المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو حب الله
الأخت الكريمة ريم الشهري ..
الزوج يصير قاطعا ًللرحم : إذا منع زوجته تماما ًمن الاتصال بأبيها وأمها :
سواء في بيته .. أو في بيتهما ....
إذ الواجب عليه والحال أنه في قدرته منعهما من دخول بيته (هذا حقه كزوج وولي أمر البيت وصاحبه)
وأين حقي كزوجة و صاحبة بيت و شريكة في الامر ؟!
مالفرق بيني وبين اللاجئ هنا وبين عاملة المنزل ؟!
كيف أقيم في منزل لا استطيع ان اذن فيه حتى لوالداي وما هو شعوري كزوجة
إزاء هذا المنزل الذي اصبح كمكان عمل بل حتى مكان العمل بإمكاني ان استضيف فيه
من أشاء ؟!
فليس له في المقابل أن يمنعها هي من زيارتهما في بيتهما ...
فهذا هو الذي يصير قطيعة رحم .. وهو الشيء المُحرم ....
لن اقول لوالدي مهلا لا تأتيان فصاحب البيت زوجي الذي رضي في مصاهرتكما
بكامل إرادته الان لا يريدكما ان تدخلا بيته الذي من المفترض ان يكون بيتي أيضاً !
لكنه كريم جداً فقد أعطاني الأذن بزيارتكما في منزلكما ..
ساعات فقط ازوركما ثم أعود الى الحجز ( بيته ) !!!
لا اعرف ما اسميه حتى الحجز لا تمنع فيه الزيارة ....
--------
(أي باختصار :
إما أنه يمنعها من الخروج لزيارتهما (وذلك حقه) : وساعتها : يجب عليه السماح لهما بالإتيان إليها ..
وإما أنه يمنعهما من الدخول لبيته (وذلك حقه أيضا ً: وساعتها : يجب عليه السماح لها هي بزيارتهما) ..
كلا من حقه !! منع خروج و منع دخول !!!
وانا و والداي تحت رغبته يختار ما يراه اما دخول او خروج ..
ونحن طوع أمره ..
هل تعتقدون - بصدق - ان هذا تكريم لزوجة او حفظ لكرامتها و اهلها
بلا استعباد او سلطة و قهر ..!
أليس هذا مناقض لكل معاني الزواج و الاسرة و التكريم للمراة التى ندعيها
اذا كانت هذه معاملة الزوحة فكيف معاملة الجارية ! و الخادمة ! و الأجير !
--------
أرجو ان تكون قد وضحت هذه الفكرة ...
الفكرة واضحة من اولها و لا اعتقد انها فكرة عادلة كريمة
--------
وأما عن الأسباب التي يُمكن ان تدفع زوج :
الأسباب تحل بدلا من التعنت و الاستبداد و بث روح النزاع و الشقاق في الاسرة
و تجريد الزوحة من إنسانيتها و مشاعرها و الفصل بينها وبين والديها ..!
او يتحمل والديها كما يتحمل والديه و كما تتحمل الزوجة والدة زوجها ..
سياسة الكيل بمكيالين ظالمة و دنئية جداً ..!
فليس من العدل ان نأمر الزوجة ان تصبر على اهل زوجها و تحسن لهم و
في المقابل لا يصبر الزوج على اهلها و يحسن لهم ..
للتضيق على زوجته من الاتصال بأبيها أو أمها
و كيف لزوجة ان تعيش باستقرار و مودة و هي تحت التضييق
فالتضييق و الخناق لا ينتج الا ضيق ! و مع من أمها وأبيها !!
هل يسلم عاقل بهذا الامر ؟!
لو قال صديق او صاحب او جار او زميل ممكن ان نسلم بها لكن أمها و أبيها !!
ياخي حتى الكافر يحترم والدي زوجته بل حتى صديقته لا نقول زوجته ..
