صفحة 2 من 13 الأولىالأولى 123412 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 16 إلى 30 من 184

الموضوع: حل التعارض الموهوم : بين النقل والنقل ، أو بين النقل والعقل

  1. #16
    تاريخ التسجيل
    Nov 2010
    الدولة
    فلسطين
    المشاركات
    113
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    جزاكم الله خيرا على الإجابة ...
    لي سؤال آخر إذا سمحتم ..
    كيف يجمع بين آيتي ( ولا تزر وازرة وزر أخرى ) و ( وليحملن أثقالهم وأثقالا مع أثقالهم )؟

  2. #17

    افتراضي

    الجمع في هذا ميسور ولله الحمد..
    فالآية الأولى تدل على ما يدل عليه قوله تعالى"كل نفس بما كسبت رهينة" أي أن الأصل هو أن المرء محاسب عن عمله هو..لا كما يقول النصارى بتوريث الخطيئة الأصلية على حد زعمهم
    ولكن من كان عمله سببا في إضلال غيره فهذا عمله أيضا لأنه هو المتسبب في ذلك كمن فتح دارا للسينما فكل من يحضرها ويتلوث بمشاهدة الأفلام يحمل صاحب الدار وزره إذ كان خليقا بذلك لأنه أضل غيره ..وهذا عمله هو وليس ناقضا لقوله "ولا تزر وازرة وزر أخرى" لأن الوزر في سن الطريقة السيئة هو من يتحمله بداهة كما في قوله تعالى (ليحملوا أوزارهم كاملة يوم القيامة ومن أوزار الذين يضلونهم بغير علم ألا ساء ما يزرون)
    وفي صحيح مسلم من حديث جرير البجلي رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها من بعدهم من غير أن ينقص من أجورهم شيء ومن سن في الإسلام سنة سيئة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها من بعده من غير أن ينقص من أوزارهم شيء)
    أرجو أن تكون اتضحت الصورة
    والله الموفق

  3. #18
    تاريخ التسجيل
    Nov 2010
    الدولة
    فلسطين
    المشاركات
    113
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    السلام عليكم ورحمة الله .. بارك الله فيكم على التوضيح السابق
    ولي سؤال جديد لو تسمحون ..
    {وَلا تَنْكِحُوا الْمُشْرِكَاتِ حَتَّى يُؤْمِنَّ} .
    {وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلٌّ لَهُمْ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ}.
    الإشكال عندي هو : أليست الكتابية مشركة فلم أحل الله الزواج بها ؟

  4. #19
    تاريخ التسجيل
    Nov 2010
    الدولة
    فلسطين
    المشاركات
    113
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    كيف نجمع بين ... ؟
    {لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيّ}
    {وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ} ، {قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ}

    والله يحفظكم

  5. #20
    تاريخ التسجيل
    Jul 2009
    المشاركات
    1,842
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    متابع لابداع السائل و المسؤول

    " المعرفة الحقة هي الوصول الى التعرف على الذكاء الذي يتحكم في كل شيء...من خلال كل شيء " هرقليطس.

  6. #21

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عابرة سبيل2 مشاهدة المشاركة
    السلام عليكم ورحمة الله .. بارك الله فيكم على التوضيح السابق
    ولي سؤال جديد لو تسمحون ..
    {وَلا تَنْكِحُوا الْمُشْرِكَاتِ حَتَّى يُؤْمِنَّ} .
    {وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلٌّ لَهُمْ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ}.
    الإشكال عندي هو : أليست الكتابية مشركة فلم أحل الله الزواج بها ؟
    شكر الله لك أختي الفاضلة عابرة سبيل على أسئلتك القيمة,وللشيخ الحبيب عياض على حضوره..
    ---
    هذا يسمى في الأصول تقديم الخاص على العام ..وهو مبدأ معروف في بدائه الخطاب,كما لو قال المعلم لتلاميذه : لايخرجن منكم أحد حتى آتي,ثم يلتفت ويقول:تعال يا خالد,فهل يصح ان يعترض عليه بالتعارض فيقال:كيف يقول لا يخرج منكم أحد..ثم يسمح لخالد؟
    ولو أن خالدا امتنع محتجاً بالعام لكان سفيهاً غير قائم بموجب الامتثال والأدب.وهذا من هذه البابة, فالمشركون على الأصل يشمل أهل الكتاب, فهذا حكم عام بعدم حل الزواج منهم .ثم خصص طائفة منهم بحكم خاص ..وله نظائر كثيرة في الشرع وفي كلام الناس

