المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الدرادو
الأشاعرة حاولوا بالفعل الخروج من هذا المأزق ، ولكن مع الأسف لم يوفّقوا للتالى :
اولاً ، لأنك تقول ان معنى الإرادة نفسه هو تخصيص الممكنات وترجيح احدهما على البقيّة ، وانت هنا لم تفعل شيئاً سوى الهروب من المشكلة عبر اختراع اسم للمشكلة ، فهذا ترجّح من غير مرجّح فكل ما تفعله هو اختراع لفظ الإرادة ثم القول ان معنى الإرادة هو كذا وكذا والماهيات لا تعلل ، وهذا واضح الخطأ. اذ انك تستثنى الإرادة من قانون امتناع الترجّح من غير مرجّح دون سبب.
وقياس الإرادة على العلم خاطئ ، إذ ان فى الأوّل انما نسأل عن تعليل ماهيّة العلم ، أما فى الثانية فنحن نسأل عن علّة الإستثناء من المبدأ العام ( إمتناع الترجّح من غير مرجّح ).
ما ذكره الغزالي ليس هروبًا من المأزق ..
لأنك تسأل عن المرجح ونحن نقول لك هو الإرادة ..
فالإرادة هي التي ترجح أ على ب أو العكس ..
كما أن إرادتك الحرة ترجح قبض يدك على بسطها أو ترجح السير يمين الطريق على يساره ..
فهذا هو معنى الإرادة ..
فهي مرجح حقيقي يخصص فعلاً دون فعل ..
لأنه لو كان الأمر يرجع إلى محض القدرة لكان احتمال أ يساوي احتمال ب ..
لكن ترجيح أ على ب يعني وجود خاصية زائدة رجحت هذا على ذاك ..
وهذه الخاصية هي الإرادة ..
ولها نموذج مركوز في كل مخلوق حي ..
ودعني أضرب مثالاً قريبًا من هذا لأبين به مدى التهافت العقلي الذي تطفو على مستنقعه ..
ما هي علة كلامك يا الدراودو ..؟
لو قلت إنك أنت - الدرادو - عله كلامك لوجب أو يكون كلامك قديم منذ ظهورك ولا يرتبط بوقت معين أو محدد ..
وإلا فأخبرني ما هي علة كلامك يا الدرادو ..!
ما الذي رجح كلامك على صمتك ..؟
ثم ما الذي رجح كلامك بكلام معين على التكلم بغيره من سائر الكلام ..؟
تفكر في هذا ودعك من هلاوس الفلسفة النظرية التي تنقلها دون فهم أو وعي أو استيعاب ..
أما ابن تيمية رحمه الله فقد انتقد إبطال التسلسل في المعلولات والآثار ..
لكنه أثبت امتناع وقوع التسلل في العلل أو الفاعلين ..
وهذا معلوم لمن لديه اطلاع على كتابات ابن تيمية رحمه الله في هذه المسائل ..
وربنا يشفي ..!
Bookmarks