بسم الله الرحمن الرحيم
مراتب القدر
المرتبة الثالثة المشيئة
الحمد لله الذي خلق فسوى والذي قدر فهدى ، والذي أمات وأحيا ، والذي حكم على خلقه في هذه الدار بالموت والفنا ، والبعث إلي دار الجزاء والفصل والقضا ، لتجزى كل نفس بما تسعي ، كما قال في كتابه جل وعلا: (إِنَّهُ مَنْ يَأْتِ رَبَّهُ مُجْرِمًا فَإِنَّ لهُ جَهَنَّمَ لا يَمُوتُ فِيهَا وَلا يَحْيَا وَمَنْ يَأْتِهِ مُؤْمِنًا قَدْ عَمِل الصَّالحَاتِ فَأُوْلئِكَ لهُمْ الدَّرَجَاتُ العُلا جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالدِينَ فِيهَا وَذَلكَ جَزَاءُ مَنْ تَزَكَّي) ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادة لم تزل على ألسنة الرسل ، شهادة تضيء لنا أقوم السبل ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله الذي أظهر الله دينه على سائر الملل ، وأصلي وأسلم على سيدنا ومولانا محمد بن عبد الله ، صاحب المقام المحمود والحوض المورود ، واللواء المعقود ، فأكرم بمقامه وحوضه ولوائه ، وارضي اللهم عن آله وصحبه وأوليائه ، (يَا أَيُّهَا الذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَلتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لغَدٍ وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ وَلا تَكُونُوا كَالذِينَ نَسُوا اللهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ أُوْلئِكَ هُمْ الفَاسِقُونَ لا يَسْتَوِي أَصْحَابُ النَّارِ وَأَصْحَابُ الجَنَّةِ أَصْحَابُ الجَنَّةِ هُمْ الفَائِزُونَ لوْ أَنْزَلنَا هَذَا القُرْآنَ على جَبَلٍ لرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللهِ وَتِلكَ الأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا للنَّاسِ لعَلهُمْ يَتَفَكَّرُونَ) أما بعد .
يقول ابن القيم رحمه الله: مراتب القضاء والقدر التي من لم يؤمن بها ، لم يؤمن بالقضاء والقدر أربع مراتب المرتبة الأولى علم الرب سبحانه بالأشياء قبل كونها ، المرتبة الثانية كتابته لها قبل كونها ، المرتبة الثالثة مشيئته لها ، والرابعة خلقه لها ، والمقصود بمراتب القدر عند السلف المراحل التي يمر بها المخلوق من كونه معلومة في علم الله في الأزل إلى أن يصبح واقعا مخلوقا مشهودا ، وهذه المراتب تشمل كل صغيرة وكبيرة في الوجود ، كل مخلوق مهما كبر حجمه أو دق وزنه أو زاد قدره أو قل شأنه ، وقد ضربنا مثلا لذلك بأن أي مشروع أو بنيان تراه في أي مكان لا يأتي في لحظة أو ثوان ، بلا لا بد أن يمر بعدة مراحل ، فيبدأ المشروع أولا بفكرة في الأذهان ودراسة جدوى بدقة وإتقان ، قام فيها المهندسون بتقدير الحسابات وتحديد الإمكانيات ، ثم أعدوا تقريرا كتبوا فيه هذه المعلومات ، وجعلوا لها مجموعة من الملفات ، ثم يتوقف الأمر بعد ذلك على مشيئة صاحب المشروع ، وإرادته لتفيذ الموضوع ، فإن وافق تأتى المرحلة الأخيرة وهي مرحلة التنفيذ الفعلي للمشروع فينموا تحت إشراف المهندسين المختصين إلى أن يحين وقت كماله وتمام بنيانه ، فهذه مراحل تصنيع الأشياء بحكم العقل والفطرة ، فلا بد لصناعة الشيء من العلم والكتابة والمشيئة ثم مباشرة التصنيع والفعل ، فالله سبحانه وله المثل الأعلى منفرد بمراتب القضاء والقدر ، وهى العلم والكتابة والمشيئة ثم الخلق والتكوين .
وقد تحدثنا فيما سبق عن مرتبة العلم ومرتبة الكتابة ، واليوم نتحدث عن المرتبة الثالثة وهى مشيئة الله وإرادته الكونية ، فالمرتبة الثالثة من مراتب القضاء والقدر هي مرتبة المشيئة ، وهذه المرتبة قد دل عليها إجماع الرسل من أولهم إلى آخرهم وجميع الكتب المنزلة من عند الله ، والفطرة التي فطر الله عليها خلقه ، وجميع أدلة المعقول والمنقول ، وليس في الوجود أمر إلا بمشيئة الله وحده ، فما شاء كان ، وما لم يشأ لم يكن ، وهذا أصل عقيدة التوحيد ، وأساس بنيانها الذي لا يقوم إلا به ، والمسلمون من أولهم إلى آخرهم مجمعون على أنه ما شاء الله كان ، وما لم يشأ لم يكن .
