وحسبك أن ترى القتال والأقتتال على الأخوة المسيحية
الحمد لله رب الأرض والسموات , غافر الذنب ساتر العوارت , مفرج الكروب والعثرات , سامع للنجوى والصرخات , موفق المؤمنين للصلاة وسائر العبادات , حمداً يليق بجلال ذاته وعظيم سلطانه , حمد الشاكرين بذل المنكسرين الخاشعين المنقادين لدين رب العالمين .
وأشهد بأن النبى الكريم والرسول العظيم خاتم الأنبياء والمرسلين وأفضل الخالق فى العالمين , صاحب المحجة البيضاء والطريق المستقيم , هازم الأعداء المشركين , إمام المرسلين والموحدين .
أما بعد ,,,
مازال العالم الأسلامى يتوجع من ضربات المنافقين , ومازال المؤمنون يعانون من أفتراءات العلمانيين , ولن نزال فى ضعف وخور إلى يوم الدين طالما تحكم المجانين فى أمور الشريعة والموحدين .
أطباء خبثاء .
بإيدى أطباء خبثاء معروفين أجروا عملية جراحية يريدون بها أن يقلبوا المخنثين إلى رجال أصحاب فكر محنكين , فنجحت العملية وخرج الرجل فى صورة بهية , وأنخدع جم كبير من الناس به , لكن رأه السلفيون مخناثاً كما كان من تصرفاته , أنهم المنافقون الذين هم لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء مذبذبين , فما زال المنافقون فى الأسلام والمسلمين يبثون سمومهم وينشرون باطلهم وأن تلونت جلودهم , فهم باسم الأسلام يتحدثون وأذا خلوا إلى شياطنهم قالوا إنا معكم , أشداء على المؤمنين , رحماء على الكافرين , لا يرقبون فى مؤمن إلا ولا ذمة , إذا قيل لهم لا تفسدوا فى الأرض قالوا إنما نحن مصلحون , وأذا قيل لهم امنوا كما آمن الناس قالوا أنؤمن كما آمن السفهاء , وقد حكم الله عليهم بأنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون , هم السفهاء ولكن لا يعلمون .
هؤلاء تحولوا إلى العلمانيين , نفس الكلام , بشحمة ولحمة , آمنوا كما آمن الناس قالوا أنؤمن على طريقة الوهابية والتيمية والسلفية , لا , طيب لا تفسدوا فى الأرض بعد إصلاحها وحكموا شرع الله فى إرضه لتصلح الأرض والرعية , قالوا أبداً نحن نصلحها على طريقتنا , آلا إنكم أنتم السفهاء والمفسدون ولكن كثيراً منهم لا يعلمون.
العلمانية بثوبها الجديد .
هى اللادين أو طرد الدين أو فصل الدولة عن الدين فى أرق معانيها , دع ما لله لله وما لقيصر لقيصر , ويتعجب الأنسان من أناس يقتاتون على موائد الغرب , ويقتاتون على آياتٍ نصرانية ٍ أجمع العقلاء والعلماء على تحريفها ويتركون القرآن الذى هو حجة الله فى أرضه وهذا من السفة الذى يرمى به هؤلاء , هم مختلفون فى تعريف العلمانية أشد الأختلاف ولا يقفون على مصطلح واحد راسخ , وهذا هو حال أهل البدع والأهواء والأنحراف , ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه أختلافاً كثيراً .
فمن مظاهرهم أنهم يحكمون العقول فى كل أمر .
تراهم بين براثن السياسة ينتشرون .
تراهم فى الجرائد والمجلات والمواقع تحت أى كراهية للأسلام والمسلمين وشريعتهم , تحت أى نقد للقرآن ولسنة الرسول العدنان .
تراهم لايذبون عن عرض محمد صلى الله عليه وسلم , مهما سب السابون , وأفك الأفكون , بل قد يعذرونهم على وقاحتهم لهم ولهم .
تراهم يقفون فى وجه الموحدين من إبناء المسلمين ببأس وجلد , وضعف وخور فى وجه الكنيسة يقفون .