(مع مراعاة أن ذلك ليس شائعا ًومنتشرا ًوالحمد لله .. بل تملأ السماحة في هذا الأمر قلوب الكثير من الأزواج) أقول :
قد تكون الأسباب كالتالي :
1...
أن الأب أو الأم أو كليهما : هما من السفاهة وسوء الخلق اللذان يدفعهما لإخراب عش الزوجية : سواء بعلم أو بغير علم !!..
وكيف تزوج ابنة السفهاء سيئين الخلق ؟! الطيور على أشكالها تقع !
وذلك مثلا ًبكثرة الزيارة التي تنغص على الزوج استمتاعه بزوجته أو الراحة والسكن في بيته !!.. أو بسوء التحدث عن الزوج وأحواله المادية لابنتهما : وعقدهما المقارانات بينه وبين غيره : سواء من الأقارب أو غيرهم !!.. أو بمعايرتها بأحوال زوجها المادية او العاطفية بعد الزواج (وهذا تطفل لا شأن لهما به) !!.. وبعث الحسرة في نفسها على فلان مثلا ًالذي كان يُريد خطبتها سابقا ً!!.. أو فلان الذي رفضته في السابق وكم يود الرجوع إليها الآن لو تطلقت من زوجها !!!!!!!!!!!!!!!!!!!...
و لا شان للزوجة بعقدة النقص عند زوجها و عدم ثقته بنفسه ..!
كل زوجة بالدنيا تعلم يقينا ان هناك افضل من زوحها سوا ماديا او عاطفيا او خُلقيا بل حتى
خلقيا .. و لا تحتاج لمن يعلمها بالأمر ..
إلى آخر هذه المُضايقات و(التخبيب) الذي قال عنه رسولنا الكريم :
" ليس منا مَن خبب امرأة ًعلى زوجها " ...
رواه أبو داود وغيره : وصححه الألباني ..
فهذا التخبيب (الذي هو عكس التحبيب) : أي إلقاء بغض الزوج في قلب الابنة :
هو مما يشعر به الزوج من تغير معاملة زوجته له .. وزهدها فيه .... إلى آخر هذه المنغصات التي لا يحتملها رجل ...
ليعدل من نفسه ان كان ممكن او يستطيع بحكمته ان يرغب زوحته به و يحول دون تحول قلبها
عنه ! لكن الزوج الذي يعلم بسوءه و نقصه وخاصه من الناحية العاطفية التى ذكرتها انت
هو من يخشى ان تفطن زوجته لذلك و تبحث عن حقها و كرامتها ..
الحل لا يكون بالتضييق و الإساءة لمشاعر زوجته وأهلها بل بالحكمة و التعقل ليسعدها و يسعد ..
ومن هنا :
فإما أن يتماشى الرجل مع ما وقع منهم : فيُطلق لهما ابنتهما !!!!..
شعرت انه فعل لهم معروفا كبيرا و يجب عليهم ان يقابلوه بجميل الامتنان
انه تزوج ابنتهما ...! ليفعل ما يفعل فقط يكفيها و يكفيهما انه تزوجها و لا يطلقها ..
( ملاحظة : سبق وقلتم ان الطلاق ليس سيف مسلط يهدد به الزوج زوجته
ارى الان ان القول تغير ؟! بل هو سلاح يستخدمه ليس ضدها فحسب بل ضد والديها )
وإما ان يرى بحكمته دفع هذا الضرر : بالتضييق على اتصالهما بها كما قلنا ...
2...
وأما سببا ًآخرا ًللتضييق فهو :
أن يكون زيارة الزوجة لأبيها وأمها :
فيه خطر على الزوجة والاولاد مثلا ً: بالسفر أو الانتقال وحدهم في المواصلات والاختلاط أو الخلوة ونحوه ..
ذلك ان هناك من الزوجات مَن تطلب زيارة اهلها : في وقت ٍيكون فيه الزوج مشغولا ً..
وعندما يرفض أو يؤجل :
تـُصر هي على تلك الزيارة : حتى ولو قامت بها وحدها او مع أولادها والذين قد يكونون صغارا ً...
