صفحة 4 من 4 الأولىالأولى ... 234
النتائج 46 إلى 49 من 49

الموضوع: التبعل للزوج

  1. افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو حب الله مشاهدة المشاركة

    الأخت الكريمة ريم الشهري ..
    الزوج يصير قاطعا ًللرحم : إذا منع زوجته تماما ًمن الاتصال بأبيها وأمها :
    سواء في بيته .. أو في بيتهما ....
    إذ الواجب عليه والحال أنه في قدرته منعهما من دخول بيته (هذا حقه كزوج وولي أمر البيت وصاحبه)

    وأين حقي كزوجة و صاحبة بيت و شريكة في الامر ؟!
    مالفرق بيني وبين اللاجئ هنا وبين عاملة المنزل ؟!
    كيف أقيم في منزل لا استطيع ان اذن فيه حتى لوالداي وما هو شعوري كزوجة
    إزاء هذا المنزل الذي اصبح كمكان عمل بل حتى مكان العمل بإمكاني ان استضيف فيه
    من أشاء ؟!


    فليس له في المقابل أن يمنعها هي من زيارتهما في بيتهما ...
    فهذا هو الذي يصير قطيعة رحم .. وهو الشيء المُحرم ....

    لن اقول لوالدي مهلا لا تأتيان فصاحب البيت زوجي الذي رضي في مصاهرتكما
    بكامل إرادته الان لا يريدكما ان تدخلا بيته الذي من المفترض ان يكون بيتي أيضاً !
    لكنه كريم جداً فقد أعطاني الأذن بزيارتكما في منزلكما ..
    ساعات فقط ازوركما ثم أعود الى الحجز ( بيته ) !!!
    لا اعرف ما اسميه حتى الحجز لا تمنع فيه الزيارة ....

    --------
    (أي باختصار :
    إما أنه يمنعها من الخروج لزيارتهما (وذلك حقه) : وساعتها : يجب عليه السماح لهما بالإتيان إليها ..
    وإما أنه يمنعهما من الدخول لبيته (وذلك حقه أيضا ً: وساعتها : يجب عليه السماح لها هي بزيارتهما
    ) ..

    كلا من حقه !! منع خروج و منع دخول !!!
    وانا و والداي تحت رغبته يختار ما يراه اما دخول او خروج ..
    ونحن طوع أمره ..
    هل تعتقدون - بصدق - ان هذا تكريم لزوجة او حفظ لكرامتها و اهلها
    بلا استعباد او سلطة و قهر ..!
    أليس هذا مناقض لكل معاني الزواج و الاسرة و التكريم للمراة التى ندعيها
    اذا كانت هذه معاملة الزوحة فكيف معاملة الجارية ! و الخادمة ! و الأجير !


    --------
    أرجو ان تكون قد وضحت هذه الفكرة ...

    الفكرة واضحة من اولها و لا اعتقد انها فكرة عادلة كريمة
    --------
    وأما عن الأسباب التي يُمكن ان تدفع زوج :

    الأسباب تحل بدلا من التعنت و الاستبداد و بث روح النزاع و الشقاق في الاسرة
    و تجريد الزوحة من إنسانيتها و مشاعرها و الفصل بينها وبين والديها ..!
    او يتحمل والديها كما يتحمل والديه و كما تتحمل الزوجة والدة زوجها ..
    سياسة الكيل بمكيالين ظالمة و دنئية جداً ..!
    فليس من العدل ان نأمر الزوجة ان تصبر على اهل زوجها و تحسن لهم و
    في المقابل لا يصبر الزوج على اهلها و يحسن لهم ..


    للتضيق على زوجته من الاتصال بأبيها أو أمها

    و كيف لزوجة ان تعيش باستقرار و مودة و هي تحت التضييق
    فالتضييق و الخناق لا ينتج الا ضيق ! و مع من أمها وأبيها !!
    هل يسلم عاقل بهذا الامر ؟!
    لو قال صديق او صاحب او جار او زميل ممكن ان نسلم بها لكن أمها و أبيها !!
    ياخي حتى الكافر يحترم والدي زوجته بل حتى صديقته لا نقول زوجته ..