  7. #22

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عابرة سبيل2 مشاهدة المشاركة
    كيف نجمع بين ... ؟
    {لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيّ}
    {وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ} ، {قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ}

    والله يحفظكم
    كان هذا مما أثاره القادياني في حواره مع الشيخ عياض..والجمع يسير ولله الحمد ,وهو فرع عن فهم الكلام
    الإكراه :أن تأطر الناس على الدخول في الإسلام وتحملهم عليه قسرا..بخلاف شرعة القتال فإنما شرعها الله لحكم بالغة
    منها:تحطيم العوائق الحائلة دون بلوغ الدعوة الإسلامية العالمية "وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين"..وبقليل من التأمل لا يخلو الأمر من احتمالين:
    -إما أن يبقى المسلمون في مهدهم الذي فيه رُبوا..وهذا متناقض مع عالمية الرسالة المحمدية
    -وإما ان ينطلقوا في الآفاق لنشر الدين..وحين يفعلون ذلك ,فإن أمم الكفر لا تدعهم ,فوجب قتالهم
    مع تخييرهم قبل ذلك بين
    -الإسلام..
    -البقاء على الكفر ودفع الجزية مقابل حقوق وضمانات ,لأن السيادة الإسلامية هي وحدها الكفيلة بتحقيق مطلب شيوع البلاغ وإتاحة الحرية الفكرية في اختيار السبيل وتحقيق العدالة الاجتماعية
    -فإن أبوا فالقتال..
    أما الخيار الأول..فهو دعوة لا قهر
    وأما الثاني..فليس فيه قهر على التدين بالإسلام ولكن جزية مقابل أمان وغيره مع إقرارهم على مقدراتهم وتجارتهم المشروعة وعبادتهم في صوامعهم
    وأما الثالث..فليس قهرا أيضا..إذ لا يكون كذلك حتى يقال:إما أن تسلم وإما أن نقتلك..وهذا غير واقع
    بل القتال مشروع لما تقدم من تأسيس مبدأ ان تكون كلمة الله هي العليا لأن الأرض أرضه وقد قضى أنه يرثها عباده الصالحون
    بخلاف ما لو كان السائس للديار على ملة كفرية فإنه سيحجزهم عن دعوة الحق التي أرادها الله سبحانه
    مع أن الإسلام في هذه السيادة يكفل الحرية الدينية الشخصية
    والفتنة عن الدين أكبر من القتل كما قرر الله جل ثناؤه في كتابه العزيز
    وقد شبهت هذا من قبل بأرض يسيطر عليها ثلة مصابة بوباء ,فجاء فريق طبي لعلاجهم فأبوا..وهم مع هذا ينقلون العدوى لغيرهم ويحولون دونهم ودون أسباب الشفاء..فحينئذ ينبغي قمع هذه الفئة المهيمنة ,حتى يتمكن من أراد الدواء من تحصيله
    وتتمة الآية المسؤول عنها"قد تبين الرشد من الغي" يعني أن طريق الحق واضح لا حاجة فيه لإكراه
    والله الموفق
    التعديل الأخير تم 01-16-2011 الساعة 07:27 PM

  8. #23

    افتراضي

    عندما أقرأ آيات مثل (و قل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن و من شاء فليكفر) [الكهف 29] أفهم منها أن المشيئة للإنسان في أن يختار بين الإيمان و الكفر، لكن عندما أقرأ آيات مثل (إن هو إلا ذكر للعالمين * لمن شاء منكم أن يستقيم * و ما تشاؤون إلا أن يشاء الله رب العالمين) [التكوير 27-29] أفهم بأن تلك المشيئة هي لله، أفيدونا في ذلك.
    كملاحظة إن لم تخنّي الذاكرة أذكر أيام المدارس أنه تعلمنا أن المشيئتين موجودتان لكن مشيئة الإنسان تابعة لمشيئة الله، إن كان كذلك فلمَ الحديث عن مشيئة الإنسان إن كان كله بمشيئة الله؟
    الوضع الحالي: تائه بين الإسلام و اللادينية.
    الخلفية: نشأ مسلمًا في بلد مسلم في مجتمع محافظ.

