ما معنى أن ((الأصل)) في الزواج التعدد؟؟ ما معنى (الأصل)؟

[مهااا]

بسم الله الرحمن الرحيم



كثير ما اسمع من بعض الناس خلال حديثهم خاصة الرجال
أن التعدد هو الأصل ؟!

فما معنى (الأصل) هنا ؟
وأذكر قبل مدة أن إحداهن كانت تتكلم عن التعدد وقالت جملة ما زالت ترن في ذهني؟
قالت:
أنه كيف يكون التعدد هو الأصل وآدم لم تخلق له إلا حواء ؟!

أتمنى فكرتي وصلت لكم وهي واضحة ..
الفكرة تدور حول سؤالين:
س/ما معنى كلمة (الأصل) في التعدد؟
س/علاقة آدم وأنه لم تخلق له إلا حواء في الموضوع؟

أنتظرمن من عنده معلومات أن يشرح لي الأمر بشكل واضح
وشكرااا جزيلا ..

[عَرَبِيّة]

يسعدني أختاه أن أكون أوّل من يجيبك ويُحادثك ^^
مرحباً باك في منتدى التوحيد , بين إخوتك وأخواتك إن شاء الله

كثير ما اسمع من بعض الناس خلال حديثهم خاصة الرجال
أن التعدد هو الأصل ؟!

ننظر في هذا الأمر من وجهين :
أ- الأصل من حيث العادة ..
فعلاً هذا صحيح فالعرب اعتادت على التعدد حتى من قبل الإسلام أصلاً ولكن تعدد من غير ضبط أو قيد يعني كان الموضوع عندهم " زلطة"
فجاء الإسلام بتسامحه ويسره ومقاصده الحكيمة فأباح التعدد بضوابط وقيود وأحكام وإلاّ فيُحرم التعدد .
يقول القرضاوي :
الإسلام لم يبتكر التعدد، التعدد ليس أمراً اخترعه الإسلام، الإسلام جاء والعالم يعدد، العرب يعددون، والأمم الأخرى كانت تعدد، ولكنه كان تعدداً بغير قيد ولا شرط ولا تحديد بعدد ولا ضابط معروف حتى جاء في أسفار العهد القديم أن داود عليه السلام كان له مئة زوجة من الحرائر ومئتان من الجوار، وأن ابنه سليمان عليه السلام كان له ثلاثمائة من الزوجات الحرائر وسبعمائة من الإماء والجوار، والعرب كانوا يتزوجون العشرات من النساء ولا حرج عليهم، ويتزوج القادر والعاجز والعادل والظالم .

ب- الأصل من حيثُ الشرع ..
الأصل في مشروعية التعدد هو العدل .

هل الأصل في الزواج التعدد أم الإكتفاء بامرأة واحدة ؟
هذا السؤال من أكثر الأسئلة التي تُطرح على العلماء وفيه خلاف .
قال فضيلة الشيخ عبد الله بن جبرين - حفظه الله - في شرح كتاب صحيح البخاري :
قال الله تعالى : { فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ } ثم نعرف خلافا بين العلماء، هل الأصل في النكاح التعدد ، أم الأصل الإفراد ؟!
فالذين قالوا : الأصل التعدد ، قالوا : إن الله تعالى بدأ به في هذه الآية { مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ } وأما الإفراد فقال: { فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً } .
والذين قالوا : إن الأصل الإفراد قالوا : إن العدل شديد وثقيل على الكثير ، ودليل ذلك قول الله تعالى: { وَلَنْ تَسْتَطِيعُوا أَنْ تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّسَاءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ } أي أنه شديد، وإذا كان شديدا فالاقتصار على الواحدة أولى؛ لذلك قال{ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً } مع قوله {وَلَنْ تَسْتَطِيعُوا أَنْ تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّسَاءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ فَلَا تَمِيلُوا كُلَّ الْمَيْلِ فَتَذَرُوهَا كَالْمُعَلَّقَةِ } إذا مال أحدهم إلى إحدى امرأتيه بقيت الأخرى معلقة، لا أيما ولا ذات زوج تتألم وتلاقي من الصعوبات الشيء الكثير؛ فلذلك فضلوا الاقتصار على الواحدة.
ولكن بكل حال الأحوال تختلف، والقدرات تختلف، فمن وثق من نفسه بأنه يعدل بين المرأتين أو الثلاث أو الأربع، ويعطي كل واحدة حقها؛ فإن الأصل في حقه أن يعدد .. اهـ .

للمزيد
موقع القرضاوي / تعدد الزوجات
أسباب وضوابط تعدد الزوجات
مكانة المرأة على مر العصور


وأخيراً أحب أن أذكرك ونفسي والإخوة القراء أن الإسلام لم يأتي ليخبرنا فقط كيف نعبد الله بما يرضيه ..؟!!
بل جاء كمنهج حياتي بحلول إجتماعية تستطيع أن تجعل من الأرض " جنة دنيوية " إذا وإذا فقط اتبعنا هذا المنهج بشكل صحيح .

علاقة آدم وأنه لم تخلق له إلا حواء في الموضوع؟

نحن لانعلم حِكم الله في كل شيء ولو اجتهدنا فقد نبلغ اليسير من حكمته سبحانه , كل مانسطيع قوله حتى ولو استعصى علينا فهم مراده سبحانه { سمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ } وهذا مايُسمى بعبودية الإستجابة .

وفقك الله إلى مايحبه ويرضاه .

[مهااا]

شكراا جزيلا
أختي عربية
وضحتي الأمر بشكل رائع
جزاك الله خيرا

[عَرَبِيّة]

وإياكِ أختي الفاضلة
أهلاً بك