشرط توفُّر ركن مخالفة

    هذه الشهادة للواقع، مع إصرار الشاهد على شهادتِه، وتَعَمُّدِه لها، حال كونه بالغًا عاقلاً مسئولاً عن تصرُّفاته..

    وهذا بعينه ما تَحَقَّقَ في ((قضية الاستشراق)).

    نشأةُ شهادةِ الزُّورِ؟
    وتنشأ شهادةُ الزُّور في حمأةِ التزييف والتزوير، ولباس التدليس والكذب، حيثُ يُدْلِي الشَّاهِد بما يخالف حقيقةً رآها، أو يزعمُ شيئًا لم يره ولم يكن موجودًا حال وقوعه..


    ولذا فإِنْ أقوى دوافع شهادة الزُّور أن يُثْبِتَ المشهود عليه أنَّهُ لم يكن موجودًا حال وقوع الجريمةِ، أو لم يكن موجودًا في مسرحِ الأحداثِ التي شهدَتْ بها شهادةُ الزُّور..

    وهذا الدفاع الْمَحْكَمِيُّ القانوني هو عينه نفس الدِّفاع الذي يَدْفع به الإسلام شهادة الزُّور التي ارتكبها الاستشراق في حَقِّه..
    لأَنَّ الإسلام لم يكن موجودًا حال وقوع جريمة الاستشراق..


    نعم؛ أيها القُرَّاء الكرام، لم يكن الإسلام موجودًا حال دراسة الاستشراق للإسلام، وإنما درسوا إسلامًا آخر مشوَّهًا غير إسلامنا الناصع البياض!!

    درسوا إسلامًا تَرْجَمُوه هُم دون وعيٍ أو فَهْمٍ حتى صارَتْ ((سِنَةٌ)) إلى ((سَنَةٍ))!!

    وتلك كارثةٌ مِن ذات العيار الثقيل، أو هي مِن كوارثِ الدَّمار الشَّامِلِ تماشيًا مع المصطلح العصري المشهور في وسائل الإعلام!!

    إذا رجعنا مثلاً إلى ((لسان العرب)) لابن منظور (أحد كتب لغة العرب) وفي مادة ((وسن)) سنرى ما نصه هناك: ((قال الله تعالى: (لا تأْخُذُهُ سِنَةٌ ولا نَوْمٌ)؛ أَي: لا يأْخذه نُعاسٌ ولا نوم، وتأْويله أَنه لا يَغْفُل عن تدبير أَمر الخلق تعالى وتَقَدَّسَ، والسِّنَةُ: النُّعَاس من غير نومٍ، ورجل وَسْنانُ ونَعْسانُ بِمَعْنًى واحدٍ))أهـ

    هكذا كانت الآية الكريمة من سورة البقرة، وهكذا فَسَّرَ ((لسان العرب)) معنى ((سِنَة)) في لغة العرب..

    لكنَّا إذا رجعنا لعددٍ مِنْ تراجم القرآن الكريم بالإنجليزية أو الأسبانية وحتى الفرنسية فسنرى فيها النص وقد تحوَّلَ إلى ((سَنَةٍ)) مِنْ السَّنَةِ الزمانية، يعني: عامًا من أعوام الزمان، فصار النصّ على هذا: ((لا تأخذه سَنَةٌ)) أي: لا يأخذُهُ عامٌ!!

    كذا حصل في ثلاث نسخٍ مترجمةٍ أمامنا الآن، ولا عِلْم لي هل أُصْلِحَ هذا في ترجماتٍ أخرى أم لا؟!

    هذه الترجمات الثلاث، وربما تبعها غيرها، لاشك أنه قد وقَفَ عليها كثيرٌ مِنْ الغربيين، وربما وقعت أعينهم أو بعضهم على هذا الموضع، فإِنْ لم يأذنِ الله لمن يراه بتجاوزه إلى غيره فلك حينئذٍ أن تتصوَّرَ نتائجه على القارئ الغربي العادي، فضلاً إذا كان مستشرقًا يتصيَّد ما يمكن أنْ يكون شُبْهَةً أو يصلح لأَنْ يُسَمِّيه خطأً أو ينفذ مِنْ خلاله!!

