السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
توصيف ماحدث .. لا يمكن إختصاره فى حكم واحد بلا شك ...
فهل خرج الشعب التونسى على حاكمه ..؟؟ ام فقط كان يحتج ..
ومن الذى خرج على الطاغوت وأسقطه ..؟
أليس الجيش ...؟ وأليس هذا الجيش لديه الشوكة والقدرة التى تعينه على إزاحة الكفر البواح الذى لنا فيه من الله برهان ..؟
ثم هل هذا الجيش خرج على الطاغية .. لأنه رأى منه كفراً بواحاً .. أم لأن قادته يريدون الإصطياد وتحقيق مكاسب ..
وليس فى دوافعهم إيمان ولا إسلام ....
وهل طالب المحتجون ... بإزالة الطاغية حقاً ... أم أنه جبان مثل كل الظلمة ...
لو أن برغوثاً على ظهر قملة .. يفر على الصفين منهم لولت ..؟
وهل إنزاح الطاغوت حقاً .. أم أن جسده باق .. ويركب رأساً جديداً .. يحمل نفس السم الزعاف واللسان المشقوق ..؟
وهل ماحدث وإن كان سببه الكبت وإضطهاد وتنحية مكانة الشرع والدين .. هل ما حدث بإسم الدين حقاً ..
وهل سيستفيد الإسلام مما حدث فى تونس ..
وما هو الوضع بعد ستة شهور من الأن ....
سئمنا والله .. من ثورات شديدة وآمال عريضة .. ذهبت بطاغوت لتأتى بآخر ..
و ثارت على إستبداد لتأتى بإستعباد .........
ولا أخفى شماتتى وفرحى .. فى بن على ... و طربى لرعدة الخوف تسرى فى جيف الطغاة جميعا ..
لكن .. الأيام حبلى .. والواقع مر ... والله ... لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم .. والسنن لا تحابى أحداً ..
وما زلنا بعيدين .. وبعيدين للغاية عن أسباب النصر والتمكين ..
وأيا كان ما حدث .. خروجاً .. أو حقا مشروعاً ...
أو ثورة لا ناقة لنا فيها ولا جمل .. أو غضبة لله .. أو جيش يعزل قائده
أو مظلوم ينتصف من جلاده ... فالكلام الأن حول حكم المتغلب وليس حكم الخروج ..
هل يجب على أهل تونس .. أنا يخضعوا ويسمعوا ويطيعوا للمتسلطين الجدد ..؟
أم أن عصا الترحال ..وسيف النضال .. لم يحن لها أن تلامس الأرض ..
وهل نكتفى بما حدث ..؟ أم نسعى للمزيد ...؟
على أية حال .. فالتفاؤل أولى .. ولعل جهود الدعوة فى ظل مناخ اكبر من الحرية ..
تعود بهؤلاء العطشى إلى النبع الصافى والمنهج الصحيح ..
والله أعلم .. وأحكم ... يدبر الأمر يفصل الآيات لعلكم بلقاء ربكم توقنون
Bookmarks