النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: حوار 2

  1. #1

    افتراضي حوار 2

    هذا رد الأستاذ الفاضل أبو الفداء على العضو "يا رب ارحم حالي" تم نقله من القسم الخاص إلى العام بناء على طلب البعض..
    متابعة
    الإشراف العام

    ---
    محور الاشكال

    أ. لا اعتراض على وجود الالم وأنواعه وألحاقه بنا وهي كافيه لمعنى الرحمه

    ب.الاشكال في استمرار الالم دون ان نشعر بتحرك تلك الصفه الرحيمه المطلقه

    مثال
    الام عندما ترى طفلها يحترق ويشعر بالالم وينتظر مساعدتها ورحمتها عليه هل تتدخل ام تدعه يحترق ويستمر في آلامه حتى يعرف الطفل قيمة رحمة امه التي لم يستوعبها أو يشعر بها !

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jan 2009
    المشاركات
    189
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    طلب مني أحد أحبابي أن أدلي بدلوي في هذا الموضوع، وقد كنت كارها لذلك لما رأيته من طول مراوغة صاحبه حتى وصل الإخوة معه بالموضوع إلى عشر صفحات كاملة في مراء منه لم أر مثله، ولا حول ولا قوة إلا بالله!!

    ومع هذا فقد احتسبت ورأيت أن أكتب جوابا لحسم هذا الجدال العقيم - الذي ما كنت أرجو أن يُستدرج إليه الإخوة الكرام وفقهم الله - حتى يحيى من حي عن بينة ويهلك من هلك عن بينة، والله الهادي إلى الرشاد.

    فأقول من بعد الثناء على الرب جل وعلا بما هو أهله والصلاة والسلام على من أرسله رحمة للعالمين، إن هذا المثال الذي ضربته يا صاحب الموضوع في إحراق الطفل، تقول كيف لا يمنع الرب ذلك الأمر إن كان أرحم بالطفل من ولدها = باطل من وجوه تعزب على الحصر. من ذا الذي يقيس صفات الرب تبارك وتعالى على صفات المخلوقين، وكيف يسوغ مثل هذا عند عاقل يدري ما يقول؟

    إن الأم التي يحترق وليدها أمام عينيها لا تملك أن تمنع عنه إمكان الوقوع في ذلك - من الأصل - ولو ملكت لمنعته قطعا، لأنها مجبولة على سلوك سبيل واحد في علاقتها بوليدها = صيانته من كل ما يؤذيه! وهذا عندها هو غاية الرحمة به - ولا تملك بفطرتها وجبلتها إلا أن ترحمه - لأن علمها به، حالاو مآلا، لا يجاوز ما تراه أمام عينيها من ألمه وعذابه، ومن أن واجبها صيانته من ذلك! بل إنك لو سألتها لقالت - من جهلها - إنها تود لو أُحرقت هي مكانه، فذاك صوت الغريزة العمياء فيها لا صوت عقلها ولا حكمتها، لأنها يقينا لو وزنت الأمر بعقلها لما اختارت هذا لنفسها! فهذه رحمة المخلوقين فيما بينهم، وما هي إلا رحمة واحدة من مئة رحمة يرحم الله بها عباده! وهي رحمة الجاهل القاصر الذي لو علم بما كان يجهله لربما حملته رحمته تلك - نفسها - على أن يرتضي ما قد يظهر بادي الرأي على أنه غاية القسوة والجفاء!
    فصحيح إن الله أرحم بعباده من الوالدة بمولودها، ولكنها رحمة عليم حكيم، لا رحمة مخلوق قاصر.. فإن المخلوق المكلف لا تتحرك رحمته إلا بغريزة كراهية الألم ومحبة اللذة، التي يسعى ما وسعه لضبطها بقليل ما علم من الخير والشر، فيختار ما علمه خيرا ويجتنب ما علمه شرا!! أما رحمة الرب الخالق فإنها رحمة من يعلم باطن ذاك المخلوق المكلف في كل حال من أحواله، وما هو مختار من أمر نفسه إن خُير في مستقبل أمره، وما يكون له في الآخرة، وما خلقه إلا ليبتليه (و/أو) ليبتلي به غيره!
    فعندما يولد طفل مشلول أو مصاب بمرض أليم فإنه لا يحكم بكون هذا الوليد مظلوما إلا ملحد جاهل يقيس علم الرب الخالق وحكمته ورحمته على علمه هو ورحمته!
    وهنا يأتي الخطل وتظهر الجهالة! يجلس أحدهم وهو لا يدري ما يتكلم به جاره خلف جدار بيته، ولا يدري ما يكون من أمره بعد ثانية واحدة من الآن، ثم يفوه بالجهالة يقول "كيف يكون الله رحيما بطفل وليد قد اختار أن يقضي عليه بالموت محترقا أمام والدته"؟؟! ما أكثر ما يختار ذلك الجاهل من خيارات يحسب أنه كان بها رحيما بمن يحب، وما اختار له إلا الهلاك بعينه! ولكن هذا شأن الإنسان = ظلوم جهول!! فما ظنكم برب العالمين؟؟؟
    إنه لا يحكم بأن حدثا كهذا ينافي الرحمة الكاملة عند الله تعالى إلا من كان غاية تصوره للرحمة = صيانة الإنسان من ألم أو عذاب دنيوي زائل، يدوم لدقائق أو لساعات أو حتى لسنوات ثم يزول، أيا ما كان باطن ذلك الإنسان وما كان من سابق أمره وما كان ليكون بعد، وما كان ليكون لو لم يكن من أمره ما كان، وما هو مختار إن خُير .. الخ، فالله تعالى قد يكون من رحمته وحدها أن أحرق هذا الطفل أمام عيني والدته، رحمة به لأمور لا نعلمها ولا يعلمها سواه سبحانه، ورحمة بها - وأي رحمة - إن هي صبرت واحتسبت وأبلت في ذلك المصاب بلاء حسنا! ومن رحمته أن يطول ذلك ما يطول، وأن يتألم فيه الطفل غاية ما يكون من آلام الدنيا، فلا يلبث أن يزول عن ذلك إلى ما شاء ربه!