    (مع مراعاة أن ذلك ليس شائعا ًومنتشرا ًوالحمد لله .. بل تملأ السماحة في هذا الأمر قلوب الكثير من الأزواج) أقول :
    قد تكون الأسباب كالتالي :
    1...
    أن الأب أو الأم أو كليهما : هما من السفاهة وسوء الخلق اللذان يدفعهما لإخراب عش الزوجية : سواء بعلم أو بغير علم !!..

    وكيف تزوج ابنة السفهاء سيئين الخلق ؟! الطيور على أشكالها تقع !

    وذلك مثلا ًبكثرة الزيارة التي تنغص على الزوج استمتاعه بزوجته أو الراحة والسكن في بيته !!.. أو بسوء التحدث عن الزوج وأحواله المادية لابنتهما : وعقدهما المقارانات بينه وبين غيره : سواء من الأقارب أو غيرهم !!.. أو بمعايرتها بأحوال زوجها المادية او العاطفية بعد الزواج (وهذا تطفل لا شأن لهما به) !!.. وبعث الحسرة في نفسها على فلان مثلا ًالذي كان يُريد خطبتها سابقا ً!!.. أو فلان الذي رفضته في السابق وكم يود الرجوع إليها الآن لو تطلقت من زوجها !!!!!!!!!!!!!!!!!!!...

    و لا شان للزوجة بعقدة النقص عند زوجها و عدم ثقته بنفسه ..!
    كل زوجة بالدنيا تعلم يقينا ان هناك افضل من زوحها سوا ماديا او عاطفيا او خُلقيا بل حتى
    خلقيا .. و لا تحتاج لمن يعلمها بالأمر ..


    إلى آخر هذه المُضايقات و(التخبيب) الذي قال عنه رسولنا الكريم :
    " ليس منا مَن خبب امرأة ًعلى زوجها " ...
    رواه أبو داود وغيره : وصححه الألباني ..
    فهذا التخبيب (الذي هو عكس التحبيب) : أي إلقاء بغض الزوج في قلب الابنة :
    هو مما يشعر به الزوج من تغير معاملة زوجته له .. وزهدها فيه .... إلى آخر هذه المنغصات التي لا يحتملها رجل ...

    ليعدل من نفسه ان كان ممكن او يستطيع بحكمته ان يرغب زوحته به و يحول دون تحول قلبها
    عنه ! لكن الزوج الذي يعلم بسوءه و نقصه وخاصه من الناحية العاطفية التى ذكرتها انت
    هو من يخشى ان تفطن زوجته لذلك و تبحث عن حقها و كرامتها ..
    الحل لا يكون بالتضييق و الإساءة لمشاعر زوجته وأهلها بل بالحكمة و التعقل ليسعدها و يسعد .
    .

    ومن هنا :
    فإما أن يتماشى الرجل مع ما وقع منهم : فيُطلق لهما ابنتهما !!!!..

    شعرت انه فعل لهم معروفا كبيرا و يجب عليهم ان يقابلوه بجميل الامتنان
    انه تزوج ابنتهما ...! ليفعل ما يفعل فقط يكفيها و يكفيهما انه تزوجها و لا يطلقها ..
    ( ملاحظة : سبق وقلتم ان الطلاق ليس سيف مسلط يهدد به الزوج زوجته
    ارى الان ان القول تغير ؟! بل هو سلاح يستخدمه ليس ضدها فحسب بل ضد والديها )



    وإما ان يرى بحكمته دفع هذا الضرر : بالتضييق على اتصالهما بها كما قلنا ...
    2...
    وأما سببا ًآخرا ًللتضييق فهو :
    أن يكون زيارة الزوجة لأبيها وأمها :
    فيه خطر على الزوجة والاولاد مثلا ً: بالسفر أو الانتقال وحدهم في المواصلات والاختلاط أو الخلوة ونحوه ..
    ذلك ان هناك من الزوجات مَن تطلب زيارة اهلها : في وقت ٍيكون فيه الزوج مشغولا ً..
    وعندما يرفض أو يؤجل :
    تـُصر هي على تلك الزيارة : حتى ولو قامت بها وحدها او مع أولادها والذين قد يكونون صغارا ً...

    ممكن ان يكون هذا سبب معقول .. لكن يكون بالإقناع و التشاور لا التضييق و التسلط !

