الزميل يوسف ...
بما أني أ ُحب النقاط المُختصرة المُرقمة كما تعلم .. لأنها أسهل في التتبع والرد ..
فيمكنني تلخيص أهم نقاط مشاركتك الأخيرة في التالي :
(
مع العلم أني أعرف والفضل لله : ما ترمي أنت إليه بكل كلمة تكتبها) ...
ولكن دعنا من ذلك الآن : لأني أتعامل معه بما يُناسبه في ردودي كما سترى ...
فأهم نقاط مشاركتك الأخيرة كانت :
1...
بداية قصة آدم عليه السلام وعداء إبليس اللعين له ..
2...
إبراز مسألة إرسال الله تعالى لـ (
قوانين) و(
هدي) للناس حتى لا يضلوا .. مع
التأكيد
مرتين بكل وضوح : على أن هذه القوانين وهذا الهدي هو : (
مكتوب ) ..
وهذا منك بالطبع تمهيد لإنكار السنة أو الوحي القولي التشريعي للأنبياء والرسل ..
وهو ما عرفته من طيات كلامك والحمد لله منذ المشاركة الأولى ..
وقد بينته لك هناك بتوضيح معاني النبي والرسول والفرق بينهما ومهمة كل ٍمنهما ..
وسوف أزيدك أيضا ًفي هذه المشاركة بإذن الله بعد قليل ..
3...
التركيز الشديد والدائم على : انحرافية الآباء : وخطورة اتباع الخلف للسلف :
وكأن اتباع الخلف للسلف : لم يعد له إلا صورة ًواحدة ًفقط في الدين :
ألا وهي : تقليدهم في الكفر والعصيان والفسوق والخروج عن المنهج الإلهي
(
المكتوب) إلى المسنون !!!..
وهذه أيضا ًسأرد عليها بإذن الله تعالى بعد قليل ...
----------
وأكتفي بهذه النقاط وهي الأهم في مشاركتك ....
وتعال معي الآن نستعرضها من وجهة نظري : ثم أترك لك الحرية بعد ذلك في أن
تكمل كلامك بما تريد ..
أقول ............
-----------
1...
بالنسبة لقصة عداء إبليس لآدم عليه السلام ..
فالهدف الوحيد الذي أرجو منك التركيز عليه زميلي هو :
---
أن معصية آدم عليه السلام كانت :
نسيان ..
واغترار بالشيطان الذي
أقسم بالله أي :
الشيطان الذي
خدع باسم الله .......
ومثله في زمننا : كل مَن يخدع الناس باسم الله .. أو باسم الدين ..
فيأتي من عند نفسه : بما لم يقله رب العالمين ولا رسوله : ولا أحد المسلمين طوال
أكثر من 14 قرن كما سنرى ..........!
---
وأما معصية إبليس اللعين .. فهي
الكبر زميلي !!!.. أي :
التكبر على قبول الحق : مهما كان واضحا ًظاهرا ً!!!!..
ذلك التكبر الذي وصل بمخلوق (وهو إبليس) : لأن يرد أمرا ًعلى خالقه عز وجل !
بل :
وجعله ينسب لنفسه علما ً(
في اعتقاده) : لم يقــُل به الله تعالى !!..
حيث حكم (
هكذا من تلقاء نفسه) : أنه خيرٌ من آدم !!!!!..
"
قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ !!.. خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ .. وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ " ص 76 ..
فكان الواجب لو كان عاقلا ًمُحقا ً:
أن يترك هذا الحكم لخالق الاثنين هو الذي يُحدد !!!!..
وأما أن
يفتري المخلوق رأيا ًبين يدي خالقه :
فهذا هو الخسران والله زميلي يوسف لو تعرف !!!!..
------
والشاهد ...
أن كل أهل الضلال وحتى يردوا النار مثواهم الجزاء الحق :
قد حملوا جميعا
ًمثل هذا الكبر الإبليسي في باطنهم !!!!..