التوحيد الحق أن يعلق العبد أفعاله علي مشيئة الله عز وجل في جميع الأوقات ، سواء في الماضي أو الحاضر أو المستقبل فكل يجري بتقديره ومشيئته ، ومشيئته تنفذ ، لا مشيئة للعباد إلا ما شاء لهم ، فما شاء لهم كان ، وما لم يشأ لم يكن يهدي من يشاء ، ويعصم ويعافي فضلاً ، ويضل من يشاء ويخذل ويبتلي عدلاً ، وكلهم يتقلبون في مشيئته بين فضله وعدله .
التوحيد الحق أن يعلق الموحد أفعاله بمشيئة الله عز وجل في جميع الأوقات ، سواء في الماضي أو الحاضر أو المستقبل ، فقد علمنا نبينا صلى الله عليه وسلم أن المسلم يقول فيما وقع من الأحداث ومضى انتهى: قدر الله وما شاء فعل ، ولا يقول: لو كان كذا وكذا ، لكان كذا وكذا ، فلا راد لقضائه ولا معقب لحكمه ، لاسيما بعد نفاذ أمره ووقوعه ، وإنما يجوز أن يقول ذلك فيما يستقبل ، فقد روى مسلم في صحيحه (6725) من حديث أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه ، أن رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم قال: (المُؤْمِنُ القَوِيُّ خَيْرٌ وَأَحَبُّ إِلى اللّهِ مِنَ المُؤْمِنِ الضَّعِيفِ وَفِي كُل خَيْرٌ ، احْرِصْ عَلى مَا يَنْفَعُكَ وَاسْتَعِنْ بِاللّهِ وَلاَ تَعْجِزْ ، وَإِنْ أَصَابَكَ شَيْءٌ فَلاَ تَقُل: لوْ أَنِّي فَعَلتُ كان كذا وكذا ، لم يُصبني كذا ، وَلكِنْ قُل: قَدَرُ اللّهِ وَمَا شَاءَ فَعَل ، فَإِنَّ لوْ تَفْتَحُ عَمَل الشَّيْطَانِ) .
وهنا تأتي المحاجة التي حدثت بين آدم وموسي عليهما وعلي نبينا أفضل الصلاة والسلام ، وموقف المسلم من الاحتجاج بالقدر ومشيئة الله علي معصيته فعند البخاري عن أبي هريرةَ رضيَ الله عنه عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: حاجَّ موسى آدَمَ فقال له: أنتَ الذي أخرجتَ الناسَ من الجنةِ بذَنبكَ وأشقَيتَهم ، قال آدمُ: يا موسى أنتَ الذي اصطَفَاكَ اللهُ برسالاتِهِ وبكلامِهِ ، أتلومُني على أمر كتبهُ اللهُ عليّ قبل أن يَخلُقَني ، أو قَدَّرَهُ عليَّ قبل أن يَخلُقني ؟ قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: فحج آدمُ موسى ، والاحتجاج بمشيئة الله وقضائه وقدره على المعصية له نوعان:
النوع الأول: وهو باطل عند السلف وهو الاحتجاج بمشيئة الله وقضائه وقدره علي المعصية التي وقعت ولم يتب منها العبد أو ما زال قائما عليها وهذا هو مذهب الجبرية ، يفعلون المنكر ويحتجون بقدر الله وأن ذلك فعله بهم ومشيئته التي لا يستطيعون دفعها كقولهم: (سَيَقُولُ الذِينَ أَشْرَكُوا لوْ شَاءَ اللهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلا آبَاؤُنَا وَلا حَرَّمْنَا مِنْ شَيْءٍ كَذَلكَ كَذَّبَ الذِينَ مِنْ قَبْلهِمْ حَتَّى ذَاقُوا بَأْسَنَا قُل هَل عِنْدَكُمْ مِنْ عِلمٍ فَتُخْرِجُوهُ لنَا إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلا الظَّنَّ وَإِنْ أَنْتُمْ إِلا تَخْرُصُونَ) (الأنعام:148) (وَإِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً قَالُوا وَجَدْنَا عَليْهَا آبَاءَنَا وَاللهُ أَمَرَنَا بِهَا قُل إِنَّ اللهَ لا يَأْمُرُ بِالفَحْشَاءِ أَتَقُولُونَ عَلى اللهِ مَا لا تَعْلمُونَ) (لأعراف:28) يقول ابن الجوزي : (ومن جملة ما لبس عليهم إبليس أنهم قالوا لو شاء الله ما أشركنا ، أي لو لم يرض شركنا لحال بيننا وبينه ، فتعلقوا بالمشيئة وتركوا الأمر ، ومشيئة الله تعم الكائنات) وقد احتج سارق على عمر رضي الله عنه بالقدر فقال وأنا أقطع يدك بقضاء الله وقدره .
