صفحة 2 من 6 الأولىالأولى 1234 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 16 إلى 30 من 84

الموضوع: حجية الأحاديث في دين الله (حوارٌ ثنائي مع الأخ عبدالله الشهري).

  1. #16
    تاريخ التسجيل
    Dec 2010
    الدولة
    المملكة العربية السعودية
    المشاركات
    656
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة youssefnour مشاهدة المشاركة
    أنا ذكرت لك الآية الكريمة لتعلم إن الدراسة والقراءة تخص كتاب الله تعالى فقط ، فكيف ستطوع هذه الآيات الكريمة إلى علم الحديث هذا هو السؤال؟! .
    إضافة مهمة: طبعاً ليس هذا هو محل خلافنا الحقيقي لأني أقول - كما هو أصل الموضوع - أن دراستنا للكتاب وتعلمنا له هو الذي أدى إلى اعتقاد حجية السنة. بعبارة أخرى: لما تعلمنا الكتاب ودرسناه وجدنا فيه العديد من الآيات الدالة على حجية سنة الرسول صلى الله عليه وسلم، ثم لما نظرنا بعد ذلك في سنته وجدناها تبين الكتاب وتفسره وتخصص عمومه وتقيد مطلقه...إلى آخر ذلك مما قد سمعتموه وعرفتموه.
    فالنقاش كان وسيكون عن "كيف أدى تعلمنا للكتاب ودراستنا له - تنزلاً معك أن الدراسة هي التعلم - إلى اعتقاد حجية السنة"، ولا زلنا في البداية ، فهناك الكثر من الدلة بالإضافة للدليل الذي سقته في أول مشاركة ولم تكن مقنعاً في تقديم ما يشفع لك في صرف دلالة الألفاظ عن ظاهر ما تدل عليه.
    التعديل الأخير تم 01-22-2011 الساعة 12:12 PM

  2. #17
    تاريخ التسجيل
    Aug 2010
    الدولة
    مصر/ الأسكندرية
    المشاركات
    138
    المذهب أو العقيدة
    منكر للسنة

    افتراضي

    بسم الله الرحمن الرحيم
    الأخ الفاضل عبد الله
    أنت تقول :
    وجه الاستدلال في آخر رد كتبته لك...وأنت - كعادتك في التجاوز ، ولا مؤاخذة - لم تحاول حتى الإشارة إليه فضلاً عن التعليق عليه.
    أنا لا أتجاوز أبدا عن آي رد تكتبه ، ولكنني قد أؤجل ردى على بعض ما تكتب لأن الرد سيأتي في وقت أفضل وبصورة أوضح ، فأنا أعلم لا شك إنك ستستخدم جملة (ما أتاكم الرسول فخذوه) من آية سورة الحشر كأحد أدلتك على وجوب الأحاديث،،لأن هذه هي عادة علماء الفرق والمذاهب في إستقطاع الآيات من سياقها للتدليل بهذه الآيات على صحة معتقاداتهم، أنتم تفعلون هذا وكذلك الشيعة تفعل والقرآنيين يفعلون....،
    ولإني أعلم إنك ستستخدم هذه الجملة (ما أتاكم الرسول فخذوه) مستقطعها من آية سورة الحشر ، فقد كنت سأتحدث عنها بالتفصيل،ولكن في وقت إستخدامك لها كدليل منفصل ، ومع ذلك، وحتى لا تتهمنى بالتجاوز عما تكتب تعالى نري هذه الآية بوضوح تام.
    وما أتاكم الرسول فخذوه ...
    لقد ورد هذا المقطع في قوله تعالى من سورة الحشر :
    مَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ كَيْ لَا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِيَاءِ مِنْكُمْ وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (7) الحشر
    فهل قوله تعالى : " وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا " أمر من الله تعالى للمؤمنين، المعاصرين لرسول الله فقط، بطاعته طاعة مطلقة، قبل ظهور الفرق والمذاهب المختلفة؟! أم أمر لكافة المسلمين، بعد ظهور الفرق والمذاهب المختلفة ؟!
    وإذا كان أمرا لكافة المسلمين، بعد ظهور الفرق والمذاهب المختلفة، فأية فرقة هي التي آتاها الرسول أحاديثه الصحيحة، وكيف لنا أن نتحقق من ذلك ؟!
    إن المتدبر لسياق الآية، يعلم أن الأمر بطاعة الرسول، أو النهي عن معصيته، قد سبقه حديث عن توزيع مال الفيء، وهو موضوع تحدثت عنه آيات أخرى، كما ورد في سورة الأنفال من حديث عن توزيع مال الغنيمة، وعن مصارفه.
    وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ إِنْ كُنْتُمْ آَمَنْتُمْ بِاللَّهِ وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَى عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (41)الأنفال
    إن الخطاب في هذه الآية، في المقام الأول، لصحابة رسول الله، يبين لهم وجوب الالتزام والرضا، بما يقوم رسول الله بتوزيعه من غنائم. والمتدبر لسياق هذه الآية، وآية سورة الحشر، يتبين له مدى مسئولية رسول الله عن توزيع الغنائم والفيء بصفته القائد الأعلى للجيش .
    ولابد من أن خلافا نشب بين صحابة رسول الله بخصوص توزيع هذا الفيء فنزل الوحي القرآني يحسم هذا الخلاف، كما يتضح ذلك من آيات سورة الحشر التالية :
    لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ (8) وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (9)الحشر
    وكما هو ملاحظ، فإن جملة " مِمَّا أُوتُوا "، في هذه الآية تشير بالدلالة القطعية إلى قوله تعالى في الآية [7] من سورة الحشر " وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ "، وهو ما يتعلق بتوزيع الفيء .
    والمعنى أنه ما كان لصحابة رسول الله أن يتكلموا أصلا في غنائم أو فيء، وهم المهاجرون الذين تركوا ورائهم كل شيء، والأنصار الذين آووا المهاجرين وأشركوهم ديارهم وأموالهم ولم يجدوا في صدورهم حاجة مما أوتي المهاجرون، بل وآثروهم على أنفسهم،" وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ " .
    ولقد كان للمنافقين موقف من توزيع رسول الله للصدقات، فإذا رأوها توزع على غيرهم طعنوا ولمزوا...، فيقول الله تعالى :
    وَمِنْهُمْ مَنْ يَلْمِزُكَ فِي الصَّدَقَاتِ فَإِنْ أُعْطُوا مِنْهَا رَضُوا وَإِنْ لَمْ يُعْطَوْا مِنْهَا إِذَا هُمْ يَسْخَطُونَ (58) وَلَوْ أَنَّهُمْ رَضُوا مَا آَتَاهُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ سَيُؤْتِينَا اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَرَسُولُهُ إِنَّا إِلَى اللَّهِ رَاغِبُونَ (59)التوبة
    وتدبر العلاقة بين قوله تعالى : " وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ " وقوله تعالى في هذه الآية : " مَا آَتَاهُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ "، فلا شك في أن إيتاء الله هو عين إيتاء الرسول، فالله تعالى هو المشرع، ورسوله هو القائم على تفعيل شريعة الله بين الناس .
    إن أمر الأنفال ليس حقا خالصا للمسلمين، كي يتنازعوا عليه، وإنما لابد من استيفاء الخمس للمصارف، والتي بينتها الآيات، ليبقى أربعة أخماسها للمقاتلين .
    يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفَالِ قُلِ الْأَنْفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (1)الأنفال
    أما الفيء، الذي ورد في سورة الحشر، فيذهب جميعه إلى ولي أمر المسلمين ليتصرف فيه حسب المصارف التي أشارت إليها الآية، وعلى المسلمين الرضا بحكم رسول الله في هذا التوزيع، فهو ولي أمرهم، وقائدهم الأعلى .
    لذلك فإن استقطاع هذا الجزء " وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا " من سياق الآيات التي ورد فيها...، ثم من سياق الآيات بعدها ..، ثم من آيات سور أخرى..، عمل مذهبي، لا يفعله إلا عالم المذهب الديني، لا عالم الدين الإلهي..، عمل لا يرضى عنه الله تعالى، ولا رسوله، عليه السلام .
    لقد كان لعصر الرسالة طبيعته الخاصة، التي تفرض على كل من آمن برسول الله أن يطيعه طاعة مطلقة، فرسول الله أمامهم، يسمعون منه مباشرة، والوحي الإلهي يباشر مواقفهم، ويتنزل بما يصحح أحوالهم، ويهديهم إلى صراط ربهم المستقيم .
    إن الله تعالى لن يناله من هذه الأنفال شيء، ومع ذلك قال تعالى : " الْأَنْفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ "، وذلك لبيان أن الله تعالى هو المشرع، وأن رسوله هو القائم على تنفيذ هذه الشريعة بين الناس .
    فما هي مشكلة علماء الفرق والمذاهب المختلفة، التي تحول دون أن يجتمعوا اليوم حول آية رسول الله القرآنية، كما اجتمع عليها صحبه الكرام، يستقون من نورها فقها قرآنيا معاصرا؟! ما المشكلة في أن يثبت علماء المسلمين للعالم أجمع أن هذا القرآن هو "الآية" الدالة على صدق الله فيما أنزل، وصدق رسوله فيما بلغ، والحجة القائمة بين الناس إلي يوم الدين؟! ولماذا يصرون على فهم نصوص " الآية القرآنية "، فهما مذهبيا، يستخدمه علماء ودعاة كل فرقة ، للدفاع عن توجهها العقدي، والتشريعي؟!
    يا أخي الكريم أنا لا أتجاوز عن شيء، وعندما تكتب دليل أنا أقتنع به فسوف أثبت فورا موافقتي على دليلك،فأنا لا أتبع مذهب أدافع عنه،ولكنني فقط أرجوا رضاء الله تعالى.
    ومن المؤكد إننا سنتعرض في حوارنا وبشكل مباشر عن الكتاب بشكل أوضح، وأيضا عن كل دليل ستضعه ، وهذا سيعود بنا إلى التكلم عن العلم والدراسة مرة أخري .
    فأرجوك لا تتهمنى بالتجاوز، فأنا لن أترك أمرا إلا وسنتحدث عنه ولكن تداول الحوار بيننا قد يؤجل معلومة إلى وقت مناسب لها، فكما ترى عندما تكلمت عن (ما اتاكم الرسول) خرجنا خارج الحوار.
    أتركك الآن لتعود بالحوار، إلى تسلسله المنطقى في وضع أدلتك من القرآن الكريم لإتباع كتاب آخر غير كتاب الله ، يحتوى على شق ثان للتشريع .
    تحياتى ،،،،،

  3. #18
    تاريخ التسجيل
    Dec 2010
    الدولة
    المملكة العربية السعودية
    المشاركات
    656
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي


