قال لي أحد العلمانيين يوما:
العلمانية كالدين أيديولوجيةً ، لكنها تختلف عن الدين في انها لا تتعلق بخصوصيات تاريخية اكل الدهر عليها و شرب ، بل هي أيديولوجيا متحركة ،رجراجة ، متطورة ، لا تقبل التحجر و الجمود . هذا ما يميزها عن غيرها من الأيديولوجيات الدينية ( الاديان ) .
قلت له جوابا عن سؤاله:
أشكر لك أولاً صراحتك مع ذاتك أولا ثم في إعلانها دون مواربة
ثم إذا ما كنت يا عزيزي تتهم قيمنا المنبثقة عن أدياننا بأنها جامدة وقد أكل عليها الدهر وشرب فماذا تقول في علمانيتك التي هي إلى الآن مجرد شعارات مبهمة لا تعتمد على أسس ولا ترتكز على مبادئ فقط مجرد كلمات ورثتم أغلبها عن الفكر الماركسي الذي أكل عليه الدهر وشرب بل غسل يده أيضا


إن أي فكر يجب أن يرتكز على جانبين ليس أحدهما بأولى من الآخر هما نقد الآخر وطرح المشروع البديل وللأسف كل ما نلاقيه منكم هو مجرد النقد الذي لا يعتمد على مرجعية لا من جهة النظرية ولا من جهة الواقع
أخبرونا ماذا فعلتم معشر العلمانيين في بلادنا وماذا قدمتم؟
ما الأنموذج الذي قدمتموه لتطلبوا منا أن تعتمده أسلوبا في حياتنا ؟
لا شيء 0000000

حتى في هجومكم على الدين ماذا كان نهجكم ؟
مجرد كلمات اختزلتم فيها فكرة الدين في مسألة حقوق الإنسان ثم بان لكم أنه ثوب واسع وان أدلتكم ترُد عليكم وأن العلمانيين هم أول من يضيع حقوق الإنسان فاختزلتموه في حقوق المرأة – وقد أجبنا عن كل ما أثرتموه في هذا المجال لكنكم لا تقرؤون أو تتجاهلون- ثم ارتقى أمركم إلى مستوى الدعوة إلى قسر المرأة على خلع حجاب يستر ما تود ستره نعم هذه هي العلمانية التي تتشدقون بها
يا عزيزي العلمانية التي لجأ إليها الغرب كانت ضرورة قومية لم يكن منها بد لمواجهة التسلط الكنسي الذي وقف حجر عسرة أمام أي فكرة علمية وأقام محاكم التفتيش لمناهضة ذلك وغيره وهذا بالطبع لا يخفى على أحد أما العلمانية التي تروجون لها أنتم فهي ثورة على الأخلاق هذا هو الفارق الذي لا ينبغي تجاهله 0ولذلك لم ولن تنجح العلمانية في بلادنا
وإلا فسأعيد نفس السؤال ماذا قدمتم أيها العلمانيون ؟ ما هي مشروعاتكم وما هي مبادئكم وما هي بدائلكم العملية ؟
هل اخترع أحدكم شيئا منتجا وقيل له إن ذلك حرام ؟
هل صادر الدين أي فكرة علمية قد تقدمتم بها ؟
ورغم هذا فلست أنكر أن في العلمانية أنماطا إيجابية استفاد منها الغرب حيث قادته إلى العمل الجاد فنال بذلك التقدم العلمي الهائل الجدير بالاحترام والإعجاب أما علمانيو الشرق فقد وقفوا عند حد العبارات والكلام الذي لا يجيدون غيره سواء على المستوى الفردي أو الجماعي أما على المستوى الفردي فهو ما ناقشته من خلال ما سبق وأما على المستوى الجماعي فهاهي تركيا التي أعلنت منذ ما يقرب من قرن أن العلمانية هي نهجها ماذا قدمت أو ماذا جنت ؟
دمار اقتصادي وهوان سياسي وقس على ذلك بقية الدول الإسلامية التي هي في الحقيقة دول علمانية 0