فالذين يعتقدون أن العبد مجبور على أفعاله قسرا ، ولا فعل له أصلا كالريشة تحركها الريح في اتجاه الهواء ، رفعوا اللوم عن كل كافر وفاسق وعاص وأن الله يعذبهم على فعله لا على فعلهم وأعمالهم القبيحة ، ثم اعتقدوا أن المعاصي التي نهى الله عنها في كتبه وعلى ألسنة رسله إذا عملوها صارت طاعات لأنهم يقولون أطعنا مشيئة الله الكونية فينا ، وهذا كفر لم يسبقهم إليه إلا إمامهم إبليس اللعين ، إذ يحتج على الله تعالى بحجتهم هذه فقال: (رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لأُزَيِّنَنَّ لهُمْ فِي الأَرْضِ وَلأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ) (الحجر:39) (قَال فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لأَقْعُدَنَّ لهُمْ صِرَاطَكَ المُسْتَقِيمَ) (لأعراف:16) .
وقد جاء واحد من أهل الكتاب إلي شيخ الإسلام ابن تيمية يسأله عن القدر ويحتج به على معصيته فقال: أيا علماء الدين ذمي دينكم تحير دلوه بأوضح حجة ، إذا ما قضى ربي بكفري بزعمكم ولم يرضه منى فما وجه حيلتي ، دعاني وسد الباب عنى فهل إلى دخولي سبيل بينوا لي قضيتي ، قضى بضلالي ثم قال ارض بالقضا فما أنا راض بالذي فيه شقوتي ، فإن كنت بالمقضي يا قوم راضيا فربى لا يرضى بشؤم بليتي ، فهل لي رضا ما ليس يرضاه سيدي فقد حرت دلوني على كشف حيرتي ، إذا شاء ربى الكفر منى مشيئة فهل أنا عاص في إتباع المشيئة ، وهل لي اختيار أن أخالف حكمه فبالله فاشفوا بالبراهين غلتي ، فأجاب شيخ الإسلام الشيخ ابن تيمية مرتجلا الحمد الله رب العالمين سؤالك يا هذا سؤال معاند مخاصم رب العرش بارى البرية ، فهذا سؤال خاصم الملأ العلا قديما به إبليس أصل البلية .
النوع الثاني: من الاحتجاج بمشيئة الله وقضائه وقدره على المعصية ، هو الاحتجاج بمشيئة الله وقضائه وقدره علي المعصية التي وقعت ، وتاب منها العبد ، وندم علي فعلها ، وهذا جائز مشروع ، فعند البخاري من حديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: احتجَ آدمُ وموسى ، فقال له موسى: يا آدمُ أنتَ أبونا ، خيَّبتنا وأخرجتَنا من الجنَّة ، قال له آدم: يا موسى اصطفاكَ اللّهُ بكلامه وخطَّ لكَ بيده ، أتلومني على أمر قدَّرَهُ اللّه عليَّ قبل أن يخلُقَني بأربعين سنة ؟ فحجَّ آدمُ موسى ، فحجَّ آدمُ موسى ، ثلاثاً .
احتج علي موسي بالقدر وصح احتجاجه لأنه يجوز الاحتجاج بمشيئة الله وقضائه وقدره علي المعصية التي وقعت ، وتاب منها العبد ، وندم علي فعلها ، كالعاصي بعد توبته عندما يتذكر العصيان ، فيحمد الله على نعمة الإسلام ، ويقول قدر الله وما شاء فعل .