    بسم الله والحمد لله في الأولى والآخرة.
    كنت أعلم أيضا – من سابق خبرة مع منكري السنة - أنك ستقصر الآية على ما جاء في سياق الغنائم. وما ذهبت إليه صحيح من حيث الحادثة التي كانت سبب نزول. لكن طريقة القرآن تتضمن أكثر مما ذهبت إليه. فإن الخطاب القرآني كثيراً ما يأتي بـقاعدة عامة يختم بها سلسلة أشياء محددة نهى عنها أو أمر بها، فتكون هذه الخاتمة شاملة للمناسبة المحددة في السياق وفي نفس الوقت قاعدة عامة لكل شيء يدخل في معناها. ففي آيات الحج تكلم الله عن شعائر محددة ثم قال (ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب) ، وفي آية أخرى في سياق مناسك الحج قال (ذلك ومن يعظم حرمات الله فهو خير له عند ربه)، وفي سياق آخر تكلم الله عن المواريث ولكنه ختم تلك القضية المحددة بقاعدة عامة تشمل تلك القضية المحددة وكل ما يصلح لأن يدخل في معناها إلى يوم القيامة ، فقال (تلك حدود الله ومن يطع الله ورسوله يدخله جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها وذلك الفوز العظيم ومن يعص الله ورسوله ويتعد حدوده يدخله نارا خالدا فيها وله عذاب مهين)، ففي هذه ونظائرها: هل نقول: تعظيم شعائر الله نقتصر فيه فقط على ما جاء في السياق، وكذلك الحرمات، فنقول: إنما جاء بتعظيم الحرمات التي دل عليها السياق فقط، وهي المتعلقة بالحج؟ كذلك الأمر بالنسبة لما جاء في قضية المواريث: هل يقال: قول الله (ومن يطع الله ورسوله) إنما يراد بها ما جاء في السياق فيُقتصر على ذلك، أي على ما جاء في أمر الطاعة في أمور المواريث، أنا، بل كل مسلم أوتي حظاً من الفهم العادي لأسلوب القرآن ، ينزه كلام الله عن التعامل الدوني والضيق مع بلاغة القرآن في مثل هذا وغيره.
    كان هذا فقط تعقيب مؤقت على مداخلتك هذه، وسأعود إن شاء الله بمزيد من الأدلة التي تفيد بمجموعها وعمومها حجية السنة، ولكن يبدو لي أنه ليس عندك أدنى اعتراض على حجية السنة لو أنّا كنّا بمشهد رسول الله وبمرأى ومسمع منه ، أليس كذلك ؟ صححني إن أخطأت الافتراض. والذي يبدو جلياً أنك تنكره هو السنة "المذهبية" بتعبيرك، أي هذه الأحاديث التي لا تدري هل قالها الرسول فعلاً أم أنها منسوبة إليه كذباً وزوراً. من فضلك وضح لي لأني الآن استدل على حجية السنة بغض النظر عن النقل والرواية ، فإن كانت السنة – هكذا من حيث المبدأ – محل قبول عندك ، تجاوزت هذه الجزئية المتفق عليها وانتقلت إلى السنة المذهبية والتي لا دليل على حجيتها بزعمك (وإن كنت أخالفك طبعاً في أن مجرد كون السنة تنسب غالباً إلى جماعة تعرف بأهل السنة هو شيء مذموم ويفقدها مصداقيتها بمجرد ذلك، وفق قانون "الآبائية" الذي توظفه بشكل خاطئ في إنكار السنة وهذا تناقض منك لأن كثيراً من الآيات التي استنبطت منها مفهوم الآبائية هذا (وتسلطت به على غيرك) هي آيات جاءت في أشخاص وقضايا معينة ، بدلالة السياق، ومع ذلك عممت معناها ووظفتها في أكثر مما دلت عليه في سياقها، ولكن لما نستدل على حجية السنة النبوية بنفس منهج الاستدلال – كما في "وما آتاكم الرسول فخذوه" ونظائرها – تظهر عندك حمية فورية على القرآن وينتابك الحرص المفاجئ، كما هو حال كثير من منكري السنة، على تأكيد أهمية السياق وعدم الخروج عن دلالته!)

  4. #19
    تاريخ التسجيل
    Aug 2010
    الدولة
    مصر/ الأسكندرية
    المشاركات
    138
    المذهب أو العقيدة
    منكر للسنة

    افتراضي

    بسم الله الرحمن الرحيم
    الأخ الفاضل عبد الله الشهري
    هناك تناقض عجيب جدا في ردكم السابق لم أفهمه، ومن المؤكد إنك لم تقصده، فأنظر معي ماذا تقول في بداية كلامك :
    كنت أعلم أيضا – من سابق خبرة مع منكري السنة - أنك ستقصر الآية على ما جاء في سياق الغنائم. وما ذهبت إليه صحيح من حيث الحادثة التي كانت سبب نزول. لكن طريقة القرآن تتضمن أكثر مما ذهبت إليه. فإن الخطاب القرآني كثيراً ما يأتي بـقاعدة عامة يختم بها سلسلة أشياء محددة نهى عنها أو أمر بها، فتكون هذه الخاتمة شاملة للمناسبة المحددة في السياق وفي نفس الوقت قاعدة عامة لكل شيء يدخل في معناها.
    إذن فأنت هنا تطلب أن تكون الآيات القرآنية قاعدة عامة ولا يجب تخصيص الآية لموقف أو وقت معين !
    ثم عدت تقول في نهاية كلامك :
    لأن كثيراً من الآيات التي استنبطت منها مفهوم الآبائية هذا (وتسلطت به على غيرك) هي آيات جاءت في أشخاص وقضايا معينة ، بدلالة السياق، ومع ذلك عممت معناها ووظفتها في أكثر مما دلت عليه في سياقها.
    وهنا تطلب أن تكون الآيات خاصة بموقف وزمن معين، ولا يجب تعميمها .
    يا أخي الكريم
    نفتح الشباك ولا نقفله!!
    فمرة تقول إن الآية يجب تعميمها، ومرة أخري تقول إن الآية يجب تخصيصها ، وهذا كلامك ، ثم تتهمني أنني جعلت آية سورة الحشر خاصة في توزيع الفيء ثم تتهمني مرة أخري أنني جعلت آيات الآبائية، آيات عامة .
    الفرق كبير يا آخى الكريم فآيات الآبائية ذكرها الله تعالى للتذكر والعبرة ولذلك وصف الله تعالى وحيه القرآني "بالذكر"، فهو يذكر الناس بربهم، ويحضهم على مذاكرة شريعتهم، وتذكرها :
    وَمَا تَسْأَلُهُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ (104)يوسف
    فالضمائر "عليه"، "إن هو"، تعود كلها إلى القرآن الكريم بدلالة السياق .
    ثم يقول الله تعالى في سورة آل عمران :
    ذَلِكَ نَتْلُوهُ عَليْكَ مِنَ الْآَيَاتِ وَالذِّكْرِ الْحَكِيمِ (58)
    تدبر : لقد عطف الله تعالى الذكر على الآيات، لبيان أن هذه الآيات التي ذكرت قصص وأنباء الأمم السابقة، هي ما يجب على الناس، في هذا السياق تذكره ومذاكرته واتباعه .
    ومن هذا المنطلق فإن قصص الأمم السابقة يجب علينا دراستها جيدا، مع ضرورة مقارنتها بما يحدث في كل عصر تمر به الأمة الإسلامية
    وعلى سبيل المثال ، فقد أبلغنا الله تعالى إن جميع الكتب السماوية قد تم تحريفها لأن الله تعالى ترك مسؤولية حفظها للبشر، فاستطاع الشيطان أن يوسوس لعلماء كل الأمم السابقة فحرفوا كتب الله تعالى، ولأن القرآن هو الكتاب الخاتم فقد حفظه الله تعالى بنفسه، ولذلك لم يستطيع الشيطان اختراقه .
    ماذا تفهم من هذا الكلام ، أليس هذا الكلام يذكر بأن البشر لا يؤتمنوا في حفظ الرسالات ؟ .
    إن كل الأديان السابقة عن الإسلام حرفت كتب الله ، رغم إن الله تعالى حيى وشاهد على تحريف كتبه المقدسة، وشاهد على انتصار الشيطان في تحريف الكتب بواسطة الوسوسة لعلماء كل دين .
    والسؤال هل مات الشيطان؟ أم إنه مازال حي يوسوس للناس !!!
    والسؤال أيضا : إذا كان القرآن أصبح حصين ولا يستطيع الشيطان أن يخترقه ويحرفه، فهل الأحاديث التي قسمت الأمة الإسلامية وفرقت المسلمين وأقامت بينهم الحروب والقتل منذ معركة الجمل وحتى يومنا هذا ، هل هذه الأحاديث حصينة أيضا من عمل الشيطان مثل القرآن الكريم المحفوظ بحفظ الله تعالى له . أم إن هذه الأحاديث مرتع للشيطان يفعل بها ما يشاء، لذلك وقفوا علماء المسلمين حيارى لا يدرون ماذا يفعلون فاضطروا إلى التجريح والتعديل، بل إلى التصحيح والتضعيف، بل قسموها إلى عشرات الأقسام بين مدلسات، وإسرائيليات،،،و،،،و،،،،و،،،الخ
    ماذا نفهم من هذا التذكر والتذكير الذي جاء في القرآن الكريم يحذرنا تحذير واضح جدا ، في عدم البعد عن كتاب الله وإتباع آي سبل أخري تدبر :
    وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (153)الأنعام
    فهل عملنا بهذه الوصية
    أما آية سورة الحشر يا أخي الكريم فهي آية للتشريع يجب الالتزام بحدودها، وعدم تحميلها أكثر مما تحتمل حتى لا تفرق بنا عن سبيله.
    ولو لاحظت يا صديقي إنك إذا عممت آية سورة الحشر في (إن ما أتاكم الرسول) هي آية عامة تشمل كل ما يقوله الرسول، فإنك في هذه الحالة جعلت الصحابة يرفضون سنة الرسول، فهذا واضح جدا في السياق القرآني لآيات سورة الحشر، تدبر معي الآية رقم (9) من نفس السورة والتي تقول
    وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (9)الحشر
    لاحظ هنا أن صحابة رسول الله (وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ) يرفضون ما آتاهم الرسول (وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا) فهل صحابة الرسول ليسوا في حاجة لسنة الرسول ، هذا كلام لا يقال على الصحابة ، ولكنهم طبعا كانموا يرفضون الفيء الموزع عليهم ليهدوه إلى الفقراء حتى لو كان بهم "خصاصة"،، "وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ" .
    وحتى لو تجاوبت معك في أن (ما آتاكم الرسول) هي آية عامة ، فما هو هذا الشيء الذي سيأتينا به الرسول غير القرآن الكريم ، وخصوصا أن الآية الكريمة لم تقل ( وما آتاكم النبي) وطبعا أنت تعلم إن الرسول يختلف عن النبي بأنه يحمل رسالة آي إن الرسول نبي + رسالة، فإذا قال الله تعالى (ما أتاكم الرسول) فإن الإتيان هنا هو إتيان الرسالة فقط، ولا يمكن أن يكون إتيان آي شيء آخر، وخصوصا إذا كان هذا الشيء تم تدوينه بعد وفاة الرسول بقرنين من الزمان ولا يعلم حتى الذين دونوه ما هو الحق وما هو الباطل فيما دونوه، لأنهم لو كانوا يعلمون لورث المسلمون كافة كتاب واحد عن سنة رسول الله يتبعوه كما يتبعون القرآن الكريم ،، أعتقد إن هذا بديهي تماما . .
    ثم أنت تقول
    ولكنه ختم تلك القضية المحددة بقاعدة عامة تشمل تلك القضية المحددة وكل ما يصلح لأن يدخل في معناها إلى يوم القيامة ، فقال (تلك حدود الله ومن يطع الله ورسوله يدخله جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها وذلك الفوز العظيم ومن يعص الله ورسوله ويتعد حدوده يدخله نارا خالدا فيها وله عذاب مهين)، ففي هذه ونظائرها: هل نقول: تعظيم شعائر الله نقتصر فيه فقط على ما جاء في السياق.
    يا صديقي إن هذه الآية بالذات توضح وضوحا بينا أن كل ما يجب أن يتبع هو ما يوجد في القرآن الكريم فقط، بالإضافة إلى ما وصل إلينا عبر منظومة التواصل المعرفي والتي حفظها الله تعالى كما حفظ كتابه الخاتم .
    فتدبر معي :
    يقول الله تعالى في سورة النساء :
    تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (13)
    إن الحدود وضعها الله تعالى والقائم بالتنفيذ هو رسول الله، عليه السلام، ولذلك فالآيات القرآنية في حد ذاتها تحمل سنة رسول الله ، ولذلك لو تابعت الآية (14) والتى توضح هذا الأمر جليا فنجد الله تعالى يقول
    وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُهِينٌ (14)
    إن الطاعة والمعصية إرتبطت بالله والرسول معا لأن الله الذي يأمر بالحدود والرسول الذي ينفذ هذه الحدود
    ولكن عندما تكلم عن الحدود فإن الأمر أصبح مردوده لله فقط " وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ" ولم يقل (ويتعد حدودهما)
    ومن هذا المنطلق فإن السنة النبوية لابد أن تكون حقيقة قرآنية ، وليست تراثا مذهبيا روائيا تتخذه كل فرقة لتدعيم توجهاتها المذهبية المختلفة، فهى كما قلت حقيقة قرآنية تقوم على تفعيل كافة المسلمين لذات النص القرآني المعجز في كل عصر، وفق إمكانياتهم العلمية والمعرفية .
    لقد جاء في آيات القرآن لفظ "السنة" مضافا إلى لفظ الجلالة : "سنة الله" وورد أيضا مضافا إلى السابقين من رسل الله : "سنة الله في الذين خلوا من قبل" كما جاء ضمن قوله تعالى في سورة الأحزاب منسوبا إلى النبى، عليه الصلاة والسلام، :
    مَا كَانَ عَلَى النَّبِيِّ مِنْ حَرَجٍ فِيمَا فَرَضَ اللَّهُ لَهُ سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَرًا مَقْدُورًا (38)
    فسنة النبي هى ما فرض الله له وعليه كما مضت سنته في الذين خلوا من قبل.
    ولكن للأسف فإن التطور الدلالي أصاب لفظ "السنة" فجعلتها الأجيال مقصورة على ما ورثنا عن الماضيين من تعريفها بأنها
    "ما آثر عن النبي، عليه الصلاة والسلام، من قول أو فعل أو تقرير أو صفة" وبذلك ازدوج معني "السنة" :
    أ-فهو أولا : ما يتعلق بتفعيل النص القرآني في شكل أفعال وسلوكيات تتمثل في تطبيق النبى، عليه الصلاة والسلام، للنص القرآني .
    ب-وهو ثانيا : المأثور عن النبي من أقواله وأفعاله وتقريراته وصفاته .
    والمعنى الثاني هو الذي أدى إلى انقسام الأمة الإسلامية إلى فرق وطوائف وأحزاب ، بحسب ما انتهى إليهم من آثار السنة النبوية بالمعنى الثاني والذى وصل إليهم عن طريق تراث كل فرقة ، وهو مضمون إشارة القرآن عن " الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا كل حزب بما لديهم فرحون "[ الروم/ 32].
    أرجوا أن يكون الأمر أكثر وضوحا الأن

