بسم الله الرحمن الرحيم

[color=darkblue]
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


أقدم لكم كتاب قذائف الحق للشيخ / محمد الغزالي رحمه الله وهو من الكتب المفيدة جدا يجب على كل مسلم قرأته ويقول فيه الشيخ الغزالي:-
من خمسين سنة، عندما عقلت ما يجرى حولي، أدركت أن نصف الإسلام ميت أو مجمد، وأن نصفه الآخر هو المأذون له بالحياة أو الحركة إلى حين !!
وأحسست أن هنالك صراعاً يدور في الخفاء أحياناً، وعلانية حيناً بين فريقين من الناس :
ـ فريق يستبقى النصف الموجود من الإسلام، ويدفع عنه العوادي، ويحاول استرجاع النصف المفقود، ويلفت الأنظار إلى غيابه .
ـ وفريق يضاعف الحجب على النصف الغائب، ويريد ليقتله قتلاً، وهو في الوقت نفسه يسعى لتمويت النصف الآخر وإخماد أنفاسه وإهالة التراب عليه
وكلما طال بي العمر كنت ألحظ أن المعركة بين الفريقين تتسع دائرتها وتشترك فيها إذاعات وأقلام، وجماعات وحكومات، ومناقشات ومؤامرات
وكانت الحرب سجالاً، وربما فقد المؤمنون بعض ما لديهم، وربحوا بعض ما أحرزه خصومهم، وربما كان العكس، وفى كلتا الحالتين تنضم إلى معسكر الحق قوى جديدة وتنضم إلى معسكر الباطل قوى جديدة، ويزداد الصراع حدة وشدة كلما لاح أن الساعة الحاسمة تقترب
ونحن نصدر هذا الكتاب في ظروف شديدة التعقيد :
أعداء الإسلام يريدون الانتهاء منه، ويريدون استغلال المصائب التي نزلت بأمته كي يبنوا أنفسهم على أنقاضها
يريدون بإيجاز القضاء على أمة ودين
وقد قررنا نحن أن نبقى، وأن تبقى معنا رسالتنا الخالدة، أو قررنا أن تبقى هذه الرسالة ولو اقتضى الأمر أن نذهب في سبيلها لترثها الأجيال اللاحقة .
من أجل ذلك نرفض أن نعيش وفق ما يريد غيرنا أو وفق ما تقترحه علينا عقائد ونظم دخيلة .
من حق المسلمين في بلادهم أن يحيوا وفق تعاليم دينهم، وأن يبنوا المجتمع حسب الرسوم التي يقدمها الإسلام لإقامة الحياة العامة .
والإسلام ليس عقيدة فقط، إنه عقيدة وشريعة !
ليس عبادات فقط، إنه عبادات ومعاملات
ليس يقيناً فردياً فقط، إنه نظام جماعي إلى جانب أنه إيمان فردى
إنه كما شاع التعبير : دين ودولة
وإذا كان هناك في ربوع الأرض الإسلامية من يعتنق اليهودية أو النصرانية فلن يضيره ذلك شيئاً . إذ إن حرية التدين من صلب التعاليم الإسلامية، وقد ازدهرت هذه الحرية في أرجاء العالم الإسلامي جمعاء، عندما كانت مطاردة في أقطار أخرى لا حصر لها ..
والتاريخ شاهد صدق على ذلك .
ثم إن اليهود والنصارى رضوا بالعيش في ظل حكم مدني يبيح الزنا والربا والخمر وأنواع المجون، بل عاشوا في ظل نظم يسارية ترفض الإيمان من أصله، فلا يسوغ أن يتضرروا من حكم إسلامي ينصف نفسه وينصفهم على السواء ..
وأياً ما كان الأمر فنحن المسلمين مستمسكون بحقنا في تطبيق شريعتنا والاستظلال براية الإسلام في شئوننا كافة، ولن نقبل نظاماً يسارياً ملحداً، ولا نظاماً مستورداً يسوى بين الأضداد، بين الكفر والإيمان، بين العفة والعهر، بين المعبد والخان، باسم الحرية .
وقد لاحظنا ـ محزونين غاضبين ـ أن اتفاقاً تم بين اليهودية العالمية، وبين أقوى الدول النصرانية على ضرب الإسلام وإذلال أمته والقضاء الأخير على معالمه وتاريخه ..