    ونحن بطبيعة الحال نعلم يقينًا أَنَّ القرآن لم يكن موجودًا في هذه الحالة، وأَنَّ الشهادة على الإسلام مِن مِثْلِ هذا النصِّ المترجم مقلوبًا مُحَرَّفًا تُعَدُّ بلا أدنى ريبٍ شهادة زُورٍ!!
    لأنها شهادةٌ على غير الإسلام وعلى غير القرآن، فإِنَّ الذي في القرآن مخالفٌ تمامًا لهذه الترجمة المعكوسة المغلوطة شكلاً ومضمونًا..
    فالقرآن ثم الإسلام براءٌ مِنْ هذا براءة الذئب من دم ابن يعقوب!!

    وهنا نقطع أن القرآن ثم الإسلام لم يحضرا مسرح الجريمة، ولا كانا فيه وقت وقوعها، وعلى الشَّاهِدِ أَنْ يُعاقَبَ على جنايةِ شهادة الزور التي ارتكبها حين تكلم عن القرآن والإسلام بناءً على ترجمةٍ مغلوطةٍ لا ذنب للقرآن ولا للإسلام فيها!!

    والاستشراق يعتمد على ترجمات القرآن وترجمات كتب الإسلام بنسبةٍ تكاد تصل المائة بالمائة إلا نادرًا جدًا، ولذا تراه عاجزًا عن فهم أساليب القرآن، أو حتى فهم كلام علماء الإسلام على وجهه الصحيح في لغة العرب؛ لأن اعتماد أكثر المستشرقين على الترجمات لا على لغة العرب ومنابع الإسلام المباشرة.
    وفي هذا يقول المستشرق ((بلاشير)) في كتاب ((القرآن نزوله وتدوينه..)) ص 20: ((وقد أتيح للعالم الأوروبي خلال ثلاثة قرون من الزمن وبفضل هذه التراجم أن يفكر بأنه قد ملك المفتاح لحديقة سرية كان يحلم بدخولها)).

    لكن ألم يسأل بلاشير نفسه: أي دخولٍ هذا الذي يزعمه؟!
    إنه دخولٌ من النافذةِ، وتسَوُّرٌ على حائط الإسلام..
    أما دخول علوم الإسلام وفهمها بناءً على ترجمات بعض أو حتى كل كتب الإسلام فهذا مما يقطع العاقل وغير العاقل باستحالته، بل يقطع بذلك حتى الجن والشجر والحجر لو أَذِنَ الله لها أَنْ تتكلَّمَ!!

    والمثال المذكور آنفًا أقرب دليلٍ على استحالةِ فَهْمِ الإسلام إلا بقواعد وأصول البحث والفَهْمِ الإسلامية، وعلى رأسِها: مَعْرِفَة لُغة العرب، والتي لا زالتْ تقف صدًّا منيعًا تفضح هؤلاء المستشرقين،

    وتُصِرّ على جَهْلِهِم بها، فضلاً عن جهْلِهِم بباقي علومِ الإسلامِ!!

    ولننظر في هذا النص أيضًا:

    في كتاب ((تراث الإسلام)) لشاخت وغيره، والذي تُرْجِم بواسطة فريق عمل بمراجعة د.فؤاد زكريا، نرى في أول فصوله ص 47 النص الآتي بقلم مكسيم رودنسون: ((اقترح خوان دي سيغوفيا juan of segovia (حوالي 1400 - 1458) سلسلة من المؤتمرات مع الفقهاء المسلمين، وأكد أن تلك الطريقة مفيدة حتى لو لم تؤدِّ إلى جعل المتنازعين

    يغيرون دينهم، وقام بترجمة للقرآن (والترجمة مفقودة الآن) حاول فيها تفادي الخطأ الذي حصل في ترجمات كلونياك cluniac، في تغيير المعنى الأصلي بملاءمته مع المفاهيم اللاتينية))أهـ


    فأين القرآن هنا؟
    لاشك أنه ليس موجودًا؛ لأن الموجود هنا في ترجمته ((تغيير المعنى الأصلي بملاءمته مع المفاهيم اللاتينية))..
    فالموجود معنًى آخر ليلاءم المفاهيم اللاتينية، وليست ترجمةً حَرْفِيَّة!!
    فالذي هنا على الحقيقة هو ((المفاهيم اللاتينية))، ومَنْ زعم وجود القرآن هنا، أو دَرَسَهُ بناءً على مِثْل هذه الترجمات المزيَّفة الْمُحرَّفة فقد شهد الزور، واستحق المحاكمة بجناية ((خيانة الأمانة))..
    نعم؛ لأنه خان أمانة البحث وشرف المصداقية، فبحث في غير القرآن ثم زعم أن نتائجه تنطبق على القرآن الكريم!!

