في حوار مع موقع "أون إسلام" و نشر علي مفكرة الإسلام خرج علينا مجددا مفسد مصر علي جمعة ببعض تقيحاته الفكرية أنقل لكم البعض منها.
مفكرة الاسلام: جدد الدكتور علي جمعة، مفتي مصر، هجومه على التيار السلفي، معتبرًا أنه "أقرب ما يكون إلى العلمانية منه إلى الإسلام"، في الوقت الذي كال فيه المديح للتيار الصوفي الذي رأى أنه "مشيد بالكتاب والسنة، وأن أعداءه وأدعياءه هم الذين يلحقون به أشد الضرر".
وقال جمعة في حوار مع موقع "أون إسلام"، نشره يوم الاثنين، مدافعًا عن دور الأزهر الذي يبدو خافتًا أمام تيارات أخرى على الساحة: "بعض الناس لا تريد أن تذهب للأزهر (للحصول على الفتاوى) لهوى في نفسها، ولاتجاهات سلفية متشددة، ولمشارب أخرى لا علاقة لها بالأزهر وكينونته وكفاءته، فالناس أرادت أن تذهب إلى هذا الغير، فالذي حدث ليس في علم مشايخ الأزهر وفي قدرتهم، بل الذي حدث هو ما جرى في الثقافة العامة، والثقافة العامة تتعرض لهجمات علمانية، والسلفية المتشددة أقرب ما تكون إلى العلمانية منها إلى الإسلام" على حد وصفه.
واستطرد شارحًا هذا الربط بين السلفية والعلمانية بقوله: "إن د. عبد الوهاب المسيري المفكر المصري الراحل هو أول من شرح هذا وهو يصف السلفية بأنها أقرب إلى العلمانية، وباختصار شديد يمكن القول إن العلمانية لا تنكر الدين، لكنها تنحي الدين عن سير الحياة، والسلفية المتشددة تريد أن تنعزل بالدين عن سير الحياة".
وتابع يقول: "العلمانية تؤمن بالخصوصية، ولذلك تدعو إلى اختصاص كل قوم بلغتهم، بثقافتهم، بفلكلورهم، بتاريخهم، بمصالحهم، فهي تؤيد انفصال الأكراد والتركمان والعرب والشيعة من السنة والأقباط من المسلمين، العلمانية تريد هذا. ولذلك تريد خريطة أخرى للعالم. وبدلا من 200 دولة يصبح 400 دولة".
ومضى يقول: "والسلفي المتشدد يريد الخصوصية، يريد أن تتركه في حاله، يلبس كما يشاء ويصلي كما يشاء منعزلاً في مسجده. ولذلك تجد هذه السلفية التدميرية تبني برنامجًا كثير الجزئيات حتى يعيش فيه الإنسان بعيًدا عن ممارسة الحياة، إذن فالسلفية تقبلها العلمانية؛ ولذلك رأينا العلمانية وهي تبارك السلفية إلى أن لُدغت منها في المصالح، ولكن الفكر السلفي هو الوجه الآخر للفكر العلماني وهو لا يدري" على حد قوله.
ويستطرد مفتي مصر شارحا رؤيته: "عندما يسمع السلفيون هذا الكلام يغضبون، يقولون لا.. نحن مؤمنون والعلمانية كفر. أبدًا، العلمانية أصلا لم ينكروا الدين، هم يريدون أن يخصصوا الدين أو يعزلوا الدين، وأنتم تريدون أن تنعزلوا بالدين، وهذه هي المشابهة".
وتابع "كان بعض دعاة السلفية يقول: إن هؤلاء الناس يدعون إلى الإسلام المتميع، لكننا ندعو لإسلام غير متميع، هو يراه على هذا النحو لأن به جزئيات كثيرة، يقول للفرد افعل، افعل، افعل، ولا تفعل، لا تفعل، لا تفعل. وهذه الجزئيات كلها مختصة بالخصوصية وبالهوية، ومختصة بالاعتزال لا بالتفاعل، ومن هنا كانت هناك مشابهة، مشابهة أستطيع أن أقول إنها مؤلمة لكنها حقيقية" وفق زعمه.
وحول انتشار السلفية، اعتبر جمعة أن ذلك جاء كردة فعل على موجات العلمانية التي تكتسح المجتمعات الإسلامية، وقال "عندما تريد هذه المجتمعات أن تتمسك بهويتها، فلا يكون عندها قدرة على التفكر والوسطية والاعتدال والانفتاح والترقب، فتُلقي نفسها في أحضان السلفية؛ لأن السلفية حينئذ ستمثل لها هُوية محددة".
جمعة والتصوف:
في المقابل، كال مفتي مصر، وهو صوفي ينتمي للطريقة الجعفرية، الثناء على التصوف معتبرًا أنه "علم، له أركانه، له أدلته، له ممارسته العملية عبر القرون، مشيد بالكتاب والسنة كما قال أبو التصوف الإمام الجنيد".
وكان جمعة قد شارك مؤخرًا في وضع حجر الأساس لمبنى مشيخة الطرق الصوفية الجديد، والذي أعلن المفتي خلاله تبرعه له بمبلغ 100 ألف جنيه مصري (18 ألف دولار تقريبا) من ماله الخاص.
واعتبر جمعة أن "المتصوفة.. هم الذين نشروا الدعوة في إفريقيا، وصدوا عدوان المغول.. ولهم تاريخ طويل في هذا" على حد قوله.
وفي رده على سؤال عن قوة الدفع الكبيرة التي يتمتع بها التيار الصوفي في مصر، وإذا ما كان هذا يروج -بطريقة أو بأخرى- لـ "دين منزوع الاهتمام بالمجال العام، وبحياة الناس وبمشاكلهم"، دعا المفتي إلى التفريق بين الصوفية والمتصوفة وأدعياء الصوفية؛ "لأن التصوف يقع حاليا ضحية ما بين الأعداء والأدعياء، وكل منهما يضر بمفهوم التصوف الصحيح.."، كما قال.
وضرب المفتي مثلا على ما رأى أنه التصوف الصحيح بتجربة "الطريقة الأخية" التي نشأت في تركيا قبل ثمانية قرون والتي عنيت كثيرا بالمهن المختلفة كصناعة الزجاج والخزف والنجارة، فكتبت دساتيرها وأسانيدها، ودربت الأتباع على فنونها وأخلاقياتها، ونصت تلك الدساتير على العقوبات التي يتعرض لها المتعلم في حال تقصيره في أدائها.
وقد دأب مفتي مصر علي جمعة على مهاجمة التيار السلفي الذي يرى مراقبون أنه بات الأكثر انتشارًا بين فئات المجتمع المصري. كما اعتاد في مقابل على الإشادة بالتيار الصوفي الذي ينتمي إليه.
وفي تصريحات سابقة له هذا الشهر، هدد جمعة كل من يتصدون للتصوف بأن مصيره سيكون مظلمًا ومخيفًا. وقال أثناء وضع حجر الأساس لمبنى مشيخة الطرق الصوفية الجديد: "الذين يحاربون التصوف ليلتهم ظلماء وليلتهم أسود من قرن الخروب".
وأضاف: "الله منّ على مصر بأن وجد الإسلام بها ونرى الأزهر الشريف لا ينتمي إليه إلا من كان أشعريًا أو صوفيًا، فالتصوف رسالة من الرسائل التي يحافظ عليها المصريون، وهو الذي يعطي الشريعة وسطيتها والإسلام روحه ولهذا الدين معناه"، وفق قوله.
Bookmarks