    فإن كنت يا صاحب الموضوع من هواة الأمثلة، فسأضرب لك مثالا واحدا يبين مدى ظلم وجور وجهالة من يريد الحكم على رحمة الله تعالى من مثل هذا الحدث، يقول كما تقول النائحة الثكلى: "كيف يرى الرب الرحيم طفلا يتعذب في نار الدنيا الفظيعة هذه حتى يموت ولا يمنع ذلك عنه"؟
    أرأيتَ لو أن الله جل وعلا أبقى هذا الطفل في الدنيا حتى بلغ الحلم وبلغ أن يختار لنفسه ما يوجب له دخول نار الآخرة - وإن لم يخلد فيها - ليمكث فيها لثانية واحدة فقط لا غير، عقوبة على جرائم اقترفها ومات دون التوبة منها، أفيكون ذلك خيرا له، أم أن يقضي الله عليه أن يموت في طفولته محترقا لساعة أو بعض ساعة بنار الدنيا (التي هي جزء من سبعين جزء من نار الآخرة)، ثم يخلد في نعيم الآخرة بعد وكأن شيئا ما كان؟؟ أفيكون قد رحمه الله تعالى بذلك أم لا؟؟
    ما أجهل الإنسان وما أظلمه وما أعجله!!
    إن هذه الأم بإزاء وليدها هذا لا تملك له إلا ما تراه هي غاية الرحمة بطفلها في تلك الحال، أن تدفع عنه التوجع والألم.. وهذا غاية علمها! فهي لا تتصور – مثلا - أن توضع في موضع ترجيح بين أن يحترق ولد من أولادها ليعيش أخوه! ولو أنها خيرت في هذا ما ملكت أن تعدل ولا عرفت كيف ترحم! فإن قيل هي إذن مضطرة، وإنما التبعة والملام على من اضطرها لمثل هذا، قلنا لا تبعة ولا ملام حتى يتحقق لنا العلم بأسباب اختيارات هذا الذي اضطرها أولا! فإن من علم حجة على من لم يعلم، وما يظهر لأول وهلة أنه رحمة محضة قد يكون على الحقيقة ضد ذلك، والعكس صحيح! فأين مناط تعريف ما هو رحمة وما ليس برحمة؟ إنما يأتي من العلم والحكمة!!
    والرب العزيز العليم سبحانه أمر الخلائق جميعا بيده، سبحانه قد أحاط بكل شيء علما وهو العليم الحكيم، لا يُسأل عما يفعل وهم يُسألون، يرحم هذا بإصابة ذاك، يرفع هذا بحطّ ذاك، يدفع الناس بعضهم ببعض رحمة بهم ((ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض)) الآية، فيفوز منهم من يفوز ويهلك من هلك، ولا يظلم ربك أحدا! وإذن فقد تكون النازلة على الطفل لا لا لشيء كان أو يكون من أمر ذلك الطفل نفسه أصلا، وإنما هو ابتلاء لأمه وأبيه! وفي ذلك وفيما وراءه من ابتلاءات وأحداث تترتب عليه ما لا يعلمه إلا هو سبحانه!