  5. #20
    تاريخ التسجيل
    Dec 2010
    الدولة
    المملكة العربية السعودية
    المشاركات
    656
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة youssefnour مشاهدة المشاركة
    هناك تناقض عجيب جدا في ردكم السابق لم أفهمه، ومن المؤكد إنك لم تقصده
    عذراً أخي ولكن يبدو أن عدم فهمك - كما ذكرت عن نفسك - هو الذي جعلك ترى تناقضاً لا وجود له. فتأمل معي.
    إذن فأنت هنا تطلب أن تكون الآيات القرآنية قاعدة عامة ولا يجب تخصيص الآية لموقف أو وقت معين !
    إن كنت تقصد بقولك "لا يجب" أي إهمال الموقف الخاص واعتبار المعنى العام فاستنتاجك خطأ لا مبرر له. وإن كنت تقصد بذلك أن الآية عبرت عن موقف ما وأنها ستبقى معبرة عن ذات المواقف المماثلة مستقبلاً بالإضافة إلى تعميم ظاهر المعنى المستفاد من لفظ الآية، فصحيح، هذا ما أردت.
    ثم عدت تقول في نهاية كلامك :...
    وهنا تطلب أن تكون الآيات خاصة بموقف وزمن معين، ولا يجب تعميمها .
    لا أبداً يا يوسف، على مهلك. صنيعي إنما كان لبيان تناقض منكري السنة لا تناقضي، فأنا لم "أطلب" كما زعمت ولا أدري كيف نسبت إلي ذلك ، فرأيي غير ذلك كما عرفت من كلامي سابقاً. وإنما أردت أن أبين لك من باب المجاراة والتمثيل أن منكري السنة يتهمون خصومهم بما يفعلونه هم أنفسهم، وهذا قد لا يدل بالضرورة على فساد ذات الفعل وإنما يدل على الاضطراب وعدم الاطراد مع النفس والطرف الآخر، مصداقاً لقوله تعالى (وإن يكن لهم الحق يأتوا إليه مذعنين).

    فمرة تقول إن الآية يجب تعميمها، ومرة أخري تقول إن الآية يجب تخصيصها ، وهذا كلامك ،
    فساد هذه العبارة يغني عن الرد عليها لو تأملت فيها بإنصاف. ولكني سأوضح: متى قلت "يجب تعميمها" أو "يجب تخصيصها" ، ومما يؤكد إصرارك على أن تقولني مالم أقل هو قولك "وهذا كلامك" (سبحانك هذا بهتان عظيم)
    ثم تتهمني أنني جعلت آية سورة الحشر خاصة في توزيع الفيء ثم تتهمني مرة أخري أنني جعلت آيات الآبائية، آيات عامة .
    لم أتهمك وإنما هذا هو الواقع...واقع الاضطراب في فهم كتاب الله واستخلاص الدروس منه. هل تذكر عندما قلت بنفسك في مشاركة سابقة أن "تعليم الحكمة" في قوله تعالى (ويعلمهم الكتاب والحكمة) هو تعليم الرسول أمته طرق الاستنباط من الآيات، فهل تعلمت هذا من الرسول أم أنه اجتهادك الشخصي في فهم كلام الله؟

    الفرق كبير يا آخى الكريم فآيات الآبائية ذكرها الله تعالى للتذكر والعبرة ولذلك وصف الله تعالى وحيه القرآني "بالذكر"، فهو يذكر الناس بربهم، ويحضهم على مذاكرة شريعتهم
    هذا تلبيس - ولا تؤاخذني - فإن كتاب الله كله ذكر لا فرق بين آيات الآبائية وغيرها، واشتقاقات لفظ "الذكر" ودلالاتها في سياقات القرآن المختلفة لها معان كثيرة وأنت اقتصرت على معنى واحد، ولكن ليس هذا موضع اهتمامي الآن.

    وعلى سبيل المثال ، فقد أبلغنا الله تعالى إن جميع الكتب السماوية قد تم تحريفها لأن الله تعالى ترك مسؤولية حفظها للبشر، فاستطاع الشيطان أن يوسوس لعلماء كل الأمم السابقة فحرفوا كتب الله تعالى، ولأن القرآن هو الكتاب الخاتم فقد حفظه الله تعالى بنفسه، ولذلك لم يستطيع الشيطان اختراقه .
    ماذا تفهم من هذا الكلام ، أليس هذا الكلام يذكر بأن البشر لا يؤتمنوا في حفظ الرسالات ؟ .
    سبق أن طرحت هذا في موضوع مستقل وفيه ما يلي:
    سأل سائل: هل لديك دليل من القرآن ، فقط من القرآن، على أن في طاقة البشر أن يحفظوا وحي الله المنزل من الضياع والتحريف؟
    الجواب: نعم، الدليل هو قوله تعالى (إنا انزلنا التوراة فيها هدى ونور يحكم بها النبيون الذين أسلموا للذين هادوا والربانيون والأحبار بما استحفظوا من كتاب الله وكانوا عليه شهداء) ، فالتوارة وحي الله المنزل على بني إسرائيل والاية واضحة وصريحة أنهم "استحفظوا" ، والسين والتاء هنا للطلب كما هو معلوم في اللغة، أي طُلب منهم أن يحفظوا وحي الله ويكونوا عليه شهداء، ولو كان هذا مستحيلاً أو لا طاقة لهم به، لكن هذا من العبث الذي ينزه عنه الله تعالى، ولم يكن الله ليكلّف عباده أمراً ممتنع في ذاته ثم يذمهم عليه ويحاسبهم به، لأنه قال (لا يكلف الله نفساً إلا وسعها) ، فصح بالدليل من القرآن أن حفظ الوحي في وسع البشر لأن الله كلّف بني إسرائيل ذلك، فكل ما كلّف الله به فهو في وسع البشر، ولكن سبب ضياع الوحي وتعرضه للتحريف جاء من جهة إهمالهم وخيانتهم، لا من جهة كون الوحي يحتاج دائماً إلى حفظ خاص من الله تعالى، إذ لو كان الأمر كذلك لما استحفظهم من أول الأمر لأن الله كما أخبر عن نفسه (بعباده خبير بصير). فمن مجموع ما سبق يقال: السنة وحي يمكن حفظه ونقله ، لا يمتنع ذلك بل ولم يمتنع ذلك، ولكن قد يقول قائل: إذا كانت السنة وحياً فهل نقلت إلينا كلها، لم يترك منها شيء؟ فيقال: بيننا وبينك القرآن الذي ارتضيته حكماً - ونعم بكلام الله حكماً - ففيه أن الله قد يوحي بوحي فيذهب بما يشاء منه ويبقي ما يشاء ، قال تعالى (سنقرئك فلا تنسى إلا ما شاء الله) ، وقال (ما ننسخ من آية أو ننسها) ، فإذا كان يجوز أن يُنسي الله محمداً وأمته من بعده شيئاً من قرآنه ، بعد أن عرفوه وتلوه ، فالسنة كذلك من باب أولى يجوز عليها ما جاز على القرآن، فلا يبقى مع الأمة من القرآن والسنة إلا ما تحتاج إليه ، وتحتكم به، وما سوى ذلك مما علم الله أن الأمة ليست بحاجة إليه أو فيه فتنة لها أو للناس و غير ذلك، فقد أنساهم الله إياه، وكون الله قادر على أن ينسي عباده ما يشاء هو أمر مقرر في القرآن، فإن الله يتحكم في جميع حالات الإنسان النفسية قال تعالى (وأنه هو أضحك وأبكى) وهذه من ألزم الخصائص النفسية للإنسان ، فكذلك النسيان، يُنسي الله من يشاء ويذكّر الله من يشاء، لذلك قال الله عن وظيفة نبيه (فذكّر إنما أنت مذكّر) ، والشاهد أن القرآن نفسه دل أن في مقدور البشر حفظ وصون الوحي متى أخلصوا وصدقوا ، والوحي ليس له صورة واحدة فقد يكون بكتاب وقد يكون علماً بغير كتاب، فما نطق به الرسول مما هو تشريع فهو وحي وإن لم يجيء في القرآن ، والأدلة على ذلك من القرآن يمكن أن تفرد في موضوع طويل مستقل.
    والسؤال أيضا : إذا كان القرآن أصبح حصين ولا يستطيع الشيطان أن يخترقه ويحرفه،
    الشيطان لا يستطيع تحريف القرآن ولكنه يستطيع أن يعبث بفهمك للقرآن ويجعلك تحرف الكلم من بعد مواضعه. ولو كان القرآن بنفسه سبب تام - اي يؤثر بالضرورة على الفور - لهداية الناس واتحادهم لاجتمعوا على فهمه فهماً واحداً. فماذا أغنى القرآن عن الصوفية اللذين يقرؤون قوله تعالى (واعبد ربك حتى يأتيك اليقين) ويفهمونه على غير وجهه ؟ وماذا أغنى القرآن عن غلاة الرافضة اللذين يقولون أن الجبت والطاغوت في كتاب الله هما أبو بكر وعمر، وماذا سيغني القرآن عن منكري السنة وهم يفرقون بين الله ورسوله ، فيحرمون ما حرم الله ولكنهم لا يحرمون ما حرم رسوله بوحي من ربه (ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله)، وهم بذلك يشاققون الرسول ويتبعون غير سبيل المؤمنين (ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين) ومع ذلك (يحسبون أنهم يحسنون صنعا) و (لا يعلمون الكتاب إلا أماني) و (إذا قيل لهم تعالوا إلى ما أنزل الله وإلى الرسول) جاؤوا إلى ما أنزل الله فقط.

