صفحة 1 من 3 123 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 15 من 44

الموضوع: حوار عن تقسيم التوحيد إلى ألوهية وربوبية.

  1. افتراضي حوار عن تقسيم التوحيد إلى ألوهية وربوبية.

    لم يحدث قبل ابن تيمية هذا
    والتحدي أن تذكرهم ولا تراوغني
    وواضح أنك لم تدرس التوحيد جيدا
    فسأبين لك

    بسم الله الرحمن الرحيم
    أقسمة ضيزى أو تثليث إسلامي؟؟؟
    يستكبر علينا السلفية بكلمة التوحيد ظانين أنهم أتوا بما لم يأت به الأولون إذ قسموه لثلاثة : هي الربوبية والألوهية والصفات، أو أربعة بزيادة الحاكمية عند بعضهم: خاصة أبي الأعلى المودودي.
    وبهذا يظنون في مخهم: "نحن الموحدين قد ضمنّـا البعد عن الشرك ضمانا ، فكل مابعده من ذنوب ( كالكذب مثلا ) وقتل الناس فهو مادون ذلك وسيغفر لنا مادون الشرك" فيستسهلون جميع الذنوب التي يفعلونها بسبب الضمان الذي يتوهمون. وهي قسمة ظالمة وبدعة.
    الخطة
    1 ربوبية

    يجتهد شراح العقيدة السلفية دائما كي يسجنوا تعريف توحيد الربوبية في نطاق صفات معينة لله ( الخلق والملك والتصريف والتدبير والأمر والنهي والإحياء أول مرة والإماتة والضر والنفع )
    ليس منها القدرة على البعث ولا مالكية الجزاء والعدل، وليس منها الرحمانية مثلا وليس منها كمالات كثيرة داخلة في القدرة والرحمة والحكمة.
    وبهذا يمهدون العقول دون أن تدري لقسمة ضيزى في عقل المسلم/ ليبدأ توحيده باقتطاع قطعة من أسماء الله ليوحدها، ظانا بهذا أنه قد وفى بأول توحيد.
    ويتصورون قول الله تعالى (وما يؤمن أكثرهم بالله ) خطأ أنه الله الحق عند الكفار ، بينما هو تصورهم عنه لاالله الحق .
    وفي هذا المجال لعب لغوية مميتة ربما أتيحت الفرص لكشفها من خلال كتب بعض مؤلفيهم.
    2 أسماء وصفات
    ثم يتوجه نحو بقية الأسماء والصفات، فيؤمن بها على حدة، لكنه يفاجأ بأنها تحوي الربوبية كما وصفوها له سابقا، فيختلط عليه عقله، فيوحد الربوبية والأسماء والصفات مجددا معا لايدري لم تم فصل الأولى له.

    3
    ثم يتوجه لتوحيد الألوهية من إخلاص الدعاء فيجده مربوطا بالذبح لمن أبى، ثم يجد من يقول له هناك توحيد الألوهية يحتوي الحاكمية. فعليك دعاء الله خالصا كما عليك ضمن ذلك التحاكم لحكم الله ، ويقصدون بحكم الله أول مايقصدون تكفير الناس ثم شغل الدولة بمعاملة الكفار حسب مايتصورون. والخروج على الحكام وقتلهم كما حدث مع عثمان رضي الله عنه بحجة أنه حكم بغير ما أنزل الله.

    4
    وهناك ماكرون يريدون الحاكمية وحدها توحيدا منفصلا ليكون لهم فرصة قتل الحكام الذين يوحدون الربوبية والألوهية والأسماء والصفات لكنهم لسوء حظهم لايوحدون الحاكمية فنهارهم أسود. لأنهم بذلك أشركوا شرك الحاكمية.
    ومن خلال ألفاظ وجمل تعطي فرصا لتكفير هذا أو ذاك، ثم لأخذ مال هذا أو أخذ كرسي الحكم من ذاك. يتم تأليف كتب تسمى شرح العقيدة.
    شرح العقيدة المظلومة.

    البدعة التي أنت مطالب بذكر سلفكم فيها

    هذا السيناريو أنتم اخترعتموه فتراجعوا عنه يرحمكم الله:
    1. القول بأن أهل مكة المشركين أقروا بتوحيد الربوبية، وهذه بدعة أن توهموا خلافا للقرآن أن إلزام الخصم توحيد وبأنها الربوبية. ولم يكن كذلك الأمر بل هو إلزام الخصم لمـّا أفحمه الله في النقاش لايؤخذ منه أنه يوحد ولايقر بتوحيد، لأن معنى التوحيد سام راق، ثم إنه أقر برب منقوص الصفات لايهلك خلقه إلا الدهر ويعجز عن البعث.
    2. القول بأنهم لما أقروا بتوحيد الربوبية فقد أقروا بمجرد قسم من أقسام التوحيد فلم يقبل منهم، إلا بضم توحيد الألوهية، فلما أبوا توحيد الدعاء لله قتلهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأوهمتم بالقتل على التوحيد لاعلى العدوان. وأهملتم آلاف النصوص في الاضطهاد وسفكهم الدم الحرام، وهو سياق إذن القتال الأوحد.
    3. سويتم حالة من يفعل فعلا شركيا من المسلمين كمن يقول مدد ياسيد بأهل مكة هؤلاء وجعلتموهم يستحقون القتل شركا بل أشد لأنه ردة، ومهما كانوا مسالمين فالمسالمة لاقيمة لها عندكم بل الأمن يأتي من اتباع مذهبكم وحده.
    4. نفذتم هذا وقتلتم وكتبتم كتب الفتاوى تشجيعا على قتل خلق الله وقطعتم رقاب المسلمين لأنهم قطعوا رقبة شاة من أجل السيد، وهتكتم وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم في خطبة الوداع.
    إن من العجب العجاب أن تتحدث عما لاتعلم وتهرب من الميدان إلى أفغانستان، فهب السؤال من مسلم مجهول جاءكم حائرا عنده شبهة حول منهجكم في سفك الدم وسأل الله واستبصر وجاءكم بما جئتكم به من الحجج فرد عليه وأجل الكلام عن عمالته وبريطانيا وتوسكانيا ترتانيا.
    قطعت السيرة وسيرة الخلفاء قول كل خطيب
    لم يقتل رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا واحدا من أجل مجرد أنه مشرك، على كثرة أحداث المعارك مع المشركين، ولم يحدث من الخلفاء الراشدين إجماع على قتل رجل مشرك ولاامرأة مشركة، لمجرد الشرك، واقتصر القتال في عهده صلى الله عليه وسلم على الدفاع عن أمن المسلمين وأمن الدولة الإسلامية لم يعرف منهم جهاد إلا هذا، ونتحدى، وأغلق الباب عليكم في سفك الدم، فلاسفك بعده إلا من خلال الهروب من الحراسة بالخداع والنط على الأسوار وكسر حدود الله.
    وبهذا انتهى الحكم بأن السيف لاينشر الدين.
    الجهاد لنشر الدين
    وكل مسلم فعليه الجهاد لنشر الدين، وجاهدوا في الله حق جهاده هو اجتباكم، ولكن كتاب الله فصل بين الحق والباطل وأنتم تقولون الكلام متسعا تقصدون به باطلا ضيقا، وعبارة فضفاضة مثل (الجهاد لنشر الدين) ليس معناها قتل الناس لمجرد أنهم مشركون، وانتم تأخذونها ذريعة لسفك الدم بالباطل متلفعين بلفاع مزيف أعطته لكم فقرات خطأ في بعض كتب الإمام ابن تيمية التي ابتلاكم الله بها فسقطتم في البلاء. رسول الله صلى الله عليه وسلم وكل مؤمن صادق يجاهد لنشر الدين.. والمؤمن بطبعة داع لدينه ناشر له، بالحسنى والموعظة المؤثرة والقدوة، ولو تم الاعتداء عليه وجب الدفاع عنه .. فاللبس أو الخطأ في كلمة (الجهاد في سبيل نشر الدين) يجعل السلفية تستحل الحرام من الدم. لإن الحق أنه لو اقتضى نشر الدين سيفا فهو سيف الدفاع عن أمن المؤمنين حتى لايقتلهم العدو، لأنهم لو تم قتلهم فلن يجد الدين من ينشره ولامن يجاهد بالحجة والفكر والدليل والقدوة لنشره..وأمن المفكرين كي تكون هناك حرية دينية يتولى الله الدينونة فيها.
    عصمة الدم والمال
    الإنسان بنيان الرب معصوم الدم له السلام مادام مسالما، ومن قتل يقتل، ومن استحق القتل لعدوانه فزالت عنه العصمة لأنه صار قاتلا للمسلمين، ثم حدث طاريء فصدر عنه فعل الإسلام كافأه الله بالعفو عن الدم الذي سفكه، ووهبه العصمة رغم استحقاقه القتل.. هذا هو معنى "عصموا مني" .. وقد قيلت كلمة عصمة الدم والمال في شأن المقاتلين للمسلمين ممن أذن له بقتالهم ولافرق بين أذن وأمر في هذا السياق الشرعي.
    وبهذا يتبين الكذب على دين الله أن الكفر مجرد الكفر خاليا من العدوان على الناس يبيح الدم والمال.
    قتل أهل الإسلام
    مع مافي عبارة أن الكفر يبيح الدم والمال من التهوين من حرمة المواطن مما يشير لإباحة المواطنين لبعضهم، وهو هو بعينه نهج الخوارج، الذين يقتلون أهل الإسلام ويدعون أهل الأوثان ، وبينما يقتلون أهل الإسلام تجدهم يقولون دائما: لقد صار أهل الإسلام كأهل الأوثان بل أشنع لأنهم ارتدوا والمرتد أشنع من الوثني الأصلي، والمحصلة أنهم يجعجعون بقتل أهل الأوثان ولانراهم يقتلون أهل الأوثان، وإذا لقوا أهل الأوثان هربوا ناشطين. لأن منهجهم الباطل المبين.

