الحمد لله وبعد
فلما كانت النية هي القصد للعمل تقربا إلى الله وطلبا لمرضاته وثوابه.
كانت من أعظم الأمور في هذا الدين بل قد لا يصح عمل يتقرب به إلى الله عز وجل إلا بها .
فكل العبادات تكون النية شرطا لازما فيها .
وأكثر من ذلك حصر الرسول صلى الله عليه وسلم كل الأعمال بدون استثناء في النية فقال : إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ مانوى فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه) متفق عليه
وقد يعمل الرجل عملا صالحا من أجل الأعمال و أرفعها كالجهاد وانفاق الأموال في سبيل الله وتعلم القرءان ثم يدخل النار وما ذاك إلا لسوء النية .
فقد روى الإمام مسلم في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( إن أول الناس يقضي يوم القيامة عليه رجل استشهد فأتى به فعرفه نعمته فعرفها , قال : فما عملت فيها ؟ , قال : قاتلت فيك حتى استشهدتُ , قال : كذبت ولكنك قاتلت لأن يقال جريء فقد قيل ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقى في النار , ورجل تعلم العلم وعلمه وقرأ القرآن فأتى به فعرفه نعمه فعرفها , قال : فما عملت فيها ؟ , قال : تعلمت العلم وعلمته وقرأت فيك القرآن , قال : كذبت ولكنك تعلمت العلم وعلمته وقرأت القرآن ليقال هو قارئ فقد قيل ثم أمر فسحب على وجهه حتى ألقي في النار , ورجل وسع الله عليه وأعطاه من أصناف المال فأتي به فعرفه نعمه فعرفها , قال : فما عملت فيها ؟ , قال : ما تركت من سبيل تحب أن ينفق فيها إلا أنفقت فيها لك , قال : كذبت ولكنك فعلت ليقال هو جواد فقد قيل ثم أمر به فسحب على وجهه ثم ألقي في النار ).
وقد قيل قديما رب عمل كبير تصغره النية , ورب عمل صغير تعظمه النية .
فقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إنما الدنيا لأربعة نفر: فرجل آتاه الله علماً ومالاً، فهو يتقي الله فيه، يصل به رحمه، ويعرف لله فيه حقه؛ فهذا بأفضل المنازل . ورجل آتاه الله علماً ولم يؤته مالاً، فهو يقول: لو أن لي كفلان لعملت بعمله، فهو ونيته؛ فهما في الأجر سواء. ورجل آتاه الله مالاً ولم يؤته علماً، فهو يخبط في ماله، لا يرعى لله فيه حقه، ولا يصل به رحمه؛ فهذا بأخبث المنازل. ورجل لم يؤته الله مالاً ولا علماً، فهو يقول: لو أن لي كفلان لعملت بعمله، فهو ونيته؛ فهما في الوزر سواء) .
وأكثر من هذا أي عمل لا تريد به إلا وجه الله كتب لك به أجر .
فلنصحح جميعا نويانا ولتكن المشاركات والموضوعات هي لرفع كلمة التوحيد
ولتكون كلمة الله هي العليا وكلمة الذين كفروا السفلى , لتكن غاية كل واحد منا هي إحقاق الحق وإبطال الباطل وكل حسب قدرته ومبلغه من العلم , بذلك تقتصر الجهود ويعظم الأجر .
وعليه كان لزاما على كل أخ فاضل أراد كتابة مشاركة في أو موضوع ليسأل نفسه :
ماذا أريد من هذه المشاركة وماهي غايتي وهدفي ؟
فإن كان كل همه رفع راية الإسلام خفاقة فلا يبخل علينا بما تجود به قريحته
وإن كان لنفسه منه حظا فالأحوط ترك الشأن لأهله من طلبة العلم.خصوصا إن لم تكن له دراية وعلم وفقه في الموضوع .
فلنجدد جميعا النية ونرفع الراية ولتكن غايتنا رضى الله عز وجل فقط لا غير ونقطع الطريق على أهل الزندقة و الإلحاد.
والحمد لله رب العالمين
Bookmarks