الأخ محمود ..
ما كان أغناك أخي عن نقل كل هذا البحث الطويل : إذا تريثت قليلا ًأمام تجميع النصوص في المسألة !!..
لكان تبين لك ساعتها : خطأ ذاك الباحث ... والذي وضع النتيجة التي سكن عندها عقله (وهي أن يأجوج ومأجوج التتار) :
قبل مجرى البحث الذي سار فيه !!!..
فهل تلك هي الحيادية منه أو منك ؟!!...
-------
ولي التعليقات التالية :
((وهذه هي آخر مشاركة لي في هذا الموضوع)) ..
أقول :
1))
ظاهر آيات سورة الكهف (ومع نهاية قصة يأجوج ومأجوج) : أنهم لن يخرجوا إا بدك الردم الذي أقامه (ذو القرنين) .. واقرأ معي وحكم عقلك :
" فَمَا اسْطَاعُوا أَن يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا
قَالَ هَذَا رَحْمَةٌ مِّن رَّبِّي (أي بناء هذا الردم عليهم لحجز شرهم عن الناس) فَإِذَا جَاء وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاء وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا " الكهف 97- 98 ..
--------
2))
وهذا ما يُفهم أيضا ًمن ذكرهم الثاني والأخير في القرآ : أن ذلك يكون في آخر الزمان :
" وَحَرَامٌ عَلَى قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا أَنَّهُمْ لَا يَرْجِعُونَ
حَتَّى إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُم مِّن كُلِّ حَدَبٍ يَنسِلُونَ
وَاقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُّ فَإِذَا هِيَ شَاخِصَةٌ أَبْصَارُ الَّذِينَ كَفَرُوا يَا وَيْلَنَا قَدْ كُنَّا فِي غَفْلَةٍ مِّنْ هَذَا بَلْ كُنَّا ظَالِمِينَ " الأنبياء 95- 97 ..
-------
3))
وعلى هذا : جرى فهم كل أحاديث (يأجوج ومأجوج) في السنة (الصحيحة) .. وأقول الصحيحة : حتى تعلم أن هناك أحايثا ًضعيفة بشأنهم : فلا تخلط بينهم !!..
أقول : على هذا الفهم (أي خروجهم في آخر الزمان) : جرى تناول العلماء والشيوخ الأفاضل لأحاديث يأجوج ومأجوج في السنة ..
وعلى رأسها : الحديث الصحيح في مسلم وغيره :
عن حذيفة بن أسيد الغفاري ، قال :
" اطلع النبي صلى الله عليه وسلم علينا ونحن نتذاكر . فقال: "" ما تذكرون ؟ "" . قالوا: نذكر الساعة . قال: "" إنها لن تقوم حتى تروا قبلها عشر آيات ،
((وهنا وقفة : حيث أرجو منك ملاحظة : أن كل العلامات التالية : هي من العلامات الكبرى : أي : التي لم تقع بعد !!.. فما أن تبدأ أولاها : حتى يأتي الباقي لها متتالي سريعا ًكحبات عقدٍ انفرط : ومن بينها خروج ياجوج ومأجوج) :
" فذكر الدخان ، والدجال ، والدابة ، وطلوع الشمس من مغربها ، ونزول عيسى بن مريم ، ويأجوج ومأجوج ، وثلاثة خسوف: خسف بالمشرق وخسف بالمغرب ، وخسف بجزيرة العرب ، وآخر ذلك نار تخرج من اليمن تطرد الناس إلى محشرهم "" .
وفي رواية :
" نار تخرج من قعر عدن تسوق الناس إلى المحشر "" .
أقول : فما الذي جعلكم تستثنون خروج ياجوج ومأجوج من هذه العلامات الكبرى في آخر الزمان : مصداقا ًلظاهر القرآن والسنة بتأويلاتكم الضعيفة ؟!
-------
4))
وأما وصفي لتأويلاتكم بأنها ضعيفة فللتالي :
1...
لو كان التتار هم يأجوج ومأجوج : فأين هو ذلك الردم الذي كان يحجزهم : ودكه الله فخرجوا منه ؟!!..