منهن حاسرات الرأس لا تجد عليها ما يسترها ,ومنهم شاذ الفكر والغرائز , ديوث الطبائع , مغرور , ذا كبر وهوى وخناعة فهو من ثدى الأنحلال إرتوى .
تعرفهم بسماهم لا يقبلون من العلماء نصيحة , بل تراهم يتهكمون على العلم وأهله.
ما أثار العلمانية فى البلاد والعباد ؟
بجملة مجملة نقول إن العلمانية هى التحلل من الدين أو إلغاء الدين , وهى بعد التفصيل أن يخرج رجل يقول أن العبارات التى تقال فى دعاء السفر لا تتلائم مع رجل أراد أن يركب طائرة محلقة فى الهواء فبدلاً من أن يطمئن فهو يستمع إلى كآبة المنظر وسوء المنقلب وإنا إلى ربنا لمنقلبون , ويرد عليه أخر بأن الرسول لو كان فى زماننا وركب الطائرة ورأى من جمال السمآء وروعتها فلو كان منصفا لقال كلاما يلائم تلك الحال وأنا أقول حق لصاحب الرد أن يذهب إلى دار الأفتاء المصرية ليسأل عن إسلامه بعد هذا التعليق البارد .
أذن هى الفوضى العارمة التى تضرب فى جذور كل ما هو إسلامى أصيل , تضرب فى الدين وفى الأخلاق وفى الأصول والعادات وفى أمور المعيشات حتى ضاق الأفق من شرهم وحتى لوثوا الهواء بأفكارهم , وبلدوا الأحاسيس بتحركاتهم , وتبكى النساء على أبناء لهن قد ماتوا على إيدى الغاصبين , وعلى شريفات قد طمثن بفروج المحتلين ولم نرى منهم غيرةً لها ولا لمقدسات المسلمين المسلوبة المغتصبة.
وحسبك أن ترى القتال والأقتتال على الأخوة المسيحية والدموع المنهمرة على الهوية القومية والدفاع ولو بأعتقال أو غيره على المواطنة العتية بحجة الوحدة الوطنية وكأنهم نصارى يطالبون بحق مغصوب , وما لهم به من حق أصلاً , وليت المسلمين فى معاملتهم كالنصارى أو غيرهم لتبدل حالهم من ضعف وذل إلى قوة وكرامة .
هل يعقل أن يصدر هذا من العقلاء ؟
إذا علم الأنسان أن القلب هو مناط العقل سهل عليه أن يفهم أموراً كثيرةً , إذ كيف تصدر هذه الكلمات الكفرية والشركية والبدعية وأقل ما يقال فيها أنها فسق وفجور , كيف تخرج من مسلم شهد بأن الله حق والنبى حق , فتش عن القلب , هذا البيت الذى يزوره الألوف من بائعى الغى والضلال والدجل والأنحراف والشهوات والشبهات , فمتى كان قوياً صداعاً بالحق أبياً كان كعمر , وإلا كان كابن سلول .
"أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللَّهِ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ " (23:الجاثية ).
هى آية تجمع الداء وتضع الدواء كذلك , إنه الهوى وما ينتج عنه من أمر ونهى مع أوامر الله تعالى ونواهى رسوله محمد صلى الله عليه وسلم , فالعلمانيون يتبعون الأهواء حتى ولو تعارضت مع كتاب الله وسنة رسوله , وأنظر إلى هذا الأيضاح , وهو إياك أن تعتقد أنه على جهل من أمره بل هو عالم بما يقول ويفعل وإلا فما الذى زجه فى هذا الطريق المظلم , وزاده الله تعالى وختم على سمعه وقلبه فإذا قال السلفيون إتقوا الله وإياكم والإنحراف بالدين أو عن الدين وربى كأنه أطرش وأذا أقمت عليه الحجة والججتة بالمجحة تراه لا يجيب عليك ولا تعجب فقد خُتم على قلبه وآه لو خُتم على القلب لانقلب الأمر وتبتل الأيمان بالكفر ولرأيتهم تحولوا إلى مفسدين فى الأرض , فهو أطرش وأعمى وليس له قلب ينبض بنبض الدين , فمن يهديه من بعد الله فحرى بالعلمانين أن يرجعوا إلى الله وأن يوقروا ما أنزل الله علي رسوله فهو المخرج من فتنة العلمانية فى الدنيا ونجاة يوم التناد .