نعم .. هم لم يحضروا ما حضره إبليس مع الله عز وجل .. ولكنهم :
قد رأوا من الآيات اليقينات : ما لم يؤمنوا به : أو يعترفوا معه بخطأهم
تكبرا ً!!..
يقول الله تعالى على أمثالهم (وهم كفار مكة عندما تكبروا عن الإيمان بالنبي) :
"
قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ .. فَإِنَّهُمْ لاَ يُكَذِّبُونَكَ !!.. وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ :
بِآيَاتِ اللّهِ يَجْحَدُونَ " الأنعام 33 ..
فأمثال هؤلاء (
وأدعو الله تعالى ألا يجعلك منهم زميلي والله) :
هم مَن لو رأوا كل الآيات
الدالة على خطأهم : لن يعودوا عما
هم فيه ويتبنونه
من آراء ومعتقدات !!!!.. ولن يفرق ساعتها إن كانت تلك الآراء والمعتقدات
الخاطئة : من عند أنفسهم : أو من آبائهم !!!..
يقول الله عز وجل :
"
سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ !!.. وَإِن يَرَوْاْ كُلَّ
آيَةٍ : لاَّ يُؤْمِنُواْ بِهَا !!.. وَإِن يَرَوْاْ سَبِيلَ الرُّشْدِ : لاَ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلاً !!.. وَإِن يَرَوْاْ
سَبِيلَ الْغَيِّ : يَتَّخِذُوهُ سَبِيلاً !!.. ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ :
كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا .. وَكَانُواْ عَنْهَا غَافِلِينَ " الأعراف 146 ..
---------
وأكتفي بهذا القدر من قصة أبينا آدم عليه السلام والخير والشر : عبرة ًلمَن أراد
أن يعتبر ...
وذلك : لندخل سريعا ًفي لب الخلاف بيننا ...
---------
((
مسألة : هل الهدي الإلهي : كتابة ًفقط ؟!..))
حيث نأتي هنا لما نسميه نحن في المصرية كما تعرف بقولنا :
((
الجواب : يبان من عنوانه)) !
حيث أنك (ومنذ أول سطور ردك) :
لم تستطع حتى الصبر قليلا ًعن الإفصاح عن معتقدك : وحصر المعاني اللغوية فيه :
حتى ولو كانت غير ذلك !!!!!!!!!!!...
وتعال معي زميلي نرى ماذا كتبت أنت (
ولاحظ ما لونته لك بالأحمر) ..........
----
لقد قلت في أول ردك :
"
كما ذكرنا فإن الشيطان أخرج أبوينا من الجنة، فوضع الله تعالى قوانين (قوانين
وتعليمات مكتوبة) منزلة تصاحب أبناء أدم على مر العصور، وفي إتباعها يكون
الخلاص من الشيطان، والوصول إلي الهدف المنشود وهو هُدًى الله .
قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعًا فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ
وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (38) البقرة
إن هذه الكتب تحمل الهدى، والذي يهتدي بها الناس وتقودهم إلي الأمان ، والهدي
متمثل في الصراط المستقيم الذي يهبه الله للمهتدين :
اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ
وَلَا الضَّالِّينَ (7)الفاتحة " ...
أقول :
ومن أين
حصرت يا زميلي معنى (
الهُدى) بأنه يكون :
كتبا ًفقط : حتى تُكرره
مرتين في أقل من أربعة أسطر ؟!!..
وفي هذا :
أرجو أن تقرأ مشاركتي السابقة : وخصوصا ًعن معاني وخصائص النبي والرسول
كما أخبرتك ...
وأزيدك هنا دليلا ًآخرا ًعلى أن الهدى : لا يُشترط أن يكون كتابة ً..........
-------------
ففي قصة موسى عليه السلام من القرآن .. مراحل .......
أولا ً: ميلاده في مصر .. وتربيته في بيت فرعون .. ثم قتله للمصري وهروبه ....
ثانيا ً: نزوله بمدين .. وإقامته فيها .. ثم عودته منها إلى مصر بعد سنوات ..
ثالثا ً: تكليم الله تعالى له في طريق عودته إلى مصر عند جبل الطور ..