  9. #24

    افتراضي

    الحمد لله وبعد..مرحباً بك وأحياك الله باليقين والتقوى..
    -أول شيء :لابد أن تعلم أن عجز العقل عن تصور بعض الغيبيات ,لايعني بطلانها..وما كان متعلقاً بأفعال الله تعالى وبالقدَر هو على رأس هرم هذه الأشياء ,وكما أن العين لا ترى الأشياء الدقيقة والبعيدة..فكذلك العقل له نطاق يعمل فيه ولا يمكنه تجاوزه, وهذه الحقيقة يسلم بها كل عاقل..وكان من رحمة الله أنه أدلى بهذا البيان الذي يشبه تعليمات الكتالوج الذي ترفقه الشركة المصنعة مع الجهاز المستعمل ,فمعرفة حقائق هذه المسائل كمعرفة لماذا يخلقنا وهو غني عنا..أو فهم سر القدر ونحو ذلك..كله مما يندرج تحت قول الله تعالى "ولا تقف ما ليس لك به علم " ,ثم إن الله نبه إلى الاحتراز من القول عليه بغير علم فقال"قل إنما حرم ربي الفواحش ماظهر منها وما بطن والإثم والبغي بغير الحق وأن تشركوا بالله مالم ينزل به سلطانا وأن تقولوا على الله مالا تعلمون"..فجعل مرتبة القول عليه بغير فوق منزلة الشرك ,ثم بين أن سبيل الشيطان هو حمل الإنسان على ذلك فقال"إنما يأمركم بالسوء والفحشاء وأن تقولوا على الله مالا تعلمون"..
    -ثانيا:إذا علمت هذا..فإنه يكفي في الجواب عن ذلك بيان مذاهب الطوائف في هذا:
    *فطائفة قالت لا مشيئة للعبد مطلقاً بل هو كالريشة في مهب الريح,وحينئذ لا حاجة للعمل..
    *قابلها طائفة أخرى نفت مشيئة الله المسبقة..وقالت الانسان هو الخالق لعمله
    ولا شك أن القول الأول باطل..فنحن ندرك بالحس أن هناك مشيئة وإرادة للعبد, تحمله على الترجيح واختيار ما يهوى
    كما يلزم منه اتهام الله بالظلم-تعالى وتقدس- ..وهو ممتنع شرعاً ,كما يلزم منه الطعن في حكمة الله جل ثناؤه وهذا مخالف للشرع والعقل معاً..ومن وجه مناقضته الحكمة أن سلب العبد مشيئة يختار فيها بين الخير والشر لايحصل به انمياز المؤمنين عن الكافرين والطائعين عن العصاة..
    وكذلك القول الثاني باطل ..بدلالة الشرع والعقل..فإن القول بأن الكون خارج عن مشيئة الله ..يناقض التوحيد والإيمان ..كما أن تناسق الكون وإبداعه يشهد بخلافه ..ولابد من طرد القاعدة وإلا كان تحكّماً
    فلم يبق إلا قول أهل السنة الوسط بين النقيضين :وهو أن للعبد مشيئة اختيارية ..والله نفسه هو من شاء أن يكون للعبد مشيئة..ولو شاء لسلبه ذلك..فأنت ترى أن الملائكة لايعصون الله ما أمرهم..
    ومن باب تقريب الصورة فحسب ,ولله المثل الأعلى: هذا معلم قال لتلاميذه أنا آذن لكم أن تدرسوا وآذن لكم أن تلعبوا..
    فحين يختار التلميذ اللعب هذه مشيئته وهي مندرجة تحت مشيئة المعلم..إذ لو شاء لمنعهم من اللعب.أما قول الله تعالى "فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر" فهذه سيقت مساق التهديد..وليس المراد التخيير بين طرفين مستساغين
    كما لو قلت :اشرب ماء أو عصيراً..بل هو من قبيل قول الأب لابنه:قد عرفت الحق فاختر سبيل النجاح أو الفشل!
    وأظن أن هذا القدر من الجواب يكفي كل عاقل..لأن الدلائل القائمة على إثبات صحة الإسلام..لا ينقضها عدم فهم بعض الجزئيات
    فحيث ثبت أن الإسلام هو الحق وجب تصديق مافيه برمته..ومما ورد فيه "ولا يظلم ربك أحداً" وكذلك"وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله .."..والله أعلم
    والله الموفق للحق
    التعديل الأخير تم 01-22-2011 الساعة 01:08 AM