    وهنا ...
    إما أن يسمح الزوج لاعتبارات كثيرة هو الذي يزنها في تفكيره .. ويكون مُكرها ًعلى ذلك بالطبع .. لأنه يخاف على زوجته من أي سوء وكذلك أولاده ...
    وإما ان يمنع : خوفا ًعليهم وصيانة ًلهم من أي أذى .. ويُصر هذه المرة هو أن تتأجل الزيارة ليوم إجازته مثلا ًونحوه ..
    ----
    وهنا تنبيه :
    أن من الرجال مَن لا يلتزم بوعد ..
    ومَن ضاق عليه الوقت للقيام بمثل هذه الزيارات العائلية ..
    وهذا ليس من الدين وصلة الرحم المأمورين بها ...

    وعليه ...
    فله أن يسمح لزوجته بالخروج للزيارة ولو مع الأولاد .. أو يسمح بالعكس : أن يأتيها أهلها لزيارتها إذا استطاعوا هم ذلك ولم يكن شاقا ًعليهم .. فذلك افضل بالطبع من يوم الإجازة أو الراحة المزعوم الذي صار لا يأتي أبدا ًلبعض الرجال !!!..

    ---------



    ----------

    وأما قولك :
    " ولم يامر احدهما بخدمة الاخر الا ماامر الله تعالى بانفاق الرجل على اهله وليس تفضل منه وحنان ومنه بل واجب عليه "
    فأقول :
    كلا ًمن الرجل والزوجة : مأمورٌ بخدمة الآخر بالمعروف حسبما يطيق ..
    فهذا هو من كمال العشرة بالمعروف والإحسان ...

    هذا يخالف القول الاول ؟!! بمعنى يناقضه !!


    وأما قولك ان الرجل : ((واجب عليه)) الإنفاق على زوجته : وليس تفضلا ًمنه وحنان :
    أقول لك : نعم .. كلامك صحيح مائة بالمائة ...
    ولكن :
    الذي جعل ذلك واجبا ًعليه بنص القرآن :
    هو الذي جعل له درجة ًعليها أيضا ً: بنص القرآن !!!..
    " وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ .. وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكُيمٌ " البقرة 228 ..
    وهذه الدرجة تعني أشياءً كثيرة : وبنصوص القرآن أيضا ًطالما أنك تجدين حَرجا ًمن السُـنة فقط :
    وتعتقدين أننا ربما كنا نفسرها (كرجال) لصالحنا !!!!..

    نعم تفسر لصالحكم بل و بشكل استفزازي و اعتقاد زيادة فضل ..!
    و لو قلنا لكم هذا لتم إنكاره و تأتي الادعاءات بتكريم المراة و مكانتها و الإحسان لها
    و مساواتها لرجل بالفضل و المكانة ..



    فهذه الدرجة في القرآن جاءت في :
    الطاعة ..
    وفي التأديب بالوعظ ..
    وبالهجر : إن لم ينفع الوعظ ..
    وبالضرب الغير مُبرح إذا لزم الأمر : إذا لم ينفع الهجر ..
    وفي النفقة والسعي على الرزق ..
    إلى غير ذلك مما لا مجال لبسطه الآن ...


    هل الرجل خلق من نور ملائكي كامل ؟!
    لما دائماً يتم الحاق النقص بالمرأة فهي التى تحتاج الى تأديب و عليها المنة و التفضل
    أليست هذه هي طبيعة التنظيم الكوني ؟!
    ان كان الرجل يعمل و ينفق ، فالمرأة تحمل و تضع و ترضع و تخدم زيادة
    أليس الشرع من جعلها مكفولة النفقة ؟! كيف اذا يتم التمنن عليها و التغني بكرم الرجل و إنفاقه
    الا نقول ان النفقة هي من التكريم ، نرى هنا انها بالحقيقة من الإذلال ..!
    الا نرى هنا تناقض ...!