    وهكذا تم إنقاذ الإسلام

  2. افتراضي

    التوحيد البدعي
    تقسيم بدعي للتوحيد لايجعل الناس موحدين حقا
    بسم الله الرحمن الرحيم
    لم يحدث قبل عصر ابن تيمية أن قال أحد بما قاله من تعبيرات مبتدعة تتعلق بأن أهل مكة كانوا يقرون بتوحيد الربوبية ، وهو باطل هراء لأنهم كانوا يكفرون بالرحمن وكانوا يكفرون بالقدرة الربانية على البعث فأي ربوبية وحدوها، ثم التوحيد هو أن يتملك الذي توحده لكيانك فأي تملك ملكهم، ؟؟؟ وكل هذا مع تحديد السلفية للربوبية تحديدا مانزل به من الله سلطان في القرآن، ثم يساوي أهل مكة بالشاهدين الشهادتين الحافظين لكتاب الله المحترزين من المعاصي ولكن من الواقعين في أعمال شركية تزول بالتفهيم والصبر، ويحل قتلهم بدعوى أنهم مرتدون، ويتم تقسيم التوحيد تقسيما بدعيا يدعون أنه استقراء ويدعي البعض أنه للتعليم، وهيهات فلقد فتحنا العيون ورأينا الدماء تسيل وعرفنا أنه استقراء مخطط و شبكة لغوية محكمة لتزوير طريق لتحليل دم المسلمين بالباطل بغير الحق ، والله وكيل على ذلك.. ومستعد أن أعيد عليك الصيغة المبتدعة فقد كررتها مرارا وقلت لك لم يسبق الإمام ابن تيمية والإمام ابن عبد الوهاب تلميذه سابق قبل القرن السادس الهجري .. وإلا فهات لنا من سبقه بهذا وإن لم تأت بهم فلاكيل لكم عندي ولاتقربون
    الملأ الأعلى يشهد هذه المناظرة والله مولاي في هذه الحجج وجبريل وصالح المؤمنين والملائكة ظهير لدعوة محمد صلى الله عليه وسلم وسوف يظهر الله دينه الحق ولو كره الكارهون، اعلم أنك لو صدقت الله وقمت شاهدا له وركزت في الموضوع وانتهينا من هذه النقطة فسوف أقول لك عن جماعتنا ماتجهل لأنك مخدوع في كل معلوماتك وستقر عينك بما ستعلم ولن تجدنا إن شاء الله من المنحرفين وسينكشف لك أنا من المظلومين، فدعك من الإنجليز والمعيز الآن، فبينما المعاول تدك حصنك الهايش تلعب أنت بالكرة على هوامش بريطانيا وتوسكانيا .
    وإنا إذا قمنا لصيد أوابد فلا الظبي متروك ولا العير ينظر
    جعارك خيط فاتق البئر والردى أللموت ياصيد الردى تتجعر؟؟؟؟؟؟؟؟

  3. افتراضي

    أجب يا أخي عياض على أسئلتي ولاتفلت وقد أجبتك على معنى الجهاد لنشر الدين الذي طلبت وهو مختلف عن تصوركم في قتل الناس الأبرياء من أجل فعل شركي يزول بالتعليم البسيط في ظل سياق دعوة منظم، تصورنا يختلف عن عدوانكم على كتاب الله وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم والكتاب والسنة يبرآن من تصوراتك عن أحكام الدماء/ الأسئلة سبقت ولن أكررها فمن العيب في حقكم تكرارها ومستعد إعادتها.
    أعلم أنه قد سقط في أيديكم ورأيتم أنكم قد ظلمتم.
    تالله للانتصار من أجل دين الله أشاش لقلبي ومرهم لقروحي والحمد لله أن مهندسا لاراح ولاغدا يوقف هذا المنتدى لما اعتدى على دين الله وجانب طرق الهدى، فلقد نفخ الله في شخصي الحقير من روح التوفيق فأوقفكم، ومن نعمة الرشاد فصرتم يرثى لكم العقلاء ..
    وللعلم الشيخ محمد وابن تيمية رحمهما الله أمة قد خلت والمشكلة بينهما وبين الله، والعقدة في أنكم توافقون وتدرسون القتل الحرام باسم الله، وفي عصرنا هذا تفتون بما قالا، فالذنب صار ذنبكم أولا الآن، وهما الله أعلم بحسابهما، لكن الآن أنتم الذين تقتلون بالفتاوى والمحاورات القاتلة وتخرجون الشباب من جامعاتكم يستحلون دما حراما ومالا حراما ويحلمون بعرض حرام حرام.. ويلكم ممن أضللتموهم للآن في هذه المسألة ..
    كنت أتصوركم في منتدى التوحيد مذاكرين جيدا وتعرفون منظومتكم .. ووحدة موضوعاتها.. والآن تريدون ممارسة لعبة التقسيمات والتمزيقات كدأب الفكر السلفي باللعب بدين الله ، حرام عليكم حرام ياعالم، والآن تبين لي أن شخصي الحقير يعرف منتدى التوحيد بمذهبهم فالحمد لله قوموا وذاكروا وتعلموا المذهب قبل التصدي لتعليمه .. لاتخرجوا الشباب يستحلون الدم.. الملائكة تكتب ماتقول ياعياض فدعك من الناس والتفت لله..
    وسأعد لك تقريرا بسير النقاش من أوله خلال أربعة أيام إن شاء الله يبين كيف تسلسل وكيف أن الموضوعات مترابطة وأنكم الذين وسعتم الموضوع حتى جاء بما جاء به الآن .

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Jan 2005
    المشاركات
    982
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    تم نقل المشاركات السابقة من موضوع:
    الموضوع هو أن توحيد الالوهية هو الذى لأجله سل السيف

    وذلك قطعًا للسبيل على المهندس الذي يصر على الخلط بين الموضوعين، مع أن أول سؤاله لم يكن يخلط بينهما.

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Jul 2009
    المشاركات
    1,842
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    نعود هنا الى تخصيص الكلام في تقسيم التوحيد و اتهام الشيخ محمد و الوهابية به...و الموضوع له شقان:

    - 1 -

    شق علمي به نتبين هل هذا التقسيم بدعة..و هل هو خارج عن قاعدة الاصطلاحات عند الأصوليين و التي هي عندهم على أن الأصل فيها الإباحة ...وبالتالي إن كان خارجًا هل ثمَّ إجماعٌ على نبذ هذا التقسيم و رده؟؟

    أما الجواب عن هذا الشق فيكون بإيراد أقوال من أقر هذا التقسيم من أهل العلم من غير الشيخ محمد بن عبد الوهاب من غير الوهابية، بل ممن يصنفون في خانة خصومه:
    كالشيخ البيجوري في شرح الجوهرة في تفسير الحمد لله رب العالمين يقول: "يشير إلى تقرير توحيد الربوبية المترتب عليه توحيد الألوهية المقتضي من الخلق تحقيق العبودية".
    و قول الملا قاري أيضًا في شرح الفقه الأكبر "والحاصل أنه يلزم من توحيد العبودية توحيد الربوبية دون العكس في القضية لقوله تعالى {وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ} بل غالب سور القرآن وآياته متضمنة لنوعي التوحيد بل القرآن من أوله إلى آخره في بيانهما".
    وقول الشيخ العلامة سيدي أحمد ميارة في الدر الثمين شرح نظم سيدي ابن عاشر حين قال: "ثم قال عند قوله أن تؤمن بالله أى بأنه تعالى واحد في ذاته وصفاته وأفعاله لا شريك له في الألوهية وهي استحقاق العبادة منفرد بخلق الذوات بصفاتها وأفعالها وبقدم ذاته ..".
    وكذلك قول البناني في حاشيته في الأصول، و الجلال في الشرح حين الكلام على الشهادتين و فسراها بنفس تفسير الشيخ محمد: "(والإله المعبود بحق) أي المراد بالإله هنا المعبود بحق لأن صحة المفهوم في الآية تتوقف على تفسير الإله بذلك، وأما لو أريد به مطلق المعبود فلا لفساد المعنى حينئذ كما هو ظاهر".
    ومثله قول الخرشي في شرحه لمختصر سيدي خليل الذي ذكر الربوبية ثم الألوهية فشرحها الخرشي فقال بعد أن تكلم عن توحيد الربوبية و انفراد الواحد بالتصريف و الخلق و التدبير: "وكذا نقول في قوله -وألوهيته- ولا يقال إن أل نائبة عن الضمير ؛ لأنا نقول ليس ذلك متفقا عليه والإنعام من آثار الألوهية فالمناسب تأخيره عنها إلا أنه قدمه للسجع ( قوله وألوهيته ) أي كونه إلها أي معبودا بحق ، (قوله ولا معاند) أي معارض في المصباح المعاند المعارض بالخلاف لا بالوفاق والمعارض غير الشريك فهو عطف مغاير، (قوله في أحكامه) الخمسة أو أقضيته (قوله وربوبيته) أي كونه ربا أي مالكا للعالم، (قوله ولا منازع له) مرادف لقوله ولا معاند".
    و كذلك قول الشيخ عبد المجيد خاني النقشبندي في الحدائق الوردية، و الشيخ أبو غدة و غيرهم كثير...

    هذا عن الشيخ محمد .. أما الشيخ ابن تيمية ...ففضلًا عن أنه صدح بهذا التقسيم ليل نهار في القرن السابع .. و في حضرة دمشق و القاهرة من كبار الأصوليين ممن كانوا يناقشونه حتى في الفرق بين الحمد و الشكر مثلا كالسبكي و ابن الوكيل و الزملكاني و الفزاري و الحريري، ومع كونهم ما كانوا يتركون شيئا مما يخالفهم فيه إلا و أنكروه...و مع ذلك لم نعهد منهم إنكار هذا التقسيم في أي من مؤلفاتهم..و ما ذلك إلا لتنزههم عن قلة علم المهندس بالأصول و قواعد الاصطلاح، و أنه لا مشاحة فيه و أن الأصل في قاعدة الاصطلاح الإباحة ...

    فهذا هو الشق العلمي ..و المطلوب فيه من المهندس:

    أن يأتينا من كلام خصوم شيخ الإسلام في عصره الذي رماه بابتداع التقسيم من ينكره عليه ..مع كثرة خصومه كما قلنا و إنكارهم عليه ما هو أقل من ذلك...و الشرط الذي يجب أن يكون هنا ..هو أن المنكر يجب أن ينكر عليه بمخالفته للإجماع ..لا إنكار المخالف للمخالف..و لكن مع ذلك نتساهل مع المهندس و نطلب فقط منكرًا من معاصريه من العلماء لهذا التقسيم و نعته إياه بالبدعة كما يفعل هو...

    مع أننا سنورد من اقوال العلماء المعاصرين لشيخ الإسلام بل و السابقين عليه من قال بهذا التقسيم لفظًا أو مضمونا..
    و أجلهم الإمام الطبري حين قال في تفسير (ذَلِكُمُ اللّهُ رَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ): أي فاعبدوا ربكم الذي هذه صفته وأفردوا له الربوبية والألوهية...
    بل و أقر ما ينكره المهندس من أن العرب من مشركي مكة إنما كفروا لشركهم في الألوهية لا في الربوبية ...كما قال الإمام الطبري في تفسير قوله سبحانه (فَلاَ تَجْعَلُواْ لِلّهِ أَندَاداً وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ)، قال :كانت العرب تقر بوحدانية الله غير أنها كانت تشرك في عبادته... و قال: فنهاهم الله تعالى أن يُشركوا به شيئًا، وأن يعبدوا غيرَه، أو يتخذوا له نِدًّا وَعِدلا في الطاعة، فقال: كما لا شريك لي في خلقكم، وفي رزقكم الذي أرزقكم وملكي إياكم، ونعمي التي أنعمتها عليكم فكذلك فأفردوا ليَ الطاعة،وأخلصُوا ليَ العبادة، ولا تجعلوا لي شريكًا ونِدًّا من خلقي، فإنكم تعلمون أن كلّ نعمةٍ عليكم فمنِّي ...
    و حكاه عن ابن عباس فقال :
    نَزَل ذلك في الفريقين جميعًا من الكفار والمنافقين. وإنما عَنى تعالى ذكره بقوله:"فلا تَجعلوا لله أندادًا وأنتم تعلمون"، أي لا تشركوا بالله غيرَه من الأنداد التي لا تَنفع ولا تضرّ، وأنتم تعلمون أنه لا ربّ لكم يرزقكم غيره، وقد علمتم أن الذي يدعوكم إليه الرسول من توحيده هو الحق لا شك فيه.
    ثم حكى عن مجاهد أنه عنى به أهل الكتاب، ثم رد على احتمال أن يكون المعنى محصورًا في أهل الكتاب بقوله:
    قال أبو جعفر: وأحسَِب أن الذي دَعا مجاهدًا إلى هذا التأويل، وإضافة ذلك إلى أنه خطاب لأهل التوراة والإنجيل دُون غيرهم - الظنُّ منه بالعرب أنها لم تكن تعلم أنّ اللهَ خالقها ورازقها، بجحودها وحدانيةَ ربِّها، وإشراكها معه في العبادة غيره. وإنّ ذلك لَقولٌ! ولكنّ الله جلّ ثناؤه قد أخبرَ في كتابه عنها أنها كانت تُقر بوحدانيته، غير أنها كانت تُشرك في عبادته ما كانت تُشرك فيها، فقال جل ثناؤه وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ ) [سورة الزخرف: 87]، وقال قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالأرْضِ أَمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالأبْصَارَ وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَنْ يُدَبِّرُ الأمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ فَقُلْ أَفَلا تَتَّقُونَ )
    فالذي هو أولى بتأويل قوله:"وأنتم تعلمون" - إذْ كان ما كان عند العرب من العلم بوحدانِيَّة الله، وأنه مُبدعُ الخلق وخالقهم ورازقهم، نظيرَ الذي كان من ذلك عند أهل الكتابين، ولم يكن في الآية دلالة على أنّ الله جل ثناؤه عني بقوله:"وأنتم تعلمون" أحدَ الحزبين، بل مُخرَج الخطاب بذلك عامٌّ للناس كافةً لهم، لأنه تحدَّى الناس كلهم بقوله:"يا أيها الناس اعبدُوا ربكم" - أن يكون تأويلُهُ ما قاله ابنُ عباس وقتادة، من أنه يعني بذلك كل مكلف، عالم بوحدانية الله ، وأنه لا شريكَ له في خلقه، يُشرِك معه في عبادته غيرَه، كائنًا من كان من الناس، عربيًّا كان أو أعجميًّا، كاتبًا أو أميًّا، وإن كان الخطابُ لكفار أهل الكتابِ الذين كانوا حَواليْ دَار هجرة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأهل النفاق منهم، وممن بينَ ظَهرانيهم ممّن كان مشركًا فانتقل إلى النفاق بمقدَم رسول الله صلى الله عليه وسلم .

