أظن ان الملحد مضطر وبقوة الى التأكيد على حبه للإنسانية ورحمته بالخلق ..
ولا أقول أن الملحد عامة مثال للشر المطلق أو المادية البحتة ...
لكن هناك صراع نفسى خطير داخل الملحد ... وتناقض شديد ... يدفعه دفعا الى التأكيد على حبه للإنسانية..
ومحاولة إلصاق العكس بالدين عامة....
وهذا التناقض منشأه من إحساسه بأن المذهب الإلحادى مذهب مادى الى درجة متناهية ..
لا يوجد فيه مكان للعواطف .... وإنما جفاف مادى مقفر ... تحكمه قوانين رتيبة عمياء...
تنفى أى مكان للإنسانية ومعانى الرحمة والحب والإخاء ...
هذا هو الجانب الأول من إحساس الملحد ...
يقابل هذا الجانب المظلم .. الجانب الإنسانى الفطرى ..
الذى يتسم بالرحمة والحب والإنسانية
كطبيعة مشتركة بين بنى البشر ... غرسها فى قلوبهم خالقهم..
فالملحد .. يحاول الهروب من لازم مذهبه الألحادى الأول .. بالتأكيد على المعنى الثانى وهو معانى الرحمة والحب..
لذلك لابد من تذكير الملحد أن لازم مذهبه ... هو عكس ما يدعيه ...
ةأما كون معانى الإنسانية متواجدة فى قلبه ... فهذا موجود بلا شك .... لكن لا معنى له بناء على مذهبه أيضاً
ولذلك الملحد يحاول قياسا على ما فى قلبه.... أن يصف الإلحاد بالرحمة والإنسانية ...
وهذا مجافى للواقع بشدة .... فلم يثبت عبر التاريخ القديم والحديث قدرة الألحاد على تطبيق هذه المعانى
ولا داعى لذكر الأمثلة .... من التاريخ
خلاصة القول أن تأكيد الملحد على معانى الإنسانية ... هو رد فعل
على إحساسه بالنقص .. أمام الدين... وعلمه بلازم مذهبه من المادية الجافة ..
فيحاول التأكيد على هذه المعانى... هروبا من إحساسه بالنقص ...
ووجود هذه المعانى فى قلبه .... دليل عظيم على عدم المادية البحتة للحياة البشرية..
......
وفى النهاية أذكر قول على عزت بيجوفيش رحمه الله واصفا هذه القضية بدقة إذ يقول :
لا يوجد إلحاد أخلاقى ... لكن يمكن أن يوجد ملحد ذو خلق ..
والله المستعان
Bookmarks