    والله تعالى أعلى وأعلم ..
    تعقيب بسيط :
    الاخ صاحب المقال من عجائبه انه بعد كل هذا التضييق و الاستدلال بحق الزوج و
    سلطته و تقديمه على ام الزوجة و والدها وانه له منعها منهم ووو
    ذكر بعد ذلك حق اهل الزوج وامه وأبوه بل ذكر الزوجة بان امه هي التى حملته و أرضعته ووو
    و توعد الزوحة بالبغض و غيره ان أساءت لهم ..!
    نسى ان الزوجة أيضاً انسان و له حق في الإحسان و ان أمها أيضاً حملتها وووو
    وانه يجب عليها بر اهلها ..
    ام ان البر يجب على الذكر دون الأنثى و من لم ينجب ذكر فلا حظ له بالبر ...
    ارى ان الموضوع في هذه النقطة بالذات تحول الى الطرافة
    و الدلالة على التفكير الاستبدادي الظالم ..

    مع بالغ الاحترام ..

  2. افتراضي

    يرفع

  3. افتراضي

    السؤال :

    أنا في حيرة من أمري ، فقد عشت سنين عمري أتعامل وأعامل على كوني إنساناً قبل أن أصنف إلى كوني أنثى [ وأمة ] الله قدر استطاعتي ، ومن هذا المنطلق أن مَن عمل خيراً من ذكر أو أنثى فله أجره ، ومن عمل إثما فعليه وزره ، ولكن بعد زواجي فوجئت بأحكام تخرجني من نطاق الإنسانية لأكون مجرد متاع للرجل ، فمثلا تلعنني الملائكة إن امتنعت عنه تحت أي ظرف ، في حين أنه ليس عليه أي وزر إن هو امتنع عن جماع زوجته ولو من باب الإضرار بها ، فهو له أجر صدقة إن جامعها وهو مستمتع بها وهي ليس لها أجر وإن لبَّت وهي كارهة ، وإذا أغضبني وأهانني أمام الناس وامتهن كرامتي يجب عليَّ مصالحته واسترضاؤه وإلا لعنتني الملائكة ، وأنا طبعاً لا يحق لي مخالفته في رأي ومراجعته ولا يغفر لي أي قدر من الانفعال ، كما أنكم أفتيتم بأن ثواب صلاة الجماعة هو خاص بالرجال من دون النساء فهل هذا ما شرعه الله لنا ؟ هل هذا هو قدر المرأة المسلمة إذا أحسنت وأدت ما عليها ؟ فإن هي تجنبت الإثم فليس لها أي فضل وإن أخلت كانت من الملعونين المطرودين من رحمة الله أنا وإبليس اللعين سواء .
    أرجو الاهتمام بهذا السؤال لأنني أفتن في ديني ، وإن كان هذا هو شرع الله فسمعا وطاعة ولا حول ولا قوة إلا بالله .


    الحمد لله

    لم نزل متعجبين مما ورد في سؤال الأخت من ظنها ما ليس من دين الله منسوباً إليه ، واعتقادها لأحكام لم ينزل الله بها سلطاناً ، ومن ذلك قولها " ولكن بعد زواجي فوجئت بأحكام تخرجني من نطاق الإنسانية لأكون مجرد متاع للرجل " ! .

    وسنرتب الكلام معها من خلال هذه النقاط :

    أولاً :

    أكرم الله تبارك وتعالى المرأة غاية الإكرام ، فقد أكرمها بنتاً وأمّاً وزوجة ، وجعل لها من الحقوق والفضل ووجوب البر ما ليس للرجل في كثير من الأحيان .

    ولم ينزع الإسلام عنها إنسانيتها ، بل أعطاها حقها ورفع لها قدرها ، وقد كانت متاعاً وسلعة قبل أن يكرم الله الناس بالإسلام ، فقد كانت تورث كما يورث المتاع ، وكانت تُعلَّق فلا هي بالزوجة ولا هي بالمطلقة ، وكانت تمكث سنة كاملة بعد وفاة زوجها لا تمس ماء ولا تخرج من بيتها حتى إن الطير والبهيمة ليموتان من شمهما رائحتها ! وكانت تُحرَم من الميراث ، فضلاً عن وأدها وهي حيَّة ، وغير ذلك كثير .