    .............

    لو نزعنا اسم الطبري عن مثل هذا الكلام و نسبناه لابن تيمية لما وجد القارئ أي فرق...فتأمل !!!

    و منه كذلك قول الإمام ابن بطة في الإبانة ما محصله:
    " وذلك أنّ أصل الإيمان بالله الذي يجب على الخلق اعتقاده في إثبات الإيمان به ثلاثة أشياء :
    أحدها : أن يعتقد العبد ربانيته ليكون بذلك مبايناً لمذهب أهل التعطيل الذين لا يثبتون صانعاً
    والثاني : أن يعتقد وحدانيته ليكون مبايناً بذلك مذاهب أهل الشرك الذين أقروا بالصانع وأشركوا معه في العبادة غيره
    والثالث : أن يعتقده موصوفاً بالصفات التي لا يجوز إلا أن يكون موصوفاً بها من العلم والقدرة والحكمة وسائر ما وصف به نفسه في كتابه "

    و كذلك صنيع الحافظ ابن منده في كتابه التوحيد ..حيث جعل الأبواب في التوحيد في ثلاث ..
    فجعل أبوابا في معرفة الخالق ثم أبوابا في عبادته و قوله صلى الله عليه و سلم "أمرت أن أدعو الناس إلى شهادة أن لا إله إلا الله"، ثم ثلث بأبواب في معرفة صفات الله و أفعاله..

    و ذكر في أثناء ذلك قول الإمام أبي يوسف في نفس هذا الترتيب من وصفه التوحيد بقوله: :يُعرف الله بآياته وبخلقه ويوصف بصفاته ويسمّى بأسمائه كما وصف في كتابه ، وبما أدَّى إلى الخلق رسوله...
    ثم شرح القاضي أبو يوسف كل قسم بموجبه من الربوبية و الصفات و الألوهية..

    و مثل هذا التقسيم بين الربوبية و الألوهية منتشر في كتب الفقهاء من قبل ابن تيمية بكثير، إما لفظا و إما مضمونا، كقول الكاشاني في بدائع الصنائع : "والكتابية مشركة على الحقيقة؛ لأن المشرك من يشرك بالله تعالى في الألوهية, وأهل الكتاب كذلك قال الله تعالى: {وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وَقَالَتِ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ} وقالت النصارى {إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلاثَةٍ} سبحانه وتعالى عما يقولون" ... و إنما ابن تيمية جلاه و أبرزه و هذب اصطلاحاته و رتب أقسامه و معانيه..

    - 2 -

    و شق عملي به يتبين وجه الظلم و البغي في هذا التقسيم ...و مناطه و الذي لا يبدو أن المهندس يفقهه..هو هل في نفس توحيد الألوهية ما يخرج من الملة و يفضي إلى الشرك الصريح؟؟ أم أن الشرك فقط هو ما مس توحيد الربوبية؟؟

    فالنافون لقسم توحيد الألوهية يقولون إن الشرك لا يكون إلا بما يمس توحيد الربوبية وإن ما سوى ذلك من توجيه القصد و الطلب و الدعاء لغير الله ليس شركا..و المهندس لم يفقه حجة هؤلاء و لا هؤلاء..فيقول بنفي التقسيم مع وصف توجيه القصد و الطلب لغير الله بالشرك!!

    فالمطلوب في هذا الشق من المهندس أن يأتي لنا بأحد قبل ابن تيمية قال بأن توجيه القصد و الطلب و الدعاء لغير الله ليس شركًا...و هنا أيضًا كان المفروض أن نطلب من المهندس أن يأتي بحكاية الإجماع على ذلك لأن هذا مقتضى الابتداع .. لكن نتساهل معه فنطالبه فقط بإثبات المخالف كما تساهلنا معه في الشريط الآخر .. و ليأت لنا بمخالف واحد معتبر من أهل العلم يقول بأن توجيه القصد و الطلب و الدعاء لغير الله لا يكون شركا...و بالتالي لا شرك إلا في توحيد الربوبية فيظهر بطلان التقسيم عمليا.

    و الله من وراء القصد..
    التعديل الأخير تم 12-08-2010 الساعة 07:30 PM

    " المعرفة الحقة هي الوصول الى التعرف على الذكاء الذي يتحكم في كل شيء...من خلال كل شيء " هرقليطس.

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Jan 2005
    المشاركات
    982
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    بعد أن طلب المهندس سلفًا لابن عبد الوهاب وابن تيمية رحمهما الله في تقسيم التوحيد، وفي القول إن أهل مكة أقروا بتوحيد الربوبية ولكنهم كفروا بتوحيد الألوهية، أتى الأخ عياض بما يتوجب عليه كمحاور فأتاه بذلك من قول:

    * حكاه الطبري عن ابن عباس رضي الله عنه.
    * الإمام الطبري.
    * الإمام ابن بطة .
    * صنيع الحافظ ابن منده في كتابه التوحيد.
    * نقل الحافظ ابن منده عن الإمام أبي يوسف.
    * كتب الفقهاء من قبل ابن تيمية بكثير، إما لفظا و إما مضمونا، كقول الكاشاني في بدائع الصنائع.
    * الشيخ البيجوري في شرح الجوهرة.
    * الملا قاري في شرح الفقه الأكبر.
    * الشيخ العلامة سيدي أحمد ميارة في الدر الثمين شرح نظم سيدي ابن عاشر.
    * قول البناني في حاشيته في الأصول، و الجلال في الشرح.
    * قول الخرشي في شرحه لمختصر سيدي خليل.
    * قول الشيخ عبد المجيد خاني النقشبندي في الحدائق الوردية.
    * الشيخ أبو غدة ...
    والآن أتى دور م/فتحي عبد السلام القادياني بجواب السؤال فيما يتعلق بخصوص الشق العلمي:

    أن يأتينا من كلام خصوم شيخ الإسلام في عصره الذي رماه بابتداع التقسيم من ينكره عليه ..مع كثرة خصومه كما قلنا و إنكارهم عليه ما هو أقل من ذلك...و الشرط الذي يجب أن يكون هنا ..هو أن المنكر يجب أن ينكر عليه بمخالفته للإجماع ..لا إنكار المخالف للمخالف..و لكن مع ذلك نتساهل مع المهندس و نطلب فقط منكرًا من معاصريه من العلماء لهذا التقسيم و نعته إياه بالبدعة كما يفعل هو...
    والسؤال بخصوص الشق العملي:

    فالمطلوب في هذا الشق من المهندس أن يأتي لنا بأحد قبل ابن تيمية قال بأن توجيه القصد و الطلب و الدعاء لغير الله ليس شركًا...و هنا أيضًا كان المفروض أن نطلب من المهندس أن يأتي بحكاية الإجماع على ذلك لأن هذا مقتضى الابتداع .. لكن نتساهل معه فنطالبه فقط بإثبات المخالف كما تساهلنا معه في الشريط الآخر .. و ليأت لنا بمخالف واحد معتبر من أهل العلم يقول بأن توجيه القصد و الطلب و الدعاء لغير الله لا يكون شركا...و بالتالي لا شرك إلا في توحيد الربوبية فيظهر بطلان التقسيم عمليا.
    بانتظار جواب السؤالين، وأية محاولة لتشتيت الحوار سيتم حذفها.

  7. #7

    افتراضي

    http://www.eltwhed.com/vb/showthread...110#post204110
    هذا ملخص الرد على المتكلمين في التقسيم..إيتوني بأثارة من علم في رده
    والله المستعان

  8. افتراضي

    الإشراف الفني
    السلام عليكم
    أتظلم من تشتيت الموضوع
    لاتنحازوا لطرف وكونوا مقسطين
    الله الله في الإسلام عدلا وقسطا

  9. افتراضي

    كما أنكم أيضا اخترتم القطع عند نقطة ظالمة فنقلتم إلى هنا ما يخدم الموضوع هناك

  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Jan 2005
    المشاركات
    982
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    مازلتَ تطالب الأخ عياض بجواب سؤالك، في أكثر من مشاركة، وهو يطالبك بجواب سؤاله، والمتابع للحوار يرى أنّ سؤالك خارج عن موضوع شريط علاقة الجهاد بالتوحيد، إذ إن العلاقة عندك محل إشكال سواء أقلنا بتقسيم التوحيد أم لم نقل، وأنت أصلًا حين طرحتَ سؤالك أول مرة طرحته مسلمًا بتقسيم التوحيد ومن أقسامه الألوهية فقلتَ (قتال رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكن من أجل أن يقروا بتوحيد الالوهية ...)، وعليه فقد رأت الإدارة تنظيم الحوار بفصل سؤالك في موضوع مستقل كما أعلمناك قبل ذلك، ولم ننتقِ شيئًا من سؤالك بل نقلنا مشاركاتك كاملة، والآن جاء دورك بالجواب بعد أن أدى الأخ عياض دوره كمحاور.