    فهل الأحاديث التي قسمت الأمة الإسلامية وفرقت المسلمين وأقامت بينهم الحروب والقتل منذ معركة الجمل وحتى يومنا هذا ، هل هذه الأحاديث حصينة أيضا من عمل الشيطان مثل القرآن الكريم المحفوظ بحفظ الله تعالى له . أم إن هذه الأحاديث مرتع للشيطان يفعل بها ما يشاء، لذلك وقفوا علماء المسلمين حيارى لا يدرون ماذا يفعلون فاضطروا إلى التجريح والتعديل، بل إلى التصحيح والتضعيف، بل قسموها إلى عشرات الأقسام بين مدلسات، وإسرائيليات،،،و،،،و،،،،و،،،الخ
    الأحاديث ! أية أحاديث، حديث "إنما الأعمال بالنيات" ! أم حديث "يسروا ولا تعسروا" أم حديث "لعن المسلم كقتله" أم حديث "لا يحل دم امرئ مسلم إلا بإحدى ثلاث..الخ" أم حديث "كلمتان خفيفتان على اللسان حبيبتان إلى الرحمن ثقيلتان في الميزان: سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم" أم حديث "من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع من ذنوبه كيوم ولدته أمه" ، لا أدري كيف أقامت هذه الأحاديث الحروب والقتل منذ معركة الجمل، هذا أمر. والأمر الثاني، لا أدري لماذا وبناءّ على أي دليل (قل هاتوا برهانكم) أو خبر صادق موثوق اعتقدت أن معركة الجمل وقعت اًصلاً وأن الأحاديث لها علاقة بالموضوع. ومادمت تحتج علي بالتاريخ فسأحتج عليك بالتاريخ وأنت من ابتدأت هذا. فأنا استطيع أن أقول في مقابل دعواك أن الأحاديث لم ترو وتحفظ وتكتب وتنشر وتنقد إلا لعكس ما ذهبت إليه تماماً ، فوظيفة السنة هو القضاء على الانحراف والبدعة والتفرق ولما زاد تفرق الناس واخلاتفهم زادت العناية بجمع سنة رسول الله ، قال ابن عباس : إنا كنا مرةً إذا سمعنا رجلاً يقول : "قال رسول الله صلي الله عليه وسلم ابتدرتْه أبصارُنا، وأصغيْنا إليه بآذاننا، فلما ركب الناسُ الصعبَ والذلولَ لم نأخذْ من الناس إلا ما نعرف"، فكما ترى جلياً ، حتى كبار الصحابة كانوا يحرصون على سماع الحديث ونقله حتى بعد مماته صلى الله عليه وسلم، فملما وقعت الفتن وكثر الاختلاف لم ينكروا السنة مثلكم وإنما عمدوا إلى الاحتياط ونقل ما يعرفون من الأحاديث لمن بعدهم. ولو أردت أن أملأ المنتدى بنقولات تاريخية مهمة تؤيد وجهة نظري لفعلت ولكني قد أخذت على نفسي – كما اتفقت معك – الاقتصار على كتاب الله وطريقة العرب في فهم الخطاب.
    ماذا نفهم من هذا التذكر والتذكير الذي جاء في القرآن الكريم يحذرنا تحذير واضح جدا ، في عدم البعد عن كتاب الله وإتباع آي سبل أخري تدبر :
    وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (153)الأنعام
    فهل عملنا بهذه الوصية
    أنا اعتقد أنكم لم تعلموا بهذه الوصية فإن سبيل الله هو سبيل المؤمنين اللذين لم يشاققوا الرسول (ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين)
    أما آية سورة الحشر يا أخي الكريم فهي آية للتشريع يجب الالتزام بحدودها، وعدم تحميلها أكثر مما تحتمل حتى لا تفرق بنا عن سبيله.
    لا داعي لمثل هذا الافتراض لأنه يفتقر إلى دليل مقنع، بل هو محض إدعاء إلى الآن ، لأنا لم نحملها ما يتعارض معها أو مع عموم دلالات نظائرها في القرآن، كما سيأتي بيانه إن شاء الله.
    وحتى لو تجاوبت معك في أن (ما آتاكم الرسول) هي آية عامة ، فما هو هذا الشيء الذي سيأتينا به الرسول غير القرآن الكريم ، وخصوصا أن الآية الكريمة لم تقل ( وما آتاكم النبي)
    هل معنى هذا أنه لأنه لم يقل (وما آتاكم النبي) أنه ليس نبياً في تلك اللحظة . ثم مادمت ترى أن لوصف النبوة أثراً فلم لم تجب عن هذه الجزئية في مشاركات سابقة:
    ...لأن الله قد فَصَلَ بين ثلاثة أشياء:
    1- الكتاب: فهناك تشريع في الكتاب والمطلوب هو تبليغه وتعليم ما فيه (بلغ ما أنزل إليك). فيبلغ المذكور فيه من أحكام وتشريعات ويعلمها للناس.
    2- الحكم: أي أن تشريع حكمي قضائي، يحصل بفقه النبي وعلمه، فإن وافق الحق أقره الله وإن لم يوافقه جاء الوحي بتصحيحه كما في قوله تعالى (يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك) ، وكما قال تعالى (يا داود إنا جعلناك خليفة في الأرض فاحكم بين الناس بالحق ولا تتبع الهوى) وتحذير داود من الهوى فيه دلالة على أن الله فعلاً قد أعطى النبي حرية الاجتهاد والحكم ولكن بشرط تحري الحق والعدل.
    3- النبوة: وهو التشريع الذي يحصل بسبب النبوة أي ما يحصل بنبوءة الله لنبيه ولو لم يُذكر في الكتاب (لأنه قد ذكر الكتاب وجاء به مستقلاً)، كما في قوله تعالى (قالت من أنبأك هذا قال نبأني العليم الخبير)، فالنبي قد يُنبأ بأشياء ليست في الكتاب، ويحصل هذا كثيراً وشواهده في القرآن. و السنة النبوية – بغض النظر الآن عن ما تعتبرونه مشكلة التصحيح والتضعيف وعلوم الرواية – تدخل دخولاً أولياً في التشريع الحاصل بسبب وصف النبوة.


    يا صديقي إن هذه الآية بالذات توضح وضوحا بينا أن كل ما يجب أن يتبع هو ما يوجد في القرآن الكريم فقط، بالإضافة إلى ما وصل إلينا عبر منظومة التواصل المعرفي والتي حفظها الله تعالى كما حفظ كتابه الخاتم
    .
    من فضلك فهمني المراد بقولك "منظومة التواصل المعرفي" فإنه اصطلاح حادث ...بل لا وجود له في القرآن البتة ، بخلاف لفظ "السنة" فعلى الأقل له أصل في القرآن وإن لم يطابقه تماماً.
    ولكن عندما تكلم عن الحدود فإن الأمر أصبح مردوده لله فقط " وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ" ولم يقل (ويتعد حدودهما).
    قال الله تعالى (ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله)، فما الفائدة من ذكر الرسول في هذه الآية إذا كان المحرم الحقيقي هو الله في القرآن فقط؟ وكذلك في قوله تعالى (وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول ) فذكر الرسول استقلالاً وأعاد ذكر العامل - فعل الأمر – مع الرسول، والقرآن لا يمكن أن يعبر بتعبير يلبس فيه على الناس أو يكون سبباً لضلال أكثر من ثلاثة أرباع الأمة، وقد قال الله عنه أنه (يهدي للتي هي أقوم) ، ونحن نعتقد أن هناك فرق مقصود وواضح بين الإفراد والاقتران، وإذا أردنا أن نأخذ بمعاييركم في طلب الحق لكنا تمنينا لو أن الله – سبحانه – لم يكرر هذا الاقتران في مواضع متعددة من القرآن وبأساليب مختلفة أيضاً
    ب-وهو ثانيا : المأثور عن النبي من أقواله وأفعاله وتقريراته وصفاته .
    والمعنى الثاني هو الذي أدى إلى انقسام الأمة الإسلامية إلى فرق وطوائف وأحزاب ، بحسب ما انتهى إليهم من آثار السنة النبوية بالمعنى الثاني والذى وصل إليهم عن طريق تراث كل فرقة.
    حسناً ، أراك لا تنفك عن الاحتجاج بالتاريخ ! فأقول: وما يدريك أن هذه الفكرة التاريخية التي في رأسك، والتي تهيمن على طريقة فهمك للقرآن، مبنية على نقولات تاريخية محرفة ومكذوبة ، فأنت بين أمرين: إما أن تثبت وفق المنهج القرآني (ائتوني بكتاب من قبل هذا أو أثارة من علم إن كنتم صادقين) أن مزاعمك حول تأخر التدوين وتأثير السنة السلبي صحيحة ، ولا سبيل لك إلى ذلك إلا بالاعتراف بأهمية التاريخ عموماً وعلم أصول الحديث خصوصاً في هذا الموضع أو تكف عن توليد الادعاءات والخرص (إن هم إلا يخرصون) فتصيب قوماً بجهالة بسبب عدم تثبتك وتبينك ، كما هو مؤسس في المنهج القرآني أيضاً ، وقضية التعامل مع التاريخ من خلال القواعد والضوابط القرآنية موضوع طويل ومستقل أتركه لوقته.

    وهو مضمون إشارة القرآن عن " الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا كل حزب بما لديهم فرحون"
    (من يطع الرسول فقد أطاع الله)
    أرجوا أن يكون الأمر أكثر وضوحا الأن
    موقفك من السنة هو الذي يزداد وضوحاً مرة بعد مرة.
    التعديل الأخير تم 01-24-2011 الساعة 01:18 AM

  6. #21
    تاريخ التسجيل
    Aug 2010
    الدولة
    مصر/ الأسكندرية
    المشاركات
    138
    المذهب أو العقيدة
    منكر للسنة