ولو كانوا هم شعوب شرق أسيا وشمالها : فهل الردم الذي بناه ذو القرنين : هو سور الصين العظيم (وهو السور الوحيد بالطول المناسب ليحجز قوما ًفي مثل كثرتهم) ؟؟!!!.. مع العلم بأن مواصفات سور الصين العظيم وعمره : لا يتوافقان أبدا ًمع القصة كما هي في القرآن !!..
فأين ذهب في رأيكم سور كهذا (وبهذه المتانة التي حكى عنها القرآن) :
وأنتم تدعون ان كل شيء (قد تكشف وبان) !!!..
وخصوصا ًأن كاتب البحث : قد افترض لكل شيء فرضا ً: ولم نقرأ له فرضا ًواحدا ًبشأن هذا الرد : أين هو ؟!!..
ولا ماذا كان هو وقت خروج التتار ؟!!!..
2...
فإذا قلتم أنه لم يتهدم بعد : نفيتم بذلك قولكم بأنفسكم !!!..
3...
وإذا قلتم أنه تهدم بالفعل فيما سبق : لتعارضتم مع ظاهر القرآن من وجه .. ومن الوجه الآخر نقول لكم :
أنه لو كان تهدم بالفعل فيما سبق : فلماذا لم يخرجوا على الناس قبل عام 656 هـ أو غيره ؟!!!..
4...
أيضا ً: عندما تنبأ رسولنا الكريم بقتال التتار لنا : ووصفهم بكل دقة (وهو إعجاز نبوي يُضاف للسُـنة : وقد أشرت إليه في موضوعي في قسم السُـنة فيهذا المنتدى المبارك) : أقول : لقد رُوي في نبأ هؤلاء التتار المغول : اكثر من حديث وأكثر من رواية .. وأما العجيب بالفعل :
ان رسول الله صلى الله عليه وسلم : لم يُشر في أحدها من قريب ولا بعيد : لاسم ياجوج وماجوج !!!!..
ولا حتى انهم (بشاير يأجوج ومجوج) على حد تعبير كاتب البحث !!!!!....
فبالله عليك : أفلم يكن من السهل على النبي أن يقولها صراحة ً:
" لا تقوم الساعة : حتى تقاتلوا يأجوج ومأجوج : قوما ً: وجوهم كمجان المطرقة ... إلخ " ؟!!!!..
5...
وعلى هذا : فقول هذا الباحث بخروج ياجوج ومأجوج : (((مرتين)))) : هو عندي وعند كل العلماء وحتى طلبة العلم :
أغرب وأعجب مما استنكره هو من حديث أبي هريرة الذي صال حوله وجال بلا فائدة !!!..
فخروجهم مرتين : يتعارض مع ما حكاه الله في القرآن : والذي يُشير ظاهره الذي لا يقبل التأويل : ان خروجهم سيكون مرة ًواحدة : وأنه سيكون شراًعلى البشر : فضلا ًعن العرب والمسلمين !!!..
6...
وهو بالطبع لم يذهب لهذا القول البعيد شرعا ًوعقلا ًومنطقا ً: إلا ليخرج من المأزق الذي وضع فيه نفسه بإنكاره لحديث أبي هريره :
فوجد ظاهر القرآن : وباقي الاحاديث الصحيحة في مسلم وغيره : يُناقض ما قال !!!..
فاضطر (وأقولها مُكررا ً: لانها عادة كل صاحب هوى تنقطع به حُجت : فاضطر) : ان يفتري فرية خروجهم مرتين !!..
7...
وأما ما حام حوله من أن المؤمنين أو الصالحين في آخر الزمان : هم فقط مَن سيكونون مع نبي الله عيسى عليه السلام : وهم الذين سيأمره اللهان يحرزهم إلى جبل الطر أقول :
المر هنا لعيسى عليه السلام : ومَن معه من جيش المسلمين في ذلك الوقت .. وليس فيه أي تلميح : ان كل المسلمين في ذلك الزمن والصالحين : هم فقط الذين معه !!!!!!!!!...
