1.مقدمة واجبة
إخواني لست ملحدا بالمعني المفهوم ولكني متردد كثيرا في حقيقة الأمر
لازلت أتظاهر بالإيمان ويعرف عني الجميع ذلك علي أنني لست كذلك لأني ببساطة يعصرني الشك ويملأني الارتياب من حقيقة هذا الدين.
والايمان هو اليقين كما اعلم و حيثما وجد الشك فر الأيمان.
وأصدقكم القول كم أود ان افر من الألحاد حتي انني كنت أخط مخطوطات تحت عنوان الفرار من الألحاد ادون بها كل ما يجعلني اذداد ايمانا لكن بلا فائدة لازالت تساورني شكوكي.
كم أحن الي تلك الأيام التي كنت أقرأفيها القران واشعر انني اذداد ايمانا و اذداد املا في الخلود .
كم أشتناق الي ساعات كنت استمع فيها الي احاديث دينية ذات رنين عذب علي مسامعي كان يقشعر لها جسدي .
كم اريد الإيمان.
لذا ارجوا الا يهاجمني احد منكم فأنا في الحقيقة مريض ربما لا اعرف نوع المرض هل هو مرض الشك الباطل ام انها اللام معرفة الحقيقة.
المشكلة اني ولدت مسلما وعلي ذلك نشأت فلازلت اتمسك بالإسلام كدين ولازلت ادافع عنه كثيرا واشعر بالغيرة عليه, مع انني في اشد الأرتياب منه, ربما تكون تلك الحمية علي الإسلام سببها العادة حيث ظللت منتميا لذلك الدين سنوات طوال وليس من اليسير علي نسيان تلك العادات الدينية بسهولة .
باختصار انا لازلت في منطقة الوسط بين الأيمان و الألحاد ولا ادري اين سيكون مصيري .
ولكن لأكون صادقا فأنا اتمني ان أعود مؤمنا حتي اظل احلم بالخلود حتي أفر من النهاية العدمية اللاشيئية بعد الموت
حتى أظل جزءا من المجتمع المحيط المؤمن ولا أجانية أو أعاديه.
حتى أشعر أن هناك من يراقبني و يرحمني ويعينني ولا يتخلى عني أبدا.
أتسائل هل من الممكن أن يعينني أحدكم لأتخلص من شقاء الشك.
2.كلما أذدت علما كلما ازددت تقزما
تتلخص بداية شكوكي في ازدياد علمي النسبي و كلما تطلعت إلي كتاب الموجودات كلما ازداد شكي في كتاب الله فمثلا حينما انظر إلي ذلك الكون فأنا اشعر بالصغار, إن حجم الإنسان بالنسبة لحجم المجرة هو في الحقيقة مقدار لا يمكن تحديده مطلقا فإذا قارناه بحجم الكون آل حجمه إلي الصفر المطلق أي العدم وكذلك فإن كتلة الإنسان هي في حقيقة الأمر لاشئ في ذلك الكون الامتناهي في الثقل أما عمره فهو اللازمان بالنسبة لعمر الوجود هذا هو الإنسان.
ماذا عن الله؟؟
خالق ذلك الكون لا شك انه اله غاية في القوة وله منتهي العظمة, قدرته هي اللانهاية, و علمه و إبداعه لا حدود لهما هكذا يقول العقل.
ولا ادري كيف أصف قوة اله خلق ما يسمي بالثقب الأسود بكل بطشه وجبروته, أو اصف دقته المهيمنة حينما خلق الكوارك أو الإلكترون أو الفوتون.
كيف اصف علمه حينما صمم بلايين النجوم و أوجد القوي التي تمسك بأرجاء الكون أو حينما وضع في الخلية الحية الغاية في الصغر هندسة الحياة لكن ذلك ليس كل شيء.
إننا إذا أمام كائنين الأول هو الكمال الذي يتخطى الحدود حتى يؤول إلي اللانهاية و الأخر يتقزم حتى يصل إلي العدم.
تري أيمكن أن نفسر العلاقة بينهما في ظلال آيات القرآن و أحاديث النبي.
من ذلك الإنسان حتى يمكن أن يغضب الله عليه و أن يفرح أو يضحك حينما يفعل بعض الأفعال الحسنة, من ذلك الإنسان حتى يرسل له الله الجليل الأنبياء علي مر العصور, من ذلك الإنسان الذي يمكن أن يهتم به الإله العظيم فيفصل له طريقة الحياة, من ذلك الإنسان الذي يمكن أن يكون يوما خصيما لذلك الإله العظيم.من ذلك الإنسان الذي يعد له الله جنة أو يعاقبه بنار
أن القارئ لكتاب الله يجد أن هناك فجوة عظيمة بين وصف الكون لخالقة و بين وصف الإسلام له.
إنني اشعر حينما أسمع كلمات مثل حديث (من أتاني يمشي أتيته هرولا)
أو(من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه) و غيرها الكثير أنني إزاء علاقة بين الإنسان الذي هو لا شيء و الإله الذي هو فوق كل شيء هي أشبه بعلاقة الندية و المقاربة.
إخواني :
تتلخص أول شكوكي كما أسلفت في أني لا اشعر بروح الله في الإسلام كما استشعرها من جنيات الكون.
ارجوا الإفادة.
والسلام عليكم.
Bookmarks