من أجمل كلامك أخي عياض وأوجزه ما قلته في مشاركتك الأخيرة :
" يا عباد الله...لسنا كنسيين و لا كهنوتيين...من كثر منه الاتيان بما ينقض عرى الاسلام الصريحة :
رددنا عليه باطله و حذرنا منه كائنا من كان...وو الله ان القضية ليست قضية حسابات سلفية
صوفية او اشعرية او ما الى ذلك...لكن هذا المفتي نزع جلباب الحياء و اخذ معوله و صوبه الى
اسس الاسلام التي لا يختلف عليها مسلمان " !!!...
فهذا هو ما بح صوتنا لتبيانه !!!..
فأنا عن نفسي :
لم أتوقف أو أتردد أو أخف أبدا ًمن الدخول في حوار مع صوفي أو أشعري أو أو أو أو ....
طالما أن مرجعيتنا هي الكتاب والسنة ...
ووالله : رغم أن غلبة الشهوة والشهرة والشبهة في آحاد المسلمين كثيرة :
إلا أنها لما تصب أحد المنظور إليهم وإلى كلامهم بالملايين في التلفاز أو الفضائيات أو غيرها :
أو تصب أحد الذين يتولون منصب الريادة والفتوى في المسلمين :
فإن المصيبة تصبح أنكى وأشد في الإضلال والله !!..
وقبل ذلك : أنكى وأشد بصاحبها الذي لم يخش الله ويتقه في الملايين التي تستمع له !!!...
فهي حالة من الغرور النفسي :
تـُعمي صاحبها عن تلمس درب الخير من حوله : أو حتى درب الخير لنفسه هو !!..
فما أشبه حالهم هذا بحال مَن قال رب العزة فيهم :
" نسوا الله : فأنساهم أنفسهم " أي :
أنساهم الاختيار الصائب لخير أنفسهم في الدنيا والآخرة ..
ووالله :
إنه ما من عالم ٍمعصوم !!!...
ولكن :::: يا عباد الله المسلمين انتبهوا ::::
فهناك عالم :
ممَن يُمكن بسهولة : عد أخطائه !!.. فضلا ًعن عدم تعمده لها !!!..
فهذا أمره : للين والنصح في حياته بكل أدب : وبعد مماته أوجب للأدب معه في حياته !
وأكثرهم (وأرجو التركيز لأن هذه علامة فارقة بين مَن يخش الله : ومَن يخش على سمعته عند الناس) :
لا يستجب فقط للين والنصح بل : ويُسارع للاعتراف بخطئه أيضا ًعلنا ً(وكما أخطأ علنا ً) :
خوفا ًمن ضلال الكثيرين به وهم لا يعلمون !!!..
وليقرأ مَن يشاء في ذلك سيرة عالم ٍفذٍ كالعز بن عبد السلام مثلا ً........
وهناك عالم :
قد (((( تكاثرت ))))) أخطائه : حتى صار يصعب حصرها !!!..
فكلما تكلم : انتشر جهله وغلطه وخلطه ولبسه على الناس وخصوصا ًالعوام !!..
فهذا إن لم يفطن أحد لنوعية أخطائه القاتلة : فلا أقل أن يلتفت لـ (( عددها )) وأثر
ذلك السيء على الناس والعوام وفتنتهم في دينهم به !!!..
وأما من ناحية (((( نوعية الخطأ )))) :
فهناك مَن يخطأ في (( اجتهاد فقهي )) : فاجتهاده مقبول : حتى وإن كان مردود :
طالما كان من أهل الاجتهاد لسابق علمه ....
ولكن على النقيض للأسف الشديد :
فهناك مَن أخطائه هي من النوعية التي :
تحفر بقوة وعمه في صرح الدين وقواعده وأساساته : بمعول ٍللهدم أثيم !!!!..
يُلبس على الناس والعامة أمر عقائدهم (( عن عمد )) !!!...
ويُحل لهم الحرام الثابت !!..
ويُحرم عليهم الحلال الثابت !!..
فلا وزن عنده لإجماع الأمة وإجماع علمائها : لو خالفهم !!!..
ولا وزن عنده لمعلوم ٍمن الدين بالضرورة : لو تنكر له !!!..
فأمثال هذا والله من علماء السوء :
هم مَن يحتضر عوام الأمة على أيديهم !!.. وكلما أفاقوا : أخذوا بخطامهم
إلى الوحل من جديد !!!...
وللمدافعين المفتنوين بهم : أ ُترجم لهم مقولة أخي العياض السابقة : ولكن :
بكلام ٍمن العلامة الشيخ : المُعلمي : ومن كتابه ( التنكيل1/6 ) .. حيث يقول :
(ولاحظوا أنه يذم الغلو في العلماء الأفاضل : والذي يحجب الاعتراف بخطأهم والتحذير
منه : فما بالنا بمَن هم دونهم ممَن ذكرنا : ولا حول ولا قوة إلا بالله !!) :
" ومن أوسع أودية الباطل : الغلو في الأفاضل !!.. ومن أقوى أسلحته : أن يَرمي
المُغالي كل من يحاول رده إلى الحق : ببغض أولئك الأفاضل ومعاداتهم !!.. ويرى بعض
أهل العلم أن النصارى أول ما غلوا في عيسى عليه السلام :
كان الغلاة يرمون كل مَن أنكر عليهم تأليه عيسى وتقديسه : بأنه يبغض عيسى ويحقره !
ونحو ذلك ..
فكان هذا : من أعظم ما ساعد على انتشار الغلو .. وذلك : لأن بقايا أهل الحق : كانوا
يرون أنهم :
إذا أنكروا على الغلاة :
نسبهم العامة إلى مَن هم أشد الناس كراهية ًله : من بغض عيسى وتحقيره !!!..
فمقتهم وكرههم الجمهور !!!.. وأوذوا .. فثبطهم هذا عن الإنكار !!!..
وخلا الجو للشيطان !!!..
وقريب من هذا : حال الغلاة الروافض وحال القبوريين ( وهم الذين يُعظمون القبور
ويُدعون أصحابها ) .. وحال غلاة المقلدين ... " !!!...
والحمد لله رب العالمين ..
Bookmarks