وأثبتت الأحداث أن الضمير الديني عند " أهل الكتاب " قد فقد عدالته وطهارته نهائياً [ راجع الباب الثامن : " محنة الضمير الديني هناك " . ففيه تفصيل شاف لهذه القضية )فاليهود الذين مرنوا على أكل السحت وثبوا على أرضنا ليأكلوها بما فيها ومن فيها، ووراءهم أمداداً هائلة من المال والسلاح تجيئهم من أمريكا وغير أمريكا ..
والكنائس الغربية تبارك هذا السطو، وتعده تحقيقاً لأحلام العهد القديم، ومن أجل ذلك تحذف لعن اليهود من صلواتها ـ كما أمر البابا بعدما أول الأناجيل، وبرأ اليهود من دم المصلوب .
إن الضمير الديني عند إخواننا " أهل الكتاب " ابتلع أكبر فضيحة عالمية عندما سوغ العدوان على العرب، والتهام دورهم وأموالهم وتاريخهم، ولم ير في ذلك شيئاً يستحق النكير ..
إن الحقد التاريخي على الإسلام جعل رؤساء البيت الأبيض يشاركون في ذبحنا بسرور ورغبة، ويساعدون الغزاة بإسراف وحماس .. أما ساسة إنجلترا وفرنسا فقد أعانوا اللص أولاً على رب البيت حتى تمكن من اقتحامه، ثم عندما شرع رب البيت في المقاومة قالوا : يمنع السلاح عن الطرفين المتساويين (!) ويقسم البيت بينهما . [ وذلك ما أقره مجلس الأمن ! ورضي به المستضعفون !! [
هذا منطق الضمير الديني عند اليهود والنصارى !! عند حملة رسالات السماء !!
إن احتقار الناس للدين والمتدينين إنما يجيء من هذه المسالك الهابطة .
وعندما يظفر " الإلحاد الأحمر " بشيء من الحفاوة والقبول فلأن مسلكه كان أقرب إلى الشرف وأدنى إلى العدالة المجردة ! وصدق الله العظيم " إن كثيراً من الأحبار والرهبان ليأكلون أموال الناس بالباطل ويصدون عن سبيل الله " . [ التوبة : 34 [
والواقع أن نجاح الشيوعية في آسيا وأوربا يعود إلى تبلد الضمير الديني عند اليهود والنصارى جميعاً، وقدرة هؤلاء الناس على المصالحة بين أهوائهم ومراسم العبادة التقليدية .. وقد انضم إلى الهجوم العسكري على الإسلام هجوم ثقافي يتسلل خفية إلى السرائر والعقول مليئاً بالدس والختل، وجبهة الهجوم تشمل الآن أطراف العالم الإسلامي وصميمه، وتتذرع بكل شيء لتدمير العقائد الإسلامية وإهالة التراب على معالم الإسلام كلها
ولما كان العرب هم دماغ الإسلام وقلبه فلا بد أن يتضخم نصيبهم من هذا الهجوم المحموم ..
وهنا ـ في خطة الصليبية الغربية ـ يجيء دور النصارى العرب الذين يجب أن يسهموا في ضرب الإسلام وكسر شوكته ومنع دولته!!
ترى : أيؤدون هذا الدور بدقة ويطعنوا مواطنيهم من الخلف ؟
الحق أن عدداً كبيراً منهم رفض الاستجابة لهذه الخيانة، وفى معارك فلسطين حمل السلاح جنباً إلى جنب مع إخوانه المسلمين
بيد أن استمرار العرض الغادر، والهزائم التي أصابت المسلمين في ميادين شتى، والفراغ العقلي لدى خريجي التعليم المدني، وسيل الشهوات الدافق من هنا وهناك، كل ذلك جعل الأوضاع تتغير، وأغرى بعض الرؤساء الدينيين في الشام ومصر بفعل أمور ذات بال !!
وذلك ما دفعني إلى تأليف هذا الكتاب ..
لقد أحسست أن خطوطنا الدفاعية مهددة من خلفها، وأن المؤامرة على الإسلام وأمته الغافلة قد أخذت أبعاداً جديدة مخوفة ،. وأن المصارحة هنا أجدى في رد الخطر وقتل بوادر الشر قبل أن تستفحل !