    ولننظر هنا أيضًا:

    حيثُ تكلم المستشرق ((كلود كايو)) عن ((تفسير القرآن)) في ((دائرة المعارف الكونية 1990م)) وعقد مبحثًا للكلام عن ((تشكيل متن القرآن)) ذهب فيه إلى: ((أن المصحف تشكل من آراء الفقهاء)).
    لكنه حين ذهب ليستدل لكلامه لم يجد دليلاً على هذا الهراء سوى آراء وأقوال جماعة من نظرائه المستشرقين الموافقين له في كلامه وفِكْرته؛ لأنه لم يدرس العربية، ولا يقدر على فهمها، ولذا لم يدرس الإسلام من منابعه الأصيلة، وإنما ردَّدَ كلامًا عليلاً قاله أبناء جنسه مِمَّنْ لا يحسن قراءة حرفين بالعربية، واعتمد على كُتُبِهم البعيدة كل البُعْدِ عن الإسلام..
    ومع هذا رأينا ((كلود كايو)) يتبجَّح في آخر المطاف فيزعم أن القرآن ((نصٌّ لم يتم الانتهاء من جَمْعِه قبل القرن الثالث الهجري التاسع الميلادي))!!

    سبق في موضوعي الآخر ((مع المستشرق موراني حول تحقيق القرآن...)) أن رددتُ هذا الهراء المثار حول القرآن وجمعه وتدوينه، ولا زلتُ أُتابع هناك، ويمكن للقراء الكرام الرجوع إليه..

    لكن لنا أن نسأل هنا: ألم يعلم ((كلود كايو)) وأمثاله عن كتابٍ اسمه ((صحيح البخاري)) مثلاً؟
    فإذا لم يسمعوا به رغم أهميته لدى المسلمين، ورغم أنه أصح الكتب بعد كتاب الله عز وجل لدى المسلمين، فإذا لم يسمعوا به رغم هذه المكانة المرموقة له، فهم أجهل مِنْ أن يكتبوا حرفًا واحدًا عن الإسلامِ العظيم!!
    وكذا إذا سمعوا به ولم تكن لديهم المقدرة على استخراج الأدلة منه، أو الاستفادة من نصوصه!!
    ولاشك أنَّ هذا أهون بكثيرٍ مِن زعمهم السماع به والمقدرة على الاستفادة منه؛ لأنه قد اشتمل على ما يخالف نتائجهم المعكوسة مخالفةً تامَّةً، على ما ذكرتُه ونقلتُه مِنه في موضوعي الآخر ((مع المستشرق موراني حول دعوى تحقيق القرآن...))..
    ومعنى مخالفة ما فيه لما ذكروه تمامًا أنهم إِمَّا لم يسمعوا به فهم جهلة، والجاهل لا تصح له الكتابة، أبدًا، وإِمَّا أنهم رأوا ما فيه وعرفوه لكنَّهم أخفوا الحقائق وخانوا شرف البحث العلمي ومصداقية الكلمة، والخائن لا تُقْبَل له شهادة أبدًا، ولا أمانة ولا مصداقية له، وتُردُّ عليه أقواله شكلاً ومضمونًا، ثم قبل ذلك وبعده يُقَدَّم للمحاكمة بجناية ((خيانةِ الأمانةِ))!!

