– الاحتفال بعيد ميلاد المسيح عليه السلام :
هذا العيد ابتدعه النصارى و أحدثوا فيه أنواعا من الشرك و البدع ، و شربوا فيه الخمر و أكلوا الخنزير ، و جعلوه جزءا من عقيدتهم و شعيرة من شعائرهم ، و هذا من أهوائهم و ضلالاتهم التي نهينا عن اتباعها ، قال عز و جل : { ثم جعلناك على شريعة من الأمر فاتبعها و لا تتبع أهواء الذين لا يعلمون }[ الجاثية : 18 ] .
لكن ، وبكل أسف تشبه المسلمون بهؤلاء النصارى فاحتفلوا بعيدهم و فرحوا به و جعلوه مناسبة للراحة و باعوا و اشتروا و أهدوا فيه الدجاج و الديك الرومي و الزهور و الحلويات و كعكة الميلاد ، و كتبوا على الرسائل و البطاقات : "عيد سعيد".
كما صاروا يحتفلون بأيام ميلادهم و ميلاد أبنائهم ، و منهم من لم يكتف بذلك ، بل أضافوا إليه الاختلاط و الفجور ، و شرب الخمور ، تقليدا لأعداء الله ، و الله المستعان .
4 – اللباس و الزينة :
إن العدو المتسلط على بلاد المسلمين يستعمل جميع الوسائل و يسلك كل الطرق لتغيير الأسماء و تبديل الأزياء ، و لهذا لما استولى النصارى على الأندلس أجبروا المسلمين على تغيير أسمائهم و لباسهم ، و منعوهم حتى من دخول الحمامات ، و كذلك فعل مصطفى كمال أتاتورك بمسلمي تركيا و أجبرهم على لبس البرنيطة .
من الأمور التي خلفها الغزو الصليبي في هذا الباب :
- حلق اللحية :
اللحية خصلة رجولة ، و علامة فحولة ، و قد جاءت النصوص النبوية آمرة بإعفائها و توفيرها حفاظا على الفطرة ، و اتباعا لهدي سيد المرسلين و مخالفة لعمل المشركين ، قال صلى الله عليه و سلم : " خالفوا المشركين ، وفروا اللحى ، و أحفوا الشوارب " (19) ، و قال : " أعفوا اللحى ، و خذوا الشوارب ، و غيروا شيبكم و لا تشبهوا باليهود و النصارى " (20) .
إن الكفار يحرصون على حلقها ابتغاء الحسن و البهاء ، و يعتنون باستئصالها طلبا للجمال و النقاء ، و قلدهم في هذا الكثير من المسلمين جهلا و اغترارا حتى وصل الأمر ببعضهم إلى الاستهزاء بها ، و محاربة أهلها و معاداتهم ، تقليدا للكفار و إرضاءا للفجار .
- لبس البنطلون :
كان المسلمون يلبسون السراويلات (21) العريضة الفضفاضة ، أما البنطلون – و هو اسم للسراويل الإفرنجية – فقد اشتهر به الكفار من النصارى و غيرهم ، و عنهم أخذه المسلمون حتى صار مألوفا مع ما فيه – و بخاصة إذا كان ضيقا – من المنافاة للحياء و الحشمة حيث يحدد العورة و يشخص السوأة .
قال الألباني رحمه الله : " البنطلون فيه مصيبتان :
المصيبة الأولى : هي أن لابسه يتشبه بالكفار ، و المسلمون يلبسون السراويل الواسعة الفضفاضة ... ، فما عرف المسلمون البنطلون إلا حين استعمروا ...
المصيبة الثانية : هي أن البنطلون يحجم العورة " (22) .
- لبس البرنيطة :
غطاء الرأس عند المسلمين هو العمامة أو الطاقية أو القلنسوة و نحو ذلك ، أما البرنيطة " البريطة " فهي غطاء الرأس عند الإفرنج ، جمعها برانيط (23) .
و هي من لباس الكفار و زيهم الخاص ، و قد ألزم أتاتورك المسلمين الأتراك بلبسها حتى صارت مألوفة (24) .
و قلد بعض المسلمين – و لا يزالون – الكفار في هذا اللباس و افتخروا به ، و هجروا ما شرع لهم من الطاقية و نحوها .
قال أحمد شاكر رحمه الله منكرا هذا اللباس : " و أظهر مظهر يريدون أن يضربوه على المسلمين هو غطاء الرأس الذي يسمونه " القبعة " " البرنيطة " و تعللوا لها بالأعاليل و الأباطيل ... " (25).