    فجاء الإسلام وحرَّم الوأد وجعله قتلاً للنفس وهو من كبائر الذنوب ، وحرَّم تعليقها بيمين أو تحريمها بظهار ، وأعطاها نصيبها من الميراث ، وجعل عدتها من وفاة زوجها أربعة أشهر وعشراً تغتسل وتلبس الثياب وترى النساء والمحارم ، وأجاز لها البيع والشراء والتملك ، ورغَّبها في العلم والدعوة إلى الله تعالى ، وأمر بإكرامها زوجة ، وببرها أمّاً بل جعل حقها في البر ثلاثة أضعاف الأب ، وغير ذلك كثير ، وليس هذا مجال بسط ذلك ، إنما أردنا التنبيه والتذكير ، ويمكن مراجعة جواب السؤال رقم ( 21010 ) لترى المزيد .

    ثانياً :

    قالت الأخت السائلة : " فمثلا تلعنني الملائكة إن امتنعت عنه تحت أي ظرف " !

    وهذا ليس بصحيح ، بل لا تلعن الملائكة الزوجة الممتنعة عن فراش زوجها إلا أن تكون غير معذورة ، فإن كانت معذورة بمرض أو حيض أو نفاس أو صوم واجب : فإنها لا تُلعن ، بل يأثم زوجها الذي يدعوها ويصر على دعوتها أو يكرهها وهو يعلم حالها .

    وقد ورد في جواب السؤال ( 33597 ) في الموقع :

    ليس للمرأة أن تمنع نفسها من زوجها ، بل يجب عليها أن تلبي طلبه كلما دعاها ما لم يضرها أو يشغلها عن واجب .

    وفي سؤال رقم ( 9602 ) ورد :

    قال ابن حزم :

    وفرض على الأمة والحرة أن لا يمنعا السيد والزوج الجماع متى دعاهما ما لم تكن المدعوة حائضا أو مريضة تتأذى بالجماع أو صائمة فرض فإن امتنعت لغير عذر فهي ملعونة .

    " المحلى " ( 10 / 40 ) .

    وهذا اللعن مقيّد بما إذا بات غضباناً عليها ، أما إذا دعاها فأبت عليه ، ثم تنازل عن حقه فإنها لا يلحقها لعن .

    ثالثاً :

    وقالت الأخت السائلة : " في حين أنه ليس عليه أي وزر إن هو امتنع عن جماع زوجته ولو من باب الإضرار بها " !

    وهذا أيضاً ليس بصحيح ، فقد حرَّم الإسلام الإضرار بالآخرين ومنه إضرار الزوج بزوجته بمنعها من إرضاع ولدها أو بمنعها من حقها في الجماع والاستمتاع .

    وقد ورد في جواب ( 10680 ) - في سياق بيان حقوق الزوجة على زوجها - :

    عدم الإضرار بالزوجة : وهذا من أصول الإسلام ، وإذا كان إيقاع الضرر محرما على الأجانب فلأن يكون محرما إيقاعه على الزوجة أولى وأحرى .

    عن عبادة بن الصامت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قضى " أن لا ضرر ولا ضرار " رواه ابن ماجه ( 2340 ) . والحديث : صححه الإمام أحمد والحاكم وابن الصلاح وغيرهم .

    انظر : " خلاصة البدر المنير " ( 2 / 438 ) .

    وقد ورد في جواب السؤال ( 5971 ) :

    لا يجوز للرجل أن يهجر امرأته إضراراً بها إلا إذا ظهر منها النشوز والعصيان ، ولكن لا يأثم إذا ترك الاضطجاع معها غير مُضارٍّ بها لأن الحاجة له وترجع إلى شهوته ولا يملك إثارة الشهوة فإن هجرها فهو آثم بذلك لأنه لا ضرر ولا ضرار ، والله أعلم .

    رابعاً :

    قالت الأخت السائلة : " ، فهو له أجر صدقة إن جامعها وهو مستمتع بها وهي ليس لها أجر وإن لبَّت وهي كارهة " !

    وهذا أيضاً ليس بصحيح ، بل تؤجر الزوجة على الجماع من وجهين :

    الأول : من كونها شقيقة الرجل في الأحكام والأجور ، إلا ما استثناه النص ، قال تعالى : ( فاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لاَ أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِّنكُم مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ فَالَّذِينَ هَاجَرُواْ وَأُخْرِجُواْ مِن دِيَارِهِمْ وَأُوذُواْ فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُواْ وَقُتِلُواْ لأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ ثَوَابًا مِّن عِندِ اللّهِ وَاللّهُ عِندَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ ) أل عمران / 195 .

