أُوْرُانْكْ زِيبْ ؟ السلطان العظيم الذي لا يعرفه أحد ؟!
بقلم العبد الفقير: أبو المظفَّر السِّنَّاري.
هو الأسد الجسور ، والليث الهصور ، والإمام الهمام ، وأحد عمالقة الإسلام ، الذي أذل الكفر وزلزل الطغيان ، وقوَّض عروش أهل الإلحاد في ربوع مملكته والأوطان ، وحارب الفساد وأهله في كل مكان ، وأتى على بنيان الظلم والظلمة من القواعد حتى خرَّ عليهم السقف من فوقهم ! وأذاق المغرورين والمعاندين من كئوس المرار ما انشقّتْ له حلوقهم ! وأرغم الجبابرة على الانقياد لله والرسول ، ودقَّ حصون الزنادقة على رؤسهم بالعرض والطول ! وجعل المهانة والصغار على كل من أبى قبول الحق بعد أن أُقيمت عليه من الله الحجة ، وسلك بالمسلمين في أيامه سبيل الاستقامة وطريق المحجة ، فكان كالبدر المشْرِق فى سمائه ، والفيض المغْدِق بسلسبيل رُوَائه ، والناصح الأمين للخاص والعام ، والمجدِّد لهذا الدين أمره في سابق الأزمان وغابر الأيام ...
حتى لقَّبه الشيخ الأديب علي طنطاوي بـ : ( سادس الخلفاء الراشدين ) !وكيف لا ؟ وهو العابد الساهر إذا أسبل الليل رداء ظلامه على الأنام ، والراكع الساجد في غَسَق الدُّجَى والحارسون له نيام ! والبطل الكرَّار إذا طارتْ قلوب الشجعان في ساحة الوَغَى ، والفارس المغوار الذي تُجَمُّ دونه الأُسُود إذا علمتْ أنه حلَّ بساحتهم وأتَى !
وما أرى أحدا في القوم يشبهه *** وما أُحاشي من الأقوام من أحد ؟هذا الرجل الذي أقام العدل في زمانه حتى عبقت بذكره الأرجاء ، وانقادت له الممالك وخضعت حتى صار النصر له رفيقا وكأنه رياح الله تجري بأمره رخاء حيث يشاء !
ذاكم : هو السلطان العظيم ، والمجاهد الزاهد : أبو المظفر محي الدين محمد أُورانك زيب عالم كير، سلطان مملكة شبه القارة الهندية وما حواليها في القرن العاشر وأوائل القرن الحادي عشر الهجري .
تاريخ ميلاده :المولود في ( 15 من ذي القعدة 1028هـ = 24 من أكتوبر 1619م)
والمتوفى في ( : 28 من ذي القعدة 1118 هـ = 20 من فبراير 1707م )
تاريخ وفاته :
وهو أحد أحفاد : تيمور لنك ! الطاغية المغولي الشهير !
ألقابه :ُأورانْك زِيْب : معناها بالفارسية "زينة المُلك" ويقال أيضا : ( أوزبك زيب ) ، ويقال أيضا : ( أورنجزيب )
وعالمكير : معناها بالفارسية "جامع زمام الدنيا أو العالم"
وأبوه هو: "السلطان شاه جيهان" أحد أعظم سلاطين دولة المغول المسلمين فى الهند , وهو بانى مقبرة "تاج محل" الشهيرة التى تعد الآن من عجائب الدنيا السبع , والتي قد تم بنائها فى 20 عاما ! وعمل على إنشائها أكثر من 21.000 شخص ! فقد كان مفتونا بمحبة زوجته جدا ! حتى أنفق تلك الأموال في بناء ذلك الضريح الأعجوبة لها ! وخصص لنفسه في قصره : غرفة خاصة بها شرفة تطل على ضريح زوجته ! فكان يجلس الساعات الطوال ينظر إليها حتى أوشك أن يذهب عقله من حزنه عليها !
تابع البقية: ......
Bookmarks