    لكنَّا نقول:

    نتيجةُ البحثِ في الشيءِ فرعٌ عن تَصَوُّرِه، هكذا يُقَرِّرُ الْمَعْنِيُّون بتقعيدِ علوم البحثِ وتهذيبها، وهكذا اتفق عليه عقلاء الناس، وذلك بعبارةٍ موجزةٍ يعني أَنَّ النتيجة التي يُنْتِجها البحثُ هي بنتٌ للمقدِّمةِ، أو بعبارةٍ أخرى فإِنَّ النتيجة هي الثمرة التي يجنيها الباحث بناءً على مُقَدِّماتِه وتصوُّراته عن الشيء المبحوث فيه..

    وهذا يجرُّنا إلى أن نقول: إِنَّ مُقَدِّمَات البحث الجاد والنزيه تنبني على توفير مادة البحث..
    بعبارةٍ أخرى: لا بحث دون أن يكون هناك مادة نبحث فيها، هكذا اتَّفق عقلاء البشر، فالبحث يقتضي مبحوثًا فيه، والنتيجة تقتضي مُقدِّمة وبراهين وأدلة..

    وما دام الاستشراق يبحث في الإسلام فكان عليه أن يسلك طرق البحث العلمي التي اتفق عقلاء البشر عليها، وأهمها الرجوع إلى لغة الإسلام وكتب الإسلام..
    فالبحث في الإسلام لا يكون إلا في الإسلام.. ولن يكون في كتبٍ مترجمة.. أو ترجماتٍ للقرآن.. كما لن يكون في وسائط لا تُقِيم نفسها، فكيف تُقِيم غيرها؟!!

    وانظر ما جناه الغرب من جراء جهله بالإسلام في هذا النص:

    ننقل أيضًا مِنْ كتاب ((تراث الإسلام)) لشاخت وغيره، (الترجمة العربية) ص76 النص الآتي بقلم مكسيم رودنسون: ((هذه الثورة في التفكير جعلت التقييم المسيحي (لمحمد) مسألة حساسة. فلم يعد بإمكانهم الزعم (الكاذب) بأنه (محتال شيطاني) كما كان عليه الحال في العصور الوسطى... وفي الوقت الذي نجد فيه معظم المفكرين المسيحيين الذين يهتمون بالمشكلة يعلقون الحكم بحذر، فإننا نجد بعض الكاثوليك المتخصصين بالإسلام يعتبرونه (عبقريا دينيا)، بل يذهب بعضهم الآخر أبعد من ذلك، فأصبحوا يتساءلون عما إذا لم يكن بالإمكان اعتباره، بطريقة ما، نبيا حقيقيا، ما دام القديس توما الأكويني st.thomas aquinas يقول بالنبوة التوجيهية التي لا تعني بالضرورة العصمة والكمال))أهـ

    وهذا التخبُّط في النَّظَر إلى النبي صلى الله عليه وسلم؛ يشي لك بجهل الغرب بشخصية النبي صلى الله عليه وسلم، ويوقفنا على مدى الجهل العلمي الذي يعيشه الغرب تجاه إسلامنا..
    وسيبقى الغرب على حاله ما دام يستقي معلوماته عن الإسلام مِنْ غَيْرِ الإسلام!!


    وننظر في أَثَرِ ذلك كله مِنْ خلال هذا النص الآخر الذي كتبَه رودنسون أيضًا (المرجع السابق) حيثُ يقول: ((ولقد أَثَّرَت نسبية المعتقدات في المفكرين والجمهور المثقف قبل العلماء. لكن الجو الذي خلقته فتح الأبواب لهؤلاء الأخيرين، بحيث استطاع مَن كان يجذبهم اهتمامٌ شخصيٌّ بالغ إلى الشرق الإسلامي أن يعملوا دونما أي عائقٍ، وقد استفاد ب.دربلو B.D.Herbelot من المواد الكثيرة المتراكمة فكتب كتابه (المكتبة الشرقية) Bibliotheque Orientale (الذي نشره جالان Gallandبعد وفاته عام 1697) وهو أول محاولة لكتابة موسوعة للإسلام.
    وأسهم ب.جالان بشكل حاسم في تقوية التذوق لكل ما هو شرقي حين نشر، في بداية القرن الثامن عشر، ترجمةً لكتاب ألف ليلة وليلة (Arabian Nights) (1704- 1717)، الذي سيصبح تأثيره بالغًا. فمنذ ذلك الحين لم يَعُد أحدٌ ينظر إلى الإسلام على أنه أرض أعداء المسيح، بل أصبح بصورةٍ أساسية حضارة غريبة ورائعة موجودة في جو خيالي فيه الجن والعصاة مِنْ أخيار وأشرار -وكل هذا كان يبهج القراء الذين كانوا مِن قبلُ يُبدون تعلُّقًا شديدًا بقصص الجان الأوروبية))أهـ