    افتراضي

    بسم الله الرحمن الرحيم
    الأخ الفاضل عبد الله الشهري
    لن أعلق على بداية ردك في موضوع التناقض، مادام الموضوع أصبح متفق عليه .
    ولكن في ردودك هذه المرة قد بدأت تتعرض لآيات التي عن طريق استقطاعها من السياق ، مع عدم رد المتشابه منها إلى المحكم ، هو الذي أدى إلى صناعة الفرق والمذاهب
    فمثلا عندما تقول مستخدما آية سورة الغاشية (فذكّر إنما أنت مذكّر) ، دون ذكر كيف سَيُذّكر رسول الله ،هل هذا التذكير عن طريق أحاديث للرسول ستتوارثها الأجيال جيلا بعد جيل، أم عن طريق أمر آخر وضحه الله وضوحا بينا ، وكل ما علينا معرفته هو تدبر القرآن الكريم فقط ، فأنظر ماذا يقول الله تعالى في كيف سيذكر رسول الله الناس ففي سورة الأعراف يقول الله تعالى :
    كِتَابٌ أُنْزِلَ إِلَيْكَ فَلَا يَكُنْ فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِنْهُ لِتُنْذِرَ بِهِ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ (2)
    أو قوله في سورة ق :
    نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَقُولُونَ وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِجَبَّارٍ فَذَكِّرْ بِالْقُرْآَنِ مَنْ يَخَافُ وَعِيدِ (45)
    وقوله تعالى في سورة العنكبوت :
    أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرَى لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (51)
    إذن فالأمر إلى رسول الله بأن يذكر إنما جاء ليذكر بالقرآن الكريم ، فهل يوجد لديك أنت يا أخى الكريم في القرآن الكريم ما يثبت بأن الرسول سيذَكّر بأمهات كتب الفرق والمذاهب المختلفة، التى روتها وصححتها وعدلتها علماء كل فرقة مذهبية طبقا لما ورثوه من أحاديث .
    ولكن أخطر ما ذكرته يا أخي الكريم هو ذكرك لقول الله تعالى (وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول) والتي بنيت على أساسها الفرق والمذاهب تراثهم الديني.
    في الواقع إن أمر طاعة الرسول هنا هو أخطر ما تستخدمه الفرق والمذاهب ، لذلك سأبدأ في الإجابة به أولا ثم أعود إلي باقي أدلتك لأفندها
    وعن هذه الطاعة لرسول الله أقول
    لقد أمر الله المؤمنين بطاعته، وطاعة رسوله، فقال تعالى :
    يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا (59)النساء
    وسأبدأ حديثي عن الطاعة بسؤال منطقي :
    هل كانت المرجعية الإلهية، المدونة في عصر الرسالة، والتي تستمد منها أحكام الشريعة الإلهية، التي أمر الله تعالى المؤمنين بطاعة الله ورسوله..، هل كانت كتابا واحدا، هو كتاب الله تعالى، الذي هو بين أيدينا اليوم؟! أم كانت عدة كتب : كتاب الله تعالي..، ومعه أمهات كتب الأحاديث المنسوبة إلي النبي، والتي هي بين اتباع الفرق والمذاهب المختلفة اليوم؟!
    إن صحابة رسول الله لم يكن في ذهنهم أصل تدوين أحاديث رسول الله، وإلا لجاءتنا كما جاء القرآن، إن كانت حقا من دين الله واجب الإتباع، فكيف لنا أن نتحقق اليوم، حسب أصول منهج التحقيق العلمي، من صحة وصدق نقل الرواة عن رسول الله، وبينهم وبين عصر تدوين أمهات كتب الحديث ما لا يقل عن قرنين من الزمان؟!
    نعود إلى الآية الكريمة ومسألة طاعة الرسول التي اعتبرتها كل فرقة خاصة بتراثها الديني
    لقد اعتبر القرآن الكريم كل من لم يرض بحكم رسول الله، بعد رد أمر التنازع إليه كافراً مخلداً في جهنم، وقد جاء هذا التحذير في سياق آيات خوطب بها المسلمون، فتدبر :
    ) تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (13) وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُهِينٌ (14) النساء
    تدبر العلاقة بين الأمر بطاعة الله ورسوله، والجزاء المترتب على ذلك في الآخرة وهو الجنة..، وبين النهي عن معصية الله ورسوله، والجزاء المترتب على ذلك في الآخرة وهو جهنم!!
    الأمر الذي يفهم منه أن طاعة الله ورسوله أو[معصيتهما] من أصول الدين التي يتوقف عليها إسلام المرء أو كفره، والتي يستحيل أن تخضع نصوصها لاجتهادات البشر، ومذاهبهم في التصحيح والتضعيف.
    ولمزيد بيان لهذه المسألة نتدبر هذه المجموعة من آيات سورة النساء :
    يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا (59)
    لقد سبق هذه الآية أمر من الله تعالى للمؤمنين، بإقامة العدل في حياتهم، ثم جاءت هذه الآية تأمرهم بطاعة الله [المشرع] وطاعة ولاة أمور المسلمين [المنفذين] لشريعة الله تعالى، ففي طاعتهم مظهر تفعيل هذا العدل وتحققه بين الناس .
    ولقد كان رسول الله، عليه السلام، في عصر الرسالة، هو إمام وولي أمر المسلمين، ولذلك كان المستحق لمطلق الطاعة، فهو القائم على تنفيذ شريعة الله بين الناس. لذلك لزم التفريق بين طاعة الإله المشرع، وبين طاعة القائمين على تنفيذ شريعته، بدءا برسول الله ثم ولاة الأمور .
    وهذا ما بينه القرآن على وجه الدقة بالفصل بين. " أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ"،
    المرجعية الشرعية : اتباع النص التشريعي الإلهي "........" أَطِيعُوا اللَّهَ".
    والمرجعية التنفيذية : اتباع القائمين على تنفيذ شريعة الله بين الناس "........" وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ". ونلاحظ عدم إضافة الطاعة لـ "أولي الأمر" لدخولها ضمن طاعة الرسول، كجهة تنفيذية، تبدأ بالمسئول التنفيذي الأول [الحاكم] ثم يتبعه من مستويات تنفيذية أخرى.
    لذلك جاء رد التنازع إلي الله والرسول فقط، أي إلي"النص التشريعي الإلهي" الذي يجب أن يؤمن به كافة المسلمين، حكاما ومحكومين..، ثم إلي الحاكم القائم على تطبيق و تنفيذ هذا النص بين الناس، من الناحية العملية.
    فإذا كان "النص التشريعي الإلهي" الذي سيرد إليه أمر التنازع، في عصر الرسالة كتابا واحدا، هو كتاب الله تعالى، والقائد والحاكم القائم على تنفيذ أحكام هذا الكتاب بين الناس، هو رسول الله، إذن فيجب أن يستمر هذا "الكتاب الإلهي" قائما بين الناس يحكم به، بعد وفاة الرسول، ولاة أمور المسلمين، إلى يوم الدين، بوصف أن هذا "الكتاب" هو رسالة الله العالمية الخاتمة، وآيته الدالة على صدق رسوله، عليه السلام.
    لذلك لم يربط الله تعالى حجية كتابه بحياة رسوله محمد، فجعل الكتاب "آية قرآنية" متجددة العطاء، علي مر العصور، وإلى يوم الدين. فهل يمكن أن تقوم مرويات الفرق والمذاهب المختلفة مقام "الرسول" الذي لم نعرفه إلا من خلال "آيته القرآنية"؟!
    هل يستوي طاعة الرسول، وهو يعيش بين قومه وصحبه الكرام، في عصر الرسالة، والتي يتوقف عليها إسلام المرء أو كفره..، مع طاعة الرواة والمحدثين فيما نقلوه إلينا من مرويات الفرق والمذاهب المتخاصمة، المنسوبة إلي رسول الله، كل حسب ثقافته ومعارفه وتوجهاته العقدية والتشريعية؟!
    إنه يستحيل مساواة طاعة رسول الله، عليه السلام، في حياته، بطاعة المرويات المذهبية، التي نسبها رواة المذاهب المختلفة إليه بعد وفاته !!
    إن المتدبر للسياق القرآني، يعلم علم اليقين، أن الرد إلي الله تعالى هو الرد إلى آيات ذكره الحكيم، وهذا قائم بين الناس إلي يوم الدين. أما الرد إلي رسول الله فيخص عصر الرسالة، حيث كان يمكن تحققه على وجه اليقين، سواء كان بالفصل في مسائل النزاع بين المسلمين،أو بينهم وبين ولاة أمورهم في البلاد .
    لذلك فإن عطف الرسول على لفظ الجلالة، " أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ"، عطف بدهي منطقي، لبيان أن القائم على تنفيذ شريعة الله بين الناس، كان في عصر الرسالة بشراً مثلهم، يُرد إليه أمر التنازع ، بصفته إمام وولي أمر المسلمين. ولقد بين السياق القرآني ذلك بقوله تعالى، بعد آية من السابقة :
    وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُودًا (61) فَكَيْفَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ ثُمَّ جَاءُوكَ يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ إِنْ أَرَدْنَا إِلَّا إِحْسَانًا وَتَوْفِيقًا (62) أُولَئِكَ الَّذِينَ يَعْلَمُ اللَّهُ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَعِظْهُمْ وَقُلْ لَهُمْ فِي أَنْفُسِهِمْ قَوْلًا بَلِيغًا (63)النساء
    لقد بين الله تعالى إن المرجعية المدونة، سواء كانت مرجعية عصر الرسالة، أو العصور التي بعده..، فهي محصورة في هذا المُنزّل : " تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنْزَلَ اللَّهُ". إذن فما هو هذا "المنزل" ؟!
    أليس هو :
    وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ (192) نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ (193)الشعراء
    وهذا له بحث خاص حول تنزيل رب العالمين ، ربما نذكره في وقت آخر .
    إن قوله تعالى : " تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ" يعنى الحضور والتواجد أمام الرسول شخصيا، الأمر الذي بينه قوله تعالى بعد ذلك، : " فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَعِظْهُمْ"..، فكيف يُعرض عنهم رسول الله بعد وفاته؟! وكيف يكون المعرض، أو المنكر، لمرويات رواة الفرق المختلفة، معرضا أو منكرا لشخص الرسول ولسنته؟!
    ويزيد السياق القرآني الأمر وضوحا، فيقول الله تعالى بعدها :
    وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللَّهِ وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّابًا رَحِيمًا (64)
    فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا (65) النساء
    فهل يمكن أن تحل مرويات الفرق والمذاهب المختلفة محل رسول الله في هذا السياق القرآني؟! هل قوله تعالى " جَاءُوكَ" يمكن أن يعني جاءوا المرويات التي نسبها الرواة إليه؟! وهل قوله تعالى : " يُحَكِّمُوكَ" يمكن أن تعني يحكموا المرويات التي نسبها الرواة إليه ؟!
    وهل قوله تعالى : " مِمَّا قَضَيْتَ" يمكن أن تعني مما قضي به الرواة والمحدثون؟! ثم كيف نحقق قوله تعالى " وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا" أمام هذا الكم الهائل من المرويات، التي نسبها الرواة والمحدثون، وعلماء الجرح والتعديل..، إلي رسول الله .
    فتدبر هذه المجموعة من الآيات لتزداد المسألة وضوحا :
    إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (51) وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ (52) وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَئِنْ أَمَرْتَهُمْ لَيَخْرُجُنَّ قُلْ لَا تُقْسِمُوا طَاعَةٌ مَعْرُوفَةٌ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (53) قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْهِ مَا حُمِّلَ وَعَلَيْكُمْ مَا حُمِّلْتُمْ وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ (54)النور
    لاحظ أن السياق القرآني يقول : " لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ" ، ولم يقل "ليحكما"، والذي يدل على أن المشرع واحد، وهو الله تعالى، وأن رسول الله هو المنفذ لشريعته، ثم يتحول الأمر إلى ولاة أمور المسلمين، بعد وفاته، عليه السلام .
    فعندما يكون كتاب الله، وآيته القرآنية ، هي المرجعية في رد التنازع بعد وفاة الرسول، من خلال ولاة الأمور، تتساوى هنا فاعلية الأمر الإلهي بطاعة الله ورسوله في عصر الرسالة، مع فاعليته في العصور التالية، ويصبح قول المسلمين، "سمعنا وأطعنا" له فاعليته على مر العصور. ويزداد الأمور وضوحا بتدبر هذه الآيات :
    يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَوَلَّوْا عَنْهُ وَأَنْتُمْ تَسْمَعُونَ (20) وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ قَالُوا سَمِعْنَا وَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ (21) إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ (22) وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْرًا لَأَسْمَعَهُمْ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرِضُونَ (23) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (24)الأنفال
    إنه بتدبر الآيات التي جاءت تأمر الناس بطاعة الرسول، نلاحظ أنها جاءت تخاطب المعاصرين لرسول الله، في فترة التنزيل واكتمال الدين.
    وتدبر أيضا هذه الآيات :
    يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ (27) وَاعْلَمُوا أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ وَأَنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ (28) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا وَيُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ (29) وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ (30) وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آَيَاتُنَا قَالُوا قَدْ سَمِعْنَا لَوْ نَشَاءُ لَقُلْنَا مِثْلَ هَذَا إِنْ هَذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ (31) وَإِذْ قَالُوا اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِنَ السَّمَاءِ أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (32) وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ (33)الأنفال
    إن فائدة السمع العمل بالمسموع، والذي يسمع الحق ولا يعمل به كالذي لم يسمع، فهما سواء في عدم الانتفاع بذلك المسموع، ولما كان الأمر بالطاعة كلاما يجب أن يطاع، فقد ظهر المقصود بقول الله تعالى: " وَلَا تَوَلَّوْا عَنْهُ وَأَنْتُمْ تَسْمَعُونَ"، وقولهم : " قَالُوا قَدْ سَمِعْنَا لَوْ نَشَاءُ لَقُلْنَا مِثْلَ هَذَا"!!
    وكلها أقوال لا يمكن تفعيلها بأي حال من الأحوال بعد وفاة الرسول، إلا بالقياس على موضوعاتها، وما يخص منها ولاة الأمور ليقوموا بتنفيذها .
    وتدبر أيضا هذه المجموعة من الآيات :
    ) مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ وَمَنْ تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا (80) وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِنْدِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ وَاللَّهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا (81) أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآَنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا (82) وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا (83)النساء
    إنه بتدبر الآيات السابقة، نلاحظ أنها جاءت تؤكد على التفاعل الحي، بين رسول الله عليه السلام، وقومه، وطاعته الواجبة عليهم والمتمثلة في الإيمان بـ " آيته القرآنية" واتباع شريعتها .
    كما جاءت تبين ضرورة أن يستعين أولو الأمر بأهل الحكمة والعلم والخبرة، في مجالات الحياة المختلفة، وأن يكونوا على دراية بمستجداتها وتطورها، لاتخاذ القرار السليم بشأنها. تدبر قوله تعالى : " وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ"
    لقد بين القرآن الحكيم أن على الناس أن يردوا مسائل النزاع بينهم، أو الشائعات المغرضة التي تهدد أمن البلاد..، إلى ولاة الأمور، الحاكم ومساعديه، الذين هم أهل الرأي والاختصاص، وجهة التحقيق الرسمية، والمسئولة عن تحقيق الأمن لمواطنيها.
    لذلك عقب السياق على ذلك بقوله تعالى : " لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ"، ولم يقل الله تعالى : لعلمه الرسول...، في الوقت الذي كان أمر الرد للرسول ولأولي الأمر معا .
    وليس الأمر بالطاعة خاصا فقط في حال وجود شائعات مغرضة، تهدد وحدة الصف، وإنما هو أمر عام، قد جاء القرآن ببيان بعض مسائله، ومنها أحكام الشريعة فكلها من المسائل التي تحافظ على وحدة الأمة، وسلامة تصرفات أفرادها، فتدبر :
    يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (90) إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ (91) وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَاحْذَرُوا فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ (92)المائدة
    فهل لدي علماء الفرق والمذاهب المختلفة، أصحاب منابر الدعوة، المحلية والفضائية، بلاغ مبين من رسول الله غير القرآن الكريم؟!
    أرجوا أن تقرأ ما كتبت جيدا فإن كان لك تعليق عليه، فأرجوا إضافته أما إذا لم يكن هناك تعليق فسأعود إلي باقي أدلتك لأعرضها واحدة واحدة، ومنها موضوع الناسخ والمنسوخ ، ومعنى الكتاب، والحكم، والنبوة ، ولأوضح أيضا "منظومة التواصل المعرفي" التي طلبت منى أن أوضحها.
    ملحوظة :
    إذا تأخرت عليك في الرد فذلك سيكون بسبب سفرى المحتمل أن يكون باكر ، والعودة الأحد إن شاء الله تعالى، أما إذا لم أسافر فسوف أتواصل مباشرة .
    تحياتى وهداك الله وهدانى صراطه المستقيم ،،،،،