    والآن أتى دور م/فتحي عبد السلام القادياني بجواب السؤال فيما يتعلق بخصوص الشق العلمي:


    أن يأتينا من كلام خصوم شيخ الإسلام في عصره الذي رماه بابتداع التقسيم من ينكره عليه ..مع كثرة خصومه كما قلنا و إنكارهم عليه ما هو أقل من ذلك...و الشرط الذي يجب أن يكون هنا ..هو أن المنكر يجب أن ينكر عليه بمخالفته للإجماع ..لا إنكار المخالف للمخالف..و لكن مع ذلك نتساهل مع المهندس و نطلب فقط منكرًا من معاصريه من العلماء لهذا التقسيم و نعته إياه بالبدعة كما يفعل هو...
    والسؤال بخصوص الشق العملي:


    فالمطلوب في هذا الشق من المهندس أن يأتي لنا بأحد قبل ابن تيمية قال بأن توجيه القصد و الطلب و الدعاء لغير الله ليس شركًا...و هنا أيضًا كان المفروض أن نطلب من المهندس أن يأتي بحكاية الإجماع على ذلك لأن هذا مقتضى الابتداع .. لكن نتساهل معه فنطالبه فقط بإثبات المخالف كما تساهلنا معه في الشريط الآخر .. و ليأت لنا بمخالف واحد معتبر من أهل العلم يقول بأن توجيه القصد و الطلب و الدعاء لغير الله لا يكون شركا...و بالتالي لا شرك إلا في توحيد الربوبية فيظهر بطلان التقسيم عمليا.
    بانتظار جواب السؤالين، وأية محاولة لتشتيت الحوار سيتم حذفها.

  11. #11
    تاريخ التسجيل
    Jul 2009
    المشاركات
    1,842
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي تم دمج المشاركات.

    و من التقسيم أيضًا للتوحيد ممن كانوا قبل الشيخ محمد عبد الوهاب:
    قول العلامة المناوي في شرح الجامع الصغير للإمام السيوطي قوله ( وأشهد ) أي أعلم وأبين ( أن لا إله ) أي لا معبود بحق في الوجود ( إلا الله وحده ) تأكيد لتوحيد الذات ( لا شريك له ) تأكيد لتوحيد الصفات ....
    و بين دخول العبودية و الألوهية في مسمى التوحيد أحسن بيان في شرح الأثر (الدعاء مخ العبادة) أي خالصها، لأن الداعي إنما يدعو الله عند انقطاع أمله مما سواه وذلك حقيقة التوحيد والإخلاص ولا عبادة فوقها فكان مخها بهذا الاعتبار وأيضا لما فيه من إظهار الافتقار والتبرؤ من الحول والقوة وهو سمت العبودية واستشعار ذلة البشرية ومتضمن للثناء على الله وإضافة الكرم والجود إليه.

    ***

    ومن المخالفين أيضًا للشيخ محمد و لشيخ الإسلام معا، الشيخ محمود خطاب السبكي الأزهري رحمه الله صاحب الدين الخالص..نقل عنه في شرح سنن أبي داوود في شرح إياك نعبد وإياك نستعين و تحقيق معاني التوحيد قوله:
    "وإضافة العبد إلى ربه؛ لتحققه بصفة العبودية، وقيامه بحق الربوبية، وشهوده لآثارهما وأسرارهما في صلاته التي هي معراج الأرواح، وروح الأشباح، وغرس تجليات الأسرار، التي يتحلى بها الأحرار عن الأغيار. ولما كان وصف العبودية غاية الكمال؛ إذ به ينصرف الإنسان من الخلق إلى الحق؛ وصف الله تعالى به نبينا محمدًا صلى الله عليه وسلم في مقام الكرامة، فقال: {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا} "الإسراء:1" {تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ} [الفرقان:1] وقال: {فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى} [النجم:10] وقوله في الحديث: "ولعبدي ما سأل" أي:أن الله عز وجل وعد عبده إذا سأله شيئا أن يعطيه، ويمنحه إياه، ويجيب دعاءه بشرط أن يكون مشروعًا، غير مشتمل على ما يمنع شرعًا، وعقلًا."

    الى آخر قوله رحمه الله و فيه فوائد نفيسة تبين لك الفرق بين خلاف المسلمين بين بعضهم و أنهم و إن تأولوا و أخطؤوا فإن هدفهم و نيتهم واضحة في بناء الدين و الدفع عنه، و لهذا تراهم أكثر اتفاقا على أصول الدين حين يبتعدون عن مواطن الحمية و الفتن، بخلاف خلاف من خرج عن إجماعهم فترى أنه يتذرع بخلافهم لهدم الدين و أصوله، و لهذا عند التحقيق لا تجد لهم موطئ قدم بين المؤمنين لا علمًا و لا واقعًا..


    ***

    و دون الحديث أيضًا عن تقسيمات أخرى للتوحيد، كما التقسيم المشهور عند السادة الصوفية إلى توحيد الحقيقة و توحيد الشريعة و الذي لا نرى أحدًا ينكره مع ما فيه من إجمال و عدم مطابقة لبعض معانيه المشتهرة للإسلام و عدم اقتصاره على التعليم عند أغلب القائلين به من المغرضين و المدَّعين .. مع اجتهادهم للتشنيع على تقسيم التوحيد الى ألوهية و ربوبية مع كونه ليس إلا اصطلاحا و أكثر غرضه تعليمي و إنما تعلق الأحكام على المناطات لا على الاصطلاح ..

    ومع ذلك فتقسيم التوحيد إلى الحقيقة و الشريعة و الذي يقول به هؤلاء المشنعون إن حقق على أصول الشرع و أزيل التباسه، وجد مطابقًا لتقسيم الألوهية و الربوبية، بل كثيرا ما يستعينون بتقسيم التوحيد إلى ربوبية و ألوهية في شرح الغموض في الاصطلاح السابق، و ما ذلك إلا لعلمهم أنه أكثر أصالة و ألصق بكلام الشرع و الصحابة...فيكون جزاة المعروف أن ينكر جميل من أسداه، و يذكر الفرع و يعمى الأصل.

    و من أنواع الشرح المذكور ما شرح به الإمام الهيثمي - وهو من أشد المخالفين لابن تيمية- الاصطلاح السابق من خلال مطابقته باصطلاح توحيد الربوبية و الألوهية مقرا له و مستشهدا به، و نقل معناه عن الإمام اليافعي الذي لم يكن أقل شدة على شيخ الإسلام و إن كان أكثر لباقة، قال في الفتاوي الحديثية:

    (سئل نفع الله به عن حقيقة الفرق بين الحقيقة والشريعة ؟ .
    فأجاب بقوله : فرق بينهما بفروق : منها أن الحقيقة هي مشاهدة أسرار الربوبية ولها طريقة هي عزائم الشريعة ونهاية الشيء غير مخالفة له على ما يأتي ، فالشريعة هي الأصل ومن ثم شبهت بالبحر والمعدن واللبن والشجرة ، والحقيقة هي الفرع المستخرج من الشريعة ومن ثم شبهت بالدر والتبر والزيدة والثمرة ، ومعنى سلب المخالفة لخما المذكور أنه ليس بينهما اختلاف في مجاري أحكام العبودية وإنما يختلفان في مشاهدة أسرار الربوبية ، ولا شك أن أهلهما متفاوتون في الاعتناء والاهتمام بعلم صفات القلب والأخذ بعزائم الأحكام وليس ذلك اختلافا بينهما ، وبين ذلك اليافعي رحمه الله بأن الشريعة علم وعمل ، والعلم ظاهر وباطن ، والظاهر شرعي وغيره ، والشرعي فرض ومندوب ، والفرض عين وكفاية ، والعين علم صفات القلب وعلم أصل وعلم فرع ، والعمل عزائم ورخص ، والحقيقة مشتملة على قسمين علم وعمل ، والعلم وهبي وكسبي ، فالوهبي علم المكاشفة والكسبي فرض عين وفرض كفاية وفرض العين علم القلب وعلم أصل وعلم فرع ، فالكسبي الذي هو أحد علم نوعي قسمي الحقيقة هو علم الشريعة والعمل الذي هو العزائم مشتمل على سلوك طريق الحقيقة ، والطريقة مشتملة على منازل السالكين وتسمى مقامات اليقين ، والحقيقة موافقة للشريعة في جميع علمها وعملها أصولها وفروعها وفرضها ومندوبها ليس بينهما مخالفة أصلا ، نعم هنا شيئان : أحدهما علم صفا تالقلب فأهل الحقيقة لهم به اهتمام واعتناء جدا وسلوك طريقتهم موقوف على معرفته وتبديل صفاته الذميمة ، وأكثر أهل الشريعة يهملون ذلك ويتهاونون به مع كونه فرض عين في الشريعة والحقيقة بلا خلاف ، والثاني الرخص فأهل الحقيقة من حيث العلم والاعتقاد لا يشكون في حقيقتها وأنها من رحمة الله عباده ، وأما من حيث علمهم فإنما يسلكون شوامخ عزائم الشريعة الغراء إلى الله بتوفيقه وعنايته وجميل لطفه وصيانته ، فمنهم من لا يقطعها إلا في سبعين سنة ومنهم من يقطعها في ساعة واحدة بحسب معونة الله وتسهيله .)اهـ.

    ***

    و مثله ما نقله الامام أبو حيان في البحر عن الإمام الرازي في معنى الاصطلاح المذكور فقال:
    (وقال أبو عبد الله الرازي : غلب غير العقلاء تنبيهاً على أن كل المخلوقات مسخرين في قبضة قهره وقدره وقضائه وقدرته وهم في ذلك التسخير كالجمادات التي لا قدرة لها وكالبهائم التي لا عقل لها ، فعل الكل بالنسبة إلى علمه كلا علم وقدرة الكل بالنسبة إلى قدرته كلا قدرة وقال أيضاً : مفتتح السورة ،كان بذكر العهد المنعقد بين الربوبية والعبودية ، فيشرع العبد في العبودية وينتهي إلى الفناء المحض عن نفسه بالكلية ، فالأول هو الشريعة وهو البداية ، والآخر هو الحقيقة وهو النهاية فمفتتح السورة من الشريعة ومختتمها يذكر الله عز وجل وكبريائه تعالى وعزته وقهره وعلوه ، وذلك هو الوصول إلى مقام الحقيقة فما أحسن المناسبة بين ذلك المفتتح وهذا المختتم).

    و عقب عليه الامام أبو حيان في مصدر أحد المصطلحين دون الآخر مما يدل على ما قلنا من أصالة أحدهما أكثر من الآخر..
    وليست الحقيقة والشريعة والتمييز بينهما لا من كلام الصحابة رضي الله عنهم ولا من كلام التابعين ، وإنما ذلك من ألفاظ الصوفية واصطلاحاتهم ولهم في ذلك كلام طويل والله أعلم بالصواب.


    ***


    و من تفسير المصطلح المذكور أيضا ما أكثر منه الشيخ النيسابوري في غرائب القرآن من تفسيره على معنى الإشارة كقوله مثلا: (أوفوا بكيل العمر وميزان الشرع حقوق الربوبية واستوفوا بكيل الاجتهاد وميزان الاقتصاد حظوظ العبودية من الألوهية ).

    و لو ذهبنا نستقصي من ألجأته صروف الإنكار لحمل اصطلاح الحقيقة و الشريعة على معنى توحيد الألوهية و الربوبية لطال بنا الأمر .. كما تراه في عامة التفاسير الإشارية و المقام مقام اختصار.