هذا بالنسبة لرد الأمر وفعل العبد إلى مشيئة الله فيما مضي من أفعال وأحداث أما رد الأمر إلي المشيئة في الحاضر فهو كقول الله تعالي: (وَلوْلا إِذْ دَخَلتَ جَنَّتَكَ قُلتَ مَا شَاءَ اللهُ لا قُوَّةَ إِلا بِاللهِ إِنْ تَرَنِ أَنَا أَقَل مِنْكَ مَالاً وَوَلداً) (الكهف:39) وهنا ينسب الموحد النعمة إلي المنعم ويرد الأمر فيها إلى مشيئة الله ، فالعبد الصادق الموحد مؤمن بأن الله قائم بالقسط والتدبير ، ومنفرد بالمشيئة والتقدير ، يتولى تدبير شئون العالمين ، وهو أحكم الحاكمين ، وخير الرازقين ، لا يطمع في سواه ، ولا يرجو إلا إياه ، ولا يشهد في العطاء إلا مشيئته ، ولا يرى في المنع إلا حكمته ، ولا يعاين في القبض والبسط إلا قدرته ، فعند ذلك يقول عندما يرى نعم الله ، ما شاء الله لا قوة إلا بالله ، وقال شعيب: (قَال يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَرَزَقَنِي مِنْهُ رِزْقاً حَسَناً وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالفَكُمْ إِلى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ إِنْ أُرِيدُ إِلا الإصلاح مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلا بِاللهِ عَليْهِ تَوَكَّلتُ وَإِليْهِ أُنِيبُ) (هود:88) .
روى النسائي 3773 وصححه الشيخ الألباني أَنَّ يَهُودِيًّا أَتَى النَّبِيَّ صَلى الله عَليْهِ وَسَلمَ فَقَال إِنَّكُمْ تُنَدِّدُونَ ، وَإِنَّكُمْ تُشْرِكُونَ تَقُولُونَ: مَا شَاءَ اللهُ وشئت وَتَقُولُونَ وَالكَعْبَةِ ، فَأَمَرَهُمُ النَّبِيُّ صَلى الله عَليْهِ وَسَلمَ إِذَا أَرَادُوا أَنْ يَحْلفُوا أَنْ يَقُولُوا وَرَبِّ الكَعْبَةِ وَيَقُولُونَ مَا شَاءَ اللهُ ثُمَّ شئت ، وعند أحمد في المسند 2557 من حديث ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ رَجُلا قَال يَا رَسُول اللهِ مَا شَاءَ اللهُ وشئت فَقَال جَعَلتَنِي للهِ عَدْلا بَل مَا شَاءَ اللهُ وَحْدَهُ .
روى الإمام مسلم (5816) وفي إثبات المشيئة المطلقة لرب العزة والجلال من حديث أَبِي هُرَيْرَةَ أن رَسُول اللّهِ قال: (قَال اللّهُ عَزَّ وَجَل: يُؤْذِينِي ابْنُ آدَمَ ، يَقُولُ: يَا خَيْبَةَ الدَّهْرِ فَلاَ يَقُولنَّ أَحَدُكُمْ: يَا خَيْبَةَ الدَّهْرِ فَإِنِّي أَنَا الدَّهْرُ أُقَلبُ ليْلهُ وَنَهَارَهُ ، فَإِذَا شئتُ قَبَضْتُهُمَا) .
وقوله: فَإِنِّي أَنَا الدَّهْرُ أي صاحبه ومقلبه بدليل قوله بعدها: أُقَلبُ ليْلهُ وَنَهَارَهُ ، لأن بعض من لا تحقيق له في العلم زعم أن الدهر من أسماء الله ، وهو غلط فإن الدهر مدة زمان الدنيا ، وعرفه بعضهم بأنه أمد مفعولات الله في الدنيا ، ولا يخفي أن من سب الصنعة فقد سب صانعها ، فمن سب نفس الليل والنهار أقدم على أمر عظيم بغير معنى ، ومن سب ما يجري فيهما من الحوادث ، وذلك هو أغلب ما يقع من الناس ، يقول بعضهم لعنة الله على الأيام أو غير ذلك ، فالدهر أو الليل والنهار لا فعل لهم ولا تأثير ، بل كل شيء بمشيئة الله ومراده الكوني .
ويذكر الإمام الشافعي أن العرب كان شأنها أن تذم الدهر وتسببه عند المصائب التي تنزل بهم من موت أو هرم أو تلف أو غير ذلك ، فيقولون إنما يهلكنا الدهر ، وهو تعاقب الليل والنهار ، ويقولون أصابتهم قوارع الدهر وأبادهم الدهر فيجعلون الليل والنهار يفعلان الأشياء ، فيذمون الدهر بأنه الذي يفنيهم ويفعل بهم ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تسبوا الدهر على أنه الذي يفنيكم ، والذي يفعل بكم هذه الأشياء ، فإنكم إذا سببتم فاعل هذه الأشياء فإنما تسبون الله تبارك وتعالى ، فإنه فاعل هذه الأشياء .
Bookmarks