بل هو إبتلاء ومنةٌ من المنان في نفس الوقت وهذا بيان ما قصدته
ألم يقل النبي صلى الله عليه وآله وسلم ( المرء على ديني خليله فالينظر أحدكم من يخالل ) الحديث أو كما قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم
إذاً هروبهم منك هو منة من الله عليك إذ لو أستمريت معهم لربما وهو الأقرب أن تسلك مسلكهم وتدبر قول النبي أعلاه قال ( على )
ولم يقل ويأخذ منه شيئاً أو يكتسب منه قليلاً ... كلا بل على إما تكون معه في طريقة أو تتركه وطريقة
إذاً إبتعاد أصدقاء السوء عنك هو فضل من الله ... إذاً أين الإبتلاء ؟!
الإبتلاء هو مافي قلبك من محبه لهم ... هل تؤثر محبة الله على محبتهم !! أم تصحبهم وتترك ما أنت عليه ؟!
لكن ها ... أنا لا أريدك أن تنسى هذا الحديث قال الحبيب الذي لا ينطق عن الهوى ( من ترك شئ لله عوضه الله خير منه ) الحديث
وأيضاً قبل كل شئ قال الله عز وجل ( والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا ) الآية
علق الإمام ابن القيم على هذه الآية قائلاً : علق سبحانه الهداية بالجهاد,فأكمل الناس هداية أعظمهم جهاداً,وأفرض الجهاد جهاد النفس وجهاد الهوى,وجهاد الشيطان,وجهاد الدنيا,فمن جاهد هذه الأربعة في الله,هداه الله سبل رضاه الموصله إلى جنته,ومن ترك الجهاد فاته من الهدى بحسب ما عطل من الجهاد.
أسأل الله أن يهدينا وإياك الى صراطه المستقيم ... اللهم آمين
هنا خطأ يقع به حديث عهدٍ بالإستقامة وهو أن يعبس وجه وأن يصبح ليلاً ونهاراً حزيناً مكتئباً وهذا غلط بل سبباً لنفور الكثير من الإستقامة
الدين ليس حزن ولا كئابة إنما هو مجاهدة مع إحتساب ما عند الله من فضل أعده لعباده الذين جاهدوا فيه حق جهاده
وأوصيك أن تحدد هدفك من الآن وهو لماذا إستقمت ؟!
إسأل نفسك هذا السؤال وحدد هدفك لا بد أن يكون هدف معين نصب عينيك ليس إستقامة فقط طارئة وأمر عارض وسيذهب ... كلا
بل حدد الهدف وهو أن ترضي الله وأن تقوم بما أمرك الله به وتنتهي عن ما نهاك الله عنه من أجل أن تكسب رضاه وأن تنال محبته لك وتدخل برحمته وتكون من الفائزين ... الله يجعلنا ويجعلك ويجعل جميع المسلمين منهم اللهم آمين
وهذه وصيتي لك وهي الأخيرة أقول صاحب الصالح وإذهب لأقرب مسجد وسجل بحلقه من خلالها تكسب الصالحين وتكون علاقة جديدة بإذن الله وكُلٍ منكم يعين الآخر على الخير على عكس أصحاب السوء كل واحد يعني الآخر على الشر وأقول كل عليك بالعناية بالقرآن الكريم ...
في أمان الله
Bookmarks