    وهذا كله يُبْرز لنا أثر دراسة الإسلام من خلال الكتب المترجمة، وكيف أنهم حتى الساعة لم يدرسوه، ولم يعانوا تحليله عِلْميًّا من خلال نصوصه وأصوله، لا من خلال ما يُنسب للمسلمين، أو ما اشتهر في بلادهم من كتب الخرافات والجان والأكاذيب، أو من تلك الكتب التي يمكن تسميتها بـ ((مجمع المنكرات))، على وتيرة ((ألف ليلة وليلة)) و((الأغاني)) للأصبهاني، وغيرهما..
    وهذه النوعية من الكتب هي التي عُنِي الاستشراق قديمًا وحديثًا بترجمتها!!
    وهذا يَشِي لنا بأن تحريفَ وتغييرَ نظرةِ الغرب أو غير المسلمين للإسلام مُتَعَمَّدةٌ ومقصودةٌ، وليست وليدة موقفٍ فرديٍّ، أو تصرُّفٍ شخصيٍّ!!
    ومنه يتضح للقراء الكرام السبب في عناية المستشرقين بترجمة كتب الباطنية أو نحوها من كتب الفِرَق الضالة التي لا تُمَثِّل الإسلام لا شكلاً ولا مضمونًا..
    ثم هي قبل ذلك وبعده لا تُقَدِّم صورة الإسلام كما هو، ولا قريبًا من صورته، ولذا فالدراسات القائمة على هذه الكتب، أو النظرة المتولِّدة لدى الغرب بناءً على هذه الكتب؛ لاشك أن شيئًا مِنْ ذلك كله لا يمت للإسلام بصلةٍ، ولا يُمَثِّل الإسلام من قريبٍ أو بعيدٍ..

    فلم يَجْنِ الغرب من وراء ذلك إلا مزيدًا من الجهل بالإسلام وبعلوم الإسلام!!

    وسيبقى الغرب على حاله ما دام يستقي معلوماته عن الإسلام مِنْ غَيْرِ الإسلام!!


    وهذا كله يفضح ((شهادة الزُّور)) التي تُكْتَبُ عن الإسلام بناءً على هذه الترجمات المشار إليها؛ لأنَّا نعلم يقينًا أَنَّ الإسلام الصحيح لم يكن موجودًا بين سطور ((ألف ليلة وليلة)) مثلاً..
    فالشاهد عليه من خلال ((الأغاني)) للأصفاني، أو ((ألف ليلة وليلة))، هو بمثابة ((الشاهد على ما لم يَرَ ولم يسمع))؛ لأنَّه لم يشهد عليه من خلال أصوله المعتمدة الموثوقة، ولا من خلال نصوصه الثابتة القطعية..
    ثم الترجمات المحرَّفة المعنى للقرآن وأصول الإسلام الأخرى تقف حجرًا آخر منيعًا أمام محاولةِ دراسة الإسلام بناءً على هذه الترجمات المعكوسة..


    ومما يؤسف له أن نجد الكثرة الغالبة من الترجمات على هذه الشَّاكلة، ونادرًا ما تقف على ترجمةٍ تُرْضيك ولو بنسبةٍ ما، قَلَّتْ أم كَثُرَتْ!!

    وأَيًّا ما كان الأمر فالإسلام لم يحضر في هذا كله، ولم يشهد الجريمة ولا عاينها!!

    وعلى مَنْ أراد دراسة الإسلام أن يتعلَّمَ الإسلام بالطرق الشرعية الثابتة لدى أهل الإسلام أنفسهم، ثم ليدرس الإسلام عن وعيٍ ودرايةٍ..
    ونحن نرحِّب بطبيعة الحال بكل دراسةٍ علميةٍ، مبناها العلم الصحيح، والمنهجية السليمة؛ لأنَّا نعلم يقينًا أن العلم يؤكِّد صدْق الإسلام بكافة قضاياه، أصولاً وفروعًا..