  7. #22
    تاريخ التسجيل
    Dec 2010
    الدولة
    المملكة العربية السعودية
    المشاركات
    656
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    تذهب وتجيء بالسلامة ، وأرجو أن تتمهل حتى أكتب تعليقي على بعض ما ذكرت.

  8. #23
    تاريخ التسجيل
    Dec 2010
    الدولة
    المملكة العربية السعودية
    المشاركات
    656
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    ملاحظة واقتراح: لا حظت أخي يوسف أنك تجاوزت نقاطاً عدة لم تجب عنها مطلقاً ، مما تسبب في إحداث فجوات مؤثرة في تسلسل وبناء الموضوع. ولا أستطيع إكمال النقاش بدون التعرض لتلك النقاط. لذا اقترح أن اجمعها كلها بين يديك حتى تجيب عنها، لأن في تجاوزك لها مؤشر على أشياء كثيرة في ذهني عن مذهبك الذي اخترته لنفسك. لذا سأبدأ بطرح تلك النقاط، نقطة نقطة، حتى أضمن أنك أتيت عليها كلها، وطبيعة إجاباتك هي التي ستحدد قوة موقفك وصحة ما أنت عليه من عدمه. آمل من الإخوة المشرفين أن يبدوا رأيهم حول هذا جدوى هذا الاقتراح.

  9. #24
    تاريخ التسجيل
    Aug 2010
    الدولة
    مصر/ الأسكندرية
    المشاركات
    138
    المذهب أو العقيدة
    منكر للسنة

    افتراضي

    بسم الله الرحمن الرحيم
    الأخ الفاضل عبد الله
    أنا أعلم أن هناك نقاط لم أرد عليها ، وقد قلت في ردى السابق وبالحرف الواحد
    أرجوا أن تقرأ ما كتبت جيدا فإن كان لك تعليق عليه، فأرجوا إضافته أما إذا لم يكن هناك تعليق فسأعود إلي باقي أدلتك لأعرضها واحدة واحدة، ومنها موضوع الناسخ والمنسوخ ، ومعنى الكتاب، والحكم، والنبوة ، ولأوضح أيضا "منظومة التواصل المعرفي" التي طلبت منى أن أوضحها.
    وطبعا ما سأرد عليه في هذه النقاط سيشمل بعض الآيات التي إستشهدت بها في ردك السابق، لكننى بدأت بطاعة الرسول لإن فيها من الإجابات على كثير من نقاط الحوار بيننا، وحتي تكون واضحة أمام المتابعين .
    ومع ذلك أنا في إنتظار النقاط التي ستحددها حتى نضعها أمامنا للرد عليها كلها ، ولتكون هي المرجع لنا في الحوار

  10. #25
    تاريخ التسجيل
    Dec 2010
    الدولة
    المملكة العربية السعودية
    المشاركات
    656
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    الأخ الفاضل يوسف
    النقطة الأولى:
    قلت أنت :
    وَالْحِكْمَةَ : وتعليم الحكمة هنا بمعنى كيف يُستخرج من النص الأحكام والتوجيهات والمقاصد ، والحكمة مذكورة تفصيليا في القرآن الكريم ومن المؤكد إننا سنتعرض لها خلال حوارنا .
    قلت أنا: إذا كان الرسول قد علّم أمته كيفية استخراج الأحكام والتوجيهات والمقاصد، فأين هذا التعليم ؟ لا سبيل لمعرفة هذا إلا بنقل عن الرسول، فمن أين لنا الإطلاع على تعليم الرسول أمته كيفية استخراج الأحكام (والتوجيهات والمقاصد)؟

  11. #26
    تاريخ التسجيل
    Aug 2010
    الدولة
    مصر/ الأسكندرية
    المشاركات
    138
    المذهب أو العقيدة
    منكر للسنة

