قصة ضابط مع وحوش السلفية
كتبه أبو أيوب الجزائري
بسم الله الرحمن الرحيم
الغرفة 7 والغرفة 8
وبلغة اخواننا المصرين
العنبر نمرة 7 والعنبر نمرة 8...
غرفتان متجاروتان تشابهتا في امور واختلفتا في اخري ...فجمعتهما قسوة الجدران وضيق المكان وتبرم الاخوان والرائحة العفنة وغلظة الحراس وقلة الزاد واختلفتا في طهارة الابدان ونقاء النفوس وقراءة القراءن وصلاة الجماعة ودعاء النوازل والاتحاد والتكاتف....
ففي الغرف 7 اجمتع عشرات الاخوة السلفيين ..
بينما الغرفة 8 بها عشرات المجرمين من لصوص وقتلة وتجار مخذرات ...
كنا في شهر رمضان والصيام صعب في السجن حينما بدأنا نسمع صراخ متتالي في الغرفة المجاروة لنا 8 وصار يتكرر كنا نعرف ان هناك الكثير مرضي ومنهم من يدعي الجنون حتى يقدمون له حبوب مهلوسة ؟؟
وذات يوم ..فتح الضابط البوابة الحددية الكبيرة ليدخل سجينا جديدا كان كهلا تجاوز الاربعين يبدوا عليه الضعف والخوف ؟؟ بعد الاستقبال من امير الغرفة والمسؤول اليومي اخرجوه لساحة الغرفة ...
وقف مشدوها امام الباب ..كنا ساعتها نلعب كرة القدم ..توقفنا جميعا للنظر للقادم الجديد وزادته نظراتنا رعبا وخوفا ؟؟حتى اني احس انه يرتجف وكيف لا وقد قال له الضابط المسؤول
سوف اخذك الى غرفة الوحوش..
ثم جاء به عندنا
تعجب الرجل من وحدتنا وكثرة ضحكنا وحتى العراك كان اخوي وللتسلية ورأي الاحترام الكبير بيننا فسكت ولم يقل شيئا
انتهت الاستراحة وحان وقت صلاة العصر وهو وقت الدخول للغرفة 7
جلس الرجل ينظر الينا وقد سارع الاخوة لنزع الالبسة الافرنجية المفروضة علينا في السجن ولبسنا قمصان بيضاء وطاقيات على الرؤوس فانقلب المشهد وكأنك في مكة او الحرم
جلسنا صفوف بعد ان تؤضأنا وتؤضأ الرجل ايضا ودخل الصف معنا صلينا العصر جماعة ثم اقمنا حلقة المساء وهى حلقة علمية بعد العصر ..وبعدها تفرقنا كل لهمومه فهنا جماعة تدرس كتابا وهناك مجموعة تحكي وهكذا
جلست مع الضيف الجديد مع بعض الاخوة وهذه جلسات نسميها(التحقيق) حيث يسأله البعض ويراقبه اخرون وهكذا نخرج بفكرة مقربة عنه ومنهجه وهل هو اخ او مدسوس وايضا الفضول يدفعنا لمعرفة قضيته مع تقديم وصية عامة ..سرك لا تفشي به لاحد لا يوجد امن دائم
كان الرجل بسيط جدا واخبرنا بقصته قائلا..
انا متزوج واب لولدين اخرج صباحا واتوجه للعمل واعود مساء وهكذا تسير حياتي ..ذات يوم يخبره جاره ان احد اقرابائه يحل محله كلما خرج وللاسف هو من محارمه وانه يشك انه يخونه مع زوجته
جن جنون الرجل وقرر ان يقطع الشك باليقين فخرج صباحا وجلس غير بعيد يراقب وكم كان الطامة اذا وصل المحرم في وقته ايضا ودخل لبيت صاحبنا وشاهد صاحبنا المشهد فعاد واقتحم بيته ومن شدة غضبه طعن الرجل بخنجر وتركه في دمه ثم سلم نفسه...
القضية هنا قضية عامة وبالتالي يأخذون الرجل للغرف العامة ولا يسمح له بالغرف السياسية او القضايا الخاصة ؟؟ وللاسف لم يجد من يقف معه او يساعده ..وانما احاط به مجرمون وبعد ان عرفوا قصته بداو بالتلاعب به والسخرية منه فقال احدهم
..خلاص انتهت حياتك ودع الدنيا
وقال الاخر سوف تسجن سنين طويلة انسي ابناءك
وكم كانت الصدمة قوية فالرجل له ابناء صغار جدا ولا احد يعيلهم فلم يحتمل الصدمة وانهار
صار يصرخ كثيرا فاعتقد الضابط والحراس انه وسيلة وحيلة فقط كي يتسفيد من الحبوب المخذرة فهجموا عليه واشبعوه ضربا ..وبقي هكذا وقتا طويلا
يوما قرر الضابط ان ياتي به عندنا كي يعمل رقية شرعية ولان الامر ممنوع وخطير فقد هدده الضابط وقال له..سوف اخذك لغرفة الوحوش وهناك سوف يؤدبونك ويضربوك...وفعلا جاء به للغرفة 7..
يتبع ان شاء الله ...
Bookmarks