    فمن ذا الذي يجرؤ على أن يدعي أن الله إن لم يكن إنزاله ذاك الأمر بذلك الوليد لشيء قد كسبته يد ذلك الوليد نفسه فإنه يظلمه بذلك؟؟ أويدري صاحب هذا الزعم ما في نعمة البصر وحدها من فضل ورحمة لا يؤدي المؤمن حقها ولو بقي طوال عمره ساجدا؟؟ أولا يعلم أن الله لو شاء لما خلقه في الدنيا إلا دابة من دواب الأرض لا خلود لها، فلا تكون في الآخرة إلا ترابا؟؟ بل ألا يدري أن الله لو شاء لما خلقه أصلا ولما جعله شيئا؟؟ فمن ذا الذي يملك - أصلا - أن يحاجج رب العزة جل وعلا يوم البعث والحساب فيما أنزله به من نوائب وآلام وأمراض ونحوها مهما عظمت، يقول له في الآخرة لقد ظلمتني بهذه وجفوتني بتلك؟؟؟
    وهل كانت صحته من كسبه أصلا حتى يكون سلبه إياها في الدنيا ظلما له؟ وهل كان الرزق الذي يهبه الله حقا مكفولا له حتى يعترض على تضييق الله عليه فيه إن ضيق وتوسيعه فيه على غيره إن اختار ذلك سبحانه؟؟؟ هل كان شيء مما أنعم الله عليه به – أيا كان – ليأتي إليه باختياره لولا أن قضاه الله له؟؟؟
    ففي أي شيء يجادل هؤلاء؟؟؟
    ويقول القائل إن الدابة التي تصاب بالمرض أو بالحرق أو بالغرق كذلك تُظلم وليس هذا من الرحمة بها! بل وقد قال سفهاء الملاحدة لو كان ربكم رحيما حقا فما باله يستحب لكم ذبح الأنعام باسمه لتطعموا لحومها وتلبسوا جلودها؟؟ فهل تكره الدواب أن تذبح؟ قطعا تكرهه! وهل تكره أن تصاب بألم أو مرض؟ نعم ولا شك! ولكن بأي حجة تدعي أنها لا يؤول أمرها إلى تمام الرضا بما قسمه الله لها، وبأن الله ما ظلمها؟؟؟ إنها العقلية نفسها، تلك العقلية التي بلغ بها البغي والظلم والجهالة أن تحكم على تصرفات الله في خلقه وتشريعه وكأنه مخلوق منهم، لا يعلم إلا من جنس ما يعلمون، ولا يظهر له من الأمور إلا ما يظهر لهم وما يتصورون!!
    ألا ساء ما يحكمون!!
    لا الخوف ولا الألم ولا الجوع ولا المرض، ولا الحرق ولا الغرق ولا شيء من ذلك مهما عظم، يزن شيئا في ميزان نعمة الرب السابغة على سائر خلقه، حتى يكون لمخلوق من المخلوقات اعتراض على شيء من ذلك!! ولكن قوما قساة القلوب خلقهم الله ليعبدوه ويشكروه على سابغ نعمه التي لا تعد ولا تحصى، فبدلا من أن تخضع أعناقهم لله جل وعلا، راحوا يقولون لماذا قضى علي كذا وكذا، وحرمني مما أعطى فلانا، وأصابني بما عافى منه فلانا، كيف يكون رحيما وقد كان منه معي كذا وكذا؟؟
    أي جهالة وأي ظلم هذا؟
    صدق القائل جل وعلا:
    ((وَمِنَ النَّاسِ مَن يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ)) [الحج : 11]