- لبس الدبلة ( L'alliance ) :
وهي خاتم من ذهب أو فضة من غير فص يلبس علامة على الخطوبة و الزواج ، و هي بدعة محدثة للرجال و النساء ، لأنها من عادات النصارى و شعاراتهم في الزواج .
و يرجع ذلك إلى عادة قديمة لهم عندما كان يضع العروس الخاتم على رأس إبهام العروس اليسرى ، و يقول : باسم الأب ، فعلى رأس السبابة و يقول : باسم الابن ، فعلى رأس الوسطى يقول : باسم روح القدس ، و أخيرا يضعه في البنصر حيث يستقر، و يقول : آمين (26) .
و قد يعتقد أن لبسها سبب لدوام المحبة و المودة بين الزوجين ، و هذا من التولة و هي نوع من الشرك ، قال النبي صلى الله عليه و سلم : " إن الرقى و التمائم و التولة شرك " (27) .
و التولة ما يحبب المرأة إلى زوجها من السحر و غيره (28) .
فيكون في الدبلة محظوران :
الأول : تشبه بأعداء الله النصارى .
الثاني : اعتقاد سبب للمحبة و المودة لم يجعله الله سببا لا قدرا و لا شرعا (29) .
و قد تسربت هذه العادة السيئة إلى بيوت المسلمين و لم ينج منها إلا من رحم الله رب العالمين .
و آثار الغزو الصليبي لبلاد المسلمين – و منها الجزائر - كثيرة جدا ، و قد اكتفيت في هذا البحث بالتمثيل ، و الله الهادي إلى سواء السبيل .
و صلى الله و سلم على عبده و رسوله محمد و على آله و صحبه أجمعين .
********************
(1) انظر : " التعصب الأوربي " لشكيب أرسلان (3/217).
(2) " الآثار " (3/80) .
(3) " الآثار " (3/163) .
(4) " الآثار " (3/163) .
(5) انظر : كتاب " فرنسا و الأطروحة البربرية في الجزائر " أحمد بن نعمان (ص92) .
(6) انظر : " آثار الإبراهيمي " (3/96 – 99) .
(7) " وحي القلم " (3/33) .
(8) انظر : " قوى الشر المتحالفة " لمحمد الدهان (ص23) .
(9) " اقتضاء الصراط المستقيم " (203) .
(10) انظر : " الجزائر و قبائل البربر " لشكيب أرسلان ، مع كتاب " حاضر العالم الإسلامي " (2/180) .
(11) " الآثار " (3/164) .
(12) " آثار الإبراهيمي " (5/146) .
(13) " الآثار " (5/308) .
(14) أخرجه أحمد (5115) ، و صححه الألباني في " الإرواء " (1269) .
(15) " اقتضاء الصراط المستقيم " لابن تيمية (ص121 – 133 – 141) ، " التعليق على المسند " لأحمد شاكر (10/19) .
(16) أخرجه البيهقي (9/202) ، و انظر : " اقتضاء الصراط المستقيم " لابن تيمية (ص121) ، و " أحكام أهل الذمة " لابن القيم (2/657) .
(17) انظر : " فتح الباري " لابن حجر (7/268) .
(18) " الثمرة الأولى لجمعية الطلبة الجزائريين الزيتونيين " (41 – 42) ، و انظر : " فتاوى مهمة " للشيخ الفوزان ، " المنتقى " (1/257) .
(19) أخرجه البخاري (5892) و مسلم (259) .
(20) أخرجه أحمد (8657) و إسناده حسن ، انظر : " جلباب المرأة المسلمة " للألباني (ص189) .
(21) السراويلات : جمع مفرده سراويل يذكر و يؤنث . " الصحاح " للجوهري (5/1729) .
(22) انظر : " القول المبين " لمشهور حسن سلمان (ص20).
(23) " المعجم الوسيط " (1/53) .
(24) " فتاوى محمد بن إبراهيم " (4/76) ، و انظر : " لباس الرجل " لناصر الغامدي (1/282) .
(25) " التعليق على المسند " (10/19) .
(26) " آداب الزفاف " للألباني (ص213) .
(27) أخرجه أحمد (3615) و أبو داود (3383) ، و صححه الألباني في " الصحيحة " (331) .
(28) " النهاية في غريب الحديث " لابن الأثير (1/200) .
(29) " فتاوى محمد بن إبراهيم " (4/89 – 91) ، " فتاوى اللجنة الدائمة " (19/147) ، " القول المفيد " للشيخ ابن عثيمين (1/181) .
منقول من سحاب عن مشاركة الأخ أبو إبراهيم خليل في منتديات التصفية و التربية السلفية .
Bookmarks