يقع الواحد فيهم مما وصف الله تعالى هؤلاء المتكبرون فى الأرض بغير الحق , حتى قال أحدهم سد أذنيك وأكتب "سَأَصْرِفُ عَنْ آَيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آَيَةٍ لَا يُؤْمِنُوا بِهَا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لَا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ "(146:الأعراف) .
والله كفى بهذه الأية رادعاً لهم ولغيرهم من أئمة الضلال , فهذا حالهم وهذه بدايتهم وإلى الله نهايتهم .
الخلاص والنجاة من هؤلاء
1. الأعتصام بكتاب الله تعالى وبسنة رسوله صلى الله عليه وسلم "وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا"(103:ال عمران).
2. عدم الدعوة إلى الفرقة بهذه الأفكار المنحرفة "مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ"(32:الروم).
3. تعلم التوحيد والعقيدة ويكفى فى شرف هذا العلم ما يلى :
• رفع الجهل عن النفس البشرية بعبادة الله تعالى حق العبادة, ومن ثم تصح هذه العبادات, فمن الناس من يعبد الله على جهل فى عقيدته وأعماله حابطة , فيكون من الأخسرين أعمالاً وهو يظن أنه يحسن صنعا .
• إعطاء كل ذى حق حقه , فما يكون لله فهو لله , وما يكون للسلطان فهو له , فما يكون لله من تقديس وطاعة مطلقة وعبادة فليس للسلطان فيه نصيب إلا بنصيب قد أعطاه الله له ,كخروج عليه بالكلمة والسيف , وله السمع والطاعة ولو كان عبداً حبشياً , وكذلك للمحكومين فيعلم الحاكم أن الحكم المطلق لله وأن العباد ليسوا له بعابدين ولهم حقوق حقها الله لهم , فتستقيم الحياة , وتنعدل المعوجة , وترتاح النفوس البشرية من صراعات الحياة الوحشية.
• التصدى لأصحاب المقالات الفاسدة والملل والنحل المستئسدة , فلا رافضية خبيثة , ولا إرجائية حديثة , ولا حرورية على سلفهم مقيسة , فالعلمانية مأخوذة من العلم بزعمهم ولكن عند علماء الأعتقاد هى هدم للدين , وإنقراض لتوحيد المسليمن , وأنهزام للجيوش أمام الصليبين , وكذا التقريب بين السنة والشيعة دعوة لحوار المذاهب , والتقريب عند أصحاب الأعتقاد الصحيح إبتلاع من الشيعة لدين الأسلام وهو ليس بمذهب ولكنه دين قام على السب وأنتهى على المتعة , والحوار بين الأديان دعوة للتسامح وليس كذلك بل هو دعوة للموالاة المذمومة والخضوع للثالوث الوثنى وللصليب الخشبى , فليست كل دعوى مزخرفة للعامة والدهماء تكون مقبولة عن أصحاب الأعتقاد الصحيح , فأن الذب عن دين الله شرف لا يستحقة إلا أولياء الله.
• رفع الجهل عن الأمم الموحدة قبل المشركة , وكيف يقبل المشركين دعوة التوحيد من أناس لطخ البدوى ثراهم بالخزعبلات, ودعى الحسين بالشفاعات والمدد والكرامات , وصارت الشريفة العظيمة المشيرة الرئيسة لها تصرف فى الكون والأفلاك ,حتى سمعنا من يشار اليه بأصابع ذهبية يقول إن البدوى مهاب إذا دعى فى البر أو البحر أجاب , لكن الموحدين يدعون الناس على بصيرة من إمرهم على العموم وعلى عقيدة صحيحة على وجه الخصوص, فتنتشر الدعوة وينقرض التصوف الموصوف بالشرك , فلا تسمع حينئذ عن الترفض والتشيع فإن زواجاً أرثوزكسياً قد عقد بين الأمير الشيعى الرافضى وبين الحسناء الصوفية , ونحن ننتظر أول مولد يكون نذير شؤم على البشرية , نحن رأينا هذه النجاسات ولا تطهر إلا بالعقيدة الصحيحة .