لقد وهنت قوى الإسلام إثر الضربات المادية والأدبية التي تناولته من كل جانب .. وسمع من يقول : ما الذي جاء بالإسلام إلى مصر ؟ وإلى متى يبقى ؟ ولماذا لا تكون بدل مصر إسرائيل أخرى أو أسبانيا أخرى ؟
ألا ما أشد غربة الإسلام في بلاده ..
وأمسى الإلحاد ذكاء والإيمان غباء !!
والتوحيد جموداً والشرك تقدماً ووعياً !!
ومن يسمون رجال الدين الإسلامي موضع التندر والسخرية .
لا من وسائل الإعلام الرسمية وحدها، بل من مسئولين كبار " جداً " .
أما كهان اليهودية والنصارنية فحولهم تهاويل، ولهم مكانة لا تمس !!
وشاركت مراكز القاهرة مراكز لبنان في مهاجمة القرآن، ومخاصمة نبيه، وتزوير تاريخه وانسابت من جحورها أفاع ما عرفت الصفو يوماً تريد أن تنفث سمومها علناً، وأن تخذل القضايا الإسلامية في كل مكان ..
إذا قلنا : يجب أن يعلم الدين في جميع المراحل، وأن يختبر فيه الطلاب اختباراً يؤثر في مستقبلهم .. قيل : والنصارى ؟
نجيب : أن نعلمهم الإسلام بداهة، ولهم أن يتعلموا دينهم، ولا نكلف الدولة أن تختبرهم فيه .. وتوضع نسبة دقيقة تضمن لغير المسلمين أن يأخذوا طريقهم إلى درجات التعليم كلها دون حساسية ..
هل من شروط الوحدة الوطنية أن يتم تجهيل المسلمين في دينهم ؟ [ نحن نرفض أن تبتر أجزاء من الإسلام أو يدحرج عن مكانته الطبيعية باسم الوحدة [
إذا قلنا : يجب الحكم بما أنزل الله، سمعت صوتاً خبيثاً يقول : والنصارى ؟
نجيب : تبقى لهم الأحكام المقررة في دينهم ـ وهى تتصل بالأحوال الشخصية، أما بقية القوانين فلا بد أن تطبق على الكل، نعتبرها نحن ديناً، ويعتبرها غيرنا تشريعات عادية كسائر التشريعات التي تحكم إخوانهم في سائر أقطار العالم، ماذا في ذلك ؟
هل من شروط الوحدة الوطنية أن يكفر المسلمون بشريعتهم ؟!
لكن الاستعمار العالمي الذي استعان بالكنائس الغربية على إذلال الإسلام واستباحة حماه، يوسع اليوم دائرته ليضمن تعاون الكنيسة الشرقية معه .
ومن ثم بدأت تصرفات مجنونة، ومطالب لا أساس لها تظهر على ألسنة بعض المسئولين وغير المسئولين .
ونحن في هذا الكتاب نلتزم جانب الدفاع ومستعدون لوقف المعركة إذا توقف المعتدون .
إن المؤتمرات التبشيرية العالمية تجد صدى لها في نشاط محلى ينطلق على الأرض العربية .
وقد أفلح هذا النشاط في تنصير عدد من الطلاب لا يؤبه له، ولكن دلالته تصرخ بما فيها من التحدي والخيانة.
ولم يكن بد من أن نتحرك لنحق الحق ونبطل الباطل .
وعسى أن يدعوا المقامرون ويكفونا مزيداً من القول ..
وإن كنا يائسين من أن يوجد للغل الصليبي دواء .
أكتب هذه الصحائف وأنا في " رباط الفتح " عاصمة المغرب الشقيق .. وأنباء القتال الدائر بين العرب واليهود تصل إلينا ساعة بعد ساعة، آذاننا صاغية إلى أجهزة " الراديو " تتنسم خبراً يفرح ..
لكن ما هذا ؟ جسر جوى بين الولايات المتحدة وإسرائيل يعوضها عن كل سلاح تخسره، ويمنحها من القدرة ما تذل به رؤوسنا ! ومتطوعون من شتى العواصم يقول عنهم مراسل صحيفة إنجليزية :
لقد ولوا وجوههم شطر إسرائيل بالروح التي كانت تدفع الرجال قديماً إلى الاشتراك في الحروب الصليبية !!
أما لهذا الغل من آخر ؟!