    الثاني : أنها سبب أجر الزوج ، ومن كان سبباً في ثواب غيره : شاركه في الأجر دون أن ينقص من أجره شيء .

    وعن أبي ذر أن ناساً من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم : يا رسول الله ذهب أهل الدثور بالأجور يصلون كما نصلي ويصومون كما نصوم ويتصدقون بفضول أموالهم ، قال : أو ليس قد جعل الله لكم ما تصدقون ؟ إن بكل تسبيحة صدقة ، وكل تكبيرة صدقة ، وكل تحميدة صدقة ، وكل تهليلة صدقة ، وأمر بالمعروف صدقة ، ونهي عن منكر صدقة ، وفي بُضع أحدكم صدقة ، قالوا : يا رسول الله أيأتي أحدنا شهوته ويكون له فيها أجر ؟ قال : أرأيتم لو وضعها في حرام أكان عليه فيها وزر ؟ فكذلك إذا وضعها في الحلال كان له أجر . رواه مسلم ( 1006 ) .

    ومعنى البُضع : الجماع

    فالزوجة مأجورة كما هو حال زوجها ، كما أنها تأثم على شهوتها لو وضعتها في الحرام كما هو حال زوجها .

    قال النووي :

    قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( وَفِي بُضْع أَحَدكُمْ صَدَقَة )

    فِي هَذَا دَلِيل عَلَى أَنَّ الْمُبَاحَات تَصِير طَاعَات بِالنِّيَّاتِ الصَّادِقَات , فَالْجِمَاع يَكُون عِبَادَة إِذَا نَوَى بِهِ قَضَاء حَقّ الزَّوْجَة وَمُعَاشَرَتَهَا بِالْمَعْرُوفِ الَّذِي أَمَرَ اللَّه تَعَالَى بِهِ , أَوْ طَلَبَ وَلَدٍ صَالِحٍ , أَوْ إِعْفَافَ نَفْسِهِ أَوْ إِعْفَاف الزَّوْجَة وَمَنْعَهُمَا جَمِيعًا مِنْ النَّظَر إِلَى حَرَام , أَوْ الْفِكْر فِيهِ , أَوْ الْهَمّ بِهِ , أَوْ غَيْر ذَلِكَ مِنْ الْمَقَاصِد الصَّالِحَة اهـ .

    خامساً :

    قالت الأخت السائلة : " وإذا أغضبني وأهانني أمام الناس وامتهن كرامتي يجب عليَّ مصالحته واسترضاؤه وإلا لعنتني الملائكة " !

    وهذا ليس بصحيح ، فأما اللعن فإنما هو في امتناع الزوجة عن فراش زوجها من غير عذر مع مبيت زوجها وهو عليها غضبان – كما سبق بيانه - .

    وأما إهانة الزوج لها وامتهان كرامتها : فهو آثم على فعله هذا ولا شك ، وقد أجاز لها الشرع أن تستوفي حقها بالرد عليه بقدر ظلمه لها .

    قال تعالى : ( ولمن انتصر بعض ظلمه فأولئك ما عليهم من سبيل ) أي ليس عليهم إثم .

    ولفظ ( مَنْ ) هنا عام فتدخل فيه المرأة أيضاً .

    أو أن تصبر على قوله وظلمه وتحتسب الأجر عند الله لتأخذ الثواب الأكمل والأفضل والأعلى .

    والواجب عليه : هو أن يصالحها ويسترضيها لا العكس ، فالذي ظلم هو الذي يجب عليه لتمام توبته أن يُرضي المظلوم بالاعتذار والكلام الحسن .

    سادساً :

    قالت الأخت الفاضلة : " وأنا طبعاً لا يحق لي مخالفته في رأي ومراجعته ولا يغفر لي أي قدر من الانفعال " !