    وهنا يفرح المؤمنون بنصر الله.

    نعود إلى ((كلود كايو)) واستنتاجاته المبنية على آراء وأقوال نظرائه المستشرقين، دون الرجوع إلى المصدر الأصلي، وهو القرآن الذي حَمَل عليه ((كايو)) حملةً شعواء، لا قيمة لها من الجهة العلمية، ولا مبرر لها أخلاقيًّا؛ بل لا تتجاوز كونها ترديدًا وتجميعًا لعددٍ مِن الخيالات التي نسجها أصحابها دون سابقةِ معرفةٍ بالقرآن، فهي شهادةُ زورٍ، شهد فيها ((كايو)) على ما لم يَرَهُ!! ومِثْل هذا لا يجوز في الشَّهادات أبدًا!!

    والحق أن ((كايو)) لم ينفرد بشهادة الزُّور مِنْ بين نظرائه المستشرقين، ولكنه وجدَ عليها أعوانًا وأسلافًا..

    وكان ((موراني)) من هؤلاء النَّفَر اللذين اعتمدوا على نتائج غيرهم المعكوسة، فاعتقدوها كما هي، دون بحثٍ أو تحريرٍ، أو رجوعٍ للمصادر الإسلامية الأصيلة، تمامًا كما فعل ((كايو)) وغيره من المستشرقين، وهم طائفة كبيرة.
    ومع ظهور هذا المنهج لدى موراني، سواء في كلامه عن القرآن، أو عن النبي صلى الله عليه وسلم، (كما ذكرتُه في غير هذا الموضع) لكن لا مانع أنْ نُذَكِّرَ القراء هنا بنصٍّ واحدٍ فقطٍ له، وهو قول موراني عن القرآن: ((ان في القرآن تكرار أو اضطراب . ومن يقول بهذا القول يأتي بدلائل وأمثلة وعليك بها)).
    http://www.eltwhed.com/vb/showthread...7&page=5&pp=15

    ورغم ظهور الكلام ووضوحه، وعدم إنكار موراني لمقصده في الرابط المذكور، لكنَّا نؤكد ذلك من كلام موراني أيضًا، حيث يؤكِّد في مكانٍ آخر في هذا المنتدى وفي موضوع ((هل كان النبي زعيمًا سياسيًا....)) في المشاركة رقم 15 حيث يقول:
    http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=2420
    ((عندما ينقل أحد شيئا من غيره عليه النظر فيما ينقله . فاذا لا تعليق له على ما نقل فمعناه انه انضم الى ما نقل)).


    وهذا كله يؤَكِّد لنا طعن موراني في القرآن الكريم من جهةٍ أخرى، هي اتهامه بالتكرار والاضطراب.. إضافة إلى ما سبق له في موضوع ((مع موراني حول تحقيق القرآن))..

    ونحن بطبيعةِ الحال لن نعيد كلام جولدزيهر ولا نولدكه ولا غيرهما من المستشرقين لنقف على مصدر موراني في دعواه المتهالكة، فقد أراحنا موراني من ذلك كله، فقال في كلامه السابق: ((ومن يقول بهذا القول يأتي بدلائل وأمثلة وعليك بها)).

    فهذا الاعتقاد الموراني باتهام القرآن بدعواه التي هنا، أَتَى بناءً على هذا التَّصريح حين قال: ((ومن يقول بهذا القول يأتي بدلائل وأمثلة وعليك بها)).

    فهو إِنَّما قَلَّدَ غيره من المستشرقين، دونما رجوعٍ إلى القرآن نفسه، ودونما دراسةٍ مسبقةٍ، ولكنَّه ردَّدَ دعوى لغيره، وكَرَّرَ كلامًا لم يدرسه بنفسِه، ولا كَلَّفَ نفسَه عناءَ التَّدَبُّر والتَّفَكُّر للحظات في صِحَّةِ هذه الدعوى مِن عدمِها، فضلاً عن الدِّراسة والبحثِ بنفسهِ!!