وقال صديق مغربي خبير بعلل القوم : إنهم يقاتلون العرب لأنهم مسلمون .
وقلت : إن القتال الآن قومي لا ديني .. ليكن، ما دام العرب عرباً، وما دام القرآن أهم كتاب في لسانهم، وما داموا قد انبعثوا به قديماً فيجوز أن ينبعثوا به حديثاً، إذن لا بد من أبادتهم وإحلال جنس آخر محلهم !
هذا ما انتهى إليه الضمير الديني صاحب شعار " الله محبة " ! [ سترى أن هذه اللافتة تخفى وراءها حقائق دينية لا يمكن إنكارها توصى بالجبروت مع الأعداء [ .
وإلى جانب هذه المؤازرة الخسيسة كنت أسمع أن " الروس " أقاموا جسراً مقابلاً، وأنهم سوف يضعون في يد العرب ما يردون به العدوان ويسترجعون به الأرض ويغسلون به العار !
إنني أكره الإلحاد والملحدين، بيد أنى وجدت نفسي أمام موقف فاتن، إنني فقير إلى هذا السلاح ! وعسى أن يسعفني ويتماسك في يدي . سآخذه مقدراً اليد التي أسدته، سآخذه لأكسر به شوكة المعتدين الذين أفقدهم الحقد كل إثارة من عدل وعقل .
وسأدفع ثمنه ولو كان مضاعفاً، وسأذكر الجميل فأعاون الشعب الروسي على ضرب الاستعمار الغربي يوم يتحرك هذا الاستعمار بغرائزه الشرسة ويحاول الإساءة إلى الشعوب الأخرى ..
على أن مشكلتي الحقيقية مع سماسرة الغزو الثقافي في بلادنا، وضحاياه الذين نسوا الإسلام أو تناسوه .
المشكلة مع الجيل المهجن الذي ورث الإسلام أسماء وأشكالاً فارغة ورفضه :
ـ تربية معينة، ..
ـ وقوانين محددة، ..
ـ وقيماً مضبوطة، ..
ـ وأهدافاً ثابتة، ..
هؤلاء المتعاقلون العجزة هم وراء كل المحن التي لحقتنا، ولقد امتلكوا ناصية التوجيه المادى والأدبى فى سراء الأمة وضرائها، فلم تجن الأمة منهم إلا الشتات والآلام ..
ماذا يريد هؤلاء ؟ إنهم يعالنون بعدم العودة إلى الكتاب والسنة، ويبشرون بحكم مدنى يخسر الإسلام فيه أصوله وفروعه، وتظفر فيه نزعات الإلحاد أو الشرك بكل المغانم ..
وسوف يقرأون هذا الكتاب ويتميزون غيظاً لما جاء به من حقائق كانوا يودون كتمانها، وحوار لا يحبون أن يدور ..
ونريد أن نقول لهؤلاء : إنكم غرباء على أمتنا ودينها وتاريخها .. إن أمتنا يوم تملك البت فى أمورها فستختفون فوراً من جوها ..
وإلى أن تملك الأمة أمرها أيسكت رجال الإسلام عن قول الحق ورفض الإفك ؟؟ كلا، إن الله أخذ الميثاق على حملة الوحى أن يعالنوا به، ويكشفوا للناس حقائقه، وأكد عليهم ذلك في قوله :
( لتبيننه للناس ولا تكتمونه " ( آل عمران : 178
فما بد من البيان وعدم الكتمان
وأعلم أن ذلك قد يعرض لمتاعب جسام، ولكني أقول ما قاله صديقنا " عمر بهاء الدين الأميري
: الهول في دربي وفى هدفي
وأظل أمضى غير مضطرب
ما كنت من نفسي على خور
أو كنت من ربى على ريب
ما في المنايا ما أحاذره
الله ملء القصد والأرب
" ربنا اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين " [ آل عمران : 147 [.
" ربنا عليك توكلنا وإليك أنبنا وإليك المصير، ربنا لا تجعلنا فتنة للذين كفروا واغفر لنا ربنا إنك أنت العزيز الحكيم " [ الممتحنة : 4، 5 [.




لمن يريد قرأة الكتاب كاملا عليه تحميل الكتاب


للتحميل في قسم المكتبةhttp://www.eltwhed.com/vb/showthread...082#post189082