رابعا ً: دعوته لفرعون في مصر .. ثم خروجه منها والقصة معروفة ..
خامسا ً: نزول التوراة عليه في ألواح .......
واكتفي بهذا القدر للنظر ......
هل عندما رجع موسى لمصر ودعوته فرعون للإيمان (النقطة رابعا ً) : هل
كان نزل عليه كتاب قبلها أو ألواح : من النوع ((
المكتوب)) الذي ذكرته
أنت زميلي ؟!!!!...
أرجو لو كان عندك دليل على هذا ((
من القرآن)) أن تأتيني به مشكورا ً
وخصوصا ًوأنك مَن تطلب دوما ًعدم الخروج عن القرآن ثم أنت أول مَن
يأتي من الآراء والأقوال بما لم يأت به القرآن كما سنرى أيضا ًبعد قليل !..
يقول الله تعالى في أول كلام ٍله إلى موسى عليه السلام :
"
اذْهَبْ إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى " طه 24 ..
وعندها : طلب موسى عليه السلام من الله تعالى أن يشد عضده بأخيه ..
وبالفعل : نقرأ في الآيات فيما بعدها بقليل قول الباري عز وجل لموسى
وأخيه هارون عليهما السلام :
"
اذْهَبْ أَنتَ وَأَخُوكَ بِآيَاتِي وَلَا تَنِيَا فِي ذِكْرِي ..
اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى ..
فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَّيِّنًا لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى ..
قَالَا رَبَّنَا إِنَّنَا نَخَافُ أَن يَفْرُطَ عَلَيْنَا أَوْ أَن يَطْغَى ..
قَالَ لَا تَخَافَا إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى ..
فَأْتِيَاهُ فَقُولَا إِنَّا رَسُولَا رَبِّكَ فَأَرْسِلْ مَعَنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَا تُعَذِّبْهُمْ قَدْ جِئْنَاكَ
بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكَ وَالسَّلَامُ عَلَى مَنِ اتَّبَعَ الْهُدَى ..
إِنَّا قَدْ أُوحِيَ إِلَيْنَا أَنَّ الْعَذَابَ عَلَى مَن كَذَّبَ وَتَوَلَّى " طه 42 : 48 ..
-----------
والسؤال الآن زميل يوسف :
حتى هذا الوقت (
أي وقت التكليم الأول لموسى عليه السلام من ربه) :
لم يكن قد أنزل الله تعالى بعد عليه أية كتب ((
هادية)) ...
فما تفسيركم دام فضلكم لقول الله تعالى :
"
فقولا له قولا ًلينا ً" .. "
يتذكر أو يخشى " .. "
فأتياه فقولا " .. "
ولا تعذبهم "
"
إنا قد أوحي إلينا " .. "
كذب وتولى " .............
وأكتفي بهذا القدر في هذه النقطة زميل يوسف ...
أدعو الله عز وجل أن يُريك الحق هذه المرة ......
-----------
3))
وأما أخيرا ًبالنسبة لنقدك زميلي لكل ما هو آبائي : وعدم إشارتك حتى للاستثناء
من ذلك الصورة الطيبة منه (
وهو اتباع الآباء على الحق) : لا لشيء :
إلا لكي لا يُصيب نظريتك أي شائبة إمكانية الخطأ !!.. أقول :
أنا لن أدور معك في حلقات مفرغة :
نـُعيد فيها ما قيل .. ونقول فيها ما عيد !!!..ولكني أقول لك مباشرة ً:
انت تنعي على أهل السنة : اعتمادهم على
الأحاديث النبوية وعن صحابة النبي :
في أخذ الكثير من تفاصيل هذا الدين : والتي لم يأت ذكرها أصلا ًفي القرآن أو :
أتت مُجملة ً: تحتاج إلى تفصيل (
وهي أمور كثيرة جدا ًيمكنك مراجعتها في الرابط
التالي : http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=27607
أقول :
وهذا النعي منك : هو موضوع هذا الشريط أصلا ًفي هذا الحوار بيني وبينك ..