    والْمُقَلِّد لا يتجاوز أنْ يكونَ لسانًا آخر لصاحب الفِكْرة الأصلية، أو نسخةً مكررةً للكاتب الأصلي!!
    فالخطأ في الأصل هنا سينتقل إلى الصورة حتمًا!!
    أخطأ الأصلُ فأخطأتِ الصورة!!
    أخطأَ جولدزيهر أو نولدكه فأخطأ كايو أو موراني!!


    وأما دعوى التكرار والاضطراب المزعومة في القرآن، فيمكن للقراء الكرام أن يراجعوا لها ((البرهان في متشابه القرآن)) للكرماني، والمطبوع في دار الاعتصام بالقاهرة باسم ((أسرار التَّكرار في القرآن))، وسيرى القراء من خلاله وغيره من مصنفات المسلمين فساد تلك الدعوى، وعدم صلاحيتها في سوقِ العِلْم، ولعلِّي أتعرَّض لها في مكانها المناسب إن شاء الله تعالى، حتى لا نخرج عن موضوعنا الذي هنا..

    لكنِّي أعود وأؤكِّد على أن التقليد أو الاعتماد في دراسة الإسلام على أقوال وآراء المستشرقين الآخرين لا يُسَمَّى عِلْمًا، ولا يتجاوز كونه تجميعًا وصياغةً أخرى لما سبق للمستشرقين طَرْحه..
    فهو والجهل سواء!!
    لكنَّه يَشِي لنا بتوقُّفِ حركة الاستشراق من جهةٍ؛ لأنها الآن تعيد نفسها بنفسها، وتكرر ما سبق أَنْ قالته ثانيةً، لا أكثر..
    ومن جهةٍ أخرى فإنه يَشِي لنا بمدى جهل الغرب بمختلف فئاته وطوائفه بالإسلام العظيم، بغض الطرف عن أسباب هذا الجهل، والدور الذي لعبه الاستشراق في تأكيده!!


    ومع هذا وذاك فإِنَّهُ يكشف لنا عن خيطٍ آخر مِنْ ((جذور البلاءِ في فِكْر المستشرقين))!!

    ويُؤَكِّدُ هذا:
    أَنَّهم غفلوا عن منهجيةٍ علميةٍ لا تصح الغفلة عنها في مثل هذا، وهي تنم عن جهلهم لا أقول بلغة العرب فقط، بل وبغيرها من اللغات أيضًا، حتى بلغاتهم الأم التي يتكلمون بها.
    ولذا سبق أن قلتُ: إن دعوى التكرار والاضطراب التي يزعمها موراني في القرآن تبعًا لأسلافه لا قيمة لها في سوق العلم؛ لأنها لا ترتكز على المنهجية العلمية المشار إليها..


    وهذه المنهجية تتمحور حول اللغة العربية التي نزل بها القرآن الكريم، مقارنةً بلغات الغرب المختلفة..

    ذلك أن لغات الغرب قليلة المترادفات جدًا، بخلاف لغة العرب التي ربما وقفنا على ما لا حصر له من المترادفات للشيءِ الواحدِ، لكنَّا نعجب حين نرى هذه المترادفات تضيف لنا شيئًا جديدًا في كل مرةٍ، ليس موجودًا في المترادف السابق، مع احتفاظها بالدلالة على معنى المترادف السابق لنفس الكلمة!! وهذا لونٌ مِنْ ألوان الفصاحة والبلاغة العربية التي لم يدركها هؤلاء، ولم يعرفوها لجهلهم بلغة العرب..
    فإذا رأوا مترادفًا قالوا: هذا مِن ذاك، أو تكرار، أو غير ذلك من الدعاوى الفارغة، وغفلوا -لجهلهم بلغة العرب- عن الزيادة والتلوين في المعنى!!

    وبناءً على قلة المترادفات في لغة الغَرْب، وكثرتها في اللغة العربية؛ كان مِن المستحيل ترجمة اللغة العربية إلى غيرها من اللغات، ترجمةً حَرْفِيَّةً، بخلاف ترجمة غيرها إليها، لأنها أوسع وأشمل من غيرها، فترجمتها إلى غيرها تضييقٌ لها، بما يستلزمه ذلك من بترٍ للمعاني والنصوص بلاشك؛ لأنه لا توجد البدائل والمترادفات الملائمة والمناسبة لما في اللغة العربية عند غيرها من اللغات، حَرْفِيًّا.

