كثير من الناس يشغبون على أهل العلم في أمور اصطلاحية بحتة..ومن ذلك تقسيم التوحيد إلى
-توحيد الربوبية..
-وتوحيد الألوهية.,
ويقولون هذا بدعة,لم يرد عن الصحابة, فنقول أما كونه لم يرد عن الصحابة فحق,وأما كونه بدعه فباطل
وينبغي تنبيه هؤلاء أن التقاسيم العلمية يقصد بها تقريب العلم وتفهيمه,ولهذا السبب لم تشتد حاجة الصحابة لهذه التقاسيم كلها التي تراها مبثوثة في كتب أهل العلم سواء في العقيدة او غيرها(الغريب أن هؤلاء لا يعترضون على تقاسيم أخرى ولا يطردون حكم الابتداع) ,ذلك أنهم كانوا أفقه الناس عقولا وأبرهم نفوسا وازكاهم قلوبا ..فكانت الأمور العلمية الشرعية في غاية الوضوح عندهم..فلم يحتاجوا لمثل ذلك
نحن نقول نعم التوحيد واحد فالربوبية يلزم منها الألوهية..ولا ينفكان, والألوهية لا يحق أن تكون إلا لمن اتصف بالربوبية,ولهذا حاجّ الله المشركين بإقرارهم الجملي لأصول معاني الربوبية على شركهم به وعبادتهم غيره معه سبحانه وتعالى(هناك من يزعم أننا نثبت للمشركين إيمانا بتوحيد الربوبية على التمام والتحقيق..وهذا لم يقله أحد,وإنما نقول بأنهم مقرون بأصول معاني الربوبية من خلق ورزق وتدبير وملك ونحو ذلك)
فإذا جاءنا من يقول:لا أرضى تقسيمكم..وأنا أومن بالله رباً وأومن به معبودا لا شريك له..قلنا له..هذا ما نريد ولا خلاف بيننا,ومما يدل أن التقسيم مجرد اصطلاح قصد منه التفهيم للوازم التوحيد والتقريب لمعناه
أن هناك من قال ينقسم التوحيد إلى توحيد علمي خبري..وتوحيد طلبي إرادي,ولم ينكر عليه أهل العلم المحققون
لحصول المقصود..ولما كثر كلام الطوائف في الأسماء والصفات خاصة..بين معطل ومشبه ومحرف وممثل
أفرد أهل العلم ما سموه توحيد الأسماء والصفات للدلالة على أهمية تحقيق هذا المعنى( وهو إثبات ما أثبته الله لنفسه أو أثبته له رسله من أسماء وصفات مع كونه في الحقيقة يدخل في معاني الربوبية..)
Bookmarks