فأنا أؤمن
بحُجية هذه الأحاديث من بعد التثبت من صحتها : أنها شرع
ٌأوحاه الله تعالى
للنبي : وأنت
تنكرها ....... وتعدها في رأيك أنها من (
الآبائية المذمومة) في القرآن ..
أقول :
أين دليلك ؟!..
لقد أخرجت لنا من قريب بنظرية : ((
منظومة التواصل المعرفي)) :
وادعيت أنها هي التي حملت لنا
تفاصيل الدين من الصلاة وغيره ..........
فاخبرتك بالآتي :
1..
أنت أول من اخترق هذه المنظومة بنفسك ! عندما خالفت صيغة التشهد في الصلاة
بغير دليل !!!.. (
هذا مثال فقط : وربما ما خفي كان أعظم) ..
2..
أنك لم تضع في اعتبارك أنه هناك مسائل فقهية كثيرة احتاج لها المسلمون في حياتهم
منذ النبي وحتى الآن : والتي لم يجدوا لها
مرجعا ًمفصلا ًإلا :
أحاديث النبي صلى الله
عليه وسلم !!... وراجع الرابط أعلاه ...
والسؤال هو :
هل مثل هذه المسائل : هل يُعقل أن يُلم بها
المسلمون العاديون !!.. أم أن العقل
والمنطق يؤكدون أنه لا يبت فيها
ولا يعلمها أصلا ًإلا
علماء متخصصون : لهم
مرجع مُعتمد يرجعون ويحتكمون إليه (
وهو الأحاديث) ؟!!..
واليوم : أزيدك على ما سبق الآتي :
3..
لو كان ما تدعيه صحيحا ً.. وأن العمل بالاحاديث هذا : هو خروج عن الدين
وآبائية وتقول على الله ورسوله ما لم يقل .. وأن الصواب وأهل الحق هم :
مَن اعتمدوا فقط على القرآن مرجعا ًوكتابا ًوحيدا ً.. ولن أ ُضيف هنا اعتمادهم
على (
منظومة التواصل المعرفي) : لأن هذه صعبٌ جدا ًإثباتها عليك في سؤالي التالي
والذي هو :
مَن هم علماء الإسلام الأفذاذ طوال 14 قرن من الزمان في رأيك : والذين كانوا
نبراس الهدى ومصابيح الدجى (وفق مذهبك) للمسلمين ؟!!!..
نريد
أمثلة ًقديما ًوحديثا ًلكل هؤلاء الذين لا يُتخيل أن يخلو منهم زمان : لخيرية
هذه الأمة وعلمائها كما أخبر الله عز وجل في قرآنه !!!..
نريد أن نرى
عددهم ..
وقوة بصمتهم حقا ًفي إفادة المسلمين في أمور دينهم !!..
وما هو الشرع الذي بينوه من القرآن فقط ؟!!..
وما هي الأحكام التي وضحوها للمسلمين مما خفي عليهم فهمها من القرآن أو في
مجريات حياتهم وأعمالهم ؟!!!...
----
فإذا عجزت زميلي عن إيجاد
ولو أسماء عشرة من هؤلاء الافذاذ على مدار الزمان :
فأرجو أن تتشجع أنت فارسنا المقدام :
وتـُجيب لنا على السؤال التالي
في ضوء القرآن ومنظومتك التواصل معرفية :
لكي تبرهن لنا حقا ً(
ولو لمرة واحدة) على
جدواها و
نفعها للمسلمين : إذا ما نحن
رمينا بأحاديث النبي وراء ظهورنا !!.. والسؤال هو :
رجل مات عن ثلاث زوجات وولدين وبنت وأختين وأخين وأب وأم :
فما هو نصيب كل منهم في الميراث :
مع العلم أن كل أولئك قد ذ ُكروا في آيات المواريث من سورة النساء لو تعرف !
4...
وأما آخر ما أختم به :
فهو مثال آخر على أنك زميلي :
>> أول مَن تخرق ادعاء الاعتماد على القرآن فقط !!!..