    وهذا ما لم يدركه هؤلاء الباحثين في لغة العرب والإسلام بناءً على هذه الترجمات المغلوطة.

    بل ربما دلَّت الكلمة الواحدة بالرسم الواحد في لغة العرب على أكثر من معنًى على حسب السياق الموضوعة فيه!!

    وهذا أيضًا ما لم يفهمه هؤلاء ولا غيرهم من المستشرقين لجهلهم بلغة العرب..

    وربما ثبتَ رسم الكلمة وتَغَيَّرَتْ حركاتها، فتغيَّر معناها تبعًا لذلك، ومِنْ أمثلة ذلك القريبة: ما سبق في ((سِنَة)) بكسر السين بخلاف ((سَنَة)) بفتح السين.
    ومثله أيضًا: ((عِلاقة)) السيف، بكسر العين، بخلاف ((عَلاقَة)) القُرْبَى، بفتح العين!!
    فالرسم لم يتغيَّر كما ترى، ولكن تغيَّرَت حركة حرفٍ واحدٍ فقط مِنْ الكسر إلى الفتح، فتغيَّر المعنى لذلك!


    ولعلِّي أتعرَّض لهذه المسألة في مكانها المناسب بأكثر من هذا إن شاء الله تعالى..

    لكنِّي أعود وأؤكِّد هنا على أن الدراسة القائمة على الجهل بلغة العرب لا قيمة لها، سواءٌ نشأ ذلك عن اعتماد الترجمات المغلوطة والمبتورة، أو عن البحث في لغة العرب نفسها دون وعيٍ ودرايةٍ بها.
    كذلك الحال في دراسة الإسلام أو القرآن بناءً على الوسائط الاستشراقية، أو كتابات المستشرقين، دون الرجوع إلى المصادر الأصلية للإسلام، ودون الرجوع للقرآن نفسه، بعد أخذ أُهبة الاستعداد والدراسة..
    فمثل هذا كله لا عبرة به في دراسة القرآن، أو غيره من أصول الإسلام، بل هي دراسة في غياب القرآن الذي نزل بلغة العرب!! وغياب الإسلام بأصوله وثوابته!!
    ودراسة القرآن في غياب القرآن، أو دراسة الإسلام في غياب الإسلام؛ لا تتجاوز أن تكون ((شهادة زورٍ)) لمخالفتها للواقع، ثم لا تتجاوز أن تكون ((جهلاً)) من الدَّارسِ؛ لأنه يدرس شيئًا ويطبِّق نتائجه على شيءٍ آخر!! وهذا ما لا يصح لدى عقلاء البشر أبدًا!!

    وسيبقى الغرب على حاله ما دام يستقي معلوماته عن الإسلام مِنْ غَيْرِ الإسلام!!
    التعديل الأخير تم 08-15-2005 الساعة 06:05 PM

صفحة 2 من 3 الأولىالأولى 123 الأخيرةالأخيرة

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. القراءات في نظر المستشرقين والملحدين
    بواسطة أسلمت لله 5 في المنتدى المكتبة
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 01-19-2014, 12:42 PM
  2. الرد على المستشرقين
    بواسطة مجدي في المنتدى قسم الحوار عن المذاهب الفكرية
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 08-20-2006, 01:17 PM
  3. موازين البحث عن المستشرقين
    بواسطة الأسمر في المنتدى قسم الحوار عن المذاهب الفكرية
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 04-23-2006, 02:23 PM
  4. اضحك على ترجمات المستشرقين
    بواسطة وصية المهدي في المنتدى قسم الحوار عن الإسلام
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 03-25-2006, 07:25 PM
  5. جذورُ البلاءِ في فِكْر المستشرقين
    بواسطة المستشار سالم عبد الهادي في المنتدى المستشار سالم عبد الهادى
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 08-18-2005, 11:42 PM

Bookmarks

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
شبكة اصداء