    وهذا ليس بصحيح ، فيجوز للمرأة أن تراجع زوجها وأن تخالفه في الرأي ، لكن ليس لها أن تمتنع عما يأمرها به – وإن كانت مخالفة له – إذا لم يأمرها بمعصية ، فلا طاعة لأحد في معصية الخالق ، وهذا إنما هو من منطلق القوامة الذي جعله الله تعالى للزوج في مقابل ما أوجب عليه من نفقة وحماية ورعاية ، قال تعالى : ( الرجال قوّامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم ) النساء

    وقد ثبت عن الصحابة رضي الله عنهم أن نساءهم كنَّ يراجعنهم في الأمر ، بل كان هذا فعل أمهات المؤمنين مع نبينا عليه الصلاة والسلام ، كما قال عمر بن الخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم " وكنا معشر قريش نغلب النساء فلما قدمنا على الأنصار إذا قوم تغلبهم نساؤهم ، فطفق نساؤنا يأخذن من أدب نساء الأنصار ، فصخبتُ على امرأتي ( أي : غضبت ) فراجعتني فأنكرتُ أن تراجعني قالت : ولم تنكر أن أراجعك ؟ فو الله إن أزواج النبي صلى الله عليه وسلم ليراجعنه ... " – رواه البخاري ( 4895 ) ومسلم ( 1479 ) .

    قال الحافظ ابن حجر – في سياق فوائد الحديث - :

    وفيه : أن شدة الوطأة على النساء مذموم ؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم أخذ بسيرة الأنصار في نسائهم ، وترك سيرة قومه .

    " فتح الباري " ( 9 / 291 ) .

    أما ما ذكرته الأخت من أنه لا يغفر لها أي قدر من الانفعال ، فهذا لا يصح على إطلاقه إذ من الانفعالات ما لا يحاسب عليه الإنسان إذا لم يتكلم به أو يعمل ، لقوله صلى الله عليه وسلم : ( إن الله تجاوز لأمتي ما حدثت به أنفسها ما لم يتكلموا أو يعملوا ) ومنها ما لا يكون بقصد الإنسان التام إما بسبب شدة غضب أو نحوه مما هو خارج عن طاقة الإنسان ، وقد ورد في آخر سورة البقرة دعاء المؤمنين : ( ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به ) البقرة ، وثبت في السنة أن الله تعالى قد أجاب هذا الدعاء بقوله : ( قد فعلت ) .

    سابعاً :

    قالت الأخت السائلة : " كما أنكم أفتيتم بأن ثواب صلاة الجماعة هو خاص بالرجال من دون النساء " !

    وهذا أيضاً ليس بصحيح ، بل الذي قلنا – بناء على أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم – أن أجر السبع وعشرين درجة خاص بالرجال لأنهم هم المخاطَبون بصلاة الجماعة دون النساء ، وصلاة الجماعة للنساء مستحبة ، ولكن لا تجزم بأنه لها أجر السبع وعشرين درجة ، ويجوز للمرأة أن تشهد الصلاة في المسجد ، ولا يحل للرجل أن يمنعها من الذهاب ، فإن ذهبت وصلَّت معهم : شاركتهم في أجر صلاة الجماعة .

    ومع هذا فبناءً على الأحاديث الصحيحة فإنها لو صلَّت في بيتها : لأخذت ما هو أفضل من أجر صلاتها جماعة في المسجد .

    عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " لا تمنعوا نساءكم المساجد ، وبيوتهن خير لهن " .

    رواه أبو داود ( 567 ) وأحمد – واللفظ له - ( 5445 ) .

    قال عبد العظيم آبادي :

    " وبيوتهن خير لهن " : أي : صلاتهن في بيوتهن خير لهن من صلاتهن في المساجد لو علمن ذلك , لكنهن لم يعلمن فيسألن الخروج إلى المساجد ويعتقدن أن أجرهن في المساجد أكثر . ووجه كون صلاتهن في البيوت أفضل : الأمن من الفتنة , ويتأكد ذلك بعد وجود ما أحدث النساء من التبرج والزينة .

    " عون المعبود " ( 2 / 193 ) .

    ثامناً :

    قالت الأخت السائلة : " هل هذا هو قدر المرأة المسلمة إذا أحسنت وأدت ما عليها ؟ فإن هي تجنبت الإثم فليس لها أي فضل وإن أخلت كانت من الملعونين المطرودين من رحمة الله أنا وإبليس اللعين سواء " !

    وهذا من سوء الظن بالله ، وكلامكِ ليس بصحيح اطلاقاً .

    قال الله تعالى : { من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون } النحل / 97 .