>> أول مَن تتنصل من منظومة التواصل المعرفي !!!..
والآن :
تعالى معي إلى التفاصيل التي لن ينتهي سماعنا لامثالها منكم (
أي من منكري السُـنة) ..
------------
أنت قلت في تفسيرك لأسماء آلهة قوم نوح عليه السلام :
"
فتعالى يا صديقي نتعرف على هذه الآلهة التي تُعبد من دون الله، بفضل
الدور الذي يلعبه الشيطان في تغييب آليات عمل القلب :
وّد : صنم يرمز لكل المشاعر القلبية الحميمة الودودة التي توجه لخدمة
المخطط الشيطاني.
سُواع : صنم يرمز لكل العلاقات الجنسية الشاذة والمحرمة، سواء كانت
خارج العلاقة الزوجية أو داخلها .
يغوث : صنم يرمز لكل مشاعر الاستغاثة التي توجه لغير الله طالبا للعون
أو لمنفعة أو لكشف ضر أو لدفع سوء .
يَعوق : : صنم يرمز لكل ما يُنفق، أو يُتقرب به لغير الله، وللصد عن سبيله .
نَسر : صنم يرمز لكل شعار يرفع، أو مصدر تشريعي يُتّبع، دون إذن من الله "
أقول :
1...
من أين لك بهذا التفسير لهذه الأسماء ؟!!!..
هل فهمته من القرآن (في حالة الإجابة بنعم : أرجو ذكر الدليل) ؟!..
أم فهمته من اللغة العربية (أرجو أيضا ًذكر مصدر كل اسم ٍمنهم وفعله) ؟!..
2...
هذا ناهيك عن فرض أن قوم نوح عليه السلام : كانوا يتحدثون العربية : ومنها تم
اشتقاق تلك المصادر منها !!!..
وأنا لا أ ُعارض ذلك ولكن أسأل : ما الدليل ؟!!..
هل استقيت معلومة تحدثهم بالعربية من القرآن ؟!.. أم من منظومة التواصل المعرفي ؟!
حيث لو افترضنا أن آدم عليه السلام : كان يتحدث العربية (وهذا يمكن إثباته من
القرآن) ..
لاحتجنا معه (لكي يستقيم تفسيرك) أن نفترض أن كل اسم قديم :
يجب أن يكون
له معنىً في العربية مثل آلهة نوح عليه السلام !!..
ولأمكننا ساعتها (وعلى نفس نهجك في التفسير) أن نقول أن :
(
بوذا) : صنم يرمز لكل غاضب مبوز : يُنفر الناس عن طريق الله والإيمان بأخلاقه !
وأن (
زرادشت) : صنم يرمز للقوة الغاشمة الصادة عن طريق الله : مثل الزرادية في
يد العامل !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!... وهكذا ..
3...
وأما السؤال الأهم فهو :
إذا كان حال المسلمين من فهم دينهم بالقرآن وحده ومنظومة التواصل المعرفي :
هو عال العال و 100 100 !!..
السؤال :
نرجو الإشارة إلى
بعض مَن فهموا أسماء هذه الآلهة مثل فهمك زميلي :
منذ عصر
النبي : وحتى اليوم !!!..
حيث أني قمت بالنزول إلى الشارع وسألت بعض الناس (وحتى المشايخ) : عن
المعاني التي ذكرتها أنت : فلم أجد لدى أي واحد منهم : ما يُشبه كلامك لا من
قريب : ولا من بعيد !!!!..
فتذكرت ساعتها أني أعيش بالفعل وسط مسلمين : مُغيبين عن الوعي وعن الدين
الحقيقي بسبب (
آبائيتنا) منذ قرون !!!..
وعندها : قررت أن أسترشد بك عن بعض أسماء مَن قد أجد لديهم مثل رأيك
القرآني هذا منذ القديم ....
حيث ليس من المعقول أن تكون آيات القرآن (((
كتاب الهداية))) : مُعطلة ًلمدة
1400 عام : لا يعرف أحد معناها الهام جدا ًبخصوص التحذير من القوة
والسطوة والجنس المُحرم .. إلخ :
إلى أن يُكتشف اليوم على يدك أنت بعد قرون
وقرون !!!!!..
