يقول الاستاذ محمد قطب فى كتاب جاهلية القرن العشرين
يوجد جماهير من الناس لا تكره الإسلام عقيدةً، ومع ذلك لا تحب تطبيقه فى واقع الحياة!
هذه الجماهير التى تريد الإسلام عقيدة مستسرة فى القلب أو- على أكثر تقدير- عقيدة يصلى لها الإنسان ويصوم! أما ما وراء ذلك فتعب قلب ليس له لزوم!!
إنهم يريدون البحبحة بغير قيود!
يريدون أن يتسلوا بالسينما- ولو كانت فاجرة- وبرقصات التليفزيون، وبالأغانى الفاضحة على أنها مجرد تسلية!
ويريدون أن يكذبوا ويغتابوا ويتجسسوا ((بحرية)) لا يقول لهم قائل: هذا حرام وهذا حلال!
ويريد رجال منهم أن يستمتعوا بالفتنة التى تعرضها المرأة فى الطرقات!
ويريد نساء منهم أن يستمتعن بالقدرة على إغراء أولئك الرجال! وأن يتبرجن فى الملبس والزينة بلا قيود!
ويريد أولئك وهؤلاء ألا يحسوا بأنهم مخطئون فى ذلك كله ما داموا((حسنى النية))!
ومن ثم فليكن الإسلام عقيدة مستسرة فى القلب، أو- على الأكثر- عقيدة يصلى لها الإنسان ويصوم! أما أن يصبح حياة حقيقية تحكم سلوك الناس الواقعى، وتلزمهم بتكاليف الإسلام فى الصغيرة والكبيرة، فى الملبس الشرعى والمأكل الشرعى و((الحكم بالشرع!)) فهذا- والله!- ليس له لزوم!
أولئك- وإن كانوا لا يكرهون الإسلام كرهاً حاقداً كالمثقفين!- إلا أنهم فى الحقيقة العميقة يكرهون حقيقة الإسلام!
Bookmarks