    ***

    و من السابقين أيضا على شيخ الاسلام الإمام المفسر علامة المعقول و إمام النظر البيضاوي حين تكلم عن تحقق أنواع المناسبة بين نوعي التوحيد في قوله تعالى "ألا له الخلق والأمر"، فقال :
    (فإنه الموجد والمتصرف تبارك الله رب العالمين تعالى بالوحدانية في الألوهية وتعظم بالتفرد في الربوبية وتحقيق الآية والله سبحانه وتعالى أعلم أن الكفرة كانوا متخذين أربابا فبين لهم أن المستحق للربوبية واحد وهو الله سبحانه وتعالى لأنه الذي له الخلق والأمر فإنه سبحانه وتعالى خلق العالم على ترتيب قويم وتدبير حكيم فأبدع الأفلاك ثم زينها بالكواكب كما أشار إليه بقوله تعالى فقضاهن سبع سموات في يومين وعمد إلى إيجاد الأجرام السفلية فخلق جسما قابلا للصور المتبدلة والهيئات المختلفة ثم قسمها بصور نوعية متضادة الآثار والأفعال وأشار إليه بقوله وخلق الأرض أي ما في جهة السفل في يومين ثم أنشأ أنواع المواليد الثلاثة بتركيب موادها أولا وتصويرها ثانيا كما قال تعالى بعد قوله خلق الأرض في يومين وجعل فيها رواسي من فوقها وبارك فيها وقدر فيها أقواتها في أربعة أيام أي مع اليومين الأولين لقوله تعالى في سورة السجدة الله الذي خلق السموات والأرض وما بينهما في ستة أيام ثم لما تم له عالم الملك عمد إلى تدبيره كالملك الجالس على عرشه لتدبير المملكة فدبر الأمر من السماء إلى الأرض بتحريك الأفلاك وتسيير الكواكب وتكوير الليالي والأيام ثم صرح بما هو فذلكة التقرير ونتيجته فقال ألا له الخلق والأمر تبارك الله رب العالمين، ثم أمرهم بأن يدعوه متذللين مخلصين فقال ادعوا ربكم تضرعا وخفية أي ذوي تضرع وخفية فإن الإخفاء دليل الإخلاص)اهـ.

    ***

    و على منواله سار تلميذه بالدراسة المفسر التركي الإمام أبو السعود في تفسيره فأشار إلى القسمين في غير ما موضع من تفسيره كقوله في نفس الآية على منوال قدوته في التفسير " ألا له الخلق والأمر": (فإنه الموجد للكل والمتصرف فيه على الإطلاق تبارك الله رب العلمين أي تعالى بالوحدانية في الألوهية وتعظم بالتفرد في الربوبية).

    وكقوله في تفسير آية الدين: (فليؤد الذي أؤتمن وهو المديون وإنما عبر عنه بذلك العنوان لتعينه طريقا للإعلام ولحمله على الأداء أمانته أي دينه وإنما سمى أمانة لائتمانه بترك الارتهان به وقرئ أيتمن بقلب الهمزة ياء وقرئ بإدغام الياء في التاء وهو خطأ لأن المنقلبة من الهمزة لا تدغم لأنها في حكمها وليتق الله ربه في رعاية حقوق الأمانة وفي الجمع بين عنوان الألوهية وصفة الربوبية من التأكيد والتحذير مالا يخفى).

    و قوله في شرح معنى الإيمان في قوله تعالى "آمن الرسول بما أنزل إليه": (هو مزيد توضيح لاندراجه في الرسل المؤمن بهم عليهم السلام والمراد بما انزل إليه ما يعم كله وكل جزء من أجزائه ففيه تحقيق لكيفية إيمانه وتعيين لعنوانه أي آمن عليه السلام بكل ماأنزل إليه من ربه والكتب وغير ذلك من حيث أنه منزل منه تعالى وإما الإيمان بحقية أحكامه وصدق أخباره ونحو ذلك فمن فروع الإيمان به من الحيثية المذكورة وفي هذا الإجمال إجلال لمحله وإشعار بأن تعلق إيمانه بتفاصيل ما أنزل إليه وإحاطته بجميع ما أنطوى عليه من الظهور بحيث لا حاجة إلى ذكره أصلا و كذا في التعرض لعنوان الربوبية مع الإضافة إلى ضميره عليه السلام تشريف له و تنبيه على أن إنزاله إليه تربية و تكميل له عليه السلام ( و كلامه عن ايمان المومنين) المراد بيان إيمان كل فرد منهم من غير إعتبار الاجتماع كما اعتبر ذلك في قوله تعالى و كل أتوه داخرين و تغيير سبك النظم الكريم عما قبله لتأكيد الإشعار بما بين إيمانه عليه السلام المبني على المشاهدة و العيان و بين إيمانهم الناشئ عن الحجة و البرهان من التفاوت البين و الاختلاف الجلي كأنهما مختلفان من كل وجه حتى في هيئة التركيب الدال عليهما و ما فيه من تكرير الإسناد لما في الحكم بإيمان كل واحد منهم على الوجه الآتي من نوع خفاء محوج الى التقوية والتأكيد أي كل واحد منهم آمن بالله وحده من غير شريك له في الالوهية والمعبودية ).

    و في تفسير المائدة قال رحمه الله أيضا في التنبيه على صفات الكمال التي تقتضي من العبد أن يوحد ربه حين المناداة عليه بالألوهية و الربوبية اتباعا لمثال سيدنا عيسى عليه السلام فقال رحمه الله: (قال عيسى ابن مريم لما رأى عليه السلام أن لهم غرضا صحيحا في ذلك وأنهم لا يقلعون عنه أزمع على استدعائها واستنزالها وأراد أن يلزمهم الحجة بكمالها روي أنه اغتسل ولبس المسح وصلى ركعتين فطأطأ رأسه وغض بصره ثم قال اللهم ربنا ناداه سبحانه وتعالى مرتين مرة بوصف الألوهية الجامعة لجميع الكمالات ومرة بوصف الربوبية المنبئة عن التربية إظهارا لغاية التضرع ومبالغة في الاستدعاء)

    ثم أوضحه قوله في سورة الجن (لن ندعو لن نعبد أبدا من دونه إلها معبودا آخر لا استقلالا ولا اشتراكا والعدول عن أن يقال ربا للتنصيص على رد المخالفين حيث كانوا يسمون أصنامهم آلهة وللإشعار بأن مدار العبادة وصف الألوهية وللإيذان بأن ربوبيته تعالى بطريق الألوهية لا بطريق المالكية المجازية لقد قلنا إذا شططا أي قولا ذا شطط أي تجاوز عن الحد أو قولا هو عين الشطط على أنه وصف بالمصدر مبالغة ثم اقتصر على الوصف مبالغة على مبالغة وحيث كانت العبادة مستلزمة للقول لما أنها لا تعرى عن الاعتراف بألوهية المعبود والتضرع إليه ).


    ***

    و من المخالفين بلباقة و حسن أدب للشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب الإمام الأزهري القانوني محمد أبو زهرة ..يقول في تفسيره زهرة التفاسير في شرح كلمة سواء:
    (فهذه الكلمة التى يستوى فيها الإسلام مع الأديان التى سبقته هى التوحيد ، والتوحيد بشمول معناه يشمل التوحيد فى العبودية ، والتوحيد فى الربوبية ، والتوحيد فى العبودية ألا يعبد إلا الله سبحانه وتعالى ، وهذا ما بينه سبحانه وتعالى بقوله على لسان نبيه : (ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئا). فلا يصح أن يشرك مع الله فى الألوهية حجر ولا بشر ، فلا يقال : فلان إله ، ولا ابن إله ولا عنصر ألوهية قط فى حجر.
    أما التوحيد فى الربوبية ، فهو ما أشار إليه سبحانه بقوله تعالى : (ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله) أى لا يتخذ أحد من البشر فى مقام الرب ، بأن يكون له فضل فى التكوين أو الإنشاء أو التأثير فى الخلق بأى نوع من أنواع التأثير ، فإن هذا كله من عمل الرب ، والله سبحانه وتعالى هو رب العالمين وحده ، ولا رب سواه ، فلا مؤثر فى الكون ولا فى الأشخاص ، ولا فى الأشياء سواه ، فلا أثر لحجر ولا لبشر كائنا من كان هذا البشر.)اهـ.

    و قال رحمه الله في تفسير قائما بالقسط: ( فيه مع المعنى الذى ذكرناه إشارة إلى مقام الربوبية ، وهو أنه الخالق المسيطر المسير المحكم لهذا النظام الكونى ، وإشارة إلى مقام الألوهية ، وهو أنه وحده المستحق للعبادة).

    و قال في تفسير سورة مريم و تكذيب ادعاءات النصارى: (هذا من كلام النبي صلى الله عليه وسلم أمره الله تعالى بأن يقوله بعد أن قص ولادة عيسى و اختلاف الناس فى أمره ، وقد ادعوا بنوته وألوهيته ، فأمر نبيه أن يقرر الحق فى العبادة فقال ،وإن الله ربي وربكم ، أى إن الله تعالى خالقى وخالقكم ، والقائم على شئونى وشئونكم ، وإن ذلك يقتضى أن نعبده ، ولذا بعد أن قرر الربوبية أمر بالعبودية له سبحانه وتعالى وحده ، لأن الألوهية تلازم الربوبية ، وفى ذلك إبطال لأوهام المشركين الذين يقرون لله تعالى بالخلق والربوبية ، وأنه رب السموات والأرض وما بينهما ، ومن فيهما ، وما فيهما من خلقه ، ومع ذلك فى العبادة يشركون به الأوثان ويتخذونها أندادا له سبحانه وتعالى عما يشركون ، وهو الواحد الأحد الفرد الصمد.).
    التعديل الأخير تم 12-10-2010 الساعة 03:20 AM

    " المعرفة الحقة هي الوصول الى التعرف على الذكاء الذي يتحكم في كل شيء...من خلال كل شيء " هرقليطس.

  12. #12
    تاريخ التسجيل
    Jul 2009
    المشاركات
    1,842
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    و من العلماء السابقين على ابن تيمية الامام ابو البقاء صالح بن الحسين الجعفري الهاشمي..في كتابه تخجيل من حرف الانجيل.وهو من الكتب الأساسية التي استوعبت الاستفادة من جهود سابقيه في هذا الباب و هو ممن عول عليهم شيخ الاسلام في موسوعته عن المسيحية و اثره في صياغة الحجج التيمية في بيان الشرك النصراني في الألوهية واضح لمباشرته رحمه الله للمناظرات المباشرة مع قساوسة النصارى المشهورين و معرفته باصول طقوسهم..و هو ما ينبه على مشابهة المشركين بالقبور للنصارى اذ منزع الحجة واحد..
    فيقول محتجا على النصارى في صرفهم العبادة الى المسيح و بيانه وجه الشرك من ذلك في بطلان الألوهية بما يدل على ما ذكره قبل ذلك من بطلان الربوبية في ما هو من خصائصها من الاحياء و الاماتة فيقول رحمه الله

    ومنها : ابتهاله وطلبه من الله وإظهار فاقته وحاجته إليه سبحانه، وعجزه وقصوره عن أن يأخذ إلاّ ما أعطاه، وقد صرّح هو بذلك في موضع آخر من الإنجيل إذ يقول: "إن الابن لا يقدر أن يفعل شيئاً ولا يتفكر فيه إلاّ أن يأمره الأب"4. وهذا غاية العجز والافتقار، فلو كان المسيح هو الله أو الله حالاً فيه كما يقول النصارى للزم اتّحاد السائل والمسؤول، والداعي والمدعو، والطالب والمطلوب منه.
    ولو كان الله هو المسيح أو صفة من صفاته لجر إلى تلبيس عظيم، إذ سؤاله غيره، وطلبه من غير مطلوب منه، تلبيس وتدليس، وحمل لخلقه أن يقفوا به دون حقّه، وأن يعاملوه بما يقصر عن جلاله، ولا يعطونه من الخدمة والعبادة ما يتقاضاه الربوبية وتوجيه الإلهية بل يعاملونه معاملة البشر ويخاطبونه مخاطبة الآدميين، فينسبونه تارة إلى بنوة داود وأخرى إلى بنوة يوسف ومريم، وذلك غض عظيم من منصب الربوبية وحط لجلال الألوهية.
    و في كتابه من هذا الصنف كثير من الاحتجاج بالربوبية و الألوهية و خصائصهما من الاحياء و الرزق و الخلق او القصد و الطلب و استحقاق العبادة...
    و اعلم انا كلما اوردته و سأورده انما هو فيما التزمته من ان يكون مما ذكر من انواع التقسيم في مؤلفات السابقين قبل ابن تيمية او قبل الشيخ محمد لفظا او معنى...او مما ذكره مخالفو شيخ الاسلام و الشيخ محمد و خصومهما امعانا في الحجة ...اما لو ذهبنا نستقصي من لم يعلن مخالفتهما من العلماء لما انتهينا ...