• أنها سهلة وبسيطة بعيدة عن الشطط لأنها تعتمد على سلامة المصدر المعتمد على الكتاب والسنة وإجماع السلف وكذالك تقوم على التسليم التام لله وللرسول وتوافق الفطر والعقول السليمة القويمة ويتصل سندها بالرسول صلى الله عليه وسلم فهى واضحة ومبيَنة ومبيِنة فلا إضطراب ولا تناقض ولا لبس فيها وهى باقية ثابتة مستقرة بإذن الله تعالى.
• تحرير العقل من مرض التسليم للعقل , أو من عبودية وثن العقل, فلا تسليم إلا لنص أو لنص ليس عليه نص ولابد ستجد النص , فترفع الغمامة من على النافين لنصوص القرآن والسنة من أشاعرة ومعتزلة وجهمية , وتزال الغباوة من على الفاهمين أن الله أمر الرجال بغض البصر ولم يأمر النساء بالحجاب والعقل دل على هذا , وتكشف النقاب للملاحدة المتدينين الذين كفرا بالله ويؤصلون دين للمسلمين ليس إلا مجموعة من خرافات الأديان الوضعية والمحرفة وليس هو بيدين الأسلام, كمن قالت إن الحج عبادة وثنية وينبغى أن يعدل الميراث الخاص بالنساء أوكمن زعم أن الأسلام انتشر بالسيف وهو عائق التطور وسبب التأخر أو كمن قال أن القرآن خاضع للنقد العقلى , وياحسرتاه هؤلاء يأخذون الجوائز التشجيعية والمناصب الثقافية العالية فى النيل من الدين وكلهم آخذ ومعطى مسؤلين أمام رب العالمين والسلفيون المدافعون يأخذون سنوات تشجيعية فى سجن القناطر الخيرية .
• الطمع فى جنات ونهر فى مقعد صدق عند مليك مقتدر ,والهرب من نار وقودها الناس والحجارة, فالغاية التى خلق الله لها الأنسان هى عبادة الله , فمن عبد الله دخل جنتة ومن عصى الله فهو فى مشيئة , والعقيدة تعلمك عن الله والرسول والملائكة والكتب والقدر واليوم الأخر فإذا علمت عن الله فلا تصرف العبادة الإ لله ففيها دخول الجنة , وإذا تعلمت عن الملائكة إجتنبت الذنوب والمعاصى فما يلفظ من قول إلا لدية رقيب عتيد وهم لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون وإذا تعلمت عن اليوم الأخر وأهواله أعتدت له عدته .
• إن هذه الأمة حياتها فى الجهاد فى سبيل الله , متى تمسكت بها نجت , ومتى تركته ذلت , فتعلم العقيدة الصحيحة يجعل المسلمين يجهدون حق الجهاد بلا إضطراب ولا تشويش إذا ما قدر الله لهم الجهاد فتكون الراية ليس للعصبية ولا للأهواء بل لتكون كلمة الله هى العليا تحت لواء لا إله إلا الله محمد رسول الله.
فهذه بعض النقاط لإهمية دراسة العقيدة الاسلامية الصحيحة البعيدة عن الشرك والخزعبلات والتأويل والرفض والتمثيل والتعطيل أردت أن أذكر بها نفسى , وما أريد إلا الأصلاح ما أستطعت وما توفيقى إلا بالله .
4. العمل بكل ما يتعلم والدعوة إليه فهى وظيفة الأنبياء والمرسلين, ولا خير فى علم لا يتبع بالعمل .
وأخيراً أسأل الله أن يهدينا إلى الحق بإذنه إنه ولى ذلك ومولاه , والسلام عليكم ورحمة الله وبركاتة.
عبد الله إيهاب
11/11/2010
رد مع اقتباس
Bookmarks