ممكن ان يكون هذا سبب معقول .. لكن يكون بالإقناع و التشاور لا التضييق و التسلط !
وهنا ...
إما أن يسمح الزوج لاعتبارات كثيرة هو الذي يزنها في تفكيره .. ويكون مُكرها ًعلى ذلك بالطبع .. لأنه يخاف على زوجته من أي سوء وكذلك أولاده ...
وإما ان يمنع : خوفا ًعليهم وصيانة ًلهم من أي أذى .. ويُصر هذه المرة هو أن تتأجل الزيارة ليوم إجازته مثلا ًونحوه ..
----
وهنا تنبيه :
أن من الرجال مَن لا يلتزم بوعد ..
ومَن ضاق عليه الوقت للقيام بمثل هذه الزيارات العائلية ..
وهذا ليس من الدين وصلة الرحم المأمورين بها ...
وعليه ...
فله أن يسمح لزوجته بالخروج للزيارة ولو مع الأولاد .. أو يسمح بالعكس : أن يأتيها أهلها لزيارتها إذا استطاعوا هم ذلك ولم يكن شاقا ًعليهم .. فذلك افضل بالطبع من يوم الإجازة أو الراحة المزعوم الذي صار لا يأتي أبدا ًلبعض الرجال !!!..
---------
----------
وأما قولك :
" ولم يامر احدهما بخدمة الاخر الا ماامر الله تعالى بانفاق الرجل على اهله وليس تفضل منه وحنان ومنه بل واجب عليه "
فأقول :
كلا ًمن الرجل والزوجة : مأمورٌ بخدمة الآخر بالمعروف حسبما يطيق ..
فهذا هو من كمال العشرة بالمعروف والإحسان ...
هذا يخالف القول الاول ؟!! بمعنى يناقضه !!
وأما قولك ان الرجل : ((واجب عليه)) الإنفاق على زوجته : وليس تفضلا ًمنه وحنان :
أقول لك : نعم .. كلامك صحيح مائة بالمائة ...
ولكن :
الذي جعل ذلك واجبا ًعليه بنص القرآن :
هو الذي جعل له درجة ًعليها أيضا ً: بنص القرآن !!!..
" وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ .. وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكُيمٌ " البقرة 228 ..
وهذه الدرجة تعني أشياءً كثيرة : وبنصوص القرآن أيضا ًطالما أنك تجدين حَرجا ًمن السُـنة فقط :
وتعتقدين أننا ربما كنا نفسرها (كرجال) لصالحنا !!!!..
نعم تفسر لصالحكم بل و بشكل استفزازي و اعتقاد زيادة فضل ..!
و لو قلنا لكم هذا لتم إنكاره و تأتي الادعاءات بتكريم المراة و مكانتها و الإحسان لها
و مساواتها لرجل بالفضل و المكانة ..
فهذه الدرجة في القرآن جاءت في :
الطاعة ..
وفي التأديب بالوعظ ..
وبالهجر : إن لم ينفع الوعظ ..
وبالضرب الغير مُبرح إذا لزم الأمر : إذا لم ينفع الهجر ..
وفي النفقة والسعي على الرزق ..
إلى غير ذلك مما لا مجال لبسطه الآن ...
هل الرجل خلق من نور ملائكي كامل ؟!
لما دائماً يتم الحاق النقص بالمرأة فهي التى تحتاج الى تأديب و عليها المنة و التفضل
أليست هذه هي طبيعة التنظيم الكوني ؟!
ان كان الرجل يعمل و ينفق ، فالمرأة تحمل و تضع و ترضع و تخدم زيادة
أليس الشرع من جعلها مكفولة النفقة ؟! كيف اذا يتم التمنن عليها و التغني بكرم الرجل و إنفاقه
الا نقول ان النفقة هي من التكريم ، نرى هنا انها بالحقيقة من الإذلال ..!
الا نرى هنا تناقض ...!
والله تعالى أعلى وأعلم ..
Bookmarks