    " المعرفة الحقة هي الوصول الى التعرف على الذكاء الذي يتحكم في كل شيء...من خلال كل شيء " هرقليطس.

  13. #13
    تاريخ التسجيل
    Jul 2009
    المشاركات
    1,842
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    و من فضلاء الرافضة و علماءها و لعله يكون من احسن القول في الرد على الشيخ السقاف الذي الف كتابه التنديد بمن عدد التوحيد مجاملة لهم..قول الشيخ محمد قره داغي الأنصاري التبريزي في مايقارب شرح الفناء و الحقيقة و الشريعة مما ذكرنا طرفا منه قبل ذلك
    قال في اللمعة البيضاء:
    " وأشهد أن محمدا عبده ورسوله". وعبد الله أشرف ألقاب النبي (صلى الله عليه وآله)، ولا عبد لله تعالى في جميع الموجودات أكمل منه في العبودية، وفيه
    أصل العبودية التي هي جوهرة كنهها الربوبية
    ، ولا شئ من صفات الربوبية وآثار الألوهية إلا ويوجد في العبودية الكاملة التي هي مقام الحديدة المحماة بنيران الأنوار الإلهية، وهذه العبودية هي جعل النفسانية مضمحلة بالمرة في مقام الفناء في الله والبقاء بالله الذي هو مقام:
    " لنامع الله حالات هو فيها نحن ونحن هو "
    و ليس الغرض بيان الشرك في هذا القول و لا قصور الهمة فيه..و انما الغرض بيان لجوئهم الى نفس ما ينكرونه كما قلنا و ما ذاك الا لاستشعارهم اصل ذلك من دين الاسلام فلا يرون سبيلا لالحاق باطلهم به الا ولوج باب هذا التقسيم...

    و من المندد بهم كذلك على سبيل الاستطراد قول الخميني في تفسيره و نقله في اقرار التقسيم عن الامام الباقر رضي الله عنه..

    المسألة الثانية حول بعض الأحاديث قد أخرج الصدوق بسنده عن الحسن بن علي بن محمد (عليهم السلام) - في حديث طويل عن أميرالمؤمنين (عليه السلام) -: قال له رجل: فما تفسير قوله: " الله " ؟ قال: " هو الذي يتأله إليه - عند الحوائج والشدائد - كل مخلوق عند انقطاع الرجاء من جميع من هو دونه، وتقطع الأسباب من كل من سواه، وذلك كل مترئس في هذه الدنيا ومتعظم فيها وإن عظم غناؤه وطغيانه، وكثرت حوائج من دونه إليه، فإنهم سيحتاجون حوائج لا يقدر عليها...فينقطع إلى الله عند ضرورته وفاقته " الحديث. ويشبه ذلك ما ورد في معناه: " الله المعبود الذي يأله إليه الخلق ويؤله إليه " .وعن الباقر (عليه السلام): " الله معناه المعبود الذي أله الخلق عن درك ماهيته والإحاطة بكيفيته ". وفي جملة ما رواه في التوحيد عنه (عليه
    السلام) لتفسير الإله: " هو الذي أله الخلق عن إدراك ماهيته وكيفيته بحس أو بوهم، لا بل هو مبدع الأوهام وخالق الحواس ".وقد مر في معتبر هشام: " الله مشتق من أله، وإله يقتضي مألوها " وفي حديث آخر في تفسيره: " إن له معنى الربوبية، إذا لا مربوب، وحقيقة الإلهية إذ لا مألوه " . يتوجه الإنسان البصير من هذه الجمل إلى معان: 1 - أن اللفظة مشتقة من أله، فيسقط سائر الاحتمالات. 2 - وأن الموضوع له كلي لا ينطبق إلا على واحد، وهو خالق السماوات والأرض. 3 - وأن معنى الالوهية من الصفات الذاتية، إذ هو الإله قبل خلق المألوه. 4 - وأن المشتق منه هو الإله بمعنى التحير حتى يناسب كونه ذاتا تحير فيها العقول، فهي متحيرة. وإليه يشير ما في الدعاء عن علي بن الحسين (عليه السلام): " رب زدني فيك تحيرا "...

    الى آخر ما أورده...و من المندد بهم كذلك قرينه الشيخ محمد حسين الطباطبائي في تفسيره الميزان حين تعرض لتفسير كلمة التوحيد و اثبت ما يثبته ابن تيمية و غيره من كون الكلام في وجود الصانع و توابعه ليس من مقصود القرآن بل و مال في آخره الى تقرير قول الشيخ محمد من معنى الألوهية و العبودية في كلمة التوحيد بعد ان وعي - و هو اللغوي المقتدر- طروء احتمال امكانية التعدد ان اقتصر على معنى الربوبية فقط...فقال

    قوله تعالى: لا إله إلا هو، جئ به لتأكيد نصوصية الجملة السابقة في التوحيد ونفي كل توهم أو تأويل يمكن أن يتعلق بها، والنفي فيه نفي الجنس، والمراد بالاله ما يصدق عليه الاله حقيقة وواقعا، وحينئذ فيصح أن يكون الخبر المحذوف هو موجود أو كائن، أو نحوهما، والتقدير لا إله بالحقيقة والحق بموجود، وحيث كان لفظة الجلالة مرفوعا لا منصوبا فلفظ إلا ليس للاستثناء، بل وصف بمعنى غير، والمعنى لا إله غير الله بموجود. فقد تبين أن الجملة أعني قوله: لا أله إلا هو، مسوقة لنفي غير الله من الآلهة الموهومة المتخيلة لا لنفي غير الله وإثبات وجود الله سبحانه، كما توهمه كثيرون، ويشهد بذلك أن المقام إنما يحتاج إلى النفي فقط، ليكون تثبيتا لوحدته في الالوهية لا الاثبات والنفي معا، على أن القرآن الشريف يعد أصل وجوده تبارك وتعالى بديهيا لا يتوقف في التصديق العقلي به، وإنما يعني عنايته بإثبات الصفات، كالوحدة، والفاطرية، والعلم، والقدرة، وغير ذلك. وربما يستشكل تقدير الخبر لفظ الموجود أو ما بمعناه أنه يثبت نفي وجود إله غير الله لا نفي إمكانه، فيجاب عنه بأنه لا معنى لفرض موجود ممكن مساوى الوجود والعدم ينتهي إليه وجود جميع الموجودات بالفعل وجميع شئونها، وربما يجاب عنه بتقدير حق، والمعنى لا معبود حق إلا هو....

    بل و في موضع آخر يقول بنفس قول ابن تيمية في تفسيره و تحليله لظاهرة الشرك و ان الشرك في الألوهية هو الأكثر انتشارا في الأديان ..فيقول
    الاديان العامة الاخرى على ما فيها من القول بتوحيد الالوهية لم تسلم من شرك العبادة فساقهم ذلك إلى الابتلاء بعين ما ابتليت به الوثنية البرهمية من المحاذير التى أهمها الثلاثة المتقدمة. أما البوذية والصابئة فذلك فيهم ظاهر والتاريخ يشهد بذلك، وقد تقدم شئ مما يتعلق بعقائدهم وأعمالهم. وأما المجوس فهم يوحدون (أهورامزدا) بالالوهية لكنهم يخضعون بالتقديس ليزدان وأهريمن والملائكة الموكلين بشؤون الربوبية وللشمس والنار وغير ذلك، والتاريخ يقص ما كانت تجرى فيهم من سنة الاستعباد واختلاف الطبقات والتدبر
    والاعتبار يقضى أنه إنما تسرب ذلك كله إليهم من ناحية تحريف الدين الاصيل

    ثم زاد من تأكيد ذلك في موضع آخر مقسما التوحيد في حق الوثنيين و يضيف الربوبية الى توحيد العبادة و الألوهية الى توحيد الصانع و المعرفة فيقول
    ولما كان المطلوب في المقام على ما يهدى إليه سياق الايات هو توحيد الربوبية وبيان ان الله سبحانه رب كل شئ لا رب سواه لا اصل اثبات الصانع عقب قوله: " رفع السماوات " الخ بقوله ثم استوى على العرش وسخر الشمس والقمر الخ الدال على التدبير العام المتحد باتصال بعض اجزائه ببعض ليثبت به ان رب الجميع ومالكها المدبر لامرها واحد. وذلك ان الوثنية الذين يناظرهم القرآن لا ينكرون ان خالق الكل وموجده واحد لا شريك له في ايجاده وابداعه وهو الله سبحانه وانما يرون انه فوض تدبير كل شأن من شؤون الكون ونوع من انواعه كالارض والسماء والانسان والحيوان والبر والحرب والسلم والحياة والموت إلى واحد من الموجودات القوية فينبغي ان يعبد ليجلب بها خيره ويتقى بها شره فلا ينفع في ردهم الا قصر الربوبية في الله سبحانه واثبات انه رب لا رب سواه واما توحيد الالوهية بمعنى اثبات ان الواجب الوجود واحد لا واجب غيره واليه ينتهى كل وجود فهو امر لا تنكره الوثنية ولا يضرهم شيئا

    و مثله في موضع آخر
    والاية وما بعدها تحتج على وحدانيته تعالى في الالوهية بمعنى المعبودية بالحق وان الدين له وحده ليس لاحد ان يشرع من ذلك شيئا ولا ان يطاع فيما شرع فالاية وما بعدها في مقام التعليل لقوله وقال الله لا تتخذوا الهين اثنين إلى آخر الاية واحتجاج على مضمونها وعود بعد عود إلى ما تقدم بيانه من التوحيد والنبوة اللذين ينكرهما المشركون. فقوله وله ما في السماوات والارض احتجاج على توحده تعالى في الربوبية فان ما في السماوات والارض من شئ فهو مملوك له بحقيقة معنى الملك

    و له من ذلك صنف كثير ذكره في تفسيره فليرجع اليه من شاء..
    و ليس المقصود تصحيح اقوالهم كما قلنا..و لا حتى انهم موافقون للشيخ محمد في اصوله..كما انه و ان كان بعض من ذكرنا يخالف الشيخ محمد في علة شرك الألوهية..لكن المقصود و الشاهد هو نفس التقسيم بغض النظر عن تعليله...فيفيد انذاك في الرد على من ادعى بدعية فعل التقسيم في نفسه ..فيقال له ها انت خالفت اصلك في قاعدتك في الاصطلاح...و انما يتوجه الابتداع الى نفس فعل التقسيم..و هو ما تطالبنا به..اما ان كان القصد بدعية التعليل فآنذاك لسنا مطالبين بان نأتي بسلف في اصطلاح التقسيم..بل يكفي من يقول بنفس العلل التي نقول بها و ان لم يقسم...
    التعديل الأخير تم 12-11-2010 الساعة 04:21 AM

    " المعرفة الحقة هي الوصول الى التعرف على الذكاء الذي يتحكم في كل شيء...من خلال كل شيء " هرقليطس.