    وقال تعالى : { فاستجاب لهم ربهم أني لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر أو أنثى بعضكم من بعض فالذين هاجروا وأخرجوا من ديارهم وأوذوا في سبيلي وقاتلوا وقتلوا لأكفرن عنهم سيئاتهم ولأدخلنهم جنات تجري من تحتها الأنهار ثوابا من عند الله والله عنده حسن الثواب } آل عمران / 195 .

    وقال تعالى : { إن المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات والقانتين والقانتات والصادقين والصادقات والصابرين والصابرات والخاشعين والخاشعات والمتصدقين والمتصدقات والصائمين والصائمات والحافظين فروجهم والحافظات والذاكرين الله كثيرا والذاكرات أعد الله لهم مغفرة وأجرا عظيماً } الأحزاب / 35 .

    وأما ذكرته الأخت من أنها إذا أخلت كانت هي وإبليس سواء فهذا تشنيع لا محل له هنا ، وتشبيه غير مقبول إذ لعنة الله لإبليس اللعنة الأبدية التي لا تقبل فيها أي توبة ، لا تقارن بما يكون من اللعن في حق من كان مسلماً موحداً لله مذعناً له ووقع في بعض الكبائر .

    وفي هذا القدر من الآيات البينات والكلام كفاية في بيان خطأ قولكِ ، ونسأل الله تعالى أن يفقهك في الدين ، وأن يثبتك على الخير والهدى .

    كما لا يفوتنا في نهاية هذه الإجابة أن نحمد لهذه الأخت السائلة صراحتها في السؤال عما يقذفه الشيطان في قلبها من الإشكالات عن الأمور الشرعية التي لو كتمتها في نفسها لربما أفسدت عليها دينها وأورثتها من الوساوس ما يُنغص عليها عيشها ، وبمثل هذا السؤال يزول الإشكال ويندفع عن النفس الشك .

    وإن كان ينبغي في طرح مثل هذه الأسئلة أن يكون بأسلوب أكثر ملائمة للسؤال عن حكمة الله في تشريعاته ، وأن يبتعد السائل عن كل ما يُشعر بروح الاعتراض على الحكم إذا عقول البشر تقصر عن إدراك عظيم حكمة الله وواسع فضله على خلقه .

    ومما يحمد أيضاً للأخت السائلة رضاها وتسليمها بشرع الله ، وذلك في قولها ( وإن كان هذا هو شرع الله فسمعاً وطاعة ) ، وهكذا يجب أن يكون المؤمن .

    نسأل الله تعالى أن يثبتنا على دينه ، وأن يلهمنا رشدنا .

    والله تعالى أعلم .


    الإسلام سؤال وجواب

  4. #49

    افتراضي

    لم أر مشاركة الأخت ماري إلا الآن ...! - وهي دخلت الإسلام منذ فترة قريبة - :
    وهي مشاركة عجيبة بحق !!!..
    ولا تحتاج لكثير كلام : اللهم إلا إذا قيل :
    لا تعرف الغضبى أسفل الجبل من أعلاه !!!!..

    ومن أظلم الظلم في النقاش :
    أن تصنع ( أهدافا وحالات خاصة ) في النقاش مع محاورك لتهاجمها !!!..
    وإيماننا كمسلمين :
    هو أن الكلام العاطفي لأي رجل أو امرأة : لن يؤثر في شرع الله تعالى قيد أنملة !
    رضي مَن رضي : وسخط من سخط !!..

صفحة 4 من 4 الأولىالأولى ... 234

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. هل لدى الملاحدة مشروع نهضوي؟؟؟
    بواسطة العطاب في المنتدى قسم الحوار عن المذاهب الفكرية
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 06-20-2009, 07:06 PM
  2. هل الخلع مُلزم للزوج إذا كان بدون سبب شرعي؟
    بواسطة صديق السكون في المنتدى قسم الحوار عن الإسلام
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 07-17-2008, 01:19 AM
  3. شكر ونداء لأسود الأسلام في هذا الموقع الأخوان عبد الواحد وحسام الدين
    بواسطة ال مشيبين في المنتدى قسم السنة وعلومها
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 06-21-2008, 01:00 PM

Bookmarks

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
شبكة اصداء