  10. #25
    تاريخ التسجيل
    Nov 2010
    الدولة
    فلسطين
    المشاركات
    113
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    كيف يمكننا أن نجمع بين ... ؟
    حديث الرسول صلى الله عليه وسلم : " ألا أخبركم بأفضل من درجة الصيام والصلاة والصدقة ؟ قالوا : بلى ، قال : إصلاح ذات البين "
    و
    سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم أي العمل أفضل قال شعبة قال " أفضل العمل الصلاة لوقتها وبر الوالدين والجهاد " أو في الحديث الآخر : "أفضل العمل الصلاة لوقتها ، و الجهاد في سبيل الله"

    وجزاكم الله خيرا

  11. #26

    افتراضي

    حياكم الله أختي المباركة إن شاء الله تعالى..وهاك مختصراً مفيداً يقرب الأمر إن شاء الله تعالى ,سؤالكم جيد للغاية ..سددكم الله وباركم فيكم
    -الحديث الأول حديث أبي الدرداء رضي الله عنه أخرجه الترمذي بسند صحيح , وغيره والمقصود بأفضلية إصلاح ذات البين على الصلاة والصيام والصدقة ..أي نوافل هذه العبادات لا فرائضها وقيل غير هذا,وأما الثاني فحديث عبدالله بن مسعود رضي الله عنه في الصحيحين وسؤاله عن أفضل الأعمال نسبيا لا مطلقاً للذين هم في الإسلام فكأن التقدير إذن :مِن أفضل الأعمال أو نحو ذلك ..ومعناه أن لزوم إقامة صلوات الفريضة (خلا العشاء) على أول وقتها أفضل من بر الوالدين في الجملة..والبر أفضل من الجهاد الكفائي(وهو الذي إذا أداه من قامت بهم الكفاية سقط الوجوب عن البقية فالنظر هنا :هل تحقق المقصد بصرف النظر عن الفاعل كصلاة الجنازة مثلا) لا العيني(وهو الذي يتعين على كل احد فالنظر باعتبار الفاعل كالصوات الخمس)..فإذا تعارض أمرهما لولدهما بالمكث مع جهاد تعين عليه في دفع عدو صائل, قدّم داعي الجهاد على طاعتهما في الجملة ,
    وثم حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله سئل أي العمل أفضل ؟ فقال :إيمان بالله ورسوله ,قيل ثم ماذا ؟ قال :الجهاد في سبيل الله قيل ثم ماذا؟ قال:حج مبرور" وهو مخرج في الصحيحين..فهذا سؤال عن أي الأعمال أفضل مطلقاً فلذلك قال:إيمان بالله ورسوله..والملحظ هنا أنه لم يذكر البر ولا الصلاة, وقدم الجهاد على الحج يعني الجهاد العيني على الحج مطلقاً أو الجهاد الكفائي على الحج التطوعي,لأن نفع الجهاد متعد وهو ردء لمجموع الأمة,قال الإمام ابن تيمية : (والأمر بالجهاد ، وذكر فضائله في الكتاب والسنة ، أكثر من أن يحصر ، ولهذا كان أفضل ما تطوع به الإنسان ، وكان باتفاق العلماء أفضل من الحج والعمرة ، ومن الصلاة التطوع ، والصوم التطوع ، كما دل عليه الكتاب والسنة ، حتى قال النبي صلى الله عليه وسلم : " رأس الأمر الإسلام ، وعموده الصلاة ، وذروة سنامه الجهاد ") وهنالك ملمح آخر فقد ورد القِران بين الإيمان بالله والحج غير موضع من القُران العظيم كقول الله تعالى"إنما المؤمنون الذين امنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا وجاهدوا بأموالهم وانفسهم في سبيل الله أولئك هم الصادقون " وقوله "أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن آمن بالله واليوم الآخر وجاهد في سبيل الله.." وذلك لأن الجهاد من أصدق شيء في البرهان على صحة استقرار الإيمان .