8...
وأما الملحوظة الأخيرة ها هنا : فهي ما أشار إليه الأخ متروي : وهو شرب يأجوج ومأجوج من بحيرية طبرية !!!..
حيث من المعلوم ان ماء البحيرات : مااااااالـــح !!..
مما يدل على أنهم ليسوا بشرا ًعاديين !!!..
وهم الذين سيأتون على كل شيء : فيفسدونه في طرقهم كما أخبر النبي !!!..
وهنا : فإن إشارة الله تعالى لهم باسم (ياجوج ومأجوج) : هكذا في القرآن : غير معرفة بـ (الـ ) أو غير مسبوقة مثلا ًبـ (قوم) أو ما شابه : هو فيه من التهويل من امرهم وبيان خصوصيتهم عن سائر البشر : ما فيه لقوم ٍيعقلون !!!...
--------
5))
وأختم تعليقاتي هنا : باجتهادٍ متواضع مني في الشبهة التي بنى عليها الكاتب كل بحثه من البداية :
وهي تعارض حديث أبي هريرة رضي الله عنه : مع القرآن والأحاديث الصحيحة بشأن الفتح الذي سيُفتح من ردم يأجوج ومأجوج ..
فأقول : (ولاحظ معي الترتيب الآتي في استدلالي والله المستعان) :
1...
لما كان هذا الكاتب : يعترف بحديث النبي في الصحيحين وغيرهما : أنه فــُتح اليوم (أي في زمن النبي) من ردم يأجوج ومأجوج مقدار كذا ..
أقول : فهو قد أقر بذلك (وهو يدري أو لا يدري) : بأنه لا تعارض بين أن يقع فتح في هذا اردم : وبين آية :
" فَمَا اسْطَاعُوا (أي ياجوج ومأجوج) أَن يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا " الكهف 97 ..
حيث لو سأناه : كيف تــُوفق بينهما لقال : أن عدم القدرة على النقب هنا : هي محدودة بزمن الماضي وقت بناء الردم في باديء الأمر ..
ولا يمنع من انهم استطاعوا ذلك في زمن النبي لأول مرة !!!..
2...
أقول : حسنا ً... فلنسمي هذا : الاستنتاج (1) ..
3...
وهنا أسأل : وماذا لو كان حديث أبي هريرة رضي الله عنه : تعلق بأول مرة نجح فيها ياجوج ومأجوج من عمل فتحة في الردم (ألا وهو من زمن النبي : وحتى يأذن الله بخروجهم) : فهل يوجد أي تعارض بعد ذلك بين حديث أبي هريرة وبين القرآن والسنة الصحيحة ؟!!..
أعني :
أن حديث أبي هريرة : من كونهم ينجحون في عمل فتحة في الردم : لا يتعارض مع القرىن : وهذه يُرجع فيها للاستنتاج (1) السابق منذ سطور ..
وأما عدم تعارضه مع السنة الصحيحة (والتي فيها أن اول نجاح في عمل فتحة في الردم : كان في وقت النبي) : أقول :
عدم تعارضه معها : يأتي من كون أبي هريرة نقل عن النبي أنه (ومنذ زمن النبي) : وهم يحاولون في هذه الفتحة : يوما ًمن بعد يوم : وحينا ًمن بعد حين : على الوجه الذي نقله لنا الحديث !!!!...
وليس معناه ان محاولاتهم تلك : هي من وقت أول بناء الردم وحتى يأذن الله بخروجهم .. ولكن معناه :
أن محاولتهم هذه : كانت من زمن النبي : حيث توصلوا فيه بطريقة ما لعمنل فتح في الرد : وحتى وقت خروجهم ...
والله تعالى أعلى وأعلم ...
مع العلم بان حديث أبي هريرة السابق المُعترض : قد أشبعه بحثا ًالشيخ الألباني رحمه الله : وهو مَن هو في اجتهاده وعلمه : وحكم بصحته (أي ليس حتى حسنا ًأو صحيحا ًلغيره) ...
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
Bookmarks