فلو كان سبقا ًعلميا ًمثلا ًلقلنا : جائز أن يؤخره الله تعالى لعصرنا ..
فهو على أي حال : لا يحمل معاني التحذير الهامة التي ذكرت أنت في تفسيرك !
وأما الحال كما ذكرت زميلي :
فهو ما يُستعجب جدا ًتأخر تبيانه إلى اليوم وخصوصا ً:
وأنه يُناسب كل عصر من العصور : وكل مكان .. وكل أمة !!!..
فأرجو أن تبين لي (((
بعض))) مَن قالوا بمثل قولك في تفسير هذه الأسماء ....
لا لشيء :
إلا للتأكد فقط من ((
فعالية)) و((
جدوى)) مذهبك في الإتيان بما يُفيد هذا الدين ..
وبما نتاكد معه انك ما زلت تسير على (سبيل المؤمنين) وتتولاه : ولم تزغ عنه !!..
يقول عز وجل :
"
وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ (أي يجعل نفسه ورأيه في شق : والرسول ورأيه في شق)
:
مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى : وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ (وهي الجماعة على الحق)
:
نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى .. وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ .. وَسَاءتْ مَصِيرًا " النساء 115 ..
حيث أن المعروف في قصة وأسماء هذه الآلهة زميلي هو الآتي :
(
واعذرني للجوء للسنة : فانت الذي تركت تحكيم القرآن وحده أولا ً) :
فقد روى البخاري عن ابن عباس ٍقال :
"
صارت (أي انتقلت عبادة)
الأوثان التي كانت في قوم نوح : في العرب بعد ...
أما ود : فكانت لكلب (وهو اسم قبيلة)
بدومة الجندل (اسم مكان)
..
وأما سواع : فكانت لهذيل (اسم قبيلة)
..
وأما يغوث : فكانت لمُراد (اسم قبيلة)
ثم لبني غطيف بالجرف عند سبأ ..
وأما يعوق : فكانت لهمدان (اسم قبيلة)
..
وأما نسر : فكانت لحمير (اسم قبيلة)
.. لاَل ذي كلاع ..
وهي أسماء رجال صالحين من قوم نوح عليه السلام .. فلما هلكوا (أي ماتوا)
:
أوحى الشيطان إلى قومهم : أن انصبوا إلى مجالسهم التي كانوا يجلسون فيها
أنصاباً .. وسموها بأسمائهم .. ففعلوا .. فلم تـُعبد .. حتى إذا هلك أولئك :
ونـُسخ العلم : عُبدت !!..
وكذا رُوي عن عكرمة والضحاك وقتادة وابن إسحاق نحو هذا .. وقال علي
بن أبي طلحة عن ابن عباس أيضا ً:
هذه أصنام : كانت تـُعبد في زمن نوح .. وقال ابن جرير : حدثنا ابن حميد :
حدثنا مهران : عن سفيان : عن موسى : عن محمد بن قيس :
{ولا يغوث ويعوق ونسراً} قال : كانوا قوماً صالحين بين آدم ونوح .. وكان لهم
أتباع يقتدون بهم .. فلما ماتوا قال أصحابهم الذين كانوا يقتدون بهم : لو صورناهم :
كان أشوق لنا إلى العبادة إذا ذكرناهم !!.. فصوروهم .. فلما ماتوا وجاء آخرون :
دب إليهم إبليس فقال : إنما كانوا يعبدونهم : وبهم يُسقون المطر !!.. فعبدوهم " ..
وأختم أخيرا ًبالكلام المعتاد كما كل مرة ..
والذي أدعو الله تعالى
بصدق أن يجد له طريقا ًومكانا ًفي قلبك :
هداني الله وإياك لما يُحب ويرضى ..
وأرانا الحق حقا ً: ورزقنا اتباعه .. وأرانا الباطل باطلا ً: ورزقنا اجتنابه ..
Bookmarks