  14. #14
    تاريخ التسجيل
    Jul 2009
    المشاركات
    1,842
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    و هنا قاصمتان على ستايل الامام المجاهد ابن العربي المالكي ... قد يكون فيهما سبب هداية للمهندس هداني الله و اياه..

    القاصمة الأولى القول الذي أشرنا اليه أولا للشيخ العلامة المجاهد المفيد أبي غدة ..وهو مع كونه تربى على بغض الشيخ العلامة الكوثري لشيخ الاسلام و الامام الرباني ابن القيم و المصلح المجدد محمد بن عبد الوهاب..و رضع منه افتراءاته عليهم و كذبه عليهم بل و تكفيرهم و رميهم بكل نقيصة و هو ما يظهر من تأثره بمذهب شيخه في اوائل مؤلفاته...الا ان الشيخ اباغدة حين كبر و نضج عقله و نما حسه الأممي و حمل هموم امته فوق كتفيه و خالط من آثار الصحابة و التابعين و ائمة المذاهب من الرعيل الأول الذين اقاموا بنيان هذه الحضارة...لم نره يمضي للانجليز و صنائعهم ليستعين بهم على عدوه القديم من اخوته و يحدث في منظومة امته من الشرخ الذي أنفق في سبيل تحقيقه الانجليز الأموال و الأنفس و تتوالى فيه دراساتهم و تخطيطاتهم منذ 700 عام او يزيد ..فهل ذهب الشيخ ابوغدة في سبيل تبرير احراز التقدم لأمته الى خارجها يطلب منهم العون على اعدائه من امته ام بحث في نفس الأمة و ايقن ان الله ما كان ليحوجهم في امر دينهم الى غيرهم و انه ما كان ليضلهم جميعا و يخفي عنهم جميعا الحق من دينه و يعلمه من هو كافر به خارج عنه فأي حجة ستبقى لربهم عليهم بعدها؟؟ و هذا الذي فقهه هذا العلامة الرباني مع ان بعض السلفيين و نشهد بهذا قد ظلمه في غير ما موضع في رد فعل على ظلم شيخه و ظلمه هو لهم تبعا في اول طلبه..فهل دفعه ظلم بعضهم الى ان يستعين بغير اهل رسالته و يلبس على الناس استعانته بالكافر على اخيه المسلم في نفس امر الدين و هو المنهي عنه في امر الدنيا؟؟ اللهم لا...بل ضرب هو و اخوانه من السلفيين اروع مثال على نوع الاختلاف بين اهل الاسلام و انهم و ان جعل الله بأسهم بينهم فان بأسهم في ذلك هو اقله بالمقارنة مع غيرهم و هم اكثر اجتماعا و قلوبهم اكثر ائتلافا ما ابتعدوا عن الشرك بربهم و الظلم في معاملته...

    فانظر بالله عليك يا مهندس كلام تلميذ اكبر خصم و عدو عرفه التاريخ لشيخ الاسلام و ابن القيم و محمد بن عبد الوهاب ( و قد غلط الشيخ شمس الدين الأفغاني في نسبته للشيخ الكوثري فيما اظن ..في رده على اتهامات اسلاف الميرزا و اصحابه من البريلوية و الديوبندية للشيخ محمد ) قال في رسالته كلمات و فيها من النفائس ما انصح بقراءتها لك و لمن خرج عن اجماع امته...

    وأما تقسيم التوحيد إلى ما ذكره هؤلاء الأئمة :
    شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم والشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمهم الله تعالى إلى توحيد الألوهية وتوحيد الربوبية - فهذا تقسيم اصطلاحي استقاه العلماء مما جاء في الكتاب والسنة في مواضع لا تحصى ؛ مما رد الله تعالى به على المشركين الذين كانوا يؤمنون بتوحيد الربوبية دون توحيد الألوهية ؛ وفي سورة الفاتحة التي يقرأها المسلم في صلاته مرات كل يوم - دليل على ذلك ؛ { الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ }

    و من هذه الآية التي تبين للمهندس في ليله و نهاره توحيد الربوبية و الصفات والأسماء و الألوهية ننطلق الى القاصمة الثانية التي تبين كيف استغلت هذه الطائفة جهل المهندس باصل دينه و الأصول التي بنى عليها العلماء اجماعاتهم اولا ثم بمذهب خصمه الشيخ محمد و اصوله في دعوته الاصلاحية التي بناها على الاجماعات ثانيا ثم جهله بمذهب امامه الميرزا و اتباعه و اصوله المخالفة المتناقضة مع الأصول التي سرقها من العلماء المسلمين و الذي هو فيها عالة عليهم تماما كمنبت طائفته من الرافضة الذي جل ما لديهم من الحق في الحديث و السنة و الحكمة هو كوبي باست من عند كتب السنة ...

    نبين ذلك بمذهب الشيخ ابن تيمية و ابن القيم في التقسيم انطلاقا من الآية المذكورة و فائدة هذا التقسيم و مطابقته لها و للشرع على المستوى الفردي و الأخلاقي و المعرفي و التصوري و انه ليس محصورا كما يزعم هاني طاهر و يحاول تغرير المهندس بأنهم حصروا التوحيد في مجرد محاربة صور الأصنام و الأوثان و القبور...
    فيقول في ذلك الامام ابن القيم :

    وسر الخلق والأمر والكتب والشرائع والثواب والعقاب انتهى إلى هاتين الكلمتين وعليهما مدار العبودية والتوحيد حتى قيل: أنزل الله مائة كتاب وأربعة كتب جمع معانيها في التوراة والإنجيل والقرآن وجمع معاني هذه الكتب الثلاثة في القرآن وجمع معاني القرآن في المفصل وجمع معاني المفصل في الفاتحة ومعاني الفاتحة في {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ}.
    وهما الكلمتان المقسومتان بين الرب وبين عبده نصفين فنصفهما له تعالى وهو {إِيَّاكَ نَعْبُدُ} ونصفهما لعبده وهو {وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ}.
    وسيأتي سر هذا ومعناه إن شاء الله في موضعه.
    و"العبادة" تجمع أصلين: غاية الحب بغاية الذل والخضوع والعرب تقول: طريق معبد أي مذلل والتعبد: التذلل والخضوع فمن أحببته ولم تكن خاضعا له لم تكن عابدا له ومن خضعت له بلا محبة لم تكن عابدا له حتى تكون محبا خاضعا ومن ههنا كان المنكرون محبة العباد لربهم منكرين حقيقة العبودية والمنكرون لكونه محبوبا لهم بل هو غاية مطلوبهم ووجهه الأعلى نهاية بغيتهم منكرين لكونه إلها وإن أقروا بكونه ربا للعالمين وخالقا لهم فهذا غاية توحيدهم وهو توحيد الربوبية الذي اعترف به مشركو العرب ولم يخرجوا به عن الشرك كما قال تعالى 43:87 {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ} وقال تعالى 39:38 {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ} 22:84 89 {قُلْ لِمَنِ الأَرْضُ وَمَنْ فِيهَا} إلى قوله {سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ فَأَنَّى تُسْحَرُونَ} ولهذا يحتج عليهم به على توحيد إلهيته وأنه لا ينبغي أن يعبد غيره كما أنه لا خالق غيره ولا رب سواه.
    و"الإستعانة" تجمع أصلين: الثقة بالله والإعتماد عليه فإن العبد قد يثق بالواحد من الناس ولا يعتمد عليه في أموره مع ثقته به لإستغنائه عنه وقد يعتمد عليه مع عدم ثقته به لحاجته إليه ولعدم من يقوم مقامه فيحتاج إلى اعتماده عليه مع أنه غير واثق به.
    و"التوكل" معنى يلتئم من أصلين: من الثقة والإعتماد وهو حقيقة {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} وهذان الأصلان وهما التوكل والعبادة قد ذكرا في القرآن في عدة مواضع قرن بينهما فيها هذا أحدها.
    الثاني: قول شعيب 11:88 {وَمَا تَوْفِيقِي إِلاَّ بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ}.
    الثالث: قوله تعالى 10:123 {وَلِلَّهِ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الأَمْرُ كُلُّهُ فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ}.
    الرابع: قوله تعالى حكاية عن المؤمنين 60:4 {رَبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ}.
    الخامس: قوله تعالى 73:8 9 {وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلاً، رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ فَاتَّخِذْهُ وَكِيلاً}.
    السادس: قوله تعالى 43:10 {قُلْ هُوَ رَبِّي لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ مَتَابِ}.
    فهذه ستة مواضع يجمع فيها بين الأصلين وهما {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} وتقديم (العبادة) على (الإستعانة) في الفاتحة من باب تقديم الغايات على الوسائل إذ العبادة غاية العباد التي خلقوا لها (والإستعانة) وسيلة إليها ولأن {إِيَّاكَ نَعْبُدُ} متعلق بألوهيته واسمه (الله) {وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} متعلق بربوبيته واسمه (الرب) فقدم {إِيَّاكَ نَعْبُدُ} على {وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} كما قدم اسم (الله) على (الرب) في أول السورة ولأن {إِيَّاكَ نَعْبُدُ} قسم الرب فكان من الشطر الأول الذي هو ثناء على الله تعالى لكونه أولى به {وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} قسم العبد فكان من الشطر الذي له وهو { اهدنا الصراط المستقيم } إلى آخر السورة.
    ولأن "العبادة" المطلقة: تتضمن "الإستعانة" من غير عكس فكل عابد لله عبودية تامة: مستعين به ولا ينعكس لأن صاحب الأغراض والشهوات قد يستعين به على شهواته فكانت العبادة أكمل وأتم ولهذا كانت قسم الرب.
    ولأن "الإستعانة" جزء من "العبادة" من غير عكس ولأن "الإستعانة" طلب منه والعبادة طلب له.
    ولأن "العبادة" لا تكون إلا من مخلص و"الإستعانة" تكون من مخلص ومن غير مخلص.
    ولأن "العبادة" حقه الذي أوجبه عليك و"الإستعانة" طلب العون على العبادة وهو بيان صدقته التي تصدق بها عليك وأداء حقه: أهم من التعرض لصدقته.
    ولأن "العبادة" شكر نعمته عليك والله يحب أن يشكر و"الإعانة" فعله بك وتوفيقه لك فإذا التزمت عبوديته ودخلت تحت رقها أعانك عليها فكان التزامها والدخول تحت رقها سببا لنيل الإعانة وكلما كان العبد أتم عبودية كانت الإعانة من الله له أعظم.
    و"العبودية" محفوفة بإعانتين إعانة قبلها على التزامها والقيام بها وإعانة بعدها على عبودية أخرى وهكذا أبدا حتى يقضي العبد نحببه.
    ولأن {إِيَّاكَ نَعْبُدُ} له {وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} به وماله مقدم على ما به لأن ماله متعلق بمحبته ورضاه وما به متعلق بمشيئته وما تعلق بمحبته أكمل مما تعلق بمجرد مشيئته فإن الكون كله متعلق بمشيئته والملائكة والشياطين والمؤمنون والكفار والطاعات والمعاصي والمتعلق بمحبته طاعاتهم وإيمانهم فالكفار أهل مشيئته والمؤمنون أهل محبته ولهذا لا يستقر في النار شيء لله أبدا وكل ما فيها فإنه به تعالى وبمشيئته.
    فهذه الأسرار يتبين بها حكمة تقديم {إِيَّاكَ نَعْبُدُ} على {وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ}.