    افتراضي

    بسم الله الرحمن الرحيم
    الأخ العزيز عبد الله
    سأرد على سؤال الحكمة أولا ، وعندما أعود من السفر يوم الأحد إن شاء الله تعالى ستكون قد كتبت باقي النقاط فأقوم بالرد عليها بالترتيب>
    والآن إلى الحكمة في السياق القرآني، وكما أمرنا الله تعالى بها :
    إن الحكمة المنزلة ، نعمة من الله تعالى ، يؤتيها من يشاء من عباده.
    ) يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ (269)البقرة
    ولقد أتى الله آل إبراهيم الحكمة :
    ) أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ فَقَدْ آَتَيْنَا آَلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآَتَيْنَاهُمْ مُلْكًا عَظِيمًا (54)النساء
    وأتى داود الحكمة :
    فَهَزَمُوهُمْ بِإِذْنِ اللَّهِ وَقَتَلَ دَاوُودُ جَالُوتَ وَآَتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاءُ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَلَكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ (251)البقرة
    وآتى عيسى الحكمة :
    وَيُعَلِّمُهُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ (48)
    وآتى الله رسوله الخاتم محمدا الحكمة:
    ) ذَلِكَ مِمَّا أَوْحَى إِلَيْكَ رَبُّكَ مِنَ الْحِكْمَةِ وَلَا تَجْعَلْ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ فَتُلْقَى فِي جَهَنَّمَ مَلُومًا مَدْحُورًا (39)الإسراء
    إذن فالحكمة المنزلة على رسول الله محمد ،عليه السلام، ليست نصوص تراث بشرى ، تخضع للتصحيح والتضعيف، حسب شروط واجتهادات علماء الفرق المختلفة وإنما هى وحى إلهى ، آى إيتاء من الله تعالى ، يحمل للناس أصول الشريعة الحكيمة وأحكامها المستقيمة ، من تمسك بالعمل بها أتاه الله خيرا كثيرا.
    ودليل ذلك ، ما سبق هذه الآية من آيات ، جاءت تجمع أصول الشريعة الحكيمة واجبة الاتباع ، وآلتي تبدأ بالتوحيد الخالص :
    لَا تَجْعَلْ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ فَتَقْعُدَ مَذْمُومًا مَخْذُولًا (22)الإسراء
    وتنتهي هذه الأحكام بقوله تعالى :
    وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّكَ لَنْ تَخْرِقَ الْأَرْضَ وَلَنْ تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولًا (37) كُلُّ ذَلِكَ كَانَ سَيِّئُهُ عِنْدَ رَبِّكَ مَكْرُوهًا (38)
    ثم يعقب الله تعالى على هذه الأحكام بقوله تعالى :
    ذَلِكَ مِمَّا أَوْحَى إِلَيْكَ رَبُّكَ مِنَ الْحِكْمَةِ وَلَا تَجْعَلْ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ فَتُلْقَى فِي جَهَنَّمَ مَلُومًا مَدْحُورًا (39)الإسراء
    فهل يمكن أن تتساوى حجية هذه الأحكام، وقطعية ثبوتها عن الله تعالى ووجوب العمل بها..، مع مرويات المذاهب المختلفة ؟! لذلك كانت هذه "الحكمة" من محتوى الوحى القرآنى وصفة من صفاته ، نزلت مع الكتاب ، على رسول الله ، عليه السلام، ولقد جاء السياق القرآنى ببيان ذلك ، فى دعاء إبراهيم ، عليه السلام، فقال تعالى :
    ) رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (129) وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلَّا مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الْآَخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ (130)البقرة
    ولقد استجاب الله تعالى لدعوة إبراهيم ، عليه السلام، فقال تعالى :
    وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ وَرَحْمَتُهُ لَهَمَّتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ أَنْ يُضِلُّوكَ وَمَا يُضِلُّونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَضُرُّونَكَ مِنْ شَيْءٍ وَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا (113)آل عمران
    وجعل سبحانه وتعالى إنزال الكتاب والحكمة ، من نعم الله وفضله على الناس:
    وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ وَرَحْمَتُهُ لَهَمَّتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ أَنْ يُضِلُّوكَ وَمَا يُضِلُّونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَضُرُّونَكَ مِنْ شَيْءٍ وَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا (113)النساء
    والسؤال : هل "الحكمة" فى ذاتها مصدر تشريعي مستقل بأحكامه عن كتاب الله ؟!
    وإذا كانت مصدرا تشريعيا ، ككتاب الله ، إلا إنها استقلت عنه بالتشريع ..، إذا فلماذا اختلفت طبيعة نصوصها ، وخصائصها ، عن كتاب الله تعالى ن فلم يحفظها الله تعالى كما حفظ نصوص كتابه ؟!
    تعالوا إذا نفهم معنى "الحكمة" فى سياقها القرآني . قال تعالى :
    ) رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (129)
    لقد بين سياق الآية ، أن منهج التعلم "المتلو" على الناس ، هو الآيات القرآنية، تلك آلتي من درسها ، وعمل بها زكت نفسه ، وصار حكيما.
    وإن القائم بهذه العملية التعليمية الحكيمة ، لا يمكنه أن يخرج عن المنهج الذي أمر الله رسوله بتلاوته وهو "الآيات" آلتي احتواها هذا "الكتاب" وذلك لقوله تعالى عن الخطوة التالية ، وهى العملية التعليمية : " وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ"
    ومن هذه الحكمة المتعلمة ، تعلم كيف توضع الأحكام "المتلوة" موضع التطبيق السليم والاستنباط الحكيم ..، الذي يظهر التفاعل الحي ، بين الآيات القرآنية، وقواعد السلوك العامة ، بما يحقق التوازن النفسي والاجتماعي للناس .
    وبما أن لكل عصر ظروفه ومتطلباته وتحدياته ..، التى يجب أن تتماشى معها هذه العملية التعليمية ..، كان من "الحكمة" أن نتعامل مع "الكتاب" كآية قرآنية متجددة على مر العصور .
    فتعالوا نتدبر هذه الآيات التى حملت " الحكمة " للناس ، والتى أوحاها الله تعالى إلى رسوله محمد "عليه السلام" وهى الآيات من [22] إلى [38] من سورة الإسراء والتى تبدأ بحكمة التوحيد الخالص ، فيقول الله تعالى :
    ) لَا تَجْعَلْ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ فَتَقْعُدَ مَذْمُومًا مَخْذُولًا (22)
    وإن من الحكمة أن يقيم المسلم حياته وعلاقاته الاجتماعية على قوانين الحكمة بداية بإصلاح العقيدة ، وطرق التفكير والمنطق السليم ، وملازمة بر الوالدين .
    وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا (23) وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا (24) رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا فِي نُفُوسِكُمْ إِنْ تَكُونُوا صَالِحِينَ فَإِنَّهُ كَانَ لِلْأَوَّابِينَ غَفُورًا (25)
    ومن الحكمة إقامة الروابط الإنسانية ، وأعلاها حقوق ذوى القربى ، والمساكين وابن السبيل..، على المسلم أن يؤديها دون تفريط ، وليس تفضلا من أحد على أحد فالآمر هو الله تعالى ،الذى بيده مفاتيح كل شئ
    ) وَآَتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلَا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا (26) إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا (27) وَإِمَّا تُعْرِضَنَّ عَنْهُمُ ابْتِغَاءَ رَحْمَةٍ مِنْ رَبِّكَ تَرْجُوهَا فَقُلْ لَهُمْ قَوْلًا مَيْسُورًا (28) وَلَا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلَا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَحْسُورًا (29) إِنَّ رَبَّكَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ إِنَّهُ كَانَ بِعِبَادِهِ خَبِيرًا بَصِيرًا (30)
    ومن الحكمة ألا يقتل الإنسان أولاده خشية الفقر ، وإنما عليه أن يأخذ بأسباب الحياة ، ويستعين بالله تعالى ، ويعمل حسب ظروف بيئته ، الاجتماعية والمالية ، وعلى إخوانه أن يساعدوه على الخروج من أزمته بسلام .
    وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلَاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ إِنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْئًا كَبِيرًا (31) وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا (32)
    إن الذى يقتل طفله خشية الفقر، كالذي يقتل طفله خشية انكشاف جريمة الزنا، أو كالذي يضع ماءه فى رحم امرأة لا تحل له ..، فكلها أسباب تحلل المجتمعات وتفكك روابطها وانعدام الثقة بين أفرادها. لذلك جذر الله تعالى ، فى الآية السابقة ، من مجرد قربان الزنا
    ومع حكمة النهى عن قتل الولد خشية الفقر ، وقتل النفس الآدمية بفاحشة الزنا تأتى حكمة الحرمة المطلقة للاعتداء على النفس بوجه عام ، وأنه ليس لأحد أن يسلبها حريتها فى الحياة، إلا بالحق الذى أنزله الله تعالى فى كتابه.
    وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَمَنْ قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا فَلَا يُسْرِفْ فِي الْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنْصُورًا (33)
    ومن الحكمة رعاية اليتيم وتعهده، وتنمية ماله ، كما أن من الحكمة الوفاء بالعهد وتوفية الكيل والميزان ، لإقامة الثقة بين الناس فى تعاملاتهم.
    وَلَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئُولًا (34) وَأَوْفُوا الْكَيْلَ إِذَا كِلْتُمْ وَزِنُوا بِالْقِسْطَاسِ الْمُسْتَقِيمِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا (35)
    ومن الحكمة أن يقيم المسلم شريعته على العلم والحجة والبرهان ، فلا مكان فى دين الله تعالى للظن أو الوهم أو الخرافة. إنها مسئولية الإنسان في استخدام وسائل الإدراك على الوجه الذي أمره به ربه.
    وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا (36)
    ومن الحكمة ألا ينخدع الإنسان بمظهره ، أو بمركزه المالي أو الاجتماعي ، وينسى أن قيمته الحقيقة عند ربه فى التزامه بشريعته.
    وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّكَ لَنْ تَخْرِقَ الْأَرْضَ وَلَنْ تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولًا (37) كُلُّ ذَلِكَ كَانَ سَيِّئُهُ عِنْدَ رَبِّكَ مَكْرُوهًا (38)
    ذلك قبس مما أوحاه الله تعالى إلى رسوله من "الحكمة" والذي ينطلق من قاعدة التوحيد الخالص لله تعالى فتدبر :
    ذَلِكَ مِمَّا أَوْحَى إِلَيْكَ رَبُّكَ مِنَ الْحِكْمَةِ وَلَا تَجْعَلْ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ فَتُلْقَى فِي جَهَنَّمَ مَلُومًا مَدْحُورًا (39)
    لقد بدأت هذه المجموعة من الآيات بقوله تعالى : " لَا تَجْعَلْ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ فَتَقْعُدَ مَذْمُومًا مَخْذُولًا" وجاءت الخاتمة بقوله تعالى :" وَلَا تَجْعَلْ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ فَتُلْقَى فِي جَهَنَّمَ مَلُومًا مَدْحُورً"
    فهل وقفت على الحكمة ؟!
    حاول أن تجد علاقة الربط ، والمناسبة ، بين الآية الأخيرة ، وما حملته الآيات التى سبقتها من "حكمة" كمثال للعملية التعليمية التربوية ، التى جاءت بها نصوص "الآية القرآنية" متجددة العطاء إلى يوم الدين .
    ويمكننا القول بإيجاز :
    أولا : إن الحكمة هي الفهم الواعي لحقيقة التوحيد الخالص ، ولقوانين الحق ، والعدل التى جاء بها القرآن الحكيم، وجميع الرسالات السابقة لتذكير الناس بها..، فالقلب الحكيم يرفض أن يكون لهذا الوجود أكثر من إله.
    ثانيا : إن القلب الحكيم يرفض عقوق الوالدين ، فمن الحكمة بر الوالدين : (وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا)
    ثالثا : إن القلب الحكيم يعلم أن من الحكمة إيتاء الزكاة ، ودفع الصدقات ، فإن لم يدفع الأغنياء حق الفقراء والمحتاجين اختلت موازين القيم الإنسانية فى نفوس البشر وظهرالفساد بما كسبت أيدى الناس .
    رابعا : إن القلب الحكيم يعلم أن الإحصان ، وحماية أعراض الناس ، وحرمة قتل النفس إلا بالحق، وصيانة مال اليتيم، والعدل فى حقوق الناس ، والتواضع..، كلها أحكام وضوابط يجب أن تحكم سلوك المسلم وطريقة تفكيره.
    خامسا : إن الحكمة عطاء إلهى ، وصفة لنصوص " الآية القرآنية" الحكيمة..، التى يستحيل أن تخضع حجيتها لاجتهادات البشر ومدارسهم فى الجرح والتعديل .
    إن جماع الحكمة ، وموازينها ، موجود فى ثنايا الذكر الحكيم ، إنها دستور الأخلاق الذى حملته "الآية القرآنية" هداية للناس إلى صراط ربهم المستقيم . تدبر ماذا قال لقمان عليه السلام لابنه ، وهو يعظه :
    وَلَقَدْ آَتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ أَنِ اشْكُرْ لِلَّهِ وَمَنْ يَشْكُرْ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ (12) وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ (13) وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ (14) وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (15) يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِنْ تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ (16) يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ (17) وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ (18) وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ (19)لقمان
    هل وقفت على الحكمة المستنبطة من سورة المطففين والتى تضع الميزان الذى يضمن حلول مشكلات العالم المالية والاقتصادية
    وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ (1) الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ (2) وَإِذَا كَالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ (3) أَلَا يَظُنُّ أُولَئِكَ أَنَّهُمْ مَبْعُوثُونَ (4) لِيَوْمٍ عَظِيمٍ (5) يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ (6)
    وهل وقفت على الحكمة المستنبطة من سورة الحجرات ، والتي تضع الميزان الذي يضمن السلام النفسي والاجتماعي لشعوب العالم ؟!
    ) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ (6) وَاعْلَمُوا أَنَّ فِيكُمْ رَسُولَ اللَّهِ لَوْ يُطِيعُكُمْ فِي كَثِيرٍ مِنَ الْأَمْرِ لَعَنِتُّمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ أُولَئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ (7) فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَنِعْمَةً وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (8) وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ (9) إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (10) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَومٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (11) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ (12) يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (13)الحجرات
    وهكذا ..، هى "الحكمة" فى السياق القرآنى ، ولا أدرى ما علاقة هذا النور ، الذى يهدى الناس إلى صراط ربهم المستقيم..، بمرويات الفرق والمذاهب المختلفة التى يدعى علماء كل فرقة منها أن مروياتهم، هى التى حملت الحكمة الصحيحة؟؟؟!!!!
    إن الله تعالى كما وصف كتابه بـ "الحكمة" لما يحمله من شريعة ، حكيمة ٌ. قد وصفه بـ الفرقان ، وذكر أيضا أنه منزل ..، فتدبر :
    تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا (1)الفرقان
    فهذا الفرقان المنزل كالحكمة المنزلة ، ليس شيئا ملموسا ، وإنما هو عمل القلب وما يحمله الكتاب من حجج وبراهين ، يفرق الله بها بين الحق والباطل.
    ولقد شملت عملية الإنزال ما تعلمه الإنسان من كيفيات أداء العبادات والمهارات المختلفة ، كالزراعة ، والصناعة، التى نقلتها منظومة "التواصل المعرفى" .
    فتعلم كيف يصنع لباسه ، وقد ذكر أنه من المنزل :
    يَا بَنِي آَدَمَ قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآَتِكُمْ وَرِيشًا وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ ذَلِكَ مِنْ آَيَاتِ اللَّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ (26) الأعراف
    وعلم الله تعالى داود ، الذى أتاه "الحكمة" كيف يصنع لباس الحرب .
    وَعَلَّمْنَاهُ صَنْعَةَ لَبُوسٍ لَكُمْ لِتُحْصِنَكُمْ مِنْ بَأْسِكُمْ فَهَلْ أَنْتُمْ شَاكِرُونَ (80)الأنبياء
    ولقد بين الله تعالى أن هذه الصناعات من "الجعل" الإلهي ، آي التي يصل إليها الإنسان عن طريق الأخذ بالأسباب :
    ) وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِمَّا خَلَقَ ظِلَالًا وَجَعَلَ لَكُمْ مِنَ الْجِبَالِ أَكْنَانًا وَجَعَلَ لَكُمْ سَرَابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرَّ وَسَرَابِيلَ تَقِيكُمْ بَأْسَكُمْ كَذَلِكَ يُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْلِمُونَ (81)النحل
    ولا شك أن عملية الإنزال هذه تعنى إنزال الخامات التى تحتاج إليها هذه الصناعات، كما تعنى إلهام الله تعالى الإنسان كيف يصنع هذه الأشياء وسميت هذه العملية التعليمية إنزالا .
    ولقد أنزل الله تعالى أيضا الحديد :
    ) لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ (25)الحديد
    وهذا الميزان المنزل مع الكتاب ، هو موازين الحق والعدل الواجب إقامتها بين الناس..ن وليس مصدرا تشريعيا مستقلا عن الكتاب . وكذلك الحديد المنزل ، ليس مصدرا تشريعيا مستقلا..، وإنما يعنى مادته الأولية المخزونة فى الأرض ، وآلتي هي مقوم أساس من مقومات الحضارة وتقدمها.
    إن من عظيم نعم الله على الناس ، أن أوجدهم على هذه الأرض، وقد هيأ لهم كافة أسباب الحياة ، وأنزل لهم كل المتطلبات التى تعينهم على مهمة استخلافهم فى الأرض وألهمهم كيفية الانتفاع بها فتدبر :
    خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ الْأَنْعَامِ ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ خَلْقًا مِنْ بَعْدِ خَلْقٍ فِي ظُلُمَاتٍ ثَلَاثٍ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ (6)الزمر
    كما أنزل الله تعالى النور المبين :
    يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمْ بُرْهَانٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُبِينًا (174) فَأَمَّا الَّذِينَ آَمَنُوا بِاللَّهِ وَاعْتَصَمُوا بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِنْهُ وَفَضْلٍ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا (175)النساء
    فَآَمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالنُّورِ الَّذِي أَنْزَلْنَا وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (8)التغابن
    وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (52)الشورى
    فهل يمكن أن يكون هذا النور ، الذى أنزله الله تعالى على رسوله ، وأمر الناس بالتمسك والاعتصام به ، هو مرويات الفرق والمذاهب المختلفة ، آلتي يعتبرها علماؤها مصدرا تشريعيا مستقلا عن كتاب الله ؟!
    إننا إذا تدبرنا الآيات آلتي سبقت قوله تعالى :

    يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ (269)البقرة
    وهى الآيات من [261-268] استطعنا أن نقف على مزيد من عطاء "الحكمة" المستنبطة من نصوص "الآية القرآنية" آلتي جعلها الله حجة على الناس إلى يوم الدين.
    وإن "الحكمة" تستنبط مما يتلى من الكتاب ، وذلك فى حلقات العلم ، التى يجب أن تقام فى بيوت المسلمين أسوة ببيوت النبي . تدبر قول الله تعالى فى سورة الأحزاب :
    وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آَيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفًا خَبِيرًا (34)
    فقول الله تعالى : " وَاذْكُرْنَ" أمر بالتذكر والمذاكرة ثم قوله بعدها : " مَا يُتْلَى" بيان لموضوع التذكر ، وأنه متعلق بالآيات المتلوة ، وما يستنبط منها "الحكمة" وخاصة إذا كانت تتلى فى مجتمع النساء ، وتتعلق بأحكامهن .
    وخلاصة القول : إن "الحكمة" هى أن تضع الشيء موضعه ، حسب السنن الربانية . إن المسلم الربانى يصل إلى درجة من الحكمة تزداد بازدياد ثقافته العلمية المعرفية وتفاعله مع واقعه ، بما يحقق له ولأمته التوازن النفسي والاجتماعي .
    لذلك لا أكون مبالغا إذا قلت بأن مواضع الحكمة فى كتاب الله بعدد آياته ز
    واليوم ، وقد مرت على عصر الرسالة الخاتمة قرون طويلة ، من الفرقة والمذهبية والتخاصم بين المسلمين ، يستطيع كل إنسان، وفى آي عصر ، أن يقيم إسلامه على أساس "الآية القرآنية" المعاصرة له، وآلتي من خلالها يشهد شهادة علمية أنه "لا إله إلا الله " وذلك على أساس التفاعل الفطري ، بين آليات عمل القلب ، وآيات الأفاق والأنفس المبثوثة حوله فى هذا الكون..، وأن محمدا رسول الله على أساس ما شهد القرآن له به، شهادة علمية ، وليست وراثية..، وهذا ما علمناه عن رسول الله ، من كتاب ربنا :
    وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ (144)آل عمران
    مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا (40)الأحزاب
    وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَآَمَنُوا بِمَا نُزِّلَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَهُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَأَصْلَحَ بَالَهُمْ (2)محمد

    مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآَزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا (29)الفتح
    هذه هي الحكمة يا صديقى ، التى فيها يمترون .
    تحياتى وألقاك الأحد إن شاء الله تعالى .

  12. #27
    تاريخ التسجيل
    Jan 2005
    المشاركات
    982
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    الأستاذ يوسف..

    مادمت أنت ومحاورك الأستاذ عبدالله، قد اتفقتما على طرح النقاط التي تركت التعليق عليها لتعلق عليها قبل أن يرد عليك، فإن من تضييع قيمة الحوار أن ترد على كل نقطة يذكرها لك بعدة صفحات، لأنّه بعد أن تنتهي سيكون هو مطالبًا بالرد على ما لا يقل عن عشرين صفحة متفرقة لك في دفعة واحدة، وهذا ليس من مراعاة سير الحوار الذي تعودنا منك تفهمه، هذا بالنسبة للتطويل في الإجابة، وفوق ذلك فأنت لم تجب على السؤال فيما ظهر لي كمتابع للحوار، وبيان ذلك:

    أنت قلت: (وتعليم الحكمة هنا بمعنى كيف يُستخرج من النص الأحكام والتوجيهات والمقاصد ، والحكمة مذكورة تفصيليا في القرآن الكريم ومن المؤكد إننا سنتعرض لها خلال حوارنا .)
    فقال محاورك: (قلت أنا: إذا كان الرسول قد علّم أمته كيفية استخراج الأحكام والتوجيهات والمقاصد، فأين هذا التعليم ؟ لا سبيل لمعرفة هذا إلا بنقل عن الرسول، فمن أين لنا الإطلاع على تعليم الرسول أمته كيفية استخراج الأحكام (والتوجيهات والمقاصد)؟)

    فيمكنك أن تجيبه ببيان "أين" تعليم الرسول لأمته، أو أن تجيبه إجابة أخرى مختصرة في سطرين لا في صفحتين حتى يمكن مواصلة الحوار على الطريقة التي ارتضاها كلاكما، فهل تضع هذه الإجابة المختصرة تكرمًا وأقوم -كمنسق للحوار- أن أحذف الرد المطول السابق الذي سيضيع فائدة الحوار وأرسله لك لتحتفظ به لحين الحاجة لهذا التفصيل؟؟

  13. #28
    تاريخ التسجيل
    Dec 2010
    الدولة
    المملكة العربية السعودية
    المشاركات
    656
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    شكراً يا أخ يوسف، ولا أخفيك أن المشرف 4 قرأ ما في نفسي ، فهل يمكنك الإلتزام بالإجابة عن النقطة المطروحة بالذات فإن طول جوابك لم يغن شيئاً في نظري، وإن كنت راض عن جوابك هذا انتقلت لنقطة جديدة.

  14. #29
    تاريخ التسجيل
    Aug 2010
    الدولة
    مصر/ الأسكندرية
    المشاركات
    138
    المذهب أو العقيدة
    منكر للسنة

    افتراضي

    بسم الله الرحمن الرحيم
    الأخ الفاضل مشرف 4، وآخى الكريم عبد الله الشهري
    أولا دعونا نتفق إنني أتحاور مع أفاضل يحملون في داخلهم "الأحاديث" كحقيقة دينية لا ينسلخ عنها الدين الإسلامى، وأنتم نشأتم في هذا منذ نعومة أظافركم ، والمتابعون للحوار أيضا يرتدون نفس الثوب المحكم للأحاديث
    وكل ما أحاول أن أفعله هو سلخكم من هذا الثوب وذلك بتدبر آيات الله تعالى لنعود إلى القرآن الحكيم
    وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آَتَيْنَاهُ آَيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ (175)الأعراف
    إن موضوع الحكمة ظل مئات السنوات يفهمه المسلمون على أنه أحاديث الرسول المدونة بين أيديهم فكان لابد أن أوضح خطأ هذا المفهوم الملاذم للمسلمين ملاذمة الجلد للحم واعتمدت في ردى على نقاط محددة وذكرت الآتي :
    1/ إن الحكمة تنزيل من عند الله ، ووضعت الآيات الدالة على ذلك
    2/ أن الحكمة أتاها الله للأنبياء والرسل ، وذكرت الآيات الدالة على ذلك
    3/ الحكمة الخاصة برسول الله والمنزلة عليه، وذكرت الآيات الدالة على ذلك وهى الآيات من (الآية22 وحتى الآية 39) من سورة الإسراء
    4/ ثم قمت بتوضيح كيفية استنباط الحكمة من كل آية من هذه الآيات المنزلة بالحكمة على رسول الله
    5/ ثم ذكرت دعوة إبراهيم (رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ،،،،،،الآية )،،،، وقبل الله تعالى دعوة إبراهيم (وَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ)
    6/ ثم أوضحت ما معنى الحكمة المنزلة وهل هي مصدر تشريعي مستقل عن كتاب الله تعالى، أم إنها ضمن كتاب الله
    7/ وأخيرا قمت بالربط بين الحكمة المنزلة على رسول الله والحكمة المنزلة على الأنبياء والرسل لأثبت أن الحكمة تشريع قرآني محفوظ بحفظ الله تعالى له، وليست مصدرا تشريعيا خارجيا دونه البشر بعد وفاة الرسول بقرنين من الزمان .
    أنا أعلم إنني قد كتبت رد مطولا ، ولكنني أيضا كنت أعرض ردا أمام محاور ومتابعين للحوار يعتقدون منذ مئات السنوات أن الحكمة هي ما دون بعد وفاة الرسول بعشرات السنوات .
    فآي نقطة من النقاط السابقة كان يجب حذفها حتى لا يطول الحوار .
    أرجوا يا أخي الكريم (مشرف 4) ، ويا أخي (عبد الله ) المحاور الشريف أن تتعبوا أنفسكم بعض الشيء وتعودوا لقراءة ردى حول الحكمة ، وتقولوا لي في آي جزء أنا أطلت وكان لابد من حذفه.
    أنا في إنتظار باقى النقاط التى لم أرد عليها إذا كانت نقطة (الحكمة) قد تم الإجابة عليها بشكل واضح، أو العودة لمناقشة ما بها من نقاط غير مفهومة .
    ملحوظة :
    أرجوا أن تدعوا معي لمصر أن يلهم الله الحافظ ، شعبها وحكامها ، سواء السبيل ، وجادة الصواب، فإن مصر آمنة بأمر الله دائما (َ ادْخُلُوا مِصْرَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آَمِنِينَ ،،،، الآية)صدق الله العظيم

  15. #30
    تاريخ التسجيل
    Jan 2005
    المشاركات
    982
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    الأستاذ يوسف..

    بدايةً لا تعاملني كطرف في الحوار لأن دوري هو تنظيم الحوار ليس إلا، وبالفعل فقد أتعبت نفسي وقرأت ردك الذي يحاول سلخ الثوب عني قبل أن أكتب ما كتبت، وثالثًا إن وافق محاورك الأستاذ عبدالله على مسلكك في الجواب والاستمرار في استخلاص جوابك على النقاط التي يرى أنك لم تعلق عليها فسيستمر الحوار على هذه الصورة، وإلا فعليكما التوافق على سبيل آخر، وبانتظار ما يرضيكما.

صفحة 2 من 6 الأولىالأولى 1234 ... الأخيرةالأخيرة

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. محاضرة صوتية قيمة للدكتور عبدالله الشهري : العقل المستورد
    بواسطة أبو يحيى الموحد في المنتدى الصوتيات والمرئيات
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 10-24-2013, 06:00 PM
  2. مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 02-25-2011, 01:29 AM
  3. حجية الأحاديث في دين الله (حوارٌ ثنائي مع الأخ عبدالله الشهري).
    بواسطة youssefnour في المنتدى قسم السنة وعلومها
    مشاركات: 82
    آخر مشاركة: 02-25-2011, 12:55 AM
  4. أين الأمن والأمان عن الطفلة عيده بنت عبدالله بن نزال الشمري التي خطفت
    بواسطة ابوابراهيم في المنتدى قسم الحوار العام
    مشاركات: 7
    آخر مشاركة: 12-04-2009, 03:27 AM

Bookmarks

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
شبكة اصداء