    -وروى البخاري من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلاً جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : دلني على عمل يعدل الجهاد . قال : لا أجده . ثم قال : هل تستطيع إذا خرج المجاهد أن تدخل مسجدك ، فتقوم ولا تفتر ، وتصوم ولا تفطر ؟ قال : ومن يستطيع ذلك ؟!..وذلك لما في الجهاد من مخاطرة بالنفس وأذى وجراح وإعلاء لراية الدين فجنسه مقدم على جنس الحج,ولمس الرسول من حال السائل ما فهم منه أنه يعني العدل النسبي فهو مؤمن مقيم على الفرائض ..فأفتاه وبين له أن جهاده يكافيء ما لو بقي يصلي بلا فتور ويصوم بلا فطور ..فدل على أن العدل(أعني قوله يعدل) المسؤول عنه هنا بين نوافل الطاعات وكان الجواب بتقديم جنس الجهاد على كل ذلك
    وفي حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : قيل : يا رسول الله أي الناس أفضل ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : مؤمن يجاهد في سبيل الله بنفسه وماله . قالوا : ثم من ؟ قال : مؤمن في شعب من الشعاب يتّقي الله ، ويدع الناس من شرّه . رواه الشيخان
    وكذا حديث البخاري عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها أنها قالت : يا رسول الله نرى الجهاد أفضل العمل ، أفلا نجاهد ؟ قال : لا, لكنّ أفضل الجهاد حج مبرور . فهذا يخص النساء أن جهادهن هو الحج , لحديث عائشة نفسها رضي الله عنها قالت : استأذنت النبي صلى الله عليه وسلم في الجهاد ، فقال : جهادكن الحج , وهذه بشرى لأخواتنا النساء أن لهن جهادا من نوع خاص هو الحج فلا يأسين إذ لم يكنّ ممن كلفن بالجهاد في الأصل إلا عند الضرورة
    والحاصل أن اختلاف هذه الجوابات من رسول الله ليس من التعارض في شيء وإنما هو من باب مراعاة حال السائل وما يناسبه ونوع السؤال والظرف المحتف به فهي أشبه بالادوية التي تناسب حال السائل فيوصف لكلٍ ما يناسبه, كما لوجاءك شخص يستنصحك وقال ما أفضل ما توصيني به..ربما قلت له:الذكر..وآخر يقال له قيام الليل..وثالث :التقوى..إلخ ,فإن فهمت من سؤاله أنه يسأل عن الأفضلية المطلقة قلت:الإيمان بالله..وهكذا, قال الحافظ ابن حجر : (ومحصل ما أجاب به العلماء عن هذا الحديث وغيره مما اختلفت فيه الأجوبة بأنه أفضل الأعمال أن الجواب اختلف لاختلاف أحوال السائلين بأن أعلم كل قوم بما يحتاجون إليه , أو بما لهم فيه رغبة , أو بما هو لائق بهم , أو كان الاختلاف باختلاف الأوقات بأن يكون العمل في ذلك الوقت أفضل منه في غيره..)
    والله أعلم
    التعديل الأخير تم 03-11-2011 الساعة 11:07 AM
    مقالاتي
    http://www.eltwhed.com/vb/forumdispl...E3%DE%CF%D3%ED
    أقسام الوساوس
    http://www.eltwhed.com/vb/showthread...5-%E3%E4%E5%C7
    مدونة الأستاذ المهندس الأخ (أبو حب الله )
    http://abohobelah.blogspot.com/

