يقول الدكتور محمد دراز –رحمه الله-
(وتظهر التربية الانسانية الكاملة إذا نظرنا الى احتياجات الانسان المتعددة ومواهبه المتنوعة وأحطنا بقواه ومكانه جميعها لكي نتعهدها بالتنمية والتقوية.
وتتعدد أنواع التربية تبعًا لقوى الانسان ومكانه، فمنها التربية البدنية لتنمية الجسم وحفظ الصحة، والتربية الأدبية التي تتعهد اللسان وتقومه وتصلح بيانه، والتربية العقلية لتصحيح تفكيره وأحكامه، والتربية العلمية التي تزوده بالمعلومات النافعة والتربية المهنية التي تساعده على كسب عيشه، والتربية الفنية التي توقظ شعوره بجمال الكون ودقة تنسيقه وتنظيمه، والتربية الاجتماعية وهدفها تنمية روح الإيثار والغيرة ضد الإنانية والتعريف بالنظم والقوانين السائدة بالمجتمع، وهناك أيضا التربية الانسانية لتوسيع الأفق والتنبيه الى الاخوة العالمية.
والتربية الدينية للتسامي بالروح الى الأفق الأعلى بإطلاق. وتأتي التربية الخلقية للتوجيه المستمر للعمل على سنن الاستقامة حتى تتكون العادات الصالحة والأخلاق الحميدة .
ومن المعلوم أن التربية الخلقية هي السياج التي تحيط بألوان التربية جميعًا، فمن واجب الفنان مراعاة قانون الحشمة واللياقة والمحافظة على ستر الحياء والعفاف، وعلى المعلم الاحسان في اختيار مادة تدريبه العقلي واللغوي.. وهكذا ينبغي أن نُخضع سائر ألوان التربية في وسائلها وأساليبها وبواعثها لقواعد الآداب وأن نقيس ذلك كله بمقاييس الفضيلة .
منقول من موضعين من كتابه" دراسات اسلامية" بواسطة الدكتور مصطفى حلمي كتاب" الأخلاق بين الفلاسفة وعلماء الاسلام" ص 26