    خلاصة الأمر يا صاحب الشبهة أنه لا يُتصور أصلا مع العلم والإقرار بنعم الله التي لا تعد ولا تحصى على سائر مخلوقاته لا على الإنسان وحده، أن يقول قائل عاقل – فضلا عن أن يكون من الموحدين - إن ما ينزل بتلك المخلوقات من أمراض أو أسقام أو نحوها بمشيئة الخالق جل وعلا، فيه ظلم أو فيه نقض لكمال الرحمة فيه سبحانه!
    ((ما قدروا الله حق قدره والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه))
    أقول للمرتابين في كمال رحمة الرحمن جل وعلا: يا هؤلاء لو لم تكن رحمة الرب كما وُصفت لنا، لما سقى ربكم في الدنيا كافرا شربة ماء!! ما لكم كيف تحكمون؟؟؟ يقول أحدهم: لو كان الله رحيما حقا فكيف يترك طفلا يموت محترقا أو دابة من الدواب تهلك غرقا أو رجلا مؤمنا يموت بالسرطان أو.. ما هذا؟؟ أفيقوا يا هؤلاء وتذكروا عمن تتكلمون!!

    فليعلم كل من يقول إنني من المسلمين، أن الإيمان الذي يخالطه أدنى مقدار من شك أو ريبة = ليس بإيمان! لا أقول هو إيمان ناقص، بل هو ذاهب أصله! ليس بمسلم أصلا من يساوره أدنى شك في كمال صفات خالقه تبارك وتعالى، تأتيه الوساوس فيسترسل معها يجادل المسلمين يطالبهم بإقناعه بأن الله رحيم!! نسأل الله العافية!
    ((فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجاً مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيماً)) [النساء : 65]
    ((أَفِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ أَمِ ارْتَابُوا أَمْ يَخَافُونَ أَن يَحِيفَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَرَسُولُهُ بَلْ أُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ)) [النور : 50]
    ((إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ)) [الحجرات : 15]

    فإن كنت يا صاحب هذا الموضوع منتسبا إلى الإسلام فتب إلى الله من الريبة والشك الآن، واستعذ بالله من الوسواس والزم عالما من علماء السنة يدلك على ما فيه نجاتك، هداك الله وأصلح حالك! ودع عنك مطالعة الشبهات وكلام الملاحدة والمنصرين وأشباههم، فإنك لا تدري في أي تلك الشبهات يكون هلاكك! وما هي إلا ساعات يمتد بها عمرك ثم يأتيك في قبرك من يسألك، فإما ثبتك الله بالقول الثابت فنجوت وكنت من الفائزين، وإما كانت الأخرى، نسأل الله العافية!!
    وأما إن كنت ملحدا ماكرا فقد ألقمناك حجرا لا يبرح فمك ما دمت حيا، ولا نسمح لك بالتشويش على ضعاف العقول ومرضى القلوب، ولا نعاود الخوض معك ولا الجدال في هذا الأمر لا في هذه الصفحة ولا في غيرها.. فاذهب إلى حيث أتيت غير مأسوف عليك..
    والسلام على من اتبع الهدى..

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. اسئلة عن طريقة حوار الملاحدة وخاصة حوار الاخلاق الحالي
    بواسطة الواضحة في المنتدى قسم الحوار عن المذاهب الفكرية
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 12-08-2013, 03:25 PM
  2. طلب حوار
    بواسطة khalilos في المنتدى قسم الحوار عن المذاهب الفكرية
    مشاركات: 97
    آخر مشاركة: 05-10-2013, 12:37 PM
  3. حوار 2
    بواسطة يارب ارحم حالي في المنتدى قسم الاستراحة والمقترحات والإعلانات
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 11-11-2010, 01:37 AM
  4. لايفوتك حوار مع ملحد في قناة الرأي حوار ممتع وشيق ومفيد جدا .
    بواسطة نَبيل في المنتدى قسم الحوار عن المذاهب الفكرية
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 03-24-2008, 03:23 PM

Bookmarks

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
شبكة اصداء