  12. #27
    تاريخ التسجيل
    Dec 2010
    الدولة
    كندا
    المشاركات
    750
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    بارك الله في جهودك
    لدي سؤال لو سمحت
    كيف يمكن إزالة التناقض المتوهم بين
    ان الله خارج حدود المكان
    وبين الآية التي تقول "وتجلى ربك للجبل" أي ظهر له,فتحدد بذلك داخل المكان
    و جزاك الله خيرا

  13. #28

    افتراضي

    ليست الآية هكذا .."فلماتجلى ربُّهُ للجبلِ جعله دكّاً" وهنا أمور:-
    طلب موسى عليه الصلاة والسلام أن يرى ربه دليل أن ذلك غير ممتنع وأن الله تعالى يُرى ..وهذه أعظم نعمة وأبهى حلية من حِلى أهل الإسلام يوم القيامة كما في قوله تعالى "وجوه يومئذ ناضرة *إلى ربها ناظرة" وهذا ما عليه أهل السنة بلا خلاف قط, وخالف اهل البدع والإلحاد عن معاني آيات الله تعالى الجلية
    -والجلاء الظهور..فكونه تقدس وتبارك ظهر للجبل يعني انكشاف الحجاب عن الله تعالى وصار كالمنظور للجبل وحده فاندكّ الجبل..ولا تعلق لهذا بالمكان..على أن نفي المكان عن الله مطلقا غلط..بل يقال إذا كان المقصود تنزه الله عن أن يحويه مكان فنعم فإذا قصد به أنه عز وجل فوق السماوات وفوق جميع خلقه فهذا معنى صحيح..ولايمكن للعقل أن يكيف ذلك..ولذا قال السلف بلا كيف
    والله أعلم
    التعديل الأخير تم 03-12-2011 الساعة 12:01 AM
    مقالاتي
    http://www.eltwhed.com/vb/forumdispl...E3%DE%CF%D3%ED
    أقسام الوساوس
    http://www.eltwhed.com/vb/showthread...5-%E3%E4%E5%C7
    مدونة الأستاذ المهندس الأخ (أبو حب الله )
    http://abohobelah.blogspot.com/

  14. #29
    تاريخ التسجيل
    Dec 2010
    الدولة
    كندا
    المشاركات
    750
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    بارك الله فيك
    فهمت واقتنعت
    اوعتذر عن الخطأ في الأية

  15. #30

    افتراضي

    وفيك بارك أيها الأخ الحبيب جعلني الله وإياك من أهل التواضع
    مقالاتي
    http://www.eltwhed.com/vb/forumdispl...E3%DE%CF%D3%ED
    أقسام الوساوس
    http://www.eltwhed.com/vb/showthread...5-%E3%E4%E5%C7
    مدونة الأستاذ المهندس الأخ (أبو حب الله )
    http://abohobelah.blogspot.com/

صفحة 2 من 13 الأولىالأولى 123412 ... الأخيرةالأخيرة

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. مناظرة الشيخ الإدريسي مع مراد الزنديق في موضوع الفكرالإسلامي بين النقل والعقل.
    بواسطة محمد المبارك في المنتدى قسم الحوار عن المذاهب الفكرية
    مشاركات: 11
    آخر مشاركة: 12-12-2010, 02:52 PM
  2. العقل و النقل
    بواسطة نديم في المنتدى قسم الحوار عن الإسلام
    مشاركات: 34
    آخر مشاركة: 01-02-2010, 11:30 AM
  3. العقل و النقل 2
    بواسطة نديم في المنتدى قسم الحوار عن الإسلام
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 12-31-2009, 02:33 AM
  4. العقل ام النقل ؟
    بواسطة بلال في المنتدى قسم الحوار عن الإسلام
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 06-19-2005, 03:23 AM

Bookmarks

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
شبكة اصداء