    ثم فصل انواع هذا التوحيد في الألوهية و اثره في طلب الدعاء و تقديم التوكل على الله قبل التوكل على الأغيار و الالتفات لله اكثر من الالتفات للأسباب بخلاف ما يدعيه عليهم هاني طاهر و يغرر به المهندس منه انهم لا ينزلونه هذا المعنى و انهم اهملوا بسبب هذا التقسيم وظيفة الدعاء و خلافا هاني ايضا في قوله انه يجب ترك الأسباب مما يخالف الفطرة و الشرع..و كتاب مدراج السالكين بل عامة كتب الامام ابن القيم انما هي في بيان ثمار توحيد الألوهية على اخلاق الفرد و المجتمع و الرفع بمستواهما مما ينكره هؤلاء ..و انظر كيف استخرج من هاتين الآيتين فقط دع عنك غيرهما من الأسرار ما لم يستخرجوه هم و لم يصل الى نصفه من يدعون من دون الله.. و الانسان عدو ما يجهل..
    فالقاصمة ان تقارنوا حفظكم الله جميعا و بالأخص المهندس فتحي كلام ابن القيم هذا و امثاله بكلام الميرزا احمد الذي استشهد به المهندس فتحي في سياق انكاره على علماء السلفية انهم لم يهتموا بهذا الجانب من التوحيد بتقسيمهم هذا و ان امامهم الميرزا هو على خلافهم قد اهتم به..فانظروا و قولوا لي هل وصل كلام الميرزا الى مد كلام الامام ابن القيم او حتى نصيفه في هذا الموضع و كل الكتاب؟؟؟ و ركزوا على نظرات شريف و هاني طاهر اليه و كأنهم يتوجسون ان ياتي المهندس بحسن نيته ما ينقض عليهم اصل افترائهم و كيف يتدخل هاني لترقيع القضية و قطع الكلام قبل ان يظهر ان صاحبهم الميرزا في تحليله للشرك ينزع نفس منزع الشيخ محمد و شيخ الاسلام و ابن القيم في ربطه بتوحيد العبادة و تجريد العبادات كلها لله سواء القلبية منها او الجسدية و ان التوحيد لا يتم اصله الا به..و ركزوا في وجومهم و نظراتهم المتلاشية..

    فانظروا كيف يتكلمون بكلام لا يعقلونه و هو حجة عليهم لا لهم فمن يعقل؟؟؟


    و هذا كما قلنا مما يبين جهل المهندس و انه ضحية حماسه و استغلال هذه الطائفة لحماسه و جهله بمذهب الخصم و مذهب المسلمين و مذهب هذه الطائفة و مفارقتها في ما اختصت به للمسلمين جميعا للدفع به في اتون مشروعها البريطاني للتفريق بين الأمة اكثر مما هي مفرقة من باب فرق تسد..موهمة اياه انه يستدرك على اجماع العلماء المخالفين للبريطانيين و حليفهم الميرزا ما لم يذكروه هم..و المهندس نفسه يظن انه يقوم بحق بينما هم اعلم بأن مثل هذه الانتقادات الموجهة للعلماء من امثال ابن تيمية و ابن القيم هي اصلا منصوص عليها في كتبهم و ان الحق لا يخرج عنهم ...و لا يحتاجون لغيرهم لكي يبين لهم ما انزل الله في دينهم و لم يحوجهم لا الى بريطاني و لا غير بريطاني و انما قد بين لهم كل الحق و اكمل لهم كل الدين و جعل منهم من يقوم بالحق و انكارالباطل الى يوم الدين فلا يجمعون بعد النبي صلى الله عليه و سلم على ضلالة..فأي نفص في الأمة عن الحق الا و ستجد من علماءها و افرادها من انكره عليهم و قام بالجهاد في بيانه دون ان تكون حاجة الى وحي جديد فالوحي اصلا قد اكتمل ...و لهذا لم تعد الحاجة الى النبوة بعد لكمال الدين و ظهور اصوله الكبرى التي لوضوحها لا يمكن ان تخفى عن الجمهور كله و السواد الأعظم كما كانت تخفى قديما حين لم يكمل الدين فكانت الحاجة تطرأ الى نبي جديد يكمل ما ظهرت الحاجة اليه مما يكون بظهور الحاجة الجديد غير مستوف لها...فلو تدبر المهندس فقط هذه الجزئية لأدرك ابعاد المؤامرة البريطانية من وراء زرع نبي جديد نفى الشرع نفسه الحاجة اليه الا لحاجة في انفسهم هم...فليتدارك نفسه قبل ان لا يحجزه عن امر الله ما لم يحجز نفس الميرزا نفسه عنه...و ليتأمل في نظرات اصحابه اليه

    أما بعد...فقد تنازعك نفسك يا مهندس و تقول لك و ان كانت هذه الطائفة تستغلني و تتحكم في و تخادعني لمصالحها..فهل ينفي هذا ان طائفة السلفيين لا تستغل او تتحكم في افرادها للوصول الى مصالحها؟؟ فاقول لك يا مهندس اكرمك الله..لست ادعوك الى ان تدخل الى طائفة من طوائف اهل الاسلام...بل ادعوك الى ما دعاك اليه نبيك صلى الله عليه و سلم ان تلزم امام المسلمين و جماعتهم..لا السلفيين و لا الاخوان و لا الأشاعرة و لا الشيعة...بل ما اجمع عليه ائمة المسلمين و جماعتهم حين كانوا واحدا و امرهم كرجل واحد..فلا تخرج عن اجماعهم..فان لم يكن لهم امام و لا جماعة كما هو اليوم حاصل..فادعوك الى ما امرك به نبيك ان تستصحب اجماع الجماعة الأولى و تعتزل هذه الفرق كلها.. و لأن استطعت ان يدركك الموت و انت عاض على اصل شجرة الاسلام التي هي اجماع قرون الثلات الأولى..فاسلامنا و ان كان حس المسؤولية فيه و تنمية الجماعة كبيرا و قويا الا انه لا يعدم القيم الفردانية و ان الشأن في الأخير انما هو شأنك انت لا شان غيرك من الناس و الأهم القيام بنفسك التي بين جنبيك كما قال الامام احمد ..و هذا هو التحقيق في الاختلاف في العزلة و جوازها ..فاعتزل يا مهندس..و الله يعلم اني لا اريد ان اراك و لا اظن احدا هنا ممن يصدق مع نفسه ينتظر منك شيئا غير ان يربح على حسابك حسنات هدايتك...و ان يخلصني من الشر الملم بنا و المحيط بنا ببركة فك الكربة...فاهرب ان استطعت..و اشتر قطيعا من الغنم و اتبع به مواضع القطر في الصعيد و اهرب بدينك خير لك مما تباشره الآن...فقد صح عن المعصوم انه من خير الناس في زمن يشبه هذا الزمن من فعل مثل هذا او من هو على فرسه ينتظر اي صيحة للجهاد و نصر المظلومين فيتبعها...فان لم يكن بك قوة للوقوف في الثغور فعليك بالغنم فهو اكثر حماية و امنا لأمتك من يؤتوا من قبلك...و الله يعلم اني قد نصحت لنفسي قبل ان انصح لك...

    " المعرفة الحقة هي الوصول الى التعرف على الذكاء الذي يتحكم في كل شيء...من خلال كل شيء " هرقليطس.

  15. افتراضي

    ولقد ظهر لي جليًّا في ردك السابق أنك لا تعرف المعتقد الذي تنفيه، وتبذل وقتك وتستهلك قلمك في الرد عليه، وأنك سمعتَ عنّا، ولم تسمع منّا، وأقمتَ في الذهن وجودًا لأقوامٍ لا أعرفهم، فضلًا عن أنتسب لمذهبهم، ولو رأيتُهم لنابذتهم بالعداوة، ولرميتهم بالشقاوة، أقوامٍ يعملون على خديعة العوام، ويخذلون الإسلام، ولا يهتمون بنقد المتن، ولا يلتزمون وحدةَ نهج، فحنانيك! وهداديك! حتى تعرف ما لم تُحط بعلمه، ثم تنظر فيه وفي حسن قوله، فتسير في درب العارفين، لا تكذيب الظالمين، وتتبع حكمَ المنصفين، لا افتراء الجاهلين!

    وهذا لا يثير من العجب شيئًا، فإنّ من عرفَ نهجنا عرف أنه نهجُ الصحابة، ومن نظر في أقوالنا رأى أنها أقوالُ الصحابة، ومن تأمل ذلك عرف أنّ الانقياد لله لا يكون إلا هكذا، وأنّ تحكيم الشرع لا يكون إلا من ذاك السبيل، وأن قطْعَ دابر بدعة الضلالة لا يقوم إلا بهذا النهج، ولذا فأنا أعلم أن من له مثل عقلك، سيبادر بالإنابة إلى هذا إن عرفه، اللهم إلا أن تصيبك بما اكتسبت غشاوة، فتعرض عن الحق بعدما تبين!
    وهذا الفارق – الذي تعرفُه – لا يعود إلا إلى فضل الحق على الباطل، فالحق يصيب الدماغ، أما الباطل فيود لو خلّي وما بين السطور، أو تُرك وضعفاء العقول، فإن واجهَ الحق واجهه مواجهة المضطر، يعمد إلى الانتقاء والتشتيت والحيدة، وغير ذلك من أمور عرفها أهل العلم في القديم والحديث، وعليه فإني أود لمن له مثل عقلك أن يعود للحق، فعندها ينصر الحق إذ الحق ينصره، أما وأنت هناك في ركب الباطل، فلن يخرج الأمر – ولابد – عن باطلٍ يخذلك ولا تستطيع إلا أن تخذله!
    فتأمل ذلك يرحمك الله، وأعطه حقه من التدبر، فأن تكون ذَنَبًا في الحق، خيرٌ لك من أن تكون رأسًا في الباطل، وإن هذه الدنيا موليةٌ مدبرة، وهذا الجاه زائفٌ زائل، والمعتز بغير الله يذل، والكثير بغير تقوى الله يقل، وما هي إلا ساعة أو سويعة وسيطوي الزمان ذكرنا، ويعود كلّ امرئٍ إلى ما قدمت يداه، ينظر فيه فمستبشرٌ أو شقيٌّ يأكله الندم، فاعمل لهذه الساعة! اعمل لهذه الساعة! أسأل الله لي ولك التوفيق والسداد!
    هل تلاحظ شيئًا أيها المهندس؟!!
    " أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَمْ مَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ "
    صفحتي على الفيسبوك - صفحتي على تويتر.

صفحة 1 من 3 123 الأخيرةالأخيرة

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. الرد على من انكر تقسيم التوحيد
    بواسطة adhm22 في المنتدى قسم العقيدة والتوحيد
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 06-07-2011, 10:55 PM
  2. حوار عن تقسيم التوحيد إلى ألوهية وربوبية.
    بواسطة م/فتحى عبد السلام في المنتدى قسم الحوار عن القاديانية
    مشاركات: 43
    آخر مشاركة: 12-23-2010, 02:32 AM
  3. مسألة تقسيم التوحيد باختصار..
    بواسطة أبو القـاسم في المنتدى قسم العقيدة والتوحيد
    مشاركات: 7
    آخر مشاركة: 12-18-2010, 06:54 PM
  4. تقسيم التوحيد
    بواسطة يحيى في المنتدى قسم العقيدة والتوحيد
    مشاركات: 18
    آخر مشاركة: 06-13-2010, 08:13 PM

Bookmarks

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
شبكة اصداء